إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطيور - ملف شامل

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطيور - ملف شامل






    [glow1=#520606]الطيور[/glow1]




    (I) مقدمة




    توجد الطيور فى الغابات والصحارى وفى الجبال والبرارى وفوق جميع المحيطات . ويوجد حوالى 10000 نوع و22000 تحت نوع من الطيور(1) وبذلك يفوق عددها بقية الفقاريات فيما عدا الأسماك ويعتقد البعض أنها أجمل المخلوقات .

    وقد تبين أن أربعة أنواع من الطيور زارت القطب الشمالى وأن طائراً واحد هو الكركر وجد فى القطب الجنوبى. وأن الظاهرة الفريدة التى تميز الطيور عن بقية الحيوانات هى وجود الريش . وتعيش بعض الطيور فى الظلام الدامس بالكهوف حيث تعرف طريقها هناك بواسطة صدى الصوت بينما تغطس طيوراً أخرى لأعماق أكثر من 45 متراً لتفترس الكائنات المائية . لقد نشأت الطيور مع وجود مصادر الغذاء فى كل بيئة تقريباً على سطح الأرض و كانت معظم الطيور آكلة اللحوم وكانت عند نشأتها الأولى تتغذى بصفة أساسية على الحشرات وكانت الحشرات راسخة على سطح الأرض من حيث التنوع والأعداد وذلك قبل ظهور الطيور بوقت طويل حيث كانت بمثابة مصدر غذاء ذى قيمة بالغة . وكانت الطيور فى استطاعتها أن تصطاد الحشرات على أجنحتها وأن تشن هجومها على محافل الحشرات والتى يستحال الوصول إليها من قرنائها من ذوات الأربع الموجودة على الأرض. نظراً لقوة الأيض بالطيور فإنها شرهة فى تغذيتها تأكل الطيور الصغيرة أكثر نسبياً من الطيور الكبيرة نظراً لأن درجة الأيض بها أعلى .فعلى سبيل المثال : قد يأكل الطائر الطنان الذى يزن 3 جرامات، 100% من وزن جسمه من الغذاء كل يوم والعصفور الأزرق الذى يزن 11 جراماً يأكل 30% والدجاجة المستأنسة التى تزن 1880 جراماً تأكل 34% من وزن جسمها (2)

    والطيور هي ذوات الريش من الحيوانات الفقارية ذات الدم الحار والحرارة الثابتة (متوسط حرارة جسم الطيور 41 م) ، تحورت أطرافها الأمامية إلى أجنحة، وقلبها كبير الحجم نسبياً ومكون من أذنين منفصلين ومن بطينين منفصلين أيضاً، وتضع بيضا و لبيضها قشرة جيرية صلبة. خلال الأحقاب المتتالية من التطور، استطاعت الطيور أن تكيّف نفسها للمعيشة في بيئات مختلفة و هذا يبدو واضحاً من الاختلاف الواضح في أشكالها، شكل المنقار و الأرجل و ألوانها المختلفة كذلك عاداتها المعيشية، وبالرغم من ذلك فان جميع الطيور تتشارك في صفات عامة تميزها عن غيرها من الفقاريات، وكل المميزات البارزة في أجسام الطيور، والتي تميزها عن غيرها من الحيوانات، وثيقة الصلة بخاصية الطيران وحياة الهواء التي تتطلب أن تكون الأجسام خفيفة، انسيابية الشكل، فدفعت هذه الحاجة الحيوية إلى حدوث تغيرات واختزال واضح عدم الإسراف في مواد بناء أجسامها بقدر الامكان، و تبعاً لذلك تلاشت الأعضاء التي يمكن الاستغناء عنها.
    إن أهم صفة تميز الطيور عن غيرها من الحيوانات، باستثناء بعض الحشرات والخفافيش ، هي صفة الانطلاق في الهواء ضد الجاذبية الأرضية، أي صفة الطيران ويرجع ذلك إلى بعض التحورات في أجسام الطيور والتي تحقق هذا الغرض فالأجزاء الثقيلة بالقرب من مركز ثقل الجسم، كما و أصبحت أجهزة الجسم دقيقة، قوية، تستطيع أن تجابه المجهود الذي يتطلبه الطيران وأن تمد أجسام الطيور بما تحتاجه من نشاط. (3)
    (II) تصنيف الطيور
    هناك أنواع متعددة من الطيور ولكي يسهل فهم صلة هذه الأنواع أحدها بالآخر فقد جرى تصنيفها ضمن مجموعات وذلك بموجب تركيب أجسامها والتركيب الداخلي، فطير الطوقان الضخم ونقار الشجر الصغير هما من عائلة واحدة لأن لكل منهما إصبعين متجهتين إلى الأمام وإصبعين إلى الخلف في أقدامهما. وهناك حوالي 10000 نوع من الطيور يستطيع كل نوع منها أن يتزاوج مع طيور من نوعه ويتوالد ولكن الأصناف المختلفة لا تتزاوج لذلك تظل كما هي دون تغيير والأنواع المشابهة تنتسب لنفس الجنس والجناس المشابهة للعائلة ذاتها والعائلات المتقاربة تؤلف مجموعة . وهناك 27 مجموعة من الطيور إحدى هذه المجموعات تشمل نوعا واحدا هو النعامة . وهناك مجموعات تشمل أنواعا متعددة . وللطيور أسماء تختلف باختلاف البلدان ولكن للمجموعات أسماء لاتينية تستعمل في كل اللغات. (4)

    التصنيف العلمي:
    Kingdom: Animalia, Phylum: Chordata, Subphylum: Vertebrata, Class: Aves (5

    النطاق: حقيقيات النوى، المملكة: الحيوانات، الشعبة: الحبليات، الشعيبة: الفقاريات، الطائفة: الطيور، الصنف: طيور حديثة


    الرتب
    قديمات الفك : طبقة
    نعاميات- تناميات
    حديثات الفك : طبقة
    قطويات – نحاميات - عقابيات Cathartiformes- غطاسيات – غواصيات – بجعيات – لقلقيات – أوزيات - نوئيات أو بروسيلاريات – دجاجيات - قطقاطيات أو أفحيحيات – كركيات – حماميات – ببغاوات – وقواقيات – بوميات – سبديات - سماميات أو عديمات الأقدام- كوليات – طرغونيات - بيسيات أو نقاريات - ضؤضؤيات أو شقراقيات - عصفوريات أو جواثم - صقريات أو جوارح

    بعض أصناف الطيور






    الاوز – الحمام- النسور- الصقور- الطنان- النعام- الكناري- البجع- البوم- البطاريق- الكيوي- سمرمرة- الببغاء. (6) (III) أخطاء نظرية التطور وعلاقتها بالطيور
    الطيور التي أمرضت جارلز داروين حسب قوله، بقيت إلى الآن مأزقاً كبيراً لنظرية التطور، فكما هو معلوم تدّعي نظرية التطور أن الكائنات كلها تتوالد من بعضها نتيجةَ الصدفِ، هذا الادعاء الذي ليس له أي حجة علمية، تستند أيضاً على افتراضات خيالية في موضوع أصل الطيور. يعتقد التطوريون أن الزواحفَ هي سلف الطيور، غير أنهم لم يستطيعوا بأي شكل توضيح كيفية الانتقال بين كائنات ذات بنية أجسام مختلفة جدا ًعن بعضها، فأجسام الزواحف مغطى بحراشف خشنة، أما هذا الريش المحيط بأجسام الطيور كما ذكرنا في البداية ذات بنية معقدة جداً، فلا ترى أدنى شبه بينها وبين حراشف الزواحف. فمن المستحيل وجود "بنية انتقالية " بين الحراشف والأرياش، وكذلك لم تُصادف مثل هذه البنية المزعومة لأي كائن حي أو متحجر، والاختلافُ الآخر المهم: نظامُ التنفس، الهواءُ في رئتي الزواحف كما في الإنسان يتحرك من جهتين، يدخل الشهيق أولاً من القصبة الهوائية للداخل ثم يخرج الزفير من القصبة نفسها للخارج، أما في الطيور فيجري الهواء في الرئة من الجهة نفسها دائماً، حركة الهواء من جهة واحدة إنما يتحقق بفضل نظام مدهش جداً، الصماماتُ الصغيرة المربوطةُ بالرئة من الجهة الأمامية والخلفية لها أكياس صغيرة مفرغة للهواء، عند شهيق الطائر يملأ الهواء الذي تأخذه الرئة وكييسات الهواء الخلفية أيضاً، وفي الوقت نفسه يجري الهواء الفاسد الذي داخل الرئة من كُييس الهواء في الجهة الأمامية، أما عند الزفير يفرغ كُييس الهواء من الجهة الأمامية المليئة بالهواء الفاسد، إلا أنه في الوقت نفسه يفرغ الكُييسُ المليء بالهواء النظيف في الجهة الخلفية، وتملأ الرئة بالهواء النظيف الآتي هذه الجهة، وهكذا الطائر عند الشهيق والزفير تبقى الرئة مليئة بالهواء النظيف دائماً بالإضافة أن هناك تفاصيل دقيقة جداً تؤمن عملَ ، مثلاً يوجدُ صمامات صغيرة تديرُ الهواء الذي بين الرئة والكييس في الجهة الصحيحة دائماً، فكما يُرى النظام المعقدُ لاستطاعة الطائر أخذ حاجته بنسبة أعلى من الأوكسجين معجزة تصميم خُلِقت بشكل خاص، وهذا التصميم الكامل وحده يكفي لفساد نظرية التطور، فتَشَكُّل رئة الطائر تدريجياً مستحيلةٌ كما تدعي نظرية التطور، لأن الروابط بين الرئة وكُييس الهواء والصمامات إذا لم تكن كاملة لا يقدر الكائنُ على التنفس، وهذا يُبين أن نظام التنفس هذا الخاص بالطيور، ظهرت أي خُلقت كاملةً مرةً واحدة.

    لا يستطيع التطوريون تفسير ظهور أنظمة الطيور المعقدة كالأرياش والأجنحة والرئة، ويرجحون بدلاً من هذه تأويلاتٍ خياليةً على بعض المتحجرات فقط، أما أكثرُ متحجرةٍ استندوا عليها في هذا الموضوع، ترجع إلى طائر منقرض منذ (150 مليون سنة) تُسمى (Archaeopterx)التي وُجدت بعد نشر كتاب داروين بمدة قصيرة.






    ومنذ ذلك الوقت إلى الآن أصبحت هذه المتحجرة أكثر ما يعتمد عليه التطوريون، كان التطوريون يزعمون وجود خصائص مشتركة بين الطيور والزواحف في هذه المتحجرة، إلا أن جميع النتائج العلمية المكتشفة تُوضح مراتٍ أخرى فسادَ هذا الادعاء، أولاً : كون (Archaeopterx) ذات أرياش وهيكل وجناح غير مختلف عن طيور يومنا. في عام 1983 م وفي صحراء تكساس وُجدت مستحاثة الطائر المسمى (برتوفيس protoavis ) أقدم من (Archaeopterx) بـ 75 مليون سنة يبطل مرة أخرى كون متحجرة (Archaeopterx) أولَ نسلٍ للطيور، رغم جميع هذه الحقائق العلمية، استمر استخدام فكرة كون الطيور قد تطورت من الزواحف من الأفكار الأساسية لنظرية التطور، ولم يتوقف التطوريون عن التزييفِ في هذا الموضوع. (7)ومن أمثلة تزييفهم هذه قصة أحد مالكي المتاحف الخاصة في يوتا واسمه ستيفان سيركاز الذى عثر على أحافير لما يسمى Archaeoraptor liaoningensis في تاكسون-أريزونا بالتعاون مع صينيين قاموا بدمج جسم الطائر المكتشف مع أحافير لذيل ديناصور ، والغرض من ذلك (تسويق) اكتشاف جديد (لديناصور طائر(!! وفوراً قامت مجلة National Geographic بتنظيم مؤتمر صحفي في أكتوبر1999 وإعلان اكتشاف الحلقة المفقودة وأول دليل مادي على ملئ الفجوة الموجودة في نظرية تطور الديناصورات إلى طيور .
    ولكن سريعاً ما أصيبت المجلة بخيبة أمل ، إذ اكتشف (من قبل الخبراء) أن الأحافير المكتشفة ما هي إلا أحافير عظام لنوع من الطيور تم لصقها مع ذيل ديناصور (لزيادة قيمتها التجارية في السوق السوداء).

    أسوأ ما في الموضوع أنه قد وجهت نصائح للمجلة من قبل مختصين بأن الأمر قد يكون (خدعة) وبأنه لا يوجد ما يسمى بـ (الديناصور الريشي) . بل إن الورقة التي تصف هذا الاكتشاف والتي قدمت من قبل مكتشفها سيركاز قد تم رفضها من مجلتين علميتين . كما أن إحدى المجلتين وهي Nature صرحت بأن العظام مأخوذة من نوعين مختلفين . ومع ذلك ذهبت مجلة National Geographic ( المعروفة بحماسها للداروينية) في تسويق هذه (الخدعة) على صفحاتها ، إلى أن تم فضح الموضوع بكامله بعد الفحص ونشرت مجلة National Geographic تلك الفضيحة في عددها في نوفمبر 1999





    المهم فإن هذا الكذبَ التافه واحد فقط من الخدع الكثيرة التي عُرضت باسم نظرية التطور. (8)
    إن تقنياتِ طيران الطيور، بنية الديناميكية الهوائية في أجسامها، خصائصِ عظامها, أرياشها، أجنحة طائر الطنان الحادة، صفوفِ الطيور المهاجرة، أنظمةِ إيجاد الجهة عند الهجرة، تقنياتِ الطيران المختلفة، وكيف أن الطيور تعدو أسرع من المتسابقين بالجري، وتسبح أسرع من السبّاحين، وريش الطيور التي تحمل نقوشاً كل واحدةٍ أجملُ من الأخرى، تبين لنا حقيقة مهمة وهي خلق الله تعالى الكامل، وإتقان صنعه وقدرته على كل شيء الله
    المتعالي رب العالمين، قال تعالى: ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) ( الطلاق:12)

  • #2
    التركيب الخارجى للطيور


    [glow1=#ff0000]1- الريش[/glow1]



    يتراوح عدد الريش من 1,000-30,000 ريشة حسب نوع الطائر وحجمه، وبشكل عام يشكل الريش 10% من وزن الطائر، لكن توجد في كثير من أنواع الطيور أجزاء من الجسم عارية من الريش وخاصة في مناطق الرأس والعنق والأقدام. يتساقط من الطائر مقدار من الريش مرة أو مرتين في العام، وهذا الريش لا يسقط دفعة واحدة بل في فترات متعاقبة حتى لا يسبب للطائر ضرراً جسيماً أو يخل بقدرته على الطيران. (9)

    ولكل ريشة من الريش المنتشر في أنحاء جسم الطير وظيفة مختلفة عن غيرها· فالريش الموجود في بطن العصفور يتميز بخصائص مختلفة عن الريش الذي ينبت في جناحي العصفور وذيله· فالريش الكبير الذي يتكون منه الذيل يقوم بوظيفة الفرامل· أما الريش الموجود في الجناحين فهو يمنح العصفور الطاقة اللازمة للإقلاع عندما يحركهما تحريكا عنيفا في بداية طيرانه· وعندما ينزل العصفور باتجاه الأرض فإنّ ريش الجناحين يلتصق ببعضه البعض حتى يمنع تسرب الهواء من بينه· أما عندما يقلع الطائر في السماء فإن ريش الجناحين يبتعد عن بعضه البعض بأقصى حد ممكن حتى يسمح للهواء بالتسرب، وهو ما من شأنه أن يساعده في عملية الطيران· وهناك أوقات معينة يسقط فيها العصفور قسما من ريشه وذلك لكي يحافظ على قدرته على الطيران· فالريش الذي هَرم ولم يعد صالحا يتم إسقاطه ويجدد بسرعة. (10)

    الريش من أكثر النواحي الجمالية التي يتمتع بها الطير، وتدل عبارة "خفيف كالريش" على كمال البنية المعقدة للريش . يتكون الريش من مادة بروتينة تدعى كيرياتين .
    إن تصميم الريش تصميم معقد جداً فهى بنية سحرية معقدة تسمح بالطيران بأسلوب لا يمكن أن تضمنه أي وسيلة أخرى وهى بنية متكيفة بشكل مثالي مع الطيران لأنها خفيفة ، قوية و ذات شكل منسجم مع الديناميكية الهوائية ، و لها بنية معقدة من الخطافات و القصبات".

    القصيبات والخطافات:



    عندما يقوم أحدنا بفحص ريش الطائر تحت المجهر ستصيبه الدهشة ، فللريشة قصبة رئيسية وتتفرع عن هذه القصيبة الرئيسية المئات من القصيبات في كلا الاتجاهات ، وتحدد هذه القصيبات المتفاوتة فى الحجم و النعومة ـ الديناميكية الهوائية للطائر، وتحمل كل قصبة الآلاف من الخيوط و التي تدعى القصيبات، وهذه لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة و تتشابك هذه القصيبات مع بعضها بواسطة شويكات خطافية ، و تكون طريقة اتصالها بمساعدة هذه الخطافات بشكل يشبه الشكل الذي يرسمه الزالق المسنن.

    على سبيل المثال : تحتوي ريشة رافعة واحدة على 650 قصبة على كل جانب من جانبي القصبة الرئيسية ، ويتفرع ما يقارب من ستمائة قصيبة عن كل قصبة ، و كل قصيبة من هذه القصيبات تتصل مع غيرها بواسطة 360 خطافا . تتشابك الخطافات مع بعضها كما تتشابك أسنان الزالق على جانبيه ، فتتشابك القصيبات بهذه الطريقة بحيث لا تسمح حتى للهواء المنساب عليها باختراقها ، فإذا انفصلت القصيبات لأي سبب ، يمكن للطائر أن يستعيد الوضع الطبيعي للريشة إما بتعديلها بمنقاره ، أو بالانتفاض.



    على الطائر أن يحتفظ برياشه نظيفة مرتبة وجاهزة دائماً للطيران لكي يضمن استمراره في الحياة ، يستخدم الطائر عادة الغدة الزيتية الموجودة في أسفل الذيل في صيانة ريشه بواسطة هذا الزيت تنظف الطيور ريشها وتلمعها ، كما أن عملية التشميع والتلميع هذه تقيها من البلل عندما تسبح أو تغطس أو تطير في الأجواء الممطرة. تحفظ الريش درجة حرارة جسم الطائر من الهبوط في الجو البارد ، أما في الجو الحار فتلتصق الريش بالجسم لتحتفظ ببرودته .

    أنواع الريش:

    تختلف وظائف الريش حسب توزيعها على جسم الطائر فالريش الموجود على الجسم يختلف عن الموجودة على الجناحين و الذيل . يعمل ريش الذيل على توجيه الطائر و كبح السرعة ، بينما تعمل ريش الجناح على توسيع المنطقة السطحية أثناء الطيران لزيادة قوة الارتفاع عندما ترفرف الأجنحة متجهة نحو الأسفل تقترب الريشات من بعضها لتمنع مرور الهواء ، و لكن عندما تعمل الأجنحة على الاتجاه نحو الأعلى تنتشر الريشات متباعدة عن بعضها سامحة للهواء بالتخلل . تطرح الطيور ريشها خلال فترات معينة من السنة لتحتفظ بقدرتها على الطيران ، وهكذا يتم استبدال الريش المصاب .

    ريش الآلة الطائرة

    يكتشف المدقق في أجسام الطيور أنها خلقت لتطير لقد زُود جسمها بأكياس هوائية وعظام مجوفة للتخفيف من وزن الجسم و بالتالي من الوزن الكلي . وتدل الطبيعة السائلة لفضلات الطائر على طرح الماء الزائد الذي يحمله جسمه ، أما الريش فهي خفيفة جداً بالنسبة إلى حجمها .

    لنمض مع هذه البينات المعجزة لجسم الطائر فنتناولها الواحدة تلو الأخرى .
    إذا أردنا معرفة أصل الريش فى الطيور فإن ذلك يرجع إلى زمن بعيد حيث يقول علم التطور أن الطيور كانت تزحف ثم تطورت حراشفها بالتدريج فتحولت إلى ريش . وفى الواقع أن الريش هو شكل آخر من المادة التى تظهر عند حيوانات أخرى بأشكال حوافر أو قرون أو أظافر فالريشة هى أحد الزوائد الجلدية تتكون بالتكاثر المنضبط لخلايا البشرة تتكون من البروتين يسمى الكرياتين والريشة عبارة عن عود أو عرق Shaft مكسو بالشمع له جزء أعلى يدعى ( عرق الريشة ) وجزء أدنى يسمى (قصبة الريشة ) . وتكون القصبة مجوفة ومثقوبة فى طرفها بثقب يمر منه الغذاء أو أثناء نمو الطير . أما عرق الريشة فإنه ملىء بمخ الريشة .
    تنتج ألوان ريش الطيور من غدة توجد بها المواد الملونة التى تتأثر بالضوء والطعام الذى يتناوله الطائر . فمثلا :
    * يتحول لون ريش طيور الكنارى الأصفر إلى برتقالى غامق إذا أضفنا الى غذائها قليلا من الفلفل الأحمر .
    * تبدل الطيور ريشها مرة فى السنة على الأقل و بشكل كامل وذلك بمثابة الانسلاخ حيث تنمو ريشة جديدة فى الجربيات تدفع الريشة القديمة وتحل محلها ريشة جديدة .
    ويوجد من الريش أنواع مختلفة يقوم كل منها بمهمة منفصلة وهما نوعان :

    الريش الخارجي الظاهري الظاهرى ( منه ريش الجناحين والذيل) وهو يتكون من أأنصال مزدوجة ملتحمة بالمحور المركزى وتتماسك الأنصال بعضها مع بعض بأزواج من الأنصال المتخصصة حيث تمتلك سلسلة من الكلابات الدقيقة تتشابك مع ميازيب فى الأنصال المجاورة.



    الريش الزغبى الموجود تحت الريش الخارجى وهو .يقوم بشكل عام بعزل الجسم ضد فقدان الحرارة فيما يغطى الريش الخارجى جسم الطائر ويحميه من تقلبات الطقس الخارجية .



    أما ريش الطيران فهو الذى يوفر البيئة اللازمة للتحليق . ويمتاز ريش الطيران فى أصناف عديدة بالقدرة على تنفيذ تعديلات تضمن تأمين متطلبات التحليق الاحترافى . فالريش الطرفى مثلاً الموجود على أطراف أجنحة الجوارح الجوالة ( مثل النسور والصقور ) يضييق سريعاً لتشكيل مسارب منتظمة تجعله لا ينطوى بعضه على الآخر عند فرد الجناحين . لكنه بدلاً من ذلك ينفصل بفسحات ضيقة فيما بينه . وكما تفعل أجنحة بعض الطائرات فإن هذه الفسحات تقلل من الضغط على جناحى الطائر أثناء الطيران .
    ولتأخير عملية فقدان الاندفاع خلال الطيران . توجد فى أجنحة الطيور فسحات تتشكل من انفصال ريشات الرأس الكبيرة ( القوادم ) وتسمح هذه الفسحات للهواء بالدخول من الأسفل للإبقاء على التدفق العلوى اللازم للطيران السلس .
    وهناك فسحة إضافية يوفرها ( الجناح الزائف الموجود على كتف الطائر ) وتختفى هذه الفسحات أو تضييق إلى أبعد مدى فى أجنحة الصقور فى حالة الطيران السريع .
    وريش الطيور الجارحة السريعة الذى يصطاد أثناء طيرانه يميل إلى الصلابة التى تمنحه القدرة على التوجيه المحكم أثناء الطيران والانقضاض بسرعات عالية .
    وكما سبق الذكر بأن الريشة تتكون من نوع من البروتينات يسمى الكيرياتين وهو عبارة عن خيوط من البروتينات تتبلمر لتشكل بنيه صلبه وهذا الكيرياتين من النوع بيتا أما الغمد فمن النوع كيراتين ألفا الأكثر ليونة والموجود فى جميع الفقاريات ويكون الشعر فى الجلد .

    وتبدأ تكوين الريشة بتغليظ فى خلايا البشرة وتكاثف للخلايا.






    ثم تتشكل تلك الخلايا لتكون منبت الريشة .



    تتكاثر الخلايا حول حلقة منبت الريشة لتكون الجراب وفى قاعدة الجراب تنتج الخلايا الكيراتينية والتى تؤدى إلى دفع الخلايا الأكثر قدماً إلى أعلى مما يؤدى إلى تكوين الريشة الأنبوبية بالكامل .



    تصبح الطبقة الخارجية للبشرة غمد الريشة الذى يعتبر بنية مؤقتة تحمى الريشة المتنامية وفى تلك الأثناء تتجزأ الطبقة الداخلية للبشرة إلى سلسلة من الأقسام التى تسمى الأنصال




    مع تقدم النمو تنبثق الريشة من الغمد ثم تنبسط لتأخذ الشكل المستوى .






    لون الريش :

    يرجع اللون فى ريش الطيور إلى صبغة الميلانين Melanin فهي التي تسبب الألوان الأصفر والبني بدرجاته.






    هناك مجموعة ألوان أخرى مسئول عنها مادة الكاروتين وهى صبغة لا يكونها الطائر بنفسه ولكن يأخذها من غذائه على النباتات الحاوية عليها وهى المسئولة عن اللون الأحمر والبرتقالي وبعض الأصفر ووجدت بعض الصبغات الصفراء فى الببغاء غير معروفة المصدر .

    بعض الطيور تحتوى على صبغة تعرف بالبروفيرين Porphyrins وهى صبغة فسفورية تحت الأشعة الفوق بنفسجية وهى تعطى اللون البمبى والأحمر وقد وجد فى بعض الطيور تلك الصبغة متحدة مع عنصر النحاس فتعرف عندئذ بالتيوراسين Turacin وهى المسئولة عن الأحمر لأجنحة كثير من الطيور .



    هناك صبغة أخرى تعرف بالتيركفردين Turacaverdin هي المسئولة عن اللون الأخضر , وقد يتكون اللون الأخضر فى ريش الطيور من خلط الصبغات السابقة معاً فيتكون اللون الأخضر بدرجاته غير معروف مصدر اللون الأزرق فى الطيور , أما اللون الأبيض فيرجع إلى عدم تكون صبغات فى ريش الطيور , ربما خلط اللون الأزرق والأصفر يكون اللون الأخضر فى بعض الطيور .

    تقوم الصبغات بامتصاص أطياف الضوء الساقطة عليها وتعكس مالا تستطيع امتصاصه فيظهر للعين الطيف المنعكس منها والذي يحدد لون الريش عندئذ .



    قد يكون لون ريش الطيور مسئولية الطائر نفسه بما تفرزه غدده الزيتية التي تلون الريش والتي تتأثر بنوعية الأكل الذي تناولها أو التقطها الطائر . وقد يكون اللون نتيجة تغذيته على مواد نباتية ذات صبغات كما سبق الإشارة إليه .

    قد يتأثر لون ريش الطيور بدرجة الحرارة لذلك نرى طائر Cardinals يختلف شكلاً صيفا عن شتاءاً حيث يكون لون ريش الصدر أسود فى الصيف ( يونيو ) فى حين يقل تكون اللون الأسود فى أطراف الريش فيظهر اللون الرمادي فى الأطراف فيتغير لونه خريفاً وشتاءاً




    (11)


    يتبع

    تعليق


    • #3
      [glow1=#ff0000]2- المناقير[/glow1]



      - الغراب المألوف 2- الهازجة الخضيرية 3- الطوقان المثلّم المنقار 4- النقارالأخضر 5- الكردينال الشمالي 6- المقو الأزرق والأصفر 7- العقاب الذهبية 8 - الطيطوي الأحمر الساق 9- الطنان العملاق 10- البركة 11- البطة الغواصةالحمراء الصدر 12- الزقّة الأمريكية (12)

      المنقار في الطيور عبارة عن تحورات في الفكين العلوي والسفلي ويستخدم في أعمال كثيرة كالتقاط الغذاء والدفاع وبناء الأعشاش وتنظيف الريش وتنسيقه، لذلك فهناك اختلاف كبير في شكل المنقار تبعا لطبيعة الطائر وسلوكه والبيئة التي يعيش فيها.
      يوجد على الطرف الأمامي للمنقار، نتوء بارز يدعى السن البيضي وهو يساعد في تحرير الصغير من قشرة البيضة ولكنه يتلاشى بعد ذلك. وعموما فان شكل المنقار يدل على عادات الطائر الغذائية. ففي الطيور التي تتغذى على الحبوب كالعصفور الدوري مثلا يكون المنقار سميكا ومخروطي الشكل ويستدق بشكل مفاجئ ، وهذا النوع من المناقير يساعد في التقاط البذور وفي تقشيرها وكذلك استخراج البذور من المخاريط النباتية.


      أما الطيور التي تتغذى على اللحوم فيكون طرف منقارها حادا ومدببا على شكل الخطاف ليساعدها في تمزيق اللحوم إلى قطع ملائمة للبلع.


      الطيور التي تتغذى على السمك مثل طائر مالك الحزين واللقلق وأبى منجل تمتاز بمنقار طويل على شكل مدبب كطرف الحربة كما تتميز بساقين انيقتين بالإضافة الى عنق طويل مرن مع جمال خلاب .







      بينما تمتاز طيور نقّار الخشب بمنقار قوي يشبه الأزميل قادر على نقر الخشب واختراق الطبقة الفلينية للأشجار للبحث عن الحشرات المتواجدة في الثقوب. الطيور المائية كالبط مثلا يتميز منقارها بوجود صفائح مثقبة لتصفية المواد التي يحتويها الماء.







      أما عصفور الشمس الفلسطيني فهو قادر على الحصول على مادة الرحيق من الأزهار الطويلة العنق بفضل منقاره الأنبوبي الطويل.






      وكثير من الطيور التي تعيش على الشواطئ أو التي تخوض في الماء مثل طائر الشنقب (الجهلول) تستعمل منقارها الطويل والرفيع للنبش في الطين أو الرمل بحثا عن الغذاء. والطيور التي تلتقط الحشرات من أوراق النباتات مثل الهازجة ( الطيور المغردة ) يكون منقارها رفيعا ومدببا كالملقط ، والطيور التي تلتقط الحشرات والديدان والمحارات الصغيرة وهي طائرة مثل طائر السنونو تتميز بمنقار مضغوط من أعلى للأسفل ويصل أقصى عرض له عند قاعدته.





      وهناك طيور مثل البجع لها كيس اسفل التجويف الفمي ليغترف به عددا من الأسماك في كل غطسة ويسع هذا الجراب لحوالي 16 رطل من السمك، ولتغذية الصغار وربما كان لهذا الكيس شأن في عملية المغازلة أثناء التكاثر أيضا.
      تمتاز بعض أعضاء فصيلة الطيور الطنانة عن غيرها من الطيور بألوانها البراقة. فلها بقع زمردية خضراء لامعة وبنفسجية غامقة، وحمراء نارية وبرتقالية وهاجة. وتطير هذه الطيور بسرعة كما يمكنها الاندفاع الى أعلى أو أسفل أو الى الخلف أو الى الأمام بسرعة مذهلة. ومناقيرها الطويلة الرقيقة مهيأة تماماً لامتصاص الرحيق من الأزهار حتى من الأزهار الطويلة العنق، أو الأزهار ذات الشكل البوقي.





      ولسان الطائر من الأعضاء المهمة في الحصول على الغذاء من أماكن يصعب الوصول اليها. فهو مثل الأنبوب الطويل الذي يمتص الطائر به رحيق الأزهار فيندفع الطائر الى الأمام حيث يدخل منقاره داخل الزهرة، ثم يرفرف مندفعا الى الخلف ساحبا منقاره من داخلها. والطيور الطنانة هي الوحيدة بين الطيور التي يمكنها الرفرفة الى الأمام والى الخلف بسرعة مذهلة. ومناقيرها الطويلة الرقيقة مهيأة تماماً لامتصاص الرحيق من الأزهار حتى من الأزهار. الطويلة العنق، أو الأزهار ذات الشكل البوقي

      الغذاء الأساسي لهذه الطيور هو الحشرات، اذ أنه غالباً ما يجد الحشرات داخل الزهور أو يصطادها وهو يرفرف، وأحيانا يسرقها من نسيج العنكبوت. ويستعمل الطائر الطنان خيوط العنكبوت ليبني فيها عشه القطني. ولأن هذه الطيور الطنانة صغيرة للغاية، فانه ينبغي عليها الحصول على كميات وفيرة من الطعام لكي تستطيع المحافظة على درجة حرارة جسمها، وغالباً ما تأكل تلك الطيور أكثر من نصف وزنها يومياً. واذا اضطرت الى الاقتصاد في الطاقة، فانها تدخل في حالة خمول أثناء الليل اذ تنخفض درجة حرارة جسمها من 41 درجة مئوية (معدلها الطبيعي) الى درجة حرارة الهواء حولها.

      أما عن الجمال فتأمل معى هذه الصنعة الربانية فى خلقة والتى لا نستطيع معها ألا بالتهليل ما أجمل صنعك يا الله ويعجز الكلام عن الوصف




      يتــــــبع

      تعليق


      • #4
        [glow1=#ff0000]3- الأرجل[/glow1]




        أرجل الطيور تدل على عادات نوعها وهي مختلفة حسب سلوكها وبيئتها. قد تكون الأرجل كلها مغطاة بالريش كما في البومة أو قد يكون جزءا منها غير مغطى كما في النسور، وفي اغلب الطيور كالدجاج تكون الأرجل غير مغطاة بالريش. تأمل هذا الجمال الربانى فى هذا الطائر ذو المنقار الأصفر والعنق الرمادى والجسم البنى الفاتح والأرجل الحمراء .
        وفي الطيور التي تحط أو تجثم على الأغصان كطيور الحسون أو السنونو نجد أن هناك ثلاثة من الأصابع تتجه إلى الأمام بينما تتجه الإصبع الرابعة إلى الخلف.
        وفي اغلب أنواع طيور نقّار الخشب حصلت بعض التحورات فنجد أن هناك إصبعان أماميتان واثنتان خلفيتان وكذلك في أنواع الببغاوات والدرّج. وفي بعض طيور نقّر الخشب نجد أن إبهام الرجل قد اختفت كليا مما أدى إلى وجود إصبعين أماميتين فقط وواحد خلفي.



        وفي بعض الأنواع تتجه الأصابع الأربعة إلى الأمام حتى يمكن لتلك الطيور التعلق بالأسطح العمودية وفي أنواع أخرى من الطيور التي تتعلق بالسطوح العمودية أو تتسلقها نجد أن الأصابع جميعها متجهة للأمام ولكن المخالب شديدة التقوس أو الانحناء مما يعينها في مهمتها.








        وفي الطيور المائية التي تستعمل أرجلها كمجاديف للسباحة أو التي تخوض في الماء بحثا عن الطعام قد ترتبط الأصابع بأغشية مما يساعد على زيادة سطح القدم. ففي بعض تلك الطيور كالبجع نجد أن أصابع القدم الأربعة متصلة بأغشية تمتد حتى نهاية أطراف الأصابع.



        وتمتاز معظم أرجل طيور البط والإوز بوجود ثلاثة أصابع متجهة للأمام ومتصلة بأغشية، بينما تتجه إبهام الرجل للخلف وعليها ثنية جلدية صغيرة.
        وفي قدم الطيور التي تعيش على الشواطئ ومنها مالك الحزين مثلا فالأصابع الثلاثة الأمامية وإبهام الرجل المتجهة للخلف امتازت بوجود غشاء ضيق يمتد على جانبي كل إصبع وحتى نهايته الطرفية. أما الطيور التي تعيش في الصحاري مثل كثير من طيور العائلة الطهوجية فان الأصابع لها بروزات جانبية كأسنان المشط.
        وفي الطيور الجارحة والبوم تكون الأصابع قوية متباعدة والمخالب طويلة حتى تستطيع القبض على الفريسة والإمساك بها وقتلها ويصل مخلب بعض الطيور الجارحة إلى حوالي 8 سم.





        اما الطيور التى تتغذى على الكائنات المائية فتمتاز أرجلها بالطول لتلائم السير على الشواطئ المائية.








        يــــــــــــتـــــــــــبــــــع

        تعليق


        • #5
          [glow1=#ff0000] التركيب الداخلي للطيور



          الجهاز العظمى[/glow1]





          تتميز الطيور بأنها تحتوى على عظام مفرغة يتخللها الهواء ومتصلة بالجهاز التنفسى وهى عظام الجمجمة – العضد – القص – الترقوة – القطن والعجز . حتى إنها يمكنها ان تتنفس فى حالة انسداد القصبة الهوائية. وفى إناث الدجاج البياض دون الذكور هناك ما يسمى بالعظام النخاعية وهى مصدر جاهز وسريع للكالسيوم الذى يستخدم فى تكوين قشرة البيضة وخاصة عندما يصبح المستهلك من الكالسيوم فى العليقة أقل من المطلوب . وعموما فان مخزون الكالسيوم بالجهاز الهيكلى يكفى فقط لتكوين قشرة عدد محدود من البيض ، وقد لوحظ أن حوالى 40 % من الكالسيوم بالجهاز الهيكلى يفقد بعد إنتاج 6 بيضات فى حالة التغذية على عليقة منخفضة فى محتواها من الكالسيوم.



          الجهاز الدورى Circulatory System
          تتميز الطيور عن الزواحف بأن القلب يتكون من 4 حجرات أذنين وبطينين مما يسمح بكفاية دوران الدم ووصوله الى الرئتين لتأمين عملية التبادل الغازى بكفاءة عالية وذلك لزيادة معدل التمثيل الغذائى فى الطيور. يمثل الدم حوالى 8 % من وزن الجسم ويقل الى حوالى 6 % بزيادة العمر حتى النضج الجنسى .وتتميز كرات الدم فى الطيور باحتوائها على نواة عكس الثدييات. ويعتبر الطحال Spleen المركز الرئيسى لتكوين كرات الدم الحمراء والبيضاء، كما انه يعتبر مخزن لكرات الدم الحمراء لكى يستفاد منها فى الحالات الطارئة.

          الجهاز الإخراجى (الجهاز البولى)UrinarySystem
          يتكون الجهاز البولى فى الطيور من كليتين وحالبين كل كلية مكونة من ثلاث فصوص فص أمامى وفص وسطى وفص خلفى وتحتوى الكلية على العديد من الأنابيب المسماة بالنفرون (Nephrons) وهى الجزء النشط بالكلية وتقوم بترشيح الخلايا وبروتين الدم من الدم المار بالكلية وتتم إعادة امتصاص الماء والمواد التى تلزم الجسم بينما تخلص الجسم من المواد المطلوب التخلص منها عن طريق البول. يتميز بول الطيور أن لونه اصفر ويحتوى على مواد عضوية بيضاء ويحتوى على حامض اليوريك Uric acid وهو مركب غير قابل للامتصاص وينتقل البول من الكلية إلى الحالبين ويتحد البول مع الفضلات الصلبة ويخرج فى صورة مختلطة من فتحة المجمع ويسمى الزرق.

          Digestive System الجهاز الهضمى
          تتميز الطيور بأن جهازها الهضمى بسيط التركيب وبه جزء محدود يحتوى على كائنات دقيقة تساعد الى حد ما فى هضم المواد الغذائية كما فى المجترات مع الفارق. ومن المعروف أن الجهاز الهضمى بالكائنات المختلفة يتطور بما يتلاءم مع نوع الغذاء المتوفر للتغذية.

          تركيب الجهاز الهضمى:

          – الفمواللسان والغدد اللعابية Mouth & Salivary gland : تتميز الطيور بوجود المنقار الذى يتكون من فكين علوى وسفلى ولا يحتوى الفم فى الطيور على أسنان واللسان مدبب فى نهايته مجموعة من الأهداب تعمل على دفع الغذاء داخل المرئ ، وهناك مجموعة من الغدد اللعابية على جانبى الفم تقوم بإفراز اللعاب الذى يحتوى على بعض الإنزيمات مثل الاميليز الذى يحلل جزء من نشا الغذاء إلى سكر مالتوز.

          - المرئ والحوصلة Esophagus & Crop : المرئ جزء عضلى يمتد طوله لحوالى 10 - 15 سم وينتفخ قبل دخول الجسم مكونا الحوصلة التى تعتبر فقط مخزن للغذاء حيث يحدث له ترطيب ونقع ويفرز فى الحوصلة قليل من إنزيم اللاكتيز الذى يحول سكر اللاكتوز الى جلوكوز + جلاكتوز . والحوصلة فى الحمام تحتوى على الحويصلات اللبنية التى تقوم بإفراز اللبن الحويصلى Crop milk تحت تأثير هرمون البرولاكتين وتتغذى صغار الحمام على هذا اللبن الحويصلى فى الفترات الأولى من حياتها.

          -المعدة الغدية الحقيقية Proventriculus : جزء مخروطى الشكل منتفخ سميك الجدران والمعدة فى الطيور لا تقوم بوظيفة هضمية ويفرز منها إنزيم البيسين الذى يحول البروتين إلى ببتيدات وكذلك تفرز بها حامض الايدروكلوريك الذى يعمل على تهيئة الوسط لعمل باقى إنزيمات.

          - القونصةGizzard : زوج من العضلات السميكة القوية مغلفة بنسيج طلائى سميك تتصل بأعلى بالمعدة الغدية ومن أسفل بالإثنى عشر . وفى القونصة يحدث أول نوع من الهضم ، وهذا الهضم الميكانيكى حيث أن القونصة ذات قدرة هائلة على طحن الغذاء ويساعدها على ذلك وجود بعض الحصى وفى حالة التغذية على العليقة الناعمة mash يكون دور القونصة محدود فى عملية الهضم

          . -الاثنى عشر والأمعاء الدقيقة Small intestine : يصب فى الاثنى عشر إفراز البنكرياس والصفراء وتعمل الإنزيمات الموجودة فى العصارة البنكرياسية على هضم المواد الغذائية مثل الليباز الذى يحلل الدهون ويحولها إلى أحماض دهنية + جلسرين والاميلز الذى يحلل النشا الى سكريات بسيطة وإنزيمات تحليل البروتين إلى أحماض امينية + ماء ، وتقوم جدر الأمعاء بإفراز بعض الإنزيمات الاخرى التى تتم بها عملية الهضم. وفى الاثنى عشر يحدث ثانى نوع من الهضم فى الدجاج وهو الهضم الانزيمى. ويحتوى جدار الأمعاء على مجموعة كبيرة من الخملات التى تقوم بامتصاص الغذاء المهضوم .

          - الأعورين Ceca : زوج من الجيوب المستطيلة المملؤة بالزرق يمتد طوليهما ويصل الى 10 - 15سم ويوجد فى منطقة اتصال الجزء السفلى مع الأمعاء من المستقيم. ويوجد بالأعورين عدد من الميكروبات الدقيقة التى تساعد على هضم الألياف حيث تقوم هذه الميكروبات بافراز انزيم السليوليز الذى يساعد على تحول جزء من السيللوز الى مواد قابلة للامتصاص وهناك علاقة طردية بين حجم الأعورين وزيادة القدرة على هضم الألياف فعلى سبيل المثال البط والإوز ذات قدرة أعلى من الدجاج على هضم الألياف بينما الحمام ليس له قدرة على هضم الألياف لأن الأعورين اثريين ويجب أن يراعى ذلك عند تكوين علائق الطيور المختلفة. ومجازا يمكن القول بأن ثالث نوع من الهضم هو الميكروبى ويحدث فى الأعورين .



          - الأمعاء الغليظة والمجمع Rectum & Cloaca قصيرة فى الدجاج وتتجمع الفضلات الصلبة فيها وتنتهى بفتحة المجمع التى هى فتحة مشتركة للجهاز الهضمى والتناسلى والاخراجى.

          - ملحقات القناة الهضمية :

          – البنكرياس: يوجد بين طرفى الاثنى عشر لونه ابيض سمنى ويقوم البنكرياس بإفراز العصارة البنكرياسية فى النهاية السفلى للإثنى عشر بواسطة القنوات البنكرياسية.

          – الكبد:يتكون من فصين لونهم أحمر داكن ويوجد على الفص الأيمن الحويصلة الصفراوية ( المرارية ) التى تقوم بإفراز العصارة الصفراوية عن طريق قناتين صفراويتين فى نهاية الإثنى عشر وتقوم العصارة الصفراء بتحويل الدهون إلى مستحلب دهنى لتسهيل عمل الإنزيمات عليه.

          :Respiratory System الجهاز التنفسى
          يتكون الجهاز التنفسى فى الطيور من : الرئتين – الممرات الهوائية – العظام التنفسية – الأكياس الهوائية.

          – الرئتين: تمثلان حوالى 12 % من حجم الجهاز التنفسى لونهم أحمر وردى ونظرا لغياب النسيج الليفى ( الاسفنجى ) فى الرئة فيكون اتساعها وانقباضها اقل من الثدييات أثناء التنفس ويؤدى تغير الضغط فى الأكياس الهوائية إلى دخول أو خروج الهواء من الرئة.

          – الممرات التنفسية: وهى الطرق التى يمر منها الهواء من والى الرئتين , الفتحات الأنفية ومنها إلى البلعوم ومنه إلى الحنجرة الأمامية ومنها إلى القصبة الهوائية ومنها إلى الحنجرة الحلقية (عضو الصوت) ومنها الى الشعب الهوائية ثم إلى الشعيبات الهوائية وأخيرا إلى الرئتين.

          - العظامالتنفسية: وهى العظام التى تتصل بالجهاز التنفسى وهى عظام مفرغة مملوءة بالهواء وهى:عظام الجمجمة- العضد – القص – الترقوة – فقرات القطن والعجز .

          -الأكياسالهوائية :تتصل الأكياس الهوائية بالعظام التنفسية وهناك 9 أكياس هوائية كالتالى :
          - زوج من الأكياس الهوائية البطنية .
          - زوج من الأكياس الهوائية الصدرية الأمامية .
          - زوج من الأكياس الهوائية الصدرية الخلفية .
          - زوج من الأكياس الهوائية العنقية .
          - كيس هوائى واحد بين ترقوى .




          وتتلخص وظيفة الأكياس الهوائية فى الآتي : تنظيم درجة حرارة الجسم – تنظيم درجة حرارة الخصيتين مما يساعد على تكوين الاسبرمات – رفع ضغط الهواء داخل الجسم مما يقلل من الوزن النوعى للطائر ويساعد على الطيران. ونظرا لغياب الغدد العرقية فى الطيور يعتبر التنفس هو الوسيلة الأساسية للتخلص من حرارة الجسم عن طريق بخار ماء التنفس.

          الجهاز التناسلى Reproductive System:
          أ-فى الذكــر:

          يتكون من خصيتين توجد فى الجهة الظهرية من الجسم ويغلف كل خصية نسيج ضام رقيق ولون الخصية ابيض يميل إلى الاصفرار وينتشر فوقها أوعية دموية كثيرة وتوجد الخصيتان داخل تجويف الجسم عكس الثدييات. تتكون كل خصية من عدد كبير من الأنابيب المنوية التى يتكون فيها الاسبرمات ، وتتجمع الأنابيب المنوية لتصب محتوياتها فى البربخ الذى يخرج منه الوعاء الناقل الذى يتعرج تعرجات كثيرة وينتهى بفتحة فى تجويف المجمع لا تفتح إلا عند الجماع ويوجد عند نهاية المجمع عضو سفاد أثرى يساعد على انزلاق الحيوانات المنوية داخل جسم الأنثى ويستخدم فى تمييز الذكور عن الإناث. ينتشر بين الأنابيب المنوية نسيج ضام يحتوى على خلايا تسمى خلايا ليدج تقوم بإفراز الهرمون الذكرى (الاندروجين) .

          ب- فى الأنثــى:

          جهاز يستخدم فى التناسل والإنتاج فى نفس الوقت ويتكون من :

          أ – المبيض Ovary : عبارة عن كتلة عنقودية موجودة فى الجهة اليسرى من الجسم ويحتوى المبيض على عدد كبير من الحويصلات المبيضية منها الناضج 5-6 ومنها غير الناضج ( 500-4000) . ومن المعروف أن عدد البيض الذى تضعه الدجاجة فى حياتها الإنتاجية يكون أقل بكثير من عدد البويضات التى يحتويه المبيض . وتتطور الحويصلات المبيضية نتيجة لإفراز هرمون F.S.H من الفص الأمامى للنخامية وهو الهرمون المسئول عن نمو ونضج الحويصلات المبيضية ويفرز هرمون الاستروجين المسئول عن تطور قناة البيض وكذلك هرمون البروجسترون المسئول عن تنبيه افراز العوامل المحفزة على إفراز هرمون L H من الفص الأمامى للنخامية وهرمون L H هو المسئول عن عملية التبويض فى الدجاج .




          ب – قناةالبيض The Oviduct فى الأعمار الصغيرة يكون هناك قناتين للبيض أحداهما يمنى والأخرى يسرى ولكن مع التطور فى العمر تضمر القناة اليمنى وتبقى القناة اليسرى هى الفعالة . ويختلف طول القناة من التوقف الى الإنتاج ، فيكون أثناء التوقف 18-11 سم وإثناء الإنتاج 70 - 75 سم وتتكون من خمسمناطق أساسية :- -القمع Funnel : طوله 10 سم وظيفته التقاط البويضة المفرزة من المبيض ويتم فيه إخصاب البويضة ويتحول القرص الجرثومى (البلاستودسيك) الى خلية مخصبة ( البلاستودرم ) وتمكث فيه البويضة من 10-20 ق .

          - المعظم (منطقة إفرازالبياض(Magnum : طوله من 30 سم يتم فيه افراز البياض ( الالبيومين ) ويحتوى على نوعين من الغدد أحداهما أنبوبية تفرز غالبية بروتينات البياض الخفيف والثانية وحيدة الخلية تفرز غالبية بروتينات البياض السميك. يمكث البيضة فى المعظم من 2.5 –3 ساعات .

          - البرزخ (منطقة إفراز القشرة(Isthmus : طوله 7 - 10 سم يمكث فيه البيض 75 دقيقة ( ساعة وربع الساعة ) ويتم فيه إفراز غشائى القشرة الداخلى والخارجى اللذان يتحدان فى كل المناطق ما عدا الطرف العريض للبيضة لتتكون الغرفة الهوائية .

          - الرحم (منطقة إفراز القشرة) Uterus : طوله 10 سم وتمكث فيه البيضة من 19-20 ساعة ويسمى بالغدة القشرية حيث يتم فيه إفراز المادة المكونة لطبقة القشرة وهى أساساً كربونات كالسيوم ويتم بالرحم استكمال البيضة لمكوناتها من الماء والأملاح .




          -المهبلVagina : طوله 7 سم ليس له دور فى تكوين البيضة ولكن يعتبر فقط مخزن للبيضة لحين خروجها وعملية خروج البيضة تسمى وضع البيض ، وتتم نتيجة لانقباض عضلات الرحم والمهبل تحت تأثير هرمون الاوكسى توسين .(15)



          يتبع

          تعليق


          • #6
            [glow1=#751414] الطيران



            تحورات للطيران:
            [/glow1]



            اكتسبت الطيور خلال تطورها صفات عديدة هيأتها من ناحية البنيان والوظيفة والسلوك للنجاح في الطيران، فانفتحت أمامها فرص عظيمة للنجاح البيولوجي والتطور السريع. ومن أهم تلك التحورات ما يلي:

            تحور الطرفين الأماميين إلى جناحين: أصبحا يشكلان عضوي الطيران الأساسيين وقد اقتضى الأمر تغيرات تطورية في هيكل الطرف الأمامي جعلت منه أداة بديعة للطيران، وازداد سطح ذلك الطرف بعدة سبل منها ظهور ثنية جلدية خلفية بين العضد والجذع وثنية جلدية أخرى أمامية بين العضد والساعد، ثم اختزال عدد الأصابع وحجمها. علما بان الريش الذي يغطي الجناح قوي ومرن وخفيف ويسهم إلى درجة كبيرة في زيادة سطحه دون زيادة ملحوظة فى وزنه .




            وقد عادت بعض فصائل الطيور ففقدت القدرة على الطيران، وهنا نجد أن الجناحين أصبحا مختزلين كما هي الحال في النعامة وأقاربها أو تحورا إلى زعنفتين صغيرتين نسبيا كما في البطريق. كما أن الجناحان مدعومان بعظام الطرفين الأماميين والمشدودان إلى الجسم بمفاصل تسهل حركتهما وبعدد من الأربطة والأوتار القوية والمغطيان بالريش بكثافة ملحوظة مما يزيد من مساحة جسم الطائر .

            وجود هيكل عظمي للطيور يتميّز بتكيفاته الخاصة للطيران:تمتاز العظام بخفة وزنها وخاصة في الطيور الكبيرة وهذه مسألة مهمة وضرورية لتخفيف الوزن النوعي ومن ثم تمكينها من الطيران يضاف إلى ذلك أن العظام الطويلة الكبيرة تمتاز بوجود فراغات هوائية متصلة بالأكياس الهوائية. ولما كان الطيران يتطلب جسما متماسكا لذا تكون العظام متصلة اتصالا دائما وثابتا فعظام الجمجمة يتصل بعضها ببعض والتحامها التحاما تاما. والأسنان غير موجودة عادة مما يخفف الوزن وتمتاز الجمجمة بكبر حجاج العين. وحدثت الكثير من التحورات في العمود الفقري والأحزمة الكتفية والعجزية , فأن امتداد عظمة القص إلى أسفل على هيئة حافة القارب السفلى معطيه مساحة كافية لارتباط عضلات الصدر المحركة لأجنحة (عضلات الطيران) وتعطيها قدراً من المتانة والقوة ومعظم أجزاء الهيكل العظمى للطيور متراكب وملتحم مع بعضه بعضاً زيادة فى قوته ومتانته فباستثناء الفقرات العنقية فإن بقية الفقرات تلتحم مع الحزام الحوضى مكونة ما يسمى باسم العجز المركب. فاغلب الفقرات ملتحمة، وكذلك عظم العجز المركّب. أما عظم القص الزورقي فيهيئ سطحا كبيرا يساعد في وجود عضلات صدرية كبيرة وهي أساسية في عملية الطيران، وعظم القص أكبر حجما وأكثر بروزا في الطيور النشطة الطيران، كما يضمر ويصبح اقرب إلى التسطح في الطيور عديمة الطيران. وهناك تحورات عديدة في عظام الجناح والأرجل كدمج أو اختزال بعض العظام ، ويلعب الهيكل العظمي دورا بارزا في شكل الجسم الانسيابي.

            تتمتع الطيور بجسم غاية فى المتانة رغم تركيب عظامه المجوفة فنرى طائر البلبل الزيتوني الذي يبلغ طوله 18 سم , يبذل ضغطاً يعادل 68.8 كجم لكسر بذرة الزيتون، حيث تلتحم عظام الكتفين والفخذين والصدر مع بعضهما عنده ليتمكن من بذل هذا الضغط وهذا التصميم هو أفضل من ذلك الذي تملكه الثديات ، وهو يبرهن على القوة التي تتمتع بها بنية الطائر . من المميزات الأخرى التي يتمتع بها الهيكل العظمي للطائر كما ذكرنا سالفاً ـ أنه أخف من الهيكل العظمي الذي تمتلكه الثديات فعلى سبيل المثال يبلغ الهيكل العظمي للحمامة 4.4 % من وزنها الإجمالي بينما يبلغ وزن عظام طائر الفرقاط (طائر بحري) 118 جراماً أي أقل من وزن ريشه.

            نشأ الريش الذي تطور من حراشف قرنية كانت توجد في أسلاف الطيور من الزواحف. يغطى الريش الجسم بالكامل ويمتد فى الذنب والذى يعمل على تجميع الهواء بين وحداته المختلفة مما يساعد على تخفيف وزن الطائر وعلى حفظ درجة حرارة جسمه المرتفعة من مختلف التقلبات الجوية ويعين الكثير من الطيور على العيش فى المناطق المتجمدة والباردة وعلى تحمل الانخفاض فى درجة حرارة الغلاف الجوى للأرض مع الارتفاع فوق مستوى البحر إلى مسافات شاهقة فى بعض الأحيان , ويمتاز الريش بخفة وزنه وقوته وهو قادر على ضرب الهواء بكفاءة عالية. و والريش له عدة أنواع منها :

            الريش المحيط (القلمي): يظهر على سطح الجسم ويعطي شكله العام. وأطول وأقوى الريش المحيط هو الريش القلمي المتصل بالجناحين والذيل. وبفحص ريشة قلمية تحت المجهر تظهر أجزاؤها وقوة تماسكها.

            الوبر(الريش الخيطي): يقع عند قواعد الريش المحيط وتمتاز اسيلاته بعدم وجود الخطاطيف.

            خفّة الوزن وهى صفة هامة تحققت للطيور عن طريق عدة سمات منها:
            - وجود الريش الذي يخفف الوزن النوعي للطائر.
            - التحورات الخاصة للهيكل العظمي والتي تميزت بقوته وخفة وزنه.
            - اختزال أو ضمور بعض الأعضاء الداخلية في بعض الطيور إذ ليس في الأنثى سوى مبيض واحد فقط. وعادة ما يضمر المبيض في غير موسم التكاثر، كما وان تكوين البيض لا يحتاج إلى فترة زمنية كبيرة فالطيور ليست ملزمة بحمل البيض لفترة طويلة، أما فيما يتعلق بالجهاز الإخراجي فقد اختفت المثانة البولية ويتم التخلص من الفضلات النيتروجينية على صورة حامض البوليك مما يقلل كمية الماء اللازمة للإخراج وعليه فالطائر ليس بحاجة إلى حمل كمية كبيرة من الماء.

            شكل الجسم الانسيابي : يسهّل على الطائر اختراق الهواء بأقل مقاومة ممكنة.
            معدل عال من الايض والتنفس الخلوي يوفران الطاقة اللازمة للنشاط العضلي الذي يتطلبه الطيران، ويعتمد هذا المعدل الايضي العالي على:

            جهاز تنفسي عالي الكفاءة يوفر الكميات اللازمة من الأكسجين والواقع أن التنفس في الطيور أكفئ منه في الثدييات، ويمتاز بالإضافة إلى الرئتين عالية الكفاءة شبكة من حويصلات الهواء التى تتشعب فى مختلف أجزاء الجسم مما يضاعف الحيز الموجود لتخزين الهواء إلى عشرة أضعاف حجم الرئتين و الرئات لها ممرات خاصة لكل من الهواء الداخل إليها والخارج منها وبقدرات فائقة على استخلاص الأكسجين من الهواء مهما قلت نسبته حتى تقاوم نقص هذا الغاز المهم فى الارتفاعات الشاهقة , كما أن وجود الأكياس الهوائية التى تؤدي إلى تخفيف وزن الطائر فإنها تعمل أيضا على تشتيت جانب كبير من الحرارة الناتجة من النشاط العضلي الكبير وبذلك تبقى درجة حرارة الأعضاء الداخلية في النطاق الطبيعي.


            صممت رئات الطيور بشكل مختلف عن باقى الكائنات حيث يكون تبادل الهواء في الثدييات ثنائية الاتجاه يسير الهواء في رحلة عبر شبكة من القنوات ويتوقف عند أكياس هوائية صغيرة ، و هنا تأخذ عملية تبادل الأوكسجين وثاني أكسيد الكربون مكانها . يسلك الهواء المستهلك المسار العكسي تاركاً الرئة ومتجهاً نحو القصبة الهوائية حيث يتم طرحه على العكس من ذلك ، فإن التنفس عند الطيور أحادي الاتجاه حيث يدخل الهواء النقي من جهة و يخرج الهواء المستهلك من جهة أخرى .وهذه التقنية توفر تغذية مستمرة بالأوكسجين عند الطيور ، مما يلبي حاجاتها لكميات الطاقة الكبيرة التي تستهلكها ، يتجزأ النظام التنفسى عند الطيور إلى أنابيب صغيرة جداً تتفرع وتتجتمع هذه التفرعات التي تشبه النظام التقصبي مرة أخرى لتشكل نظاماً دورانياً يمر فيه الهواء خلال الرئة باتجاه واحد .



            أن البنية الفريدة لرئة الطائر الهوائية تنبيء عن تصميم يضمن التزود بالكميات الكبيرة من الأوكسجين التي يحتاجها الطائر في طيرانه لدليل آخر من الدلائل التي لا تعد على أن الله هو الذي خلقها بهذه الصورة .

            جهاز دوري عالي الكفاءة فالطيور من ذوات الدم الحار وتحافظ على درجة حرارة ثابتة لأجسامها فهي قادرة على الاستمرار في نشاطها الحيوي حتى لو انخفضت درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. وقلبها ذو أربع حجرات وعليه فالدم المؤكسد مفصول كليا عن الدم غير المؤكسد. والدورة الدموية سريعة وذات كفاءة عالية. وهناك أوعية دموية خاصة تساعد عند الحاجة على سرعة دوران الدم في الجسم، ويمتاز الدم باحتوائه على نسبة عالية من الجلوكوز للتزود بالطاقة المطلوبة.

            جهاز هضمي يمتاز بسرعة وكفاءةعملية الهضم وقدرتها التحويلية العالية إلى بناء أنسجة الجسم وعليه فالطيور ذات معدل ايض عالي. وهناك الكثير من التحورات في الجهاز الهضمي بين الطيور تبعا لطريقة معيشتها ونوع غذائها كتحور الجهاز الهضمي في الطيور آكلة الحبوب لتلائم وظيفته مثل الحوصلة والمعدة الهاضمة والقانصة وردبي المستقيم. كما منح الله الطيور القدرة على تناول كميات كبيرة من الأطعمة ذات الطاقة الحرارية العالية تفوق بكثير أوزان أجسامها

            وهناك تحورات أخرى ساعدت الطيور على ارتياد الهواء بيسر وسهولة منها: الجهاز العصبي الذي يمتاز بتحورات خاصة في المخ والمخيخ مما جعل له أثرا عميقا في تنسيق عمل العضلات المخططة المهمة في حفظ توازن الطائر وعملية الطيران.

            كبر حجم العيون بالنسبة إلى الجسم وما ينتج عنه من قوة أبصار تجعل ارتياد الأفاق أمرا سهلا وميسور







            قلوباً ذات كفاءة عالية تتكون من أربع حجرات منفصلة مما يحفظ الدم المؤكسد بمعزل عن الدم غير المؤكسد ويعمل على سرعة دوران الدم بشكل فعال وبكفاءة عالية فى كل الجسم.

            درجة حرارة الأجسام عالية نسبياً فى حدود 41 درجة مئوية مما يعين على إتمام وسرعة إنجاز عمليات الاحتراق الداخلى للطعام وفى الوقت نفسه يساعد ذلك على مزيد من إنتاج الطاقة التى تحفظ درجة حرارة الجسم ثابتة مهما انخفضت درجات حرارة الجو المحيط.

            قدرات رصد فائقة ومراكز لتنظيم الحركة على درجة عالية من التقدم من أجل الرؤية وتجميع المعلومات من الارتفاعات الشاهقة التى تصل إليها لرصد الطعام والمناورة لتحاشى الأعداء .

            قدرات فى التعرف على المواقع والاتجاهات والطرق التى تسلكها فى هجراتها وعودتها إلى مواطنها الأصلية مهما تعاظمت المسافات التى تقطعها .

            نظام التوازن:

            خلقت أجسام الطيور في تصميم خاص يلغي أي احتمال لاختلال التوازن أثناء الطيران . فرأس الطائر صمم بشكل لا يجعل الطائر ينحني أثناء الطيران . ويشكل وزن رأس الطائر 1% من وزن جسمه فقط . كما يسهم بنية الريش فى حفظ التوازن مع ديناميكية الهوائية خاصة ريش الذيل والأجنحة فنرى ذلك جليا في الصقر الذي يحتفظ بتوازن مذهل أثناء انقضاضه على فريسته من علو شاهق 384 كم في الساعة
            كما نراه فى الأجنحة العريضة لطائر الكوندور وهو من النسور الضخمة والمصممة للطيران وسط التيارات الهوائية المضطربة اما الذيل الطويل لحفظ التوازن فلا ينقلب الطائر اثناء الطيران وسط التيارات الهوائية المضطربة



            جناحى الطيور متساويان فى الطول وعدد الريش وترتيبه وأطواله منظمة بدقة متناهية ليساعده ذلك على حفظ الاتزان أثناء الطيران .
            اتصال أجنحة الطير تكون من أعلى عظام القفص وهذا يمنع انقلاب الطائر أثناء الطيران.

            للطيور القدرة على الوقوف والنوم على الأغصان دون أن تتعرض للسقوط حتى ولو كانت الرياح شديدة ويرجع ذلك إلى العضلات المحركة لأصابع القدم القوية التى تؤهل الطائر للقيام بهذه العملية حيث يثنى الإصبع الخلفى إلى الأمام والإصبع الأمامى إلى الخلف فتتعاون الأصابع فى الإمساك بالغصن.

            هذه المميزات التى خص الله سبحانه وتعالى بها الطيور فمكنها من الطيران بسرعات تقارب المائة كيلومتر فى الساعة وإلى ارتفاعات تصل إلى قرابة التسعة كيلومترات فوق مستوى سطح البحر والتى لم يتمكن الإنسان من تقليدها إلا فى القرن العشرين بعد مجاهدة استغرقت الآلاف من العلماء كأنها هى المقصودة بقول الحق تبارك وتعالى ( أو لم يروا إلى الطير فوقهم ؟ ) وهو سؤال تقريعى تبكيتى تقريرى موجه إلى كل كافر ومشرك وجاحد لعله يلتفت إلى شىء من قدرة الله المبدعة فى خلقه للطيور وتلك المواهب الفطرية المعجزة التى مكنتها من الطير قبل أن يتمكن الإنسان من تحقيق شىء من ذلك بملايين السنين .

            كيف يحمل الهواء الطائر:

            يلعب الشكل الانسيابي دورا مميزا في تقليل مقاومة الهواء، وتسمح الأجنحة للطائر بالتحليق في الهواء والاندفاع فيه إلى الأمام وللجناحين شكل انسيابي في المقطع العرضي ويتصلان بالجذع فوق مركز ثقل الجسم تقريبا. وحركة الجناحين الرئيسية هي إلى الأعلى والى أسفل . ويحمل الجناح الريش الأولى الكبير وهو أساس في عملية الطيران، وفي الطيور الكبيرة يكون اتصال الريش بعظام الجناح ذاتها، ويمتاز السطح العلوي للجناح بكونه محدبا بينما السطح السفلي مقعرا، وهذا الاختلاف في الشكل يؤدي إلى زيادة الضغط اسفل الجناح مما عنه أعلاه مؤديا إلى دفع الطائر إلى أعلى وإلى أسفل.

            إتقان المناورة : ومن الإعجاز فى خلق الطيور أيضاً قدرتها على إتقان المناورة فى جو السماء بذكاء ودقة بالغين وذلك لأن هناك فرقاً بين سرعة الجسم المتحرك فى الهواء وسرعته إذا تحرك على سطح الأرض فالسرعة فى الهواء تعنى سرعة هذا الجسم الغازى مروراً فوق الجسم المتحرك , أما سرعته على الأرض فتعنى سرعة الجسم المتحرك نفسه فى اختراقه للغلاف الغازى المحيط بالأرض والذى تصل سرعته إلى الصفر فوق سطح الأرض أيا كانت سرعته فى مستوياته فى الأعلى , ولذلك يتم طيران الطيور بمناورات بالغة الذكاء والدقة .

            ويتم طيران الطيور بعمليتين أساسيتين هما (1) الصف أو التحليق أو بسط الجناحين إلى أقصى إمتدادهما , دون تحريكهما على هيئة سطح انسياب هوائى وهو ما حاكاه الإنسان فى صنع جناحى الطائرة (2) وهو القبض والخفق أو الرفرفة أو ضم الجناحين ,أو ما يعرف أحياناً باسم التصفيق بالجناحين
            باندفاع الطائر وسط كتلة الهواء يندفع الهواء إلى أسفل الجناحين مما يزيد الضغط عليهما فيساعد ذلك الطائر على الارتفاع إلى أعلى , وعلى التقدم بالانزلاق إلى الأمام ويتحقق دفع الطائر إلى الأمام بتحكمه فى زاوية ميل كل جناح من الجناحين , وفى درجة انحناء كل منهما وبذلك يتحرك الهواء بسرعة فوق الجناحين وأمامهما تزيد على سرعته أسفل منهما وخلفهما مما يقلل الضغط فوق الجناحين , وأمام الطائر باستمرار فيساعده على الاندفاع فى الطيران إلى الأمام , وإلى أعلى كلما أراد ذلك .

            ومن الذكاء الفطرى الذى وهبه الله تعالى لطيور ما يمكنها من ركوب متن التيارات الهوائية أو الرياح فى عملية تسمى التزلج الديناميكى .

            ومن الإبداع الإلهى فى خلق الطيور ارتباط جناحى الطائر بجسمه بواسطة نظام دقيق من المفاصل يسمح للطائر بتغيير زاوية ميل كل جناح على حدة بالنسبة لجسمه , ففى الضرب بالجناحين إلى أسفل يكونان مفرودين إلى أقصى امتداداتهما باستقامة كاملة عمودياً على الجسم مما يمكنهما باندفاعهما إلى الأمام من دفع أكبر كمية ممكنة من الهواء إلى أسفل فيرتفع ذلك بالطائر إلى أعلى وإلى الأمام , ولكن فى رفع الجناحين إلى أعلى يضمهما الطائر بإلهام من الله الخالق سبحانه وتعالى كى لا يدفعا إلى أعلى إلا قدراً ضئيلا من الهواء تماماً كما يفعل الذى يقوم بالتجديف فى الماء بين ضربته الخلفية الشديدة التى تدفعه إلى الأمام , وضربته الأمامية الخفيفة التى تهيىء للضربة الخلفية التالية .

            آليات الطيران المتقنة :

            جهز الخالق عز وجل كل أنواع الطيور من النورس وحتى النسر ، بآلية طيرانيه تمكنها من الاستفادة من الرياح، وبما أن الطيران يستهلك الكثير من الطاقة ، فقد خلقت الطيور بعضلات صدر قوية و قلوب كبيرة و عظام خفيفة . و لا تقف معجزة خلق الطيور عند أجسامها ، فقد أوحى الخالق إلى الكثير من الطيور إتباع طريقة معينة في الطيران تجعلها تخفض من الطاقة اللازمة لها .
            العوسق طائر بري منتشر في أوربا و إفريقيا و آسيا، و هو يتمتع بمقدار خاصة، يمكنه أن يبقي رأسه بوضعية ثابتة أثناء طيرانه في مواجهة الرياح و مع أن جسمه يتأرجح في الهواء إلا أن رأسه يبقى ثابتاً مما يحقق له رؤيا ثاقبة على الرغم من كل الحركة التي قد يضطر لها . على المبدأ نفسه يعمل جهاز الجيروسكوب الذي يستخدم لموازنة السفن الحربية في البحار ، لذلك يطلق العلماء على رأس العوسق لقب " رأس البوصلة " .

            كذلك تتمكن الطيور من تخفيض معدل الطاقة المستهلكة باستخدامها الهواء، فالطيور تحلق عندما تزيد من شدة التيار الهوئي فوق أجنحتها و تستطيع أن تبقى معلقة في الهواء حتى في التيارات القوية . و تعتبر تيارات الهواء الصاعدة ميزة إضافية بالنسبة لها .


            يطلق على استخدام الطائر التيارات الهوائية لتوفير الطاقة أثناء طيرانه "التحليق"،. إن إمكانية التحليق تعتبر من خصائص التفوق عند الطيور للتحليق فائدتان أساسيتان :
            الأولى أنه يوفر الطاقة اللازمة للبقاء في الهواء أثناء البحث عن الطعام أو الانقضاض على فريسة أرضية ،
            و الثانية أنه يسمح للطائر بزيادة مسافة الطيران .

            تستخدم الطيور التيارات الهوائية بطريقتين : يستفيد العوسق الذي ينحدر من قمة المرتفع والقطرس الذي يغوص في الخلجان الشاطئية من التيارات الهوائية ، ويدعى هذا بالتحليق المنحدر . عندما تمر رياح قوية فوق قمة المرتفع ، تشكل موجات من الهواء الساكن ، ومع ذلك تستطيع الطيور أن تحلق في هذه البيئة . يستفيد طائر الأطيش و غيره من الطيور البحرية من هذه التيارات الساكنة التي تحدث في الجزر ، و في بعض الأحيان يستفيد من التيارات التي تثيرها بعض الجمادات مثل السفن ، التي يحلق فوقها القطرس .

            تخلق الجبهات الهوائية التيارات الرافعة للطيور و الجبهات هي السطح البيني الفاصل بين الكتل الهوائية المختلفة الأحجام والكثافة. و يطلق على تحليق الطيور على هذه الأسطح البينية " العاصفة المنحدرة " . ثم اكتشاف هذه الجبهات و التي غالباً ما تتشكل على الشواطئ بفعل التيارات الهوائية القادمة من البحر أو عن طريق الرادار أو من خلال مراقبة الطيور البحرية و هي تنحدر فيها على شكل أسراب . هناك نوعان آخران من التحليق :التحليق الحراري و التحليق الديناميكي .
            تلاحظ ظاهرة التحليق الحراري في مناطق الجزر الحارة على وجه الخصوص . عندما تصل أشعة الشمس إلى الأرض ، تقوم الأرض بدورها بتسخين الهواء الملامس لها . وعندما يسخن الهواء يصبح أقل وزناً ويأخذ بالارتفاع . يمكن ملاحظة هذه الظاهرة أيضاً في العواصف الرملية و الشابورات الهوائية .
            تملك النسور طريقة خاصة في الاستفادة من الموجات الحرارية عند التحليق لتتمكن من مسح الأرض من علو مناسب . فهي تنساب من موجة حرارية إلى موجة حرارية أخرى طوال اليوم و هكذا تحلق فوق مساحات كبيرة في اليوم الواحد . تبدأ الموجات الهوائية عند الفجر بالارتفاع . تشرع النسور الصغيرة أولاً بالتحليق مستخدمة التيارات الأضعف ، و عندما تشتد التيارات ، تقلع النسور الأكبر حجماً . تطفو النسور غالباً باتجاه الأمام في هذه التيارات النازلة في حين توضع التيارات الرافعة الأكثر سرعة في منتصف التيار الهوائي . تحلق النسور ضمن دوائر ضيقة لتؤمن التوازن بين التحليق عالياً وقوة الجاذبية . و عندما ترغب بالهبوط تقترب من مركز التيار .

            تستخدم أنواعاً أخرى من طيور الصيد التيارات الحارة ، فيستخدم اللقلق مثلاً هذه التيارات الساخنة في رحلة الهجرة بشكل خاص . يعيش اللقلق الأبيض في أوربا الوسطى و يهاجر إلى إفريقيا ليقضي الشتاء هناك في رحلة يقطع فيها 4350 ميل ( 7000كم ) . و إذا هاجر بشكل فردي مستخدماً طريقة الرفرفة بأجنحته ، فعليه أن يتوقف للاستراحة أربع مرات على الأقل ، إلا أن اللقلق الأبيض ينهي رحلته خلال ثلاثة أسابيع فقط مستخدماً التيارات الحارة لمدة 6 ـ7 ساعات في اليوم ، و هذا يُترجم على توفير كبير في الطاقة .

            يسخن الماء بسرعة أقل من الأرض ، لذلك لا تتشكل التيارات الساخنة فوق البحار ، وهذا هو السبب الذي يجعل الطيور لا تهاجر فوق البحار عندما تكون رحلتها طويلة ، يفضل اللقلق وطيور أخرى تعيش في أواسط أوربا أن تسلك في طريق هجرتها إلى إفريقيا ، إما أراضي البلقان و مضيق البوسفور ، أو الجزيرة الإيبيرية فوق مضيق جبل طارق . من جهة أخرى ، يستخدم النورس ، و الأطيش و القطرس و طيور بحرية أخرى التيارات الهوائية التي تسببها الموجات العالية . تستفيد هذه الطيور من التيارات الرافعة الموجودة عند ذروة الأمواج . وأثناء تحليق النورس في التيارات الهوائية ينعطف و يواجه الرياح فيرتفع بسهولة إلى الأعلى،وبعد بلوغ ارتفاع 10 ـ 15 متراً في الهواء يغير اتجاهه من جديد و يستمر في التحليق ،تحصل الطيور على الطاقة من تغير اتجاهات الرياح تفقد التيارات الهوائية سرعتها عندما تلامس سطح الماء . و لهذا السبب يواجه النورس تيارات أقوى في العروض العليا ، وبعد أن يحقق السرعة المناسبة ، يعود لينحدر من جديد مقترباً من سطح البحر .

            يستخدم جلم الماء وهو طائر بحري طويل الجناحين ـ والعديد من الطيور البحرية الأخرى ، الأسلوب نفسه في التحليق فوق البحر.

            ربما كان الحمامُ أكثرَ الطيور التي يقابلها الإنسان في حياته اليومية، وعندما يراقب عن كثَب هذه الكائنات الصغيرة التي لا تشدُ انتباه أحدٍ، تَظهرُ لنا معجزة الخلق فى الطيران ، ولكي نرى هذه الحقيقة تعال نعى ندقق فى كيفية إقلاع الحمام من الأرض إلى الهواء، ولنشهد هندسيةَ تصاميمه الكاملة. حيث تقفز الحمامة أولاً باتجاه الأعلى لحظة انفصالها عن الأرض ترفع جناحاها، ثم تميل إلى الأمام قليلاً، وتعلو بحيث تستطيع التقدم في الجو. أما الطيور التي هي أكبر من الحمامات لا تستطيع فعل هذه الحركة الصعبة أكثر من مرتين، وإذا كان الطائر كبيراً كالقطرس فلا يستطيع فعل هذه الحركة أبداً، ولذلك كان لها تقنيات إقلاع مختلفة.



            على سبيل المثال : الإقلاع تدريجياً في ميدان طويل، وهذه هي الطريقة التي يستخدمها الناس في الطائرات...حيث تكون اللحظةُ الأولى من الإقلاع هي أصعب مرحلة بالنسبة لعامة الطيور، ثم تحلِّق بسهولة تامة في الفضاء. حسنٌ ما الذي يؤمِّن للطائر تعلقه في الجو بعد إقلاعه أول مرة؟ الجواب يكمن في التصميم الهندسي الكامل الموجود تحت جناحي الطائر.
            فالقسم الخلفي لجناحي الطائر ينثني للأسفل قليلاً، يصطدم الهواءَ المار من أسفل الجناح بهذا الانثناء ويتكاثف، وبهذا يرتفع الطائر باتجاه الأعلى. أما الهواء المار من القسم الأعلى للجناح، فيدفع القسم الأمامي في الجناح للأعلى، ويقِلُّ ضغط الهواء الذي فوق الجناح مما يَجْذِب الطائر إلى الأعلى.





            إذا كان هناك مجرى هواء كاف فإن قوة الجاذبية المتكونة فوق الجناح وقوة الرفع تحت الجناح كليهما تكفي لتعلّق الطائر في الجو، يستطيع كثير من الطيور البقاءَ في الجو لساعات باستخدام الرياح الصاعدة فقط دون أن يرفرف جناحيه.





            أما بعض الطيور فتكوّن بنفسها تيار الهواء الذي يلزم أن يكون تحت جناحها، لهذا ترفرف بالجناح، كأن الطائر يجذِّف بها في الهواء وأثناء رفع جناحيه إلى الأعلى تضم نصفه باتجاه الداخل، وهكذا تقلل احتكاك الهواء، ويتفتح جناحيه كاملاً عندما تنزلان باتجاه الأسفل، وتتداخل الأرياش بعضها في بعض في كل حركة، ولكن يبقى القسمُ الأسفلُ أملسَ رغم تغيرِ حركةِ الجناح في كل لحظة، إن أشكال أجنحة الطيور وأرياشها كاملة في الديناميكية الهوائية.

            فطائر البط بفضل بنيته الديناميكية الهوائية الرائعة يُرى كأنها يحلق في الجو ببطء رغم طيرانه بسرعة 70 كيلو مترا في الساعة تقريباً.




            أعطت أجنحة الطيور المختلفة للإنسان الأسوة في صنع الطائرات في كل زمان. فبعض الأجنحة قصيرة ومتينة للمناورات المتتابعة! وبعض الأجنحة ضيقة وحادة للطيران السريع! وبعض الأجنحة طويلة وواسعة للطيران في ارتفاع عال! وبعض الأجنحة طويلة وضيقة للتحليق في الجو بسهولة ! الله تعالى خلقَ في جسم كل طائر أكمل أنظمة الطيران ولكل حسب حاجتها، بعض الطيور تطير أشهراً تأكل وتشرب وتنام في الجو.


            الصقور تنقضًّ على فريستهابسرعة 300 كم في الساعة! العقاب لا يطير لإيجاد طعامه فقط بل لإثبات قوته أيضاً!

            بما أن كل طيران لا بد أن يعْقِبَه نزول، ولهذا فأهمية الهبوط بشكل آمن ضروري كأهمية القدرة على الإقلاع، والطيور ماهرة في هذا أيضاً، تستخدم جناحيها للفرملة أيضاً بالإضافة إلى الطيران، الطائر المسمى بافين يستطيع أن يبقى معلقاً في الجو بفضل تيار الهواء الصاعد، ويستخدم هذه القابلية للنزول أيضاً، فعدم الانتباه ولو للحظة ربما ينتهي بنتائج مريرة، كما أن الأوز العراقي يعد من إحدى الطيور ذوات الأجنحة الكبيرة، ينزل على سطح الماء كطائرة بحرية ويستخدم الأقدام كفرامل .

            يقوم النسر بالهبوط إلى عشه الذي على حافة الهاوية بمراقبة طيران حاد وبحساب هندسي دقيق، أولاً يبدأ يالغوص بسرعة إلى هدف معين أسفل العش، ثم فجأة ينعطف باتجاه الأعلى متخذاً الهواء فرملة، وعندما يصل إلى العش تكون سرعته قد انخفضت إلى الصفر.



            الرفرفة والتحليق:

            تختلف الطيور كثيرا في حركة جناحيها فبعضها يحلق والبعض الأخر يرفرف، وبعضها يرفرف عند بدء الطيران ثم يستخدم التيارات الهوائية ليحلق أو ينزلق فيها وبعض الطيور تستخدم الرفرفة والتحليق حسب ظروف طيرانها وخاصة في عملية الصيد كما في بعض أنواع الطيور الجارحة. والطيران المرفرف أصعب بكثير من الطيران التحليق أو الانزلاق وصغار بعض الأنواع تنجح في الطيران المرفرف حال مغادرتها العش الذي فقست به ودون سابق تجربة، وتتناسب سرعة الرفرفة تناسبا عكسيا مع حجم الطائر، فالطيور الكبيرة كالنسور مثلا ترفرف أجنحتها مرة كل ثانية تقريبا، والطيور متوسطة الحجم كالحمام والغربان والبط تضرب بأجنحتها ثلاث مرات في الثانية، وفي الطيور الصغيرة كبعض العصافير الدورية فتصل الرفرفة إلى 30 ضربة في الثانية، وتبلغ الرفرفة ذروتها في الطيور المغردة الصغيرة والتي لا يزيد حجم بعضها عن حجم الفراشة كالطائر المغرد الفلسطيني( عصفور الشمس الفلسطيني ) لتصل ضربات الجناح إلى ما يزيد عن مائة ضربة في الثانية.
            والطيور المحلقة تستخدم التيارات الهوائية ولا تطير إلا في ساعات معينة من النهار وبعد أن تنشط التيارات الهوائية الصاعدة، وهذه الطيور تستطيع أن تحتفظ بجسمها محلقا في الهواء دون رفرفة جناحيها، وهي قد لا ترفرف أجنحتها بأكثر من مرة في الثانية، وتمتاز الطيور المحلقة لفترات طويلة نسبيا عادة بكبر الحجم وكبر مساحة الجناح وطوله، وكلما زاد حجم الطائر زادت قدرته على الطيران التحليق، وكثير من الطيور المهاجرة التي تمر عبر وادي الأردن خاصة كالنسور والعقبان الكبيرة تستخدم التيارات الهوائية لتطير بأقل جهد ممكن قاطعة مسافات شاسعة دون أن تبذل سوى قدر ضئيل من الطاقة في رحلتها، وهذه الطيور تستطيع زيادة ارتفاعها دون رفرفة الجناح وذلك بركوب التيارات الهوائية، وكثيرا ما نشاهد هذه الطيور قد اتخذت أعشاشها في الجبال العالية ذات الانحدار السحيق المحيطة بمنطقة جبال أريحا و البحر الميت الغربية.





            طائر الطنان ترفرف جناحيها (25 مرة في الثانية)، بسبب هذا لا تدرك عين الإنسان حركة الجناح أبداً، ولرؤية هذا النظام الرائع يلزمنا تصوير حركة الطائر على آلة تصوير فيديو ونبطيء الفيلم فنلاحظ، الأجنحة الدقيقة والحادة كالسكين تشكّل تيارَ هواءٍ بحركاتها السريعة نحو الأسفل، تماماً كما يفعل الإنسان في المروحية.

            فالمروحة تدور حول قضيب معدني ثابت وتُشكّل تيار هواء باتجاه الأسفل، الهواء المدفوع للأسفل يرفع المروحية للأعلى، مبدأ طيران الطنان يشبهه، إلا أنه ذو تصميم أروع وأكمل من المروحية، يطير بتحكم أدق، ويستطيع أن يقوم بالمناورة التي يريدها في الهواء، يستطيع بتغير زاوية جناحيه أن يتقدمَ للأعلى والأسفل، وللأمام والخلف. رفرفة الطنان جناحيه 25 مرة في الثانية، وعدم تضرره منه أبداً محيّر جداً ...!!!



            لا يستطيع أي إنسان أن يحرك ساعديه في الثانية إلا مرة واحدة على الأكثر، وإذا أُجري هذا العمل بمساعدة آلة تحريك 25 مرة في الثانية، ستحترق عضلات كتفه ويصبح عاجزاً، أو يفقدُ ساعديه، أما عصفور الطنان فذو خلقه رائعة، فمع تخفيق جناحيه ملايينَ المرات دون توقف لا يحصل أي عطل في عضلاته، هذا الطائر الصغير واحدٌ من أعقد آلات الطيران والأكثر تفوقاً في العالم، ومعجزة خلقٍ وحده. (16)



            يتبع

            تعليق


            • #7
              [glow1=#992626]سلوك الطيور[/glow1]


              تتميز الطيور عن بقية الحيوانات الفقارية بالريش المغطي لجسمها والمنقار القرني الذي يغطي فكيها ، ويقدر عدد أنواع الطيور المختلفة في العالم بنحو عشرة آلاف نوع يختلف كل منها عن الآخر من حيث الحجم والشكل والعادات وتتوزع في جميع أنحاء المعمورة بين القطبين الشمالي والجنوبي، وحتى الجزر النائية الصغيرة لا تكاد تخلو من الطيور، ويقدر العلماء مجموع أفراد الطيور في العالم بمائة ألف مليون طائر. يحد من التنافس بين الطيور في الحصول على الغذاء أن بعضها ليلي النشاط على حين أن بعضها الآخر يمارس نشاطه خلال النهار، فالبومة السمراء والباشق مثلا هما من الطيور الجارحة لكن الأول يصطاد ليلا والثاني يصطاد نهارا. تمتاز ذكور الطير عن إناثها عادة بألوان جذابة مزركشة يكون لها دور مهم في التكاثر، وتختلف ألوان الطيور بحسب أنواعها ولا شك أن هذا التباين قد جاء نتيجة التكيف لبيئات مختلفة في كل حالة.

              التزاوج والغزل:

              لدى كل طير دافع غريزي للتوالد لذلك يكرس قسما كبيرا من حياته للتناسل ولكل طير تقريبا فصل خاص للتوالد كل سنة ففي المناطق الدافئة والباردة يجري التزاوج في الربيع والصيف أما في المناطق الإستوائية فغالبية الطيور تتزاوج أثناء الفصل الممطر أو أشهر الجفاف واختيار الفصل يتوقف بالدرجة الأولى على توافر الغذاء في وقت الولادة أو تفقيس البيض. وقبل أن تستطيع الأنثى وضع بيضعها يجب أن تتزوج من الذكر والإثنان يؤلفان زواجا كثيرا ما يدوم حتى آخر موسم التوالد لكي يرعيا صغارهما معا وفي بعض الأحايين قد يترك الذكر أنثاه لتعتني بالصغار بمفردها وقليل من الطيور مثل النسور والبجع الملكي يؤلفان زوجين يظلان معا طول الحياة والطيور تغير من طبائعها وسلوكها إلى درجة كبيرة عند إقتراب موسم التوالد وهذا السلوك الخاص نسميه ( مغازلة ).




              تتغازل الطيور لأسباب عديدة فالذكر يحاول أن يستميل الأنثى ثم يجب على الإثنين أن يثقا بأمانة أحدهما للآخر إذا أراد أن يظلا سوية مدى الحياة . ثم إن المغازلة وسلوك الذكر فيها ينذر سائر الذكور بعدم الإقتراب من الأنثى. كثير من الطيور تلجأ إلى الصداح والغناء لكي تستميل الرفيق وغالبا ما تختار مكانا بارزا مثل غصن خال من الأوراق لكي تظهر نفسها بأحسن حال وعندما يسمع سائر الذكور هذه الأغنية فإنهم يفهمون أن عليهم البقاء بعيدا.

              والعديد من الطيور تكتسي مظهرا خاصا زمن المغازلة . فتغير ألوانها أو تبرز الأقسام الزاهية من ريشها . فذكر الضغنج يغير لون ريش قمة رأسه من اللون البني إلى اللون الأزرق الرمادي . والنقرس الأسود الرأس لا يكتسي رأسه هذا اللون إلا في موسم التزاوج حيث أن رأسه أبيضا في المواسم العادية وطائر الراف يتميز بطوق الريش الملون حول عنقه في أيام المغازلة. وأجمل مثل هو ذكر الطاووس والذنب الفخم الزاهي المزركش بالألوان الخضراء والزرقاء الذي يفرشه أمام الأنثى ليستميلها. وطيور الجنة كذلك تتبارى في إظهار ريشها الحريري الجذاب.





              وللطيور أعمال خاصة بالمغازلة تقوم بها كثير منها تتخذ وقفات أو وضعات خاصة رافعة رأسها أو جناحيها بطريقة ملفتة للنظر وهذه الوقفات يمكن أن يقوم بها الذكر أو الأنثى وقد يكون المقصود بهذه الوقفات إفهام الآخر بأن لا خطر عليه من هذه الإستعراضات . وفي بعض الأحوال يقوم الطيران برقصة معا ورقصات الطائر الغطاس المتوج هي من أكثر هذه المشاهد إثارة فترى الإثنين يسرعان جيئة وذهابا على وجه البحيرة ورافعين جناحيهما وهما يهزان رأسيهما وفي نهاية الرقصة يغطسان في الماء سوية ثم يخرجان إلى سطح الماء متقابلين وفي منقار كل منهما قطعة عشب مائي وأعمال كهذه التي قد تعني المشاركة في الغذاء تساعد الطيرين على تبادل الثقة والبقاء سوية وحركات المغازلة هذه قد تدوم طيلة موسم التزاوج لكي يظل الإثنان معا.





              تتكاثر الطيور الطنانة تبعاً لمواسم ازهار النباتات التي تزورها للرحيق. وهذا يعني أنها تتكاثر في المناطق المعتدلة في فصل الربيع. أما في المناطق الجافة فيجب عليها الانتظار الى موسم الأمطار حتى تتكاثر. ويتم التزاوج في ميادين الغناء أو أماكن التودد للإناث حيث تتجمع الذكور لإغراء الإناث . تبني الأنثى العش وتعتني بالصغار بمفردها، وتضع الإناث عادة بيضتين.
              طالما اعتقد الناس أن تغريد الطيور عند الفجر هو لإسعاد البشر . لكن العلم قضى على هذا الوهم. إن مزيج الأصوات الجميلة التي تصدر عند الفجر في مواسم التزاوج هو نتيجة مناجاة ذكور الطيور للإناث . وتندرج النغمات بين صوت من مقطع واحد وصوت معقد من طبقات ونغمات متعددة ، وتتناغم الأصوات بقوة وجمال لدرجة أنها تكون محببة للأذن البشرية.

              ويمتاز تغريد الطيور في فجر أيام الربيع بأنه دليل على قيام الذكور بإنشاء مناطق الأعشاش ، حيث تتصرف بطريقة رائعة وقوية لتعلن وجودها في منطقة معينة . وتصدح أصواتها في السماء قبل فصل التزاوج وخلاله ، ثم تخف تدريجيا عندما تفقس الصغار وتهدأ تدريجيا عندما تكبر الصغار وتهجر المنطقة .

              ويتمكن ذكر الطير، في فصل التزاوج من بذل جهد هائل خلال تغريده وقد أشار أحد علماء الطيور خلال بحثه في عادات طير "الصغنج" وهو طير مغرد ، أن الطير الواحد من هذا النوع يغرد أكثر من 2300 أغنية في اليوم الواحد ، وما أن يتم تأسيس منطقة الأعشاش ، حتى تبدأ الإناث المهتمة بالتزاوج بالوصول ، عندها يبدأ الذكر باستعراضه الصوتي والجسدي لإقناع الأنثى التي أعجبته.
              وبعض الطيور تخرج أصواتا خاصة بدلا من الصداح ، فنقار الخشب يطرق منقاره بسرعة فائقة على غصن أجوف ليخرج صوتا له رجع كالطبلة ، والشكب يشق الهواء بسرعة ناشرا ريش ذنبه ليحدث صوت أزيز. وقد تدوم هذه المرحلة أيام عدة قبل أن تقبل الأنثى ويبدأ التزاوج فعليا .

              وقد يعمد الذكر إلى العنف أحيانا لإبعاد خصومه عن منطقته . لكن لحسن الحظ ، وعلى الرغم من كل الظروف يتم التزاوج ، ويدوم هذا الرباط مدة فصل واحد عند بعض الطيور ، لكن بعض الطيور الكبيرة ، كالبجع مثلا ، تستمر مع الشريك نفسه طوال الحياة.

              يشير العلماء إلى أن 90% من الطيور المغردة أحادية الزواج، أي أنها تبقى مع شريك واحد ، لكن بعض الأنواع الأخرى متعددة الزواج ، حيث يتزاوج الذكر مع أكثر من أنثى، أو تقوم الأنثى بالتزاوج من ذكرين أو أكثر . وتشير الأبحاث إلى أن أجمل تغريد الفجر هي الصادرة عن ذكور الطيور التي تمارس هذا النوع من الخداع . فتغريد طير الشادي "الهازج" مثلا – وهو نوع مهاجر ، فصل التزاوج عنده قصير – غير عادي ومتنوع تبعا لما يقوم به من نشاط . فحين يكون الطير وحيدا ، يبحث عن أنثى ، يغرد بشكل أغاني طويلة هادئة ليجذبها ، وما أن يؤمن قبول الأنثى بالتزاوج ، حتى يبدأ يغرد أغاني الحب والدفاع عن العش ، القصيرة المختصرة . إلا أن ، الأنواع المتعددة الازاوج منه ، وحين يرغب الذكر بجذب أنثى أخرى ، يبدأ بالتحرك إلى أقصى حدود منطقته ، بحيث يبتعد قدر الإمكان عن عش أنثاه الأولى . ويبدأ مرة ثانية بالتغريد المعقد الطويل . حتى تظن أي أنثى مارة بالصدفة انه مازال وحيدا وانه يملك موقعا جيدا لبناء العش.
              لكن عادة ما يكون الخداع مزدوجا من الطرفين ، فحين يعود الذكر إلى أنثاه الأولى ، قد يجد ذكرا آخر قد حل مكانه . وتقوم الطيور صائدة الذباب وعصافير الدوري بحركات الخداع نفسها التي ذكرناها سابقا . والعصافير الثانية ليست معروفة بتغريدها المفرح ، بل تشتهر بصوتها الرتيب الذي يشارك كورس الفجر بتأثير مميز .

              كثير من الطيور بعد تبادل المغازلة والتزاوج تذهب الأنثى بمفردها لتضع بيوضها وتعنى بصغارها، وهذا السلوك قد يساعد الطيور على نمو صغارها لأن الذكر يكون زاهي الألوان براقا بينما الأنثى باهتة اللون فلو ظل الذكر مع عائلته فربما يكون في ألوانه الزاهية خطر على العش والصغار لأنه يجتذب الأعداء ومن هذه الأنواع التي تنفرد فيها الأنثى بتربية الصغار.

              تتخذ الطيور لنفسها مناطق محددة عند بدء موسم التزاوج ويكون ذلك باتخاذ الطير بقعة يربي صغاره فيها ويجد فيها الغذاء الكافي لهم . وتكون البقعة واسعة الحجم ومحمية بقوة من الطيور المنتسبة إلى الفصيلة نفسها فأبو الحن يهاجم أبا حن آخر يدخل منطقته ويستشيط غيظا إذا رأى شيئا أحمر اللون لأنه يظن أنه أبوحن آخر رغم أنه يخشى ان يعتدي على منطقة طائر آخر مثله. والعديد من الطيور أمثال النقرس تتوالد في مستعمرات كثيفة وضمن هذه المستعمرة يتمتع كل زوج ببقعة صغيرة يبني عشه عليها إلا أن المنطقة لا توفر الطعام للمستعمرة بل أن الطيور تعتمد على البحر القريب لإيجاد غذاء لها ولعائلتها.
              بناء العش:
              إن أهم ما تحتاج إليه الطيور هو المكان الملائم الذي تشعر فيه بالراحة والطمأنينة للحصول على احتياجاتها الأساسية من غذاء ومأوى. فلا بد من وجود المكان المناسب لبناء أعشاشها. ووجود الغذاء المناسب الوفير ومصادر الماء. كما تحتاج الطيور المهاجرة التي تقطع البلاد خلال انتقالها إلى حمايتها من أخطار الصيد أو الموت بفعل التلوث. لذلك تبنى الطيور أعشاشها فى أماكن بعيدة عن أعين الرقباء، وتختلف هندسة العش من نوع إلى آخر لدرجة أنه يمكن تقسيم أنواع الطيور تبعاً لهندسة أعشاشها وتقوم بتثبيت العش بما لا يجعلها تتأثر بالرياح ثم تقوم بتبطين العش من الداخل بمواد ناعمة الملمس رقيقة من الريش أو الشعر أو القطن لكى تكون حانية على صغارها عند الفقس.
              كثير من الطيور تحمي أعشاشها بإخفائها بين أوراق الشجر الكثيفة. وغالبا ما يكون لون البيض شبيها بلون المكان الذي يوضع فيه، وبعض الطيور وخاصة الصحراوية منها تضع بيضها في حفر على الأرض بين الأعشاب أو في أماكن بعيدة يتعذر الوصول إليها كالمنحدرات الصخرية السحيقة أو رؤوس الأشجار العالية. وقد أدى إنشاء المحميات للأحياء البرية وحماية النباتات البرية في المناطق الطبيعية من العالم إلى اجتذاب العديد من الطيور بشكل خاص والحياة البرية بشكل عام.




              تختلف هذه الطيور من حيث الأماكن التي تبني فيها أعشاشها والطريقة التي تبني فيها تلك الأعشاش. فبعضها يعشش بين النباتات المائية أو بين حصى الشاطئ أو بين كثبان الرمال أو في أوكار أو جحور. وفي الأراضي الزراعية الجبلية تبني الطيور أعشاشها في الربيع في الغابات والحقول. وعلى أشجار الفاكهة حيث يتوافر لها الغذاء اللازم والملجأ الأمين.

              والطيور لا تبني العش لأنها تدرك أن ذلك ضرورى للتوالد. بل أن ذلك ردود فعل الطائر تثيرها حوافز معينة بطريقة آلية فشمس الربيع الدافئة تجعل الغدد النخامية عند الطيور تفرز بعض الهرمونات التى تحرك نشاط بناء العش. والطيور التى تحقن بهرمون الاستروجين الأنثوى تشرع فى بناء الأعشاش فى غير أوانها.
              وقد اعتاد بعض الطيور على المعيشة في المدن والقرى وتبني أعشاشها كلما أمكنها ذلك في الأماكن البعيدة عن متناول الإنسان وعبثه كالمآذن وحواف الشبابيك وثقوب المباني البعيدة والأماكن المهجورة ، وحتى على الأسلاك الهوائية للهواتف كما فى الصورة الآتية للهواتف .



              وفي سلسلة الجبال الجنوبية المطلة على البحر الميت من منطقة وادي الدرجة (رأس نقب الحمار) أو منطقة وادي القلط والتي تمتاز بوجود جبال عالية ذات انحدار شديد، تتخذ الطيور الكبيرة الجارحة من قمم الجبال مكانا لبناء أعشاشها حيث يصعب الوصول إليها. يلجأ كثير من الطيور لتمضية فترة الشتاء في مناطق الأغوار حيث الدفء وتوافر الغذاء والمأوى الملائم.
              معظم الطيور تبني أعشاشها بنفسها وتحضن صغارها وتحميها لفترات متباينة، بيد أن بعض الطيور تخلّت في تطورها عن سلوكها الطبيعي في حضن البيض فأصبحت تعيش متطفلة على أعشاش طيور أخرى.

              مواد بناء العش :

              كثير من الطيور تبني أعشاشها من أوراق الحشيش الجافة أو عيدان الشجر. ويكون العش مجوفا لكي يحفظ البيض وقد تبني بعض الطيور عشا صغيرا لا يزيد على حجم الطائر الأم والعصفور الحائك يبني عشه بشكل غرفة صغيرة لها مدخل مثل القمع لكي يحول دخول الأفاعي أو غيرها من الآفات من الوصول إلى البيض ويكون العش مبطنا بمواد طرية ناعمة مثل الطحالب أو الريش. ورغم أن الطيور ماهرة بالبناء إلا أنها قد تضطر إلى إلصاق قطع العش معا وغالبا ما تستعمل الوحل لذلك فالسنونو تبني عشها من الوحل والحشيش اليابس والقش ونوع من الطيور يشبه السنونو يقوي عشه بلعابه اللزج بينما يبني نوع آخر عشه من بيوت العنكبوت مضيفا إليها لعابه.
              كثير من أنواع الطيور تفضل أن تجد جحرا أو تجويفا تجعل منه عشا لها وقد تحفر في الأرض أو على ضفة نهر أو تستعمل جحرا أو تجويفا لحيوان سابق أو فراغا في جذع شجرة أو في صخر وفي هذه الحالة قد لا يبني الطير عشا على الإطلاق بل يضع البيض في الجحر. واستعمال هذه الأمكنة قد يكون طريقة فعالة لحماية الصغار وجعلها في مأمن من الأعداء وكثير من أنواع الطيور تعشش في التجاويف فالبفن (طائر بحري من طيور الأطلسي) والطنان تحفر في التراب لتعشش ونقار الخشب يحفر لنفسه مكانا في جذع الشجرة وأنواع كثيرة من عصافير الحدائق والبساتين مثل الدوري والدعويقة تستعمل أي فجوة طبيعية تجدها ومن أغرب طرق بناء الأعشاش طريقة البوقير المسمى (أبو منقار) وهو طير إستوائي ضخم فالأنثى تدخل إلى تجويف في شجرة ويقوم الذكر بسد المدخل بالوحول تاركا ثقبا صغيرا لمنقار الأنثى وتظل هي داخل العش للعناية بالصغار بينما يتولى الذكر إطعامها من الثقب.




              وهناك طيور تستخدم الأبنية لتعشش في زوايا السطوح مثل السنونو والخطاف التي تجعل أعشاشها في زوايا الحيطان أو تحت إفريز السطح وكثيرا ما تعشش البوم في الأطلال والأمكنة الأثرية ومن الطيور أنواع مثل الشحرور وأبو الحن التي قد تستخدم أدوات مهملة مثل غلاية شاي قديمة أو سيارة أو تراكتور مهمل فتبني عشها فيه وسكان المدن من الطيور مثل الحمام تستعمل حافة البناء أو الجسور لبناء أعشاشها.

              ومن أجمل الأعشاش عش طائر السمان والطنان الذى يبنيه على هيئة الفنجان. وأجمل وأزهى عش هو عش طائر ال***كه حيث يبنى عششاً ذات قباباً وتبطنها بالداخل بالريش الناعم وطيور عصافير الجنة تلصق عششها الطينية على جدران المنازل وطيور كسار البندق تبنى عشها فى ثقوب الأشجار ويسدة بالطين ويبقى ممراً لدخوله وخروجه.
              الطيور التي تعشش في الأرض :
              كثير من الطيور تبني أعشاشها على التراب وتظل على قيد الحياة إما لأنها تحسن تخبئة عشها او تضعه في مكان أمين. فالقبرة والزقزاق تحب ان تعشش في الحقول وتخبيء عشها بين الأعشاب وأنواع متعددة من الطيور بما فيها الخرشنة تضع بيضها على الرمل أو بين الحصى مباشرة إلا أن هذا البيض تكون منقطة بشكل الحصى ويصعب رؤيتها وبعض الطيور مثل الغلموت تضع بيضها على نتواءات المرتفعات الصخرية ويتكون هذا البوض بمأمن من حيوانات مثل الثعالب إلا أنها لا تكون بمأمن من لصوص الجو مثل النقرس لذلك يكون البيض منقطة للتمويه وشكلها وليست مستديرة وذلك لكي تتدحرج وتتجمع إذا حركها شيء فلا تقع عن مرتفع . وغالبية البطريق كذلك تبني أعشاشها على الأرض منها ما يستخدم كومة من الحصى بمثابة عش بينما يستعمل البطريق الكبير رجليه بمثابة عش وبسبب برودة المناخ الذي تعيش فيه هذه الطيور يضع الطير بيوضه على رجليه ويسدل عليها طية من جلدة لتظل دافئة.

              رعاية الصغار:

              تبذل معظم الطيور مجهودا كبيرا في رعاية صغارها بادئة بالاهتمام بالبيض ومكرسة أكثر وقتها لإطعام الطيور وحمايتها بعد ولادتها وهي تفعل كل ذلك بالغريزة فالغريزة هي التي تجعل الطائر الصغيرة وزوجها يقومان بأكثر من 500 رحلة يوميا لإيجاد غذاء للصغار أو تجعل البطريق الكبير يصوم شهرين في الشتاء لكي يحافظ على حرارة البيض الذى يحضنه أثناء صقيع القطب الجنوبي المميت.

              كثير من الطيور لا يضع إلا بيضة واحدة في موسم التناسل ويشمل هذا العديد من الطيور التي تعتني بصغارها مع رهط من صغار أمثالها مثل الأطيش وطيور الأوك وثمة طيور تضع عددا كبيرا من البيض مثل أنثى الحجل التي قد تضع عددا كبير يصل إلى 16 بيضة ومن الطبيعي أن لا تفقس كلها وتنمو وتصبح بالغة و إلا لكانت غزت العالم منذ زمن بعيد . معظم طيور الحدائق تضع 4 أو 5 بيضات مثل أبو الحن والسنونو والسمن والدوري والنعامة أكبر طير في العالم والتي تضع أكبر البيض حجما وقد تضع 12 بيضة كلا منها اكبر من بيضة الدجاج بـ 24 مرة . وأصغر بيضة هي التي تضعها أنثى عصفور النحل الطنان وهو أصغر عصفور وطول البيضة حوالي سنتيمتر وتضع الأنثى اثنتين منها . والألبطروس المتجول وهو صاحب أطول جناحين بين الطيور قاطبة لا يضع إلا بيضة بينما تضع الدعويقة وغيرها من العصافير الصغيرة بين 7 و 11 بيضة. وعدد البيض التي يضعها الطير تتوقف على توفر الغذاء فبعض أنواع البوم لا تضع بيضا إلا إذا كان هناك من الفئران وحشرات الحقل ما يكفي لغذاء الصغار .

              معظم الطيور تحتضن بيضها أي تجثم فوقه لتظل دافئة فتنمو الصغار داخلها إلى ان تفقس ولبعض الطيور الأخرى طرق تختلف مثلا الطيور البحرية تستخدم أقدامها الدافئة بينما أنواع غيرها تدفن البيض في كومة من النباتات المهترئة الدافئة أو في التراب او الرمل الدافيء وطور الحضانة قد يدوم من عشرة أيام لبعض الطيور إلى 80 يوما .

              بعض أنواع الطيور لا تعتني بصغارها على الإطلاق بل تسخر لذلك أنواعا أخرى وأكثر هذه الأنواع شيوعا في أوروبا هو الواقواق ويوجد شبيه له في أميركا اسمه طير البقر وآخر في أفريقيا هو دليل المناحل. ففي موسم التوالد تختار أنثى الوقواق عش أنثى من أحد أصناف الطيور وتراقبها فإذا تركت هذه العش حطت أنثى الوقواق مكانها حالا ووضعت بيضة في العش ، وإذا تيسر لها الوقت الكافي أزاحت ما استطاعت من البيض الأخر قبل رجوع الأنثى الأصلية ثم تطير أنثى الوقواق ولا تعود ترى البيضة التي وضعتها. أما الأم المستعارة فتحضن البيضة وتفقسها وتطعم الوقواق الصغير واضعة الغذاء في منقاره بالغريزة وقد يكبر صغير الوقواق ويصبح حجمه اكبر من حجم الأم التي تتولى إطعامه ولا يطول به الأمر حتى يدفع صغار الطير الأخرى في العش لأنه أكبر وأقوى منها ويظل وحده متمتعا بالغذاء الذي تأتي به الأم وينمو بسرعة وفي اقل من أسبوعين يصبح مستعدا للطيران مسلحا بكل ما حبته به الطبيعة من قدرة على البقاء.
              الأمومـــة:
              أن جميع أنواع الطيور تنتف ريشها فى منطقة البطن حتى تتعرى ويصبح جسمها ملائما لعملية التحضين للبيض. وعادة يتم ذلك فى فترة اقتراب موعد التحضين. وتتعرى الطيور فى تلك المنطقة إلا من الأوعية الدموية التى ترفع حرارة الجلد وتسمى تلك البقع ببقع الحضانة. كما أن كثير من الطيور تقلب بيضها كل 12 ساعة ليضبط البيض على البقع الحاضنة تماماً.
              تقوم الطيور بجمع يرقات ودود الحشرات وبذور الثمار وتضع الأكل فى فم صغارها والكثير من الطيور تقوم بمضغة جزئيا ويضعها الطير فى حويصلته فيمد الصغار مناقيرها لداخل الحويصلة وتتغذى بها.
              يضع طائر البطريق بيضة واحدة يحضنها الذكر بوضعها على قمة قدمه ثم يتقوس جسمة ليلامسها ببطنه حيث الجلد الحار وذلك لمدة شهرين.





              أن الأمومة عند الطيور تعنى الحنان والجهد والتضحية لحد إزهاق الروح فى سبيل الحفاظ عليها. فنجد طير أبوقير تدخل أنثاه فى نقرة شجرة وتضع بيضها فيأتى الذكر ويطلى النقرة بالطين ولا يدع الاكوه ضيقه تكاد لا ترى مع ترك فتحة تسع لعنق أنثاه الحبيسة ليدخل منها الغذاء لها إلى أن يفقس البيض.

              وقد تحمل الطيور صغارها على ظهرها




              أما طائر قناس المحار عندما يحس بإقتراب الخطر على صغارة يجرى على الأرض يجر جناحه المتدلى متصنعاً الإصابة بعيداً عن العش وإلى أن يقطع مسافة يشعر فيها أن عشه صار فى آمان يرفرف بجناحيه وينطلق هارباً فما له من ماكر.
              تعلم الطيور أولادها الطيران بإلقائها من علو داخل العش. والهدهد يقتل أضعف فراخه ويعتنى بالباقى. إن الأمومة فى الطيور لهو عالم ساحر لكل مُتدبر متفكر فى خلق الله ويا لها من آية من آيات الله فى خلقه فهل من متدبر.
              التـــداوى:
              يعرف عن الطيور أنها تداوى نفسها وتقوم بالتجبير إذا أصيبت أرجلها فتضع الطين والعشب وتمكث فى الشمس حتى تتماسك الجبيرة مع العضو المصاب وحتى يصبح كالرباط إحكاماً إلى أن يلتحم المكسور ويتم المجبور وتحظى بالشفاء فمن ألهمها ومن أرشدها بذلك ؟.
              أساليب الدفــــاع :
              تلجأ الطيور إلى الطيران عادة للهرب من أعدائها على الأرض إلا أن هذا الأسلوب لا ينفعها مع الطيور الكواسر التي تكون عادة من أسرع الطيور ففي هذه الحالات من الأفضل لها أن تختبئ وتأمل بأن لا يراها العدو . والطيور التي لا تطير لا تستطيع طبعا ان تهرب من الخطر بواسطة الطيران لذلك فأفضل أساليب دفاعها هو العدو السريع وهذه الطيور تكون عادة ذات رقبة طويلة وسيقان طويلة قوية مثل النعامة ويساعدها طول رقبتها باكتشاف الخطر من مسافة بعيدة والواقع أن كثيرا من أسراب الحيوانات تعتمد على النعامة لكي تنذرها بإقتراب الخطر مثل اقتراب أسد أو سبع جائع , تبلغ سرعة النعامة 60كم في الساعة. ثم إن هذه الطيور تستطيع أن تقاتل إذا حوصرت ويمكنها أن تدافع عن نفسها برفسات قوية وهناك أنواع أخرى من الطيور تلجأ إلى القتال إذا أحست بالخطر فهى تهاجم كل من يحاول الإقتراب من أعشاشها . والطيور الأصغر لا تستطيع القتال بمفردها إلا أنها كثيرا ما تتجمع أسرابا وتتألب على عدوها لكي تبعده عنها والبوم الذي ينام على الشجر في النهار كثيرا ما يقلقه وجود أسراب من الطيور النهارية تحاول طرده من مكانه. والعديد من الطيور يستعمل التمويه للدفاع فهي تشابه ما حولها إلى درجة يصعب مع عدوها تمييزها ورؤيتها فالترمجان ( دجاج الأصقاع الشمالية ) يغير لونه كل سنة من بني إلى أبيض لكي يظل لونه متماشيا مع بياض الثلوج. وبعض أنواع الزقزاق تلجأ أحيانا إلى الدهاء في دفاعها فعندما يقترب عدو من عشها تخرج من العش وتبتعد عنه ببطء وتثاقل ليعتقد العدو بأنها مصابة عاجزة سهلة الاصطياد وبعد أن تبعد العدو إلى مسافة كافية تقفز في الجو وتطير.
              الإنــذار:
              تقوم الطيور بعمل جهاز الانذار للحيوانات الأخرى: فيقوم طائر نقار الخرتيت بإنذار الكركدن أو وحيد القرن من الخطر فلدى الخرتيت غريزة وحنين نحو هذا الطائر فالطائر بمثابة جهاز إنذار له حيث أنه يصعب عليه النظر خلفه بسهوله إلا إذا أدار جسمه الضخم دورة كاملة ويقوم الطائر عنه بذلك العمل كما يقوم بإلتهام الحشرات الموجودة على جسم الخرتيت وكأن بينهما ميثاق مكتوب منذ آلاف السنين على تبادل المنفعة. وللجاموس الوحشى أيضاً طائر وديع يشبه أبو قردان يعيش على التقاط الديدان والحشرات من على جسمه ويقوم دائماً بنوبة الحراسة. كذلك طائر التمساح الذى سبق ذكره فهو يقوم بوظيفة طبيب الأسنان أو فرشة الأسنان للتمساح فهناك معاهدة وميثاق مشترك كما أخذ على نفسه عهداً إذا رأى شراً يحيق بالتمساح أنذرة بصيحة خاصة.

              المشى والسباحة والجرى:

              تمشى الطيور قليلاً على الأرض متنقلة أثناء البحث عن الطعام فمنها ما يمشى متبختراً.



              ومنها ما يمشى مسرعاً كالحمام.





              وعادة ما تتبع الصغار أمهاتها أثناء السير كما نشاهد ذلك كثيرا عند متابعة صغار البط أمهاتها على الترع والمجارى المائية .





              البطريق :
              يُعَدُّ البطريقٌ أيضاً واحداً من جنس الطيور، إلا أن جناحيه القصرين يؤمنانله تقدما ليس في الهواء بل في الماء، هذه الكائنات المحببة التي تُرى على البر متثاقلةً جداً، ولكنها عندما تدخل في الماء تبدو وكأنها تطير، فإذا أقيمت مسابقةٌ في السباحة بين الإنسان والبطريق سيكون الإنسان كذلك هو الخاسرُ، ذلك لأن البطريق يسبح بسرعة تفوق ثلاثة أضعاف على أبطال الأولمبياد، إضافة إلى أنه يستهلك أقلَّ طاقة ممكنة أثناء قيامه بهذا العمل، ويعود سبب ذلك إلى أن تصاميم جسمه خلقت بشكل يحقق سباحته في الماء بهذه السرعة، فالبطاريق التي تتحرك في الماء كقارب السباق هي أبطال سباحةٍ حقيقية بين الكائنات التي تعيش على اليابسة.



              النعام بطل من أبطال العدو من الطيور Road Runner:
              هناك أيضاً في عالمِ الطيور أنواع لها استعدادات مختلفة غير الطيران، مثل النعامةَ يستطيع هذا الطائر أن يركض أسرع من المتسابق الذي حطم الرقم القياسي في الأولمبياد فقد أقيمت مسابقة في العدو في مسافة (100 متراً) بين الإنسان والنعامة، فكان الإنسان هو الخاسر وإذا كان بمقدور بطل الأولمبياد أن يعدو بسرعة 39 كم في الساعة، فإن سرعة النعامة تصل إلى 60 كم في الساعة، تقطع النعامة بساقيه الطويلتين مسافة 3 متر في الخطوة الواحدة، هذا الطائرواحد من أسرع الرياضيين في عالم الكائنات.





              السعى على الرزق :
              تنتشر الطيور في جميع أنحاء المعمورة وتتكيف لملائمة البيئة التي تعيش فيها، ففي المستنقعات أو الشواطئ الرملية تنبش الطيور المائية في الطين أو الرمل بحثا عن غذائها وغالبا ما يكون من الحيوانات اللافقارية. والطيور التي تتغذى على الأسماك تخوض في الماء، أو تسبح أو تغطس فيه.

              تعتمد موارد الغذاء على عدة عوامل منها المناخ، فإذا كانت الظروف الجوية غير ملائمة لنمو النباتات أو الحشرات والثدييات الصغيرة تضطر الطيور إلى الهجرة لاماكن أخرى تتوفر فيها ظروف مناخية ملائمة وغذاء كاف. ولا يجب أن ننسى بان وجود الماء هو عامل أساسي بالنسبة لنمو الزرع وبالتالي لتواجد كافة الكائنات التي تتغذى بالنباتات، يجب أن نتوقع أن وفرة الماء تتناسب وتواجد الطيور وان غيابه أو شحه في موسم ما يؤدي إلى نزوحها أو هجرتها، واغلب الطيور تحتاج إلى الماء لكي تشرب وتستحم أو تنظف ريشها. ويجب الحرص على عدم إزعاج الطيور في أعشاشها لكي لا تهجر بيضها أو صغارها وفي فترة الشتاء لا بد من أن تحصل الطيور على غذاء وفير كي تنمو وتتهيأ لوضع البيض.

              العنصر الرئيسي الذى يحدد طريقة معيشية الطيور هو احتاجها من الغذاء فإذا كان الغذاء محدود الكمية فالطيور التي تأكله تميل إلى العيش منفردة كما تعيش الطيور الكواسر على العموم فالحيوانات التي تتغذى بها منتشرة على مساحات واسعة ، لذلك تنتشر الطيور فالطير الذي يعيش على الصيد له حظ أكبر بمفاجأة فريسته غذا كان بمفرده بدلا من أن يحاول ذلك مع سرب من أمثاله.

              أما الطيور التي تعيش على النباتات أو الحبوب ويوجد منها الكثير فتتجمع أسربا فأشجار العليق والتوت مثلا تجتذب أسرابا من السمن وأعداد النورس في المرافئ ومراسي السفن تكثر بسبب توفر السمك وفضلات الطعام وأسراب السنونو فوق المدن تطير جيئة وذهابا ملتهمة الحشرات الطائرة والهوام. السنونو من الطيور التي تحب العيش جماعات مع أنها تبني أعشاشا مستقلة وهي تهاجر أعدادا كبيرة وكثيرا ما نراها تتجمع على أسلاك التليفون قبل الرحيل. وتوفر الطعام ليس العنصر الوحيد فالطيور التي تتجمع تسعى وراء الحماية أعدائها . ومع أن وجود أعداد من الطير معا قد يجتذب الكواسر ، إلا أن حظ أفرادها بالنجاة يكون أكبر بالإضافة إلى ذلك إذا داهمها خطر يمكن لهذه الطيور المجتمعة ان تتحد معا لدحر العدو إذا هاجم. والنجاح في ذلك يعتمد على نوع من الاتصال بين أفراد هذه المجموعات وعليه فللطيور صرخات إنذار تطلقها لتحذير سائر أفراد السرب كذلك يمكن أن يكون عليها علامات تظهر عند الطيران فإذا قفز طير في الجو بغتة فقد يعني ذلك إنذارا إلى الباقين بوجود خطر يتهددهم فيفروا هاربين طائرين.

              غالبا ما تتغير الطرق المعيشية للطيور في الربيع . فعصافير الحدائق مثل الحساسين والسمن التي تتجمع أسرابا كبيرة أيام الشتاء بحثا عن الطعام تنفرد الآن أزواجا للعناية بصغارها وطيور البحر التي تجوب أجواء المحيطات في الشتاء تعود إلى الشواطئ للتوالد . والتغيير في مصادر الطعام هو الذي يسبب هذه التغييرات ففي الشتاء تذهب الطيور مسافات بعيدة سعيا وراء طعامها ولكن في الربيع يمكنها أن تستقر في مكان واحد للعناية بصغارها لأن الطعام يكون متوفرا وأنواع أخرى تستطيع ان تظل في مكان واحد طول السنة بسبب أنها تأكل كل ما تجده ولا يقتصر غذاؤها على نوع معين من الأطعمة .

              تستنفذ الطيور كثيرا من الطاقة في الطيران ، ذلك فهي تحتاج إلى التغذية باستمرار لتظل على قيد الحياة . على العموم تستطيع الطيور أن تأكل أي شيء توفره الطبيعة . إلا أن عددا قليلا منها فقط مثل الغربان يمكنها أن تأكل كل شيء. والبعض منها يقدر أن يأكل أنواعا محددة من الطعام فقط لأن مناقيرها مطورة لأجل ذلك. كثير من الطيور تقتات بالنبات فالسمن يفضل العليق والدوري والحسون يأكل البذور فأكلة البذور لها مناقير قصيرة متينة لكي تستطيع كسر البذور وتفتيتها وتكون هذه الطيور صغيرة عادة لكي تتمكن من التنقل بين الأغصان الصغيرة بخفة كذلك العصافير الطنانة التي تقتات برحيق الأزهار فتحوم فوق النبات وتدخل منقارها الطويل الدقيق داخل الزهرة – والطيور الأكبر حجما مثل الببغاوات والطوقان فإن لها مناقير كبيرة قوية لكي تستطيع أكل الثمار الاستوائية وطيور البط والإوز تستطيع تمزيق الأعشاب المائية واقتلاعها بمناقيرها العريضة.

              والحشرات طعام محبب للطيور . فالطير المغني يفتش عن الحشرات بين أوراق الشجر ويلتقطها بمنقاره الصغير المسنن و(متسلق الشجر) يسحب الحشرات من ثقوب لحاء الشجر بمنقاره الطويل المعقوف بينما يقوم نقار الخشب بثقب اللحاء بمنقاره الحاد حتى يصل إلى مخبأ الحشرات وهناك أنواع كثيرة من الطيور مثل السنونو وسبد الليل تلاحق الحشرات الطائرة فاتحة مناقيرها لتلتهمها. والمحار والديدان هي طعام الطيور الخواضة التي تعيش في الأماكن الرطبة على الشواطئ ولهذه الطيور مناقير طويلة تفتش بها في الوحول أو التراب بحثا عن طعامها.






              وهناك طيور تصطاد حيوانات أكبر وأنشط مثل الطيور آكلات الأسماك التي قد تجد صعوبة في القبض على السمكة بسبب إنزلاقها كذلك نجد أن بعض أنواع البط والطيور الغاطسة لها منقار مسنن الأطراف ليمنع السمكة من الانزلاق والإفلات والطيور الكواسر مثل النسر والصقر والبازي والبوم تأكل اللحوم ومعظم طعامها حيوانات صغيرة مثل الفئران والعصافير ومناقيرها متينة معقوفة تقدر أن تمزق الفريسة إربا. والقليل من الطيور يستخدم بعض الأشياء ليصل إلى غذائه، السمنة مثلا تكسر عظم الثمار الحجرية على صخرة لتحصل على البذور في الداخل بينما يلجأ النقرس إلى إلقاء المحار من عل على الصخور لتتكسر صدفتها والنسر المصري يكسر بيض النعام الصلب بإلقاء حجارة عليها من الجو ونقار الخشب في جزر غالاباغوس يخرج الحشرات من ثقوب الأشجار مستعملا بذلك شوكة صبار يمسكها بمنقاره.

              تحتاج الطيور أن تشرب ، مثلما تحتاج أن تأكل بعض الطيور الصحراوية تستطيع العيش على عصارة الطعام الذي تأكله ولكن معظم الطيور تحتاج إلى إيجاد الماء وتشرب بطريقة أن تحني رأسها وتضع منقارها في الماء ثم ترفع رأسها إلى الوراء فينزل الماء من منقارها إلى حلقها ويمكن للحمامة أن تمتص الماء فلا حاجة لها برفع رأسها إلى الوراء.

              اثبت العلم ما ذهبت إليه السنة من نفي الشؤم عن البوم أو الهامة فقد تبن أن البوم في غاية الأهمية للبيئة ،و قد جعلها الله مع غيرها من الحيوانات صمام الأمان الذي ينظم أعداد القوارض في البيئة فهي تأكل الفئران و الجرذان و الأفاعي و الحشرات و العصافير حيث تصيد حوالي 5000 فأر في السنة الواحدة و طريقة صيد بعض أنواع البوم تعد هادفة متخصصة فهي تختار من الأرانب الأفراد الضعيفة و المريضة فتحدد التكاثر و تمنع انتشار المرض فعندما أنتشر وباء الأرانب في أوربا في أوائل الخمسينات من القرن العشرين سلمت أرانب جنوب أسبانيا من الوباء ، فتبين أن وراء ذلك أنواع من البوم المفترس كانت تكثر في تلك البيئة فإذا تذكرنا أن البوم يصيد 15 فأراً يومياً فكم هي الفائدة كبيرة التي تعود على الإنتاج الزراعي .

              طيور النهار وطيور الليل :

              معظم الطيور تنشط في النهار وتنام في الليل وهي تحتاج النور لترى طعامها وتحتاج الظلمة لتخفيها عن النظر عندما تكون نائمة لا تستطيع الدفاع عن نفسها غير أن هناك أنواعا تفضل أن تنشط في الليل عندما لا يكون هناك خطر من أعداء وهي لا تحتاج إلى نور لتجد طعامها . فاليوم مثلا لها سمع مرهف إلى درجة تستطيع بها إيجاد فريستها في الظلام الدامس والطيور الخواضة تخوض الماء باحثة عن طعامها في الوحول بمناقيرها الطويلة فلا تحتاج إلى نظر حاد كذلك فإن حلول الغسق يؤذن بخروج الهوام والحشرات الطائرة فتنشط بعض الأنواع الأخرى من طيور الليل مثل السبد وغيرها . إلا أن طلوع ضوء النهار قد يسبب مشكلة الاختباء طول النهار . بالنسبة للبوم والخواضات الضخمة ليس من مشكلة لأنها ليست معرضة للمهاجمة بسبب قوتها وكبر حجمها أما بالنسبة للطيور الصغيرة فهي مضطرة إلى الاستعانة بالتمويه.

              النظافـــة :

              على الطيور أن تحافظ على ريشها وإلا غزتها الحشرات أو الآفات وألحقت أذى بريشها فيصبح الطيران أصعب عليها لذلك تصرف الطيور وقتا طويلا في العناية بريشها وتنظيفه لأن جسمها كله مغطى بالآلاف من الريش. وللطير أعمال تنظيف متعددة أولا أن يستحم لتنظيف الريش والتخلص من الحشرات ومعظم الطيور تغطس في بركة ماء ضحلة ثم تنفش ريشها وبعض الطيور تستحم تحت المطر بينما هناك طيور تتمرغ في الغبار أو التراب الجاف تفرك به ريشها وبعد الاستحمام يجيء دور الهندام فيسوي الطير ريشه بمنقاره ويمشطه وهذا العمل يقوم به الطير في أي وقت وليس بالضرورة بعد الاستحمام فالطير يستعمل منقاره داخل ريشه ليزيل الأوساخ والحشرات وبما أنه لا يستطيع تنظيف رأسه بهذه الطريقة فإنه يستعمل مخالبه لذلك أو يقوم بذلك رفيقه. وللحفاظ على حيوية الريش يمكن للطير أن يزيت ريشه بإفراز مادة صمغية من غدة خاصة قرب الذنب تدعى ( غدة الهندمة ) فيستعمل الطير منقاره ليمسح هذه المادة فوق ريشه وهذا يجعل الريش مقاوما للماء. (17)


              يتبع

              تعليق


              • #8
                [glow1=#6b2323]هجرة الطيور[/glow1]

                وأنت تسبح ببصرك في الفضاء الفسيح "قد تستوقفك أسراب من الطيور المهاجرة وتشعر بأن هناك أسرارًا كثيرة تكمن وراءها.. لا تملك أن تعرفها .. فتكتفي بأن تقول في نفسك .. .. .. سبحان من أبدع وسوى.
                ففي كل ربيع وصيف تنطلق ثلث أنواع الطيور في العالم مهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والاتجاهات، فالطيور في نصف الكرة الشمالي تسلك مسارًا شماليًا جنوبيًا في الخريف، وتسلك الاتجاه المعاكس في الربيع، وتهاجر الطيور في شمال أوروبا إما عبر تركيا أو مضيق جبل طارق ..ويذهب كثير منها جنوبًا نحو أفريقيا كطيور القوق Cuckoos ، الهدهد hoopoes، السمنة field farces .. وغيرهم.

                لماذا تهاجر الطيور؟
                تهاجر الطيور بحثـاً عن أماكن أكثر دفئاً وأوفر غذاءاً وأكثر ملائمة لتناسلها أو للبحث عن ظروف معيشية أفضل ومناخ للراحة والاستجمام .. أو لأهداف أخرى غير معلومة وتقطع فى سبيل ذلك الآلاف من الأميال فى رحلتها ذهاباً وإياباً. والعجيب أنها لا تضل الطريق وكأنها تعرف طبيعة القارات الشاسعة والمحيطات الهائلة وبها من الغرائز ما يحير العقول فمن أودعها تلك الغرائز التى لا تحصى والتى لولاها لهلكت ؟.ولا تنتظر الطيور بالطبع قله الطعام حتى تطير وألا فإنها لن تستطيع أن تقطع مثل هذه المسافات بدون الطاقة اللازمة.فبعض الطيور تضاعف من وزنها قبل السفر مثل الطيور المغردة وتخزن الدهون تحت الأجنحة .. أما الطيور الكبيرة الحجم كالإوز فهي لا تستطيع أن تزيد من وزنها إلا قليلا و إلا فلن تستطيع الطيران.

                ويحاول العلماء، إضافة الجديد كل يوم في أساليبهم لتتبع هجرة الطيور .. الطريقة التقليدية في هذا كانت تتم بوضع حلقة في رجل الطائر توضح المكان الذي وجد فيه لتتبع مساره كما حدث في أمريكا وكندا حينما وضعت حلقات لأكثر من 11 مليون طائر .. .. وقد دخل استخدام الرادار والأقمار الصناعية حديثا في توضيح طرق الهجرة وارتفاع وسرعة الأسراب المهاجرة.
                هناك ما يقرب من 10.000 نوع من الطيور تتباين في طرق معيشتها وأشكالها وأحجامها بداية من النعامة والتي يصل وزنها إلي 150 كم نهاية إلي الطنان Humming bird الذى يصل وزنه إلى 2.2 جرام الذي يستهلك في طيرانه طاقة كبيرة، لو أراد الإنسان أن يقوم بعمله لاحتاج إلي 13 كيلو من اللحوم المصنعة يومياً وإفراز 45 لتر من الماء في الساعة ليحتفظ بحرارة جسمه .

                وتتباين الطيور بشدة في أسلوب هجرتها أيضاً .. قد تتبع مساراً واحداً في الهجرة والعودة أو قد تتبع واحداً في الهجرة وآخر في العودة مثل الطيور المفردة التي قد تجدها عند وادي النيل في طريقها إلي وسط أفريقيا ولا تري في الربيع أثناء عودتها. قد تهاجر الطيور في النهار أوقد تفضل الليل .. قد تقطع مسافات قصيرة في هجرتها وقد تسافر مسافات خيالية .. مثل طائر خطاف البحر القطبي (سنونو) Arctic terns الذي يهاجر في نهاية الصيف إلي القطب الجنوبي قاطعاً مسافة تقدر بـ 14.500 كم. كما يستطيع طائر القطرس Albatross أن يطير حول العالم في 80 يوم فقط عبر المحيط .. بل قد يطير "الدخلة" من نوع الطيور المغردة Warbler ثلاثة أيام ونصف متصلة لا بلامس فيها أرضا .. تخيل معي أنك تجري بأقصى سرعة عندك لمدة 84 يوم دون أن تأكل أو تشرب أو تستريح.

                ويختلف وقت الهجرة بين الأنواع المختلفة، بل يختلف في إطار النوع الواحد بين الصغير والكبير، الذكر والأنثى. ذكر طائر الأجيلوس Agelous يهاجر قبل الأنثى بعده أسابيع ليشيد مكانا مناسبا للمعيشة لاستقبال الأنثى .. لبداية موسم التزاوج. بعض الأنواع من الطيور يهاجر فيها الكبير قبل الصغير .. بل وأحياناً الصغير يسبق الكبير في وقت هجرته.

                الهجرة مزيج من النشاط الهرموني والبواعث الخارجية كالتغيرات المناخية. النشاط الهرموني يختلف بتغير طول النهار نسبة إلي الليل كعلامة مميزة للفصول الأربعة وفي تجارب مثيرة .. لاحظ العلماء أن بعض الطيور قد تصاب بالقلق والاضطراب قرب ميعاد الهجرة نتيجة للتغيرات الهرمونية مثل طائر السنونو الذي يجتمع في مجموعات ضخمة ويقوم بحركات أكروباتية تنافسية. .. ولكان أسراب السنونو تتواعد علي الأسلاك قبل هجرتها في نهاية سبتمبر في وقت ثابت كل عام.
                كيف تهتدى الطيور؟
                الهجرة – فطره ربانية وغريزة وراثية .. .. فالطيور الصغيرة تهاجر بنجاح دون مساعدة كأن خريطة ثابتة قد رسمت علي جينات هذه الطيور, وقد قام العالم Helbig بتجربة فريدة حين زوج الطيور المغردة النمساوية والتي تهاجر باتجاه الجنوب الشرقي .. بالطيور المغردة الألمانية والتي تسلك الاتجاه الجنوبي الغربي في هجرتها إلى إفريقيا. ومن الغريب بأن نعرف أن الطيور الصغيرة الناتجة عن التزاوج سلكت طريقاً وسطاً بين طرق الآباء ..وهو طريق يمر بها عبر جبال الألب الوعرة لم يسلكه الآباء من قبل .. وكأن الخريطة ؟ قد جمعت بين الطريقين. مما يعنى أن هذا السلوك فى الهجرة عبارة عن جينات موجودة فى جينوم الطيور .

                تستخدم الطيور الإبصار العادي في الاهتداء إلي طريقها فهي عادة ما تكون قوية الإبصار .. لها مجال واسع للرؤية كطائر الحمام Pigeon والصقر تعادل قوة بصره ثمانية أمثال الإنسان .. وهي تحدد لنفسها بعض المعالم الأرضية .. كالتلال والوديان أو الأنهار والجبال .. وتسافر بعض الطيور الملازمة للأرض بمحاذاة شواطئ البحار والمحيطات كما تستخدم الحمامة حاسة الشم في طريقها.
                موقع الشمس وغروبها .. من أهم الطرق الخاصة بالطير .. الذي يفضل الهجرة بالنهار .. كما تستخدم الطيور المهاجرة ليلا مواقع النجوم لتبين طرق رحلاتها.
                تستطيع الطيور التعرف علي طريقها بحسابات لها مع المجال المغناطيسي للأرض . في معجزة عجيبة .. .. ويعترف العلماء، رغم ما توصلوا إليه من استنتاجات أنهم ما زالوا لا يعرفون إلا القليل وأن أمامهم مشوار طويل من الأبحاث لمحاولة فهم الظاهرة.
                مخاطر الرحلة :
                ولا شك أن رحلة طويلة كهذه لابد وأن تكون محفوفة بالمخاطر .. فأسراب الطيور قد تواجه العواصف الشديدة ..والمطر الغزير ..والضباب .. وغيرها من التغييرات المتوقعة .. تحاول أسراب الطيور أن تهبط إلي الأرض متى أمكن هذا حتى لو لم تكن البيئة مناسبة .. والطيور الصغيرة قد تكن أكثر عرضة للاضطراب بل والموت . بعض الطيور قد تغير وجهتها إلي أرض أخري ..وقد تستطيع في بعض الأحيان أن تنظم سرعتها وتعيد ضبط مسارها الطبيعي إذا ما واجهتها الرياح العاتية .. فتقطع بعض الطيور رحلتها من الأطلنطي علي السواحل الشرقية الأمريكية .. تقابلها الرياح الشمالية الغربية التي تأخذها إلي مسار جنوبي مارة بمثلث برمودا الشهير ..وهناك تقابل الرياح الشمالية الشرقية التي تأخذها إلي مكانها إلي جنوب أمريكا . وهناك بعض المشاكل قد تحدث من وراء المجال المغناطيسي للقطب الشمالي مما قد يحول الطير إلي اتجاه معاكس عن بغيتها .. ألا أن الطيور تتغلب على هذه المشاكل بإعادة ضبط بوصلتها المغناطيسية بطريقة غير معروفة بالضبط حتى الآن.

                * إذا لم تكن قد رأيت أسراب الطيور المهاجرة من قبل فقد فاتك الخير الكثير.. فحاول أن تبحث عنها الآن فهذا موسم هجرتها، فقد تجدها قريبة منك جدًّا وأنت لا تشعر، واشكر الله عز وجل (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) على هذه النعمة الجليلة.

                معجزة رحلة الهجرة :
                أنظر الى أسراب الطيور المهاجرة تطير بالترتيب على شكل ثمانية (8) ولهذا سبب مهم جداً، يشكل كل طائر في هذا السرب منفذ هواء في تقاطع الجناح للطائر الذي خلفه، وهذا يحقق مقاومة الطائر الذي يأتي من خلفه لمواجهة هواء أقل، واستهلاك طاقة أقل، وهكذا يُقتصد في الطاقة بنسبة 20 % من مجموع الاستهلاك، والطيور المهاجرة تملك هذه المعلومة بشكل مدهش، لهذا تطير طبقاً كسرب الطائرات النفاثة على شكل (8) فكل طائر يستفيد من منفذ الهواء الذي يشكله الطائر أمامه، أما الطيران في الموقع الأول فشاقٌ جداً، والطيور تتناوب هذه المهمة، وهاهنا إذن سرٌ كبير، فالطيران بشكل (8) تؤمن اقتصاداً في الطاقة حقيقة اكتشفها مهندسو الحركة الديناميكية للهواء.






                إذن... من أين تعلمت الطيور المهاجرة هذا الحساب العلمي؟ كيف تتنظم في شكل مرتب فيما بينها؟ كيف يعرفُ كل طائر موقعه الترتيبي في الطيران؟ هذه الأسئلة تأخذنا إلى حقيقة الخلق مرة أخرى، فالكائنات خلقها الله بأجسام كاملة، وألهمها استخدام هذه الأجسام على أفضل حال.
                طريقٌ ثان يؤمن فيها الطيور المهاجرة الاقتصاد في الطاقة، فرفرفة جناح الطائر يسبب تكوّن منفذٍ هوائيٍ ثانٍ خلفه، ولهذا السبب ترفرف الطيور أجنحتها بتزامن دقيق مع بعضها البعض، وترتيب رفرفة جناحَي كل طائر تُضبَط حسب الطائر الذي قبله، وهذا أيضاً يُظهر مشهد الطيران مخططاً ومتناسقاً إلى حد الدهشة.
                ( أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) (الملك:19)
                حسنٌ.. كيف تهتدي الطيور المهاجرة إلى جهتها عندما تقطع مسافةَ آلاف الكيلومترات؟ رجالُ العلم الباحثين عن جواب هذا السؤال قابلوا معجزةً أخرى في الخلق. واللقالق تأتي في مقدمة الطيور المحترفة في إيجاد الجهة.
                اللقالق وإوزات الثلج :
                تقطع اللقالق كلَّ سنةٍ طرقاً بآلاف الكيلومترات، اللقالقُ المرتحلةُ من قارة إفريقيا تصل إلى قارة أوربا مروراً بالبحر المتوسط، إلا أنه بقدوم فصل آخر واخضرار النباتات يتغير منظر الغطاء الأرضي لأوروبا تماماً، إذن.. كيف تجد اللقالق طرقها في رحلتها التي تبلغ آلاف الكيلومترات مع هذا التغير؟

                اكتشفت البحوثُ وجود نظام خاص في أجسام اللقالق مدركٍ لجاذبية الأرض المغناطيسية، بهذه البوصلة الطبيعية تتبع خطوط الجاذبية المغناطيسية وتُعيّن الجهة، بفضل هذا تُتِمُ رحلتها التي تبلغ آلاف من الكيلومترات دون أي خطأ، وتجد مكان أعشاشها التي كانت تقطنها قبل سنة.

                تستخدمُ الطائرة الحربيةُ أجهزة إلكترونية كثيرة لتعيين خطوط الطول والعرض للطيران ووجهته، إلا أن إوزات الثلج التي تطير مسافاتٍ أطولَ بكثير من الطائرات الحربية تعرف من بين السحاب إلى أي جهة تطير دون أن تستخدم أي جهاز.

                الأوكسجين قليل جداً في علو آلاف الأمتار، لهذا السبب يستخدم الطيارون أقنعة أوكسجين، لكنه ليس للإوزات حاجةٌ لأقنعة الأوكسجين، فقد خُلقت رئتاها وخلايا الدم الخاصة بها بتصميم خاص تستطيع بفضلها التنفس حتى في مثل هذا العلو، إضافة إلى أن بنية الأجسام المخلوقة بتنسيق خاص تحميها من برودة تصل إلى (خمس وخمسين درجة تحت الصفر) التكنولوجيا والتصميم في أجسامها كاملة إلى حدّ يدعو للغيرة حتى من قبل طياري الطائرات الحربية.

                تقوم إوزات الثلج برحلة طويلة تمتد آلاف الكيلومترات، تبدأ من المناطق القريبة من القطب الشمالي، إلى خليج المكسيك، وهي كاللقالق تماما جُهزت بأنظمة إيجاد الجهة بشكل معجز، نُسقت في أجسامها ما يدرك الجاذبية المغناطيسية، فبفضل هذا تجد جهتها بحسب جاذبية الأرض المغناطيسية، ولا تخطئ طوال رحلاتها الممتدة إلى آلاف الكيلومترات.
                إذاً.. من نسق مدركات الجاذبية المغناطيسية في أجسام هذه الطيور؟ بلا شك أنظمة إدراك حسَّاسٍ كهذا ليس نتيجةَ الصدف، هذه الخصائصُ الموجودة في الطيور المهاجرة دليل واضح لخلق الله لها.
                أغرب الخصائص في الطيور المهاجرة أنها تظهرُ بعد غروب الشمس، تجد الطيورُ المهاجرة التي تطير في الليل جهتها اهتداءً بالنجوم، هذه معجزةٌ كبيرة بلا شك، لأن هناك ملايينَ النجوم في السماء وإيجادُ الجهة بالنظر إلى النجوم عملٌ صعب جداً، في الحقيقة هذا الأسلوب استخدمه الناس أيضاً في التاريخ، حيث كان البحارون يهتدون إلى جهتهم بحساب زوايا ومواقع النجوم حتى اخترعوا البوصلة، واستخدموا خرائط النجوم، إضافة إلى ما يملكه الإنسان من عقل وإدراك. أما الغريب في هذه الطيور الصغيرة فليس في أيديها خرائط للنجوم، ولم تتعلم أماكن أبراجها، ورغم ذلك تعرف هذه الطيور بشكل معجز أماكن النجوم، وتجد الجهة بحسبها وتقطع طريقها في ظلمة الليل دون أن تضيع جهتها.
                أوضحت البحوث الجارية أنه حتى الفراخ الخارجة من البيوض جديداً تعرف مكان النجوم، إذا..من علّم هذه الفراخ الصغيرة التي لم تولد بعدُ أماكن النجوم؟ لا شك أن صدورَ قرارٍ من هذه الفراخ الصغيرة منذ ولادتها أي واحدة من ملايين النجوم يجب متابعتُها، وأيُّ النجوم ستختارها دليلاً معجزةٌ كبيرة، كل هذا يوضح أن الله تعالى خلق هذه الله الطيور وألهمها أعمالها التي تقوم بها، وهكذا يخبرنا الله تعالى عن هذه الحقيقة في الطيور في آية قرآنية :

                (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) (النور:41) .

                يهاجر طائر الزقزاق الذهبي الهادئ من ألاسكا إلى جزر الهاواي ليقضي فصل الشتاء هناك . و بما أن طريق هجرته خالٍ من الجزر ، فإنه يضطر إلى قطع 2500 ميل ( أي 4000 كم ) من بداية رحلته حتى نهايتها ، وهذا يعني 250000 ضربة جناح دون توقف ، وهى تستغرق 88 ساعة .
                يزن الطائر في بداية رحلته 7 أونسات أي ما يعادل 200 جم ، 2.5 أونس منها (70 جم ) دهون يستخدم كمصدر للطاقة ، إلا أن الطاقة التي يحتاجها الطائر لكل ساعة طيران ـ كما حسبها العلماء ـ تساوي 3 أونسات ( 82 جم ) كوقود يغذي الفاعلية الطيرانية لديه ، أي أن هناك نقصاناً في الوقود اللازم يعادل 0.4 أونس ( 12 جم ) مما يعني أن على الطائر أن يطير مئات الأميال دون وقود قبل أن يصل إلى هاواي .

                ولكن و على الرغم من كل هذه الحسابات ، يصل الطائر الذهبي إلى جزر هاواي بسلام ، و دون مواجهة أي مشكلات كما أعتاد في كل سنة ، فما السر وراء هذا ؟
                أوحى الله تعالى إلى هذه الطيور التي خلقها أن تتبع طريقة معينة في هذه الرحلة تجعل من طيرانها أمراً سهلاً و فاعلاً . لا تطير هذه الطير وبشكل عشوائي و لكن ضمن سرب ، و هذا السرب بدوره يطير في الهواء بشكل حرف . " 8" و بفضل هذا التشكيل لا تحتاج الطيور إلى كثير من الطاقة في مقاومة الهواء الذي تواجهه ، و هكذا توفر نسبة 23% من الطاقة ، و يبقى لديها 0.2 أونس ( 6 ـ 7 جم ) من الدهون عندما تحط في المستقر . و لكن هل هذه الطاقة الزائدة فائض لا معنى له ؟ بالطبع لا . هذا الفائض محسوب للاستخدام في حالات الطوارئ عندما يواجه السرب تيارات هوائية معاكسة.

                و هنا تظهر أمامنا هذه الأسئلة :
                - كيف يمكن أن تعلم الطيور كمية الطاقة أو الدهون اللازمة ؟
                - كيف يمكن أن تؤمن هذه الطيور كل الطاقة اللازمة قبل الطيران ؟
                - كيف يمكنها أن تحسب مسافة الرحلة و كمية الوقود اللازم لها ؟
                - كيف يمكن أن تعرف أن الظروف الجوية في هاواي أفضل منها في ألاسكا؟
                من المستحيل أن تتوصل الطيور إلى هذه المعلومات ، أو تجري هذه الحسابات ، أو تقوم بتشكيل السرب بناء على هذه الحسابات . إنه الوحي الإلهي : قوة عظمى توجهها وتدلها على كل ما يضمن لها استمراريتها في هذا العالم .
                يحتاج الطيران إلى قوة كبيرة ، لهذا السبب تمتلك الطيور أكبر نسبة من الخلايا العضلية، الكتلة الجسمية بين الكائنات على الإطلاق . كذلك يتناسب الاستقلاب لديها مع المستويات العالية للقوة العضلية . وسطياً يتضاعف الاستقلاب عند هذا الكائن عندما ترتفع درجة حرارة جسمه بمعدل 50 فهرنهايت (10درجات مئوية ) . تدل درجة حرارة الطائر الدوري على سبيل المثال و البالغة 108 فهرنهايت ( 42 درجة مئوية) والشحرور البالغة 109 ف ( 43.5 درجة مئوية ) ، على مدى سرعة العملية التحويلية لديهم . هذه الحرارة العالية و التي تزيد من استهلاك الطاقة و بالتالي من قوة الطائر .







                تقوم الطيور بسبب حاجتها المفرطة للطاقة بهضم طعامها بطريقة مثالية . على سبيل المثال : يزيد وزن صغير اللقلق بمقدار كيلوجرام واحد عند تناوله 3 كيلو جرامات من الطعام . بينما تكون نسبة الزيادة في الثدييات كيلوجرام واحد لكل 10 كيلوجرامات من الطعام .
                كذلك الأمر بالنسبة للجهاز الدورى عند الطيور الذي صمم ليتوافق مع متطلبات الطاقة العالية . بينما يخفق القلب البشري بمعدل 78 خفقة في الدقيقة ، ترتفع هذه النسبة إلى 460 خفقة في الدقيقة عند طائر الدوري و 615 عند الشحرور. و تتخذ الرئتان الهوائيتان موقف القائد الذي يزود كل هذه الأجهزة السريعة الأداء بالأكسجين اللازم لعملها .
                وتستخدم الطيور طاقتها بفاعلية كبيرة، فهي تظهر فاعلية كبيرة في استهلاك الطاقة تفوق استهلاك الثدييات لها . على سيل المثال يستهلك السنونو 4 كيلو كالوري في الميل، بينما يحرق حيوان ثديي صغير 41 كيلو كالوري .

                إن التحول الايضى الذي تتولد عنه مستويات عالية من الطاقة لا يحمل أي معنى دون رئتين هوائيتين مخصصتين ، علاوة على أن هذا قد يسبب للحيوان معاناة من نقص في التغذية بالأكسجين و إذا طرأت طفرة على الجهاز التنفسي قبل الأجهزة الأخرى ، فهذا يعني أن يستنشق الطائر أكسجيناً يفوق حاجته ، و ستكون الزيادة ضارة تماماً كما هو النقص كذلك الأمر بالنسبة للهيكل العظمي . فلو كان الطائر مجهزاً برئتين هوائيتين و نظام استقلاب متكيف مع كل احتياجاته ، فسيبقى عاجزاً عن الطيران . فمهما بلغت قوة الكائن الأرضي لا يمكنه الطيران بسبب البنية الثقيلة والمجزأة نسبياً لهيكله العظمي . يحتاج تشكيل الأجنحة أيضاً إلى تصميم متقن لا يقبل الخطأ .

                [glow1=#4c8f67]انظر إلى هذه الصورة وتأمل خط سير ألاف الطيور المهاجرة عبر المسالك البحرية خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع دون أن تخطي في خط سيرها والغريب في الأمر سبحان الله أنها تعبر عبر المضايق البحرية والممرات[/glow1].




                يتبع

                تعليق


                • #9
                  [glow1=#8a1c1c]حواس الطيور[/glow1]




                  للطيور نفس الحواس التي للبشر منها ما هو أكثر تطورا ومنها ما هو أقل على العموم تتمتع الطيور بنظر وسمع حادين إلا أن حاسة الشم لديها ضعيفة، كثير من الطيور زاهية الألوان ومعظم الطيور تقدر ان تفرق الألوان أما طيور الليل فلا تحتاج إلى تمييز الألوان لذلك ترى الألوان رمادية أما الطيور التي تصطاد حيوانات أخرى فنظرها حاد جدا قد يكون عشرة أضعاف نظر الإنسان . عينا البوم في مقدمة الرأس لكي يتمكن من الاستدلال على فريسته بسهولة وهذه الفريسة تكون عادة طيرا عاشبا أو عصفورا يحط على الأرض ولهذا النوع من العصافير عيون على جانبي الرأس لكي يقدر أن ينظر إلى كل الجهات فيرى أعداءه مقتربين منه. وليس للطيور آذان مثل آذاننا ولكنها تستطيع أن تسمع عبر فتحات تحت الريش وراء العينين والطيور تتكلم سوية بواسطة الغناء وتحتاج أن يكون سمعها قويا والبوم يصطاد في الليل وتستعمل سمعها الحاد لتبلغ فرائسها من الأصوات الخافتة التي تحدثها إذا تحركت. وللطيور مناخر في سفح المنقار ولكنها تستعملها للتنفس اكثر مما تستعملها للشم .
                  الطيور والألوان:
                  تعلمنا أن الضوء عندما يسقط على الأشياء فإنها تمتص بعض الأطوال الموجية من الضوء وتعكس الباقى منها و أن اللون الذى نستشعره للأشياء إنما يعتمد على الأطوال الموجية للضوء المنعكس . ولكن اللون ليس فى الواقع خاصية للضوء أو للأشياء التى تعكسه أنه إحساس ينشأ فى الدماغ , أن معرفتنا برؤية الألوان بشكل أولى يعتمد على ما يراه البشر.
                  يرى البشر وبعض الرئيسات الأخرى الألوان نتيجة سقوط نقطة الضوء الملونة الصادرة من الأجسام المرئية والتى تحدث تفاعلات بين ثلاثة طرز من خلايا المخاريط التى توجد في شبكية العين حيث يحتوي كل طراز من المخاريط على صبغة مختلفة فى حساسيتها لمدي محدد من أطوال الموجات الضوئية . والطرز الثلاثة من المخاريط تصل أقصى حساسية لها عند 560 و 530 و424 نانومتر للون الأصفر والأخضر والأزرق على التوالى.
                  أما الأشعة التى تحمل فوتوناتها طاقة ذات أطوال موجية مختلفة عن الأطوال سابقة الذكر فأنها تسبب لأكثر من نوع من الخاريط أستثارة تؤدى إلى انبعاث أكثر من لون واحد فالأشعة التى يصل طولها الموجى على سبيل المثال 500 نانومتر تعطى اللون الأزرق المخضر, والتى لها طول موجى 610نانومترات تعطى اللون البرتقالى كما يوضحها الشكل. وبناء على ذلك فأن خلية مخروطية واحدة لا تستطيع أن تبين للدماغ طول موجه الضوء الممتص فلكى يتم تمييز طول موجه من أخرى يتعين على الدماغ مقارنة الإشارات الواردة من مخاريط لها أصباغ بصريه مختلفة .



                  وجد أن العديد من الفقاريات – ومعظمها حيوانات غير ثديية – ترى الألوان من خلال جزء من الطيف لا يراه البشر وهو الطيف فوق البنفسجى القريب , فقد وجد أنه فى وجود الضوء الفوق بنفسجى يقوم النمل بالتقاط العذارى ويحملها الى مناطق معتمة أو الى مناطق تستضئ بضوء ذى موجات أطول , والنحل و النمل لا ترى الضوء الفوق بنفسجى فحسب بل ان هذه الحشرات تستخدم ضوء السماء الفوق بنفسجى كجزء من بوصلة سماوية .

                  كما ثبت أن الطيور والسحالى والسلاحف و العديد من الأسماك لها أربعه طرز من خلايا المخاريط فى حين أن معظم الثدييات طرازين فقط , وقد ثبت من دراسة تتطور الكائنات أن أسلاف الثدييات كان لها أربع أنواع من المخاريط ولكن خلال فترة من تطورها حينما كانت ليلية النشاط ولم تكن رؤية الألوان ضرورية لبقائها , فقدت الثدييات المبكرة طرازين من خلايا المخاريط وإصبع معظمها الآن خاصة ليلى النشاط ذو طرازين فقط من المخاريط على الشبكيةأحدهما حساس للغاية للبنفسجى و الآخر حساس عند الأطوال الموجية الطويلة , ثم أثناء التطور استعادت أسلاف مجموعة من رئيسات العالم القديم تشمل الإنسان طرازا ثالثا من المخاريط عن طريق حدوث طفرة لأحد طرز المخاريط الموجودة.
                  رؤية الطيور للألوان :
                  تبدأ رؤيه اللون فى الخلايا المخروطية بالشبكية وهى طبقة الخلايا العصبيه التىتنتقل اشارات الرؤيه الى الدماغ ويحتوى كل مخروط على صبغ يتكون على احدى صور البروتين ايسين مرتبط بجزئ صغير يعرف باسم ريتينال يشبه كثيرا الفيتامين A وعندما يمتص الصبغ الضوء او بمعنى أدق يمتص حزما منفصلة من الطاقه تعرف باسم فوتونات تغير الطاقه المضافه شكل الريتينال و تستحث فيضا من الأحداث الجزيئية يؤدى الى استثارة الخليه المخروطيه وتؤدى هذه الاستثارة بدورها الى تنشيط الخلايا العصبية للشبكية حيث تطلق مجموعه منها سيالات عصبية فى العصب البصري لتنتقل المعلومات عن الضوء الذى استقبلته إلى الدماغ .




                  وكلما كان الضوء أشد امتصت الأصباغ البصرية فوتونات أكثر وزادت استثارة كل مخروط وظهر الضوء اكثر زهوآ ولكن المعلومات التى ينقلها كل مخروط على حدة محدودة فالخلية بذاتها لا تستطيع أخبار الدماغ أى طول موجة ضوئية هو السبب فى استثارتها وهناك بعض أطوال موجات ضوئية تمتص على نحو أفضل من غيرها ويتميز كل صبغ بصرى بطيف يوضح كيف يختلف الامتصاص باختلاف طول الموجه .
                  .ولكى يرى الدماغ الألوان عليه أن يقارن استجابات طرازين أو أكثر من المخاريط المحتوية على أصباغ بصرية متباينة بل أن وجود أكثر من طرازين من المخاريط فى الشبكية يسمح حتى بقدرة أعظم على رؤية ألوان مختلفة .
                  وفى شبكية جميع المجموعات الرئيسية للفقاريات أعمدة كما أن لها مخاريط وتمكن الأعمدة التى تحتوى على الصبغ البصرى رودوبسن من الرؤية فى الضوء الخافت جدا ويماثل الردوبسن فى كل من تركيبه وخصائصه الامتصاصية أصباغ المخاريط الأكثر حساسية للأطوال الموجية التى تقع عند منتصف طيف الرؤية وهى كانت قد نشأت عن تلك الأصباغ قبل مئات ملايين السنين وللطيور أربعه أصباغ مخاريط تتميز أطياف بعضها من بعض أما الثدييات فلها طرازان فقط من أصباغ المخاريط وتختلف الرئيسات ( منها الإنسان) عن الثدييات الأخرى فى حيازته ثلاثة أصباغ للمخاريط بدلا من اثنين ورؤية للألوان ثلاثية قاصرا بمقدار صبغ واحد عن نظام الرؤية الرباعى الألوان الموجود فى الطيور والعديد من الزواحف و الأسماك.

                  أن كل مخروط فى طائر يحتوى على قطيرة زيت ملونة ولم تعد هذه القطيرات موجودة فى مخاريط الثدييات وهذه القطيرات التى تحوى تركيزات عالية من جزيئات تعرف بالكاروتنيدات Carotenoids تقع بحيث يمر الضوء خلالها قبل أن يصل إلى رصة المخاريط فى الشبكية حيث يوجد العصب البصرى وتعمل قطرات الزيت كمرشحات تزيل أطوال الموجات القصيرة وتضيق من أطياف امتصاص الأصباغ البصرية وهذا يقلل من تراكب أطياف الأصباغ بعضها فوق بعض وتزيد من عدد الألوان التى يستطيع الطائر أن يدركها ( سبحان الله العظيم الذى خلق كل شيء وأحسن خلقه وقدره تقديرا)
                  والشكل يوضح قطيرات الزيت فى الخلايا المخروطية بشبكية الطيور وفيها يظهر القطيرات الحمراء والصفراء ولأخرى عديمة اللون أو الشفافة والتى حددتها الحلقات السوداء والتى تعمل كمرشحات تزيل الأطوال الموجية القصيرة وتضيق الحساسية الطيفية لثلاثة من الخاريط الأربعة للطيور وينقلها لأطوال موجية أطول كما يوضحها الشكل البيانى . ويقوم الأوزون فى طبقات الجو العليا بامتصاص الأطوال الموجية الأقصر من 300 نانومتر وبهذا فأن الرؤية فوق البنفسجية للطيور تشمل الفوق بنفسجى القريب فقط آى فى منطقة طول موجى بين 300-400 نانومتر.



                  استطاع العلماء وبمعرفة الخواص الطبيعية للمخاريط الأربعة فى الطيور من حساب مقدار الأطوال الموجية الحمراء والخضراء الذى يعطى للطائر المظهر اللونى نفسه الناتج من طول الموجة الصفراء النقية وطبقت تجربة على الببغاء الاسترالى المعروف باسم الدرة بعد أن درب على الربط بين جائزة من الطعام والضوء الأصفر الذى يوجد على بعد ثلاثة أقدام من الطائر وعن مكان ظهور الضوء , فكان الطائر يطير لموقع الأكل والذى عنده ينفتح قمع صغير للبذور برهة صغيرة حيث يحصل الطائر على الوجبة السريعة أما إذا ذهب إلى اللون الخطأ فإنه لن يحصل على الجائزة وقد تم تغيير موضع الضوء حتى لا يربط الطائر بين المكان والجائزة وغيرت أيضا شدة الإضاءة , عندما جرب الطائر على الضوء الناتج من مخلوط الضوء(90 % من اللون الأحمر و10% من اللون الأخضر) وهى تضاهى اللون الأصفر التى تدرب عليها الطائر كانت الطيور مشوشة فى الوصول إلى الطعام وعند تكوين الضوء الأصفر من مخلوط من الطول الموجى للون الأحمر والأخضر مع الفوق بنفسجى فقد نجح فى الحصول إلى الطعام بسهولة وكذلك عندما درب على تمييز اللون البنفسجى ومثيلة المخلوط بين الأزرق والفوق بنفسجى فقد نجحت فى تمييز الضوء البنفسجى الناتج من المخلوط وهو ما يؤكد أن الطيور ترى باستخدام أربع مخاريط منهم ما هو خاص بالأشعة فوق البنفسجية

                  مما تقدم فأننا لا نعلم كيف يبدو العالم للطيور والمثال على ذلك فأن صورة لزهرة السوسن سوداء العين black eyed susansيمكن رؤية كيف يمكن أن تغير القدرة على الضوء الفوقبنفسجىمن الصورة التىتبدو للإنسان فإن كاميرا مجهزة للكشف عن الضوء الفوق بنفسجى فقط ترى أنماطا غير مرئية لنا وتشمل كما بالصورة حلقة أكثر دكانة على البتلات فى الصورة اليمنى وعليه فمن المتوقع أن ترى الطيور الألوان التى نراها بشكل مختلف.






                  والسؤال الأن :
                  كيف تستفيد الطيور من تلك القدرة الفائقة على رؤية الألوان؟
                  أولا: اختيار الأزواج:

                  في دراسة على 193 نوع من الطيور التى تبدو للإنسان أن نوعى الجنس فيهم متماثلين واعتمادا على أطوال موجات الضوء المنعكس من الريش أستنتج أن الطيور ترى فروقاً بين الذكور فيما يزيد عن 90% من تعدادهم , ووجدوا أن الألوان ذات المكون الفوق بنفسجى تزيد زيادة ذات دلالة إحصائية فى الريش الذى يؤدى دورا فى عروض الغزل عما فى الريش فى أجزاء أخرى من جسم الطائر.
                  كما وجد فى طائر الزرزور أن الإناث تنجذب إلى الذكور الأزهى لونا وأن الزهاء اللونى راجع إلى اللون الفوق بنفسجى وأن الإناث قد تستخدمه كدليل على صحة الطائر وبذلك يكون وسيلة للانتخاب الطبيعى للآباء لتحسين النسل.
                  وقد تأكدت تلك النتائج بدراسة على الطيور ضخمة المنقار الزرقاء التى لها ريش يميل لونها الأزرق إلى الفوق بنفسجى بدرجة أكبر تكون أكبر حجما وتسيطر على الأراضى المحتوية على الفرائس وتطعم نسلها عدد مرات أكثر مما تفعل الذكور الأخرى الأقل زهائا فى الوانها.
                  مما يعنى أن الزهاء اللونى الذى تمكنت الطيور رؤيته عن طريق المخروط الرابع المسؤل عن الضوء فوق البنفسجى هو وسيلتها فى الانتخاب الوراثى للذكور لتحسين النسل , واختيار الآباء الأصحاء الذين يعينون على التغذية السليمة للنشأ ليخرج للطبيعة أكثر صحة.

                  ثانيا: البحث عن الغذاء

                  على نحو اعم أن امتلاك مستقبلات للأشعة الفوق بنفسجية فى الطيور يزود الطائر يميزه فى البحث عن الغذاء , فقد أتضح أن السطح الشمعى لكثير من الفواكه و الثمار يعكس ضوءا فوق بنفسجيا ربما يعلن عن وجوده , وقد وجد فايتالا من جامعه جيفاسكيلا فى فنلندا وزملاء له أن صقورا صغيرة تعرف باسم العواسق قادرة على تحديد مواقع آثار قوارض الحقول عن طريق الإبصار فهذه القوارض الصغيرة تطرح مواد ذات رائحه فى بولها وبرازها تعكس ضوءا فوق بنفسجى يجعلها ظاهرة للعيان لمستقبلات الأشعة فوق البنفسجية فى الطيور أو فى صقور العواسق وبخاصة فى الربيع قبل أن تغطى النباتات دالات الرائحة
                  أننا منغلقون داخل عالم من حواسنا إلى حد كبير فأننا لا نستطيع أن نستحضر فى أذهاننا صوره عالم مرئى ابعد من عالمنا . ما سبق يدعونا إلى التواضع أن نكشف أن الإتقان التطورى ما هو الا سراب و أن العالم ليس تماما هو ما نتخيله نحن عندما نعايره من خلال عدسه وأن قدرة الله تتجلى فى كل مخلوقاته لنرى آثارها لنهتف سبحان الله.(20)
                  .


                  يتبع

                  تعليق


                  • #10
                    [glow1=#943232] أخطار تهدد الطيور[/glow1]

                    [glow1=#7d6128]لقد انقرض ما بين سبعين وثمانين فصيلة من الطيور في القرون الثلاثة الماضية في العالم، وكان السبب المباشر لذلك الإنسان باصطياده الجائر للطيور، أو بتدميره لمواطنها الطبيعية وقد تمثل ذلك في قطع أشجار الغابات لبناء المساكن والتوسع الزراعي واتساع رقعة العمران والطرق. وحرق الغابات وتجفيف المستنقعات أو الواحات والزحف الصحراوي وأدى ذلك كله إلى تناقص أعدادها ومن ثم إلى انقراضها. وهناك أعداد كبيرة من الطيور يقضي عليها الإنسان عمدا إما بالبندقية أو بالشباك والمصائد أو بالدبق أو بالحبوب المخدرة. وبعض الطيور تموت عند اصطدامها بخطوط الكهرباء ذات الضغط العالي، أو من تلوث غذائها بالمبيدات الحشرية والزراعية مثل مادة د.د.ت التي يؤثر تراكمها في جسم الطائر بشكل سلبي على عملية تكوين قشرة البيض ويؤدي بالتالي إلى عدم فقسه. والطيور البحرية كثيرا ما يلوث ريشها ويلتصق به زيوت متسربة من ناقلات النفط، مما يعيق حركتها بل يشلها ويؤدي إلى موتها[/glow1]


                    أنـ شالله ينالـ أعجابكمـ

                    و نفيدكمـ بكلـ جديد عن عالمـ الطــــيور

                    تعليق


                    • #11
                      الله يعطيك العافيه أخ حضيض

                      تعليق


                      • #12


                        يعطيك العافيه اخوي حضيض

                        موضوع مميز من عضو مميز

                        جزاك الله خيرا

                        علي فكرة متي هجرة القماري

                        علي حسب علمي بداء موسم الصيد
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة ابو فيصل الحربي مشاهدة المشاركة


                          يعطيك العافيه اخوي حضيض

                          موضوع مميز من عضو مميز

                          جزاك الله خيرا

                          علي فكرة متي هجرة القماري

                          علي حسب علمي بداء موسم الصيد


                          الطيور لغت مشروع الهجرة بسبب الجزار ابو فيصل والسفاح مستكشف

                          تعليق


                          • #14
                            سلمت يداك اخ حضيض

                            اعتقد باءنني قراءت الموضوع هنا في منتدانا ربما يكون مكرر والله اعلم

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة المزرمي مشاهدة المشاركة
                              الله يعطيك العافيه أخ حضيض
                              بارك الله فيك اخوي المزرمي


                              مشكور ع المرور



                              تعليق

                              يعمل...
                              X