إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخضر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخضر

    موقع القصة في القرآن الكريم:
    ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 60-82.

    قال تعالى:
    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)

    كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها, وأنه كان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).

    نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟

    اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.

    إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.

    وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

    لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.

    ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.

    والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.

    وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

    قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
    قال موسى مندفعا: لا..
    وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
    أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.

    تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

    ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

    وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.

    نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.

    ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.

    سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.

    أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.

    يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.

    فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
    قال موسى: أنا موسى.
    قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
    قال موسى: وما أدراك بي..؟
    قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
    قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
    قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).

    نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.

    احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.

    تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.

    قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..

    انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.

    فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليه: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).

    وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).

    سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).

    ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).

    لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..

    إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..

    كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.

    إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.

    أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.

    وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.

    أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.

    ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.

    واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:

    تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.

    وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.

    هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.

    والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟

    يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة يدل على نبوته من وجوه:

    1. أحدها قوله تعالى:

    فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)

    2. والثاني قول موسى له:

    قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)

    فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.

    3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.

    4. والرابع قول الخضر لموسى:

    رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي

    يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.

    فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.

    ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.

    ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    بارك الله فيك اخي صباحو



    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخوي صباحو

      انا رائي من رائيك

      وهو ان الخضر نبي ورسول ايضا


      اتمني من الاخوه الرجوع الي السنه النبويه لكي يعرفوا سبب نزول هذه الايات ومتي كان

      وماذا حدث بعد نزول هذه الايات وماذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم

      وماذا حصل بين النبي صلي الله عليه وسلم والصحابه اثناء نزول الايات علي الرسول صلي الله عليه وسلم

      وفقكم الله
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة الفقير الى رب العالمين مشاهدة المشاركة
        بارك الله فيك اخي صباحو
        وفيك اخي واشكر مرورك الكريم

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ابو فيصل الحربي مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك اخوي صباحو

          انا رائي من رائيك

          وهو ان الخضر نبي ورسول ايضا


          اتمني من الاخوه الرجوع الي السنه النبويه لكي يعرفوا سبب نزول هذه الايات ومتي كان

          وماذا حدث بعد نزول هذه الايات وماذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم

          وماذا حصل بين النبي صلي الله عليه وسلم والصحابه اثناء نزول الايات علي الرسول صلي الله عليه وسلم

          وفقكم الله



          في بادئ الأمر بارك الله فيك اخوي ابو فيصل تشرفت بمرورك الطيب على صفحتي المتواضعة ...
          أحسنت القول أخي, حقيقة كـثُر الكلام في هذه المسألة, وليتنا رجعنا إلى كلام العلماء فيها والي السنة النبوية
          نعم أخي الفاضل اختلفت الأقوال وتباينت الأحكام في الخضر فمن قائل بنبوته، وآخر بولايته، وثالث بصلاحه وعبادته، وسبب الاختلاف راجع في جملته إلى اختلاف الأفهام في استنباط الأحكام من سورة الكهف .
          هناك الكثير من الأدلة التي تثبت نبوته :فمثلاً يقول ابن الجوزي وابن أبي زياد وأبو الحسن الرماني ومحمد بن إسحاق وآخرون: إن الخضر نبي ورسول
          ونقل القرطبي وأبو حيان والبغوي وابن عطية والثعلبي في تفاسيرهم وآخرون أنه نبي ، وعليه أكثر أهل العلم وهو رأي ابن عباس وبعض الصحابة أيضاً.
          الأصح أنه نبي والله أعلم، لقوله لموسى (وما فعلته عن أمري) والمعنى أنه أوحي إليه بفعل هذه الأفعال، والوحي لا يكون إلا لنبي ، فإن مثل قتل الغلام وخرق السفينة مما لا يكون أبدا بإلهام من جراء نفس الشخص بل كان ينفذ ما فعله بأمر أُمر به من الله وأوحي فيه إليه والعلم اللدني هو ما كان بواسطة وحي وإلهام، وهذا لا يكون إلا للأنبياء.

          الولي أقل رتبة من النبي، والأولياء يتبعون الأنبياء لا العكس، وموسى - عليه السلام - نبي فلا يمكن أن يكون تابعاً لمن هو أقل رتبةً منه كما قال موسى -
          عليه السلام – في قوله : هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا .

          وأيضا تواضع موسى - عليه السلام - له مما يدل على نبوته عند قوله: ستجدني إن شاء الله صابرا ولا اعصي لك أمرا

          خلاصة القول خلاف العلماء يرجع إلى ثلاثة أقوال، وجمهور العلماء على أنه نبي، وجماعة من الصوفية يقولون: هو ولي، وجماعة يقولون: هو ملك.

          وقال الإمام النووي: "من قال من القائلين: هو ملك؛ باطل، كما أنه ليس بولي".

          وكان جمهور العلماء ذهب على ان: "الخضر نبي لكن لم يرسل لأحد، فهناك فرق بين النبي وبين الرسول"، فالنبي: هو رجل اختاره الله - عز وجل - واجتباه وعلمه فيقال: هذا نبي ليست معه رسالة لأحد .
          والرسول: هو الذي أرسل لجماعة من الناس أو طائفة، أو للناس جميعاً كما هو حال النبي - عليه الصلاة والسلام - فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسول وعلى هذا فإن الخضر - عليه السلام - نبي ليس برسول، إذ ليست معه رسالة لأحد، ولم يبعث لأحد .

          والله اعلم

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            الخضر نبي

            لكن قبل ان نتحدث عن الخضر

            هل نسيت امر الفتي الذي كان مع موسي


            يجب التركيز

            ومعرفة اين ذهب ذلك الفتي الذي مع موسي

            هل الفتي قابل الخضر

            ماذا فعل الفتي

            وكم من الزمن بقي موسي مع الخضر

            ابحث عن هذه الاشياء والنقاط اخوي صباحو

            وكل شي في كتاب الله واضح

            لكن من يتدبر المعاني والايات التي في القران

            انتظر مشاركة كل الاخوه
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #7



              بسم الله الرحمن الرحيم

              الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على الحبيب المصطفى سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين

              قال تعالى:
              ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
              ( ومن أصدق من الله قيلا )
              أخي الحبيب ابو فيصل أن قصة موسى والفتاه مع الخضر عليهما السلام فيها من العلوم والحقائق ما يعجز عن فهمه الكثيرمن أصناف الخلائق
              قال تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه ) هنا سبحانه وتعالى أظهر إسم موسى وأخفى إسم الفتاه (التي حدثنا المفسرين على انه يوشع ) فأظهره بصفته إشارة .
              واقتبس هنا من بعض المفسرين قال تعالى : ( وإذ قال موسى لفتاه )فنسب الفتى لموسى بهاء الضمير العائد على موسى والضمير هو حرف الهاء بالضمّ فهذا وجه الإلتقاء والعلامة بين موسى ويوشع بن نون فهو فتاه أي الصفة التي ستصحبه في رحلته ).

              أخي العزيز القرآن الكريم لا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء وإنما أبهم السياق القرآني الأسماء، كما أبهم تحديد الزمان ..
              إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. انما على علم قائم على الوحي.. إنما نحن أمام أمور الغيبية الغامضة أشد الغموض..
              لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا الفتاه وإن حدثتنا السنة المطهرة بانه يوشع بن نون كما اسلفت..
              وفي السياق القرآني ذِكر الفتاه في الآيات كان بخصوص هذا السفر ومن حيث ما يتطلّبه فكان ذكر فتاه مجموعا دائما كناية وإشارة ولم يخرج إلى حيز الظهور كما خرج موسى فموسى أظهره الله تعالى أمّا فتاه أو الخضر فلم يظهراهما وإنما وصف الأوّل بالفتاه ووصف الثاني بالعبودية فما ظهر يقينا في هذه القصّة ....

              ولي وقفة بيسطة عند هنا في الرد على من يعتقد بوجود الفتاه والخضر الى عصرنا الحالي

              فتوى حول الخضر عليه السلام والتوسل بذوات الأنبياء

              سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
              تعلمون بارك الله فيكم ونفعني بعلمكم أن الخضر قد مات ، لقوله تعالى :
              وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ..( الأنبياء : 34 ) وقوله صلى الله عليه وسلم : " أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة لا يبقى على وجه الأرض ممن هو عليها اليوم أحد " .
              ومن المعلوم أيضاً أن أهل البدع والخرافات من الصوفية وغيرهم يزعمون أن الخضر - عليه السلام - حي يرزق - وهدفهم من هذا الزعم الباطل تأييد بدعهم وخرافاتهم . وقد لاحظت في فتاوى شيخ الإسلام - ابن تيمية - رحمه الله - تناقضاً في جوابه على سؤال حول حياة الخضر ، ولا أشك أنه ليس من كلام شيخ الإسلام ! .
              فبينما أجاب شيخ الإسلام في صفحة 337 من المجلد الرابع - بأن الخضر ليس في الأحياء ، أُجِيب في الصفحتين اللتين بعدهما بأنه حي وأنه اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم وهذا الجواب مع مخالفته لما قبله وتناقضه معه فإنه يخالف أيضاً كلام شيخ الإسلام في منهاج السُنة في نقض كلام الشيعة والقدرية
              ( 1 / 22 ) ط - دار الكتب العلمية ، إذ يقول شيخ الإسلام في هذه الصفحة الوجه الرابع - أن يقال : الصواب الذي عليه محققو العلماء إن إلياس والخضر ماتا . أ . هـ .
              ويخالف أيضاً ما قاله شيخ الإسلام - رحمة الله عليه - في المجلد الثالث عشر من فتاويه ص93 إذ يقول : " وكثير من الناس رأى من قال إني أنا الخضر و إنما كان جنياً ثم صار من الناس من يكذب بهذه الحكايات إنكاراً لموت الخضر ، والذين قد عرفوا صدقها يقطعون بحياة الخضر ، وكلا الطائفتين مخطئ فإن الذين رأوا من قال : إني أنا الخضر كثيرون صادقون والحكايات متواترات لكن أخطأوا في ظنهم أنه الخضر وإنما كان جنياً " أ . هـ المراد منه .
              وأعتقد أن هذا الكلام مدسوس عن شيخ الإسلام بدليل أنه لا يمكن أن يحصل في كلام شيخ الإسلام شيء من هذا التناقض المقصود ! .
              والحاصل يا سماحة الشيخ أننا نخاف من تحريف الكَلِمْ عن مواضعه ، ونخشى من التلاعب في كلام العلماء من قبل بعض ضعاف الإيمان وأهل الأهواء وإلا فما وجه الجمع بين النقيضين ؟ بينوا لنا يا سماحة الشيخ بياناً شافياً ، لأن هذا التناقض يترتب عليه مفاسد كبيرة لا تحمد عقباها ولا يمكن السكوت عليها وقد يستغله بعض أهل البدع إما لتأييد بدعهم ، أو لزعزعة الثقة في نسبة الكلام الموجود في الفتاوى إلى شيخ الإسلام . وأنتم أعلم مني في هذه الأمور وغيرها - زادكم الله علماً وفهماً .
              وأيضاً : لاحظت على كتاب ( الترغيب والترهيب ) من الحديث الشريف للحافظ المنذري تحقيق الدكتور/ مصطفى بن محمد عمارة ( 1 / 604 - 605 ) توزيع رئاستكم الموقرة وعليه ختم الرئاسة . لاحظت أن محقق الكتاب المذكور قال في الحاشية ما نصه ( إن الخضر حي إلى يوم القيامة لشربه من ماء الحياة يجتمع به خواص الأولياء ويأخذون عنه !! ) .
              واستدل المحقق المذكور على حياته بما قاله البكري في ورده المليء بالشركيات والخرافات فقال المحقق المذكور قال العارف السيد البكري :
              حي وحقك لم يقل بوفاته إلا الذي لم يلق نور جماله
              فعليه مني كلما هب الصبا أزكى سلام طاب في إرساله
              وقد اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه فهو صحابي .. هذه نبذة معتمدة نقلتها من كتب ( التوحيد ) التي تدرس بالأزهر لتدل على سيدنا الخضر عليه السلام وأنه حي .
              اللهم إني أُحِبُ الرسول صلى الله عليه وسلم وأحب سيدنا موسى والخضر عليهما السلام وأتوسل بهم أن توفقني لأقتدي بهم يا كريم .
              أ . هـ . كلام المحقق .. بدون تعليق .
              يا سماحة الشيخ كيف توزع الرئاسة هذا الكتاب وهو بهذه الدرجة من التحقيق الغير علمي وكيف يباع في المكتبات على مرأى من إدارة المطبوعات ؟ ،وكيف يُقَرَرْ تدريسه في الأزهر الشريف وفي كتب التوحيد بالذات ؟! .
              وأرفق لكم يا سماحة الشيخ صوراً مما لاحظت وأنكرت .
              آمل من سماحتكم - بارك الله فيكم - أن تتكرموا بالجواب خطياً على عنواني التالي لأستفيد من جوابكم ، وإذ رأيتم أن ننشره في مجلة الجندي المسلم ليستفيد منه أكبر عدد ممكن من طلبه العلم نشرناه .
              وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه .
              المرسل : ابنكم
              عايض بن فدغوش الشدادي الحارثي

              من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ عايض بن فدغوش الحارثي المرشد الديني بوزارة الدفاع والطيران وفقه الله .
              سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
              فأشير إلى استفتائك المقيد في الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم ( 1862 ) وتاريخ 19 / 3 / 1408 هـ حول الآراء الواردة عن حياة الخضر .
              وأفيدك بأنه جرى الإطلاع على ما ذكرت والصواب هو ما عليه المحققون من أهل العلم من موت الخضر كما أن الصحيح أنه نبي لأدلة معلومة عليه الصلاة والسلام والمعروف هو كما ذكرت من كلام شيخ الإسلام أن الخضر ميت كما ذكره في غير موضع من كتبه . أما الفتوى التي أشرت إليها في الجزء الرابع من الفتاوى بأنه حي فأغلب الظن أنها مكذوبة عليه رحمه الله ولم يفطن لذلك العلامة ابن قاسم رحمه الله ويحتمل أنها كانت فتوى قديمة من الشيخ قبل أن يتضح له صحة ما قاله المحققون من العلماء من أنه ميت وما ذكره مصطفى عمارة في حاشيته على الترغيب من تأييده حياة الخضر وإحتجاجه بقول البكري كله خطأ والصواب موته كما تقدم كما أن مصطفى المذكور قد أخطأ في توسله بالنبي صلى الله عليه وسلم وبموسى والخضر لأن التوسل عبادة توفيقية وليس من ذلك التوسل بذوات الأنبياء والصالحين ولا بحقوقهم ولا جاههم وإنما التوسل الشرعي بأسماء الله وصفاته وبإتباع نبيه صلى الله عليه وسلم ومحبته وسائر الأعمال الصالحة . ونرفق لك نسخة من الفتوى رقم ( 6001 ) في 17 / 8 / 1403 هـ المتضمنة إجابة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على سؤال عن الخضر . وكذلك نرفق لك نسخة من فتوى اللجنة الدائمة في التوسل . كما نفيدك بأنه لا مانع من نشر ذلك في المجلة مع فتاوى اللجنة المشار إليها في الخضر ، والتوسل .
              وأسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه .
              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
              الرئيس العام
              لإدارات البحوث العلمية و الافتاء والدعوة والارشاد

              فتوى رقم 6001 وتاريخ 17 / 8 / 1403هـ
              الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
              فقد إطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على السؤال المقدم من فتحي سيد إدريس إلى سماحة الرئيس العام والمحال إليها برقم 1652 في 6 / 7 /1403 هـ ونصه ( يعتقد كثير من عوام المسلمين في كثير من البلاد الإسلامية وعلماء الطرق الصوفية بأن الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن وأنه يطوف الدنيا كلها وأنه يتشكل في صور مختلفة ويعتقدون بأنه لا ظل له وأن معه النبي " إلياس " عليه السلام ويعتقد العوام بأن الخضر إذا زارهم ودعا لهم أصبحوا أغنياء في أقل من لمح البصر وإذا غضب عليهم انقلبوا فقراء إذا كانوا أغنياء ومرضى إذا كانوا أصحاء ومن عقيدتهم - عافانا الله منها - أنه يأتي في صورة سائل مرة وفي صورة مريض ينزل من جسده القيح والصديد فإن طردوه من منازلهم كان هذا دليلاً على شقاوتهم وتعاستهم وإن رحبوا به وعالجوه اختفى بدون أن يترك أي أثر وكان هذا دليلاً على سعادتهم . هل الخضر صاحب موسى عليه السلام حي يرزق للآن ؟ وهل هو نبي ؟ هل ذُكِرَ صراحة في الأحاديث النبوية الصحيحة ؟ ما هي حقيقة أمره ؟ .
              وأجابت بما يلي :
              الخضر نبي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام والصحيح أنه قد مات كغيره من البشر . فلا يطوف بالدنيا ولا يتمثل في صور مختلفة وليس سبباً اليوم لغنى أو فقر وقد سبق أن صدر منا فتوى مفصلة عنه مع الأدلة هذا نصها
              ( الصحيح من قول العلماء ما ذهب إليه الجمهور من أن الخضر عليه السلام قد مات لظاهر العموم في قوله تعالى : وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ..( الأنبياء : 34 )
              ولما ثبت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته فلما سَلَّمَ قام فقال : " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد " ، قال ابن عمر : فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك فيما يتحدثون من الأحاديث عن مائة سنة وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن " رواه مسلم ، ثم هذا هو الأصل الغالب في سنة الله في بني آدم فيجب البقاء معه حتى يثبت ما ينقل عنه من الأدلة ولم يثبت فيما نعلم ما يدل على استثناء الخضر عليه السلام .
              هل الخضر نبي أو رجل صالح ؟ :
              الصحيح : أن الخضر عليه السلام نبي لما ذكره الله تعالى في سورة الكهف من قصته مع موسى عليهما السلام فإن فيها أنه خرق سفينة كانت لمساكين يعملون في البحر ، وقتل غلاماً لم يرتكب جريمة ، وأقام جداراً ليتيمين بلا أجر في قرية أَبَىَ أهلها إطعاهما وأنكر موسى كل ذلك عليه فبين له السبب أخيراً ثم ختم القصة بأن كل ذلك كان منه بوحي من الله وذلك فيما أخبر الله عنه من قوله :
              وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ... ( الكهف : 82 )
              وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

              اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء









              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                الله يبارك فيك اخي وجزاك الله كل خير

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة moaeed مشاهدة المشاركة
                  الله يبارك فيك اخي وجزاك الله كل خير

                  حياك الله اخي مؤيد واشكر مرورك

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك اخي دائما متميز
                    sigpic

                    تعليق


                    • #11
                      الله يبارك فيك اخي وجزاك الله كل خير
                      كلام رائع اخى صباحو وفقك الله اخى الحبيب
                      مشاء الله تبارك الله
                      لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الضالمين

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيك

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة emadhp مشاهدة المشاركة
                          بارك الله فيك اخي دائما متميز
                          المشاركة الأصلية بواسطة بلاعو مشاهدة المشاركة
                          الله يبارك فيك اخي وجزاك الله كل خير
                          كلام رائع اخى صباحو وفقك الله اخى الحبيب
                          مشاء الله تبارك الله
                          المشاركة الأصلية بواسطة mneef مشاهدة المشاركة
                          بارك الله فيك

                          جزاكم الله كل خير إخواني
                          وبارك الله فيكم
                          شاكراً لكم مروركم بين سطوري
                          دمتم في حفظ الله ورعايته

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            بوركت اخي وسلمت يداك وجعلها الله في ميزان حسناتك
                            ليس كل ما يلمع ذهبا

                            لا تصدق كل ماتسمع ولا نصف ما ترى

                            ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
                            وياتيك بالاخبار من لم تزود

                            لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة السبع مشاهدة المشاركة
                              بوركت اخي وسلمت يداك وجعلها الله في ميزان حسناتك
                              اشكرك اخي على المرور الطيب
                              دمت في حفظ الله ورعايته

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X