إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قس يطرد الشياطين من مسلمين والعبيكان يجيز... بشرط! هام جدا جدا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قس يطرد الشياطين من مسلمين والعبيكان يجيز... بشرط! هام جدا جدا

    قس يطرد الشياطين من مسلمين والعبيكان يجيز... بشرط!


    2010/04/01 09:23 م


    مكاري يونان: أعالج كل من يلجأ إليّ أياً كان دينه بما يمليه عليَّ ديني

    غير صحيح اني أقرأ القرآن بل أقول « باسم يسوع المسيح الناصري»

    عبدالمحسن العبيكان: فك السحر عند من يستطيع جائز ما لم يجبر المسلم على مفارقة دينه أو ارتكاب محرم

    حتى السحرة بينهم من ليس بكافر



    كشف القس المسيحي المصري مكاري يونان والمشهور بطرد الشياطين عن لجوء مئات المسلمين الى كنيسته للعلاج وقال انه يعالج جميع الناس بمختلف اديانهم ومن مختلف الدول ولا يستطيع رفض طرد الشياطين عن احدهم موضحا ان هذا ما يمليه عليه دينه.
    وقد جاء حديث القس يونان تعليقا على ما كان اثاره موقع وكالة اخبار المجتمع السعودي لناشره هاني الظاهري بشأن ما رصد على موقع اليوتيوب من تصوير فيديو لشخصين يرتديان الزي السعودي يدخلان الى كنيسة مكاري يونان.
    وبحسب ما نشرته الوكالة امس فقد رد القس المسيحي المثير للجدل على معلومات تفيد بأنه يقرأ القرآن في سره أثناء اخراج الشياطين من الناس بقوله: «أنا كلامي واضح وصوتي عالي وأقول أثناء طرد الشياطين باسم يسوع المسيح الناصري، ولا أقول شيئاً في سري».
    وفي المقابل ووفقا لما هو منشور على موقع الوكالة نفسها قال فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي تعليقاً على لجوء المسلم الى الشخص القادر على حل السحر ان ذلك جائز ان كان يثق بقدرة الشخص على فك السحر مالم يُجبر المسلم على مفارقة دينه أو القيام بأمر محرم أو مخالف للشرع الاسلامي، مضيفاً أنه ينصح بالعودة الى كتيب صغير ألفه تحت عنوان «الصارم المشهور» الذي يفصل هذه المسألة مردفا العبيكان بأن حتى السحرة بينهم من ليس بكافر.
    ويشار في هذا الصدد ان الشيخ الدكتور عبدالمحسن العبيكان كان قد اثير جدلا فقهيا حول رأيه الذي مازال يتمسك به بجواز فك السحر عن الساحر اذا ما كان المريض يثق بقدرته على فك سحره حتى أصدر كتيبه بعنوان الصارم المشهور على كل من انكر فك السحر بالسحر.

    http://news.alwatan.com.kw/articledetails.aspx?id=18681




    تابع
    عمر أبو جربوع
    0796480391
    jarboo3rogia@hotmail.com
    رابط المدونة:
    http://omar4roqia.blogspot.com

  • #2
    السؤال: فضيلة الشيخ ما هو الرد على فتوى السفيه المعروف بالفتاوى الشاذة بأنه يجوز ذهاب المسلمين لقس نصراني للعلاج الروحاني !!



    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :
    فلا يخفى أنه لايجرؤ على الفتوى بمثل هذا الضلال المبين ، إلاَّ من ارتكس في النفاق نسأل الله السلامة ،
    وكيف يصحّ في دين الموحدين ، أن يلجأ مسلمٌ موحد ، لكفـَّار يعبدون الصليب ، ويكذبون بخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ويصفونه بأشنع الإفتراءات ، ولمن وصفهم علماء الإسلام بأنهـم _ كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله _ : ( المثلثة أمة الضلال ، وعباد الصليب ، الذين سبـُّوا الله الخالق مسبَّة ما سبه إياها أحدٌ من البشر ، ولم يقـرّوا بأنه الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد، ولم يجعلوه أكبر من كل شئ، بل قالوا فيه ما تكاد السماوات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض ، وتخـرّ الجبال هدّا ، فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها : إنَّ الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته ، وأن المسيح ابنه ، وأنه نزل عن كرسي عظمته ،والتحم ببطن الصاحبة ، وجرى له ما جرى إلى أن قتل ومات ودفن.
    فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر ، والأصفر في الحيطان، يقولون في دعائهم: (يا والدة الإله ارزقينا، واغفري لنا ، وارحمينا).
    فدينهم شرب الخمور واكل الخنزير، وترك الختان ، والحلال ما حلله القس ، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب، وينجيهم من عذاب السعير) أ.هـ هداية الحيارى .
    كيف يصح أن يلجأ المسلم الموحد لأهل هذا الدين الباطـل ، لعلاج ما أصابه من مسّ شيطاني ، أو غيره من الأمراض التي تصيب الروح ، والحال أنَّ هؤلاء القسّيسين الدجالين هم إخوان الشياطين ، وإن أخرجوا شيطانا من جسد إنسيّ ، فلأنهم هم أدخلوه ، فالشيطـان وليُّهم ، كما يخدع السحرة ضعاف الإيمان ، والعقول ، فيرسلون الشياطين لتدخل في أجسادهم ، وتؤذيهـم ، فيحملهم ذلك إلى اللجوء إلى السحرة ، فتخرج الشياطين من أجسادهم عند السحرة لتفتنهم عن دين التوحيد إلى الشرك والكفر ، والعياذ بالله تعالى ، كما يفعل ذلك سدنة القبـور ، فإنهم يرسلون الشياطين لتصرع الناس ، فيأتـون بالنذور والأموال إلى الضريح ، فتخرج الشياطين منهم ، ويفتتنون بعبادة أرواح الموتى ، وينتفع السدنة بالمال .
    وقد حدثني الثقة أنه قرأ على مصروع بشيطان من الجن ، فلما تكلَّم هذا الشيطان أخبره بأن الذي أرسله لإيذاء المسلم هو أحد أكابر القسّيسين الدجّالين.
    ومعلوم أنـَّه ليس ثمة تغريـر للمسلمين مثل إفتائهم بالذهاب لعابد الصليب في كنسيته طلبا للعلاج الروحاني ، وعابد الصليب يشرك بالله تعالى ، ويستعين بغير الله تعالى ، مظهـراً أنّ ذلك هو السلاح الذي يغلب الشياطين ، كما أنَّ في الذهاب إليهـم إظهـارا لأعظـم الناس شركا _ وهـم عباد الصليب _ في صورة الصالحين القادرين على قهر الشياطين بما لديهم من إيمان ، وإظهار كنيستهم التي هي معبد الإشراك والكفران ، في صورة الملجأ من الخطـر على روح الإنسان .
    وهذه الفتوى أشنع وأضل من الفتوى الخبيثـة بجواز الذهاب للساحر لفك السحر ، لأنَّ الساحر يدعي أنه مسلم يعالج الناس ، وحتى لو علم الناس أنـّه ساحر فإنّ السحر ممجوج في فطرهم ، وذلك بخلاف من يظهـر للناس دينا غير دين الإسلام ، وهو على دين باطل قائم على الكفر ، والشرك ، والتكذيب بخاتمة الرسالات .
    والحاصل أنْ كفى بهذه الفتـوى ضلالا مبينا في الدين ، وفسادا وإفسـادا للمؤمنين ، ومن يفتي بمثل هذا يجب _ في حكم الشريعة _ أن يعـزَّر تعزيراً بالغـا ، ويُنكَّـل به تنكيـلا عظيما ، ليكون عبرة لغيره من المفسـدين ، لاسيما وأنّ في إظهارها في هذا الوقت الذي تنتشر فيه الدعوة إلى وحدة الأديان ، لإبطال الفرق دين الإسلام الحق ، وغيره من الإديان الباطلة ، وبين التوحيد والشرك ، وبين عبادة الله ، وعبادة الطاغوت ، وبين الإيمان والكفر ، في إظهارها في هذا الوقت فتنة عظيـمة للمسلمين ، ولايستبعد أنّ المفتي بها من ( إخوة الماسونيين ) المولعين بهذه الدعوات الباطلة ، ومعلوم عنهم تجنيـد بعض المنتسبين للدين والإفتاء ، لتزيين باطلهم ، وتمرير دعوتهـم الشيطانية ،
    نسأل الله أن يريحنا من الأئمة المضلين ، مطية اليهود وعباد الصليب والمشركين ، آمين
    والله أعلم وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
    المصدر


    [url]http://www.h-alali.cc/f_open.php?id=...2-bb04e3655269[/url]
    منقووووووول
    عمر أبو جربوع
    0796480391
    jarboo3rogia@hotmail.com
    رابط المدونة:
    http://omar4roqia.blogspot.com

    تعليق


    • #3
      السؤال
      هل يجوز لي أن أذهب للكنيسة للعلاج من السحر أو إخراج الجن؟

      علماً بأننا لجأنا لكثير من المشايخ ولم يفعلوا شيئاً، وكثير من الناس جربوا القساوسة في الكنائس؛ وبمجرد أن يقرب القسيس الصليب من المريض يخاف الجني ويصرخ ويخرج، وشاهدت بنفسي أكثر من حالة.

      الجواب
      الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

      فإن الرقية الشرعية يشترط أن تكون بالقرآن أو السنة وبأسماء الله تعالى وصفاته، وبالكلام العربي المفهوم الذي لا غموض فيه ولا خفاء، ولا يُتصَوَّر كل هذا في علاج القساوسة، المبني على السحر والشعوذة، واستخدام الصلبان، والاستعانة بالشياطين، أو باستخدام كتبهم المحرفة.
      والرقية تحتاج إلى همة قلب الراقي، ويقينه بالقرآن أن فيه شفاء، وتصديقه بإخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل هذا غير موجود في الكفار.

      حتى لو أجرى الله الشفاء على يديه، فلا يجوز الذهاب إليه؛ لأنه من جنس ما يجريه الله على يد الدجال، الذي يقول للسماء: أمطري فتمطر، ويقول للأرض: أنبتي فتنبت، ويقول للخربة: أخرجي كنوزك؛ فتخرج معه كنوز الذهب والفضة، وهو مع هذا كافر ملعون عدو لله، وكل هذه الخوارق فتنة وابتلاء من الله تعالى، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً))؛ رواه أبو داود عن عوف بن مالك.

      واعلم - حفظك الله - أن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء، ولكن علاج هذه الحالات وأمثالها بأمرين؛ ذكرهما ابن القيم - رحمه الله – فقال: "أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالِج:

      - الأول: من جهة المصروع؛ يكون بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً، فمتى تخلَّف أحدهما لم يغنِ السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً؛ يكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له؟!

      - والثاني: من جهة المعالِج؛ بأن يكون فيه هذان أيضاً".اهـ.

      فإذا تحققت فيك المواصفات المطلوبة في المريض ولم تستفد عند المعالج الأول، فابحث عن معالج آخر يجري الله الشفاء على يديه، وقد يكون أمهر منه، ؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: ((ما أنزل الله داء إلا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله))؛ رواه أحمد عن ابن مسعود.

      فدل على أن المعالجين متفاوتون في معرفة طرق العلاج والتشخيص، فنوصيك أخي الكريم بكثرة الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى وعدم اليأس من فضله وشفائه، وبالمواظبة على قراءة القرآن والأذكار الواردة عند النوم وطرفي النهار وهي موجودة في كتاب "حصن المسلم" أو "الكلم الطيب"، والمحافظة على صلاة النوافل في البيت وإخراج ما يجلب الشياطين ويمنع دخول الملائكة من الصور والتماثيل، والله نسأل أن يذهب عنك وعن أهلك ما تجد، وما ذلك على الله بعزيز،، والله أعلم.


      إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
      المصدر

      http://www.alukah.net/Fatawa_Counsel...لشرعية/
      منقوووول
      عمر أبو جربوع
      0796480391
      jarboo3rogia@hotmail.com
      رابط المدونة:
      http://omar4roqia.blogspot.com

      تعليق


      • #4
        اخي الغالي العزيز حفظك الله ورعاك
        وجزاك الله كل خير على الموضوع
        يجب الإنكار على كل من اتبع هواه في الأخذ بفتاوى المتساهلين من المفتين ، أو بمن عرف بتبني الفتاوى الشاذة ، القائمة على حب المخالفة .
        الواجب على كل مسلم أن يحفظ عليه لسانه في الكلام على شرع الله تعالى ، وليعلم كل مسلم أن القول على الله تعالى بغير علم من كبائر الذنوب ، بل قد قرنه الله تعالى بالشرك .
        وقد رأينا في زماننا هذا عجباً العالِم والعام أخذ نصيبه بالافتاء وعلى مثل هذا بكى ربيعة بن أبي عبد الرحمن رحمه الله ،عندما سئل : ما يبكيك ؟ قال : استُفتي مَن لا علم له ، وظهر في الإسلام أمر عظيم ..
        فكيف لو رأى ربيعة زماننا !!

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          هذا رد العبيكان على من انكر فتواه


          وكذلك رد لجنة كبار العلماء على فتواه




          الشيخ عبد المحسن العبيكان يرد على منكري فتواه
          الصارم المشهور على كل من أنكر حل السحر بسحر عن المسحور

          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

          فقد كثر الجدل في الآونة الأخيرة حول حكم حل السحر من قبل ساحر للضرورة، وذلك بعد أن صدرت مني فتوى بالجواز بناء على قول جمع من الأئمة والفقهاء، ومن المؤسف أن البعض تصدى لهذه الفتوى بالرد الذي فيه التعصب للرأي ولقولٍ دون قول، دون احترام للرأي الآخر والاجتهاد المخالف، مع أن الذي قال بالجواز إما إمام أو فقيه، ويذكرنا ذلك بالتعصب المذهبي الذي ساد في القرون الوسطى
          ، مما جعلني أتطرق لهذا الموضوع بإسهاب مع ذكر الأدلة ونصوص الفقهاء بقراءتها نصا في برنامج "قضايا معاصرة" الذي يعرض في القناة الأولى من التلفاز السعودي بعد مغرب كل يوم أحد من كل أسبوع.

          وبعد أن قوبل ذلك الطرح بالإعجاب والتأييد من جمع كبير، ناسب أن أوضح هذه المسألة في مقال يقرؤه من لم يشاهد أو يستمع البرنامج، وسميته "الصارم المشهور على من أنكر حل السحر بسحر عن المسحور" ولا أقصد بهذا العنوان من خالف من العلماء، ورأى التحريم كما سيأتي، ولكن من أنكر القول الآخر وعنف القائلين بالجواز من الأئمة والفقهاء لقلة علمه وسفاهة رأيه.

          وإنني في بداية هذا المقال سوف أذكر أولاً الدليل ونص كلام العلماء والفقهاء في هذه المسألة.

          روى البخاري في صحيحه (في كتاب الطب- باب السحر ح/ 5763) عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسولَ الله رجلٌ من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي، لكنه دعا ودعا، ثم قال: "يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟، أتاني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجليَّ، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال: في مُشط ومُشاطة، وجُفِّ طَلْعِ نخلةٍ ذكر. قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذَرْوانَ". فأتاها رسول الله في ناس من أصحابه، فجاء فقال: "يا عائشة، كأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين". قلت: يا رسول الله: أفلا استخرجته؟ قال: "قد عافاني الله، فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً". فأمر بها فدفنت. فقول عائشة رضي الله عنها "أفلا استخرجته" معناه: أظهرته بين الناس؛ كما سيأتي توضيحه من الإمام النووي، وليس المقصود إخراجه من البئر لأنه فعل ذلك.

          قال الحافظ ابن حجر في شرحه: وفي رواية عمرة عن عائشة "فنزل رجل فاستخرجه" وفيه من الزيادة أنه "وجد في الطلعة تمثالاً من شمع، تمثال رسول الله، وإذا فيه إبر مغروزة، وإذا وَتَرٌ فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة، وكلما نزع إبرة وجد لها ألماً ثم يجد بعدها راحة" وقال: وفي حديث زيد بن أرقم عند عبد بن حميد وغيره "فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين" وفيه "فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال" وعند ابن سعد من طريق عمر مولى غفرة معضلاً "فاستخرج السحر من الجف من تحت البئر ثم نزعه فحله فكشف عن رسول الله" قال النووي: خشي من إخراجه وإشاعته ضرراً على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك.ا.هـ (فتح الباري ج/ 10 ص/ 221- 231) ثم قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى (باب هل يستخرج السحر؟): وقال قتادة: قلت لسعيد بن المسيب: رجل به طب، أو: يُؤَخَّذُ عن امرأته، أيُحلُ عنه أو يُنَشَّر؟ قال لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع الناس فلم ينه عنه.. وذكر البخاري رواية أخرى عن عائشة رضي الله عنها قالت: فأتى النبي البئر حتى استخرجه، فقال: "هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين" قال: فاستُخرِجَ، قالت: فقلت: أفلا؟ -أي تنشرت- فقال "أما الله فقد شفاني الله، وأكره أن أثيرَ على أحد من الناس شراً" قال الحافظ ابن حجر في شرحه: وصَدَّرَ -أي البخاري- بما نقله عن سعيد بن المسيب من الجواز إشارة إلى ترجيحه. قال الحافظ وأخرجه الطبري في التهذيب من طريق يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأساً إذا كان بالرجل سحر أن يمشي إلى من يطلق عنه، فقال: هو صلاح. قال قتادة: وكان الحسن يكره ذلك يقول: لا يعلم ذلك إلا ساحر، قال فقال سعيد بن المسيب: إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع. وقد أخرج أبو داوود في المراسيل عن الحسن -رفعه- "النشرة من عمل الشيطان" ووصله أحمد وأبو داود بسند حسن عن جابر، قال ابن الجوزي: النشرة حل السحر عن المسحور، ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر. وقد سئل أحمد عمن يطلق السحر عن المسحور فقال: "لا بأس به. وهذا هو المعتمد" قال الحافظ: ويجاب عن الحديث والأثر بأن قوله "النشرة من عمل الشيطان" إشارة إلى أصلها، ويختلف الحكم بالقصد، فمن قصد بها خيراً كان خيراً وإلا فهو شر. ثم قال الحافظ ابن حجر: "ويوافق قول سعيد بن المسيب ما تقدم في "باب الرقية" في حديث جابر عند مسلم مرفوعاً "من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل"، ثم قال الحافظ: وممن صرح بجواز النشرة المزني صاحب الشافعي وأبو جعفر الطبري وغيرهما، وذكر الحافظ كلام ابن القيم ومنه قوله: فلما أوحى إليه أنه سحر عدل إلى العلاج المناسب له وهو استخراجه، انتهى (انظر فتح الباري في المجلد العاشر كتاب الطب ص / 233 - 234).

          وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد: باب (ما جاء في النشرة): عن جابر أن رسول الله سئل عن النشرة؟ فقال هي من عمل الشيطان رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله. وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يُؤخّذ عن امرأته، أيُحلُ عنه أو يُنشّر؟ قال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه. اهـ وروي عن الحسن أنه قال لا يحل السحر إلا ساحر. قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان أحدهما: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان. وعليه يُحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز. وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: فيه -أي الباب- مسائل:

          الأولى: النهي عن النشرة.

          الثانية: التفريق بين المنهي عنه والمرخص فيه عما يزيل الإشكال. اهـ(راجع كتاب التوحيد باب ما جاء في النشرة).

          وقال الموفق ابن قدامة في المغني: وأما من يحل السحر فإن كان بشيء من القرآن أو شيء من الذكر والأقسام والكلام الذي لا بأس به فلا بأس به، وإن كان بشيء من السحر فقد توقف أحمد عنه. قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله سئل عن رجل يزعم أنه يحل السحر. فقال: قد رخص فيه بعض الناس. قيل لأبي عبد الله: إنه يجعل في الطنجير ماء ويغيب فيه ويعمل كذا. فنفض يده كالمنكر. وقال: لا أدري ما هذا؟ قيل له: فترى أن يؤتى مثل هذا يحل السحر؟ فقال ما أدري ما هذا؟. ورُوِيَ عن محمد بن سيرين، أنه سئل عن امرأة يعذبها السحرة، فقال رجل أخط خطاً عليها وأغرز السكين عند مجمع الخط وأقرأ القرآن، فقال محمد: ما أعلم بقراءة القرآن بأساً على حال، ولا أدري ما الخط والسكين؟ وروي عن سعيد بن المسيب في الرجل يؤخّذ عن امرأته فيلتمس من يداويه فقال إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع. وقال أيضاً: إن استطعت أن تنفع أخاك فافعل.(المغني ج/ 12 ص/ 304 - 305). وقال ابن مفلح في الفروع في الجزء العاشر طبع مؤسسة الرسالة ص/ (207- 209): وتوقف الإمام أحمد في الحل بسحر وفيه وجهان، وسأله مهنا عمن تأتيه مسحورة فيطلقه عنها قال لا بأس، قال الخلال إنما كره فعاله ولا يرى به بأساً كما بينه مهنا، وهذا من الضرورة التي تبيح فعلها قال المرداوي في تصحيحه: قال في آداب المستوعب: وحل السحر عن المسحور جائز والوجه الثاني لا يجوز. اهـ وقال الشيخ محمد الفتوحي الحنبلي الشهير بابن النجار في المنتهى: ويجوز الحل بسحر ضرورة. قال في شرحه -أي للضرورة إلى ذلك- في الأصح.اهـ (معونة أولي النهى ج/ 8 ص/ 578).

          وقال المرداوي في الإنصاف (ج/ 10 ص/ 352) قال في المغني: توقف الإمام أحمد رحمه الله في الحل. وهو إلى الجواز أميل. وسأله مهنا عمن تأتيه مسحورة فيطلقه عنها؟ قال: لا بأس. قال الخلال: إنما كره فعاله. ولا يرى به بأساً، كما بينه مهنا. وهذا من الضرورة التي تبيح فعلها. وقال في الرعايتين، والحاوي: ويحرم العطف والربط، وكذا الحل بسحر. وقيل: يكره الحل. وقيل يباح بكلام مباح. ا.هـ.

          وقال في الروض المربع بحاشية الشيخ عبدالرحمن بن قاسم (ج/ 7 ص/ 414) ويجوز الحل بسحر ضرورة. قال الشيخ عبدالرحمن في الحاشية: أي لأجل الضرورة، وتوقف أحمد، وعن الحسن لا يحل السحر إلا ساحر، وقال ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور وهو نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور، والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية المباحة فهذا جائز. اهـ.

          وذكر الشيخ عبد الله العنقري في حاشيته على الروض مثل ما ذكره الشيخ عبدالرحمن بن قاسم في الجزء الثالث صفحة (345).

          كما أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ذكر في كتاب التوحيد حديث جابر في النشرة وما جاء في صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب ولم يرجح ولم يعنف على من قال بالجواز.

          كما ذكر الشيخ عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد طبعة المكتبة التجارية بمراجعة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمهما الله صفحة (289) قول الحسن النشرة من السحر، وقول ابن الجوزي النشرة حل السحر من المسحور ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر ثم رجح التحريم ولم يعنف من قال بالجواز.

          وقال الشيخ يوسف بن عبد الهادي الحنبلي في مغني ذوي الأفهام (ص/ 30) بتحقيق معالي الشيخ عبد العزيز بن محمد آل الشيخ رحمه الله ما نصه: ولا بأس بنشرة وسلوة وأن يطلق عن المسحور ويحل المعقود نص عليه.اهـ.

          وقال في كشاف القناع شرح متن الإقناع (ج/ 6 ص/ 187 مطبعة الحكومة بمكة): والمذهب جوازه ضرورة. اهـ.

          وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم ج/1 ص/158): مسألة: وهل يُسأل الساحر حلاً لسحره؟ فأجاز سعيد بن المسيب فيما نقله عنه البخاري وقال عامر الشعبي: لا بأس بالنشرة، وكره ذلك الحسن البصري، وفي الصحيح عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله هلا تنشرت، فقال "أما الله فقد شفاني وخشيت أن أفتح على الناس شراً" ا.هـ.

          فتبين مما تقدم أن عدداً من الأئمة والفقهاء أباحوا حل السحر من قبل ساحر، منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري والإمام أحمد وابن الجوزي والإمام البخاري ونص عليه عدد من فقهاء الحنابلة في كتبهم المعتمدة التي يفتي بها ويحكم بها القضاة في بلادنا المباركة، بل نصوا على أن هذا هو مذهب الإمام أحمد، فهل يسوغ بعد ذلك لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر تجويزهم لذلك؟ كما دل عليه حديث عائشة في الصحيح عندما لم ينكر الرسول عليها رضي الله عنها قولها هلا تنشرت، ومن المعلوم قطعاً أنها لا تقصد النشرة بالرقية الشرعية لأنه فعلها عندما قرأ المعوذتين فانحلت العقد. إذاً فهي تقصد النشرة الأخرى التي هي بفعل الساحر مع أن النبي لم يكتف بالرقية الشرعية بل استخرج السحر من البئر وحله، ونزعت الإبر المغروزة في التمثال الذي من الشمع على صفة الرسول، وتقدم ذكر كلام ابن القيم عندما قال "عدل إلى العلاج المناسب له وهو استخراجه اهـ ولم يقل اكتفى بالرقية، وكما في الرواية المتقدمة أن جبريل أمره أن يحل العقد ويقرأ آية، فجعل يقرأ ويحل، ومن المعلوم أنه لا يعرف مكان السحر لاستخراجه في الغالب إلا الجن عن طريق الساحر، وإلا فكيف يستخرج، والذين يأمرون الناس بالاقتصار على الرقية يخالفون ما فعله من استخراج السحر وحله، وأمر جبريل عليه السلام به، إضافة إلى الرقية، ولم يكن الرسول يعرف أنه مسحورٌ، أو من سحره، أو مكان السحر إلا عن طريق الوحي وجبريل عليه السلام. وعامة الناس لا يستطيعون ذلك إلا عن طريق ساحر في الغالب.

          ومن المؤسف أن بعض الذين تكلموا في هذه المسألة رادين هذه الفتوى، أخذوا يستدلون بما لا دليل فيه ويخلطون بين الساحر والكاهن والعراف، ويستدلون بقوله (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) والكاهن والعراف هما اللذان يخبران بالغيب المستقبل الذي لا يعرفه إلا الله، فالمقصود بالحديث من يأتي هؤلاء لأجل أن يخبروه عن مستقبل أيامه في مدة عمره، وما يحصل له في المستقبل من خير أو شر مما استأثر الله بعلمه ويدل عليه قوله (فصدقه بما يقول) أي من علم الغيب في المستقبل، ولهذا فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عقد باباً فيما جاء في الكهان ونحوهم ثم بعد ذلك عقد باباً آخر فقال "باب ما جاء في النشرة" مما يدل على التفريق، كما أنه لا يجوز لمن يأتي هؤلاء السحرة لأجل عمل السحر، أما من ألجأته الضرورة إلى الذهاب إلى ساحر ليطلق عنه هذا السحر، ولأجل أن يستخرجه -بعد أن بذل الأسباب من الرقية الشرعية والأدوية المباحة- فلم يتطرق إليه هذا الحديث. وهو أمر جائز عند من ذكرنا من العلماء الذين هم أعلم منا بكتاب الله وسنة رسوله، وما يحل وما يحرم.

          وأقول لمن اعترض على نشر هذه الفتوى بين العامة والاقتصار على إفتاء من يحتاج إلى ذلك في السر: إن هذا لا يتفق مع قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران:187) وقوله صلى الله عليه وسلم (من كتم علماً يعلمه، جاء يوم القيامة، ملجماً بلجام من نار) (مسند أحمد ح/ 10427، 10597) وكيف يعرف كل من تضرر بالسحر أن الشيخ فلان يفتي بذلك في السر بل إنني كنت أفتي بذلك منذ سنوات ولم يعرف أكثر الناس هذا الحكم ولم يستفد منه إلا بعد أن بينته في وسائل الإعلام نصحاً لإخواني المسلمين كما قال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة، لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (البخاري كتاب الإيمان باب رقم 42) وفي مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قالالدين النصيحة) قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) (مسلم كتاب الإيمان ح/ 95). وكيف يسوغ طلب استفتاء الملايين من المصابين لشخص يفتي سراً في مكانه، وما الفائدة من ذلك، وأقول لمن قال إن هذا يفتح الباب لتساهل الناس في الذهاب إلى السحرة بأن الذين أصيبوا بالسحر لم يصابوا به إلا عندما أقدم كثير من الناس على الذهاب إلى السحرة لعمل السحر مع علمهم بالتحريم فمن الذي فتح لهم ذلك الباب؟ وأما الذين يريدون رفع الضرر فهؤلاء إذا كانوا ممن يخافون الله عز وجل فلن يقدموا على ذلك إلا بفتوى متقيدين بضوابطها، وأقول لمن قال إن هذه الفتوى تقتضي السماح للسحرة بمزاولة عمل السحر بأن هذا الكلام باطل ولم تتضمنه تلك الفتوى بل المطلوب القضاء على السحرة وهذا ما تقضي به أنظمة بلادنا المباركة، ولكن هناك من يقوم بمزاولة العمل سراً منذ سنين طويلة ولم تستطع السلطة القضاء التام عليهم، كما أننا نعلم أن السحرة في دول كثيرة بعضها عربية إسلامية يقومون بمزاولة عملهم بدون معارض فلو استطعنا القضاء على جميع السحرة في العالم لما احتجنا إلى الفتوى بذهاب المسحور عند الضرورة إلى أولئك السحرة، وأقول إن القاعدة الشرعية الفقهية نصت على أنه عند الضرورات تباح المحظورات، فهي تضمنت إباحة مثل ذلك. وأقول لمن يستدل بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التداوي بالحرام بأن حل السحر ليس من تعاطي الأدوية المحرمة المأكولة والمشروبة، فالحديث هو في التداوي بأكل الطعام المحرم أو شرب ما هو محرم كالخمر ولو على سبيل التداوي، أما السحر فهو بحل عقد وإتلاف ما وضع فيه السحر واستخراجه كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد يعطي الساحر للمسحور أدوية مباحة من الأعشاب ونحوها، وإنما المحرم أن يقوم المسحور هو بفعل محرم مثل الذبح لغير الله أو تعليق ما يتضمن المحرم ونحو ذلك.

          ومن الأمور العجيبة أن الذين يحرمون ذلك لا حلَّ لديهم سوى أمر الناس بالصبر، ولا شك أن الصبر مطلوب ولكن لا يتعارض مع بذل الأسباب فالنبي لم يأمر المريض بالصبر فقط، بل قال (تداووا عباد الله) وقال في الجارية (استرقوا لها فإن بها النظرة) وربما أن هذا الذي يأمر بالصبر لو أصابه مجرد صداع في رأسه لسارع إلى تناول الحبوب المسكنة أو اللجوء إلى الطبيب ولم يتحمل هذا المرض الذي يعد يسيراً جداً بالنسبة لبعض المصابين بالسحر الذين فقدوا وظائفهم وشتت شمل أسرهم ووقع الفراق بينهم وبين أزواجهم بل إن بعضهم يحمله السحر على أن يقتل أو يفعل الفواحش أو يترك الفرائض بل منهم من أصابه الجنون بسبب السحر فما هو الحل في نظر المحرمين، فلا بد للمفتي أن يضع نفسه مكان المستفتي فيحاول أن يحس بألمه وحاجته وضرورته وأن يبحث عن الحل الشرعي لهذا المستفتي لا أن يسد عليه الأبواب بكل سهولة.

          ومن المؤسف جداً أن بعض المخالفين لا يبينون للناس أن المسألة من مسائل الخلاف بين أهل العلم وأن ما يفتي به هو ما يرجحه فقط مع احترامه لمن خالفه بل يحاول أن يُفهم الناس أن المسألة من المسائل المجمع عليها والذي لا يسوغ لأحد أن يخالف الرأي الذي تبناه فأين أدب الخلاف واحترام الاجتهاد والمخالف في الرأي كما درج عليه الأئمة رحمهم الله بل أين هؤلاء من إقرار النبي صلى الله عليه وسلم للمجتهدين من الصحابة في فهم قوله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلى في بني قريظة)؟! وإقراره للفريقين الذين اجتهدوا في فهم نصه واختلفوا في المراد من ذلك النص ولم يعنف أياً من الفريقين؛ كما فعل ذلك من ذكرنا مثل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى عندما عقد باباً فقال (باب ما جاء في النشرة) ولم يقل باب من الشرك كما حصل منه في الأمور الشركية بل ذكر قول المجيزين والمانعين بدون تعنيف، وكذلك الشيخ عبدالرحمن بن حسن ؛ فينبغي لمن يختار التحريم أن يحترم الأئمة القائلين بالجواز لا أن يتهمهم بفتح الباب للشر لأنه وإن كان يقصد فتواي فإنه لا بد أن يكون الاتهام للقائلين أولاً بالجواز فإنني مقتدٍ بهم مقتفٍ آثارهم، وليعرف قدر نفسه بدل التطاول على أئمة الهدى والدين كالإمام أحمد وسعيد بن المسيب والإمام البخاري ومن ذكرنا، وهل يستطيع ذلك المعنف أن يمنع تدريس كتب الحنابلة في الجامعات خاصة ما هو عمدة في تدريس الفقه في الجامعات وحلق العلم وهو كتاب (الروض المربع)، لأنه يشتمل على تجويز حل السحر بسحر ضرورة.

          وإنني أعجب من قول بعض الذين ردوا على الفتوى عندما قال في إحدى الصحف المحلية (وفي تعاطي السحر وإتيان السحرة جمع بين الكفر والإضرار بالناس والإفساد في الأرض) مع أن العلماء اتفقوا على عدم كفر من يأتي الساحر بل اختلفوا في حكم الساحر نفسه، هل يكفر أم لا؟.

          ومنهم من فصل في حكم الساحر: قال في الروض المربع (ج/7 ص/ 413) ويكفر ساحر يركب المكنسة فتسير به في الهواء ونحوه لا كاهن ومنجم وعراف وضارب بحصى إن لم يعتقد إباحته وأنه يعلم به الأمور المغيبة ويعزر ويكف عنه.ا.هـ

          وقال في معونة أولي النهى شرح المنتهى (ص/ 574-575): إذا ثبت هذا فإنه يحرم تعليم السحر وتعلمه. "وساحر يركب المكنسة فتسير به في الهواء ونحوه" كالمدعي أن الكواكب تخاطبه (كافر)، لقول الله سبحانه وتعالى (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ) (البقرة:102) أي وما كان ساحراً كفر بسحره. وهو قوله سبحانه وتعالى (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ) (البقرة:102) أي لا تتعلمه فتكفر بذلك وهذا يدل على أن متعلمه كافر.

          (كمعتقد حله)؛ لأن القرآن نطق بتحريمه وثبت بالنقل المتواتر والإجماع على تحريمه. "لا من يسحر بأدوية وتدخين وسقي شيء يضر "يعني فلا يكفر ولا يقتل؛ لأن الله سبحانه وتعالى وصف الساحرين بالكافرين بأنهم يفرقون بين المرء وزوجه فيختص الكفر بهم ويبقى من سواهم من السحرة على أصل العصمة. (ويعزر) تعزيراً (بليغاً). قال في الإنصاف: بحيث لا يبلغ به القتل على الصحيح من المذهب. وقيل: له تعزيره بالقتل. انتهى. (ولا) يكفر أيضاً في الأصح" من يعزم على الجن ويزعم أنه يجمعها وتطيعه". وذكره أبو الخطاب في السحرة الذين يُقتلون.ا.هـ

          وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (تفسير القرآن العظيم ج/1 ص/147): وقد ذكر الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة رحمه الله في كتابه (الإشراف على مذاهب الأشراف) بابا في السحر فقال أجمعوا على أن السحر له حقيقة إلا أبا حنيفة فإنه قال: لا حقيقة له عنده. واختلفوا فيمن يتعلم السحر ويستعمله، فقال أبو حنيفة ومالك وأحمد يكفر بذلك ومن أصحاب أبي حنيفة من قال إن تعلمه ليتقيه أو ليجتنبه فلا يكفر ومن تعلمه معتقداً جوازه أو أنه ينفعه كفر، وكذا من اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء فهو كافر. وقال الشافعي رحمه الله إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر، وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافر، قال ابن هبيرة: وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله؟ فقال مالك وأحمد نعم، وقال الشافعي وأبو حنيفة لا ؛ فأما إن قَتَلَ بسحره إنساناً فإنه يقتل عند مالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة: لا يقتل حتى يتكرر منه ذلك أو يقر بذلك في حق شخص معين، وإذا قتل فإنه يقتل حداً عندهم إلا الشافعي فإنه قال يقتل والحالة هذه قصاصاً.اهـ.

          وقال الموفق ابن قدامة في المغني (ص/ 300-302) " إذا ثبت هذا، فإن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافاً بين أهل العلم. قال أصحابنا: ويكفر الساحر بتعلمه وفعله، سواءٌ اعتقد تحريمه أو إباحته. وروى عن أحمد ما يدل على أنه لا يكفر، فإن حنبلاً روى عنه، قال: قال عمي في العراف والكاهن والساحر: أرى أن يستتاب من هذه الأفاعيل كلها، فإنه عندي في معنى المرتد، فإن تاب وراجع -يعني- خُلِّي سبيله. قلت له: يقتل؟ قال: لا، يحبس، لعله يرجع. قلت له: لم لا تقتله؟ قال: إذا كان يصلي، لعله يتوب ويرجع. وهذا يدل على أنه لم يكفره، لأنه لو كفره لقتله. وقوله في معنى المرتد. يعني في الاستتابة. وقال أصحاب أبي حنيفة: إن اعتقد أن الشياطين تفعل له ما يشاء، كفر، وإن اعتقد أنه تخييل لم يكفر. وقال الشافعي: إن اعتقد ما يوجب الكفر، مثل التقرب إلى الكواكب السبعة، وأنها تفعل ما يلتمس، أو اعتقد حِلَّ السحر- أي أن السحر حلال- كفر، لأن القرآن نطق بتحريمه، وثبت بالنقل المتواتر والإجماع عليه، وإلا فسق ولم يكفر، لأن عائشة رضي الله عنها باعت مدبرة لها سحرتها، بمحضر من الصحابة. ولو كفرت لصارت مرتدة يجب قتلها، ولم يجز استرقاقها، ولأنه شيء يضر بالناس، فلم يكفر بمجرده كأذاهم. انتهى كلام الموفق.

          قلت: فإذا كان هذا في الساحر نفسه فكيف يقال بكفر من يأتيه، كما أن المقصود بقوله فيمن يأتي الكاهن ويصدقه -وهو أعظم بكثير ممن يأتي الساحر- فقد كفر بما أنزل على محمد، المقصود الكفر العملي لا الاعتقادي أي الذي هو من الفسق ولا يخرج عن ملة الإسلام، قال الشيخ عبدالرحمن بن حسن في فتح المجيد "وهل الكفر في هذا الموضع كفر دون كفر فلا ينقل عن الملة أم يتوقف فيه فلا يقال يخرج عن الملة ولا يخرج وهذا أشهر الروايتين عن أحمد رحمه الله تعالى" ا.هـ.

          والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

          وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.








          اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية
          علاج السحر بالسحر محرم ولا يجوز لعموم النصوص الواردة فيه


          أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في السعودية بيانا حول حكم الذهاب للسحرة من أجل علاج السحر أو فك السحر بالسحر، أكدت فيه على أن هذا العمل "حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر".


          وجاء في البيان الذي وقع عليه رئيس اللجنة -مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ- والأعضاء؛ الشيخ صالح الفوزان والشيخ عبدالله الغديان والشيخ عبد الله المطلق والشيخ أحمد سير مباركي والشيخ سعد ناصر الشثري والشيخ محمد حسن آل الشيخ والشيخ عبدالله بن خنين، والذي يقول:


          ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كثير من الأسئلة والاستفسارات عن حكم السحر وعن إتيان السحرة فنقول: حرم الله السحر تعلماً وتعليماً وعملاً به، وحيث تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر وكفر الساحر، يقول الله سبحانه وتعالى عن اليهود (واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون).

          فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان -عليه السلام- ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفراً. وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاء لمن جاء متعلماً (إنما نحن فتنة فلا تكفر) أي لا تكفر بتعلم السحر.

          ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال (ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم) وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال. ثم يقول سبحانه (ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين. فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاماً عن الساحر في أي مكان كان، وهذا دليل على كفره.

          ومن السنة ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات) وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم.

          ومن السنة أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد) (صلى الله عليه وسلم) رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما. وروى البزار وأبو يعلى بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً (من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) (صلى الله عليه وسلم) ومنها حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد) (صلى الله عليه وسلم) رواه البزار بإسناد جيد وهناك أحاديث أخرى في النهي عن إتيان الكهان والعرافين، وبيان حكم آتيهم ومصدقهم، وإلحاق ذلك بالسحر.

          فهذه النصوص الصريحة من الكتاب والسنة تدل على كفر الساحر، بما يدل على أنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون استتابة. وروى الترمذي عن جندب رضي الله عنه موقوفاً (حد الساحر ضربة بالسيف) وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السحرة، أو الأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف فيه حيث قد رُوي القتل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لثلاث سواحر، عندما كتب لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس (أن اقتلوا كل ساحر وساحرة) وروى الإمام مالك أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، كما روى البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن أبي عثمان (كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنساناً وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله).

          كما رُوي قتل السحرة عن غير هؤلاء من الصحابة، فروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وأبي موسى، وقيس بن سعد رضي الله عنهم، كما رُوي عن سبعة من التابعين، منهم عمر بن عبد العزيز. وهذا الفعل من الصحابة، رضي الله عنهم، ثم من التابعين يعد إجماعاً منهم على ذلك. يقول الشيخ الشنقيطي (فهذه الآثار التي لم يعلم أن أحداً من الصحابة أنكرها، مع اعتضادها بالحديث المرفوع المذكور، هي حجة من قال بقتله مطلقاً والآثار المذكورة والحديث فيهما الدلالة على أنه يقتل، ولو لم يبلغ به سحره الكفر، لأن الساحر الذي قتله جندب، رضي الله عنه كان سحره من نوع الشعوذة، والأخذ بالعيون، حتى إنه يخيل إليهم أنه أبان رأس الرجل، والواقع بخلاف ذلك. وقول عمر (اقتلوا كل ساحر) يدل على ذلك لصيغة العموم، أضواء البيان ج4ص461.

          ولما كان السحر داء يؤثر، فيمرض الأبدان ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه شرع أن يسعى في علاجه، والأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء لأن الله تعالى جعل لكل داء دواء كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) وفيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لكل داء دواء، فإذا أصاب دواء الداء، برئ بإذن الله عز وجل) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

          ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، وأما علاجه بالسحر فهذا حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون لأنهم لا يؤمنون لأنهم كذبة فجرة، يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس، وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم.

          وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال (هي من عمل الشيطان) رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد، والنشرة هي: حل السحر عن المسحور والمراد بالنشرة الواردة في الحديث: النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر، ليحل السحر بسحر مثله.

          أما حله بالرقية والتعويذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وكل ما ورد عن السلف في إجازة النشرة، فإنما يراد به النشرة المشروعة، وهي ما كان بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، ولا يصح القول بجواز حل السحر بسحر مثله بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لأن من شرط هذه القاعدة، أن يكون المحظور أقل من الضرورة، كما قرره علماء الأصول، وحيث إن السحر كفر وشرك، فهو أعظم ضرراً، بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك) أخرجه مسلم، والسحر يمكن علاجه، بالأسباب المشروعة، فلا اضطرار لعلاجه بما هو كفر وشرك.

          وبناء على ما سبق فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقاً، ولو بدعوى حل السحر، واللجنة تنشر هذا لبيان وجه الحق في هذا الموضوع إبراء للذمة ونصحاً للأمة.

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خير و بارك الله فيكم



            تعليق

            يعمل...
            X