إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب الصبر على المرض

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب الصبر على المرض

    إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    اما بعد
    موضوعنا هو


    _أسباب الصبر على المرض_
    1ـ العلم بأن المرض مقدّر من عند الله تعالى:
    قال تعالى:{ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة: 51)
    وقال تعالى:{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
    يَسِيرٌ}
    (الحديد: 22)
    قال ابن جرير ـ رحمه الله ـ في تفسير هذه الآية:
    ما أصابكم أيها الناس من مصيبة { فِي الْأَرْضِ }بجدوبها وقحو
    طها، وذها
    ب زرعها وفسادها
    { وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ }بالأوصاب والأوجـاع والأسقـام { إِلَّا فِي كِتَابٍ } يعني: إلا في أمّ الكتـاب،
    وهو اللوح المحفوظ { مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا}يقول: من قبل أن نبرأ الأنفس، يعني من قبل أن نخلقها. أهـ
    وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(التغابن:11)
    (تفسير ابن جرير (27/ 233)
    2ـ أن يعلم المريض أن مرضه قد يكون أعظم من هذا فليحمله هذا على الحمد والرضا:
    وقال الغزالي ـ رحمه الله ـ:
    كل مصيبة ومرض فيتصور أن يكون أكبر منها، إذ مقدورات الله لا تتناهى، فلو ضعّفها الله وزادها ماذا كان يردّه ويحجزه، فليشكر إذ لم تكن أعظم منها في الدنيا.... فإذن ما من إنسان أصيب ببلاء إلا ولو تأمل حقّ التأمل في سوء أدبه ظاهراً وباطناً في حقّ مولاه؛ لكان يرى أنه يستحقّ أكثر مما أُصيب به عاجلاً وآجلاً، ومن استحق عليك أن يضربك مائة سوط فاقتصر على عشرة فهو مستحق للشكر، ومن استحقّ عليك أن يقطع يديك، فترك إحداهما فهو مستحق للشكر. (الإحياء:4/ 128)
    وعن عبد العزيز بن أبي روّاد ـ رحمه الله ـ قال:
    رأيت في يد محمد بن واسع ـ رحمه الله ـ قرحةُ، قال: فكأنه رأى ما شقّ عليّ منها، فقال لي:
    تدري ماذا لله عليّ في هذه القرحة من نعمة ؟ فأسكت، قال: إذ لم يجعلها على حّدّقتي (أي: عيني) ولا على طرف لساني، ولا على طرف ذكري. فهانت عليّ قرحته.
    (الشكر لابن أبي الدنيا صـ 140)
    ومن أسباب الصبر على المرض
    3ـ أن يعلم المريض أن هذا البلاء (المرض) ما نزل إلا بذنب وقع فيه ولم يتب منه:
    قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}(الشورى: 30)
    وأخرج الطبراني في المعجم الصغير من حديث البراء أن النبي r قال:
    "ما اختلج عرق ولا عين إلا بذنب وما يدفع الله عنه أكثر"
    وفي رواية: "وما يعفو الله عنه أكثر" ( صحيح الجامع: 5520 ) ( 308 )
    ـ الاختلاج: الحركة والاضطراب (النهاية:2/60)
    ويقول علي ابن أبي طالب t:
    "ما نزل بلاءٌ إلا بذنب ولا رُفع إلا بتوبة
    فما زالت عن العبد نعمة، ولا حلت به نقمة، وتحول الله له من حال العافية إلى حال البلاء إلا بكسبه وما صنعت يداه"
    أخرج ابن ماجة بسند صحيح عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال:
    "أقبل علينا r رسول الله فقال: يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تُدْرِكُهْن، لم تظهر الفاحشةُ في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونةِ وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتُهُم بكتاب الله ويتخيروا ما أنزل الله إلا جعل اللهُ بأسهم بينهم"
    وقال زيادُ بن الربيع:
    "قلت لأُبيِّ بن كعب آيةٌ في كتاب الله قد أخذتني: قال: ما هي؟ قلت:{مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} (النساء: 123) قال: ما كنتُ أراك إلا أفقهُ مما أرى، إنَّ المؤمن لا تصيبه عَثرةُ قدم
    ولا اختلاج عِرق إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر"
    وعن الحسن ـ رحمه الله ـ:
    "أن عمران بن حصين t ابتلى في جسده فقال: ما أراه إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر وتلا: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (الشورى: 30)
    وهكذا يعود العبد باللوم على نفسه وينزه ربه عن الظلم، فيحسن الظن بربه، راضياً بقضائه وقدره.
    ومن أسباب الصبر على المرض
    4ـ أن يذكر المريض ابتلاء من كان من أهل الفضل والصلاح ويتسلى بسيرتهم العطرة، وصبرهم على المرض وكيف كانت عاقبتهم:
    فها هو أيوب u الذي قال الله تعالى في شأنه:
    {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }(الأنبياء:83(
    فلقد لبث هذا النبي الكريم في المرض ثمانية عشر عاماً، حتى رفضه القريب والبعيد اللهم إلا زوجته واثنين من أبناء عمومته، فصبر واحتسب، فشفاه الله تعالى وأثنى عليه وأعطاه من خير الدنيا.
    فقد أخرج ابن حبان بسند صحيح عن أنس بن مالك t أن رسول الله r قال:
    "إن أيوب نبي الله لبث في بلائه ثمانيَ عشرةَ سنةً، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا يَغْدُوانِ إليه ويَرُوحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم والله، لقد أذنب أيوبُ ذنباً ما أذنبه أحد من العالمين، فقال له: صاحبهُ وما ذاك ؟ قال: منذ ثمانيَ عشرةَ سنةٍ لم يرحمه الله فيكشفُ ما به. فلما راح إليه لم يصبر الرجلُ حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقول، غير أن الله يعلم أني كنت أمُرُّ على الرجلين يتنازعان فيذكران الله، وأرجع إلى نيتي فأكفر عنهما كراهية أن يُذكرَ الله إلا في حق
    قال: وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته امسَكَتِ امرأتْه بيده، فلما كان ذات يومٍ أبطأ عليها، فأوحى اللهُ إلى أيوب في مكانه {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} (ص: 42)
    فاستبطأته فبلغته، فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاءِ فهو أحسن مما كان، فلما رأتهُ قالت: أي بارك اللهُ فيك، هل رأيت نبي الله المبتلى ؟ والله ـ على ذلك ـ ما رأيتُ أحداً كان أشبه به منك إذ كان صحيحاً. قال: إني أنا هو، وكان له أَبدَرانِ: أَبدَر القمح وَأبْدَر الشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أبدَر القمح أفرغت فيه الذهبَ حتى فاضت، وأفرغت الأخرى على أبْدر الشعيرِ الوَرِق حتى فاضت"
    فانظر لهذا الفضل الكبير الذي نالهُ هذا النبي الكريم لمّا صبر على المرض، بل نال أفضل من ذلك، أن أثنى الله تعالى عليه فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 44)
    وقال الحافظ: أصح ما ورد في قصته ما أخرجه ابن أبي حاتم وابن جريج وصححه، وابن الحبان، والحاكم من طريق نافع بن يزيد عن عقيل، عن الزهري، عن أنس:
    "أن أيوب ابتلى، فلبث في بلائه ثلاث عشرة سنة،فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، فكانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما للآخر: لقد أذنب أيوب ذنباًً عظيماً، وإلا لَكُشِفَ عنه هذا البلاء، فذكره الآخر لأيوب، يعني فحزن، ودعا الله حينئذ، فخرج لحاجته، وأمسكت امرأته بيده، فلما فرغ أبطأت عليه، فأوحى الله إليه أن اركض برجلك وضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها، فرجع صحيحاً، فجاءت امرأته فلم تعرفه، فسألته عن أيوب فقال: إني أنا هو. وكان له أَنْدَرَان: أحدهما للقمح والآخر للشعير، فبعث الله سحابة فأفرغت في أندر القمح الذهب حتى فاض، وفي أندر الشعير الفضة حتى فاض. (فتح الباري:6/421)
    وهكذا كشف الله تعالى عنه البلاء بعد سنوات طويلة من الصبر، بل وخلَّد الله تعالى ذكره في كتابه الكريم (القرآن) .
    فقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{41} ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{42} وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ{43} وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (ص: 41ـ44)
    فيا له من مدح أن يقول الله العظيم الجليل عن عبدٍ من عباده: { نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}
    وهكذا ينبغي أن تكون أيها المريض عندما يحل بساحتك البلاء أو الأمراض والأسقام أن يقال عنكَ:
    { نِعْمَ الْعَبْدُ}ويقال عنك أيضاً: { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً}
    اللهم طبِّب بفضلك أسقامنا، وأبرئ بعفوك أوجاعنا، فأنت طبيبُنا، وأنت حبيبُنا.
    المصدر كتاب
    الجامع لأحكام المريض
    أخوكم المحب أبومعاذ
    [CENTER][URL="http://www.amooorh.com/up//uploads/images/domain-19e80674d5.jpg"][IMG]http://www.amooorh.com/up//uploads/images/domain-19e80674d5.jpg[/IMG][/URL][/CENTER]




    [CENTER][U][COLOR=#22229c][EMAIL="h14001400@hotmail.com"]h14001400@hotmail.com[/EMAIL][/COLOR][/U][/CENTER]

  • #2
    سلمت أخي أبا معاذ وسلمت يداك ،،،،

    بالفعل وجب علينا الصبر ولكن البعض منا يقول لماذا أنا ؟؟؟ ولم لم يكن ذاك أو ذاك مثلاً ؟؟؟؟؟
    اللهم اشفي كل مريض يارب ،،، أخي لعلك تنصحني عندي مريض وإني والله صابرة والحمدلله رب العالمين يستيقظ ويرجع ينام ،، ما العمل أخي ،،، قرأت سورة البقرة والكهف وأدعية الشفاء وقيام الليل وصلاة حاجة وووووووووووووو ،،،،

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خير اخي ابو معاذ



      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حواء الذهب مشاهدة المشاركة
        سلمت أخي أبا معاذ وسلمت يداك ،،،،

        بالفعل وجب علينا الصبر ولكن البعض منا يقول لماذا أنا ؟؟؟ ولم لم يكن ذاك أو ذاك مثلاً ؟؟؟؟؟
        اللهم اشفي كل مريض يارب ،،، أخي لعلك تنصحني عندي مريض وإني والله صابرة والحمدلله رب العالمين يستيقظ ويرجع ينام ،، ما العمل أخي ،،، قرأت سورة البقرة والكهف وأدعية الشفاء وقيام الليل وصلاة حاجة وووووووووووووو ،،،،
        اختي حواء اولاً عليكِ بالصبر وثانياً الدعاء في الثلث الاخير من الليل ولا تيأسي



        تعليق

        يعمل...
        X