إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أثار امنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أثار امنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

    إن المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية من أهم مناطق الشرق الادنى موقعاً حيث تتبوأ موضعاً استراتيجياً لن تتحول أهميتها الاّ بتحول نمطية الاستيطان على الكرة الارضية.

    ونظراً لتلك الاهمية أصبحت المنطقة مجال اهتمام العالم قاطبة منذ فترة طويلة من الزمن. وفي العصر الحديث برزت أهمية المنطقة مع بداية التطور العالمي السريع ولذا ومنذ بداية القرن التاسع عشر بدأ رحالة أجانب بالتوافد اليها لسبب أو آخر.

    وتعتبر الاعمال الاثرية التي سبقت نشاطات ادارة الآثار والمتاحف السعودية قليلة ومقتصرة على المسح الميداني وبضعة مجسات اختبارية.

    وما تم انجازه بعد تأسيس هذه الادارة يعتبر ذو حجم كبير قياساً بعمر البحث الأثري ومستلزماته.

    إن ما ذكره الجغرافيون العرب عن المنطقة يكاد يكون قليلاً بالنسبة الى ما ذكروه عن المناطق الأخرى. وحتى نيبور وبوركهارت لم يحصلا الا على معلومات ضئيلة عن المنطقة وكان ذلك عن طريق سماعها لما قاله الآخرون عنها.

    وبحلول عام 1800م فإن معظم المناطق المهمة في جنوب الجزيرة العربية وغربها كانت قد تمت زيارتها من قبل الرحالة الأوربيين، غير أن أحداً منهم لم يتجاوز الساحل الشرقي سوى بضعة أميال الى الداخل. وأول من زار الجزيرة العربية من الشرق واستمر في سيره غرباً هو "جورج فوستر" الشهير بـ "سادلير" وهو ضابط في الجيش البريطاني.

    لقد نشر أغلب رحالة ذلك الزمن نتائج أعمالهم، إما في مقالات فردية، أو في كتب مستقلة. وقد يتبع المقال أو المقالات بكتاب أو عدة كتب تحتوي على اضافات الى ما سبق وأن ورد في المقالات الفردية.

    وبناءً على ما ورد في تلك الأعمال فبالامكان تقسيم أعمال الرحّالة الى قسمين:

    القسم الأول: يشمل أعمال تعالج قضايا أثرية فردية بسيطة كالاشارة الى مبنى مشيد أو بئر قديم أو كتابات محزوزه على جهات الجبال أو مشاهد مجسم أو معثوره أثرية مهمة كانت في حوزة شخص ما. ويقتصر ما جاء به أولئك على تلك الظواهر التي يحدث وأن يمر بها الرحّالة ولكن نادراً ما يسعى هو من أجلها، ومن أمثال الرحّالة:

    "رينود، سادلير، بلجريف، بلي، زويمر، بوركهارت، نوكس، رونكر، ليخمان، كيسمان".

    القسم الثاني: ويشتمل على أعمال ذي مادة أثرية أساسية للباحثين والتي نشرت في أعمال بعض الرحّالة الآخرين الذين أعطوا الآثار أهمية من خلال رحلاتهم مثل:

    "شكسبير، مكآي، فلبي، فيدال، بوين، داكسن، كرونوول، جيفري بيبي"، فبعض من هؤلاء أشار الى وجود كتابات وأحياناً قاموا بنسخها كما فعل "شكسبير" عند مروره بموقع ثاج عام 1911م، وكمل عمل "دكسون" وزوجته "فايوليت" عندما قاموا بشراء بعض النقوش من أبناء البادية القاطنين حول ثاج، ثم قاموا بزيارة ثاج ونسخ بعض النقوش القديمة، والتقاط بعض المعثورات الأثرية على سطحها وقاموا بنشرها في مقال عام 1948م.

    وبعضهم قام بكتابة أعمال موجهة بكاملها الى الآثار في المنطقة الشرقية مثلما عمل "كورنوول" علماً بأن أعماله كانت موجهة الى البحث عن مواقع أثرية تخدم موضوع رسالته للدكتوراه التي كان يعدها آنذاك حول مقابر البحرين الركامية، وقد نشر عدة اعمال عام 1940، 1946، 1948م.

    ولقد نشر "رتشارد ليونارد بوين" دراسة عن المنطقة عام 1950م. وهي مزوّدة بعدة مواضيع من أهمها "دراسة تاريخية لفخار موقع عين جاوان" والذي كتبها "فردريك ماتسون".

    ويضاف الى ما سبق ذكره بعض الاعمال التي نشرها بعض موظفي شركة "أرامكو" والتي بدأت تظهر منذ النصف الأول من هذا القرن.

    ونشر بعض تلك النشاطات في مقالات، والبعض الآخر نشر في كتب مستقلة. ومن الامثلة على تلك الاعمال نذكر منها ما قامت به السيدة "جريس بوكهلدر" والتي نشرت عدداً من المقالات والكتب.

    وكذلك السيدة "ميرني جولدنج" قد قامت بأعمال في مجال التاريخ القديم في المنطقة الشرقية ونشرت بعضها عام 1948م. وقد شاركت "جولدنج" في عدد من المؤتمرات الدولية، وألقت أبحاثاً عن مواقع أثرية في المنطقة وقدمت مادة أثرية منها ونشرت عدداً من الابحاث التي شاركت بها.

    وقدّم الباحث "جيمس مندفيل" عدداً من الاعمال التي تحتوي على معلومات لا توجد في غيرها، وكان من ضمنها مقال عن "ثاج" ويعتبر هذا المقال أوفى وأشمل المقالات التي كتبت حول مستوطنة ثاج الأثرية.

    ولقد أعدّ الباحث الاميركي "فيدال" أطروحة الدكتوراه عن واحة الاحساء، وقام بترجمتها الدكتور ناصر السبيعي. ونشر أيضاً "فيدال" مقالاً بعنوان "العثور على ضريح من عهد الجاهلية في المنطقة الشرقية" مجلة المنهل 1375/1956 العدد السابع، ص ص :546 ـ 553.

    ومن أبرز الجهود الاثرية:

    1 ـ البعثة الدنماركية: عام 1968، تحت اشراف الباحث الانجليزي "جيفري بيبي" والتي تكونت من عدد من أصحاب الاختصاص في مواضع مختلفة، وقضت البعثة ثلاثة أشهر في المنطقة، حيث قامت باجراء مسح شمل الاجزاء الداخلية والسهل الساحلي ومنطقة يبرين جنوباً حتى وادي الفاو. وقامت بعمل مجسات اختبارية في بعض المواقع مثل "ثاج، تل تاروت، الرفيعة، يبرين" حيث حفرت بعض القبور، وقام بيبي بنشر نتائج العمل في تقرير أولي عام 1973م، وبعد ذلك قام بنشر قصة ذلك العمل في كتاب "البحث عن ديلمون" عام 1984م.

    مسجد جواثى بالأحساء .. ثاني مسجد أُقيمت به صلاة الجمعة في تاريخ الإسلام

    2 ـ عبد الله حسن مصري: عام 1972، قام باجراء مسح في المنطقة الشرقية بغرض جمع مادة علمية لاطروحته لدرجة الدكتوراه، وشمل مسح منطقة واسعة الا أنه ركز على مواقع العصور الحجرية، خاصة العصر الحجري الحديث، وقام باجراء عدد من الحفريات الاختبارية في مواقع متعددة من أهمها "تل تاروت، الدوسرية، عين قناص، أبو خمسين" مثلت نتائج هذه الاعمال موضوع رسالته التي نشرها عام 1974م كما قام بنشر عدد من المقالات بناءً على هذه الاعمال.

    وشملت رسالته "دراسة لتسلسل طبقي في الحفريات الأثرية، ودراسة للمادة الفخارية التي التقطها من خمسة مواقع، ودراسة للأصداف البحرية والنباتات القديمة، وأدوات الزينة التي جاءت من مواقع مختلفة، ودراسة ذات صلة بالتغيرات المناخية والبيئية"وغيرهم فهي رسالة قيمة بكل محتوياتها.

    3 ـ إدارة الآثار والمتاحف: عام 1975م، قام فريق بزيارة الإقليم لاستطلاع آثاره والحصول على مادة علمية لتضمينها في كتاب "مقدمة عن آثار المملكة العربية السعودية" والذي نشر في نفس العام. واحتوى الكتاب على تحديد جغرافي للإقليم وذكر لعدد من المواقع الأثرية المعروفة، وصور ملونة لبعض المواقع والمادة الأثرية والعمارة الشاخصة.

    4 ـ عبد الله مصري ويورس زارينس: قاما بزيارة الاقليم عام 1975م لاستطلاع آثاره واجراء بعض الاعمال الأثرية التنقيبية في جزيرة تاروت. ولكنهم لم ينشروا بخصوص هذا العمل أي شيء، الا أن "يورس" نشر عام 1978 مقالاً بعنوان "أوانٍ من الحجر الصابوني بمتحف الرياض" مجل الاطلال ـ العدد الثاني.

    وقد خصص المقال لدراسة مادة من الحجر الصابوني متوفرة لدى الادارة، التي جاءت كنتيجة لأعمال عمرانية توسعية وانشأت لطرق عامة وجسور تربط الجزيرة بالأرض اليابسة.

    5 ـ إدارة الآثار والمتاحف: عام 1976، قام فريق بمسح المناطق الجنوبية للأقاليم ابتداءً من الاحساء حتى وادي حرض جنوباً بالاضافة الى واحة يبرين باشراف الاستاذ الدكتور "مايك روبرت آدمز" ونشر مع آخرين تقريراً أولياً بخصوص نتائجه الميدانية بعنوان "تقرير مبدئي عن المرحلة الأولى من برنامج المسح الشامل:مسح المنطقة الشرقية" الاطلال ـ العدد الاول 1398/1977.

    ونتج عن هذا العمل:

    ألف ـ تحديد مواقع تعود للعصور الحجرية.

    باء ـ موقع واحد يعود لفترة العبيد.

    جيم ـ تحديد مواقع تعود لفترات من الألف الثالث قبل الميلاد، وأغلبها يؤرخ الى حضارة ديلمون "2400 ـ 1700 ق.م" والقليل منها يؤرخ الى أزمنة أبكر توازي زمناً الفترة الاكادية في بلاد الرافدين.

    دال ـ مواقع تعود لعصر الممالك العربية "يؤرخ له من مطلع الألف الأول ق.م وحتى ظهور الاسلام".

    هاء ـ تحديد مواقع تعود للعصور الاسلامية وما يتصل بها من عيون وآبار.

    6 ـ ادراة الآثار والمتاحف: عام 1977، قام فريق آثاري بمسح الاجزاء الشمالية للمنطقة انطلاقاً من واحة الاحساء جنوباً الى الحدود الشمالية الشرقية للمملكة باشراف "دانيال بوتس" ونشر مع آخرين تقريراً أولياً بعنوان: " التقرير الميداني عن الموسم الثاني لمسح المنطقة الشرقية". مجلة الاطلال العدد الثاني 1398/1978، ومن النتائج:

    (1) تم تحديد مواقع عائدة للعصور الحجرية.

    (2) مواقع تؤرخ لنهاية الألف الرابع ق.م، وتعود الى زمن يوازي زمن ما يعرف باسم فترة الوركاء وفترة جمدت نصر في جنوب بلاد الرافدين.

    (3) مواقع تؤرخ لزمن الألف الثالث ق.م، يوازي من الفترة الاكادية والبابلية القديمة في بلاد الرافدين والديلمونية في الجزيرة العربية.

    (4) تحديد مواقع تعود لعصور الممالك العربية.

    (5) تحديد مواقع تعود للعصر الاسلامي بمختلف فتراته.

    ويحتوي التقرير على وصف وتشخيص للتسلسل الطبقي الاستيطاني في بعض المواقع المهمة التي حدث أن حفر فيها مجسات اختبارية مثل موقع "عين جوان" ويحتوي التقرير أيضاً على استعراض تاريخي للمنطقة.

    7 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1982، قام فريق من الادارة بزيارة مقابر جنوب الظهران واجرى حصراً لها ورسم خرائط آثارية للموقع ولم ينشر شيء بهذا الخصوص. ولكن نشر "عبد العزيز النفيسه" و"عبد الله الهدلق" مقالاً في مجلة الدارة العدد الثاني 1407/1978 بعنوان "الكشف عن مدافن من خمسة الآف عام في جنوب الظهران".

    8 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1983، قام فريق باشراف يوريس زاريس بأول مواسم التنقيب في مقابر جنوب الظهران، حيث كشف عن اثنين وعشرين تلاً، ونشر مع آخرين تقريراً بخصوص نتائج ذلك العمل بعنوان "تقرير عن حفرية جنوب الظهران ـ المدافن (208/91) الموسم الاول 1983" الاطلال ـ العدد الثامن 1404/1984. ويفيد التقرير أنه اكتشف مادة أثرية ضخمة وأنها تغطي امتداداً زمنياً يبدأ بالألف الثالث ق.م. ويستمر حتى الفترة البيزنطية، أي قبيل الاسلام بقليل.

    9 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1984، قام الاستاذ/علي المغنم بالاشراف على الموسم الثاني من التنقيب، ونشر مع آخرين تقريراً بعنوان "تقرير ميداني عن حفرية جنوب الظهران. المدافن. الموسم الثاني 1404/1984" الاطلال العدد التاسع 1405/1985.

    ويدل التقرير على أنه كشف عن عدد من التلال الركامية التي جاء منها مادة أثرية متنوعة مثل: الاواني الفخارية، والحجر الصابوني، وأدوات الزينة المتنوعة.

    10 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1985، قام فريق من الادارة بالتنقيب للموسم الثالث في نفس الموقع وتحت اشراف المغنم، ونشر مع آخرين بخصوصه تقريراً بعنوان "تقرير ميداني للتلال المكتشفة في جنوب الظهران خلال الموسم الثالث 1405/1985" الاطلال، العدد العاشر 1406/1986.

    وتم الكشف عن عدد من التلال الأثرية التي جاء منها مادة أثرية متنوعة منها: اختام ملكية، نماذج متنوعة لعمارة المقابر.

    11 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1986، الموسم الرابع للتنقيب في نفس الموقع وباشراف المغنم نفسه. ونشر بخصوصه تقريراً بعنوان "تقرير ميداني عن نتائج حفرية جنوب الظهران، الموسم الرابع 1406/1986" الاطلال، العدد الحادي عشر 1409/1988.

    والمكتشفات هي نفس المكتشفات للموسم الثالث.

    12 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1982، أجرت الادارة دراسة طبغرافية ووصف الآثار الشاخصة في ثاج. وكان رئيس الفريق د.دانيال بوتس ونتج عنه كتابة تقرير.

    13 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1983، قام فريق آثاري باشراف د.محمد صالح قزدر باجراء أول موسم التنقيب في "ثاج" ونشر مع آخرين تقريراً بخصوص نتائج العمل بعنوان "تقرير عن أعمال ونتائج الموسم الأول لحفرية ثاج 1403/1983" الاطلال ـ العدد الثامن 1404/1984.

    وقد اكتشفت مادة أثرية ضخمة، منها: مشغولات خشبية كالامشاط، وأواني فخارية متنوعة، وقطع العملة التي يقارب عددها المائة قطعة، والمجسمات الفخارية المتنوعة ووصف للعمارة المكتشفة. وفي ضوء الدراسة الاولية للمادة الأثرية تبين أن الاستيطان في الموقع يعود لنهاية فترة الممالك العربية القديمة ويستمر خلال فترة الممالك العربية المتوسطة والمتأخرة، أي من 500 ق.م حتى 400 م.

    14 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1984، نفذ الموسم التنقيبي الثاني باشراف الاستاذ/خالد اسكوبي وسيد رشاد أبو العلا في "ثاج" ونشروا تقريراً بخصوص بعنوان "حفرية ثاج. الموسم الثاني 1404/1984" الاطلال العدد التاسع 1405/1985. وأهم ماوجد الفخار العائد للفترة الهلينسية.

    15 ـ عوض الزهراني: عام 1414هـ قام باجراء مسح لموقع "ثاج" وجغرافيتها وحفر فيها بعض المجسات الاختبارية بهدف الحصول على معلومات جديدة ومادة أثرية حيث كان يعد رسالة ماجستير عن مستوطنة "ثاج". وتمكن من وراء ذلك العمل أن يحصل على مادة أثرية متنوعة اشتملت على قطع العملة المتنوعة والمجسمات الفخارية الآدمية والحيوانية ومجموعات من الأواني الفخارية وتفاصيل عن عمارة الوحدات السكنية، بالاضافة الى تحديد لسور المستوطنة وعمقه وطريقة تشييده، وغير ذلك.

    ومن هنا وهناك يتبين أن مستوطنة "ثاج" واحدة من أهم مراكز العمران في الازمنة السابقة على ظهور الاسلام.

    16 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1983. قام د. محمد قزدر بزيارة منطقة الجبيل الصناعية بغرض كتابة تقرير عن المواقع الأثرية الموجودة داخل حدود المنطقة، ونتج عن الزيارة كتابة تقرير بين فيه أهمية الموقع. ولم ينشر التقرير عن تلك الزيارة بعد.

    17 ـ ادارة الآثار والمتاحف: عام 1988، قام فريق أثري باشراف محمد يوسف الهاجري وزكي عبد الله آل سيف بزيارة الموقع نفسه، ونشر تقريراً عن عمله بعنوان "تقرير ميداني عن حفرية الدفي الموسم الأول 1408هـ" الاطلال العدد الثالث عشر 1410/1989، وكانت مساحة التنقيب 10 في 12م مربع، والتي أسفرت عن جدران مبنية بالحجارة الشبيعة لما وجد في موقع "ثاج" الاثرية وأنها جزء من معبد وثني قديم، وكشف ايضاً عن مجموعات كبيرة من الآنية الفخارية ومجموعات من المباخر وأدوات حجرية ومجموعة من الخرز وأدوات معدنية وخشبية وزجاجية.

    18 ـ د.عبد الله الدوسري: قام بمسح الموقع "الدفي" ونفذ عدّة مجسات اختبارية وقد أدرج نتائج عمله في رسالته لدرجة الدكتوراه التي أنجزها عام 1991م.

    19 ـ الاستاذ. فؤاد العامر: قام بزيارة للموقع عام 1414هـ حيث كان يعد رسالة ماجستير حول مادة الآنية الفخارية المكتشفة فيه، وتمكن من الحصول على المادة التي اكتشفها فريق ادارة الآثار، منها: ـ مجموعة من الآنية الفخارية وعدد من المجامر ومجموعة من المجسات الفخارية الحيوانية والآدمية وادرج الجميع في رسالته التي أنجزها عام 1417هـ.

    20 ـ د. سيد أنيس هاشم: أعد دراسة موضوعها الدمى الفخارية التي جمعت من "ثاج" ونشرها باسم "الاشكال الفنية الفخارية في ثاج" 1412هـ. وتعد هذه الدراسة من المصادر المهمة خاصة لدراسة تاريخ المعتقدات الدينية في مستوطنة ثاج والفترة الزمنية العائدة اليها، وكما أنها تعد مصدراً لدراسة التاريخ الفني.

    ويوجد عدد من الباحثين السعوديين الذين أسهموا في توفير مادة علمية تعتبر من مصادر دراسة التاريخ القديم للمنطقة الشرقية وممن أسهم:

    1 ـ الجاسر، حمد: "المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية ـ المنطقة الشرقية (البحرين قديماً) 1399/1978.

    ولقد تعرض الجاسر للمواقع القديمة بأسلوب يجمع معلومات جغرافية وتاريخية. ونشر الجاسر مقالاً خصصه لمستوطنة "ثاج" القديمة بعنوان "ثاج أحد المدن الأثرية" مجلة العرب، العددين الحادي عشر والثاني عشر 1399/1979.

    وتعرض في المقال للحالة الأثرية لموقع ثاج.

    ونشر مقال آخر "في الاحساء قبل نصف قرن من الزمان" المجلة العربية، العدد المائة وثلاثة وثمانون 1413/1992.

    2 ـ الدرورة، علي ابراهيم: نشر مقالاً بعنوان "جزيرة تاروت" الدارة، العدد الثاني 1402/1982. وهو مقال أثري وجغرافي للجزيرة العربية وللمواقع الأثرية التي تقع فيها وعن معلومات أثرية.

    وكتاب "من تاريخ جزيرة تاروت" 1410.

    3 ـ المسلم، محمد سعيد: "ساحل الذهب الاسود" 1962

    "واحة على ضفاف الخليج" ط2 1411/1991

    4 ـ آل عبد المحسن، عبد الله حسن: "من تراث جزيرة تاروت" 1406هـ

    5 ـ آل ملا، عبد الرحمن بن عثمان: "تاريخ هجر" ج1+2 1410/1990

    6 ـ العقود، صالح محسن:"راس تنورة" 1410هـ

    7 ـ الشرفاء، محمد علي صالح:"المنطقة الشرقية حضارة وتاريخ" 1412/1992 "الحياة الاقتصادية في المنطقة الشرقية" ج1 1414/1994

    8 ـ آل ابراهيم، صالح محمد: "صفوى تاريخ ورجال" 1413/1992

    حضارات المنطقة الشرقية

    الآثار التي عثر عليها في هذه المنطقة دلت على أن تاريخها يمتد الى الآف السنين مروراً بالعصر الحجري والنحاسي والبرونزي والسلالات الأولى لحضارات وادي الرافدين، وبالرغم من قلة الآثار التي تم اكتشافها حتى الآن فإن كثيراً من العلماء والباحثين يرون أن شرق الجزيرة العربية من أقدم مواطن الاستيطان البشري وأنها مهد حضارات بالغة القدم، ويرجع ذلك الى عدة أسباب من أهمها:

    1 ـ خصوبة هذه الاراضي. 2 ـ وفرة مصادر المياه بها. 3 ـ توسطها بين مراكز الحضارات القديمة. 4 ـ اشرافها على جزء كبير من ساحل الخليج الذي لعب في العهود السحيقة دوراً هاماً في مجال الاتصال البشري والتجاري والعسكري.

    إن شركة أرامكو عثرت على آثار مدفونة خلال الحفريات التي قامت بها أثناء مد خطوط أنابيب البترول فكلما حفروا بقعة في المنطقة "القطيف" وجدوا خرائب مدفونة تحت الرمال وأحياناً تكون بارزة على سطح الأرض. وإن كامل المنطقة الشرقية تكاد تمتلىء بالآثار التاريخية. وأن الآثار التي وجدت في المنطقة نسب هويتها الى المواقع التي اكتشفت فيها أولاً. وكان تصنيف المعثورات يتم على طريق الدراسة المقارنة. والسبب في نسبتها الى تلك المواقع أن علماء الآثار حتى الوقت الراهن لم يتعرفوا بصورة أكيدة على الأقوام والشعوب التي استوطنت هذه المناطق وخلفت فيها حضارات فنسبت تلك الآثار الى المواقع التي اكتشفت فيها. وسأورد مراحل تلك الحضارات بالترتيب الزمني على النحو التالي:ـ

    1 ـ حضارة العبيد: وما يميز هذه الحضارة: الفخار الملون الخاص بها، ويعتبر فخار العبيد أقدم فترة فخارية تم الكشف عنها في الجزيرة العربية، وفترة هذه الحضارة تمتد الى الألف الخامس قبل الميلاد وحتى منتصف الألف الرابع قبل الميلاد.

    ونسبته فخار العبيد بهذا الاسم لوجوده أول مرة في تل العبيد وهو موقع بجنوب العراق، ومن الباحثين من يرى أن أصل هذا الفخار شرق الجزيرة العربية، هذا ما يؤيده د.عبد الله مصري. ومميزات هذا الفخار:ـ

    يميل في لون طينته الى الخضرة، ويحمل على سطحه تصاميم زخرفية مطبوعة باللون الأسود، وهناك نوع ثاني وهي فترة لاحقة عن النوع الأول وهو اختفاء النوع الأول وظهور فخار مصقول لامع وهناك نوع ثالث ومهم ومميز هو الفخار المصبوغ ويحتوي على أشكال هندسية ملونة بلونين، وكما ذكرت بأن هذه الحضارة انتشرت في شرق الجزيرة العربية والمنطقة الشرقية ومن أهم مراكز هذه الحضارة "تاروت، عين قناص، الدوسرية، ابو خمسين" ويبلغ عدد المواقع في المنطقة الشرقية العائدة لهذه الفترة أو الحضارة ثلاثة وثلاثين موقعاً تقريباً.

    2 ـ حضارة حفيت: نسبة الى منطقة جبال حفيت بسلطنة عمان، وهي حضارة تعود الى أواسط الألف الرابع قبل الميلاد. وتستمر حتى نهايته وتم تشخيص هذه الفترة بتمييز بعض الأواني الفخارية من بعض مقابر حفيت.

    في المنطقة الشرقية هناك موقع واحد يمثل هذه الحضارة وهو موقع "تاروت".

    ومن مميزات فخار هذه الفترة:

    أ ـ فخار طينته تميل الى الاخضرار ذو حواف مضخمة الى الخارج.

    ب ـ فخار طينته حمراء وبنية فاتحة أو بني، وممزوج ببقايا معدنية صغيرة وحيدة الحرق.

    ج ـ فخار طينته خشنة باللون البني المحمر قليلاً، لكنه جيد الحرق وممزوج ببقايا معدنية وهو غير جيد الصناعة.

    3 ـ حضارة هيلي المبكرة: نسبة الى موقع هيلي بواحة العين في امارة أبو ظبي وهي فترة جاءت بعد حفيت، وهي تمثل القرون الاولى من الألف الثالث قبل الميلاد، وقد تمثلت هذه الفترة في المنطقة الشرقية.

    4 ـ حضارة أم النار: وتنسب هذه الفترة الى جزيرة أم النار بالامارات، وفخار هذه الفترة ذو طيبنة حمراء وأحياناً رمادية ويظهر عليه زخارف باللون الاسود، وهذه الفترة تعود الى النصف الاول من الألف الثالث قبل الميلاد. ومن المواقع المهمة والعائدة لهذه الفترة في المنطقة الشرقية جزيرة تاروت وجنوب الظهران.

    5 ـ حضارة ديلمون "ديلمون": وهي تنسب الى مصطلح استخدم في كتابات بلاد الرافدين، وهذه الفترة تعود الى نهاية الألف الثالث وبداية الألف الثاني قبل الميلاد. وتمثل هذه الفترة في المنطقة الشرقية بكاملها ومن المواقع "تاروت" الرفيعة، فريق الاطرش، مقابر جنوب الظهران وغيرهم من المواقع الكثيرة والتي لم تنقب بعد.

    6 ـ الفترة من ديلمون الى مدين: وهي فترة تعتبر من الناحية الزمنية غامضة وهي فترة جاءت مباشرة بعد فترة ديلمون، حيث لا يوجد انقطاع في الفترة التي ذكرت وأهم ما يميز هذه الفترة حفرية تاروت، ومقابر جنوب الظهران، وبقيق.

    7 ـ فترة مدين: تنسب هذه الحضارة الى شعب مدين، قوم النبي شعيب (ع) وذلك لأن المادة الأثرية التي تم تشخيصها قد تم وجودها في أرض مدين في شمال الحجاز. الميزة الاثرية الشاملة لهذه الحضارة هي نوع من الفخار المدهون بزخارف هندسية وحيوانية وبناتية وخلافه.

    وهذه الفترة تعود الى العصر البرونزي والى نهاية العصر الحديدي الثاني. ومن أهم المواقع في المنطقة الشرقية "تاروت، مقابر جنوب الظهران" وبعض المواقع السطحية في المنطقة الشرقية.

    8 ـ فترة بداية الألف الأول حتى منتصف القرن السادس قبل الميلاد: وهي فترة المماليك العربية في عصرها المبكر، تشهد هذه الفترة بروز الامبراطورية الآشورية على مسرح الاحداث، وبعدها السيطرة على الشرق الأدنى القديم وفي نفس الفترة ظهرت مملكة الأدوميين، وظهور اسرائيل في فلسطين، ووجود مملكة ديدان. وفي هذه الفترة تعتبر ازدهار استيطاني سواء في شكل ممالك واسعة الاطراف. ومن أهم المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في المنطقة الشرقية موقع "تاروت، مدافن جنوب الظهران، عين جاوان، ثاج" وبعض المواقع السطحية.

    9 ـ فترة منتصف القرن السادس قبل الميلاد وحتى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد: شهدت هذه الفترة بصفة عامة نهاية الامبراطورية البابلية المتأخرة وقيام الامبراطورية الاخمينية الفارسية التي سيطرت على مجريات الاحداث في الشرقين الاوسط والادنى.

    في المنطقة الشرقية هناك اشارات تاريخية تدل على أن الاقليم الشرقي كان متوطن. ومن خرج الشعب الكلداني وربما عاد أو أعيد اليه.

    كما أن الاشارات الى الشعب الجرهي يعود زمنياً الى الفترة هذه. ذلك الشعب الذي يعتقد بأن له علاقة بما يعرف بمستوطنة جرها التي استمرت لما بعد.

    ومن أبرز مواقع هذه الفترة "تاروت، عين جاوان، مقابر جنوب الظهران، ثاج" وأهم ما يميز هذه الفترة هي المقابر الركامية.

    ديلمون

    إن الباحث في هذه الفترة في تاريخ المنطقة لا يجد الا قليل القليل من المعلومات وأكثرها تستند على التكهنات.

    نشأت ديلمون في أوائل الألف الثالث قبل الميلاد وكانت ذات مملكة عظيمة لها جلالها وخطرها، وقد أضفت عليها الاساطير السومرية صبغة دينية مقدسة فذهبت الى أنها موطن الالهين السومريين "انكي" و "نيوخرساك".

    يعتقد أن أصحاب ديلمون هم الفينيقيون قبل نزوحهم الى شواطي البحر الابيض المتوسط. كان سكان ديلمون قوماً مغامرين اشتغلوا بالملاحة والتجارة، واشتهروا بنشاطهم في هذا الميدان. فهم أول أمة اخترعت السفن، وكما اشتهرت منطقة ديلمون بتمرها وأخشابها ومعادنها "النحاس، البرونز.." وكانت مملكة يحكمها ملوك وهي أقدم حكومة في هذه المنطقة وظلت مدونة بهذا الاسم حتى القرن السادس قبل الميلاد.

    إن حضارة ديلمون كانت تشمل الساحل الشرقي للجزيرة العربية ومن ضمن نطاقها الجغرافي المنطقة الشرقية من السعودية، ومركزها جزيرة "البحرين" وجزيرة "فيلكا". إن أهم ما يميز الحضارة الديلمونية كثيرة المقابر الركامية العائدة لهذه الفترة والتي انتشرت بشكل كبير واعداد ضخمة على الساحل الشرقي للجزيرة العربية. والميزة الثانية هي الاختام الديلمونية وتنوع مواضيعها. ومن مميزات الحضارة الديلمونية ايضاً الفخار الديلموني المتميز بدقة صناعته وألوانه واتخاذ الغزال وشجر النخيل شعاراً يميز فخارها.

    إن حضارة ديلمون مرت عبر تاريخها الطويل بثلاثة أدوار رئيسية هي:

    1 ـ ديلمون الاولى من 2600 ـ 1900 ق.م.

    2 ـ ديلمون الثانية من 1900 ـ 1200 ق.م.

    3 ـ ديلمون الثالثة من 1200 ـ 500 ق.م.






يعمل...
X