إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشارب بين الافراط والتفريط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشارب بين الافراط والتفريط

    إن الحمد لله, نحمده ونستعينه, ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا.


    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]

    يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَ لُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71]
    أما بعد
    ، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"، فمن أراد النجاة فعليه باتباع السنة، والحذر من كل محدثة وبدعة.
    فأن من اشر الامور ان يبتدع المرء فى دين الله وهو لا يدرى , والاشر من ذلك ان ظن انه يحيى سنة قد ماتت , فاذا به يميت السنة ويحدث بدعة ولا حول ولا قوة الا بالله, والسبب فى ذلك , اعجاب المرء بنفسه وجهله بحدود قوته , فان كان يستطيع ان يرى من زاوية عجز الاخر ون ان يروها , فهو اعجز من ان يرى من زوابا لا يحصيها الا الله , فان اصاب مرة اخطاء مرات وهو معجب بنفسه ولا حول ولا قوة الا بالله. ولا ادرى كيف يتجراء المرء على ذلك , وهو يضيف الى شرع الله ما ليس منه ! , وقد اكمل الله لنا ديننا الذى ارتضاه لنا بوفاة النبى صلى الله عليه وسلم. فمازلنا نتخبط ونختلف كثيراً لعدم قدرتنا على وعى كيف عاش النبى صلى الله عليه وسلم عصر كان الاسلام فيه فى اكمل صورة.
    و قد يكون الامر هيناً لو تصدى لاقامة تلك البدعة شحص عادى ,اما ان يكون من الدعاة الذين لهم قبول عند المسلمين فلا شك ان خطر تلك البدعة يكون عظيماً ,فاسأل الله السلامة!

    فمن تلك البدع التى شاعت , و انتشرت فى الناس اليوم, كأنتشار النار فى الهشيم , بدعة حف الشارب الى ما يشبه الحلق! ونسبة ذلك الى عبد الله بن عمر وهو منه براء!

    فقبل ان نشرع في الحديث عن تلك البدعة , علينا اولاً ان نعرف الفارق بين الحلق والقص والنتف !
    فالحلق معناه ازالة الشى بالكلية مع بقاء اصلة , حيث لا سبيل الى ازالة اصله باية وسيلة , ولا عبرة للوسيلة سواء كانت موس , ماكينة, مقص صغير جداً.....

    اما النتف فمعناه هو از الة الشئ من اصله.

    اما القص , فمعناه التقصير وهى من الفعل قصر , وهو معناه الاخذ من طول الشئ مع بقائه على حاله ومن الفاظ القص , الجز, الانهاك , الحف , و الاخذ!


    فمن الضوابط العلمية التى تيسر لنا الوصول الى الحق الذى نسعى اليه.
    - ان اقوال الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر بعضها بعضا.
    - وان السنة العملية وهى فعل النبى صلى الله عليه وسلم تفسر قوله وهذا ما نسعى اليه حيث ان الغاية التى ننشدها هى ان نكون على ما كان عليه النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة.

    فنبداء بحثنا باحاديث سنن الفطرة:
    وردت أحاديث في بيان خصال الفطرة منها :
    ما ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عشر من الفطرة ، قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم١ ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ، قال زكرياء قال مصعب - أحد الرواة - : ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة » .

    روى أحمد والبخاري ومسلم وأصحاب السنن أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال : " خمس من الفطرة الاستحداد والختان وقص الشارب ونتف الإبط
    وتقليم الأظفار "

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "١خمس: الختان والاستحداد 2 وقص الشارب ، وتقليم الأظفار ونتف الآباط " .[رواه الجماعة]
    عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من الفطرة حلق العانة وتقليم الأظافر وقص الشارب " رواه البخاري .
    وثبت عن أنس رضي الله عنه أنه قال : " وقت لنا في قص الشارب وتقليم الأظفار
    ونتف الابط وحلق العانة ألا نترك أكثر من أربعين ليلة " رواه مسلم وابن ماجه ورواه أحمد والترمذي
    والنسائي وأبو داود



    ونلحظ من مجموع الاحاديث سالفة الذكر كلمة قص مع الشارب , وحلق مع العانة , ونتف مع الابط وتقليم مع الاظافر! فاذاً الاصل الا يتعامل مع الشارب الا بالقص ولم يرد مطلقاً ذكر الحلق مع الشارب! 2 والاستحدادُ: حلقُ شعر العانة بالحديد. الأَصمعي: استحدَّ الرجلُ إِذا أَحَدَّ شَفْرته بحديدة وغيرها. وحَدُّ السكين اى شَحَذَها ومَسَحها بحجر أَو مِبْرَدٍ

    ١ قال الخطابي: البراجم: العقد التي في ظهور الأصابع، والرواجب: ما بين البراجم. ومعناه المواضع التي تتسخ، ويجتمع فيها الوسخ.
    وعند التعرض لاحاديث الشارب نجد تنوع الالفاظ الواردة مع الشارب , وكلها تعنى شئ واحد وهو القص بمعنى التقصير , ولكن الالفاظ توضح بجلاء كيفية القص و هيئته.
    فلنبداء بالسنة العملية للنبى صلى الله عليه وسلم لكى تتضح لنا اقوال النبى صلى الله عليه وسلم التى اسئ فهمها.

    حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ شُعَيْبٍ قَالَ : ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ ، قَالَ ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، { أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، رَأَى رَجُلًا طَوِيلَ الشَّارِبِ ، فَدَعَا بِسِوَاكٍ وَشَفْرَةٍ ، فَقَصَّ شَارِبَ الرَّجُلِ عَلَى عُودِ السِّوَاكِ } .

    حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ ثنا الْمَسْعُودِيُّ قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، { أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، طَوِيلَ الشَّارِبِ ، فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِسِوَاكٍ ، ثُمَّ دَعَا بِشَفْرَةٍ ، فَقَصَّ شَارِبَ الرَّجُلِ عَلَى سِوَاكٍ }


    حَدَّثَنَا بَكَّارٌ قَالَ : ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ ، ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، قَالَ : ثنا إبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ { الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شَارِبِي عَلَى سِوَاكٍ }

    ومن هذه الاحاديث يتضح بجلاء كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم والصحابة يقصون شواربهم, بوضع السواك تحت ما طال من الشارب ثم يجز ما طال من الشارب بالشفرة , وهى السكين , والجز معناه القطع , كما تجز رقبة الشاة عند ذبحها, كما جاء فى الحديث " عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم"





    ظهرت أول أشكال شفرات الحلاقة في فرنسا عام 1762 وكانت عبارة عن قطعة طويلة من النحاس أو الحديد، ذات شفرة حادة على أحد جوانبها، يتم شحذها بتمريرها عدة مرات على قطعة جلد مشدودة على الحائط. وفي العام 1895 جرح مروج المبيعات الأمريكي كنغ كامب جيليت ذقنه وهو يتسخدم تلك الأداة مما داعاه للتفكير باستخدام شيء يستخدم للحلاقة لمرة واحدة.، فخطرت له فكرة ابتكار شفرة من الفولاذ ذات حد قاطع يتم تثبيتها على قطعة حديد.
    استطاع المكانيكي وليام نيكرسون تطبيق فكرة جيليت، فشرع جيليت على الفور في تأسيس أول شركة أمريكية لصناعة أدوات حلاقة آمنة في العام 1901 إلا أنه لم يبدأ الإنتاج الفعلي إلا عام 1903.

    وأخرج أحمد (4|252) أبو داود (1|97): عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المغيرة بن شعبة قال: «ضفت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فأمر بجنب فشوي. وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه. فجاء بلال فآذنه بالصلاة، فألقى الشفرة وقال: ماله تربت يداه؟ وقام يصلي. وكان شاربي وفّى، فقَصّه لي على سواك -أو قال: أقصه لك على سواك». وفي رواية البيهقي (1|150): «فوضع السواك تحت الشارب، فقصّ عليه». يعني: وضع سواكا عند الشفة تحت الشعر وأخذ الشعر بالمقص. وهذا نص صريحٌ لا يقبل التأويل.
    ولا يتبادر الى الاذهان ان المقص هو المقص المعروف الان يأشكاله , حيث ان هذا المقص الحالى لم يعرف الا فى القرن العشرون تقريباً , انما المقص هو اى اداة قص, قطع , تقصير , سواء كانت , شفرة , مقراض, سكين, مقص من المعرف الان , ماكينة عادية او كهربية , اى الة قطع فهى مقص , يمكن استخدامها فى القطع , القص , التقصير.

    والقَصُّ: أَخذ الشعر بالمِقَصّ، وأَصل القَصِّ القَطْعُ. يقال: قصَصْت ما بينهما أَي قطعت.
    والمِقَصُّ: ما قصَصْت به أَي قطعت.


    260 حدثني أبو بكر بن إسحق أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
    صحيح مسلم » كتاب الطهارة » باب خصال الفطرة
    عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-(أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى) صحيح
    عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى"، وفي رواية: "اعْفُوا اللِّحَى وَقُصُّوا الشَّارِبْ، وَخَالِفُوا اليَهُودَ والنَّصَارَى". أخرجه أحمد (2/16 ، رقم 4654) ، ومسلم (1/222 ، رقم 259) ، والترمذي (5/95 ، رقم 2763) وقال : صحيح. والنسائي (1/16 ، رقم 15). وأخرجه أيضًا : أبو عوانة (1/161 ، رقم 466).
    ومن الاحاديث سالفة الذكر يتضح بجلاء معنى جزوا الشوارب وليس الجز باستعمال المقص الحالى او الماكينة العادية او الكهربية , فبهذه الادوات يمكن قص ما دون الشفه بالحف او الانهاك باخذ معظم الشارب , او الاحفاء وهو المبالغة فى الاخذ , وكل ذلك جائز مع ترك الشارب ظاهرا , اما ان استخدمت تلك الادوات حتى يختفى الشارب فيصبح ذلك حلقاً , وهذا ما لم يامر به النبي صلى الله عليه وسلم .

    والنبي صلى الله عليه وسلم عبّر –فيما يتعلق بالشارب- بألفاظ منها: "قص الشارب – إحفاء الشارب – جز الشارب - الأخذ من الشارب - إنهاك الشارب - حف الشارب" (. ولم أرَ في حديث واحد التعبير بلفظ "حلق الشوارب". مع أنه صلى الله عليه وسلم عبّر بهذا اللفظ فيما يتعلق بالنسك، وفيما يتعلق بالعانة. وعبّر فيما يتعلق بالإبط بالـ "النتف". فلما تباينت الألفاظ، اقتضى الأمر التغاير في الأفعال. وألفاظ الشارع مقصودة لذاتها. ورسول الله صلى الله عليه وسلم فصيحٌ دقيقٌ في انتقاءه لكلماته.
    وكان صوف الغنم يجز سنويا على شكل جزة أي قطعة واحدة متماسكة
    والموسى: ما يُحْلَقُ به.
    ويقال: حَلق مِعْزاه إِذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه وذلك لان شعر الماعز يشبه شعر الانسان فلذلك يحلق , ام الضأن فيجز صوفه!, الحَلْق في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف

    والجَزُّ: جَزُّ الشعر والصوف والحشيش ونحوه.
    وجَزَّ النخلة يَجُزُّها جَزّاً وجِزازاً , الجَزّ وهو قص الشعر والصوف،

    وأخرج الترمذي (5|93) حديث: «من لم يأخذ من شاربه فليس منا»، وصححه. وهذا صريحٌ في أن المراد بعض الشارب، حيث ان من تبعيضية , وتعنى ان ما اخذ من الشارب قليل بمقارنته بما تبقى من الشارب . و حيث ان التهديد والوعيد لمن لم يأخذ من شاربه , حيث انه بذلك سيخالف سنن الفطرة وسيضر بنفسه ويتشبه باليهود فى تركهم لشواربهم بالكلية . أي المقصود هو القص لا الحلق. فالسنة هي أخذ بعض الشارب الذى يغطى الشفة العلية وليس الإزالة.

    وفي حديث أنس في صحيح مسلم: «وقّت لنا رسول الله صلى الله عيه وسلم قي قص الشارب... ألا نترك أكثر من أربعين ليلة». وهذا صريح أن المراد هو القص، وانما جعل التوقيت خشية السهو وترك الشارب لاكثر من اربعين فيقع الضرر .

    وكلمة "الحف" محتملة عند اللغويين، أما القص فصريحة. فالأولى حمل اللفظ المُجمل على المُفَسّر. قال ابن عبد البر في التمهيد (21|66): «إنما في هذا الباب أصلان: أحدهما "أحفوا الشوارب"، وهو لفظ مُجملٌ محتملٌ للتأويل. والثاني "قص الشارب" وهو مُفَسَّر. والمفسر يقضي على المجمل، مع ما روي فيه أن إبراهيم أول من قص شاربه، وقال رسول الله صلى الله عيه وسلم قص الشارب من الفطرة" يعني فطرة الإسلام. وهو عمل أهل المدينة. وهو أولى ما قيل به في هذا الباب».

    قال الإمام مالك في الموطأ (#1710): «يؤخذ من الشارب حتى يبدو طرف الشفة، وهو الإطار. ولا يجزه فيمثل بنفسه». وذكر ابن عبد الحكم عنه قال: «وتحفى الشوارب، وتعفى اللحى. وليس إحفاء الشارب حلقه. وأرى أن يؤدب من حلق شاربه». وقال أشهب: سألت مالكا عمن يحفي شاربه!؟ فقال: «أرى أن يوجع ضربا»، وقال لمن يحلق شاربه: «هذه بدعة ظهرت في الناس». وما زعمه الطحاوي من أن ابن عمر كان يحلق شاربيه فهو غلط. فهذا مالك من أعلم الناس بابن عمر، ومالك عن نافع عن ابن عمر هي سلسلة الذهب. فلو كان مالك يعلم أن ابن عمر أو أحد من الصحابة في المدينة كان يحلق شاربه، ما قال "بدعة ظهرت في الناس". واحتج مالك بما رواه عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب: كان إذا غضب فتل شاربه، فدل على أنه كان يوفره. كما أن ظاهر الحديث عن عمر هو اعتياده لفتل شاربه، مما يدل على مصاحبة ذلك الوصف له. وليس فيه إشكال لأن إطالة الشاربين من طرفي الفم ليس مخالفاً للحديث.

    وقال القرطبي: «وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة بحيث لا يؤذي الآكل ولا يجتمع فيه الوسخ... والجز والإحفاء هو القص المذكور، وليس بالاستئصال عند مالك». قال الطبري: «وقص الشارب أن يأخذ ما طال على الشفة، بحيث لا يؤذي الآكل، ولا يجتمع فيه الوسخ». ولا يوجد نص عن الشافعي في هذا الباب، لكن قال النووي: «المختار (في قص الشارب) أنه يُقص حتى يبدو طرف الشفة، ولا يحفه من أصله. وأما روايات "احفوا الشوارب" فمعناها: (أزيلوا) ما طال على الشفتين»، وقد صرح في المجموع أن هذا مذهب الشافعية.

    وخلاصة البحث أن حف الشارب هو: قص حافته النازلة عن الفم. فإن كان شاربيه طويلين (شنبات) فعليه فتلهما وإزاحتهما عن الفم كما روي عن عمر، وما كان فوق أوسط الفم فيستحب قص ما نزل منه على الفم حتى يظهر البياض الذي فوق الشفة. وحلق الشارب كله، تشبه بالنساء وخلاف الفطرة. وهي بدعة مذمومة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. وفاعل ذلك يجب أن يوجع ضرباً كما أفتى الإمام مالك، لأن الخلاف غير معتبر. فهو مخالف لسنة أحد الخلفاء الراشدين، ومخالف لما نقله أهل المدينة جيلاً عن جيل، مخالف للفطرة السليمة حيث يجعل حلق الشارب مع إطالة اللحية شكل الإنسان أقرب للقرد. فلذلك يُعمل بفتوى مالك، والله أعلم.


    بسم الله الرحمن الرحيم
    فسرالإمام الألباني في آداب الزفاف قوله صلى الله عليه وسلم "أنهكوا الشوارب" بقوله :
    "أي : بالغوا في القص ومثله " جزوا " والمراد المبالغة في قص ما طال على الشفة لا حلق الشارب كله فإنه خلاف السنة العملية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ولهذا لما سئل مالك عمن يحفي شاربه ؟ قال : أرى أن يوجع ضربا وقال لمن يحلق شاربه : هذه بدعة ظهرت في الناس رواه البيهقي وانظر " فتح الباري " ( 10 / 285 - 286 ) ولهذا كان مالك وافر الشارب ولما سئل عن ذلك قال : حدثني زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن عمر رضي الله عنه كان إذا غضب فتل شاربه ونفخ رواه الطبراني في " المعجم الكبير " بسند صحيح وروى هو وأبو زرعة في " تاريخه " والبيهقي : أن خمسة من الصحابة كانوا يقمون ( أي يستأصلون ) شواربهم يقمون مع طرف الشفة " . وسنده حسن انتهى كلام شيخنا الألباني .
    وقد سمعته في شريط يحتج لرأيه بحديث المغيرة بن شعبة في سنن أبي داود وغيره قال : "وكان شاربي وفى فقصه لي [ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ] على سواك أو قال أقصه لك على سواك ". صححه الألباني .
    وقد سألته في الهاتف عمن يخفف شاربه تخفيفا قريبا من الحلق فقال هو كالحلق .
    وكان شيخنا الألباني رحمه الله شديد النهي عن حلق الشارب أو تخفيفه قريبا من الحلق حتى إنني دخلت عليه في مرض موته وقد أنهكه المرض وكان معنا رجل قد حف شاربه بما يشبه الحلق فنهاه عن ذلك وبين له أنه خلاف المشروع .


    براءة عبد الله بن عمر

    عبد الله بن عمر برئ من صنيع دعاة هذا العصر الذين يحفون شواربهم قرب الحلق من وجوه:

    1- ان عبد الله بن عمر ما كان يستطيع ان يصل بشاربه الى ما وصل به هؤلاء , والسبب فى ذلك انه ما كان يملك الماكينة العادية او الكهربية او حتى المقصات الصغيرة جداً التى تعمل عمل الموس فتزيل الشارب بالكلية فان كنت حقاً تريد ان تتبعه فعليك ان تصل الى هيئة الادوات التى استخدمها" شفرة وسواك او مقراض مثلاً " لتعرف مقدار ما اخذ ثم يمكنك ان تستخدم اى الة لتعطى نفس النتيجة, ومهما كانت الادأة فلابد ان تترك بقية من شارب .

    2- تدبر معى أثر عبد الله بن عمر انه كان يحفى شاربه حتى يرى بياض بشرته"
    يفهم من هذا النص ان عبد الله ابن عمر كان له شارب قبل ان يشرع فى حف شاربه وان البشرة التى هى بين الشعر لم تكن لترى قبل شروعه فى الحف لان شعر الشارب كان يغطى بعضه بعضاً !اذاً كان لـــ عبد الله بن عمر شارب يراه الناس وهذا ما لم نره من هؤلاء المشايخ , حيث اننا لم نر لهم شاربا قط!! وذلك يخالف فطرة البشر , لان المرء ان حلق اليوم فحتما سترى له شعر يطول بعد اسبوع او اسبوعين الى اربعين يوماً كما اقت لنا النبى صلى الله عليه وسلم فى الشارب والعانة . اما هؤلاء المشايخ فهم دائما وابدا حلقى كانهم يحلقون كل يوم!!!

    3- والاحفاء هو المبالغة فى الاخذ اى القص , فيشرع عبد الله بن عمر فى الاخذ من شاربه حتى اذ راى البياض بين شعر شاربه توقف وحتى تعنى التوقف عن الفعل , لانه لو استمر فى الاخذ حتى ياخذ الشارب كله , صار ذلك حلقاً!
    4- هل لكم ان تصفوا لنا شارب ابن عمر من حيث لونه , كثافته , نعومته حتى يتثنى لنا معرفة كيف يؤثر الاحفاء فى شاربه , فيكون سنة نتبعها!ومن المعروف انه اذا وقع الاحتمال بطل الاستدلال!!

    5- ان ابن عمر ما كان يقص شاربه ويظنه الناس انه يحلقه, كما يفعل هؤلاء المشايخ , حيث انهم يقولون انهم لا يحلقون فى حين ان من يراهم يظنهم حلقىّ فيتبعهم فى حلقهم !
    و في البخاري عن علي موقوفا "حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذّب الله ورسوله"
    وفي مسلم عن ابن مسعود قال "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.
    ذلك فى القول فما بالكم فى الفعل , أن تقول شئ ويرى الناس خلافه!


    6- ان ابن عمر لم يكن ليرى على تلك الحالة دوماً كمل يفعل هؤلاء , فقد كان ابن عمر يحفى شاربه ويتوقف عندما يظهر بياض البشرة بين الشعر و لا يعود الى الاحفاء الا عندما يطول الشارب ويغطى الشعر بعضه بعضا ولا ترى البشرة !, حيث انهم خالفوا فطرة البشر فى ان شاربهم دائما على نفس الحال " حلقا دائماً"!

    7 - ان اباه كان له شارب يفتله فكيف به يزيله بالكلية تشبهاً بالنساء , حاشا لله ان يكون فعل ذلك , فهو من اكثر الناس اتباعاً للنبى صلى الله عليه وسلم.

    8- ان من سنن الفطرة قص الشارب وحلق العانة , فالشارب لا يتعامل معه الا بالقص , لان الحديث ذكر فيه القص مع الشارب والحلق مع العانة! 1_ ان الحلاق ما كان يعرف الا بالحلق الى زمن قريب, حتى اخترع المقص المعروف الان, فقد كان الناس فى الماض وليس فقط العرب بل الناس اجمع يتركون شعر رؤوسهم , ولحاهم , وشواربهم, لان تقصير الشعر ما كان سهلاً, مثل الان, فتقصير الشعر كان بقطعه , بشفرة او مقراض " وهو يشبه الكماشه الموجوده الان"!


    9- قو ل النبى صلى الله عليه وسلم " من لم يأخذ من شاربه فليس منا" فنحن مأمورون ان ناخذ بعض الشارب لا كل الشارب كما يفعل هؤلاء المشايخ , لان من هنا فى الحديث تبعيضية!

    فوائد:

    1-وكان شعر والنبى صلى الله عليه وسلم الى منكبيه وكذلك الناس فى تلك العصور, وما كانوا يحلقون الا فى الحج والعمرة. وقد دعى النبى صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاثاً ,لعظم ما بذلوا لله, وللمقصرين مرة واحدة لانهم اخذوا بعض الشعر بالتقصير!


    2- فمن المعروف في تاريخ مصر، ان الناس كانوا يتباهون بشواربهم، ويعتبرونها من دلالات القوة والرجولة ، وقد نظر الناس إلي اللحي والشوارب نظرة احترام، واثيرت المنازعات بينهم وربما أريقت الدماء بسبب شارب أو لحية. ولما غزا نابليون بونابرت مصر في عام 1798 حاول القضاء علي أسطورة الشوارب واللحي فقام بحلق شاربه ولحيته، وقلده في ذلك قواده، ولكنه لم ينجح في غرضه خاصة وأن الناس كانوا يعتبرون الرجال الأشداء، هم الذين يتميزون بشواربهم الطويلة، وكانوا يطلقون علي الواحد منهم لقب أبوالشوارب. ومن أشهر الشوارب، في تاريخ مصر شارب »الملك فؤاد« المدبب المرفوع إلي أعلي، وقد قام بعض الباشوات وأفراد الأسرة المالكة بتقليده وقد تخصص بعض الحلاقين في تسوية الشوارب علي طريقة شنب الملك فؤاد، وكان من يحلق شنبه أو يحلق ذقنه من الرجال بمثابة عار عليه، ولما انتشرت موضة حلق اللحية وترك الشارب في عصر عباس باشا حفيد محمد علي هدد كل من يفعل ذلك بفصله من الخدمة إذا كان موظفا، و من العقوبات التي كانت تفرض علي المذنبين في بعض عهود مصر هي حلق الشارب أو نصف الشارب، فكان الذي يفطر في شهر رمضان جهارا يتم التشهير به بحلق نصف شنبه وذقنه، واركابه حمارا بالمقلوب والطواف به في الشوارع حتي يراه الناس ويزداد احتقارهم له، مما يدفع المذنب بعد التشهير به إلي الاختفاء فترة حتي يكبر شنبه وتكبر ذقنه. وقد ساير معظم المصريين فكرة المحافظة علي الشنب والذقن لفترة كانوا يتباهون بشواربهم لدرجة أن أحد الباشوات كان له شارب أبيض نتيجة لكبر سنه، فازداد الناس في توقيره وأسموه »أبوشنب فضة«
    _و المتأمل لأحوال المسلمين يجد عجباً! فمن المعروف ان غالب الاسلام قد وصل الينا بالتواتر جيلاً بعد جيل الا من امور عمل اعداء الاسلام على تحريفها ولكن الله تكفل بحفظها , بحفظ دينه وكماله .فمن العجيب ان يأتى اناس اليوم ليحرفوا امراً من الدين وصل الينا بالتواتر عبر اربعة عشر قرناً من الزمان ليقولوا ان السنة خلاف ذلك , وتجد الكثير يقلدون اما بجهل او بهوى لهؤلاء المشايخ, تقول له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , يقول لك هل انت افهم من الشيخ فلان؟!

    أسئل الله ان يهدينا سبل الرشاد!
    واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين





  • #2
    سبحان الله قل ربي زدني علماً



    [fot1]
    سندباد
    [/fot1]

    تعليق


    • #3
      الله يجزاك خير اخي المقصود



      تعليق


      • #4

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          الله يجزاك خير اخي صباحو



          تعليق


          • #6
            شكرا اخى وبوركت

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك

              تعليق


              • #8
                مشكورررررررررررررررر

                تعليق

                يعمل...
                X