إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تعلم الهيروغليفية ,,

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعلم الهيروغليفية ,,


    العلامات الهيروغليفية
    1. العلامات الصوتية
    Alphabetic signs -
    كل علامة تمثل صوتاً واحداً ولا يوجد تمثيل لمعظم الحروف اللينة Vowels:


    A كما فى الكلمة الإنجليزية apple: (شكل عقاب أو نسر)،

    B كما فى الكلمة الإنجليزية bat: ،

    W أو OO - صوتان - W كما فى الكلمة الإنجليزية won وOO كما فى الكلمة الإنجليزية boot: ،

    KH - ch كما فى الكلمة الإنجليزية loch: (شكل مشيمة الجنين)،

    K كما فى الكلمة الإنجليزية kitten: (شكل السلة)،

    N كما فى الكلمة الإنجليزية no: (شكل الماء)،

    H كما فى الكلمة الإنجليزية ha: (شكل خيط الكتان المجدول)،

    I - ee كما فى الكلمة الإنجليزية feet: ،

    G كما فى الكلمة الإنجليزية gold: ،

    P كما فى الكلمة الإنجليزية puppy: (شكل حصيرة)،

    F كما فى الكلمة الإنجليزية fan: (شكل أفعى بقرنين)،

    TH (شكل حبل): ،

    M كما فى الكلمة الإنجليزية mum: (شكل البومة)،

    S كما فى الكلمة الإنجليزية sit: (شكل طيّة من القماش)،

    J - dj كما فى الكلمة الإنجليزية edge: ،

    Y كما فى الكلمة الإنجليزية baby: ،

    SH كما فى الكلمة الإنجليزية shop: (شكل بِركة)،

    D كما فى الكلمة الإنجليزية dirt: ،

    Q كما فى الكلمة الإنجليزية quick: (شكل تل أو منحدر)،

    R كما فى الكلمة الإنجليزية rat: (شكل فم)،

    T كما فى الكلمة الإنجليزية two: (شكل رغيف)،

    L (شكل أسد):

    2. العلامات المقطعية Syllabic signs
    تُمثل 2 أو 3 حروف ساكنة Consonants:

    أور: ، مين: ، را: ،
    ميس: ، كا: ، مير: ،
    شا: ، نيب: ، بات: ،
    خيبير: ، سو:
    3. علامات تصويرية تُصور كلمات Word-signs
    وذلك باستخدام صور الأشياء ككلمات كاملة لتلك الأشياء، وتتبع هذا النوع من العلامات علامة قائمة Upright stroke للدلالة على أن الكلمة قد اكتملت فى علامة واحدة (أى فى علامة تُمثل شكل الشىء المراد كتابة اسمه).

    4. علامات مُحدِدة أو تحديدية Determinative
    عبارة عن صورة شئ يساعد القارئ على فهم المعنى المقصود، فمثلاً إذا كانت الكلمة المراد كتابتها تُعبر عن فكرة مجردة، كانوا يرسمون شكل لفة من ورق البردى مربوطة ومختومة للدلالة على أن معنى هذه الكلمة (الفكرة المجردة) يمكن التعبير عنه بالكتابة ولكن ليس بشكل تصويرى مباشر (وذلك على عكس الكلمات التى يمكن التعبير عنها بعلامات تصويرية مباشرة).

    الأعداد المصرية القديمة
    ابتكر المصريون القدماء نظاماً عشرياً يستعمل هذه الرموز:
    العدد 1:، العدد 2:، العدد 3:،
    العدد 4:، العدد 5:، العدد 6:، العدد 7:،
    العدد 8:، العدد 9:، العدد 10:،
    العدد 100:، العدد 1000:، العدد 10000:،
    العدد 100000:، العدد 1000000 (مليون):
    أمثلة:



  • #2
    تاريخ فك رموز اللغة المصرية القديمة
    إن علم المصريات لا يزال علماً حديث العهد، فلم يتسن لنا معرفة اللغة المصرية القديمة إلا منذ ما يقرب من قرن من الزمان.. كذلك لم نلم بعد بميدان علم المصريات بأكمله، فلازلنا فى مرحلة الاستكشافات، وتتواصل الحفائر بانتظام وتمدنا سنوياً بوثائق جديدة. ويجرى نشر ما سبق جمعه من آثار بشكل منهجى منسق. وطالما لم نصل بعد إلى معرفة كل المصادر التاريخية فلا يزال أملنا كبيراً فى الوصول إلى اكتشافات جديدة. بيد أن ما تجمع بين أيدينا من معلومات يكفى للشروع فى كتابة تاريخ الحضارة المصرية فى خطوطها العريضة.

    ولم يكن فى مقدورنا أن نعرض هذه الصورة الإجمالية عن الحضارة المصرية القديمة، على إيجازها فى هذه الموسوعة، لولا اكتشافات "جان فرانسوا شمبوليون" (1790-1832)

    Jean-François Champollion مبدع علم المصريات. وكان من النتائج المثيرة لمغامرات "نابليون"، أنها شدت انتباه العقول المتعطشة إلى المعرفة إلى الشرق.. إلى مصر. ويمكن القول دون مبالغة أن إعادة اكتشاف مصر القديمة يرجع إلى عام 1809 مع نشر كتاب "وصف مصر" De******ion de l'Egypteالذى وضعه علماء الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. لقد احتوى هذا المؤلف الهائل على مواد ومعلومات جديدة، فى نفس الوقت الذى بدأت فيه الحركة الرومانسية تحيى ذوق الماضى وذوق الشرق. وليس من قبيل المصادفة أن "ديلاكروا" Delacroixو"بيرون" Byronو"لامرتين" Lamartineعلى سبيل المثال لا الحصر، كانوا معاصرين "لشمبوليون"، وكانوا مثله مشدودين إلى عالم الشرق.

    وبطبيعة الحال لم يكن كافياً أن تتوفر الظروف المواتية، وأن يتوصل علماء البعثة الفرنسية فى مصر بفضل علمهم وعملهم الرائع الدؤوب إلى جمع المعلومات اللازمة لإنجاز هذا الاكتشاف، بل كان الأمر يحتاج أيضاً إلى العبقرية. وكان "شمبوليون" يمسك هذا الوهج الذى لا غنى عنه، فقد كان شغوفاً بمصر متحمساً لها منذ نعومة أظافره. وانكب يتعلم بجد كل ما يشفى غليل ما يراوده من شغف: أن يلم بتاريخ مصر. وفتح له تكوينه الكلاسيكى الطريق أمام المصادر اليونانية واللاتينية. ثم زاد عليها بفضل جهده الدؤوب، معارف متخصصة كان يدرك مدى فائدتها: ففى القرن السابع عشر برهن الأب "كيرشيه"
    P. Kircher، وهو من الآباء اليسوعيين (الجزويت)، على أن اللغة المصرية الكلاسيكية، لا تزال حية من خلال اللغة القبطية التى ظلت على أيامه لغة الحديث بين رهبان مصر (ولا تزال مستعملة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية إلى يومنا هذا فى أجزاء من الشعائر الدينية)، وظل الرهبان يستخدمونها حتى القرن التاسع عشر. ومن ثم تعلم "شمبوليون" اللغة القبطية وأضاف إليها دراسة العربية والعبرية. كما تعلم السريانية والأثيوبية و"الكلدانية" (الآرامية). وهكذا واجه "شمبوليون" مشكلة المشاكل، وهى فك الرموز الهيروغليفية، وقد تسلح لها أحسن تسليح.


    "حجر رشيد".
    كان أحد قواد "بونابرت" الفرنسيين قد اكتشف فى دلتا النيل كتلة من البازلت الأسود نقش على سطحها نص مدون بثلاثة خطوط مختلفة. هذه الكتلة الحجرية المعروفة اصطلاحاً بـ"حجر رشيد" نسبة إلى المكان الذى عثر عليها فيه، نشرت فى كتاب "وصف مصر". وعلى الفور صارت محل اهتمام الدوائر العلمية بالنظر إلى أهميتها. وفى واقع الأمر كان أحد الخطوط الثلاثة، وهو الخط اليونانى معروفاً، فأماط اللثام عن مرسوم صادر عن "بطليموس الخامس إبيفانوس (الظاهر)". أما الخطان الآخران، فكان يتكون أحدهما من علامات تشبه تلك التى تُشاهد على سطوح المبانى المصرية التى حفظها الزمن وهو الخط الذى يعرف اصطلاحاً منذ "إكليمندس السكندرى" بالخط الهيروغليفى (علامات الكتابة المقدسة) أما الخط الآخر – وهو مختلف كل الاختلاف، مع وجود بعض أوجه الشبه بينه وبين الخط العربى: فلابد أنه كان الخط الديموطيقى، وهو خط مختصر شاع استخدامه فى الوثائق الشعبية.
    وأقر الجميع على الفور وبحق، أن النصين الهيروغليفى والديموطيقى هما بكل بساطة ترجمة للنص اليونانى. وبدى أن المشكلة بسيطة: فالمطلوب قراءة وفهم لغة مجهولة تُرجم إليها نص مفهوم. وبالنظر إلى أن النصين المصريين لم يتركا فواصل بين الكلمات شأنهما شأن النص اليونانى – كان لابد من التوصل إلى موضع كل كلمة ومعناها ومحلها فى الإعراب. لقد وقفت نخبة من عقول هذا العصر الثاقبة عاجزة أمام هذه المشكلة السهلة الحل فى ظاهرها. زد على ذلك، أن المشكلة لم تطرح نفسها بالبساطة التى عرضنا لها. فبداية النقش الهيروغليفى كان مهشماً والباحثون يجهلون عدد السطور الناقصة. أما النص الديموطيقى فكان وحده سليماً. بادئ ذى بدء، تصدى "اكربلاد" Akerbladو"سيلفستر دى ساسى" Sylvestre de Sacyلهذا النص الأخير، وتوصلا إلى تحديد موضع أسماء "بطليموس" فى النص. ولم يذهبا إلى أبعد من هذا. وانكب "يونج" Young، الطبيب والفيزيائى البريطانى الذائع الصيت، على النص الهيروغليفى، فتوصل هو أيضاً إلى تحديد موضع اسم "بطليموس". واستخدم الأصوات التى اعتقد أنه قد استطاع استنتاجها، لمحاولة قراءة باقى النص، ولكن دون جدوى.
    عندئذ تدخل "شمبوليون" الذى كان يتابع فى شغف أبحاث من سبقوه. فمسألة المنهج هى التى كانت تقف فى واقع الأمر حائلاً دون تقدمهم. هل الكتابة المصرية تصويرية، فتشير كل علامة فيها إلى صوت واحد، كما هو الحال فى اللغات الحديثة. وما هى هذه الأصوات؟ وهل هى أبجدية أم مقطعية؟ إن "شمبوليون" نفسه قد تردد طويلاً. واكتشف بداية إن الحروف الساكنة وحدها هى التى تكتب مع إغفال الحروف المتحركة، شأنها فى ذلك شأن العبرية والعربية القديمة. فلا يتبقى من الكلمة سوى هيكلها العظمى. ومن فرط ما تلمس طريقه، ومن كثرة ما قلب المسألة فى ذهنه، لاحت له الحقيقة فجأة. إذ كان النص المصرى يحتوى بكل وضوح ورغم ما أصابه من تشويه على عدد من العلامات أكثر بكثير من النص اليونانى. وهى ظاهرة كانت تحتاج قبل كل شئ إلى تفسير. وأدرك "شمبوليون" على الفور أن هذه العلامات الزائدة مردها إلى حقيقة أن المصرية القديمة كانت فى آن واحد تصويرية وصوتية. أو كانت بعبارة أخرى، تضم علامات تُقرأ وأخرى لا تُقرأ – وهدفها تحديد معنى الكلمة فحسب. شرع "شمبوليون" يطبق ما توصل إليه من اكتشافات، فقرأ أول ما قرأ جميع أسماء الملوك اليونانيين، فى ترجمتها المصرية. ثم تصدى بعد ذلك للكلمات المصرية، بمعنى الكلمة. واعتمادا على إلمامه باللغة القبطية، لم يتوصل فحسب إلى قراءة اسم الملك رمسيس الشهير فحسب، بل نجح أيضاً فى فهم معنى الاسم ويعنى "رع (إله الشمس) أنجبه". وهكذا خطى الخطوة الفاصلة، فاستطاع أن يفهم الهيروغليفية (1822).

    ومن ذلك التاريخ فصاعداً، انكب "شمبوليون" على ما وقع بين يديه من نصوص، فعمل بنشاط منقطع النظير وتغلب على كل ما اعترضه من عقبات. وفى عام 1832، بعد مضى عشر سنوات على اكتشافه الأول، وضع كتاباً فى قواعد اللغة المصرية وشرع فى إعداد قاموس. وجمع خلال رحلة قام بها إلى مصر مادة لمجموعة من المؤلفات عن آثار مصر والنوبة. وأخذ يعد العدة للاستفادة من أعماله لإلقاء محاضرات فى "الكوليج دى فرانس"
    Collège de France، عندما وافته المنية وهو فى الثانية والأربعين من عمره، وقد أنهكه ما بذله من جهد جهيد.


    نقوش هيروغليفية تُزين أحد التماثيل.
    وحتى نوفى عمل "شمبوليون" حق قدره – إذ غالباً ما صدرت فى حقه أحكام مجحفة وغير منصفة – ينبغى أن نأخذ بعين الاعتبار مستوى معارف علم المصريات، قبل فك رموز الكتابة الهيروغليفية. فماذا كنا نعلم عن مصر قبل عام 1822؟ منذ أن أغلقت المعابد المصرية أبوابها فى القرن الرابع الميلادى اختفى كل من كان له القدرة على قراءة الهيروغليفية لتتحول كل الوثائق المصرية الأصلية إلى علامات صماء. فانحصرت معلوماتنا بالضرورة على ما كتبه المؤلفون الإغريق عن مصر، نذكر منهم "هيرودوت" و"ديودورس الصقلى" و"استرابون" و"بلوطارخوس". ويمكن أن نضيف إلى هذه المصادر بعض ما كتبه آباء الكنيسة، أمثال "أكليمندس السكندرى" و"يوسابيوس القيصرى".

    ولا ينبغى بالطبع التقليل من أهمية هذه المصادر الكلاسيكية، فمن وسط هذه المؤلفات، يشدنا أحدها بصفة خاصة. ففى زمن أحد البطالمة وضع كاهن مصرى يدعى "مانتون" تاريخاً لمصر تلبية لطلب الملك الإغريقى. ولو حفظ لنا الدهر هذا السفر كاملاً، لكان جليل الفائدة، نظراً لأن "مانثون" كان مازال يمتلك ناصية الهيروغليفية. وللأسف ضاع هذا المؤلف النفيس ولكنه تواتر إلينا على هيئة شذرات مبعثرة وردت ضمن ما استشهد به بعض الكتاب كالمؤرخ اليهودى "يوسفيوس" و"سكستوس يوليوس" المؤرخ الإغريقى الملقب بالإغريقى والمختصر الذى أعده عنه "يوسابيوس القيصرى". ومع ذلك فكل مانعرفه عن هؤلاء الكتاب الأواخر إنما وصلنا من خلال المصنف الذى صنفه "جورج السنسيلى"
    George le Syncelle فى النصف الثانى الميلادى.

    إن مؤلف "مانتون" كما وصلنا ليس سوى ظل لظل، والفائدة الوحيدة التى ندين بها له هو تقسيم تاريخ مصر إلى ثلاثين ولا تمثل جميع هذه المصادر مجتمعة سوى أقل القليل، إذ من الصعب أن نستفيد منها. وبالفعل لم يجمع أصحاب هذه المؤلفات ما توصلوا إليه من معلومات، مباشرة وبدون وسيط، بل لم يتعد كاتبوه عن كونه مجموعة من "القيل والقال". ثم جاء اكتشاف "شمبوليون" ليغير من وضع المسألة، إذ اضحت الوثائق المصرية سهلة المنال بعد أن كانت طلاسم وألغاز، وصار فى الإمكان التحقق من صحة المصادر الكلاسيكية واستكمالها. وشرعت مصر القديمة تولد من جديد.
    وبفضل الأسس التى وضعها "شمبوليون"، أمكن لعلم المصريات أن ينهض، ومازال يواصل نهوضه، بالنظر إلى أنه لم يتم إلى الآن حصر الثروات التى قدمتها لنا مصر القديمة، ولا هو على وشك أن يتم، فمازالت مصر القديمة تدخر لنا اكتشافات، على غرار اكتشاف مقبرة توت عنغ امون واكتشاف دفنات تانيس – "صان الحجر" حالياً – فى وقت لاحق. ومن ثم تظل مصر القديمة حاضرة – رغم كل ما يبدو من مظاهر – فنراها تبعث إلى الحياة أمام أعيننا مع كل صدفة تقود إلى اكتشاف جديد.
    ويتم نشر هذه الاكتشافات تباعاً فى العديد من الدوريات الفرنسية وغير الفرنسية، بلغات عديدة. وبالتدريج يزاح الستار عن حضارة كانت من الناحية العلمية فى طى النسيان قبل قرن ونصف من الزمان، وهو ما لا ينبغى أن يغيب عن بالنا.
    اللغة والكتابة المصرية القديمة
    إذا تركنا جانباً القسمات البدنية العرقية، فإن اللغة هى السمة المميزة لشعب من الشعوب. فما أصول اللغة المصرية إذن؟ ظل المتخصصون يتجادلون لفترة طويلة بين قائل بأصولها السامية وآخر يرى أن أصولها إفريقية. بل وذهب البعض إلى افتراض أن أصولها أقيانية! أما اليوم فيسود شبه اتفاق على أن المصرية والكوشية (اللغات السودانية) والبربرية واللغات السامية، تشكل كل منها مجموعة مستقلة عن الأخرى، وإن كانت جميعها مشتقة من لغة قديمة مشتركة. وهو ما يفسر، فى ذات الوقت، ما نلحظه من أوجه شبه عديدة بين المجموعات المختلفة وبالتحديد بين المصرية واللغات السامية وبين البربرية والمصرية. وهو ما يجعلنا أيضاً فى غنى عن الافتراضات التى كانت قد ظهرت – وعلى رأسها افتراض الغزو – والتى تكونت فى الماضى لتفسير أوجه الشبه هذه. ومن ثم ينتمى المصرى إلى غيره من شعوب إفريقيا البيضاء من حيث القسمات البدنية ومن حيث اللغة، على حد سواء.
    تواترت إلينا اللغة المصرية كتابة منذ العصر الثينى أو حوالى عام 3100 ق.م، ولذا تعتبر من أولى كتابات البشر المعروفة، ومن المفيد أن نطل عليها إطلالة سريعة. لقد سبق أن ألقينا نظرة على تاريخ فك رموزها. وعلى رأس ما يشدنا إلى هذه الكتابة أنها نشأت نشأة محلية أصيلة، فلم تستعر كل ما تستخدمه من علامات هيروغليفية من عالمى الحيوان والنبات فى وادى النيل فحسب، وهو برهان على أن ظهورها ونموها كانا ظاهرة محلية، بل تصور هذه العلامات أيضاً بعض الأدوات والأوانى التى كانت تستخدم فى مصر منذ العصر الأدنى للحضارات النحاسية الحجرية، وهو دليل على أن الكتابة هى بالقطع نتاج الحضارة المصرية دون غيرها، وأنها قد نشأت على ضفاف النيل.

    وقد وصلتنا الكتابة فى ثلاث صور مختلفة، يطلق على الأولى اصطلاحاً الهيروغليفية. وكانت وقفاً على الأنصاب والعمائر، فتدون كل علامة بمفردها مع الاهتمام الفائق بتفاصيل الرسم. فالطائر على سبيل المثال لا يشار إليه بخطوطه الجانبية وحسب، بل بشتى ملامحه الداخلية أيضاً مع توضيح الأجنحة والعينين والمخالب الخ.. وغنى عن البيان أن تدوين هذه الكتابة كان يستغرق وقتاً طويلاً، حتى مع اختزال الرسم، لأن الكلمة الواحدة قد تتكون من خمس أو ست علامات مختلفة. ومن ثم فقد استخدم المصريون منذ أقدم العصور كتابة مختصرة، تعرف اصطلاحاً بالهيراطيقية. وهى الكتابة التى اعتمدتها غالبية النصوص الادبيه والإدارية والقانونية المصرية التى بين أيدينا. وأخيراً، فقد تم اختصار الهيراطيقية بدورها فى العصر المتأخر، فنشأت الديموطيقية. والتطور الذى طرأ على العلامات الديموطيقية بلغ حداً يستحيل معه التعرف على النماذج الهيروغليفية الأصلية. استخدم الخط الديموطيقى فى تدوين العديد من الوثائق القانونية الهامة التى تعتبر غالباً مصدرنا الوحيد عند دراسة بعض المؤسسات.
    ومن الملاحظ أن الكتابة المصرية القديمة، سواء بالخط الهيروغليفى أو الهيراطيقى أو الديموطيقى – لم تتطور أبداً وظلت متمسكة بأصولها الأولى، رغم ما تمتلكه من علامات بسيطة، ولم تتحول أبداً إلى الكتابة الألفبائية، شأنها شأن الفينقيه واليونانية واللغات الحديثة، إلا مع التحول إلى اللغة القبطية فى العصور التالية، وهى اللغة التى مازالت تستخدم فى الكنيسة المصرية حتى يومنا هذا. وتُعد الكتابة القبطية كتابة ألفبائية حيث تستخدم مزيج من حروف خاصة بها وأخرى يونانية.
    ونظام الكتابة المصرية (ما قبل القبطية) تركيب معقد فى واقع الأمر. فمن ناحية كان بوسعها على الدوام أن تصور الماديات بصورها. فإذا أردنا كتابة كلمات مثل مجداف وقوس ومحراث الخ.. يكفى أن نرسم مجدافاً وقوساً ومحراثاً. ويُعرف هذا الضرب من الكتابة بالخط التصويرى، وشاع استخدامه فى الكتابة المصرية على مر العصور. بيد أن الخط التصويرى لا يصلح للتعبير عن كل شئ. فعلى سبيل المثال كيف يمكن تصوير الأفعال كالمشى والعَدْو والصعود أو الكلمات المجردة كالفكر والحب الخ.. وللخروج من هذه المشكلة، طبق المصريون قاعدة اللغز المصور، فقاموا بتفكيك الكلمات المجردة إلى عناصرها المكونة التى يمكن تمثيلها بأشياء لها صوت مماثل.

    ولتوضيح الأمر نختار مثالاً باللغة الفرنسية. كيف نكتب إذن كلمة
    Détourner – معناها: أدار (رأسه) – يبدل الاتجاه – حول (نظره) – بالاعتماد على الطريقة المصرية القديمة، يمكن أن نقسم الكلمة إلى ثلاثة عناصر ونرسم على التوالى "نرد" "Dé" ثم "برج" "Tour" وأخيراً "أنف" "Nez". انه مبدأ الكتابة الهيروغليفية ذاته كما استخدم فى العصر الثينى لكتابة أسماء الأعلام – ولكن هذا النظام كان فى حاجة إلى إضافات حتى يصبح صالحاً للاستخدام. وبادئ ذى بدء، قد تكون العلامة كقيمة صوتية مصدر غموض والتباس. فقد يفسر القارئ على سبيل المثال صورتى "البرج" و"الأنف" تفسيراً خاطئا ويقرأهما "قلعة" و"فتحة الأنف" مثلاً. وتجنباً لهذه الأخطاء أضاف المصريون علامة هجائية وضعوها أمام العلامة المقطعية أو خلفها لتحديد قراءتها. وقياساً على ذلك سنضع حرف "T" أمام "Tour" وحرف "Z" بعد "Nez" وأخيراً كانوا ينهون الكلمة بعلامة لا تقرأ وإن كانت تحدد القراءة المطلوبة بالإشارة إلى المعنى للكلمة، ومن خلال فكرة، كفكرة الحركة على سبيل المثال أو الشيخوخة أو القوت الخ.. وكانت هذه العلامات محددة بشكل ثابت ونهائى. وإذا عدنا للمثال الذى ضربناه لأضفنا إلى الرسومات السابقة رجلاً يدير رأسه توضيحاً لفكرة "أدار" التى تنطوى عليها الكلمة التى كتبناها بطريقة صوتية. فالكتابة المصرية تشمل إذن علامات صوتية على غرار حروفنا الهجائية إلى جانب العلامات التصويرية التى لا يوجد ما يناظرها فى لغاتنا، وإن ظلت الكتابة الصينية محتفظة بها. وإضافة إلى ذلك تتكون بعض العلامات الصوتية بدورها من حرفين ساكنين أو ثلاثة حروف ساكنة للرسم الواحد. إنها العلامات المقطعية.

    ويعتبر نظام الكتابة الهيروغليفية مرناً جداً، إذ يمكن أن تبدأ الكتابة من اليمين أو من اليسار، على حد سواء، بل وأيضاً من أعلى إلى أسفل. ويمكن تمييز اتجاه القراءة (من اليسار إلى اليمين أو بالعكس) من خلال أشكال الإنسان والحيوان المرسومة والتى تتجه بوجوهها دائماً ناحية بداية السطر. كما يتم القراءة من أعلى إلى أسفل. وهناك ما يشبه الإملاء. وتيسر الذاكرة عملية القراءة. وأخيراً، نجد أن العلامات المقطعية وهى كثيرة جداً، (إذ تبلغ عدة مئات من العلامات الشائعة)، يلحق بها دائماً علامة هجائية واحدة أو اثنتان أو ثلاث، تعزيزاً لها ومعيناً على القراءة. بيد أن المصرى لم يصل إلى حد اختراع الكتابة الهجائية كما نعرفها اليوم. ولم يكتف وحسب برفضه القاطع التخلى عن العلامات التصويرية والعلامات المقطعية وصولاً إلى اكتشاف الأبجدية، بل يبدو واضحاً أنه ابتعد عنها، أكثر فأكثر. لقد تباعدت الكتابة المصرية فى العصر المتأخر عن الكتابة الهجائية، بعد أن ضاعفت من العلامات المستخدمة، وفى مقدمتها العلامات التصويرية، بالمقارنة مع كتابة الدولة القديمة التى لم تسرف فى استخدام العلامات. وأخيراً، لم تُقْدِم الهيراطيقية والديموطيقية على تبسيط الكتابة بحذف العلامات غير الضرورية لكنها استخدمت خطاً يوفر كتابة أسرع.
    أما بالنسبة لقواعد اللغة فتتميز المصرية بأن موضع كل كلمة من كلماتها له ترتيبه الصارم الذى لا يحيد عنه، فتتعاقب الكلمات فى المعتاد على النحو التالى: الفعل فالفاعل ثم المفعول المباشر وأخيراً المفاعيل غير المباشرة. إن حالات الإعراب كما عرفتها اليونانية واللاتينية لا وجود لها فى المصرية. ولكنها تنفرد بمشكلة خاصة بها، ألا وهى أنها تفتقر إلى أدوات العطف والوصل. ويجد المرء صعوبة فى تحديد الرباط الذى يربط الجملة بما يسبقها أو يليها.

    من تعاليم "بتاهوتيب" (أو "بتاحوتب"): "لا حدود للفن، كما لا يوجد فنان أو صاحب حرفة متمكن بصورة كاملة تماماً من فنه أو حرفته".
    بعد أن تم فك رموز الكتابة أصبح فهم الوثائق المصرية القديمة متاحاً وباتت تكون فى الوقت الراهن أهم مصادر التاريخ المصرى وهى مصادر شديدة التنوع، وتضم: مسارد السير الذاتية المنقوشة بالهيروغليفية على اللوحات الحجرية وسطوح جدران مقابر الأفراد، والمسارد الرسمية للحملات الملكية وقد نُحتت فى الغالب على جدرانالمعابد والقوام الملكى المدونة على ورق البردى أو المنقوشة على الحجر، والنصوص الادبيه أو الإدارية المكتوبة بالخط الهيراطيقى على ورق البردى أو الألواح الخشبية الصغيرة أو لُخاف الفخار أو الحجر ("الأوستراكا"). كما أن هذه المصادر هى أحياناً مجرد أسماء حفرت على أشياء صغيرة أو جعارين أو تماثيل صغيرة. وبفضل هذا الحشد من الوثائق، أمكن إعادة كتابة تاريخ مصر كما نعرفه الآن.

    تعليق


    • #3
      روعة يا أخ عماد...

      أبداع في أبداع من أستاذ الحضارة الفرعونية في قدماء...

      أحنا حنصير خبرا بئا و نضارب عليك...
      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #4
        الوليد

        ههههههههههههههههههه

        يا راجل .. والله اتمنى يا صديقى كله علشان عيونك وعيون الناس المحترمين اللى فى

        المنتدى من الادراه والرواد .. المحترمين بس ... غرهم لا

        ههههههههههههههههههههههههه

        وانا تحت امر اى احد هنا لو عاوز يتعلم ...

        فى ناس بتدفع ملاين الجنيهات علشان تتعلم .. فى قدماء التعليم مجانى

        خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ

        تعليق


        • #5
          السلام عليكم
          أخي عماد الدين
          موضوع مميز من عضو مميز
          مشكو جدا على هذا الجهد و التميز .

          تعليق


          • #6
            سلمت يداك اخي ولله روعه بارك الله بك

            تعليق


            • #7
              مشكور اخي عماد الدين
              موضوع قيم ورائع
              جزاك الله عنا كل خير
              ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

              تعليق


              • #8


                اخوي عماد الدين . الله يعطيك العافية وما قصرت



                تعليق


                • #9
                  اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

                  تعليق


                  • #10
                    الاخ عمادالدين - سلمت يداك وجزاك الله خيرا -


                    موضوع شيق ومعلومات رائعة -

                    بانتظار المزيد منك -

                    تعليق


                    • #11
                      الاخ "عماد " موضوع ممتاز .بارك الله فيك

                      تعليق


                      • #12

                        أدوات الكتابة
                        لوحة لكاتب مصرى
                        Scribe من مقبرة "نباموم" Nebamum بـ"طيبة" (حوالى سنة 1400 ق.م).


                        استخدم المصرى القديم القلم المدبب المصنوع من البوص، والمداد الأسود أو الأحمر، والألواح الخشبية وأوراق البردى، وكانت كتب المصريين القدماء عبارة عن لفائف من قراطيس البردى، ومنها أخذنا معظم معلوماتنا عن حضارة المصريين القدماء.
                        ب – أنواع الأدب المصرى القديم

                        تعليق


                        • #13

                          تعليق


                          • #14
                            مشكووووور بارك الله فيك اخ عماد الدين
                            لاالة الا الله محمد رسول الله




                            http://www.tvquran.com/



                            http://www.freefileuploader.com/file...kjfom5mrhj.swf

                            تعليق


                            • #15

                              كتبت اللغة المصرية القديمة بأربعة خطوط هي الهيروغليفي والهيراطيقي والديموطيقى والقبطي ، ولم تكتب اللغة المصرية القديمة بالحروف المتحركة ، ولكن بدأ استعمال الحروف المتحركة فقط في اللغة القبطية وهى المرحلة الأخيرة في تطور اللغة المصرية القديمة ، وأول نص هيروغليفي يرجع إلي الأسرة الأولي حوالي 3000 ق . م وآخر نص هيروغليفي يرجع إلي عام 394 بعد الميلاد ، وهو موجود في بوابة الإمبراطور هادريان في جزيرة فيلة بأسوان ، وآخر نص ديموقيطى يرجع إلي عام 452 بعد الميلاد ، وهو موجود في بوابة الإمبراطور هادريان في جزيرة فيلة بأسوان أيضا اى حوالي 60 سنة بعد اختفاء الهيروغليفي . خطوط اللغة المصرية القديمة
                              1- الهيروغليفي وهي كلمة يونانية تتكون من مقطعين : المقطع الأول هيرو بمعنى مقدس ، والمقطع الثاني جليف بمعنى خط أو كتابة ، والكلمة كلها تعنى الخط المقدس أو الكتابة المقدسة ،
                              ولأنها عبارة من مصنوعات ومخلوقات الإله الأعظم خالق هذا الكون.
                              2- الهيراطيقي وهى كلمة يونانية معناها (كهنوتي ) وهو خط مختزل سريع ومتطور عن الهيروغليفي ، وقد اخترعه الكهنة ليواكب إيقاع الحياة السريع .
                              3- الديموطيقي وهى كلمة يونانية معناها (شعبي )أو (عامي) والديموطيقي هو الوحيد الذي يمكن أن نقول عنه خط ولغة في نفس الوقت ، وقد بدأت كتابته ابتداء من الأسرة 26 حوالي 650 ق .م ، واستمر حتي 452 بعد الميلاد ، اى ظل استعمالة حوالي ألف سنة .
                              4- اللغة هي آخر تطور للغة المصرية القديمة من ناحية اللغة والخط ، ولكنها كتبت بالأبجدية اليونانية ، بالإضافة إلي 7 حروف ديموطيقية هي شاى ، فاى ، خاى ، هورى ، جنجا ، تشيما، تى ، ونستطيع أن نقول أنها هي اللغة المصرية القديمة لغة أجدانا . وقد درس العلماء موضوع الأبجدية اليونانية ووصلوا إلي نتيجة في غاية الأهمية ، وهى أن اصل الأبجدية الفينيقية و الأبجدية اليونانية وهى الأبجدية الهيراطيقية المصرية القديمة ، ومعنى هذا أن العلماء المصريين القدماء لم يجدوا غضاضة من استخدام الأبجدية اليونانية في كتابة لغتهم المصرية القديمة ، لأنهم كانوا يعرفون أن أصل هذه الأبجدية هي الأبجدية المصرية القديمة ، ومن هؤلاء العلماء الذين اثبتوا هذه النظرية جاردنر وفرانسيس ليليان جريفت واليكس مالون وكورت زيته وكارل تيودور تساوتش ،راجع مقال عادل فريد ، الكلمات الديموطيقية المصرية القديمة الباقية في اللغة العامية في مصر – أسبوع القبطيات 2002 ) ، ومن الملحوظات الغريبة أن علماء الأقباط اسقطوا حروف ال ع وال غ وال ق من اللغة القبطية بالرغم من وجودها في الهيروغليفي والهيراطيقي والديموطيقى ، ونحن نعتقد أن هذا الحدث لكي يجعل علماء الأقباط نطق اللغة القبطية متوافقة مع نطق اللغة اليونانية ، لان اليونانية لا تحتوى علي هذه الحروف .
                              واللغة المصرية القديمة لها صله بمجموعة اللغات السامية مثل العربية والعبرية والآرامية والبابلية .....الخ . ولها صلة بمجموعة اللغات الحامية مثل لغة الجالا والصومالي ، واللغة البربرية في شمال أفريقيا .
                              وبعد انتشار المسيحية في مصر قل استعمال الخطوط المصرية الهيروغليفية والهيراطيقية حتى القرن الخامس الميلادي حين لم يعد لها استعمال علي الإطلاق . ولكن كان لا يزال بعض المصريين يعرف أسرار الهيروغليفية مثل رجل مصري يدعى حور أبوللو وهو رجل من صعيد مصر كتب كتاب أسماء هيروغليفي بالقبطية ، ولكننا عثرنا عليها فقط في ترجمة يونانية . وقد كتب أفكار صحيحة عن معاني كثير من العلامات الهيروغليفية ، علي سبيل المثال يذكر أن الاوزة تمثل كلمة الابن ، وذلك بسبب الحب الكبير الذي يبديه هذا الطائر تجاه صغاره ، وكذلك فان الأرانب يمثل كلمة (يفتح) لان عيون الأرانب تبقى مفتوحة دائما .
                              بعد ذلك عرف أن المصريين قد نسوا تماما خطوط لغتهم المصرية الهيروغليفية والهيراطيقية ، وأصبحت بالنسبة لهم مجرد طلاسم لا يعرف أحد معناها .
                              العثور علي حجر رشيد :
                              جاءت الحملة الفرنسية علي مصر بقيادة نابليون في عام 1798 ن وكانت هذه الحملة فاتحة خير علي مصر وعلي علم المصريات ، أو كما يسميه البعض الآثار المصرية . ففي عام 1799 عثر احد ضباط الحملة الفرنسة يدعي بوشارد علي حجر من البازلت السود في مدينة رشيد مكتوب بثلاث كتابات مختلفة . الجزء العلوي منه يحتوى علي نص هيروغليفي ، والجزء الثاني يحتوى علي نص ديموقيطى ، والجزء الثالث والأخير يحتوى علي نص يوناني وهو المشهور باسم حجر رشيد .
                              وقد خمن هذا الضابط أن الثلاث كتابات تعبر عن نص واحد ، وكان تخمينية صحيحا . ولما رأوا أن النص الأخير مكتوب باليونانية التي كانت معروفة في الجامعات الأوربية في هذا الوقت ، فقد فكروا في إمكانية فك رموز اللغة المصرية القديمة عن طريق الترجمة اليونانية الموجودة علي الحجر . وقد نقل حجر رشيد بعد ذلك إلي القاهرة ووضع داخل المعهد الوطني والذي كان قد تم تأسيسه حديثا ، أمر نابليون بعمل نسخ من هذا الحجر ، وتم إرسالها إلي مشاهير العلماء في أوربا ، وفد إحضار اثنين من امهر الفنيين من باريس لكي يقوموا بعمليه نسخ الحجر ، وتتلخص هذه العملية في وضع حبر طباعة علي سطح الحجر ، ثم يضعوا فوقه ورقا ويضغطوا حتى تظهر كل العلامات به . وبعد أن انتصر الأسطول الانجليزى علي الأسطول الفرنسي في عام1801 ، وقعت معاهدة استسلام ، وطبقا لي للمادة 16 منها تم تسليم حجر رشيد وآثار مصرية كبيرة أخرى إلي الأسطول الانجليزى ، وقد نقل حجر رشيد إلي انجلترا ثم عرض بعد ذلك في المتحف البريطاني بلندن ، وقد تم ترجمة النص اليوناني إلي اللغة الإنجليزية والفرنسية واللاتينية .
                              فك رموز اللغة المصرية القديمة :
                              وصلت نسخة من حجر رشيد إلي يد عالم الدراسات الشرقية الفرنسي سيلفستر دى ساسى الذي حاول فك الرموز ولكنه لم ينجح ، ثم أعطى هذه النسخة إلي دبلوماسي سويدي يدعى اكر بلاد الذي نجح في قراءة كل الأسماء الموجودة في النص الديموطيقي لأنها كانت مكتوبة بحروف أبجديه ، ثم تعرف علي كلمتي (المعبد)و(اليونانيين) وعلي الضمير المذكر الثالث (هو) ولكنه لم يستطع إحراز أي تقدم آخر لأنه اعتقد أن الديموطيقى عبارة عن حروف أبجدية فقط ، والحقيقة أن الديموقيطى به حروف أبجديه + علامات ثنائيه ورباعية+ مخصص للكلمات وهى ما اكتشفه عالم الفيزياء الانجليزى توماس يونج صاحب نظرية تماوج الضوء .
                              وقد تمكن يونج من فك رموز عدد كبير جدا من كلمات الهيروغليفي والديموطيقي لحجر رشيد ، ولكن النجاح النهائي لعملية فك رموز اللغة المصرية القديمة كانت علي يد العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبوليون الذي أعلن في عام 1822 نجاحه في فك اللغة المصرية القديمة ، ومنذ هذا التاريخ يعتبر علم المصريات قد ولد من جديد .
                              طريقة فك الرموز :
                              بدأ شامبليون بقراءة اسم الملك بطليموس عن طريق مقارنته بالنص اليوناني في حجر رشيد ، ثم قرأ اسم الملكة كليوبترا الموجود بالهيروغليفي واليوناني علي مسلة من فيله أحضرت إلى انجلترا ، ثم قرأ بقية أسماء البطالمة ثم أسماء الأباطرة الرومان لأنها كانت كلها مكتوبة بحروف أبجدية ، ثم قرأ أسماء الملوك الفراعنة وهذه كانت مكتوبة بعلامة هيروغليفية ، ثم نجح بعد ذلك في فك رموز الأفعال وحروف الجر وبقية النص بالكامل حجر رشيد :
                              يرجع تاريخه إلى عام 196 ق . م . العام التاسع من حكم الملك بطليموس الخامس ابيفانيس ، ويذكر النص المكتوب علي حجر رشيد أن المصريين قاموا بثورة عامة ضد البطالمة في الدلتا علي أساس انه حكم اجتبى ، ولكن بطليموس الخامس استطاع أن يخمد الثورة ويقضى علي الثوار ، وفي سبيل عودة الهدوء مرة أخرى إلي مصر قرر الملك منح المعابد والكهنة هبات كثيرة ، كما أمر بالعفو عن الثوار وتخفيض بعض الضرائب والتنازل عن بعض الضرائب الأخرى ، وإعادة بناء المقاصير والمعابد التي تهدمت وتزويدها بالهبات والمنح ، وقد أمر الكهنة بعمل تمثال للملك بطليموس الخامس في كل معبد ...الخ . وفي نهاية النص يذكر هذه العبارة ( يكتب هذا المرسوم بالكتابة المقدسة (الهيروغليفي) والديموطيقي واليوناني .
                              وقد أتت إلي مصر بعد حملة نابليون حملة علمية ألمانية بقيادة العالم ريتشارد ليبسيوس ، وأخرجت لنا مجلدات ضخمة من الآثار المصرية ، ثم قام الألمان بعمل جليل وهو عمل قاموس اللغة المصرية القديمة (هيروغليفي ألماني ) خمسة أجزاء + خمسة أجزاء شواهد النصوص + جزء ألماني + هيروغليفي + جزء أخير .
                              ثم قام العلماء من جميع أنحاء العلم بتأليف كتب في قواعد اللغة المصرية القديمة التي تشهد بأن هذه الحضارة قد وصلت إلى قمة التقدم العلمي والحضاري في هذا الوقت .
                              نصوص اللغة المصرية القديمة :
                              1-
                              نصوص دينية ومنها : أ‌- نصوص الأهرام و وجدت في أهرامات ملوك الأسرة الخامسة والسادسة ، وقد استخدمت نصوص الأهرام بعد ذلك من الأسر 9-11 داخل التوابيت الخشبية للأشخاص النبلاء . وتتكون نصوص الأهرام من خمسة أقسام :
                              نصوص درامية أو مسرحية _ صلوات وابتهالات _ نصوص تجلى _ نصوص علي هيئة أناشيد ومدائح وترانيم وتواشيح _ نصوص سحرية .
                              ب- نصوص التوابيت .
                              جـ - كتاب الموتى
                              د- كتابة البوابات هـ- كتاب الطريقتين (دليل العلم الآخر ).
                              حـ- كتاب ال ام دوات ( ما في العالم السفلي).
                              طـ- كتاب الأرض
                              ى ـ كتاب النهار والليل
                              ك- كتاب التجول في الأبدية
                              ل- كتاب التنفس
                              م- كتاب السماء
                              ن- محكمة العالم الأخر والتي بدأ ظهورها من عصر الأسرة الخامسة حوالي 2400 ق . م .
                              2- نصوص2 دينية لطقوس المعابد .
                              3- نشيد الملك اخناتون للإله أتون اله الشمس المعروف بالتوحيد ، وقد ذكر اخناتون في هذا النشيد اسم الإله الواحد الذي خلق كل شئ ، وعلماء المصريات يرون أن هناك شبها كبيرا بين هذا النشيد ومزمور 104 من مزامير داود النبي .
                              4- أسطورة هلال البشرية .
                              5-
                              ابتهالات للإله رع اله الشمس . 6- نصوص سحرية .
                              7- نصوص طبية .
                              8- نصوص حسابية ورياضية وهندسية 9- قواميس تحتوى علي قوائم بالطيور والحيوانات والحبوب وأجزاء جسم الثور وأسماء جغرافية .
                              10- نصوص إدارية مثل واجبات الوزير الموجودة في مبرة الوزير رخميرع الذي عاش في عصر الإمبراطورية وعصر الملك تحتمس الثالث.
                              11- خطابات خاصة وهى في منتهى الأهمية لأنها تعطينا فكرة عن الحياة اليومية في مص القديمة .
                              12- سجلات تاريخية مثل نصوص تحرير مصر من الهكسوس ، ومثل حوليات الملك تحتمس الثالث الذي قام ب 17 حملة عسكرية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، وأخضع جميع الشعوب الأجنبية لمصر ، وكانت مصر إمبراطورية عظيمة في هذا الوقت . ومثل نصوص معركة قادش . 13- نصوص أدبية تشمل قصص مثل قصة سنوهى وقصة الفلاح الفصيح ، وقصة الملاح الغريق ، وقصة الآخرين . 14- تعاليم ونصائح وحكم مثل تعاليم بتاح حوتب وكاجمن وتعاليم الملك امنمحات الأول وتعاليم مريكارع ، وتعاليم عنخ ششنقى. 15- شعر الحب وهو شعر راق جدا في معانيه وجمال صورة وأفكاره. 16- نصوص قانونية وتشمل عقود زواج وطلاق ، وبيع وشراء ، والوصية ، اتفاقيات وقضايا وتنازلات وتقسيم... الخ. 17- أغنى مثل أغنية العازف علي الهارب ،وهناك أغنية للعازف على الهارب في مقبرة نفر حيث وهو يحث سامعيه علي الأكل والشرب والمرح والاستمتاع بالحياة ، لان الموت قادم ولا يستطيع الإنسان أن يخبر بما عنده. العلامات الهيروغليفية:
                              العلامات الهيروغليفية في الدولة الوسطى عددها 750 علامة , ويمكن تقسيمها على الوجه التالي :
                              1-
                              الأبجدية وعددها 24 حرفاً . 2- علامات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية أي أن العلامة الواحدة تنطق حرفين أو ثلاثة أو أربعة .
                              3- المخصص وهو علامة هيروغليفية تخصص الكلمة وتوضح معناها .
                              أشكال العلامات الهيروغليفية : وهي منظمة في مجموعات كالتالي :
                              1- الرجل وأوضاعه المختلفة سواء كان جالسا أو واقفاً أو يؤدي إحدى الحركات وعددها 55 علامة هيروغليفية .
                              2- المرأة وأوضاعها وعددها 7 علامات .
                              3- الآلهة المختلفة وعددها 20 علامة .
                              4- أجزاء جسم الإنسان وعددها 63 علامة .
                              5- الحيوانات وعددها 34 علامة .
                              6- أجزاء جسم الحيوان وعددها 52 علامة .
                              7- الطيور وعددها 54 علامة .
                              8- أجزاء جسم الطيور وعددها 8 علامات .
                              9- الزواحف وعددها 9 علامات .
                              10- السمك وعددها 7 علامات .
                              11- الحشرات وعددها 7 علامات .
                              12- الأشجار والنباتات وعددها 44 علامة .
                              13- السماء والأرض والماء وعددها 42 علامة .
                              14- المباني وأجزاء المباني وعددها 51 علامة .
                              15- السفن وأجزاء السفن وعددها 11 علامة.
                              16- الأثاث المنزلي والجنائزي 7 علامات .
                              17- أثاث المعابد والرموز المقدسة 25 علامة .
                              18- التيجان والملابس 45 علامة .
                              19- أدوات الحرب والصيد والذبح 35 علامة .
                              20- أدوات الزراعة والمهن الأخرى 41 علامة .
                              21- حبال وسلاسل وشنط 38 علامة .
                              22- أواني حجرية وفخارية 25 علامة .
                              23- الخبز والكعك 8 علامات
                              24- 24 أدوات الكتابة واللعب والموسيقى 8 علامات .
                              25- علامات الجمع والهندسة 11 علامة .
                              26- العلامات المشكوك في معناها وماذا تمثل في الطبيعة 31 علامة .
                              وفي العصر اليوناني الروماني زاد عدد العلامات زيادة كبيرة بلغت عدة آلاف علامة وأصبح هناك قراءات جديدة لبعض العلامات لدرجة أن اللغة المصرية القديمة في العصر البطلمي الروماني تعتبر تخصص فريد في اللغة المصرية القديمة . وهناك تشابه وتكامل كبير بين قواعد اللغة المصرية القديمة وقواعد اللغة القبطية فعلى سبيل المثال الجمل الرئيسية فعلية أو أسمية , في الفعلية حينما تكون كاملة تتكون من (1) الفعل , (2) الفاعل , (3) المفعول به , (4) شبه الجملة (حرف جر + اسم ) . وهناك أنواع أخرى من الجملة الفعلية مثل : فعل + فاعل فقط . والجملة الاسمية من ناحية الخبر تتكون من ثلاثة أقسام : أ‌- جملة أسمية خبرها ظرف أو جار ومجرور والمبتدأ هنا من الممكن أن يكون اسم أو ضمير . ب- جملة أسمية خبرها اسم أو ضمير وهذا النوع من الجمل أحياناً يكون به عنصران فقد أي مبتدأ + خبر , وأحياناً أخرى به ثلاثة عناصر عدد (2) مبتدأ , المبتدأ الأول طبقاً للفعل والمنطق وهو المبتدأ الحقيقي للجملة والمبتدأ الثاني طبقاً لقواعد النحو + الخبر وهي الحالة التي يكون ضمير الإشارة هو المبتدأ النحوي للجملة . وضمير الإشارة المذكر هذا كان معناه أصلاً "هذا" ولكنه تطور في اللغة المصرية القديمة ليصبح معناه He ,She ,It ,They هو , هي , أو هي لغير العاقل وهم , وفي اللغة القبطية أصبح ضمير الإشارة هذا ثلاثة مذكر PE ومؤنث TE وجمع NE , وأصبح يقوم بدور المبتدأ الحقيقي للجملة بالخبر . جـ - جملة أسمية خبرها صفة : الجملة الفرعونية أو الجملة التابعة Subordinate clause وهي التي تتبع الجملة الرئيسية أو الأساسية . كذلك الضمائر فتحتوي اللغة المصرية القديمة على أربعة أنواع من الضمائر هي : 1- الضمائر المتصلة Suffix pronouns 2- الضمائر الإسنادية وهي تحتاج أداة تسندها Dependent Pronouns 3- الضمائر المستقلة Independent Pronouns 4- الضمائر المركبة Compound Pronouns وقد استمرت ثلاثة أنواع من هذه الضمائر في اللغة القبطية هي الأول والثالث والرابع , وسقط منها النوع الثاني وهو Dependent Pronouns . الصفة : لها ثلاثة استخدامات مختلفة في اللغة المصرية القديمة : 1- كصفة وفي هذه الحالة فإنها تتبع الموصوف في العدد والنوع . 2- كخبر وفي هذه الحالة فإنها تسبق المبتدأ . 3- كاسم وفي هذه الحالة فإنها تحتاج إلى مخصص . وهناك قاعدة هامة في اللغة المصرية القديمة واستمرت في اللغة القبطية وهي التقديم للتأكيد . Emphasis by anticipation or Anticipatory Emphasis وهذه القاعدة استخدمت في الجمل الفعلية والاسمية على حد سواء . وهناك أيضاً حروف الجر البسيطة وحرف الجر المركبة . كما أن هناك عدداً كبيراً من الأدوات لا تستطيع أن تقف بداية الجملة Enclitic Particles , وأخرى تستطيع أن تقف في بداية الجملة Non Enclitic Particles . كما أن هناك فضلاً عن الأفعال المساعدة في اللغة المصرية القديمة والتي استمرت أيضاً في اللغة القبطية . ونظام الفعل في اللغة المصرية القديمة هو أصل نظام الفعل في اللغة القبطية مثل المصدر Infinitive والحال Old Perfective والصيغة الزائفة للفعل Pseudo Verbal construction وصيغة الأمر , كذلك صيغة اسم الفاعل واسم المفعول Participle وصيغة الصلة Relative Form .

                              تعليق

                              يعمل...
                              X