إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علم الحديث - انواع و اقسام الحديث.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علم الحديث - انواع و اقسام الحديث.





    بسم الله الرحمن الرحيم

    المقدمة

    الحمد لله الذي أتم شرعته فبعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين........ أما بعد:


    فقد كان من خصائص هذه الأمة - أمة الإسلام - أنها عنيت بالقرآن الكريم عناية لا مثيل لها من حيث : روايته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالتواتر، وجمعه وتدوينه, وقراءته وتجويده، وحفظه، ورسمه، وتفسيره، وبيان ما يتعلق بعلومه، وألفوا في ذلك كتباً مطولة وافية .

    ولما كان هدى المصطفى - صلى الله عليه وسلم- المتمثل في الحديث بيانًا للقرآن الكريم، وهو الرسول المعصوم المبلغ عن ربه ، والمبين لشرعته، وأن أقواله، وأفعاله، وتقريراته بوصفه رسولاً، لها حكم التشريع، وداخلة في نطاقه. يقول الله تعالى: ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )، ويقول: ( وأنزلنا إليك الذكرى لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ).

    وعليه فقد حفظت هذه الآمة عن نبيها بالضوابط والقواعد الدقيقة جميع أقواله، وأفعاله، وأحواله، وتقريراته، وصفاته .

    ولم يتوفر لآمة من الأمم كالذي توفر لهذه الأمة من الدقة العلمية، والضوابط الأصولية، والتحري الأمين.

    قال الإمام أبو محمد بن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل:

    " نقل الثقة عن الثقة مع الاتصال حتى يبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم- خص الله به المسلمين دون سائر أهل الملل كلها، وأبقاه عندهم غضا جديدًا على قديم الدهور..".



    ولقد حرص النبي - صلى الله عليه وسلم- على سلامة التلقي منه، والدقة في فهمه، وحسن أدائه، فقال فيما رواه : أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، من حديث زيد بن ثابت : ( نضر الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها، ووعاها، وأدها، فَرُبَّ حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) .

    الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 223 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح .

    وخطابه هذا للأمة كافة، فلم يقتصر الأمر على فرد بعينه، بل الجميع مخاطبون بقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ( تسمعون ويسمع منكم، ويسمع ممن سمع منكم ).
    الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 3659
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    فحمل الصحابة - رضوان الله عليهم- هذه الأمانة، فكانوا خير الأمناء في الرواية الدراية والتبليغ ، وسار على دربهم التابعون، ثم الأتباع، وهكذا توالت سلسلة الجهود العلمية متواترة، محكمة بالقواعد والضوابط الحديثية .


    وسنعرض بمشيئة الله تعالى من خلال هذه الزاوية لموضوعات هذا العلم مفصلة، راجين من الله تعالى أن ينفع بها الجميع، وأن يسدد العمل، إنه وليّ ذلك والقادر عليه

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2



    تاريخ علم الحديث دراية ـ الحلقة (2)



    إن أئمة الحديث عُنُوا به عناية فائقة من ناحية حفظه، وضبطه، وتدوينه، وتأليف الكتب الجامعة لمتونه. وقد بدأت هذه العناية من لدن عصر النبي- صلى الله عليه وسلم-. فقد كتبه بعض الصحابة في عهده، وبعد عهده، وكتبه التابعون، وإن كان بدء التدوين مدونا عاما كان من أول القرن الثاني. ثم لم تلبث حركة التدوين أن ازدهرت شيئًا فشيئاً. وما كاد ينتهي القرن الثالث حتى كانت السنن، والمسانيد، وغيرها، ولم يبق منها إلا شيء أقل من القليل، كما ستعلم ذلك فيما بعد إن شاء الله .

    كذلك عُنُوا به من نواح أخرى، من جهة سنده ومتنه، مما يتوقف عليه قبوله أورده.

    ولعمر الحق أن البحث عنه من هذه النواحي لبحث جليل القدر، جم الفائدة، إذ يتوقف عليه تمييز الطيب من الخبيث. وتطهير الأحاديث مما عسى أن يكون دخلها من التزيد والاختلاق. وتلك النواحي التي بحثوا فيها مثل البحث في الرواية، وشروطها، وأقسامها. والتحمل والأداء، والبحث عن أحوال الرواة من جرح وتعديل، وقواعد كلٍ, وبيان الصحيح من الحسن من الضعيف، وأقسام كلٍ. وبيان غريب الحديث، وناسخه، ومنسوخة ، ومختلفه، ومتعارضه، وعلله، إلى غير ذلك مما ذخرت به كتب أصول الحديث.

    قبل عصر التدوين:

    م تكن مباحث هذا الفن وقواعده قبل عصر التدوين مدونة في السطور، وإنما كانت منقوشة في الصدور، وعلى صفحات القلوب، شأنها في ذلك شأن معظم الأحاديث قبل التدوين. وما كان رواة الأحاديث والجامعون له بغائبة عنهم أصول هذا الفن وقواعده، بل كانوا يعرفونها حق المعرفة، فكان وجودها في الأذهان، وإن لم توجد في الأعيان. وليس أدل على هذا مما نقل إلينا من التثبت البالغ، والتحوط الشديد في قبول الرواية، والعمل بها، والتحرج من الإكثار من الرواية، خشية الغلط أو النسيان، أو التزيد والوضع. وقد وضع أساس هذا التثبت الخلفاء الراشدون المهديون، ومن جاء بعدهم من أئمة العلم والحديث .

    بعد عصر التدوين:

    ولما دونت الأحاديث تدوينًا عامًا، ودونت كتب أخرى في علوم أخرى؛ وجدنا كثيرًا من قواعد هذا العلم وأصوله مفرقة في أثناء كتبهم المؤلفة في متون الأحاديث, أو المؤلفة في الفقه وأصوله. فمن ذلك ما نجده في أثناء مباحث كتابي "الرسالة "، و" الأم " للإمام الشافعي المتوفى سنة 204هــ ، وما نقله تلاميذ الإمام أحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هــ في أسئلتهم له ومحاورتهم معه، وما كتبه الإمام مسلم بن الحجاج المتوفى سنة 261هــ في مقدمة صحيحه. وهي مقدمة قيمة، وتعتبر من المحاولات الجِدّية في تدوين هذا العلم. ولولا أنها مقدمة للصحيح لاعتبرتها أول ما دون في أصول الحديث والرواية بالمعنى الفني الدقيق. وما ذكره الإمام أبو داود السجستاني المتوفى سنة 275هـ في رسالته إلى أهل مكة في بيان طريقته في كتابه "السنن " المشهور. وما ذكره الإمام أبو عيسى الترمذي المتوفى سنة 279هــ في ثنايا كتابه الجامع، من تصحيح للأحاديث، وتحسين، وتضعيف، ونقد للرواة، وتعديل وتجريح، وما أثبته في كتاب "العلل" الذي هو في آخر جامعه. وكتابه "العلل" الذي ألفه على سبيل الاستقلال.

    وما ذكره الإمام البخاري في تواريخه الثلاثة. وما ذكره الأئمة المتقدمون في كتبهم التي وضعت في الجرح والتعديل، وتاريخ الرجال، بحيث يلخص لنا من كل ما ذكرنا كثيرًا من قواعد هذا العلم، وما ذكره أثناء كتابه " الجامع الصحيح " من بعض مسائل هذا العلم.

    تدوين بعض الكتب المستقلة في بعض أنواعه:


    كذلك ألفت كتب كثيرة في بعض أنواعه، فمنهم من أفرد بالتأليف غريب الحديث، كما فعل " أبو عبيدة معمر بن المثنى" المتوفى سنة 210هــ،" وأبو عبيد القاسم بن سلام" المتوفى سنة 224هــ، " وابن قتيبة عبد الله بن مسلم الدينوري" المتوفى سنة 276هــ ،" وأبو عبيد أحمد بن محمد الهروي" المتوفى سنة إحدى وأربعمائة له كتاب "الغريبين " غريب القرآن، وغريب الحديث ." وأبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري" المتوفى سنة 538هــ ، " وأبو السعادات المبارك بن محمد بن الأثير الجزري" المتوفى سنة 606هــ في كتابه "النهاية"، وهو أوفى كتب الغريب وأشملها .

    ومنهم من أفرد بالتأليف البحث عن أحوال الرجال، وهي كثيرة : منها ما ألف في الثقات كـ " كتاب أبي حاتم محمد بن حبان البستي"، ومنها ما ألف في الضعفاء كـ "كتاب الضعفاء " للبخاري، والنسائي، والدارقطني. ومنها ما ألف فيما هو مشترك بينهما كـ "تواريخ البخاري ", و" الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم، و" الطبقات " لابن سعد.

    ومنهم من أفرد بالتأليف الناسخ والمنسوخ. وذلك كما فعل " قتادة بن دعامة السدوسي " المتوفى سنة 118هــ، والحافظ " أبو بكر أحمد بن محمد بن الأثرم " المتوفى سنة 261هــ .

    ومنهم من ألف في مختلف الأحاديث كما فعل " الإمام الشافعي "، و " ابن قتيبة الدينوري". وممن ألف في مختلف الحديث كما فعل الإمام " أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي المصري الطحاوي " المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وهو كتابه القيم " مشكل الآثار " .

    ومنهم من ألف في علل الحديث مثل : " علي بن المديني " المتوفى سنة 234هـ، والإمام " عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي " المتوفى سنة 327هـــ ، والإمام " الدارقطني " المتوفى سنة 385هـ .


    التدوين في هذا العلم كفن مستقل:


    ثم رأى بعض أئمة الحديث أن يجمعوا ما تفرق من بحوث هذا العلم في كتاب واحد يكون جامعاً لأصول هذا الفن. ورؤوس مسائله، لا لجميع جزئياته ومباحثه. فمن ثَمَّ جاءت كتب هذا الفن كفهارس بالنسبة لما تفرق من تلك الكتب التي تكون مكتبة عامرة.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3



      أهمية هذا العلم وأغراضه ـ الحلقة (3)



      إن علم الحديث ذو أهمية بالغة، حيث أقيم بنيانه لغاية عظيمة، وأغراض نبيلة، منها:

      1/ أنه تم بذلك العلم حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل, فقد نقلت الأمة الحديث النبوي بالأسانيد, وميزت به الصحيح عن السقيم, ولولا هذا العلم لالتبس الحديث الصحيح بالضعيف والموضوع , ولاختلط كلام الرسول بكلام غيره .

      2/ أن هذا العلم وضح المنهجية التي سلكها العلماء الأولون لإثبات الحديث وتنقيته من الدخيل، وذلك بما وضعوا من موازين منضبطة، وما سلكوا من سبل تجمع بين المنهج السليم، والأمانة العلمية الواضحة, وإنما كان حرص العلماء على تقعيد القواعد التي بها يعرف الحديث المقبول من المردود, أن الحديث يأتي في المرتبة الثانية بعد القرآن, وما ينسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل - عندما يكون مما يحتج به - طبيعة الإلزام والتكليف؛ لكونه نصاً شرعياً من السنة التي هي بيان الكتاب , ومن ثَمَّ لا بد من عرض مالا بد منه من علم أصول الحديث؛ بغية تكوين الملكة التي بها يميز الطالب الغث من الثمين، ويعرف صحة ما هو منسوب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من عدم صحته، وذلك في ضوء تلك القواعد الرائعة لهذا العلم .

      وفي ذلك أيضا تصحيح لكثير من المفاهيم الخاطئة التي يلصقها بعض المستشرقين أو المستغربين ( المدلسين ) جزافاً في طريق أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ويثيرون الغبار هنا وهناك .

      3/ أن قواعد هذا العلم تجنب العالم خطر الوعيد العظيم الذي يقع على من يتساهل في رواية الحديث، وذلك بقوله - صلى الله عليه وسلم- في الحديث المستفيض عنه : (من حَدَّثَ عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين) وقوله - صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتواتر : ( من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار ) .

      4/ أن هذا العلم قد أجدى فائدة عظيمة في تنقية الأذهان من الخرافات, وذلك أن الإسرائيليين وغيرهم حاولوا نشر ما لديهم من الأقاصيص والخرافات الكاذبة والأباطيل, وهذه الأمور داء وبيل يفت في عضد الشعوب، ويمزق الأمم, إذ تجعلها أوزاعًا متفرقة هائمة على وجه البسيطة، لا تميز الحق من الباطل، ولا تفرق بين الصواب والخطأ, فيسهل مقادها، ويسلس لكل ناعق يدعو إلى الهلاك والردى .

      فالعالم الإسلامي حيث يقوم بذب الكذب عن الحديث، يقوم أيضًا بعمل ذي صبغة إنسانية وأخلاقية, فضلاً عن أداء الواجب الديني؛ لأنه يربي بذلك عقول صحيحة، تعقل وتفكر، وتسير في الحياة بمنهج علمي وعقلي صحيحين.

      5/
      أن هذا العلم يفتح الطريق أمام الباحثين لتحقيق معاني المتون، وإدراك مضموناتها، ثم الاطمئنان إلى الاستشهاد بها في كافة العلوم المختلفة, إذ إن الاطمئنان إلى صحة النص يجعل الطريق ميسرة في أكثر الأحوال للاستشهاد به، وحسبنا مقولة فقهائنا الأجلاء " إذا صح الحديث فهو مذهبي، واضربوا بقوله عرض الحائط" .

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4


        تعريف علوم الحديث ـ الحلقة (4)



        تعريف علوم الحديث:

        لغة: علم الحديث مركب إضافي يتكون من: العلوم والحديث.

        العلم: الإدراك.

        الحديث: يستعمل بمعنى الخبر.

        وعرفه الراغب الأصفهاني فقال: العلم: إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان :

        أحدهما: إدراك ذات الشيء.

        والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفي عنه.

        وأما الحديث فمأخوذ من الفعل حدث، ومعناه كما قال صاحب القاموس: الجديد والخبر.

        وقال الراغب: وكل كلام يبلغ الإنسان من جهة السمع، أو الوحي في يقظته، أو منامه يقال له: حديث. وعلوم مضاف، والحديث مضاف إليه، فلو راعينا تلك الإضافة مع المعنى اللغوي للكلمتين لوجدنا المعنى إدراكات الحديث بحقيقته، لكن هذا المعنى ليس مقصودًا هنا؛ لأن الحديث قد نقل من معناه اللغوي إلى ما أضيف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلْقية أو خُلقية، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها، وكذلك أقوال الصحابة، والتابعين، وأفعالهم، وهذا ما ذهب إليه المحدثون.

        والعلم في الاصطلاح يطلق ويراد به أحد معانٍ ثلاث:

        الأول: على نفس القضايا المكتوبة، والمسائل المدونة.

        الثاني: على إدارك هذه القضايا وتلك المسائل.

        الثالث: على الملكة التي بها يمكن استحضار تلك المسائل والقضايا.



        ومن الممكن إرادة كل واحدة من هذه الإطلاقات الثلاثة هنا، غير أن الإطلاق الأول أولى وأجدر؛ لأن العلم المدون الآن بين أيدينا إنما هو القضايا والمسائل، وليس إدراكها، ولا الملكة التي يمكن الاستحضار بها، وعلى هذا فيكون المراد بهذا المركب الإضافي ( علوم الحديث ) هي جميع العلوم والمعارف التي بحثت في الحديث من حيث: روايته وجمعه في الكتب، أو من حيث بيان صحيحه من ضعيفه، أو من حيث بيان رواته ونقضهم، وجرحهم، وتعديلهم، أو من حيث شرح معناه، واستخراج الأحكام منه. إلى غير ذلك من العلوم التي دارت في فلك الحديث الشريف .

        والخلاصة أن هذا المركب الإضافي ( علوم الحديث ) يشمل علوم الحديث رواية، وعلوم الحديث دراية، وكل منهما له موضوعه وغايته.


        تعريف علم الحديث رواية :

        هو علم يشتمل على أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته، وروايتها، وضبطها، وتحرير ألفاظها. وكذلك ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي.



        موضوع : علم الحديث رواية يحقق غاية عظيمة جداً، تقوم على " الصون عن الخلل في نقل الحديث " وذلك بالمحافظة عليه كما ورد ونقله، ثم إنه يحقق بما بذل في شروحه من الجهود معرفة هذا الحديث الذي نريده أنه مقبول فنعمل به، أو مردود فلا نعمل به، ويبين لنا معناه، وما يستنبط منه من الفوائد .


        تعريف علم الحديث دراية :

        هو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند والمتن .

        السند: المراد به سلسلة رجال الحديث الذين رووه واحداً عن واحد؛ ليبلغوا فيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.

        الإسناد: إضافة الشيء إلى قائله.

        أحوال السند : ما يطرأ عليه من اتصال، أو انقطاع، أو تساهل في سماع رواته، أو سوء حفظهم، أو اتهامهم بما يخل بالمروءة أو غير ذلك .


        المتن: ما ينتهي إليه السند من الكلام.

        أحوال المتن : ما يطرأ على المتن من رفع، أو وقف، أو صحة، أو ضعف، أو شذوذ، أو علة، أو غير ذلك.

        وهذا قد يشكل بأنه سبق أن ذكرناه في موضوع علم الحديث رواية، فما الفرق ؟

        إن علم الحديث دراية يوصل إلى معرفة المقبول من المردود بشكل عام. أي : بوضع قواعد عامة. فأما علم رواية الحديث فإنه يبحث في هذا الحديث المعين الذي تريده، فيظهر بتطبيق تلك القواعد أنه مقبول أو مردود، ويضبط روايته وشرحه، فهو إذًا يبحث بحثاً تطبيقياً، فالفرق بينهما كالفرق بين النحو وبين الإعراب، وكالفرق بين أصول الفقه وبين الفقه ( انظر منهج النقد في علوم الحديث للدكتور/ نور الدين عتر).



        أسماء هذا العلم:

        ولكون هذا العلم خلاصة علوم متعددة، ومعارف متنوعة، على ما ذكرنا، سماه بعض العلماء: "علوم الحديث "؛ لكون هذا العلم أصلاً لعلم الحديث رواية، وهو منه بمنزلة "أصول الفقه " من " الفقه "، وسمي : " علم أصول الحديث " لكون أصوله وقواعده تغلب عليها الاصطلاحات الفنية، وسمي : " علم مصطلح الحديث " لكون هذا العلم يقابل علم الحديث رواية، وسمي : " علم الحديث دراية " . فهذه الأربعة أسماء لمسمى واحد . وهو هذه المباحث التي تدور حول الرواية والراوي، والمتون، والأسانيد من حيث القبول والرد.

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          أنواع الحديث




          قسم المحدثون الحديث إلى أقسام متعددة باعتبارات مختلفة :

          فهو من حيث قائله ينقسم إلى:

          1 ــ الحديث القدسي.

          2 ــ المرفوع.

          3 ــ الموقوف.

          4 ــ المقطوع.

          ومن حيث عدد رواته ينقسم إلى:

          1 ــ المتواتر.

          2 ــ الآحاد.

          ومن حيث القبول والرد ينقسم إلى:

          1 ــ مقبول ، والمقبول ينقسم بحسب صفات القبول إلى قسمين :

          أ ــ صحيح.

          ب ــ حسن .

          2 ــ مردود ، وهو ينقسم بحسب اختلال شروط القبول على أقسام عديدة، سيأتي ذكرها تفصيلاً فيما بعد إن شاء الله تعالى .

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            وأخيراً الحديث القدسي

            تعريفه:

            القدسي لغة :

            نسبة إلى القدس ، وهي نسبة تكريم وإجلال؛ لأنها نسبة إلى الطهارة والتنزيه، فالقدس والتقديس لغة :
            تنزيه الله تعالى، والتقديس: التطهير والتبريك، وتقدس: تطهر، ومنه: البيت المقدس؛ لأنه يتقدس فيه من الذنوب، أي يتطهر، وفي القرآن الكريم على لسان الملائكة : ( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )(1)، قال الزجاج: معنى نقدس لك، أي نطهر أنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك، نقدسه: أي نطهره، وفي الحديث: ( لا قدست أمة لا يعطي الضعيف فيها حقه غير متعتع )(2)، أي: لا طهرت .
            الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1818
            خلاصة حكم المحدث: صحيح

            والحديث القدسي اصطلاحا:
            هو ما أضافه النبي - صلى الله عليه وسلم- إلى ربه من غير القرآن الكريم.

            وسمي حديثا:
            لتشبهه بالحديث النبوي، في كون كل منهما مروي بالسند إلى قائله، وذلك لو قلنا: إن لفظه من الله - تبارك وتعالى-، وإن قلنا: إن لفظه من النبي - صلى الله عليه وسلم- فتسميته حديث ظاهر.

            وسمي قدسيا:
            لأنه أسند إلى الله تعالى، من حيث إنه المتكلم به، والمنشئ له، فنسبته إليه تعالى نسبة إنشاء.

            نسأل الله جل وعلا كما قلنا في مرات سابقة أن يجعل ما نتعلم حجة لنا لا حجة علينا وأن يجعلنا من خدام هذا الدين والدعاة إلي سبيل الله وأن يجعلنا من الذين ينشرون هذا العلم في أوساط الناس وأحث أخواني على ضرورة ان يكون الإنسان يحمل هذا العلم ويبلغه لأن هذا زكاة العلم وإذا أراد الإنسان أن ترسخ معلوماته فعليه أن يبذل هذا العلم لأن كل شيء يؤخذ منه ينقص إلا هذا العلم كل ما تأخذ منه فهو يزيد وهذا منة الله وفضله وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك .
            وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك اخي صباحو



              تعليق


              • #8
                بارك الله فيك ولك اخى الحبيب صباحو جزاك الله كل خير اخى الكريم
                لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الضالمين

                تعليق


                • #9


                  إن لفي قلبي سروراً لمروركم إخواني

                  أشكركم وأسعدني جداً تواجدكم

                  وفقكم الله

                  بارك الله فيكم

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق

                  يعمل...
                  X