تويت
عليك يا طالب الحديث، بالآتي؛ لتزداد علماً على علمك:
1- بالاستغفار، وترك المعاصي: قال ابن تيمية : إني لتحجم عليّ المسألة، فأستغفر الله مائة مرة، فيفتحها الله لي.
والإمام أحمد كان يحفظ ألف ألف حديث... لماذا؟
إذاً: فأحسن ما يعين على حفظ الحديث: الاستغفار، وترك المعاصي.
فقل لي بالله: كيف يحفظ طالب العلم الحديث، وهو ينظر إلى المرأة الفاتنة؟
وإلى المجلة الخليعة؟
ويسمع الأغنية، ويجلس مع الفسقة؟
ويتخلف عن الصلاة؟
ولا يذكر الله إلا قليلاً؟
ويهجر كتاب الله؟
ويغتاب؟
ويعجب بنفسه؟
ويتكبر؟
فكيف يحفظ الحديث؟
إذاً: أيها الأخيار! إن المعاصي أكثر ما يكتم القلب، فلا يحفظ القلب معها أبداً.
ومما يوصى به طالب الحديث: أن يستغفر كثيراً، وأن يتوب من ذنبه إذا عمله.
قال صلى الله عليه وسلم: يقول تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي.. يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم أتيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة) (1) .
وعنه صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: (يا عبادي إنكم تذنبون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً. فاستغفروني أغفر لكم) (1) .
وفي الحديث: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم آخرين يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) (1) .
ثم ينبغي على طالب الحديث: أن يتدبر ما يقرأ، وأن يعي مقصود الأحاديث التي ينقلها، والمعاني التي يستخلصها منها، والأحكام والفوائد التي يستدل بها عليها، فالرواية مهمة جداً، والدراية أهم منها، فإذا تأكد طالب العلم من صحة الحديث أو الخبر، وجب عليه أن يعلم الأحكام الفقهية المستخلصة، ويبدأ بالعمل، ثم بالدعوة إلى الله.
إذ أنه لا بد أن ينفق علمه؛ الذي آتاه الله، عز وجل، وأن يزكي علمه، والعلم يزداد بكثرة الإنفاق منه، كما هو ملاحظ.
وينبغي على طلبة الحديث: أن ينزلوا المسائل منازلها، وأن لا يحملوها أكثر مما تحتمل، ويعادوا الناس لأجلها، وهي: مسألة خلافية، فقهية، كمسألة وضع اليدين على الصدر، مثلاً، فالواجب: أن نعذر المخالف فيها، إذا اتبع دليلاً رآه، وأن لا نبدعه، أو نهجره، كما يفعل البعض.
وبعضهم يحتج بأن ابن عمر هجر ابنه حتى الممات، فما كلمه؛ لأنه رد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح.
وفرق بين هذا وهذا، فذاك رد الحديث دون معارض، من حديث آخر، وإنما دافعه أتباع الرأي، رحمه الله وغفر له، وأما غيره، فلا يقصد رد الحديث لذاته، وإنما اختاره غيره لتأويل، أو لنصوص أخرى معه، قد تكون ضعيفة عندك، وأنصح الإخوة بقراءة كتاب رفع الملام عن الأئمة الأعلام لـابن تيمية ، شيخ الإسلام، ففيه ما يشفي، ويكفي في هذا الموضوع.
وينبغي على طالب الحديث: أن يكون له علم بالعلوم الأخرى، وخاصة علوم الآلة: كالنحو، واللغة، ولا يكتفي، كما قلت سابقاً، بالرواية المجردة، لأن تلك العلوم تعين على الفهم.
يا أهل الحديث ، نحن بحاجة ماسة اليوم إلى هذا العلم النبوي؛ لينقذنا من خزعبلات أهل الكلام، والمنطق، ويعيدنا إلى نقاوة العقيدة، وإلى معين السلف الصالح.
فهل فيكم من ينشر هذا العلم، فيحوز على الفضل الكبير في هذه الأمة؟
أرجو ذلك.
أسأل الله أن يجعلني وإياكم من أنصار حديثه، وأن يجعلنا ممن يحييه في البلاد.
والله أعلم.
تعليق