إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أسباب سقوط الخلافة العثمانية في تركيا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أسباب سقوط الخلافة العثمانية في تركيا


    ::: أسباب سقوط الخلافة العثمانية في تركيا :::



    لمدة خمسة قرون ظلت الخلافة العثماني تؤدي الدور الأول والوحيد في حماية المسلمين والعرب ‏،‏ والغريب أن هذه القرون الممتدة من القرن الخامس عشر حتى مشارف القرن العشرين لم تحظ من المؤرخين باهتمام كاف ، بل إنها ووجهت بتفسيرات غريبة عنصرية أو جدلية مادية أو شعوبية متطرفة ‏.‏ ولم يحدثنا هؤلاء المتطرفون عن حالة العرب مثلا لو لم تكن هناك دولة عثمانية ‏.‏ أو لم يكن من المحتم أن تقع الدولة الإسلامية ـ والعربية ـ تحت براثن الغزو الصليبي قبل وقوعها المعروف بهذه القرون ‏؟‏ ‏!‏‏!‏


    لقد كان الأوروبيون قد سيطروا على البحر الأبيض المتوسط ، وقد نجحوا في إخفاء صوت الشرق ، وبدأ النهضة تنطلق من أوروبا ‏.‏‏.‏ من مصانعها ، ومن تطور وسائل التقنية بها ، وتقدم الفكر الاجتماعي والسياسي ‏.‏
    ولم يكن بقدرة العروبة النائمة، والتي لم تستطع إلى الآن أن تستيقظ اليقظة المرجوة ـ أن تقف في وجه هذا الزحف ‏.‏ وعلى الرغم من تخلف العثمانيين في بعض النواحي ـ كما هو معلوم ـ فقد كانت قوتهم العسكرية تدوي في أوروبا ، وكانت هذه القوة بالنسبة للأوربيين هي القوة التي لا تغلب ولا تهزم ، حتى إن أوروبا لم تجتمع على مسألة إلا على اجتماعها على المسألة الشرقية أو مسألة التهام الرجل المريض ‏(‏ الخلافة العثمانية ‏)‏ ‏.‏ وبالطبع فإن العثمانيين لم يستطيعوا ـ شأنهم شأن العالم الذي كان قد بدأ يدخل في طور عملية انقلاب داخلية جديدة ـ تمهيدا لميلاد جديد ـ لم يستطع العثمانيون ـ بدورهم ـ أن يواجهوا هذه الثورة العلمية الزاحفة ‏.‏

    وكما هي عادة المتخلف حضاريا ، والمتقدم عنصريا وعشائريا ‏.‏‏.‏ ذهب العرب ‏.‏‏.‏ وذهب غيرهم ‏.‏ إلى رمي الخلافة العثمانية ـ حاميتهم ـ بأنها المسئولة عن تخلفهم الذريع ‏.‏ وعندما ماتت هذه الخلافة موتها الحضاري قبل موتها التاريخي سرعان ما سقط هؤلاء في وهدة الغزو الصليبي ولم تنفعهم عنصريتهم القومية ، ومع ذلك لا يزالون يكيلون للخلافة العثمانية الطعنات ‏.‏

    لقد كانت الدولة العثمانية قوية بلا شك طيلة القرون التي حكمت فيها وإلي بداية اضمحلالها ، فلما بدأت سنوات الاضمحلال تحولت أسباب قوتها إلى أسباب ضعف ‏.‏ وهذا هو الشأن في قوانين الحضارة ‏.‏‏.‏ إن عوامل القوة تتحول برتابتها وعدم تجديدها لنفسها إلى عالة على حركة التطور ، ولقد أصبحت الإنكشارية ، وأصبحت وسائل الحرب التقليدية عالة على حركة التقدم العثماني ، وانقلبت العسكرية العثمانية التي قدمت ما قدمت للحضارة الإسلامية إلى عبء تنوء به الدولة ‏.‏

    وفي ظل قرون القوة التي عاشتها الدولة تمتعت بأنظمة ممتازة من حكومة مركزية ، إلى مجلس وزراء يرأسه الصدر الأعظم، إلى ديوان سلطاني مكون من الوزراء وكبار الموظفين ، على القضاء الذي يرأسه شيخ الإسلام ، على نواب عن الجيش ‏.‏ أما في الولايات فكان يتولى أمر كل ولاية والي ‏(‏ الباشا ‏)‏ الذي يعين من قبل الخليفة ، ويعاونه في أعمال إدارة الولاية ‏(‏ الديوان ‏)‏ ‏.‏ أما القضاء فكان يتولاه قاضي القضاة ‏(‏ قاضي العسكري ‏)‏ ‏.‏ وقد قسمت الولايات إداريا إلى سناجق ، عين على كل منها حاكم سمي بالسنجق، مهمته الإشراف على شئون الأقاليم والحفاظ على الأمن ، وجمع الضرائب ، وفي كل ولاية كان يوجد حاكم عسكري وحامية عسكرية تساعد الباشا على حفظ النظام والأمن ‏.‏‏.‏‏.‏


    كانت هذه هي خلاصة تنظيمات الدولة ، وكانت هذه التنظيمات وسائل قوة ، فلما انقلبت دفة الحضارة ، وظهر أن حركة التاريخ لم تكن في صف الدولة العثمانية تحولت هذه التنظيمات من أدوات قوة إلى أدوات ضعف ‏.‏‏.‏ وقد ساعد هذا الضعف على تحقيق أغراضه في تعجيز الدولة عن حماية الأراضي الخاضعة لها عدة عوامل ‏:

    أولا ‏:‏ ضعف بعض السلاطين وانغماسهم في الترف
    ثانيا ‏:‏ فساد أجهزة الدولة وانتشار الرشوة ‏.‏
    ثالثا ‏:‏ تدخل رجال الحاشية في شئون الحكم ‏.‏
    رابعا ‏:‏ وثمة عوامل أخرى كثيرة عملت عملها في إفساد الحياة السياسية والعقائدية والفكرية ‏.‏‏.‏ وجرت على الخلافة الويلات ‏.‏
    خامسا ‏:‏ ومما لا شك فيه أن ‏"‏ الأعداء ‏"‏ الصليبين ، والأعداء اليهود ـ كجماعات الدونما والماسونية ـ لا شك أن هؤلاء جميعا كانوا عوامل إضعاف للخلافة العثمانية ‏.‏

    وكان أكبر عوامل نجاح اليهود والصليبيين في ضرب الخلافة العثمانية الإسلامية ‏.‏‏.‏ هو بعثهم لما يسمى بالنزعات العنصرية ‏.‏ القومية ، الطورانية للترك ، والقومية الكردية ، والبربرية وعشرات القوميات المعروفة الأخرى ‏.‏

    وجروا هؤلاء جميعا إلى ترك الخلافة العثمانية في محنتها ، بل جروا إلى ضرب الخلافة والتجمع ضدها تحت قيادات قومية عميلة للجمعيات اليهودية ، وقد نجح بعض أفراد هذه القيادات نجاحا كبيرا في تبوؤ مناصب كبرى ، وبالتالي في ضرب العثمانيين والإسلام في الصميم ‏.‏


    الصراع العنصري كان سببا في انهيار آخر خلافة إسلامية ‏:

    تعتبر قصة سقوط الدولة العثمانية من القصص الغامضة التي لا زالت تحتاج إلى الدرس العميق والتمحيص الموضوعي ‏.‏‏.‏ ونحاول إجمال أبرز عناصر هذه القصة في هذه السطور ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ في خلال القرن الثامن عشر كانت أوروبا تكتل أحقادها للانقضاض على الخلافة العثمانية واقتسام أملاك ‏"‏ الرجل المريض ‏"‏ تركيا ـ وأطلقت على هذه النزعة اسم ‏"‏ المسألة الشرقية ‏"‏ باعتبار تركيا العقبة ‏"‏ الشرقية ‏"‏ الوحيدة التي تشكل خطرا على الصليبية الدولية ‏.‏ وحماية حقيقية لبلاد الإسلام المتناثرة ‏.‏

    ولم يكد ينتهي هذا القرن حتى كانت القوى الصليبية الكبرى في ذلك الوقت ‏"‏ بريطانيا وفرنسا والروسيا ‏"‏ تحاول الوصول إلى صيغة ملائمة للانقضاض واقتسام الغنائم ‏.‏ لا سيما وقد اكتشفوا ضعف الجانب التركي في معركة ‏"‏ سان جوتار ‏"‏ وعلى أبواب ‏"‏ فيينا ‏"‏ عموما ‏.‏‏.‏ عندما ظهر تخلف العسكرية العثمانية ‏.‏

    وفي سنة 1798 م كان صبي الثورة الفرنسية التي وقف اليهود وراء مبادئها ‏"‏ نابليون بونابرت ‏"‏ يزحف على مصر ليلقنها بمدافعه وخيوله وتحويله الأزهر الشريف إلى إسطبل لخيوله ، وتدميره القرى والمدن على امتداد الطريق بين القاهرة والإسكندرية ‏.‏‏.‏ يلقنها بهذه الوسائل وبغيرها من الوسائل الهمجية الأوروبية كالخمور والتحلل الخلقي وإغراء الخادمات المصريات ‏.‏‏.‏ يلقن مصر والعالم الإسلامي أو دروس القومية ، والمدنية والمبادئ الثلاثة الماسونية المزيفة التي رفعتها الثورة الفرنسية ‏!‏‏!‏

    ولم يكد يمضي على ذلك الحادث أكثر من ست سنوات حتى كانت بريطانيا تحاول غزو العالم العربي مستهلة وجودها فيه بغزو مصر سنة 1807 فيما يسمى بحملة فريزر ‏"‏ ‏.‏‏.‏ وبين هذه السنوات ، وبالتحديد في سنة 1803 نجح عميل فرنسي في أن يصل إلى الحكم ، ويعلن أكبر محاولة للانفصال عن الدولة العثمانية ‏.‏‏.‏ وكان هذا العميل الفرنسي ‏"‏ محمد علي باشا ‏"‏ صدى باهتا رديئا للغزو النابليوني لمصر ‏.‏‏.‏ وكما أهان نابليون بونابرت الأزهر ـ بدل إيقاظه لو كان قائد ثورة ، كذلك أهان محمد علي ـ الأزهر وعلماءه ـ وعلى الرغم من أن محمد علي كان مجرد ‏"‏ عبد ‏"‏ مملوك لا ينتمي إلى الدم العربي ، إلا أنه رفع راية القومية باعتبارها السلاح البراق الذي يمكن به ضرب الوحدة الإسلامية والشعور بالمصير الإسلامي الواحد ‏.‏‏.‏ ثم يتبع ذلك وضع العرب على انفراد ـ كما حدث فعلا ـ ، ولعل بعث ‏"‏ محمد علي ‏"‏ غير العربي للفتنة القومية لضرب الخلافة العثمانية ـ لمصلحة فرنسا ـ أكبر دليل على حقيقة جذور هذه اللعبة التي اخترعها تطور الفكر الأوروبي في عصر النهضة ، لكي يقضي على الشعوب ذات الوحدة الأيديولوجية كي تنفرد أوروبا بالتقدم وحدها ، بينما تضيع الدول والأيديولوجيات الأخرى في زحمة الانشقاقات القومية والجنسية ، وهذا ما حدث ‏!‏‏!‏


    وبعد أن كانت دولة الخلافة المسكينة تقف على تخوم القرن التاسع عشر تحاول أن تفيق من سكرة لقائها المفاجئ لمنتجات الحضارة الصناعية ، وتحاول أن تبحث عن حل حضاري مضاد ‏.‏‏.‏ وجدت دولة الخلافة نفسها متخمة بالمشاكل العنصرية التي أثارها عملاء الغرب ‏.‏‏.‏ هؤلاء العملاء الذين أنهكوا قواها ، وحاولوا أن يفرضوا عليها الدواء الأوروبي لعلاج أمراضها دون تبصر بحقيقة أمراضها ‏.‏ وبحقيقة اختلاف بنائها المادي والمعنوي ، ودون وعي بالعلاج الحضاري الناجع‏!‏

    وامتدادا للخروج الشاذ الذي أعلنه المملوك الآبق ‏"‏ محمد علي ‏"‏ ظهرت محاولات أخرى للخروج وقام بها ‏"‏ بشير الشهابي ‏"‏ في لبنان ، وحركات في المغرب العربي ، بل وحركات داخل تركيا نفسها ترفع القومية الطورانية ‏.‏



    هذا فضلا عن حركات الخروج التي سبقت حركة ‏"‏ محمد علي ‏"‏ تحت تأثير دوافع انفصالية مختلفة ، كحركة علي بك الكبير سنة 1773م في مصر ، وحركة الشيخ ضاهر العمر سنة 1775م في فلسطين ، وفخر الدين المعنى في لبنان قبل سنة 1635م ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ وهكذا ‏.‏‏.‏ كانت الدولة العثمانية تعاني من الداخل أشد المعاناة ، وتواجه من الخارج بتحديات صليبية غربية ‏.‏‏.‏ ففقدت على الطريق ـ بالتالي ـ أملاكها في أوروبا ‏"‏ هنغاريا ، وبلغراد ، وألبانيا ، واليونان ، ورومانيا وصربية ، وبلغاريا ‏"‏ ‏.‏


    وأكبر الظن أن بعض أتباع ‏"‏ لورانس ‏"‏ في ذلك الوقت قد فرحوا لسقوط هذه البلاد من يد الإمبراطورية الإسلامية الكبرى ‏.‏
    فهذا هو الهدف الحقيقي الذي ساقهم إليه أسيادهم من الصليبيين والماسون ‏!‏ ‏.‏‏.‏
    يتبـــع


    التعديل الأخير تم بواسطة حجاجي; الساعة 2011-08-26, 03:10 PM.
    [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
    ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
    ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
    ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
    ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
    ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

    [/CENTER]

    [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

    [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [/CENTER]

  • #2
    سقطوا حين ساعدوا على سقوطها

    سقطوا حين ساعدوا على سقوطها ‏:‏

    يدرج بعض الكتاب في العالم العربي على وصف الحركات المناهضة للدولة العثمانية ‏(‏ بالحركات الاستقلالية ‏)‏ ‏.‏‏.‏ ‏!‏‏!‏

    وهذا التعبير يوازي بين حركات الاستقلال عن الاستعمار الإنجليزي والفرنسي مثلا وبين حركات التمرد على الخلافة العثمانية ‏.‏ وفي تصور أصحاب هذا التعبير أن الدولة العثمانية لا تعدو أن تكون استعمارا ‏.‏ تماما كالاستعمار الإنجليزي ، وبالتالي يعتبر الانفصال عنها استقلالا ، والانشقاق عنها تحررا دون أية تفرقة بينها وبين الاستعمار الأوروبي ‏.

    وهؤلاء الكتاب الذي يفرضون هذه الروح على دراسة ‏(‏ الخلافة الإسلامية العثمانية ‏)‏ يتعمدون الوقوع في عدة أخطاء ‏!‏

    أولها ‏:‏ التجاهل التام لوشيجة ‏(‏ الإسلام ‏)‏ التي تربط العثمانيين بالعرب ، وهي وشيجة غير متوفرة في الاستعمار الأوربي ‏.‏

    ثانيها ‏:‏ ويتجاهل هؤلاء كذلك أربعة قرون ‏(‏ أربعة أخماس ‏)‏ ويذكرون قرنا واحدا هو فترة وقوف الدولة العثمانية في موقف الدفاع عن حياتها ، وتعلقها في سبيل ذلك بأي خيط ، وتخبطها تخبط المشرف على الغرق ‏!‏‏!‏

    ثالثها ‏:‏ وهؤلاء يتجاهلون كذلك أن الانفصال عن العثمانيين كان لحساب الاستعمار الأوروبي ، وأنه هو الذي كان يقوده مغذيا في العرب روح الانفصال لمصلحته ‏!‏‏!‏ وأن الوعي الديني والقومي الصحيح لو كان موجودا لأوجب التمسك بالخلافة وقيادتها في هذه المرحلة على الأقل كضربة للاستعمار الأوربي ‏!‏‏!‏

    لقد قدمت حركات الانفصال هذه أكبر خدمة للاستعمار الأوربي ، وفي الوقت نفسه جرت على الأمة العربية أكبر الويلات ‏.‏ وكان أكبر ويلاتها مأساة فلسطين ثم ما تبعها من هزيمة سنة 1967م ‏.‏

    ولم يقف أمر خطأ هذه الحركات عند هذا الحد ، بل إنها وقعت في خطأ ‏(‏ أيديولوجي ‏)‏ آخر ، فتركيا الإسلامية لم تكن أبدا حين بدءوا ينشقون عنها في مرحلة ‏(‏ استعمار ‏)‏ فالاستعمار مرحلة تاريخية معينة بحسب تعريفهم له ، تقف في قمة الهرم الرأسمالي أي أنها مرحلة اقتصادية تعني توفر رءوس الأموال لدرجة تتطلب فتح أسواق جديدة وتوفير أيد عاملة ومواد خام ، فهل كان العثمانيون يعيشون ‏(‏ مرحلة الاستعمار ‏)‏ هذه ‏؟‏ أم أنهم كانوا بحاجة إلى مجرد إصلاح اقتصادي بداخل تركيا نفسها ‏؟‏

    إن كثيرا من المصلحين لم تفتهم هذه الحقيقة وعلى رأسهم ‏:‏ ‏"‏ الزعيم مصطفى كامل ـ في مصر ، وعبد العزيز جاويش ، ومحمد فريد ، وغيرهم ، بل إنني أشك كثيرا في أن أكثر الزعماء الإسلاميين الإصلاحيين كجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده ‏.‏‏.‏ أشك في أن هذه الحقيقة فاتتهم ‏.‏ وما كانت دعوة هؤلاء دعوة انفصالية عن الخلافة ، وإنما كانت دعوة إلى إصلاح أمر الخلافة الذي كان يميل إلى التداعي بفعل مؤثرات خارجية كثيرة ، ومؤثرات أخرى داخلية ‏.‏

    وقد وقعت هذه الحركات في خطأ آخر كبير ‏.‏

    ((((( فمنذ أواخر القرن التاسع عشر أخذت الحركة الصهيونية التي بدأت تأخذ شكلا تنظيميا واضحا مرتكزا على الأيديلوجية ‏"‏ الصهيونية ‏"‏ محاولة الوصول إلى أهدافها في إقامة دولة يهودية ‏.‏

    وفي سنة 1897م ‏(‏ والسلطان عبد الحميد رحمه الله ـ هو الحاكم ‏)‏ عقد المؤتمر الصهيوني بزعامة هرتزل في مدينة ‏"‏ بال ‏"‏ بسويسرا وهو المؤتمر المعروف باسم ‏"‏ مؤتمر بال ‏"‏ ووضعت خطة إنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين ‏.‏

    وقد حاول الصهاينة بقيادة هرتزل إقناع ‏(‏ السلطان عبد الحميد ‏)‏ العثماني عدو القوميين العرب ـ بالسماح لهم بالهجرة إلى فلسطين ‏.‏‏.‏ فرفض السلطان رفضا قاطعا ولم يكتف بهذا ، بل وأصدر قانونا بمنع الهجرة اليهودية وبمنع إقامة مستعمرات لليهود في فلسطين ‏.‏

    وكان هذا هو ‏(‏ قشة البعير ‏)‏ كما يقولون التي قصمت ظهر الرجل المظلوم ، فقد حرك الصهاينة ‏.‏‏.‏ حركات التحرر والحركات القومية ، والاستعمار الإنجليزي ، ووجدت الإمبراطورية العثمانية نفسها أمام طوفان من المشاكل لا ينتهي ، كان أشدها وأبعدها أثرا حركات التمرد الداخلي ، ومن الغريب جدا أن يكون مشعلو الثورات ضد الخلافة الإسلامية في داخل البلدان العربية من الطوائف الإسلامية أو الإسلامية المتطرفة التي تحركها أيديولوجيا وحركيا ـ أيد أجنبية ، لكن مع ذلك ، وبتأثير شعارات براقة صنعها اليهود ، بتأثير هذا وغيره من الوسائل اندمج في هذه التجمعات المضادة للخلافة بعض العناصر الإسلامية ‏.‏

    ولم تأت سنة 1918م إلا وكان السلطان عبد الحميد المظلوم قد سقط ، ووقعت جميع الأٌقطار العربية كمناطق نفوذ لبريطانيا وفرنسا ‏.‏‏.‏ وأيضا صدر ‏(‏ وعد بلفور ‏)‏ المشئوم في 2 نوفمبر 1917م ، وبدأت فلسطين تقع تحت الظروف الممهدة للزوال ، وكانت أولى الخطوات في ذلك وقوعها تحت الانتداب البريطاني في عام 1920م ‏.‏

    وبين الحربين العالميتين ‏"‏ 1918م ـ 1939م ‏"‏ كان التطبيق العملي للمؤامرة العالمية ، وأيضا في الجانب الآخر الحركات الداخلية الممتصة للطاقة والمبددة لها والصارفة عن الخط الحقيقي لاستهلاكها ‏.‏‏.‏ كان ذلك كله يعمل على سقوط الخلافة
    العثمانية ، وسقوط العرب بدءا من فلسطين ‏!‏‏!‏ )))))



    وطوى اليهود ‏.‏‏.‏ آخر صفحاتنا المشرقة ‏!‏


    كان رفض السلطان العظيم ‏"‏ عبد الحميد ‏"‏ تهويد فلسطين لطمة لم ينس اليهود أن يردوها للخلافة ردا سخيا لم يكن بوسع السلطان عبدالحميد أن يتخيله ‏!‏1

    فإلى جانب ما ذكرناه من تحريك للقوى المناوئة للدولة ، ومن غرس لبذور الفكرة العنصرية المحاربة للراية الإسلامية الموحدة لربع البشر ‏!‏‏!‏

    إلى جانب هذا ‏.‏‏.‏ هجم اليهود من الداخل على الدولة العثمانية بواسطة الأسلحة نفسها التي استعملوها في كل بلدان العالم الإسلامي، وهي أسلحة العنصرية والتحضرية، والحرية ، والإخاء ، والمساواة ‏.‏‏.‏ وهلم جرا من الشعارات التي اصطنعها الماسون ، وروجوا لها ، واستعملوا بعض المخدوعين لإذاعتها وتفتيت راية الأمة وقبلتها وأهدافها ‏!‏‏!‏

    وكانت جماعة تركيا الفتاة ثم الاتحاد والترقي هما الأداتين اللتين سخرهما اليهود وطوعوهما لهذا الغرض ‏.‏ وكانت الكاتبة ‏"‏ خالدة أديب ‏"‏ إحدى المروجات على المستوى الأدبي والفكري لفكرة القومية الطورانية ، بينما كان زعماء تركيا الفتاة هم المنفذون على المستويات الأخرى لعملية إحداث الانقلاب نحو تخلي تركيا عن هويتها ورسالتها الإسلامية ‏.‏‏.‏

    وقد أقحم هؤلاء تركيا في الحرب العالمية الأولى دون مبرر معقول أو سبب يتعلق بها ‏.‏ فلما هزم الألمان ، أذعنت تركيا للهزيمة بنفسها ، وسجل رسميا سقوط الكرامة العثمانية الإسلامية بهدنة رودس في 1918م ‏.‏

    وقد غادر زعماء تركيا الفتاة البلاد ، فقصد أحدهم ‏"‏ أنور باشا ‏"‏ روسيا ، وقصد ‏"‏ طلعت باشا ‏"‏ ألمانيا ، ولقد شاء الله أن يقتص منهم قصاصا دنيويا عاجلا ، فلم يلبث ‏"‏ أنور باشا ‏"‏ أن قتل اغتيالا في تركستان ، وأن يصرع طلعت في برلين ، ويغتال جمال في تفليس ‏"‏ أما الكاتبة خالدة أديب ‏.‏‏.‏ التي طال بها العمر فترة ‏.‏‏.‏ فلم تلبث أن طردت شر طردة ، من تركيا بعد خلاف حاد بينها وبين الزعيم اليهودي الكبير مصطفى كمال أتاتورك ‏!‏‏!‏

    ولم تكد الحرب العالمية الأولى توشك على الانتهاء حتى كانت الدول الأوروبية قد أتمت المسرحية الهزلية ‏.‏‏.‏ لاقتسام أملاك الخلافة الإسلامية الأخيرة ، ولإبراز رجل ينفذ مخططاتهم وأطماعهم بحذافيرها ‏.‏‏.‏ وعلى الرغم من أن الكتابات الاستشراقية والكتابات الصليبية واليهودية والشيوعية تجمع على إخفاء هذه الحقيقة ، فإن الأحداث بطبيعة تطورها تثبت هذه الحقيقة ، ويكاد يصرح بهذه الحقيقة المستشرق ‏"‏ كارل بروكلمان ‏"‏ على الرغم من ذكائه الحاد في تطويع الحقائق ، وبترها وإضفاء جو إنشائي حماسي عليها ، نعم ، يكاد يصرح بهذا في كتابه الشهير ‏"‏ تاريخ الشعوب الإسلامية ـ الدولة الإسلامية بعد الحرب العالمية الأولى ‏"‏ وهو يقول ‏:‏ ‏"‏ عند ذلك ‏.‏‏.‏ هيأت الدول الحليفة لتركيا ـ لاحظ الحليفة ـ الفرصة السانحة للرجل الذي قدر له أن ينشئ تركية الحديثة ـ يقصد اليهودي الدونمي أتاتورك ـ ‏"‏ ولنا أن نتساءل ‏:‏ أي دول حليفة لتركيا تلك التي حولتها من زعيمة روحية ـ على الأقل ـ لربع البشرية إلى دولة هزيلة تعيش بلا ماض وبلا حاضر وبلا مستقبل ‏؟‏ وأي دول هذه التي ساعدت هذا اليهودي على إلغاء الحروف العربية ، وإزالة الأوقاف ، وإغلاق المساجد ، وقصر علماء الدين على ثلاثمائة واعظ في طول البلاد وعرضها ، وتحويل مسجد ‏"‏ أياصوفيا ‏"‏ الشهير إلى متحف ، ومسجد محمد الفاتح إلى مستودع ، وإلغاء الشريعة الإسلامية ، واستبدال القبعة بلباس الرأس الوطني السابق ‏"‏ الطربوش ‏"‏ وفرض اللباس الأوربي بالقوة ،وحذف اللغة العربية واللغة الفارسية من مناهج التعليم بالمرة ، وبيع الكتب والمخطوطات العربية بأبخس الأثمان ، فضلا عن التعليم العلماني الأوروبي ، ليس في المجال التقني كما يجب أن يكون ، بل ـ فقط ـ في المجال الإنساني والأدبي والديني ‏!‏ ‏.‏

    يتبــــع



    [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
    ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
    ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
    ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
    ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
    ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

    [/CENTER]

    [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
    [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

    [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
    [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      الخلافة الإسلامية وإعلان الجمهورية التركية في 29 أكتوبر سنة 1923م

      إن إلغاء الخلافة الإسلامية وإعلان الجمهورية التركية في 29 أكتوبر سنة 1923م ، وانتخاب مصطفى كمال أتاتورك من قبل جمعية لقبت نفسها ‏"‏ بالجمعية الوطنية ‏"‏ ، إن هذا كله لم يكن يعني سقوط تركيا الإسلامية في الحقيقة ، فكم من شعارات براقة زائفة ترفع ثم لا تلبث أن تزول ‏.‏ لكن تمكن الأتاتوركي ‏"‏ الغازي ‏"‏ من السيطرة على البلاد ، بمساعد ‏(‏ الدول الحليفة لتركيا ‏)‏ كما يقول بروكلمان وأمثاله ، ثم الاجراءات الخطيرة التي ذكرناها والتي اتخذها أتاتورك بعد ذلك ‏.‏

      هذه في الحقيقة كانت الإلغاء الحقيقي لتركيا الإسلامية وللخلافة العثمانية ‏.‏

      ولم يكن الخليفة العثماني محمد السادس الذي عاصر هذا الانقلاب ، كما لم يكن الخليفة الذي وضعه الانقلابيون مكانه عبد المجيد بن عبد العزيز ‏"‏ لم يكن هذا وذاك أكثر من تحفتين تاريخيتين ‏.‏‏.‏ تحملان معالم صورة هزيلة مهتزة ، لحقيقة كانت ـ يوما ما ـ عظيمة قوية ترعب أوربا كلها ‏.‏

      ومع ذلك فلقد أدرك مصطفى كمال الدونمي اليهودي أن البقاء الرمزي الصوري لهذه الحقيقة القوية العظيمة يشكل في حد ذاته خطرا على مخططاته الصهيونية ‏.‏‏.‏ ولذا فلم يكد يملك السلطة في يده ويتربع بتؤدة على عرش السيطرة لمدة خمسة أشهر ، حتى أعلن إلغاء الخلافة الإسلامية ، ثم طرد آخر خليفة للمسلمين من البلاد في اليوم الثالث من مارس سنة 1924م ‏.‏

      ولعل العقلاء وحدهم هم الذين يسألون ‏:‏ ماذا استفادت تركيا من هذه الخطوة ‏؟‏ وماذا كان يمكن أن تكسب لو أنها مضت في طريق الإصلاح مبقية على مركزها كزعيمة روحية إذا كانت هناك نية إصلاح حقيقية ‏؟‏ ‏.‏

      ولعل هذا وذاك يفسران للعقلاء وحدهم أن هناك أمرا كان مبيتا ، وأن العالم الإسلامي والعالم العربي كانا من الأهداف الرئيسية لضرب الخلافة الإسلامية ، ولم تكن أبدا تركيا هي المقصودة وحدها ‏.‏

      وفعلا تداعت تركيا وسقطت ، فلم تقم لها قائمة حتى اليوم وتداعى بعدها ومعها العالم الإسلامي بلدا بلدا ، وفكت أواصر الحب والوحدة ‏.‏‏.‏ ونال العرب حظهم من كل ما أصاب العالم الإسلامي ‏.‏‏.‏ ولعل الأقدار قد لقنتهم أقسى الدروس ، حين زرعت في قلبهم شوكة الصهيونية ‏، تؤرق مضجعهم ، وتنتقم للخلافة الإسلامية وتطلعهم بجلاء على حقيقة كمال أتاتورك ، وحقيقة مخططاته ‏.‏‏.‏ وأيضا على حقيقة الذين ساروا على هدى أتاتورك في فلسطين العربية وفق انقلابات يقف وراءها اليهود مستترين في كلمات الشيوعية أو الحرية أو ‏"‏ القومية ‏"‏ ‏.‏‏.‏ ليزرعوا في القلب العربي أشواكا أخرى ‏!‏‏!‏‏.‏


      ------------------------------

      المصدر

      كتاب ( دراسة لسقوط ثلاثين دولة اسلامية ) د/ عبد الحليم عوي

      يُتبع
      - إن شاء الله -




      [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
      ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
      ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
      ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
      ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
      ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

      [/CENTER]

      [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
      [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

      [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
      [/CENTER]

      تعليق


      • #4
        التخلي عن منهج الله



        1- التخلي عن منهج الله :


        لقد استبشر المسلمون خيراً حينما تحرك الأتراك العثمانيون لإنقاذ العالم الإسلامي من ضعفه وتمزقه، ومكّنهم الله عز وجل من إحراز الانتصارات الكبيرة في آسيا الصغرى حتى وصلوا إلى أسوار القسطنطينية ثم تم لهم فتحها، وإعلان كلمة الله من مآذنها، وأعادوا الطمأنينة إلى قلوب المسلمين، ورضي لهم المسلمون بالخلافة، حينما جعلوا كتاب الله عز وجل منهج حكمهم وطلبوا طاعة المسلمين على ضوئه، فكانوا قوة حصينة دافعوا عن الإسلام وأهله وظلوا هكذا حمىً للإسلام أمام أعداء الله ترهَبهم قوى الأرض قاطبة. والمتتبع لتاريخ الخلافة الإسلامية يجد بوضوح أن بقاء الدولة قوية مهابة الجانب مرهون بتطبيق شرع الله عز وجل في هذه الأرض، لأن شرعية بقاء هذه الدولة إنما هو بتطبيقها هذا الشرع الذي به اكتسب ولاء المسلمين وقيادهم.


        ولقد مرت على الدولة الإسلامية عهود تنكّب فيها الحكام والولاة جادة الصواب والهدى وحلّ الظلم والجور والتفرق محل العدل والإنصاف والوحدة،وقد تعطل بعض الأحكام الشرعية لظروف يمرّ بها المجتمع المسلم أو لِحَيْف في التطبيق، إلا أن هذا التعطيل ظل تعطيلاً جزئياً سرعان ما يلتأم ويعود إلى وضعه السليم، الأمر الذي جعل ولاء المسلمين القلبي لهؤلاء الحكام والخلفاء مستمراً رغم تلك المنعطفات الخاطئة، إلا أن تعطيل شرع الله عز وجل كلية بحيث يصل الأمر إلى الفصل بين الدين والدولة ويصبح الخلية خليفة روحياً فقط للمسلمين، أما شؤون حياتهم فليس من شأنه وليس من اختصاصه بل تتولاه دول كافرة، فإن ذلك لم يحدث في تاريخ الخلافة الإسلامية إلا في أواخر خلافة آل عثمان.

        وكان أول هذا الانحراف الخطر في عهد السلطان عبد المجيد الذي تبنّى المنهج الغربي الأوروبي تحت ستار التقدم والتطور، وأصدر فرماني التنظيمات عامي 1854، 1856، ومن ذلك التاريخ أقصِيَتْ الشريعة الإسلامية واستبدل مكانها القوانين الفرنسية والإيطالية وغيرها. وظل أمر الخلافة وتعطيل الأحكام الشرعية يأخذ دوره وطريقه دون إعلان رسمي. وكانت الجمعيات السرية والحركات الهدامة والغزو الفكري الأوروبي تغزو دولة الخلافة من جميع جوانبها حتى استطاعت وتجرأت على إعلان إقصاء الخلافة الإسلامية علناً ورسمياً أمام العالم العربي والعالم أجمع سنة 1924 على يد اليهودي مصطفى كمال أتاتورك.

        فكان إقصاء شرع الله ومنهجه السبب الرئيسي في سقوط الخلافة الإسلامية كلية، وما يذكَر بعد ذلك من أسباب إنما هو بمثابة التتبع لهذا السبب، وكل سبب هو نوع من أنواع الضنك الغي وثمرة من ثمرات الابتعاد عن منهج الله عز وجل، كما قال تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاةَ واتبعوا الشهواتِ فسوف يلقوْنَ غيّاً) وقال عزَّ من قائل: (ومنْ أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى. قال ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيراً. قال كذلك أتتكَ آياتُنا فنيسيتها وكذلك اليومَ تُنسى) . وقال تعالى: (وأنِ احكمْ بينهم بما أنزلَ اللهُ ولا تتبعْ أهواءهم واحذرْهم أن يفتنوكَ عن بعض ما أنزلَ اللهُ إليك، فإن تولوا فإن أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيراً من الناس لفاسقون. أفحكمَ الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً ليوم يوقنون) .


        2- الصليبية واليهودية:

        لم تنسَ الصليبية أحقادها ضد المسلمين، فأوروبا التي انهزمت أمام صلاح الدين استيقظت فجأة على ضربات محمد الفاتح، فاهتزّت وارتاعت وقامت قيامة الغرب فتنادى لاستئناف الحروب الصليبية، ثم ما أن ذاع نبأ موت السلطان الفاتح حتى اعتبرت أوروبا موته بمثابة السلامة من خطر كان محققاً. وبلغ سرورها لهذا الخبر - حسب رواية لافالييه – أن قداسة البابا أمر بأن يعتبر يوم وفاة السلطان يوم عيد، فتقام صلوات الشكر خلال ثلاثة أيام. من ذلك اليوم وأوروبا تستأسد يوماً بعد يوم، وتنتظر الفرصة المواتية لإنهاء دولة الإسلام.


        والتقتْ أطماع وأحقاد النصارى بأطماع وأحقاد اليهود، وبدأ التعاون بين الصليبية واليهودية العالمية، وكانت باريس وسالونيك مركزاً لهذا التعاون ، ففي باريس نشأت جمعية الاتحاد والترقي، وكان لها فروع في برلين. وفي سلانيك ألف مجموعة من الشبان الأتراك فرعاً لجمعية (الاتحاد والترقي) وأخذوا يستميلون الوطنيين المخلصين الذي قدروا على اتجذابهم برغم شدة المراقبة، حتى أن بعض المستخدمين في الحكومة انضموا إلى هذه الجمعية، وكانوا يجتمعون في المحافل الماسونية، وكان معظم اجتهاد هذه الجمعية السرية متوجهاً إلى استجلاب الجيش حتى تصير في أيديهم القوة اللازمة لخلع السلطان.

        واستطاعت هذه الجمعية من استجلاب عدد كبير من الضباط. ولما كانت عصابات البلغار واليونان تعمل بدون انقطاع في بلاد الرومللي، وكانت الدولة تسوق عليهم العساكر لأجل تطهير بلاد الرومللي منهم، وكانوا يعملون في جوار سلانيك، تسنّى لرجال الاتحاد والترقي أن يتصلوا بضباط الجيش وأن يقنعوهم بأن هذه العصائب البلغارية واليونانية إنما تشاغب وتعثو في الأرض لأجل الحصول على إدارة حسنة يستريح في ظلها السكان، وهذه الإدارة غير ممكنة ما دام السلطان عبد الحميد على عرش السلطنة، فأما إذا أمكن خلعه، وجعل الحكم دستورياً شورياً، كما هو في سائر الممالك المتمدنة، فإن جميع هذه المشاغبات تنتهي من نفسها، وتخلد جميع الأقوام إلى السكينة، وهكذا تنجو السلطنة العثمانية من خطر السقوط المحدق بها.


        فشرب أكثر الضباط هذه المبادئ التي ليست بعجب أن تقبلها عقولهم، لأن المسيحيين من أروام وبلغار وصربيين كان يدعون أنهم لا يلجأون إلى الثورة إلا من سوء الإدارة، وأن إذا اصطلحت الإدارة فهذه تكون غاية أمانيهم ويدخلون في الطاعة.

        ويبين شكيب أرسلان بطلان هذا الادعاء فيقول: لم يكن هذا الادعاء صحيحاً، بل حقيقة الحال أنه سوء اصطلحت الإدارة العثمانية أم لم تصطلح فالبلغار إنما يجتهدون في ضم البلاد المأهولة بالبلغار إلى مملكتهم. واليونان إنما يسعون في ضم البلاد التي أكثرها منهم إلى مملكتهم ولن يرضوا بالبقاء تحت حكم الأتراك ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ولكن شبان الأتراك منهم من آمن بأقوال العصائب اليونانية والبلغارية، ومنهم من لم يؤمن بها، لكن كان يجد أن طريق النجاة لن يكون إلا بإعادة الدستور، وجعل الحكم في السلطنة للشورى كما هو في سائر البلاد.

        ويذكر شكيب أرسلان أن الجمعيات الأرمنية في تركيا كانت تميل إلى إسقاط السلطان عبد الحميد، فمدّت أيديها إلى الأتراك الذين هجروا أوطانهم إلى أوروبا ومن هناك كانوا يصدرون الجرائد والنشرات التي تهاجم حكم السلطان عبد الحميد. وكان دور النصارى الأرمن وغيرهم بارزاً في تركيا، وكانوا يدّعون أن السلطان عبد الحميد ينكل بهم ويضطهدهم في حين كانت الأموال تغدق عليهم ليقوموا لمؤامراتهم ودسائسهم حتى أن السلطان عبد الحميد كتب في مذكراته فقال: أن الحملات الصليبية الموجهة ضد الدولة العثمانية لم تتوقف قط، ولا يزال غلادستون العجوز يسير على خط البابا في هذا السبيل، وهل تستحق الدولة العثمانية هذه الحملات وقد آوت النصارى الهاربين من جحيم الصراع المذهبي في الغرب خلال القرون الوسطى؟ ألم تكن الدولة العثمانية هي الملجأ الوحيد لليهود الناجين من بطش محاكم التفتيش في إسبانيا؟ ألم تبذل جمعية الهلال الأحمر العثمانية كل جهد ممكن لإيجاد المأوى والملبس لمن طرِد من وطنه في سبيل معتقده؟ ولكن من يعرف هذه الحقائق التاريخية أو يعترف بها؟ فماذا يقول غلادستون وهو رجل إنجلترا الأول عن المسألة الشرقية سوى التعريض بنا بأن بلادنا تحكم بالقوة والبطش بلا قوانين ولا أعراف، ألم يثبت كذب ما ادّعوه من وقوع مذابح للبلغار والأرمن؟ ألم يتبين أن أمر التخريب الذي زعموه في المدن بعد طرد سكانها هو محض افتراء؟ وأن النصارى يعيشون مع المسلمين حياة طبيعية وجنباً إلى جنب؟

        سيرى المراقب المحايد أن المسلمين هم أرحم قلباً من نصارى بلاد الشرق. هاهُم الإسبان وقد نشروا الرعب وفجروا صمامات الدم في كافة أنحاء إسبانيا، وهاهم الفرنسيون وقد ارتكبوا الفظائع في الجزائر، وهاهم الإنجليز وقد قضوا على ثورة الهند، وها هي بلجيكا في الكونغو، وروسيا قد أعملت السيف في رقاب السيبيريين (المسلمين)، أفلا يرون إلا العثمانيين وقد عيل صبرهم من جرائم الأرمن جزاء على الإحسان الذي لقوه من الأتراك في بلاد الأتراك. أفي الأمر عجب إذا قام المسلمون للدفاع عن أنفسهم؟ لا تريد الدول الكبرى أن تفهم بأن الأرمن قوم عصاة حملوا السيوف والأسلحة للهجوم علينا. ولا تريد أن تعترف بأننا نحن أصحاب الأرض وسادتها. بل تسعى في كل مرة إلى إزعاجنا بطلب الامتيازات وبالمزعجات الأخرى، حتى الحقوق التي اعترف بها هذه الدول لإمارة موناكو لم تعترف بها للدولة العثمانية. إن الحملات الصليبية على الدولة العثمانية لا زالت مستمرة تحت أسماء وعناوين شتى.

        ولقد كان السلطان عبد الحميد على درجة كبيرة من الحذر تجاه هذه الأقليات من النصارى وغيرهم، ومع أن لم يكن يضطهدهم إلا أنه لم يكن يولّيهم المناصب الحساسة في البلاد. فقد رفض مدحت باشا، وهو الصدر الأعظم يومئذ- في سن بعض الأعمال لتعيين ولاة من الأقليات في ولايات الأغلبية فيها مسلمون، وقبول طلبة من الأروام في المدرسة الحربية التي هي عماد الجيش. واعتبروا مثل هذه الأعمال كفيلة بتقويض الدولة من أساسها، ورفضَ توقيع مثل هذه القرارات ، وهكذا اجتمعت مطامع اليهود والنصارى والتي تمخضت كما سبق عن إسقاط الخلافة بيد يهود سلانيك وبمآزرة من الدول الأوروبية.

        ويبيّن السلطان عبد الحميد هذه الصلة بين اليهود ممثلين في المحافل الماسونية وبين النصارى الممثَّلين بالدول الاستعمارية، فيقول: كما استغل الإنجليز غفلة تركيا الفتاة عن طريق المحافل الماسونية، بدأ الألمان يفعلون هذا مع الفريق الآخر منهم، وعن طريق المحافل الماسونية أيضاً، وبهذا الشكل سيطر الألمان على تشكيل تركيا الفتاة في سالونيك وسيطر الإنجليز على تشكيل تركيا الفتاة في مناستر.. وكان الإنجليز يثيرون على اتحاديي مناستر، ويثير الألمان على اتحاديي سالونيك. كانوا يعملون على قيام انقلاب للاستيلاء على الدولة من الداخل، ونجاح الإنجليز باستخدام اتحادي مناستر كان مصيبة لي، لأنهم كان سيزيلونني ويصلون إلى مرادهم، ولم أكن أخاف من اتحاديي الألمان لأن نجاحهم كان سيزيد من خوف إنجلترا.

        واتحاديو سلانيك الواقعون تحت تأثير المحافل الماسونية الألمانية تحركوا لإسقاط الخلافة، والإنجليز بدءوا يدبرون محادثات سرية، ثم أصبحتُ أرى أن الحرب الكبرى التي أنتظرها وشيكة الوقوع،ولكن لم يكن أمامي إلا أن أترك الأحداث تسير حسبما تسير، ولم يكن أمامي غير منع إراقة دماء الأخوة.. ثم أسقطني اتحاديو سلانيك على العرش وتوصلوا إلى اتفاقية مع إنجلترا ودخلوا الحرب كحليف مع دولة تسود البحار.



        3- سوء الأحوال الداخلية والخارجية

        - إن أحوال دولة الخلافة لم تكن مرضية في كثير من النواحي، فالانقسام في الأقطار الإسلامية كانت على أشده، وانشغال الآستانة بأحوالها وتدبير شئونها أمام المؤامرات والدسائس شغل دولة الخلافة عن بقية الأقطار فساءت الإدارة داخل الآستانة وخارجها وفي الولايات التابعة لها، فقد تفرّد كثير من حكام الولايات بحكم مطلق، فلم تكن هناك رقابة أو متابعة وظهرت أمارات الترف على طبقة الحكام، فساءت أحوال الرعية، فلا عناية بصحة أو تعليم، وكان المسلمون أسوء حالاً من المسيحيين لأن الجمعيات المسيحية خارج تركيا وداخلها كانت تعين النصارى بفتح المدارس ونشر العلم والثقافة بينهم.


        وكان سوء الأحوال الداخلية مدعاة إلى استدانة الدولة، فكانت ديون الدولة في آخر أيام السلطان عبد الحميد 25 مليون ليرة، فبلغت بعد 12 سنة في عهد عبد العزيز إلى 250 مليون ليرة.

        وقد ساهم في هذا الضعف الداخلي تعدد الأجناس واختلافها وتعدد مطالبها الأمر الذي أشعل فيما بعد فتنة القومية، فأثار ذلك نوازع كل عنصر نحو الاستقلال وكانت البلقان وحدها تشمل البوسنة والهرسك وصربيا وألبانيا وبلغاريا ورومانيا، وكل منها لها مطالبها ومطامحها.

        ولم تكن الدولة موازية أو مقاربة للدول الأوروبية من حيث الحركة العلمية والثقافية والتقدم العلمي في إنتاج الأسلحة الحديثة المتطورة، الأمر الذي جعل دولة الخلافة في منزلة دون أعدائها، مما جعل أطماع الدول الأوروبية تقوى مع مرور الأيام حتى استطاعت أن تملي ما تريد من شروط وضغوط فيما بعد.

        ولم تكن أطماع هذه الدول بالأقطار الإسلامية التابعة لدولة الخلافة خافية على أحد، مما يجعل التفكير بإسقاط الخلافة أمراً ضرورياً لقتل الروح المعنوية لدى بقية المسلمين في شتى الأقطار، فإذا قطع رأس الدولة الإسلامية سهل بعد ذلك تقطيع أوصالها.

        فأوجد اجتماع كل هذه الأمور وغيرها لدى الناس قناعة بضعف دولة الخلافة وأنها فعلاً الرجل المريض الذي لم يبق أمل في شفائه وأنه في طريقه إلى الاحتضار فالموت ، ولم تكن دولة الخلافة قادرة على رد كل هذه السهام رغم ما بذله السلطان عبد الحميد من حكمة وحسن تدبير،ولكن كبر الخرق على الراقع.
        ولو كان سهماً واحداً لاتقيتُه ولكن سهم وثانٍ وثالثُ



        4- الجواسيس :

        ويعتبر البعض أن من أسباب سقوط الخلافة مسألة الجواسيس الذي كان يعتمد عليهم السلطان عبد الحميد، فيقول شكيب أرسلان: إن السلطان استكثر من الجواسيس وصار بأيديهم تقريباً الحل والعقد.

        ويعلق شكيب أرسلان على هذا بقوله: وليس من الصحيح أن السلطان كان يعمل بموجب تقاريرهم كما هو شائع، بل كان يرمي أكثرها ولا يصدق بما فيها ولكن اهتمامه بقضية أخبار الجواسيس ألقى الخوف في قلوب الرعية وصارت في قلق دائم وأصبحت الناس تبالغ في الروايات عن الجواسيس فساءت سمعة الحكومة، وسخط الرأي العام على هذه الحالة، وبرغم ما كان السلطان يصفح ويعفو ويجود ويمنح كانت سمعته بعكس ما كان يفعل، وذلك بسبب كثرة الجواسيس وحصولهم على الحظوة عنده، فصار الناس يعللون جميع خطوب المملكة بسوء الإدارة بانتشار الجواسيس وفقد الحرية. ويعتبر شكيب أرسلان هذا التعليل صحيحاً إلى حد ما وليس على إطلاقه.

        والذي يدقق في أمر الخلافة في فترة السلطان عبد الحميد وما نشأ فيها من جمعيات علنية وسرية لإجهاض الخلافة والقضاء على السلطان عبد الحميد خصوصاً لما أعلن وقوفه بالمرصاد أمام كل هذه الجمعيات، فإنه سيعذِر عبد الحميد من اتباع هذه السياسة، حتى أن عبد الحميد بيّن ذلك في مذكراته فقال: معلوم أن التجسس أمر معيب، وكذلك التقارير التجسسية التي نشرتها الصحف، لكننا لا نستطيع الاستغناء عنه. لا أظن في أي بقعة من بقاع الأرض دسائس ومؤامرات مثل التي تحاك في بلادنا، إلا أنني أعرف التمييز بين التقارير الصحيحة والتقارير الكاذبة. لقد تعرضتُ للاغتيال مرتين، وإني مدين بنجاتي من هاتين المحاولتين إلى يقظة بعض رجالي المخلصين. إن كثير من الضباط والموظفين الكسالى هم سبب تعاستنا.
        ويقول عبد الحميد في مذكراته أيضاً: علينا أن نعترف قبل أي أمر بأن جهاز الجاسوسية عندنا على درجة كبيرة من السوء بالرغم من أني أريد عمل كل شيء للاطلاع على ما يدور في الخفاء وما يحاك من مؤامرات.

        ------------------------

        المصدر
        مجلة الفسطاط - بقلم د. عجيل النشمي

        يُتبع
        - إن شاء الله -


        [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
        ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
        ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
        ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
        ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
        ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

        [/CENTER]

        [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
        [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

        [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
        [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          أثر سقوط الخلافة على العالم الإسلامي

          أثر سقوط الخلافة على العالم الإسلامي



          أحدث سقوط الخلافة الإسلامية دوياً عظيماً في العالم الإسلامي والعلم أجمع وكان الأمر يستحق أكثر من دوي يذهب أدراج الرياح، كان المفروض أن يتبع هذا الدوي عمل مستمر لإعادة صرح الخلافة الإسلامية لأن سقوط الخلافة يعني تجريد المسلمين وأراضيهم من سلطة راشدة يحسب لها الأعداء ألف حساب وحساب، تجريديهم من السياج الذي ظل يحميهم في كل أطواره يوم أن كانت خلافة راشدة وحتى يوم أن أصبحت ملكاً عضوضاً فكانت في كل الأحوال سياجاً يلقي الرعب في قلوب الأعداء كلما تنادى المسلمون لدرء الخطر عن الخلافة.


          إن سقوط الخلافة الإسلامية بعد استمرار دام قرابة ثلاثة عشر قرناً أمر يستحق أن يقف عنده المفكرون والمحللون فينظروا فيه ويحللونه من وجهة نظر دينية سياسية ويوازنوا بين المصالح والمضار في وجود الخلافة أو زوالها، وعلى القادة الذي يريدون لأنفسهم وشعوبهم أن يفتحوا ملف الخلافة الإسلامية ليأخذوا منه الدروس والعبر وعلى الدعاة قبل هؤلاء جميعاً أن ينظروا هذا الأمر ويرسموا الخطى للوصول إليه فهو هدفهم من الحركة والدعوة. ينبغي إحياء هذا الأمر في نفوس الشبيبة وليكن حديث المجتمعات المسلمة.

          إن سقوط الخلافة يطرق في مناهجنا على أنه خبر تاريخي فحسب بينما هو مؤشر سقوط أمة وانهيار حضارة وفقدان شخصية ينبغي أن تصب مناهجنا الدراسية كلها لتغذي هذا المعنى وتحييه. إنه أمر يحتاج من الدعاة أن يجعلوه حديث المجالس والمنتديات والصحافة. إنّ فتح ملف الخلافة معناه البدء في معرفة طريق الحل لمشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.

          سقطت الخلافة الإسلامية بعد أن اجتمعت عليها قوى الشرق والغرب الكافر من الصليبيين واليهود ومن والاهم فأفسدوا أحوال المسلمين وديارهم، ثم أوهموهم أن الخلافة هي سبب تأخرهم وفساد أحوالهم وأن صلاح أمرهم مرهون بزوال الخلافة، ولقد نجحوا في هذه الفرية إلى حد بعيد. فحين أسقطوا الخلافة هلل لهذا السقوط شباب الإسلام الذين تربوا على موائد الغرب والمدارس الأجنبية في داخل بلادهم وخارجها فكانوا يرضعونهم منذ الصغر مبادئ الكفر والإلحاد بدعوى أن الدين لا يتفق مع روح العصر الحديث وأن الحضارة الأوروبية هي الرائدة وهي التي حققت السعادة والتقدم والرقي والمساواة بين الشعوب وأن محاكاة الغرب وأحواله هي بداية الطريق لحياة أفضل.

          إلا أن القسم الأكبر من المسلمين المخلصين المفكرين منهم وعموم الشعوب الإسلامية هالها هذا السقوط وتذكرت تلك الخلافة التي طالما ردت جحافل الصليبيين وأعوانهم، وطالما شع نورها وهدايتها في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه، كان عزيزاً على المسلمين أن يفقدوا تلك الخلافة، ورغم أن هذا السقوط كان مخططاً له تخطيطاً دقيقاً ماكراً حتى يسقط وللمسلمين رغبة في هذا السقوط ويسقط تدريجياً لا فجأة، ومع ذلك كانت هناك ردود فعل متفاوتة في العالم الإسلامي.


          لقد كانت مشاعر السملمين ضد هذا السقوط في داخل تركيا وخارجها وقد استبشر كثير من المسلمين بالديكتاتور مصطفى كمال أتاتورك بادئ الأمر، بل علقوا عليه كثيراً من الآمال باسم التقدم والحضارة، وكان بعضهم يظن أنه سيعيد للخلافة قوتها وهيبتها، بل وصل حسن الظن ببعضهم أن عرضوا عليه منصب الخلافة نفسه! حتى شاعرنا أحمد شوقي قال قصيدته العصماء يمتدح فيها مصطفى كمال ويشبهه بخالد بن الوليد ويمتدح انتصاراته قبل أن يكشف له عن دناءة نفسه وخبث نواياه، فيقول:



          اللهُ أكبر كم في الفتح من عجبِ
          يا خالد الترك جددْ خالد العربِ
          صلح عزيز على حرب مظفرة
          فالسيف في غمده والحق في النصبِ
          يا حسن أمنية في السيف ما كذبتْ
          وطيب أمنية في الرأي لم تخبِ
          خطاكَ في الحق كانت كلها كرماً
          وأنت أكرم في حقن الدم والسربِ
          حنوت حرب (الصلاحيين) في زمن
          فيه القتال بلا شرع ولا أدب
          لم يأتِ سيفُك فحشاءَ ولا هتكتْ
          قناك في حرمة الرهبان والصلب
          سئلت سلماً على نصر فجدت بها
          ولو سئلت بغير النصر لم تجبِ
          مشيئة قبلتها الخيل عاتية
          وأذعنَ السيفُ مطوياً على غضب
          أتيت ما يشبه التقوى وإن خلقت
          سيوف قومك لا ترتاح للقرب
          ولا أزيدك بالإسلام معرفة
          كل المروءة في الإسلام والحسب
          تدرعتْ للقاء السلم »أنقرةُ«
          ومهد السيف في »لوزان« للخطب
          لم يغنِ عن قادة اليونان ما حشدوا
          من السلاح وما ساقوا من العصب
          وتركهم »آسيا الصغرى« مدججة
          كثكنة النحل أو كالقنفذ الخشب

          للترك ساعات صبر يوم نكبتهم
          كتبن في صحف الأخلاق بالذهب
          سفينة الله لم تقهر على دسر
          في العاصفات ولم تغلب على خشب
          قد أمن الله مجراها وأبدلها
          بحسن عاقبة من سوء منقلب
          واختار ربانها من أهلها فنجت
          من كيد حام ومن تضليل منتدب

          حتى قال:
          تحية أيها الغازي وتهنئة
          بآية الفتح تبقى آية الحقب
          وفيما من ثناء لا كفاء له
          إلا التعجب من أصحابك النجب
          الصابرين إذا حلّ البلاءُ بهم
          كالليث عضّ على نابيه في النوَبِ
          والجاعلين سيوف الهند ألسنهم
          والكاتبين بأطراف القنا السلب
          لا الصعب عندهم بالصعب مركبه
          ولا المحالُ بمستعصى على الطلب
          ولا المصائب إذ يرمي الرجالُ بها
          بقاتلات إذا الأخلاق لم تصب
          أخرجب للناس من ذل ومن فشل
          شعباً وراء العوالي غير منشعب
          وأرج الفتح الحجاز وكم
          قضى الليالي لم ينعم ولم يطب
          وازَّيّنت أمهات الشرق واستبقت
          مهارج الفتح في الموشية القشب
          هزمت دمشق بني أيوب فانتبهوا
          يهنئون بني حمدان في حلب
          ومسلمو الهند والهندوس في جذل
          ومسلمو مصر والأقباط في طرب
          ممالك ضمها الإسلام في رحم
          وشيجة وحواها الشرق في نسب
          من كل ضاحية ترمي بمكتحل
          إلى مكانك أو توفي بمختضب
          تقول لولا الفتى التركي حل بنا
          يوم كيوم يهود كان عن كثب


          ولعل شعر شوقي هذا يعطينا صورة حية لمشاعر الناس التي كانت تتعلق في شيء فيه بقاء واستمرار للخلافة، لكن المظاهر كانت غير البواطن. كانت أوروبا وصنيعتهم اليهودي مصطفى كمال تدرك عمق الخلافة وحساسيتها في نفوس المسلمين فعالجوا مشاعرهم بهذا الأسلوب الماكر فأخفوا السم في الدسم حتى إذا حانت ساعة الصفر وبلغوا من الشجر ثماره وكانوا قاب قوسين أو أدنى من هدفهم كشفوا عن ضغينتهم وأعلنوها علمانية حمراء فانتبه مَن أحسن الظن من المسملين وندم ولات ساعة مندم،

          وعاد شاعرنا شوقي يسفه الأحلام التي سطرها في مصطفى كمال ويجعل من عرس عودة الخلافة مأتماً وقبراً تدفن فيه تلك الخلافة، وبدا للعبان أن انتصارات مصطفى كمال الحربية والسياسية عام 1923م لم تكن سوى طعماً لتخدير المسلمين وليشهدوا سقوط الخلافة عام 1924م، فقال شوقي حزيناً معبراً عن خيبة الأمل:





          عـادت أَغاني العرسِ رَجْعَ نُواح
          ونُـعيتِ بـين مـعالم الأَفـراحِ

          كُـفِّنتِ فـي لـيلِ الزفاف بثوبه
          ودُفـنتِ عـند تـبلُّج الإِصـباح

          شُـيِّعتِ مـن هَلَعٍ بعَبْرةِ ضاحكٍ
          فـي كـلّ نـاحيةٍ، وسكرةِ صاح

          ضـجَّتْ عـليكِ مـآذنٌ، ومنابر
          وبـكت عـليك مـمالكٌ، ونواح

          الـهندُ والـهةٌ، ومـصرُ حزينةٌ
          تـبكي عـليك بـمدمعٍ سَـحّاحِ

          والـشامُ تسأَلُ، والعراق، وفارسٌ
          أَمَـحَا من الأَرض الخلافةَ ماح؟

          وأَتـت لـك الجُمَعُ الجلائلُ مأْتماً
          فـقـعدن فـيه مَـقاعدَ الأَنـواح

          يــا لَـلرّجال لـحُرة مَـوءُودة
          قُـتلت بـغير جـريرة وجُـناح

          إِنَّ الَّـذين أَسَـتْ جراحَكِ حربُهم
          قـتـلتْكِ سـلهمُ بـغير جِـراح

          هـتكوا بـأَيديهم مُـلاءَةَ فخرهِم
          مَـوْشِـيَّةً بـمـواهب الـفـتاح

          نـزعوا عـن الأَعناق خيرَ قِلادة
          ونَضَوْا عن الأَعطاف خير وِشاح

          حَـسَبٌ أَتـى طولُ الليالي دونَه
          قـد طـاح بـين عشيةٍ وصباح

          وعَـلاقَةٌ فُـصِمَت عُرَى أَسبابها
          كـانـت أَبـرَّ عـلائقِ الأَرواح

          جَمَعَت على البرِّ الحُضورَ، وربما
          جـمَعتْ عـليه سـرائرَ النُّزَّاح

          نظمت صفوفَ المسلمين وخَطْوَهم
          فـي كـلِّ غُـدوةِ جُمعة ورواح

          بـكت الصلاةُ، وتلك فتنةُ عابثٍ
          بـالشرع، عِـرْبيدِ القضاءِ، وَقاح

          أَفـتى خُـزَعْبِلَةً، وقـال ضلالةً
          وأَتـى بـكفر فـي الـبلاد بواح

          إِنَّ الـذين جـرى عـليهم فـقهُهُ
          خُـلـقوا لِـفقه كـتيبة وسـلاح



          ولما أيقن شاعرنا أنه ومن على شاكلته قد وقع في الشرك وأيقن أن المسلمين لا يستطيعون أمام هذا هذا الواقع تحريك ساكن، قال:



          أدّوا إلى الغازي النصيحة ينتصح
          إن الجواد يثوب بعد جماح
          إن الغرور سقى الرئيس براحه
          كيف احتيالك في صريع الراح


          إن شوقي يمثل هذا القطاع من المسلمين الذين أحسنوا الظن فإن انكشاف الأمر جعل أمثال هؤلاء يحنون إلى ظل الخلافة الإسلامية ويتوقون إليها رغم ما فيها من ضعف وهوان، ويضمون مشاعرهم إلى سواد المسلمين الآسف.




          ------------------------



          المصدر
          مجلة الفسطاط - بقلم د. عجيل النشمي




          يُتبع
          - إن شاء الله -
          [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
          ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
          ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
          ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
          ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
          ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

          [/CENTER]

          [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
          [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

          [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
          [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            مصطفى كمال أتاتورك

            مصطفى كمال أتاتورك
            ولد مصطفى كمال سنة 1880م) بمدينة "سالونيك" التي كانت خاضعة للدولة العثمانية، أما أبوه فهو "علي رضا أفندي" الذي كان يعمل حارسًا في الجمرك، وقد كثرت الشكوك حول نسب مصطفى، وقيل إنه ابن غير شرعي لأب صربي، أما لقب "كمال" الذي لحق باسمه فقد أطلقه عليه أستاذه للرياضيات في المدرسة الثانية، ويذكر الكاتب الإنجليزي "هـ.س. أرمسترونج" في كتابه: "الذئب الأغبر" أن أجداد مصطفى كمال من اليهود الذين نزحوا من إسبانيا إلى سالونيك وكان يطلق عليهم يهود الدونمة، الذين ادعوا الدخول في الإسلام.

            وبعد تخرجه في الكلية العسكرية في إستانبول عين ضابطًا في الجيش الثالث في "سالونيك" وبدأت أفكاره تأخذ منحى معاديًا للخلافة، وللإسلام، وما لبث أن انضم إلى جمعية "الاتحاد والترقي"، واشتهر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى حين عين قائدًا للفرقة 19، وهُزم أمامه البريطانيون مرتين في شبه جزيرة "غاليبولي" بالبلقان رغم قدرتهم على هزيمته، وبهذا النصر المزيف رُقّي إلى رتبة عقيد ثم عميد، وفي سنة 1918 تولى قيادة أحد الجيوش في فلسطين، فقام بإنهاء القتال مع الإنجليز – أعداء الدولة العثمانية – وسمح لهم بالتقدم شمالاً دون مقاومة، وأصدر أوامره بالكف عن الاصطدام مع الإنجليز.

            غادر مصطفى كمال إستانبول في مايو 1919 بعدما عهد إليه السلطان العثماني بالقيام بالثورة في الأناضول التي كانت تحت يد اليونانيين ، واختار معه عددًا من المدنيين والعسكريين لمساعدته، وبعدما استطاع جمع فلول الجيش حوله هناك بدأ في ثورته، فاحتج الحلفاء – بريطانيا وفرنسا - على هذا الأمر لدى الوزارة القائمة في إستانبول المحتلة، وهددوا بالحرب، فاضطرت الوزارة إلى إقالته، وعرضت الأمر على السلطان، الذي أوصى بالاكتفاء بدعوته إلى العاصمة، لكنه اضطر بعد ذلك إلى إقالته فلم يمتثل أتاتورك لذلك وقال في برقية أرسلها للخليفة: "سأبقى في الأناضول إلى أن يتحقق استقلال البلاد".


            وبدأ يشعل ثورته التي يحميها الإنجليز، وانضم إليه بعض رجال الفكر وشباب القادة الذين اشترطوا عدم المساس بالخلافة، واستمر القتال عاما ونصف العام ضد اليونانيين، استعار خلالها أتاتورك الشعار الإسلامي ورفع المصحف، وأعلن الحلفاء أثناءها حيادهم، أما الإنجليز فكانوا يعملون جهدهم لإنجاح هذه الثورة، فبعد تجدد القتال بين أتاتورك واليونانيين في 1921م) انسحبت اليونان من أزمير ودخلها العثمانيون دون إطلاق رصاصة )، وضخمت الدعاية الغربية الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به المسلمون وتعلقت به الآمال لإحياء الخلافة، ووصفه الشاعر أحمد شوقي بأنه "خالد الترك" تشبيهًا له بخالد بن الوليد. " يا خالد الترك جدد خالد العرب.


            وعاد مصطفى كمال إلى أنقرة حيث خلع عليه المجلس الوطني الكبير رتبة "غازي"، ومعناه الظافر في حرب مقدسة، وهو لقب كان ينفرد به سلاطين آل عثمان، فتعزز موقفه الدولي والشعبي، ووردت عليه برقيات التهاني من روسيا وأفغانستان والهند والبلدان الإسلامية المختلفة، وسار العالم الإسلامي فخورًا بثورة مصطفى كمال سنوات عدة، استغلها في كسب عواطف المسلمين وأموالهم بعدما كسا ثورته لباسًا إسلاميًا سواءً في أحاديثه أو في معاملته للزعماء المسلمين مثل الزعيم الليبي أحمد السنوسي.

            وكان طبيعيا وسط هذا المجد الصاعد ان تنتخبه الجمعية الوطنية الكبرى رئيسًا شرعيًا للحكومة التركية ، وبدأ في عام 1921 يفاوض الإنجليز على استقلال تركيا التي انهزمت في الحرب العالمية الأولي ، فوضعت بريطانيا شروطها لهذا الاستقلال وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي ، وأن تلغي الخلافة الإسلامية ، وأن تتعهد تركيا بإخماد كل حركة يقوم بها أنصار الخلافة ، وأن تختار تركيا لها دستورا مدنيًا بدلاً من الدستور العثماني المستمدة أحكامه من الشريعة الإسلامية.


            ونفذ أتاتورك ما أملته عليه بريطانيا، واختارت تركيا دستور سويسرا المدني، وفي نوفمبر 1922م نجح في إلغاء السلطنة، وفصلها عن الخلافة، وبذلك لم يعد الخليفة يتمتع بسلطات دنيوية أو روحية، وفرض أتاتورك آراءه بالإرهاب رغم المعارضة العلنية له، فنشر أجواء من الرعب والاضطهاد لمعارضيه، واستغل أزمة وزارية أسندت خلالها الجمعية الوطنية له تشكيل الحكومة ، فاستغل ذلك وجعل نفسه أول رئيس للجمهورية التركية في أكتوبر 1923م وأصبح سيد الموقف في البلاد.


            وفي 3 مارس 1924م ألغى أتاتورك الخلافة العثمانية، وطرد الخليفة وأسرته من البلاد، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحوّل المدارس الدينية إلى مدنية، وأعلن أن تركيا دولة علمانية، وأغلق كثيرًا من المساجد، وحوّل مسجد آيا صوفيا الشهير إلى كنيسة، وجعل الأذان باللغة التركية، واستخدم الأبجدية اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلاً من الأبجدية العربية ، لدرجة استخدام الحروف اللاتينية في طبع المصحف الشريف وخرج في قوانين الأحوال الشخصية على القواعد الإسلامية فألغى تعدد الزوجات و جعل للقضاء وحده الفصل في طلب الطلاق وعدل قوانين الميراث فسوى بين الابن والبنت وألغى الحجاب و أباح للمرأة المسلمة أن تتزوج من تشاء من أي دين مسيحي أو يهودي ، كما شجع الخمر و الاتصال بالنساء و إخراج المرأة بالقوة إلى المراقص و حطم الأساس الديني وغير وجهة الشعب التركي.

            باختصار اصبحت اساسيات الدولة التركية منبثقة من المبادئ التالية

            1- إلغاء تعدد الزوجات
            2- بإمكان التركية الزواج من يهودي أو مسيحي
            3- تخويل كل شخص بالغ الحق في تغيير عقيدته
            4- أجهزة مدنية لتسجيل الزواج قانونيا فقط
            5- محاربة الحجاب
            6- محاربة الأزياء القديمة للرجال و فرض الملابس الأوروبية والقبعات
            7- منع أئمة المساجد من ارتداء العباءة خارج المسجد
            8- تحويل المساجد إلى أغراض دينية و متاحف
            9- جعل الإجازة يوم الأحد بدلا من يوم الجمعة
            10- إبطال كتابة التركية بالأحرف العربية و استعمال الأحرف اللاتينية
            11- إلغاء منصب شيخ الإسلام ووزارة الأوقاف والمؤسسات الخيرية وإنشاء إدارتين جديدتين
            أحدهما للمؤسسات الدينية والأخرى للمؤسسات الخيرية
            12- إلغاء التعليم الديني من جميع المراحل

            وكانت هذه الإجراءات المتتابعة منذ إسقاط الخلافة تهدف إلى قطع صلة تركيا بالعالم الإسلامي بل وصلتها بالإسلام، ولم يقبل المسلمون قرار أتاتورك بإلغاء الخلافة؛ حيث قامت المظاهرات العنيفة التي تنادي ببقاء هذا الرباط الروحي بين المسلمين، لكن دون جدوى.

            وهكذا نجحت أحقاد الغرب في إلغاء الخلافة الإسلامية التي لم تنقطع منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم


            توفي مصطفى كمال في نوفمبر 1938 ، لكنه يظل احد اكبر الادوات التي استعملها الغرب لهدم الاسلام ، فقد عولت بريطانيا عليه للعب هذا الدور ببراعة وقد فعل وكان البريطانيون يعلمون أن يهود الدونمة في سالونيك هم الجاهزون للقضاء على الخلافة الإسلامية وبالتالي للقضاء على الإسلام ، وهو ما تم فعلا ، وكان توصيل مصطفى كمال إلى الحكم هو الثمن الذي قدمه له الإنجليز مقابل قضائه على دولة الخلافة و أحكام الإسلام في تركيا لتحل محلها الأنظمة والاحكام الغربية واستبدال الحروف الللاتينية بالحروف العربية لإبعاد الأتراك عن كل ما له صلة بالعرب أي لإبعادهم عن الإسلام.



            ----------------------------

            المصادر:
            مقال : أتاتورك .. صورة ترفع وعلمانية تترنح - بقلم أ/ إبراهيم شاهين


            يُتبع
            - إن شاء الله -



            [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
            ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
            ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
            ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
            ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
            ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

            [/CENTER]

            [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
            [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

            [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
            [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              القومية العربية ثمرة لسقوط الخلافة الإسلامية

              لم تظهر القومية العربية كحركة سياسية مكتملة إلا في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت قبل ذلك تجمعات صغيرة غالبيتها من النصارى. ويتألم ساطع الحصري –أحد كبار رواد القومية العربية – من تأخُّر ظهور القومية ملقياً اللوم على علماء المسلمين الذين وقفوا ضد هذه الدعوى، فيقول: »بدأت بشائر اليقظة الفكرية في البلاد العربية منذ أوائل القرن التاسع عشر. كان يُنتظَر أن تبدأ معها يقظة قومية تشعِر أبناء العروبة بقوميتهم الخاصة وتحملهم على العمل في سبيل تقوية القومية العربية وأنها حق الأمة العربية بكل الوسائل الممكنة، إلا أن ذلك تأخر تأخراً كبيراً لأن علماء الدين عارضوا الفكرة وقالوا إن إطاعة أوامر الخليفة واجب على المسلمين، ثم صاروا يدعون إلى الوحدة الإسلامية معتبرين الدولة العثمانية الأساس المتين لبناء صرح هذه الوحدة«.

              وكانت القومية التركية دافعاً ومشجعاً للعرب في أن يبحثوا لهم عن كيان جديد مستقل عن العثمانيين. ولما انتهت الحرب العالمية الأولى وجزأت دولة الخلافة الإسلامية بدأت الحركة القومية في الظهور السياسي والاجتماعي ووجدت في غياب دولة الخلافة مجالها العملي في السطح بعد أن كانت تحاك خيوطها في الظلال لتلعب هذا الدور البغيض في تلك الفترة الحرجة.

              ولقد تطور المفهوم القومي من مجرد كونه عاطفة ومحبة لأمة معينة وأرض معينة إلى عقيدة ومنهج حياة وسلوك، ولذلك يقول دعاة القومية العربية: كل ما في واقعنا اليوم يؤكد بأن انعطافنا التاريخي وانقلابنا الجذري وثورتنا الحقيقية لا يمكن أن تتم بدون عقيدة.. عقيدة تضع القيمة الحقيقية للفرد العربي وتوفر له الحياة الحرة الكريمة التي تتحقق فيها العدالة الاقتصادية عن طريق نظام اشتراكي عادل.. والعدالة السياسية عن طريق نظام ديمقراطي سليم، والعدالة الاجتماعية الخاصة عن طريق تظم تربوية بناءة.. تضع مفهوماً جديداً خلاّقاً للمرأة والأسرة والهيئات ومختلف مرافق الحياة الاجتماعية. وهكذا أصبحت القومية دينا تقوم مقام شمول الدين الإسلامي في كل نواحي الحياة، بل إنهم جعلوا الإسلام مجرد انتفاضة عربية عارضة ونزعة نحو المثل الأعلى »فالدين الإسلامي وأي دين آخر، إذا توصلنا إلى جوهره وتلمسنا روحه العامة ونظرنا إليه على أنه قيم ومثل وفضائل وتهذيب للحياة وبلورة للإحساس وثقافية محددة.. إن أي دين بالاستناد إلى هذا المفهوم هو انطلاق للعقل ودفع نحو التطور والتجديد«. ويقول آخر: »العروبة نفسها دين عندنا نحن القوميون العرب المؤمنين العريقين من مسلمين ومسيحيين.. لأنها وجدت قبل الإسلام وقبل المسيحية في هذه الحياة الدنيا مع دعوتها إلى أسمى ما في الأديان وفضائل وحسنات«.

              ويقول أنيس الصايغ: »لقد سار العمل القومي التمهيدي في طريقين متطورين، تباعدا عن بعضها بعضاً مرات كثيرة وتعارضا أحياناً، ولكنهما ظلا من حيث الغاية القصوى متوازيين إلى أن وصلا إلى نقطة حديثة جداً فتلاقيا بعد فراق وكشفا عن أن العمل القومي في بلد عربي لا بد له أن يلتقي بالعمل نفسه في أي بلد آخَر في آخِر المطاف. كان أحد هذين الخطين آسيوياً (سوريا بوجه عام شاملاً لبنان وفلسطين) وعراقياً وحجازياً بالدرجة الثانية، وكان الآخر إفريقياً مصرياً. وفي بيروت تأسستْ أولى الجمعيات التي ظهرت للوجود في النصف الثاني من القرن التاسع عشر لحمل رسالة القومية، ومع أن تلك الجمعيات كانت علمية أدبية وذات طابع جامعي محدود فقد ألّفت بين عدد من رجال الفكر والثقافة ممن ينتمون إلى طبقات وطوائف متعددة، وكانت أولاها الجمعية العلمية السورية، ولحقتها جمعيات أخرى أقل أهمية منها في بيروت ودمشق إلى أن تأسست جميعة بيروت- السرية سنة 1880 التي اتخذت لنفسها منهجاً سياسياً تحررياً، وكذلك استطاعت الجمعيتان اللتان تأسستا خارج النفوذ العثماني (الجمعية الوطنية العربية في باريس 1895 وجمعية الشورى في مصر 1898) والجمعية السرية في دمشق جمعية النهضة العربية، استطاعت كلها أن تحمل الدعوة الوطنية إلى أبعد مما كانت تحمله أولى الجمعيات الأدبية الوطنية. ويعتبر مؤتمر باريس 1913 الذي اتفق مؤرخون كثيرون على اعتباره أساس الحركة القومية الحديثة خطوة أخرى في ذلك الاتجاه«.
              لقد كان الاستعمار وراء هذه الحركة القومية، يغذيها بكل ما يستطيع من سموم وأفكار ومبادئ ليشعلها ثورة ضد دولة الخلافة ثورة من الداخل، ومن الخارج أيضاً، ثورة ينتهي فورانها إلى ارتماء العرب في أحضان الاستعمار.
              واتخذ الاستعمار شتى الأساليب لتحقيق هدفه بضرب الخلافة الإسلامية بمعول القومية العربية على الخصوص، وقام القناصل في تركيا وفي البلاد العربية بدورهم في هذا المجال ونشطت الإرساليات التبشيرية في مدارسها ومؤسساتها، وظهرت داوى التشكيك بأن مصر فرعونية وأن البربر ليسوا عرباً، وبالتالي لا صلة بين الإسلام وهؤلاء، وبدأت حركة باسم القومية العربية تدعو للفصل بين الإسلام والعروبة.
              ولقد استثمرت الدول الاستعمارية الدعوة القومية وسخرت قسماً كبيراً منها لتحقيق أغراضها فيقول إلياس مرقص: »إن قسماً من تلك الثورات ضد العثمانيين كانت من عمل الدول الأجنبية أو بإيعازها«. ولم يكن الأتراك والفرنسيون يغالون كثيراً عندما كانوا يتهمون الحركة العربية بأنها على تعاون وثيق مع السلطات البريطانية..

              ويقول محمد جميل بيهم: »وبقي صوت العروبة يتصاعد حيناً بعد حين، ومداره على الأكثر الخلافة وأنها للعرب دون آل عثمان، ومن المؤسف أن هذا الصوت لم يكن يصدر في أوروبا عن قوميين مخلصين استندوا إلى منظمات كما فعل الأرمن، بل كان مصدره إما موتورين أو وصلويين استغلوا هذه الحركة في سبيل بلغوغ منافعهم الخاصة أو مأجورين من الأجانب كانوا يرفعون عقيدتهم وفقاً للوحي الذي يوحى إليهم. وقام من المسيحيين »نجيب عازوري« وألّف في باريس حزباً دعي باسم »جمعية الوطن العربي« وألّف كتاباً أسماه »يقظة الأمة العربية« في آسيا التركية، وأصدر جريدة أسماها »الاستقلال العربي«، وكانت دعوته تتلخص بفصل السلطة الدينية عن السلطة المدنية وإنشاء دولة عربية مستقلة عن تركيا تحت الحماية الأوروبية تشمل سوريا والعراق ولبنان ونجد واليمن والحجاز، وكان يقول أن مصر ليست عربية، وعارض استقلالها عن بريطانيا، وأسس في مصر حزباً صغيراً تعاون مع إنجلترا، وكان هذا الرجل من أبرز الدعاة للقومية العربية وممن تموّله دولتا إنجلترا وفرنسا. ويؤرخ ساطع الحصري فيلسوف القومية اللادينية بداية العروبة بـ»نجيب عازوري«.

              ويقول جميل بيهم: »على أن وجهات نظر البيروتيين كانت مختلفة خصوصاً لوجود فئة ذات وزن كانت حريصة على التخلص من الحكم العثماني، وتعمل بالاتفاق مع فرنسا في سرية كان قنصل فرنسا أحد أعضائها لضم مدن الساحل إلى لبنان والسعي لاستقلاله تحت حماية فرنسا«.

              وهكذا استطاع الاستعمار الأوروبي أن يعمل إلى تحقيق هدفه في إسقاط الخلافة ليرث تركة الرجل المريض، ولم تُجْدِ في الوقوف أمام هذه الحملات المكثفة باسم القومية العربية جهود المخلصين من الداعين المبصرين للأهداف الحقيقية التي يعمل لها الاستعمار وأعوانه، وكان السلطان عبد الحميد من أوائل من أدرك خبث هذه الدعوة وكشف من وراءها ودعا إلى نبذها فقال: »إن الإنجليز قد أفسدوا عقول المصريين، لأن بعض المصريين يعتقد أن سلامة مصر ستأتي من الإنجليز وأن هذا البعض أصبح يقدم القومية على الدين، ويظن أنه يمكن مزج حضارة مصر بالحضارة الأوروبية. وإنجلترا تهدف من نشر الفكر القومي في البلاد الإسلامية إلى هزّ عرشي، وأن الفكر القومي قد تقدم تقدماً ملموساً في مصر، والمثقفون المصريون أصبحوا من حيث لا يشعرون ألعوبة في يد الإنجليز. إنهم بذلك يهزّون اقتدار الدولة الإسلامية ويهزّون معها اعتبار الخلافة«. وهكذا عاصرت القومية التركية والقومية العربية سقوط الخلافة وكانت سبباً من أسباب سقوطها، وكانت الحركة القومية العربية على الخصوص ثمرة من ثمار هذا السقوط وأثراً من آثاره، ظل يعمل عمله في تعميق البعد بين الإسلام وواقع العرب المسلمين وباشر أبناء العرب المسلمين بأنفسهم تنفيذ مخططات الاستعمار البغيض في وأد كل ما يمت إلى الإسلام بصلة حسن نية تارة وبسوء نية تارة أخرى، حتى حقق الصليبيون ومن معهم هدفهم في إسقاط الخلافة وتركت العرب يلوكون هذه القومية النتنة التي ما زلنا نعالى منها الشيء الكثير، والتي توجهت أعمالها بالهزائم العسكرية المخزية، والبقية تأتي..

              ------------------------

              المصدر
              مجلة الفسطاط - بقلم د. عجيل النشمي







              [CENTER][B][SIZE=4][B][FONT=arial black][COLOR=#333333]۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞
              ۞ *•.¸.•* بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الْرَّحِيمِ •¸ .*• ۞
              ۞ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ ۞ لَمْ * • ۞
              ۞ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۞ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * • ۞
              ۞ *•.¸.•**• *•.¸.•* *• ۞
              ۞۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞۩۩۞[/COLOR][/FONT][/B][/SIZE][/B]

              [/CENTER]

              [CENTER][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]حجاجي :
              [/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=blue][COLOR=red]أصل الكلمة:[/COLOR] هو القفيز اتخذه الحجاج ابن يوسف على صاع عمر بن الخطاب وهو مكيال إسلامي يستعمل في الوزن والكيل اثاء العصور الإسلامية.[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5]

              [/SIZE][/FONT] [FONT=Microsoft Sans Serif][SIZE=5][COLOR=red]الحجاجي يساوي صاعاً حسب رأي أهل العراق وصاع وثلاث اخماس الصاع حسب رأي أهل الحجاز.[/COLOR][/SIZE][/FONT]
              [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                سبحان الله

                بارك الله فيك اخي حجاجي علي هذا الموضوع المميز
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق

                يعمل...
                X