إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلس

    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
    اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى
    جنات القربات .
    أيها الإخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، والاسم اليوم ( الأحد )
    .
    ١ ورود اسم ( الأَ  حد ) في القرآن الكريم والسنة النبوية :
    هذا الاسم ورد في القرآن الكريم في سورة الإخلاص :
    ﴿ ُقلْ  ه  و اللَّ  ه أَحد * اللَّ  ه الصمد * َل  م يلِد  وَل  م يوَل  د *  وَل  م ي ُ ك  ن لَ  ه ُ كُفوًا أَحد * ﴾
    ( سورة الإخلاص )
    وقد ورد أيضًا في السنة الشريفة الصحيحة ، فعن ابن ماجة ، أخرج ابن ماجة
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم رج ً لا يقول :
    (( اللَّه  م إِني أسأُل  ك بأني أَشْهد أنَّ  ك أنْ َ ت اللهُ ، لا إل  ه إلا أن َ ت ، الأحد الصمد ، الذي
    لم يلِد ولم يوَل  د ، ولم يكن له ُ كُفوا أحد ، فقال عليه الصلاة والسلام : والذي نفسي بيده
    لقد سأل اللهَ باسمه الأَع َ ظمِ ، الذي إِذا دعِ  ي به أجا  ب ، وإِ َ ذا  سئِلَ بِهِ أ  ع َ طى )) .
    ( الأ  حد ) اسم من أسماء الله الحسنى ، ورد في سورة الإخلاص في قوله تعالى :
    ﴿ ُقلْ  ه  و اللَّ  ه أَحد * اللَّ  ه الصمد * َل  م يلِد  وَل  م يوَل  د *  وَل  م ي ُ ك  ن لَ  ه ُ كُفوًا أَحد * ﴾
    من أسماء الله الحسنى : ( الأَ  حد ) :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    وورد أيضًا في السنة الشريفة الصحيحة .
    ولكن لا بد من وقفة عند اسم الله الأعظم :
    اختلف العلماء في اسم الله الأعظم ، فبعضهم قال : الرحمن ، وبعضهم قال : الله
    ، هذا الاختلاف يحسم بحقيقة رائعة ، وهي أن اسم الله الأعظم هو الاسم الذي أنت بحاجة إليه
    في ظرف معين ، فإذا كنت فقيرًا فاسم الله الأعظم بالنسبة إليك هو اسم الغني ، وإذا كنت
    ضعيفًا فاسم الله الأعظم بالنسبة إليك هو اسم القادر ، وإذا كنت تائهًا فاسم الله الأعظم هو اسم
    الهادي ، وكل هذه الأسماء تدور مع الإنسان ، فتارًة التواب ، وتارًة المغني ، تارًة الرحيم ،
    تارًة القوي ، تارًة الناصر ، فكل حالة أنت فيها هناك اسم من أسماء الله الحسنى هو بالنسبة
    إليك اسم الله الأعظم .
    والذي يلفت النظر أنه ورد في القرآن الكريم في آية هي أصل في هذه الدروس :
    ﴿  ولِلَّهِ اْلأَ  س  ما  ء اْل  ح  سَنى فَادعوه بِ  ها ﴾
    ( ( سورة الأعراف الآية : ١٨٠
    إذا كنت مظلومًا فاد  ع الله باسمه الناصر ، وإذا كنت مضطرًا فاد  ع الله باسمه
    المجيب ، وفي كل حال أنت فيه هناك اسم من أسماء الله الحسنى شفاء لك ، وحصن لك ،
    وأساس في حلّ مشكلتك .
    أيها الإخوة ، المؤمن الصادق يتعامل مع الله تعاملا يوميا ، يتعامل مع الله تعاملا
    ساعيا ، المؤمن الصادق يناجي ربه ، يستعين به ، يستغفره ، يتوب إليه ، يتوكل عليه ، يعبر
    لربه عن محبته ، يا رب ، إني أحبك ، وأحب من يحبك ، فكيف أحببك إلى خلقي ؟
    ورد في بعض الآثار القدسية :
    (( ذكرهم بآلائي ، ونعمائي ، وبلائي )) .
    [ ورد في الأثر ]
    المؤمن الصادق له مناجاة مع الله ، المؤمن الصادق يمرغ جبهته في أعتاب الله ،
    المؤمن الصادق عزيز عزة لا توصف ، لكن أمام الله فهو في منتهى الذل ، في منتهى
    الانكسار ، في منتهى الخضوع .
    وقفة متأنية مع اسم الله الأعظم :
    المؤمن الصاد ُ ق خاضع لله ، متواضع مع َ خلق الله :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    وهناك حقيقة تلفت النظر : كلما مرغت وجهك في أعتاب الله عز وجل رفعك الله
    ، وزادك عزًا وقوًة وحكم ً ة ، فبقدر ما تخضع له فيما بينك وبينه يرفع شأنك .
    أنا لا أتصور أن في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إنساًنا رفع الله ذكره كرسول
    الله عليه الصلاة والسلام ، وأتصور أيضًا أنه من إنسان خضع لله ، وكان عبدًا ، وفي أعلى
    درجات القرب في سدرت المنتهى كرسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى :
    ﴿ َفأَ  و  حى إَِلى  عبدِهِ  ما أَ  و  حى ﴾
    ( سورة النجم )
    الإنسان من شانه العبودية ، والله من شأنه الربوبية ، ف  ع  ن أَبِي  هريرَة َقالَ : َقالَ
    رسولُ اللَّهِ  صلَّى اللَّ  ه عَليهِ  و  سلَّم : َقالَ اللَّ  ه ع  ز  و  جلَّ :
    (( اْلكِبرِيا  ء رِ  دائِي ،  والْع َ ظم ُ ة إِ  زارِي ، َف  م  ن َنا  ز  عنِي  واحِ  دا مِْن  ه  ما َق َ ذفُْت  ه فِي النَّارِ
    . ((
    [ أخرجه الترمذي وابن ماجه ]
    الله عز وجل يغفر لك آلاف الذنوب :
    (( يا اب  ن آ  د  م ، َل  و بَل َ غتْ ُذُنوب  ك عنَا  ن ال  سماءِ ، ُثم ا  سَت ْ غَف  رَتنِي َ غَفر ُ ت َلك  وَلا أُبالِي
    ، يا اب  ن آ  د  م إِنَّ  ك َل  و أََتيَتنِي بُِقرابِ اْلأَ  رضِ َ خ َ طايا ، ُثم َلقِيَتنِي َلا تُشْرِ  ك بِي َ شيئًا َلأََتيُتك بُِق  رابِها
     مغْفِ  ر ً ة )) .
    [ الترمذي عن أنس ]
    لكن ذرة واحدة من كبر تحجبك عن الله .
    للتقريب : جاءك ضيوف كثر ، وما عندك شيء تقدمه لهم ، إلا كأس لبن أضفت
    خمسة أضعافه ماء ، وجعلته شرابًا سائغًا ، الكأس من اللبن قبِل خمسة أضعافه ماء ، لكن
    لا يقبل قطرة نفط واحدة ، لأن هذه القطرة تفسده .
    لذلك : "  رب معصية أورثت ذ ً لا وانكسارًا خير من طاعة أورثت عزًا واستكبارًا
    . "
    (( لو لم تذنبوا ، لخفت عليكم ما هو أكبر )) .
    يا الله ! ما الذي هو أكبر من الذنب ؟ قال :
    (( العجب )) .
    [ الجامع الصغير بإسناد حسن عن أنس ]
    فشأن العبد أن يتذلل لمولاه ، لكن المشكلة أن الذين شردوا عن الله يستكبرون
    على الله ، وهو يتذللون ، وينبطحون أمام عبد لئيم ، فإن لم تكن عبدًا لله فأنت عبد لعبد لئيم ،
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    والعبد اللئيم لا يرحم ، ولا يسترضى ، ولا يؤ  من جانبه ، فإن لم تكن عبدًا لله فأنت عبد لعبد
    لئيم .
    ٢ بين اسم ( الأَ  حد ) والواحد :
    أيها الإخوة ، ( الأحد ) من مشتقات الواحد ، الواحد ( الأحد ) ، فالواحد مفتتح
    العدد ، أول عدد واحد ، أما ( الأحد ) فهذه للنفي ، ما جاء من أحد ، أما الواحد فللإثبات ،
    جاء واحد من القوم ، في الإثبات تستخدم لفظ ( واحد ) ، وفي النفي تستخدم لفظ ( أحد ) ، ما
    أطلّ علي أحد من الخلق ، ودعوت قومًا فجاءني منهم واحد ، الواحد لا شريك له ، لكن (
    الأحد ) لا مثل له ، وهناك فرق بينهما ، الواحد من حيث الكم ، أما الأحد فمن حيث النوع ،
    فالواحد لا شريك له ، أما ( الأحد ) فلا مثل له .
    لذلك قال تعالى :
    ﴿  هلْ َتعَل  م لَ  ه  سمِيًا ﴾
    ( سورة مريم )
    السمِ  ي المشابه ، هل تعلم مشابها لله عز وجل ؟ كل ما خطر ببالك فالله بخلاف
    ذلك .
    أما الأحدية فقالوا : هي الانفراد ونفي المثلية ، والانفراد لذاته ، وصفاته ،
    وأفعاله .
    ٣ من معاني ( الأحد ) :
    من معاني ( الأحد ) أنه يحتاجه كل شيء في كل شيء ، وليس محتاجًا إلى شيء
    ، يحتاجه كل شيء في الكون في كل شيء ، وليس محتاجًا إلى شيء ، أحد صمد ، وجوده
    ذاتي ، أما الإنسان فعبد لله ، وجوده معتمد على إمداد الله له .
    بين العبيد والعباد :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    لذلك ورد في القرآن عبيد وعباد ، والفرق بينهما كبير ، العبيد جمع عبد القهر
    أما العباد جمع عبد الشكر ، فأ  ي إنسان ولو كان ملحدًا ، ولو كان كافرًا ، ولو كان فاجرًا هو
    عبد لله ، بمعنى أن حياته متوقفة على إمداد الله له ، لو توقف القلب فأملاكه بالمليارات تنتقل
    إلى غيره ، كان رج ً لا فأصبح خبرًا ، قال تعالى :
    ﴿  و  ج  عْلَنا  ه  م أَحادِي َ ث ﴾
    ( ( سورة المؤمنون الآية : ٤٤
    حتى العتاة ، الطغاة ، المستكبرون ، الملحدون ، الكافرون هم عبيد لله قهرًا ،
    وكل مكانتك الاجتماعية مبنية على ذاكرتك ، وهناك حالات فقدِ الذاكرة ، كل مكانتك
    الاجتماعية مبنية على حركتك ، وأقل خثرة من الدم في أحد شرايين الدماغ تنتهي الحركة ،
    كل مكانتك الاجتماعية ، من عقلك ، والعقل قد يذهب فجأة .
    فلذلك أي إنسان مهما كان قويًا ، ومهما كان متجبرًا فهو عبد لله قهرًا ، هذه
    عبودية القهر ، لكن المؤمن حينما عرف الله ، وأحبه ، وأقبل عليه ، وأطاعه ، وتقرب إليه
    فهذا عبد لله أيضًا من نوع آخر ، هذا عبد الشكر ، لذلك عبد القهر تجمع على عبيد .
    ﴿  و  ما  رب  ك بِ َ ظلَّامٍ لِْل  عبِيدِ ﴾
    ( سورة فصلت )
    بينما عبد الشكر تجمع على عباد .
    ﴿ إِ  ن عِبادِي َليس َلك  عَليهِ  م  سْل َ طا  ن ﴾
    ( ( سورة الإسراء الآية : ٦٥
    فرق كبير بين عبيد وعباد .
    أيها الإخوة الكرام ، ( الأحد ) الفرد ، الذي يحتاجه كل شيء في كل شيء ،
    وليس محتاجًا إلى شيء ، ويستحيل أن تحيط به .
    ﴿  وَلا يحِي ُ طو  ن بِ َ شيءٍ مِ  ن عِلْمِهِ إِلَّا بِ  ما شَا  ء ﴾
    ( ( سورة البقرة الآية : ٢٥٥
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    علم ما كان ، وعلم ما يكون ، وعلم ما سيكون ، وعلم ما لم يكن لو كان كيف
    كان يكون .
    أيها الإخوة ، من خصائص أسماء الله الحسنى أن الصفات الفضلى لله عز وجل
    أثبتتها النصوص الصحيحة من الكتاب والسنة ، لكن هناك خصيصة دقيقة ، النفي المجمل
    والإثبات المفصل .
    يمكن أن تمدح إنسانا ، وأن تقول : هذا ليس لئيمًا ، ولا بخي ً لا ، ولا مجرمًا ،
    أعوذ بالله ، هذا مدح ، من كمال الأدب مع الله عز وجل أن تنفي عنه النقص إجما ً لا ، ومن
    كمال الأدب مع الله عز وجل أن تثبت كماله تفصي ً لا ، هو رحيم ، ودود ، غني ، لطيف ، من
    كمال الأدب مع الله أن تنفي عنه النقص إجما ً لا ، ومن كمال الأدب مع الله أن تثبت صفاته
    الفضلى تفصي ً لا ، بعضهم قال في قوله تعالى :
    ﴿  وَت  م ْ ت َ كلِم ُ ة  رب  ك صِ دقًا  و  عد ً لا ﴾
    ( ( سورة الأنعام الآية : ١١٥
    ﴿ َ كلِم ُ ة  رب  ك ﴾
    هي القرآن الكريم ، والقرآن الكريم بين دفتيه كل ما في القرآن الكريم لا يزيد
    على شيئين ، أمر وخبر ، فالله أم  رك أو أخب  رك ، فأمره عدل ، وخبره صدق ، ما بين دفتي
    كتاب الله أم  ر وخب  ر ، أمره عدل ، وإخباره صدق ، هذا معنى قوله تعالى : ﴿  وَت  م ْ ت
    َ كلِم ُ ة  رب  ك صِ دقًا  و  عد ً لا ﴾ .
    بعضهم قال : القرآن ح  مال أوجه ، يعني : يا عبادي منكم الصدق ومني العدل ،
    تتفاوتون عندي بصدقكم ، الصدق له معانٍ عميقة جدًا ، المعنى الساذج البسيط الذي يتبادر
    إلى ذهن كل الناس أن الإنسان إذا حدثك فهو صادق ، هذا المعنى صحيح ، لكن هناك صدق
    الأقوال ، وهناك صدق الأفعال ، أن تأتي أفعالك وفق أقولك .
     من هم الأنبياء ؟ الذين ما رأى الناس مسافة إطلاقًا بين أقوالهم وأفعالهم ،  من هم
    المنافقون ؟ الذين رأى الناس بونًا شاسعًا بين أقالهم وأفعالهم .
    فيا عبادي منكم الصدق ، ومني العدل .
    النفي المج  مل والإثبات المف  صل في أسماء الله وصفاته :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    أو :
    ﴿  وَت  م ْ ت َ كلِم ُ ة  رب  ك صِ دقًا  و  عد ً لا ﴾
    هذا تمهيد ، بعضهم قال : لا ، ما بين دفتي القرآن وصف للواحد الديان ، وأمر
    وخبر ، فسورة الإخلاص تعريف بالله ، فهي ثلث القرآن ، هذه السورة تعد عند بعض العلماء
    ثلث القرآن الكريم .
    أيها الإخوة ، السبب أن أصل الدين معرفة الله عز وجل ، هذه كلمة للإمام علي
    رضي الله عنه : أصل الدين معرفته ، وشرف العلم من شرف المعلوم ، فمن الممكن أن تكتب
    دراسة مطولة على قصيدة الإلياذة لهوميروس ، قصيدة قيلت في عصور قديمة جدًا ، وكلها
    ضلالات وآلهة وشرك ، فإذا درس الإنسان هذه القصيدة دراسة مفصلة ، وإنسان درس أسماء
    الله الحسنى ، فشرف العلم من شرف المعلوم ، وفضل العلم بالله على العلم بخلقه كفضل الله
    على خلقه ، فكلما ارتفع مضمون العلم ارتفع المتعلم ، وكلما ارتفع موضوع العلم ارتفع
    المتكلم .
    لكن أيها الإخوة ، طر ُ ق معرفة الله عز وجل ثلاث ، يمكن أن نعرفه من آياته
    الكونية من الكون ، خلقه ، ويمكن أن نعرفه من آياته التكوينية أفعاله ، ويمكن أن نعرفه من
    كلامه قرآنه ، آياته الكونية عن طريق التفكر ، وآياته التكوينية عن طريق النظر ، وآياته
    القرآنية عن طريق التدبر .
    آياته الكونية عن طريق التفكر :
    ﴿ إِ  ن فِي َ خلْقِ ال  س  ماواتِ  واْلأَ  رضِ  وا ْ ختَِلافِ اللَّيلِ والنَّهارِ لَآَياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ * الَّذِي  ن
    يذُْ ك  رو  ن اللَّ  ه قِيامًا  وُق  عودًا  و  عَلى  جُنوبِهِم  ويَتَفكَّ  رو  ن فِي َ خلْقِ ال  س  ماواتِ  واْلأَ  رضِ  ربَنا  ما
    َ خَلقْ َ ت  ه َ ذا باطِ ً لا  سب  حاَنك َفقَِنا عذَا  ب النَّارِ ﴾ .
    ( سورة آل عمران )
    أما آياته التكوينية أفعاله :
    معرفة الله والطريق إليها :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    ﴿ ُقلْ سِي  روا فِي اْلأَ  رضِ ُثم اْن ُ ظ  روا َ كي َ ف كَا  ن عاقِب ُ ة اْل  م َ كذِّبِي  ن ﴾
    ( سورة الأنعام )
    مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر ، مستحيل وألف ألف أْلف مستحيل
    أن تعصيه وتربح ، مستحيل وألف أَلف ألف مستحيل أن تقبل عليه وُتذل ، ومستحيل وألف
    ألف أَلف مستحيل أن ُتعرض عنه وتعز ، سبحانك ، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من
    عاديت .
    أما آياته القرآنية :
    ﴿ أََفَلا يَت  دب  رو  ن اْلُق  رآَ  ن أَ  م  عَلى ُقُلوبٍ أَ ْ قَفاُل  ها ﴾
    ( سورة محمد )
    إذًا : هناك طرق ثلاثة لمعرفة الله : خلقه عن طريق التفكر ، وأفعاله عن طريق
    النظر ، وقرآنه عن طريق التدبر .
    أما العلوم فتقسم إلى أقسام ثلاثة علم بخلقه ، هذا اختصاص الجامعات في الأرض
    ، علم الفلك ، الفيزياء ، الكيمياء ، الرياضيات ، علم الذرة ، علم النفس ، علم الاجتماع ، علم
    النفس التربوي ، الجغرافيا ، التاريخ ، علم بخلقه ، والعلم بخلقه أصل في صلاح الدنيا .
    والمسلمون إذا أهملوا اختصاصًا هم في أمس الحاجة إليه ، وتفوق بالاختصاص
    عدوهم ، أثموا جميعًا ، وعلم بأمره ، هذا اختصاصات كليات الشريعة في العالم الإسلامي
    افعل ولا تفعل ، الحلال ، والحرام ، والقرض ، والوكالة ، والحوالة ، والكفالة ، أحكام
    الزواج ، أحكام الطلاق هذا علم بأمره .
    النقطة الدقيقة : أن العلم بخلقه ، وأن العلم بأمره يحتاجان إلى مدارسة ، كلمة
    مدارسة تعني أستاذا ، طالبا ، كتابا ، محاضرة ، مراجعة ، حفظا ، تلخيصا ، امتحانا ، شهادة
    ، هذه مدارسة ، فالعلم بخلقه يحتاج إلى مدارسة ، والعلم بأمره يحتاج إلى مدارسة ، لكن
    نتائج العلم بخلقه ، ونتائج العلم بأمره هذه المعلومات تستقر في الدماغ ، قد يكون الإنسان
    أمهر طبيب في الأرض ، وهو لئيم لؤمًا لا يوصف ، قد يكون بأعلى اختصاص ، ويسلك
    سلوكًا لا يرضي .
    فالعلم بأمره وبخلقه معلومات دقيقة جدًا تحتاج إلى ذاكرة ، إلى متابعة ، إلى
    دراسة ، إلى انتباه ... والنتيجة معلومات تستقر في الدماغ ، ولا علاقة لها بالسلوك .
    العل  م ب َ خلق الله والعل  م بأمر الله والعل  م بالله :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    إن العلم به يحتاج إلى مجاهدة ، قال بعض علماء القلوب : جاهد تشاهد ، العلم به
    يحتاج إلى ضبط الجوارح ، ضبط اللسان ، ضبط الدخل ، ضبط الإنفاق ، ضبط البيت ،
    يحتاج إلى بذل ، إلى عطاء ، إلى خضوع لله عز وجل ، إلى عمل صالح ، إلى تضحية ،
    إلى إنجاز للوعد ، تحقيق للعهد ، يحتاج إلى أخلاق ، من ثمار العلم به أن الله يلقي في قلبك
    الآمن ، والأمن أثمن نعمة على الإطلاق .
    ﴿ َفأَ  ي الْفَرِيَقينِ أَحقُّ بِاْلأَ  منِ إِ  ن ُ كْنُت  م َت  علَ  مو  ن *الَّذِي  ن آَ  مُنوا  وَل  م يلْبِ  سوا إِي  ماَن  ه  م بِ ُ ظلْمٍ أُولَئِ  ك
    لَ  ه  م اْلأَ  م  ن  و  ه  م  م  هَتدو  ن ﴾
    ( سورة الأنعام )
    والله أيها الإخوة ، في قلب المؤمن أم  ن لو  و  زع على أهل بلد لكفاهم .
    ومن ثمار معرفة الله عز وجل الرضى ، السكينة تسعد بها ولو فقد َ ت كل شيء ،
    وتشقى بفقدها ، ولو ملكت كل شيء ، الحكمة ، السكينة ، الرضى ، الرحمة ، النور يقذف في
    قلبك ، ترى الحق حقًا والباطل باط ً لا .
    ﴿ يا أَي  ها الَّذِي  ن آَ  مُنوا اتَُّقوا اللَّ  ه وآَمُِنوا بِر  سولِهِ يؤْتِ ُ ك  م كِ ْ فَلينِ مِ  ن  رح  متِهِ  ويج علْ َل ُ ك  م ُنورًا
    تَم ُ شو  ن بِهِ ﴾
    ( ( سورة الحديد الآية : ٢٨
    من ثمار العلم به : أن العقل يهتدي ، وأن النفس لا تشقى .
    ﴿ َفمنِ اتَّب  ع  هدا  ي َفَلا يضِلُّ  وَلا ي ْ شَقى ﴾
    ( سورة طه )
    لا يضل عقله ، ولا تشقى نفسه ، من ثمار معرفة الله عز وجل : أنه لا خوف
    على هذا المؤمن ، ولا هو يحزن ، هاتان الكلمتان غطتا الماضي ، والحاضر ، والمستقبل .
    العلم بالله وثمراته في الإنسان :
    ( العقيدة الإسلامية : أسماء الله الحسنى : الأحد " ١ " لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ) .
    ﴿ َف  م  ن َتبِع  هدا  ي َفَلا خَو ٌ ف  عَليهِ  م  وَلا  ه  م يحزُنو  ن ﴾
    ( سورة البقرة )
    لا يضلك عقلك ، ولا تشقى نفسك ، ولا تندم على ما فات ، ولا تخشى مما هو
    آت ، كل الخير ، كل السعادة ، كل الرضى ، كل السلامة ، كل الذكاء في معرفة الله ،
    وطاعته :
    ﴿  ولِلَّهِ اْلأَ  س  ما  ء اْل  ح  سَنى فَادعوه بِ  ها ﴾
    اْل  ح  مد لِلَّهِ ر  ب اْل  عاَلمِي  ن

  • #2
    اخي نابش القبور ياليت تعيد صيغه الموضوع من جديد لانه غير واضح



    تعليق


    • #3
      من كلام شيخنا صالح المغامسي حفظه الله

      إذاضيق عليك في الرزق

      قــــــــــــــــــــــــــــل

      (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

      والدليل عليها

      إن الله قال في حق المنافقين ولو انهم قالوحسبناالله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون(والرسول مات لا تقول ورسوله)

      فأذا ضيق الله عليك فقل (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون)

      هذا تعليم الله لعباده وأولياءه
      جعلنا الله وأياكم منهم

      تعليق

      يعمل...
      X