إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذكر الموضع الذي أهبط فيه آدم وحواء من الأرض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذكر الموضع الذي أهبط فيه آدم وحواء من الأرض

    ذكر الموضع الذي أهبط فيه آدم وحواء من الأرض
    قيل‏:‏ ثمّ إن الله تعالى أهبط آدم قبل غروب الشمس من اليوم الذي خلقه فيه وهو يوم الجمعة مع زوجته حوّاء من السماء فقال عليّ وابن عباس وقتادة وأبو العالية‏:‏ إنّه أهبط بالهند على جبل يقال له نود من أرض سرنديب وحواء بجدّة قال ابن عباس‏:‏ فجاء في طلبها فكان كلّما وضع قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز فسار حتى أتى جمعًا فازدلفت إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعًا وأهبطت الحيّة بأصفهان وإبليس بميسان وقيل‏:‏ أهبط آدم بالبرية وإبليس بالأبلة‏.‏

    قال أبو جعفر‏:‏ وهذا ما لا يصول الى معرفة صحته إلا بخبر يجيء مجيء الحجة ولا نعلم خبرًا في ذلك غير ما ورد في هبوط آدم بالهند فإنّ ذلك مما لا يدفع صحته علماء الإسلام‏.‏

    قال ابن عباس‏:‏ فلما أهبط آدم على جبل نود كانت رجلاه تمسان الأرض ورأسه بالسماء يسمع تسبيح الملائكة فكانت تهابه فسألت الله أن ينقص من طوله فنقص طوله الى ستين ذراعًا فحزن آدم لما فاته من الأنس بأصوات الملائكة وتسبيحهم فقال‏:‏ يا ربّ كنت جارك في دارك ليس لي ربّ غيرك أدخلتني جنّتك آكل منها حيث شئت وأسكن حيث شئت فأهبطتني إلى الجبل المقدس فكنت أسمع أصوات الملائكة وأجد ريح الجنة فحططتني إلى ستين ذراعًا فقد انقطع عني الصوت والنظر وذهبت عني ريح الجنّة فأجابه الله تعالى‏:‏ بمعصيتك يا ادم فعلت بك ذلك‏.‏

    فلما رأى الله تعالي عريّ آدم وحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضأن من الثمانية الأزواج التي أنزل الله من الجنة فأخذ كبشًا فذبحه وأخذ صوفه فغزلته حواء ونسجه آدم فعمل لنفسه جبّة ولحواء درعًا وخمارًا فلبسا ذلك‏.‏

    وقيل‏:‏ أرسل إليهما ملكًا يعلمهما ما يلبسانه من جلود الضأن والأنعام وقيل‏:‏ كان ذلك لباس أولاده وأمّا هو وحوّاد فكان لباسهما ما كانا خصفا من ورق الجنّة فأوحى الله إلى آدم‏:‏ إن لي حرمًا حيال عرشي فانطلق وابن لي بيتًا فيه ثم حفّ به كما رأيت ملائكتي يحفون بعرشي فهنالك أتسجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي فقال آدم‏:‏ يا ربّ وكيف لي بذلك لست أقوى عليه ولا أهتدي إليه فقيّض الله ملكًا فانطلق به نحو مكّة وكان آدم إذا مرّ بروضة قال للملك‏:‏ انزل بنا ها هنا فيقول الملك‏:‏ مكانك حتى قدم مكّة فكان كلّ مكان نزله آدم عمرانًا وما عداه مفاوز فبنى البيت من خمسة أجبل‏:‏ من طور سينا وطور زيتون ولبنان والجودي وبنى قواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فزراه المناسك التي يفعلها الناس اليوم ثم قدم به مكّة فطاف بالبيت أسبوعًا ثم رجع إلى الهند فمات على نود‏.‏

    فعلى هذا القول أهبط حواء وآدم جميعًا وإن آدم بنى البيت وهذا خلاف الذي نذكره إن شاء الله تعالى منه‏:‏ أنّ البيت أنزل من السماء‏.‏

    وقيل‏:‏ حج آدم من الهند أربعين حجّة ماشيًا ولما نزل إلى الهند كان على رأسه إكليل من شجر الجنة فلما وصل الى الأرض يبس فتساقط ورقه فنبتت منهن أنواع الطيب بالهند وقيل‏:‏ بل الطيب من الورق الذي خصفه آدم وحواء عليهما‏.‏

    وقيل‏:‏ لما أمر بالخروج من الجنة جعل لا يمر بشجرة منها إلاّ أخذ منها غصنًا فهبط وتلك الأغصان معه فكان أصل الطيب بالهند منها وزوّده الله من ثمار الجنّة فثمارنا هذه منها غير أن هذه تتغيّر وتلك لا تتغيّر وعلمه صنعة كلّ شيء ونزل معه من طيب الجنة والحجر الأسود وكان أشدّ بياضًا من الثلج وكان من ياقوت الجنة ونزل معه عصا موسى وهي من آس الجنّة ومن لبان وأنز بعد ذلك العلاة والمطرقة والكلبتان‏.‏وكان حسن الصورة لا يشبهه من ولده غير يوسف وأنزل عليه جبرائيل بصرّة فيها حنطة فقال آدم‏:‏ ما هذا قال‏:‏ هذا الذي أخرجك من الجنة فقال‏:‏ ما أصنع به فقال‏:‏ انثره في الأرض ففعل فأنبته الله من ساعته ثمّ حصده وجمعه وفركه وذرّاه وطحنه وعجنه وخبزه كل ذلك بتعليم جبرائيل وجمع له جبرائيل الحجر والحديد فقدحه فخرجت منه النار وعلّمه جبرائيل صنعة الحديد والحراثة وأنزل إليه ثورًا فكان يحرث عليه قيل هو الشقاء الذي ذكره الله تعالى بقوله‏:‏ ‏ «‏فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى‏» ‏ ‏ «‏طه‏:‏ 117‏» ‏‏.‏

    ثم إن الله أنزل آدم من الجبل وملّكه الأرض وجميع ما عليها من الجن والدوابّ والطير وغير ذلك فشكا الى الله تعالى وقال‏:‏ يا رب أما في هذه الأرض من يسبحك غيري فقال الله تعالى‏:‏ سأخرج من صلبك من يسبّحني ويحمدني وسأجعل فيها بيوتًا ترفع لذكري وأجعل فيها بيتًا أختصه بكرامتي وأسمّيه بيتي وأجعله حرمًا آمنًا فمن حرّمه بحُرمتي فقد استوجب كرامتي ومن أخاف أهله فيه فقد خفر ذمّتي وأباح حرمتي أوّل بيت وضع للناس فمن اعتمده لا يريد غيره فقد وفد إليّ وزارني وضافني ويحقّ على الكريم أن يكرم وفده وأضيافه وأن يسعف كلًا بحاجته تعمره أنت يا آدم ما كنت حيًّا ثمّ تعمره الأمم والقرون والأنبياء من ولدك أمّة بعد أمّة ثمّ أمر آدم أن يأتي البيت الحرام وكان قد أهبط من الجنّة ياقوتة واحدة وقيل‏:‏ درّة واحدة وبقي كذلك حتى أغرق الله قوم نوح عليه السلام فرفع وبقي أساسه فبوّأ الله لإبراهيم عليه السلام فبناه على ما نذكره إن شاء الله تعالى‏.‏

    وسار آدم إلى البيت ليحجّه ويتوب عنده وكان قد بكى هو وحواء على خطيئتهما وما فاتهما من نعيم الجنة مائتي سنة ولم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا ثم أكلا وشربا بعدها ومكث آدم لم يقرب حوّاء مائة عام فحج البيت وتلقّى آدم من ربّه كلمات فتاب عليه وهو قوله تعالى‏:‏ ‏ «‏ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏» ‏ ‏ «‏الأعراف‏:‏ 23‏» ‏‏.‏

    نود بضم النون وسكون الواو وآخره دال مهملة‏.‏






    الكامل في التاريخ_عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري
    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/




  • #2
    الله يعطيك العافيه اخي المهلهل



    تعليق


    • #3
      بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

      الكثير من الروايات المذكورة في قصص الأنبياء هي إما موضوعة أو ضعيفة أو صحيحة أو من روايات بني إسرائيل التي هي موضع الوقف فلا تصدق ولا تكذب ، ونحن لسنا ملزمين بما ذكر أعلاه من حيث ولادة الأنبياء في المكان الفلاني أو موتهم في المكان الفلاني أو نزلوهم في بقعة ما أو خروج من أي بلد كان إنما نحن مأمورون بالتأسي بهم والدعوة إلى ما كانوا يدعون إليه من توحيد الله عز وجل ونبذ الشرك وأهله ..
      الثابت المقطوع به في القرآن الكريم هو أن آدم وحواء عليهما السلام أهبطا من الجنة إلى الأرض بعد أن أكلا من الشجرة .
      وأما عن المكان الذي أهبطا إليه من الأرض فلم يذكر القرآن الكريم عنه شيئا ، كما لم يرد في السنة النبوية المرفوعة من الأحاديث الصحيحة ما يوضح ذلك ، وإن كانت قد رويت بعض الأحاديث الضعيفة ، كحديث ) نزل آدم الهند واستوحش ..( الذي رواه ابن عساكر وضعفه فضيلة العلامة الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " ، كما رويت أحاديث أخرى في هذا الباب ولكن أسانيدها ضعيفة جدا .
      وما صح في هذا الشأن إنما هي أقوال لبعض السلف ، الغالب أنهم أخذوها من علوم أهل الكتاب المنقولة في زمانهم ، ومثل هذه الأخبار لا يعتمد عليها ولا يوثق بها ، ولا يجوز الإيمان بما جاء فيها مما سكتت عنه شريعتنا ، وإنما تروى وتحكى للاستئناس فقط .

      **كما ذكر قال عمران بن عيينة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : أُهبط آدم من الجنة بِدَحْنا ، أرض الهند .

      **وقال أيضاً ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زُرْعَة ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن عطاء ، عن سعيد ، عن ابن عباس قال : أُهبط آدم عليه السلام إلى أرض يقال لها : دَحْنا ، بين مكة والطائف .

      **وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عمار بن الحارث ، حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن ابن عدي ، عن ابن عمر ، قال : أهبط آدم بالصفا ، وحواء بالمروة ".

      إخواني أسوأ ما في الأمر هو التفسير التجريبي والدخول في عالم الغيب ، فكل هذه الأمور الغيبية لا يجوز التحدث عنها ولا الخوض فيها إلا بدليل شرعي ويجب أن يكون هناك دليلا من الكتاب والسنة ، فبعضهم أحياناً يخوض في الأمور الغيبية ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط .
      ومنهم من يتكلّمون في هذه الأمور بإجتهاداتهم لهم جهود مشكورة ، إلا أن البعض لا يقتصر تفسيره على ما يتعلق بالأمور الملموسة والمشاهَدة ( عالم الشهادة ) وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية ( عالم الغيب ) وهذا لا شك أنه خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم .

      الخلاصة إخواني العقل الإنساني هو مظهر من مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان، وإعمال العقل في أمور الدنيا أمور محمود فعلى كل مسلم في ميدان عمله أن يعمل عقله وفكره فيما يعود بالنفع على نفسه وعلى البشرية جمعاء، أما أعمال العقل في أمور الدين فالأمر فيه تفصيل، ففيما يتعلق بالجوانب العملية فما جاء بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة فمجال إعمال العقل فيه في استنباط علل الأحكام وحكمة التشريع، ولكن عند التطبيق لا مجال لإعمال العقل بزيادة أو نقصان، بل يجب الإتباع سواء أدرك العقل حكمة التشريع أم لم يدركها، أما ما سكت عنه الشارع فباب الاجتهاد مفتوح لأهل الذكر ليعملوا عقولهم في استنباط الأحكام.
      أما الأمور الغيبية، فما لم ثبت منها بدليل قطعي فلا مجال لإعمال العقل فيها والواجب هو الإيمان والتسليم كما أخبر الله عز وجل وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم.
      إذاً المطلوب في أمور الغيبية مادامت جاءت من طريق الوحي أن يقبلها العقل ويسلم بها ولا يخوض في معرفة كيفيتها ، ولو فعل ذلك لما وصل إلى نتيجة ولأضر ذلك بعقله ..
      فمن نعمة الله على أهل الإسلام أنه كفاهم أمر الغيب، حتى لا ترهق عقولهم بالبحث فيما لا تستطيع ...والله الهادي إلى سواء السبيل، والله الموفق..

      والله اعلم

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        مشكور على المعلومة القيمة

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا اخي صباحو ونفع بك المسلمين
          اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
          http://www.rasoulallah.net/

          http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

          http://almhalhal.maktoobblog.com/



          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة المهلهل مشاهدة المشاركة
            جزاك الله خيرا اخي صباحو ونفع بك المسلمين



            ا الاح صباحو بارك الله فيك وجزاك خيرا

            تعليق


            • #7
              الله يعطيك العافيه اخي المهلهل وللأخ صباحو بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الملاحضه
              سبحان الله قل ربي زدني علماً



              [fot1]
              سندباد
              [/fot1]

              تعليق


              • #8
                الله يعطيكو العافية جميعا اخواني
                على هذا العرض الطيب والتوضيح الرائع

                تعليق


                • #9
                  مشاء الله عنكم موضوع جميل

                  وانصح اخواني بقراءة كتاب البداية والنهاية لابن كثير فهو كتاب مهم وغني

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيكم اخواني
                    انا ايضا انصحكم بقرائة البداية والنهاية
                    ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

                    تعليق


                    • #11
                      من كلام شيخنا صالح المغامسي حفظه الله

                      إذاضيق عليك في الرزق

                      قــــــــــــــــــــــــــــل

                      (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

                      والدليل عليها

                      إن الله قال في حق المنافقين ولو انهم قالوحسبناالله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون(والرسول مات لا تقول ورسوله)

                      فأذا ضيق الله عليك فقل (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

                      هذا تعليم الله لعباده وأولياءه
                      جعلنا الله وأياكم منهم

                      تعليق


                      • #12
                        الظوا بياذا الجلال والاكرام

                        من كلام شيخنا صالح المغامسي حفظه الله

                        إذاضيق عليك في الرزق

                        قــــــــــــــــــــــــــــل

                        (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

                        والدليل عليها

                        إن الله قال في حق المنافقين ولو انهم قالوحسبناالله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون(والرسول مات لا تقول ورسوله)

                        فأذا ضيق الله عليك فقل (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

                        هذا تعليم الله لعباده وأولياءه
                        جعلنا الله وأياكم منهم

                        تعليق


                        • #13
                          وبارك الله فيك علي هذا التوضيح وجعله الله في ميزان حسناتك

                          لك خالص التحيه والتقدير

                          ...

                          تعليق


                          • #14
                            الله يعطيك العافيه اخي المهلهل
                            جزاك الله كل خير اخى الحبيب
                            لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الضالمين

                            تعليق


                            • #15
                              مشاء الله مواضيع في قمه الروعه تسلمون عليها كل موضوع يشد اكثر من اللي قبله

                              تعليق

                              يعمل...
                              X