إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاقليات المسلمة فى العالم ...ملف شامل ومتجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاقليات المسلمة فى العالم ...ملف شامل ومتجدد

    الاقليات المسلمة فى العالم ...
    ملف شامل ومتجدد

    (1)

    يبلغ عدد المسلمين في العالم نحو مليار نسمة وهم لا يعيشون جميعا في دول إسلامية بل إن عشرات الملايين منهم يعيشون كأقليات في دول ذات أغلبية من ديانات أخرى.

    ولعل أبرز مثل على ذلك الهند حيث تعيش أكبر أقلية مسلمة على الاطلاق حيث تشير الاحصاءات إلى وجود 150 مليون مسلم في هذا البلد الذي تجاوز عدد سكانه المليار.

    وإذا كانت هناك الكثير من المعلومات المتوفرة عن هذه الأقلية المسلمة الكبيرة العدد فان هناك دولا يوجد بها الملايين من المسلمين الذين لا يعرف أحد عنهم شيئا

    اختلف الباحثون فيما بينهم في التفرقة بين مفهومي الأقلية والدولة الإسلامية، فبعضهم يرى أنه إذا زادت نسبة المسلمين في الدولة عن 50% تصبح الدولة إسلامية، والبعض الآخر يرى أنه إذا كان المسلمون أغلبية مقارنة بأصحاب الديانات الأخرى وحتى وإن لم يتجاوزوا نسبة 50% تصبح الدولة إسلامية، وهناك فريق ثالث من الباحثين يرى أن المعيار في تحديد إسلامية الدولة هو النص الدستوري أو ديانة رئيس الجمهورية أو تشكيل النظام الحاكم.. إلخ. وبالتالي فإن مفهوم الأقلية المستخدم في هذه الدراسة سيعتمد فكرة الـ (50% + 1).

    بنظرة عامة إلى خريطة الصراعات السياسية والعسكرية في العـالم، نجد أن أغلب مناطق التوتر تتركز في الأماكن التـي تتواجد فيها أقليات إسلامية.
    وهناك صعوبات فنية وسياسية تحول دون معرفة حجم الأقليات الإسلامية بدقة، فالعديد من الدول التي توجد فيها أقليات إسلامية لا تتوافر فيها إحصائيات رسمية دقيقة عن التوزيع الديني للسكان، أو أنها تعيش في دول فقيرة لا تتوافر فيها الإمكانيات المادية لمعرفة نسبة المواليد والوفيات والزواج والطلاق وعدد أفراد الأقليات الدينية.. إلخ، أو إذا توافرت تلك الإحصائيات فإن العديد من الدول التي تقيم فيها الأقليات الإسلامية تفرض عليها طوقاً من السرية والكتمان خوفاً من إثارة المشكلات الطائفية والعرقية.

    وتأتي مشكلة المصادر لتزيد الأمر صعوبة، فأغلب المصادر الغربية تميل إلى التقليل من أعداد المسلمين، في حين تبالغ الكثير من المصادر الإسلامية في ذلك. لذا اعتمدنا في هذه الدراسة على الإحصائيات الرسمية الصادرة عن الدولة نفسها في حال توافرها، إضافة إلى مصدر إسلامي متخصص في دراسة الأقليات الإسلامية.

    ومما يزيد أوضاع الأقليات الإسلامية سوءًا انخفاض متوسط الدخل السنوي لأفرادها، وازدياد نسبة الأمية، وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض والأوبئة، وما ينجم عن ذلك كله من ارتفاع معدلات الوفيات، ويظهر ذلك جلياً في أفريقيا، ووسط الأقليات الإسلامية الكبيرة العدد في الهند والفلبين

    وقد أدى هذا الوضع إلى معاناة هذه الأقليات مما يمكن تسميته بالتهميش السياسي الذي يظهر في قلة مشاركتهم في أنظمة الحكم والإدارة بما يتوافق مع نسبتهم العددية، وهذا بدوره أثر في مدى اهتمام حكومات الدول التي يعيشون فيها بمطالبهم وحقوقهم. وتأتي بعد ذلك مشكلة الذوبان الثقافي والهوية الإسلامية التي يشعرون بأنها تواجه تحديات كبيرة وسط المجتمعات غير الإسلامية التي يعيشون فيها.هذه أبرز سمات المشهد من بعيد، وبالاقتراب تزداد الصورة وضوحاً..


    • الأقلية الإسلامية في ليبيريا


    نشأت ليبيريا نتيجة جهود جمعيات وهيئات تحرير العبيد؛ وبخاصة جمعية الاستعمار الأمريكية التي نشأت في الولايات المتحدة في أوائل القرن التاسع عشر عندما تطورت فكرة إنشاء مأوى للعبيد المحرَّرين في وطنهم الأصلي في إفريقيا ليقيموا فيه بعد أن كانوا يعملون أرقاء في المزارع الأمريكية؛ إذ أوفدت الحكومة الأمريكية بعثات استكشافية لإفريقيا للبحث عن مناطق ملائمة لإقامة هؤلاء الأفارقة، ووقع الاختيار على منطقة ليبيريا، وكانت تعرف آنذاك باسم ساحل الجنوب، ووصلت إليها أول دفعة من العبيد الأمريكيين المحررين عام 1820م.
    وكانت البداية بتأسيس مدينة منروفيا (العاصمة) سنة (1237هـ - 1821م) على الساحل ثم التوغل نحو الداخل على حساب الدولة الإسلامية التي نشأت في مرتفعات فوناغالون في غينيا حالياً، وهي التي امتدت إلى ليبيريا الحالية. وكانت دولة قوية ساهم في تأسيسها قبائل الفولاني لتضم دول غرب إفريقيا وخاصة غينيا، وغينيا بيساو، وسيراليون، وليبيريا، وساحل العاج، وحتى الآن تتركز السلطة في أيدي الأمريكيين السود الذين هاجروا إلى هذه المنطقة رغم أنهم يشكلون 5% من جملة السكان، وحرمت منها الأقلية المسلمة التي تكاد تصل نسبتها إلى حد الثلث وفي بعض المصادر أن عددهم تعدى النصف.

    أصيبت ليبيريا بحربين أهليتين بين عامي 1989 - 1996م ، و 1999 - 2003م، فخرج منها مئات الآلاف لاجئين، وهي أقدم دولة استقلالاً؛ حيث حصلت على استقلالها في سنة (1263هـ - 1864م).
    عدد سكان ليبيريا: يتعدى 3.500.000 نسمة حسب تقديرات يوليو 2006م.
    وتوزيعهم كالآتي: 25٪ من السكان مسلمون، 65 % أديان محلية، 10 % نصارى.
    الجماعات العرقية: تشكل الجماعات الإفريقية الأصلية نحو 95 % من السكان، وتضم عدداً من القبائل يصل عددها إلى 35 قبيلة أهمها: الكبيلي 20 %، والباسا 14 %، والجيو 9 %، والجريبو 8 %، والكرو 8 %، والمانو 7 %، والماندنجو 4 %. ويشكل الأفارقة الأمريكيون (العبيد المحررون) نحو 5 % من السكان.

    مشكلات المسلمين في الوقت الحاضر
    في مقدمة هذا المشاكل انتشار الفقر والجهل بين القبائل المسلمة التي لا تمتلك سوى مدرسة أهلية واحدة كانت قد أسستها رابطة العالم الإسلامي مؤلفة من ثلاثة طوابق لتعليم القرآن واللغة العربية، بينما يسيطر المبشرون على معظم المدارس الأخرى التي يرفض معظمها إلحاق المسلمين بها، وتشترط اعتناق المسيحية مقابل التعليم بالمجان، ولا يمتلك المسلمون أي مستشفيات خاصة بهم.
    هناك أيضاً مشكلة قلة عدد المساجد في العاصمة منروفيا؛ حيث لا يمتلكون سوى 5 مساجد فقط، بينما يبلغ عدد الكنائس 43 كنيسة.

    ومن العقبات أيضاً شدة التغلغل الأمريكي والإسرائيلي في البلاد ومحاربتهم للمسلمين؛ حيث تحتكر شركة «فاير ستون» الأمريكية محصول المطاط الذي يشكل جزءاً كبيراً من صادرات ليبيريا، ويتركز الاقتصاد الليبيري كله في يد أمريكا وإسرائيل التي ينتشر خبراؤها في البلاد ويقفون مع الأنظمة الحاكمة لوقف المد الإسلامي.

    ومؤخراً بدأت أوضاع المسلمين في التحسن في ظل مجاورتهم دولاً ذات أكثرية إسلامية مثل غينيا وسيراليون، وظهور بعض القيادات القوية مثل السيد محمد كروماه (رئيس اتحاد الروابط الليبيرية الأمريكية)، كما أسس المسلمون منظمتين إسلاميتين بمنروفيا، هما: المنظمة العربية للدراسات ومهمتها نشر الدعوة بين غير المسلمين، والمنظمة الإسلامية للتعليم التي أنشأت مركزين لتخريج الأئمة وتعليم القرآن الكريم واللغة العربية للمسلمين الجدد، وتوفير مصدر دخل لهم في ظل وضعهم الاقتصادي الجديد.

    ولكن يبقى اهتمام الجماعات الإسلامية والمنظمات الإسلامية بمسلمي ليبيريا ضعيفاً ولا يوازي ما ينتظره القائمون على نشر الإسلام في غرب إفريقيا.






  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مواضيع شيقه ورائعه
    ولكن هل ممكن اضافه البعد المذهبي والطائفي على هذا البحث كي نعلم تماما الاتجاه الحقيقي لهذه الاقليات

    تعليق


    • #3
      اخى فالح
      شكرا لمرورلاك الكريم ومتابعتك لكل مايستجد فى الاقسام المحتلفة
      ساحاول بقدر الامكان ذكر المذاهب المختلفة مع عدم الخوض فى اى مناقشات تتعلق بذلك
      الاقليات المسلمة فى العالم ...
      ملف شامل ومتجدد
      (2)
      مسلمو بوروندي

      = 350) this.width = 350; return false;">


      بوروندي: دولة من دول وسط إفريقيا، يحدها من الشمال رواندا، ومن الغـرب الكونغـو، ومن الشرق والجنـوب تنزانيـا. وهي دولة داخلية لا سواحل لها، وتقع ضمن هضبة البحيرات.
      عدد سكان بوروندي حوالي 10 ملايين نسمة (بحسب إحصائية عام 2007م).

      تتوزع الأديان على النحو التالي:

      60 % كاثوليك، 10 % مسلمين، 30 % ديانات تقليدية محلية. وترتفع نسبة المسلمين بين الأجانب، ويقدر عدد المسلمين بحوالي (1.288.000 نسمة). وصل الإسلام بوروندي من شرقي إفريقيا؛ حيث كانت قوافل الدعاة والتجار تتحرك بين الساحل والداخل، وازدهرت الدعوة الإسلامية في بوروندي في عهد سلاطين زنجبار.

      وينتمي السكان إلى ثلاث مجموعات عرقية:
      الأولى هي الجماعات الزنجية من قبائل الهوتو ويشكلون أكثر من ثلاثة أرباع سكان بوروندي 85 %.
      والمجموعة الثانية تتكون من قبائل التوتسي وتنتمي إلى أصول حاميَّة اختلطت بالزنوج، وتشكل حوالي 14 % من جملة السكان.
      والمجموعة الثالثة من الأقزام ونسبتها ضئيلة 1%، وهناك جماعات تشكل أقلية مهاجرة من مالي والسنغال وغينيا ومن الهند وباكستان وعربية أيضاً. وتعد السواحلية لغة التجارة في بوروندي ويلم بها معظم السكان، والفرنسية هي اللغة الرسمية.

      ويعمل معظم أفراد هذه القبائل في الزراعة لتوفير المحاصيل الضرورية لأسرهم، وبعضهم يُعنَى بتربية الأبقار وزراعة البن.

      بحلول القرن الخامس عشر الميلادي غزا التوتسي بوروندي من جهة إثيوبيا. وكانوا أكثر قوة من الهوتو الذين وافقوا على زراعة المحاصيل من أجل التوتسي، وبالمقابل وافق التوتسي على حماية الهوتو؛ إلا أن مجموعة صغيرة من طبقة النبلاء تعرَف باسم الجانوا، ظلوا يحكمون بوروندي. وينحدر الجانوا من سلالة التوتسي غير أنهم لم يعتبَروا من التوتسي أو الهوتو. ولقد حكموا كلاً من التوتسي والهوتو، وحازوا ثراء عريضاً. ولبوروندي ملك يطلق عليه اسم الموامي، غير أن الجانوا يقيِّدون سلطاته.

      في 1897م احتل الألمان بوروندي ورواندا. وفي عام 1923م أصبحت رواندا أوروندي إقليماً تحت الانتداب تديره بلجيكا، وفي عام 1946م أصبحت مملكة بوروندي المستقلة. واقترعت رواندا لتصبح جمهورية رواندا، ثم أصبحتا دولتين مستقلتين في الأول من يوليو 1962م. وكان التوتسي حينئذٍ قد سيطروا على بوروندي.

      عقب استقلال بوروندي أدى سوء الظن المتبادل بين الهوتو والتوتسي، إلى اضطراب مستمر في المنطقة؛ حيث عارضت الهوتو حكم التوتسي. وفي عام 1965م اغتال متعصبون رئيس الوزراء بيير نجنداندوموي. وفي وقت لاحق من العام نفسه أطلق متمردون من الجيش النار على ليوبولد بيها، خليفة نجنداندوموي. ثم شُفي ليوبولد، ولكن حل محله مايكل مايكامبيرو قائد الجيش في بوروندي. وفي عام 1966م أطاح مايكامبيرو بالملك وأعلن بوروندي جمهورية، ونصب نفسه رئيساً. وفي عام 1972م أدت ثورة فاشلة قام بها الهوتو ضد التوتسي إلى مقتل حوالي مائة ألف شخص، معظمهم من الهوتو. وفي عام 1976م أصبح العقيد جان باتيستا باجازا رئيساً؛ بعد أن قاد مجموعة من ضباط الجيش ضد الحكومة. وفي عام 1981م أقر الناخبون دستوراً جديداً للبلاد، نص على قيام مجلس وطني. وفي 1982م انتخب المجلس باعتباره أول هيئة تشريعية في بوروندي منذ عام 1965م.

      تدهورت العلاقات تحت قيادة باجازا بين حكومة بوروندي والكنيسة الكاثوليكية ذات النفوذ؛ حيث أصبحت إقامة الصلوات تحتاج إذناً من الحكومة. وأدى عدم الرضا في صفوف الجيش، بسبب العلاقات مع الكنيسة، إلى الإطاحة بباجازا في سبتمبر 1987م. خَلَف الرائد بيير بيويوا باجازا وعمل من أجل إتاحة حريات دينية أكبر في بوروندي. أقرت بوروندي دستوراً ديمقراطياً جديداً في مارس 1992م. وجرت أول انتخابات رئاسية بالبلاد في يونيو 1993م، فاز فيها زعيم الجبهة من أجل الديمقراطية ملتشور نداداي، من الهوتو، وأصبح رئيساً لبوروندي. وفي أكتوبر من العام نفسه اغتاله بعض الجنود التوتسي في محاولة انقلابية. أعقب هذه المحاولة حرب أهلية عرقية واسعة قتل فيها أكثر من نصف مليون شخص وألقيت جثثهم في النيل، وهو ما أدى إلى تلوث مياه النيل بدرجة كبيرة.

      أهم مشاكل المسلمين في بوروندي:
      يعاني المسلمون في بوروندي من الفقر، والجهل، والمرض، والتبشير، وعدم وجود دعاة يعلمونهم أصول دينهم، وعدم وجود مدارس إسلامية فضلاً عن انتشار الأمراض الأكثر فتكاً في إفريقيا مثل الإيدز والملاريا وغيرها من الأمراض.
      يحتاج المسلمون إلى كتب تعلمهم شؤون دينهم باللغة السواحلية أو الفرنسية ويحتاجون إلى المساجد والمصاحف والوقوف بحزم أمام حملات التنصير والتبشير التي تتبناها الكنيسة الغربية (أمريكا وأوروبا).



      تعليق


      • #4
        الاقليات المسلمة فى العالم ...
        ملف شامل ومتجدد


        مسلمو جنوب السودان



        برغم حرص معدي حفل استقلال دولة جنوب السودان التي ظهرت للوجود يوم 9 يوليه 2011 علي بدء الحفل بترانيم ومواعظ كنسية، وكذا تلاوة أحد المسلمين الجنوبيين آيات من القرآن في إشارة لتسامح هذه الدولة الجنوبية الجديدة مع مسلمي جنوب السودان الذين لا يعرف تعدادهم بدقة وإن كانت الخرطوم تقدر نسبتهم بحوالي ثلث السكان مقابل ثلث للمسيحيين وثلث أو للوثنيين أصحاب الديانات الأفريقية في الجنوب، فلا يعني هذا أن مسلمي الجنوب سوف يعيشون في حرية ولا يتعرضون لأي أذي أو اضطهاد، لأن أوضاعهم قبل الانفصال كانت تشهد غلق لمعاهد إسلامية ومنع للحجاب في بعض المناطق بخلاف التهميش السياسي الذي لا يزالون يعانون منه، حيث لا يتولى أي منهم أي مناصب سياسية كبيرة.

        فوفقا لمصادر دبلوماسية سودانية، هناك "عمليات تضييق كانت تجري على المسلمين في الجنوب قبل الانفصال من قبيل منع الأذان في عدد من ولايات الجنوب العشر، وتحويل بعض الخلاوي (أماكن تعليم القرآن) إلى خمارات، وغلق للجامعات والكليات والمصارف الإسلامية، وسعي لاستبدال المنهج السوداني العربي بالمناهج الكينية والأوغندية". وسبق أن كشفت وثيقة صادرة عن رئاسة الجمهورية السودانية مؤرخة بتاريخ سبتمبر 2007 عن بعض هذه "الخروقات" التي قامت بها "الحركة الشعبية" – الشريك الجنوبي– فيما يخص اتفاقية سلام "نيفاشا" الموقعة في يناير 2005 ضد المسلمين في الجنوب تضمن تضييق علي مسلمي الجنوب.

        كما ذكرت مصادر بوزارة الإرشاد والأوقاف السودانية لموقع "سودان سفاري" أن الحكومة المركزية في الخرطوم اضطرت – قبل الانفصال - للتدخل لوقف هذه الانتهاكات ضد المسلمين في الجنوب والتي تزايدت مع اقتراب موعد التعداد السكاني الذي سبق استفتاء تقرير مصير الجنوب فيما بدا أنه محاولة لإجبار المسلمين على الرحيل من الجنوب قبل التعداد. ومن الانتهاكات التي رصدتها وزارة الأوقاف حيئنذ: منع ارتداء الحجاب بالنسبة للفتيات الطالبات، بخلاف قرار لحكومة الجنوب بمنع وجود بنوك إسلامية بالإقليم تعمل وفقا للصيغ الإسلامية، والتضييق على وجود مكاتب ديوان الزكاة ومماطلتها في السماح لها بالعمل، والحملات عليها التي يقال إن "عصابات مسلحة تقودها ضد الوجود الشمالي وضد وجود المسلمين في الجنوب في ظل صمت حكومة الجنوب".

        وبالرغم من هذا الحصار العام حول مسلمي جنوب السودان منذ الثمانينات مع ظهور الحركة الشعبية الجنوبية ودخول الشمال والجنوب في حرب أخذت الطابع الديني في بعض مراحلها، فقد نشأت بينهم قيادات ورجال صالحون يعلمون القرآن وينشرون الدعوة، وقد زادتهم الصحوة الإسلامية التي عمت كل أنحاء العالم قوة، فبدءوا ينشطون أكثر نحو الدعوة الإسلامية ويوحدون جهودهم حتى أنشئوا الجمعيات والهيئات العديدة مثل الهيئة الإسلامية العليا لجنوب السودان عام 1983 وتعاونوا مع منظمة الدعوة الإسلامية التي افتتحت فروعا لها هناك وتزايدت نشاطها بقوة خلال عام 1992، 1993، حيث يوجد نحو 40 فرعًا للهيئة العليا لمسلمي الجنوب في الولايات الجنوبية.

        ورغم سعي الحركة الجنوبية الحاكمة في الجنوب لتأكيد أن الحكم في الجنوب علماني لا ديني وأن الجنوب مستثنى من القوانين الدينية، فقد أدي سعي الجنوبيين دوما لرفع راية المسيحية هناك وتغلغل الكنيسة في الحياة السياسية والعامة لصبغ البلاد بصبغة دينية مسيحية، ما يزيد التعصب الديني ويدفع لاضطهاد المسلمين، وجاء التحدي الأكبر لهم بعد انفصال الجنوب ولهذا سعي بعضهم لتشكيل مجلس موحد لمسلمي الجنوب، طلبوا اعتراف حكومة الجنوب به ليضمن وجود ممثل ومتحدث رسمي باسم المسلمين يدافع عنهم وعن حقوقهم.

        خصوصية الجنوب
        وبرغم أن الجنوب به خصوصية عجيبة هي أن البيت الجنوبي الواحد توجد فيه عدة ديانات، ويمكن أن يكون أحدهم مسلم والأخر مسيحي والثالث وثني ، ولهذا كانت فلسفة جماعات الدعوة الإسلامية هي استعمال ثقافة التسامح في التعامل مع ذلك، إلى جانب أمور فقهية مثل عدم اللجوء لتغيير الأسماء بعد الدخول في الإسلام، وعدم الانقطاع عن الأسرة والعشيرة بعد الدخول في الإسلام.
        إلا أن هذه المجموعات الإسلامية التي تتولي تعليم الجنوبيين الإسلام واللغة العربية تعاني من مشكلات قلة الدعاة المؤهلين علميا والمتميزين بمخاطبة المواطن الجنوبي بلغاته المحلية، وقوة نشاط الكنيسة في مقابل الإسلام، وبعد انفصال الجنوب قد تعاني من الدعم الذي كان يأتيها من الخرطوم وبالتالي سوف تعمل كافة الجمعيات الإسلامية معتمدة علي "قوتها الذاتية"، ومحاولة توحيد العمل الإسلامي بالجنوب، فضلا عن السعي لقطع صلاتها بالجماعات الأم في شمال السودان والمطالبة بتسجيلها في دولة، مثلما فعلت "جماعة أنصار السنة المحمدية" و"المجلس الإسلامي لجنوب السودان".

        و ينقسم مسلمو جنوب السودان إلى حركات (صوفية وسلفية وأخرى حركية ذات صلة بإسلاميي السودان ‏عموماً)، وقد تدرجت مواقف المسلمين في جنوب السودان تجاه الانفصال: من رفضه في ظل المخاطر المحتملة، إلى الحياد والوقوف موقف المتفرج، والانكفاء إلى الداخل ولملمة الصف المسلم؛ لتحقيق مصالح الحفاظ على حريتهم الدينية، والإشراف على الأوقاف والهيئات الإسلامية بالجنوب كل ذلك نتيجة التجاهل الذي تعرضوا له خلال معالجة قضية الجنوب، وتحييدهم عن التفاوض.

        تعداد مسلمي الجنوب:
        وفقا للكتاب السنوي للتبشير والذي يصدره مجلس الكنائس العالمي، أورد إحصاءات عن عام 1981 حول الأديان في الجنوب قال فيها: "إن 65% من أهالي الجنوب (وثنيون لا يؤمنون بأي دين)، والبقية 18% مسلمون و17% مسيحيون، وإن الإسلام قوي في المدن بينما في الأرياف يزداد نشاط المسيحية والمنصرين"، ولكن إحصاءا أخرا لمجلس الكنائس العالمي أجري عام 1986 أكد أن قرابة 48% من الجنوبيين مسيحيين ونحو 31% من الجنوبيين يعتنقون الدين الإسلامي، والبقية (24%) تتوزع بين اللادينيين، وأصحاب الديانات الأفريقية الأخرى.
        وفيما يخص المعتقدات والأديان لسكان الجنوب فإنه لم يجر إحصاء علمي في الجنوب سوى عامي 1956 و1983، وقد خلا إحصاء 1983 من السؤال عن الدين، ولذا لا يوجد غير إحصاء 1956، وإحصاء مجلس الكنائس عام 1981،وكانت الخطة التي اعتمدها الاستعمار البريطاني في سياق خطة ما سمي (المناطق المقفولة) عام (1922م) تستهدف عزل الجنوب عن الشمال وإطلاق يد المنظمات والكنائس التبشيرية الغربية في الجنوب والإشراف علي التعليم بهدف إقامة سد (دولة جنوبية) تمنع تمدد الإسلام باتجاه الجنوب الأفريقي عموما، وبرغم هذا لم يفلح الاستعمار في تحويل الجنوب للمسيحية.

        وظلت الإحصاءات القديمة التي تقول إن المسيحية تشكل 5% من مجمل سكان السودان، و17% من سكان الجنوب (في مقابل 75% مسلمون لكامل القطر و18% مسلمون في الجنوب) هي المعلنة خصوصا أن الاستفتاء السوداني الأخير رفض إدراج خانة الدين.
        وهناك تقديرات أخري حكومية سودانية ترجح أن ثلث الجنوب مسيحيين والثلث مسلمين والثلث الباقي لا دينيين، ويقدر الأمين العام لمجلس الكنائس في السودان (حزقل كوتجوفو) عدد الجنوبيين المسيحيين بحوالي 3-4 ملايين أغلبهم من الكاثوليك؛ علما بأن الجنوب يسكنه حوالي 25 مليون نسمة.

        خطوات ذاتية للحفاظ علي الهوية الإسلامية:
        ومن أجل الحفاظ علي هويتهم، عقدت مبكرا في الفترة من 1-3 مارس 2010 فعاليات المؤتمر العام التأسيسي لمسلمي جنوب السودان بحضور ولايات الجنوب العشرة، ووسط مشاركة من علماء ومسئولين في الدول العربية والإسلامية ومنظمات المجتمع الدولي والإسلامي، وذلك قبل تصويت الجنوبيين علي استفتاء تقرير المصير في يناير 2011، وموافقتهم علي انفصال الجنوب عن الشمال .
        ونبعت أهمية هذا المؤتمر التأسيسي لمسلمي الجنوب – الذي سبق عقده في شمال وجنوب السودان عدة مرات – من عقده هذه المرة علي أرض الجنوب والإعلان فيه عن قيام (المجلس الإسلامي لجنوب السودان) رسميا ليكون هو الممثل الرسمي الوحيد المعترف به لدي حكومة الجنوب ليتحدث باسم المسلمين وأوقافهم وشئونهم، والمفترض أنه سوف يرعى رسميا شئون كل مسلمي الجنوب بعد الانفصال.

        وكان الهدف من هذا المؤتمر في المقام الأول هو توحيد المسلمين الجنوبيين الذين يشعرون – منذ توقيع اتفاقية سلام نيفاشا عام 2005 - بالتهميش من قبل حكومة الخرطوم في الشمال و"الحركة الشعبية" الحاكمة في الجنوب، حيث أغفلت الحكومة السودانية حقوقهم في اتفاقية السلام، ما أدي لاضطهادهم وإقصاؤهم من الحياة السياسية في الجنوب وعدم المشاركة في حكومة الجنوب.
        وقد أكد نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر العام التأسيسي لجنوب السودان المهندس "الشيخ بيش"، أن المؤتمر يهدف إلي "إنشاء جسم يدير شئون المسلمين في الإقليم وتدريب قياداته "، موضحا أن المؤسسات الدينية في الجنوب كانت تتبع في إدارتها للدولة السودانية، إلا أن اتفاقية السلام (نيفاشا 2005) نصت علي ترك أمر المؤسسات الدينية للمجتمع المدني.

        مستقبل المسلمين في الجنوب:
        كانت أغلب التوصيات الختامية للمؤتمرات التي عقدها مسلمو الجنوب تؤكد تطلعهم إلى الحريات والحقوق المقررة في دستور جنوب السودان الذي نصت عليه اتفاقية نيفاشا، ورغبتهم في المشاركة في فعاليات الأجهزة الجنوبية المختلفة المهشمين فيها، ومطالبتهم بإعادة حكومة الجنوب لمؤسساتهم الإسلامية، وتعيين الكوادر الجنوبية المسلمة كمناديب للجنوب في العديد من المشاريع ومنها منسقية الحج بجدة والمدينة.
        ولكن المشكلة أنه حتى الآن لا تزال الأمور معطلة وليس هناك تحرك جدي من حكومة الجنوب لطمأنة المسلمين في الجنوب علي مستقبلهم وتلبية مطالبهم، والمستقبل الوحيد المضمون هو قدرتهم علي التغلغل داخل المجتمع الجنوبي وانتزاع حقوقهم بأنفسهم وفتح الطريق أمامهم للعمل بحرية ودون عوائق بعدما كانت مؤسساتهم تتعرض للنهب والاعتداء عليها من قبل متطرفي الحركة الشعبية أو جماعات جنوبية أخري مسيحية متطرفة.

        فقد عاني مسلمو الجنوب كثيرًا لأكثر من سبب خصوصا في ظل انقطاع أي عون إسلامي حقيقي لهم سواء من الحكومة السودانية لعدم سيطرتها علي الأرض، أو المنظمات الإسلامية التي لا تنشط كثيرا هناك، وبالمقابل يواجهون حملات تبشير وتنصير شرسة ودورات من الاضطهاد الديني والسياسي لهم، ولكنهم استطاعوا – رغم ذلك - الحفاظ على كيانهم وشخصيتهم المسلمة.
        وجزء كبير من معاناة هؤلاء المسلمين يرجع للحرب المخططة والمنظمة من بعض الجهات الكنسية الغربية ضدهم فضلا عن تكاسل مسلمي الشمال والمنظمات الإسلامية عن مشاكلهم.
        والآن بعد استقلال الجنوب وخلق أمر واقع جديد، فمن الطبيعي أن يكون هناك نشاط أكبر ومحاولات أعمق لتوحيد صفوف المسلمين وانخراطهم أكثر في الحياة السياسية، والسعي للاعتماد علي الذات قبل أن يكونوا ضحايا انفصال الجنوب.

        تعليق


        • #5
          الاقليات المسلمة فى العالم ...
          ملف شامل ومتجدد


          الأقلية المسلمة في مالاوي
          ..


          تقع دولة مالاوي في الجنوب الشرقي من إفريقيا جنوب خط الاستواء، تحدُّها تنزانيا من الشمال الشرقي، وزامبيا من الجنوب الغربي، وتحيط موزامبيق بنصفها الجنوبي.
          يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة (طبقاً لتقديرات عام 2008م)، وتوزيع الأديان فيها على النحو التالي :

          بروتستانت (55 %)، روم كاثوليك (20 %)، مسلمون (20 %)، معتقدات تقليدية (3 %)، آخرون (2 %) . هذا معناه أن المسلمين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين نسمة.

          وقد رُسمَت السياسة الاجتماعية الحكومية وَفْقاً لنسبة السكان. فنسبة المسلمين في السجلاَّت الرسمية 12 %؛ ولذلك فإن السياسة تطبَّق وَفْقاً لهذه النسبة، ومثال ذلك: تقسيم المساعدات التي تأتي من الخارج يكون وَفْقَ هذه النسبة، والحقيقة أن شيئاً لا يُعطى للمسلمين.
          كما أنه لا توجد دروس دينية في مدارس الدولة؛ باعتبار أن النسبة هي 12 % فقط، والحكومة المالاوية ترفض قبول طلب تدريس العلوم الدينية في المدارس متذرِّعة بأن عدد المسلمين "غير كافٍ". أما المسلمون المالاويون فإنهم يؤكدون أن نسبتهم لا تقلُّ هناك عن40 %.

          وتنقسم الجماعات الإثنية إلى: التشيوي والنيانجا والتومبوكو والياو واللوموي والسنيا والتونجا والنجوندا. وتشكِّل جماعة التيشيوي 90 % من سكان الوسط، ويعيش النيانجا في الجنوب والتومبوكو والتونجا في الشمال، أما الياو المسلمون فيتركزون على الحدود الجنوبية الشرقية.
          اللغات الرسمية هي الأندليزية والشيشيوا ويتحدث المسلمون (لغة الياو ولغة النيانجا).
          ولمعرفة بدايات الإسلام في مالاوي يجب الرجوع إلى التاريخ الذي دخل فيه الإسلام إلى موزمبيق؛ ذلك أن قبيلة الياو - وأصلها من موزمبيق - هي التي أدخلت الإسلام إلى مالاوي، وكان ذلك بين عامي 1850م - 1870م؛ حيث اعتنقت هذه القبيلة الإسلام حوالي القرن الخامس عشر لما أسس تجار العرب من شرق إفريقيا مركزهم التجاري في موزمبيق عند منطقة تيتي.
          وتعتبر مدينة منغوش من المدن الإسلامية الموجودة في مالاوي، وهي مهددة بالنشاطات التبشيرية من كل الجهات لتحويل المسلمين عن دينهم الحنيف إلى الكفر.

          تعيش دولة مالاوي أقصى درجات البؤس؛ في حين أنها تمتلك جميع المقومات التي تجعلها غنيَّة مرفَّهة؛ وذلك بسبب الاستعمار الإنجليزي الذي نهب الثروات حتى بعد خروجه من البلاد بفضل عملائه الذين يشرفون على النهب المنظم لخيراتها.
          وتتجلى صورة البؤس هذه أكثر ما تتجلى لدى السكان المسلمين؛ ذلك أن الإدارة بيد النصارى، وواضح لكل ذي عينين الظلم وعدم المساواة في التعامل مع المسلمين، ومبشرو النصارى أحاطوا بهم مثل خيوط العنكبوت. وبالإضافة إلى ذلك يزيد الجهل والفقر المنتشرين بين المسلمين حالهم بؤساً على بؤس.

          وحيثما اتجهت تجد أثراً من آثار المبشرين؛ فلهم مدارس بدءاً من التعليم الابتدائي وحتى المستوى الجامعي، ولهم دور أيتام ومستشفيات ولهم أيضاً مراكز صحية حتى في القرى... فالشعب المالاوي مطوَّق من كل الجهات. وحتى الكوريون جاؤوا إلى مالاوي يحاولون استمالة المالاويين إلى دينهم.
          إن من أكبر المشكلات التي يعيشها المسلمون في مالاوي هي مشكلة التعليم؛ فنسبة من يعرف القراءة والكتابة في البلاد هي 58 %، وتنزل هذه النسبة بين المسلمين إلى 30 %؛ بيد أن حال المسلمين في مالاوي ليس كلُّه على هذا النحو؛ فهناك مَنْ هم على درجة كبيرة من الغنى ممن يعيشون في القصور، وهؤلاء من الهنود المسلمين، وعددهم خمس مائة ألف نسمة؛ أي ما يعادل 10 % من عدد المسلمين في البلاد.

          هؤلاء المسلمون الهنود، جاء بهم الإنجليز وأسكنوهم في البلاد، والتجارة بأيديهم. ومنهم من يمارس الفلاحة في حقول كبيرة.
          أهم المنظمات العاملة في مالاوي: تُعَدُّ رابطة المسلمين المالاويين المنظمة الأم.
          وهناك منظمات إسلامية إنمائية ودعوية عربية تعمل، مثل: الوكالة الإفريقية المسلمة، وهي منظمة دعوية كويتية تعمل في مجال كفالة الأيتام ورعايتهم وبناء المساجد وتوزيع الكتب الإسلامية.

          وهناك أيضاً الندوة العالمية للشباب الإسلامي، التي تعمل في مجال الدعوة والإغاثة وتركِّز على برامج تربية النشء وتحفيظهم القرآن ورعايتهم صحياً وتعليمياً، كما توزع الكتب الإسلامية باللغة المالاوية، وتعقد المؤتمرات والندوات، ويوزعون الطعام خاصة في شهر رمضان كما يعملون في مجال حفر الآبار لتوفير المياه للمسلمين، وكذلك تنظيم دورات لإعداد الأئمة.
          والمطلوب حاليا تحويل المساعدات المالية إلى استثمارات حقيقية ينتفع بها المسلمون عملاً وإنتاجاً وتنمية، وتحويل بعض الاستثمارات الخيرية كمشاريع دائمة لدعم المسلمين. وأن تتفاوض الدول الإسلامية مع الحكومة الحالية بخصوص إعطاء المسلمين قدراً من الاهتمام مقابل ما تقـدمه هـذه الـدول مـن مساعدات لمالاوي. مع ضـرورة وضـع خطة إستراتيجية للدعوة، والتنسيق بين المنظمات العاملة هناك لتكامل الرعاية و تغطية الأهداف المرجوَّة.

          تعليق


          • #6
            الاقليات المسلمة فى العالم ...
            ملف شامل ومتجدد


            المسلمون في جنوب إفريقيا

            =

            يبلغ عدد المسلمين في جنوب إفريقيا 2 مليون نسمة، بنسبة تقارب 2 % . أما الأديان فتتوزع على النحو التالي: المسيحيون 68 %، وأصحاب المعتقدات التقليـدية 28.5 %، والمسلمون 2 %، والهندوس 1.5 %. وينقسـم السـكان إلى أربع جماعات عرقيـة: السود 75 %، والبيض 13.66 %، والملونين 8.6 %، والهنود2.61 %.

            وتنقسم الأقلية المسلمة إلى أعراق ثلاثة: (الإندونيسي الماليزي، الهنود، السود)، وتهيمن عناصر الملونين، خاصة ذوو الأصول الإندونيسية المالاوية، والهنود على التركيب الإثني للمسلمين هناك؛ حيث يمثلون 96 % من إجمالي المسلمين، بينما لا تزيد نسبتهم إلى إجمالي السكان عن 11 % ( 8.6 % ملونين، 2.61 % هنـود،)، وفـي المقـابل نجـد أن نسـبة السـود المسـلمين لا تزيد عن 3.5 % من إجمالي عدد المسلمين في البلاد رغم أنهم يمثلون (أي السود) 75 %؛ وهو أمر ساهمت فيه سياسات التفرقة العنصرية التي كانت سائدة حتى عام 1994م، والتي حالت دون انتشار الدعوة الإسلامية بفاعلية خارج نطاق الجماعات الإثنية المعتنقة للإسلام. ويتركز العرق الإندونيسي الماليزي في منطقة الكيب أما العـرق الهندي فيتركز في إقليم الناتاتل.

            وقد تواكب تخلُّص البلاد من النظـام العنصري عام 1994م مع مرور 300 عامٍ على وصول الإسلام إلى منطقة الكيب (رأس الرجاء الصالح)، ويمثل المسلمون رمزاً للمقاومة ضد المستعمر الهولندي وضد نظام التمييز العنصري؛ إذ كان المسلمون يمثلون في الثمانينيات أكثر من 10 % من السجناء السياسيين بينما كانت نسبتهم تقل عن 2 % من السكان.
            وللمسلمين في جنوب إفريقيا حضور سياسي قوي؛ حيث زاد عددهم على 22 نائباً من أصل 400 نائب وأغلبهم نواب في أحزاب مختلفة غير إسلامية. أما الأحزاب الخاصة بالأقلية الإسلامية فأهمها: حزب المسلمين الأفارقة، وحزب جماعة المسلمين. وفي عام 2000م استطاع حزب المسلمين الأفارقة الفوز بمقعدين في الهيئة التشريعية المحلية في مقاطعة غرب الكيب، وارتفعت إلى ثلاثة مقاعد عام 2006م ولهم خمسة مقاعد في البرلمان الحالي. وقد ضمَّت حكومة مانديلا أربعة وزراء وعشرة سفراء من المسلمين.

            ويبلغ عدد المساجد 500 مسجد، وعدد المراكز الإسلامية 30 مركزاً، وعدد المدارس الإسلامية 85 مدرسة. وأما على الصعيد الإعلامي هناك العديد من الصحف الخاصة بالمسلمين، مثل جريدة «الأمة» التي تصدر في (ديربن) وجريدتي (الجمعية) و (القلم) اللتين تصدران في (كيب تاون) و (جوهانسبرغ)، وقد مضى على إصدارهما أكثر من 20 عاماً، بالإضافة إلى ذلك توجد ثلاث محطات إذاعية إسلامية ناطقة بالإنجليزية، إحداها تصل إلى أكثر من 50 دولة في العالم عن طريق القمر الصناعي، ويقوم على إدارتها مجموعة من كبار علماء المسلمين في جنوب إفريقيا، وتصل بوضوح إلى دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط.

            وفي القرن الحالي بدأ الاتصال القوي بين المسلمين في جنوب إفريقيا والعالم الإسلامي، وأخذت بعض الحركات الإسلامية تتجه إلى هناك، فظهرت النقشبندية، وظهر الإخوان المسلمون، كما ظهر الاتجاه السلفي، وبدأ يظهر وجود شيعي، لا سيما مع تزايد اتجاه الجاليات اللبنانية نحو جنوب إفريقيا للاستثمار والتجارة .

            وقامت الأقلية المسلمة في جنوب إفريقيا بتأسيس العديد من الجمعيات الإسلامية المؤثرة، منها:
            "المنظمة التعليمية في جنوب أفريقيا" و "اتحاد الشباب المسلم"، ومن المؤسسات الخيرية: "الوكالة الإسلامية الإفريقية" و "جمعية هلال الأمل الطبية"، ومن الجمعيات المعنيَّة بشؤون المسلمين في الدعوة والفتوى والأحوال الشخصية وغيرها: "جمعية اتحاد علماء المسلمين في جنوب إفريقيا" و "مجلس القضاء الإسلامي".
            ومن أبرز التحديات التي تواجه الأقلية المسلمة في جنوب إفريقيا:
            1 - نزوح العديد من أبناء المسلمين من مناطقهم إلى مناطق أخرى بعد الخروج من الحقبة العنصرية.
            2 - قضايا فقه الواقع والنوازل وما يستجد من مستحدثات العصر.
            3 - موجة التوجس والعداء تجاه العمل الإسلامي والتضييق عليه بدعوى الإرهاب




            تعليق


            • #7

              الاقليات المسلمة فى العالم ...
              ملف شامل ومتجدد





              مسلمو أوغندا
              بين التهميش والمد التنصيري

              =


              تعد أوغندا إحدى بلدان شرق أفريقيا، وبالتحديد منطقة البحيرات العظمى ويحدها من الشرق كينيا ومن الغرب جمهورية الكونغو الديمقراطية ومن الشمال السودان ومن الجنوب رواندا وبروندي، وكانت أوغندا من قبل حلما أسطوريا لكل المكتشفين والرحالة الذين انطلقوا بحثا عن منابع نهر النيل وعن بحيراتها الكثيرة وغاباتها الواسعة، ففيها بحيرة ألبرت وجورج وإدوار وفكتوريا التي تعد المنبع الحقيقي لنهر النيل ولعل وفرة البحيرات والمعدل المتوسط لسقوط الأمطار كانا الضمان لأوغندا من عدم الجفاف والتصحر، فهي خضراء دائما بسبب موقعها المهم واعتدال أجوائها

              دخول الإسلام
              وقد دخل الإسلام أوغندا عبر العديد من التجار المسلمين من السودان ومصر، حيث كان التجار المسلمون يحملون البضائع والهدايا إلى ملوك القبائل الأوغندية بالإضافة إلى دورهم الدعوى إلى دين الله، وعرض الإسلام على كل من يتعامل معهم وعلى الملك داود الثاني ملك قبيلة بوكندا الذي أسلم وحسن إسلامه، ومنذ ذلك الحين أخذ الإسلام يشق طريقه بين القبائل الأوغندية، وقد أدت الحملة المصرية على منابع النيل في القرن التاسع عشر دورا مهما في نشر الإسلام عبر إرسال العلماء إلى هناك للمشاركة في العمل الدعوي وهداية الأوغنديين، وقد حققت هذه البعثات نتائج مهمة وانطوى عدد كبير من الأوغنديين تحت لواء الإسلام وأسست ممالك إسلامية عديدة، ويفخر المسلمون في أوغندا بأن الدين الإسلامي هو أول دين سماوي يدخل الأرض الأوغندية، فقد سبق الديانات المسيحية كما سبق الوثنية بعشرات السنوات، غير أن الوسائل الخبيثة التي لجأ إليها الاستعمار في إشاعة الأمية في أوساط المسلمين وكذلك الفقر لدرجة أفقدتهم أي نفوذ في أوغندا رغم أنهم شكلوا الأغلبية لأوقات طويلة وبنسب كبيرة على معتنقي الديانة المسيحية والوثنيين على حـد سواء


              تهميش سياسي
              وقد عانى مسلمو أوغندا في العقود الأخيرة من حالات تهميش سياسي واقتصادي، فرغم أنهم كانوا يشكلون 40 % من سكان البلاد إلا أن هذه النسبة قد تراجعت إلى 20% من عدد السكان البالغ تتعداهم 25 مليون، أي أن أعداد المسلمين تصل إلى حوالي 5 ملايين نسمة.

              هذا ولم يشهد المسلمون صعودا سياسيا إلا في عهد الرئيس الأوغندي الراحل الجنرال عيدي أمين الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري في ظل الرئيس الأوغندي حينذاك ميليون أبوتي وعمل خلالها على إعلاء شأن الإسلام في بلاده فقام بالحد من الحريات التي كانت تتمتع بها الإرساليات التبشيرية فطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من كمبالا، وألقى القبض على أفرادها وقرر انضمام أوغندا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وشن حرباً على الجماعات المرتدة مثل البهائية و القاديانية، التي عملت على إشعال الحرب بين أوغندا وتنزانيا وانتهت باندحار قوات عيدي وطرده من السلطة وعودة أبوتي إلى الحكم ومنذ ذلك التاريخ أي في نهاية حقبة السبعينات من القرن الماضي يعاني المسلمون من تهميش سياسي رهيب، فرغم أنهم يشكلون 20 % من سكان البلاد إلا أنهم محرومون من الوصول إلى مناصب قيادية في السلطة أو في الجيش

              أمية وتخلف
              ويعاني مسلمو أوغندا حزمة من المشكلات يأتي في مقدمتها الفقر والمرض والجهل والتخلف، وذلك بسبب الأمية التي تتفشى فيهم، فكلنا يعلم أن التعليم في أوغندا قد بدأ على يد الإرساليات التبشيرية مما أدى لابتعاد الأغلبية العظمى من المسلمين عنها خوفا على عقيدة أطفالهم الدينية، خصوصا أن أوغندا قد شهدت طوال تاريخها موجات تنصيرية شديدة استهدفت مناطق المسلمين مستغلة الفقر والحاجة ومدت يدها إلى أهالي هذه المناطق عبر إنشاء المستشفيات والمدارس ورعاية الأيتام والجوعى متزامناً مع وجود يهودي مكثف خصوصا أن الصهيونية العالمية لم تنس أن أوغندا كانت إحدى ثلاث بلدان اختارهما وزير المستعمرات البريطاني تشمبرلين وطناً قومياً لليهود


              إرث صهيوني نصراني
              من ثم فإن هذا الإرث النصراني الصهيوني الشديد أثر بشدة على أوضاع المسلمين في أوغندا، فهم يعانون الفقر الشديد في مناطق توينا وامبالي وانكانكافورت وبورتل وسوروبي وخلوها من أي خطط تنموية مما أسهم في تزايد الفقر في أوساطهم وسمح لمنظمات التنصير التي تغرق البلاد في مقدمتها الكنيسة الإنجيلية التي تعد أوغندا أرضا خصبة للعمل التنصيري، ومنظمة بلا حدود كموميشون والإرساليات المعمدانية، ويعزز عمل هذه الإرساليات وجود شبكة قوية من الإذاعات المحلية تضم 4 إذاعات على رأسها كرتولايف، وراديو أوغندا وراديو ماريا توب وراديووعد، ومن الأندية الماسونية مثل الروتاري والليونز


              ثمار قليلة
              ورغم المناخ المهيأ للجماعات التنصيرية وإمكاناتها الصحية إلا أن النتائج التي حققتها لا تقاس بقدر النفقات التي أنفقت عليها، فالمسلمون في أوغندا تحدوا كل الظروف وما زالوا متمسكين بدينهم، ناهيك عن أن أوغندا تعد من أكثر الدول التي يقبل فيها الوثنيون على اعتناق الإسلام يومياً؛ غير أن هذا الوجود المكثف لجماعات التنصير أسهم في تنامي نفوذها لدرجة أنها أوعزت إلى البرلمان الذي يضم 35 عضواً مسلما من جملة أعضائه الـ 308 ليتبنى تغييراً في قوانين الأحوال الشخصية.


              طموح إسلامي
              وقد شجعت هذه الخطوة المسلمين على الشعور بأهميتهم في المجتمع وضرورة استغلال هذا الدور في انتزاع تنازلات من الحكومة وزيادة نصيب المسلمين في التشكيلة الوزارية التي يشغل المسلمون 3 مناصب وزارية فيها، ووصل الطموح الإسلامي في الدعوة التي أطلقها مفتي أوغندا شعبان رمضان موباجي الذي طالب فيها بحق المسلمين في الحصول على منصب نائب رئيس الجمهورية ونقل موباجي هذا الطلب إلى الرئيس موسيفيني الذي رحب به مما يدلل على أن المسلمين في أوغندا قد بدؤوا ينفضون غبار الماضي ليستعدوا للحصول على حقوق توازي أعدادهم


              الدعم الإسلامي
              ويراهن مسلمو أوغندا في ذلك على ضرورة وجود دعم إسلامي لجمهورهم لاستعادة وزنهم السياسي والاقتصادي الذي شهد في الفترة الأخيرة تصاعداً نتيجة تراجع نسبة الأمية في صفوفهم وتوسيع المسلمين من ممارسة أنشطة اقتصادية وتجارية ووجود بعض المنظمات الإغاثية الإسلامية، التي ما زالت تعمل في البلاد وتدعم بناء المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية غير أن هذا الوجود لا يقارن من بعيد أو قريب بالوجود المكثف للمنظمات التنصيرية متأثرا بالحملة العالمية على الإرهاب التي اهتمت بإغلاق العديد من مراكز الإغاثة الإسلامية التي كانت ترعى فقراء المسلمين وتكفل أيتامهم وتتكفل بنفقات الدراسة لأبنائهم.


              نظرة مستقبلية
              وعن مستقبل مسلمي أوغندا يرى موباجي أن دور المسلمين في المجتمع الأوغندي في تصاعد وأعدادهم في تنامي نتيجة إقبال العديد من غير المسلمين على اعتناق الإسلام وتحرك المسلمين للتغلب على المشكلات التي حالت دون أدائهم دورا سياسيا كبيرا لافتا إلى أن هناك إقبالا من المسلمين على تعلم مبادئ الإسلام وحفظ القرآن الكريم وإجادة اللغة العربية.

              وطالب موباجي الهيئات الإسلامية مثل الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي والجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية بدعم مسلمي أوغندا ومضاعفة عدد المنح الدراسية الممنوحة لهم وزيادة عدد الدعاة ومحفظي القرآن حتى تنجح في خلق صحوة إسلامية تعيد للمسلمين هناك دورهم الطبيعي



              تعليق


              • #8
                السلام عليكم
                موضوع راائع ..
                وان دل على شيء فانه يدل على سعة علم كاتبه ..
                اسأل الله ان يقبل منك العلم والعمل
                { وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ سَيُؤْتِينَا اللّهُ مِن فَضْلِهِ }



                تعليق


                • #9
                  الاقليات المسلمة فى العالم ...
                  ملف شامل ومتجدد
                  (7)


                  مسلمو أوغندا
                  بين التهميش والمد التنصيري




                  تعد أوغندا إحدى بلدان شرق أفريقيا، وبالتحديد منطقة البحيرات العظمى ويحدها من الشرق كينيا ومن الغرب جمهورية الكونغو الديمقراطية ومن الشمال السودان ومن الجنوب رواندا وبروندي، وكانت أوغندا من قبل حلما أسطوريا لكل المكتشفين والرحالة الذين انطلقوا بحثا عن منابع نهر النيل وعن بحيراتها الكثيرة وغاباتها الواسعة، ففيها بحيرة ألبرت وجورج وإدوار وفكتوريا التي تعد المنبع الحقيقي لنهر النيل ولعل وفرة البحيرات والمعدل المتوسط لسقوط الأمطار كانا الضمان لأوغندا من عدم الجفاف والتصحر، فهي خضراء دائما بسبب موقعها المهم واعتدال أجوائها

                  دخول الإسلام
                  وقد دخل الإسلام أوغندا عبر العديد من التجار المسلمين من السودان ومصر، حيث كان التجار المسلمون يحملون البضائع والهدايا إلى ملوك القبائل الأوغندية بالإضافة إلى دورهم الدعوى إلى دين الله، وعرض الإسلام على كل من يتعامل معهم وعلى الملك داود الثاني ملك قبيلة بوكندا الذي أسلم وحسن إسلامه، ومنذ ذلك الحين أخذ الإسلام يشق طريقه بين القبائل الأوغندية، وقد أدت الحملة المصرية على منابع النيل في القرن التاسع عشر دورا مهما في نشر الإسلام عبر إرسال العلماء إلى هناك للمشاركة في العمل الدعوي وهداية الأوغنديين، وقد حققت هذه البعثات نتائج مهمة وانطوى عدد كبير من الأوغنديين تحت لواء الإسلام وأسست ممالك إسلامية عديدة، ويفخر المسلمون في أوغندا بأن الدين الإسلامي هو أول دين سماوي يدخل الأرض الأوغندية، فقد سبق الديانات المسيحية كما سبق الوثنية بعشرات السنوات، غير أن الوسائل الخبيثة التي لجأ إليها الاستعمار في إشاعة الأمية في أوساط المسلمين وكذلك الفقر لدرجة أفقدتهم أي نفوذ في أوغندا رغم أنهم شكلوا الأغلبية لأوقات طويلة وبنسب كبيرة على معتنقي الديانة المسيحية والوثنيين على حـد سواء


                  تهميش سياسي
                  وقد عانى مسلمو أوغندا في العقود الأخيرة من حالات تهميش سياسي واقتصادي، فرغم أنهم كانوا يشكلون 40 % من سكان البلاد إلا أن هذه النسبة قد تراجعت إلى 20% من عدد السكان البالغ تتعداهم 25 مليون، أي أن أعداد المسلمين تصل إلى حوالي 5 ملايين نسمة.

                  هذا ولم يشهد المسلمون صعودا سياسيا إلا في عهد الرئيس الأوغندي الراحل الجنرال عيدي أمين الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري في ظل الرئيس الأوغندي حينذاك ميليون أبوتي وعمل خلالها على إعلاء شأن الإسلام في بلاده فقام بالحد من الحريات التي كانت تتمتع بها الإرساليات التبشيرية فطرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من كمبالا، وألقى القبض على أفرادها وقرر انضمام أوغندا إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وشن حرباً على الجماعات المرتدة مثل البهائية و القاديانية، التي عملت على إشعال الحرب بين أوغندا وتنزانيا وانتهت باندحار قوات عيدي وطرده من السلطة وعودة أبوتي إلى الحكم ومنذ ذلك التاريخ أي في نهاية حقبة السبعينات من القرن الماضي يعاني المسلمون من تهميش سياسي رهيب، فرغم أنهم يشكلون 20 % من سكان البلاد إلا أنهم محرومون من الوصول إلى مناصب قيادية في السلطة أو في الجيش

                  أمية وتخلف
                  ويعاني مسلمو أوغندا حزمة من المشكلات يأتي في مقدمتها الفقر والمرض والجهل والتخلف، وذلك بسبب الأمية التي تتفشى فيهم، فكلنا يعلم أن التعليم في أوغندا قد بدأ على يد الإرساليات التبشيرية مما أدى لابتعاد الأغلبية العظمى من المسلمين عنها خوفا على عقيدة أطفالهم الدينية، خصوصا أن أوغندا قد شهدت طوال تاريخها موجات تنصيرية شديدة استهدفت مناطق المسلمين مستغلة الفقر والحاجة ومدت يدها إلى أهالي هذه المناطق عبر إنشاء المستشفيات والمدارس ورعاية الأيتام والجوعى متزامناً مع وجود يهودي مكثف خصوصا أن الصهيونية العالمية لم تنس أن أوغندا كانت إحدى ثلاث بلدان اختارهما وزير المستعمرات البريطاني تشمبرلين وطناً قومياً لليهود


                  إرث صهيوني نصراني
                  من ثم فإن هذا الإرث النصراني الصهيوني الشديد أثر بشدة على أوضاع المسلمين في أوغندا، فهم يعانون الفقر الشديد في مناطق توينا وامبالي وانكانكافورت وبورتل وسوروبي وخلوها من أي خطط تنموية مما أسهم في تزايد الفقر في أوساطهم وسمح لمنظمات التنصير التي تغرق البلاد في مقدمتها الكنيسة الإنجيلية التي تعد أوغندا أرضا خصبة للعمل التنصيري، ومنظمة بلا حدود كموميشون والإرساليات المعمدانية، ويعزز عمل هذه الإرساليات وجود شبكة قوية من الإذاعات المحلية تضم 4 إذاعات على رأسها كرتولايف، وراديو أوغندا وراديو ماريا توب وراديووعد، ومن الأندية الماسونية مثل الروتاري والليونز


                  ثمار قليلة
                  ورغم المناخ المهيأ للجماعات التنصيرية وإمكاناتها الصحية إلا أن النتائج التي حققتها لا تقاس بقدر النفقات التي أنفقت عليها، فالمسلمون في أوغندا تحدوا كل الظروف وما زالوا متمسكين بدينهم، ناهيك عن أن أوغندا تعد من أكثر الدول التي يقبل فيها الوثنيون على اعتناق الإسلام يومياً؛ غير أن هذا الوجود المكثف لجماعات التنصير أسهم في تنامي نفوذها لدرجة أنها أوعزت إلى البرلمان الذي يضم 35 عضواً مسلما من جملة أعضائه الـ 308 ليتبنى تغييراً في قوانين الأحوال الشخصية.


                  طموح إسلامي
                  وقد شجعت هذه الخطوة المسلمين على الشعور بأهميتهم في المجتمع وضرورة استغلال هذا الدور في انتزاع تنازلات من الحكومة وزيادة نصيب المسلمين في التشكيلة الوزارية التي يشغل المسلمون 3 مناصب وزارية فيها، ووصل الطموح الإسلامي في الدعوة التي أطلقها مفتي أوغندا شعبان رمضان موباجي الذي طالب فيها بحق المسلمين في الحصول على منصب نائب رئيس الجمهورية ونقل موباجي هذا الطلب إلى الرئيس موسيفيني الذي رحب به مما يدلل على أن المسلمين في أوغندا قد بدؤوا ينفضون غبار الماضي ليستعدوا للحصول على حقوق توازي أعدادهم


                  الدعم الإسلامي
                  ويراهن مسلمو أوغندا في ذلك على ضرورة وجود دعم إسلامي لجمهورهم لاستعادة وزنهم السياسي والاقتصادي الذي شهد في الفترة الأخيرة تصاعداً نتيجة تراجع نسبة الأمية في صفوفهم وتوسيع المسلمين من ممارسة أنشطة اقتصادية وتجارية ووجود بعض المنظمات الإغاثية الإسلامية، التي ما زالت تعمل في البلاد وتدعم بناء المساجد والمدارس والمؤسسات الإسلامية غير أن هذا الوجود لا يقارن من بعيد أو قريب بالوجود المكثف للمنظمات التنصيرية متأثرا بالحملة العالمية على الإرهاب التي اهتمت بإغلاق العديد من مراكز الإغاثة الإسلامية التي كانت ترعى فقراء المسلمين وتكفل أيتامهم وتتكفل بنفقات الدراسة لأبنائهم.


                  نظرة مستقبلية
                  وعن مستقبل مسلمي أوغندا يرى موباجي أن دور المسلمين في المجتمع الأوغندي في تصاعد وأعدادهم في تنامي نتيجة إقبال العديد من غير المسلمين على اعتناق الإسلام وتحرك المسلمين للتغلب على المشكلات التي حالت دون أدائهم دورا سياسيا كبيرا لافتا إلى أن هناك إقبالا من المسلمين على تعلم مبادئ الإسلام وحفظ القرآن الكريم وإجادة اللغة العربية.

                  وطالب موباجي الهيئات الإسلامية مثل الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي والجامعة الإسلامية بالمملكة العربية السعودية بدعم مسلمي أوغندا ومضاعفة عدد المنح الدراسية الممنوحة لهم وزيادة عدد الدعاة ومحفظي القرآن حتى تنجح في خلق صحوة إسلامية تعيد للمسلمين هناك دورهم الطبيعي



                  تعليق


                  • #10
                    الاقليات المسلمة فى العالم ...
                    ملف شامل ومتجدد
                    (8)

                    الإسلام في تنزانيا

                    منذ القرن الأول الهجري




                    تتكون جمهورية تنزانيا الاتحادية من (تنجانيكا وزنجبار) بعد اتحادهما في دولة واحدة باسم تنزانيا، ونسبة المسلمين فيها نحو 69% والعاصمة تسمى دار السلام.
                    وتقع تنزانيا في شرقي القارة الافريقية، ويحدها المحيط الهندي من الشرق، وكينيا وأوغندا من الشمال، ورواندا واورندي والكونغو من الغرب، وزامبيا وملاوي وموزمبيق من الجنوب، وأما مساحة تنزانيا فتبلغ نحو 925 ألف كيلو متر مربع.
                    وفي المحيط الهندي توجد ثلاث جزر كبرى بالاضافة الى عدد كبير من الجزر وهى: جزيرة زنجبار وجزيرة تمبا وجزيرة مافيا.


                    أصل السكان
                    يبلغ تعداد السكان في تنزانيا نحو سبعة وعشرين مليون نسمة، وهؤلاء السكان مختلفو الدماء والعروق، تغلب عليهم الدماء الزنجية، ويوجد في بعض المناطق جماعات كبيرة حامية وعربية، ونلاحظ عددا من الأجناس في تنزانيا أهمها: الزنوج والبانتو والهوتانتو والعرب والهنود والفرس.
                    لكن بعد أن قام عرب عمان بطرد البرتغاليين من سواحل المحيط الهندي، بدأ الهنود بهجرات واسعة الى مختلف الدول من سواحل افريقيا الشرقية، وعاد النشاط التجاري الهندي العربي بعد ان تولى (الإمام سعيد) حكم عمان وحكم شرق افريقيا بنفسه ونقل عاصمته من مسقط الى مدينة زنجبار، ولما كانت سياسته تتركز على تنشيط التجارة فقد شجع الهنود على الهجرة فوفدت أعداد وفيرة منهم.


                    ثم قوى نفوذ الهنود في عهد الانجليز والألمان وأصبحوا أصحاب الأملاك والفنادق والمحلات التجارية كما كان كثير منهم في جيش الاستعمار حتى وصل عددهم الى 94 ألف هندي.


                    اللغات المختلفة
                    توجد في تنزانيا مجموعة من اللغات وتعتبر اللغة السواحلية أشهرها وهى لغة عامة، أما لغات (الماساى) و(الشامبولا) و(نيامويزي) و(جندا) فتعتبر لغات محلية تتكلم بها مجموعة من القبائل، أما اللغة الرسمية فهى الانجليزية.
                    وكانت اللغة العربية في زنجبار مصدراً ثقافياً لكل شرق افريقيا ثم ضعفت لمزاحمة الانجليزية وتأتي العربية اليوم بعد الانجليزية والسواحلية، وبما أن دخول العرب إلى سواحل شرق افريقيا يرجع الى عهد بعيد فإن أثر اللغة العربية في لغة السواحليين كان عميقا لدرجة ان ثلثي كلمات اللغة السواحلية يرجع الى أصل عربي، ونجد اللغة العربية سائدة في المناطق التي يكثر فيها المسلمون كجزيرتي (زنجبار) و(بمبا) وساحل تانجانيكا وبعض المراكز في الوسط مثل (تابورا) و(عروشة) وكذلك في بعض المدن مثل (اوجيجي) و(كيغوما) وتعتمد معظم المدارس الإسلامية الخاصة على اللغة العربية في دراستها.


                    الأديان
                    يبلغ عدد السكان في تنزانيا نحو سبعة وعشرين مليون نسمة منهم نحو سبعة عشر مليون نسمة تعداد المسلمين وهم من الأفارقة والعرب والفرس والهنود، ويبلغ عدد النصارى نحو سبعة ملايين من الأفارقة والأوروبيين، وأما الوثنيون فجميعهم من الأفارقة فيبلغ عددهم نحو مليوني نسمة. بينما يبلغ عدد الهندوس وغيرهم نحو مليون نسمة.
                    وقد أقامت مؤسسة الحرمين الخيرية معهداً لإعداد الدعاة وكذلك أنشأت نحو 53 مسجداً في تنزانيا وقد أقيم أسبوع دولي للثقافة الإسلامية برعاية رئيس حكومة زنجبار باشراف مكتب رابطة العالم الإسلامي وكذلك المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في تانزانيا.

                    وصول الإسلام الى تنزانيا
                    كان أصل السكان في تنزانيا من الزنوج، ولكن اكتسحت البلاد موجة كبيرة من قبيلة (البانتو) قدمت من الشمال فأصبحوا يؤلفون القسم الأعظم من السكان، ومن أهم فروعهم قبائل (الماساي) وقبائل (الفاندي) كما جاءت موجة عربية من الشمال والشرق توغلت إلى قلب افريقيا والى الجنوب، وأقامت لها مراكز تجارية في هذه المنطقة وعلى سواحلها.
                    وقد دخل الإسلام مبكراً مع هذه الموجات الكبيرة الى بلاد تنزانيا، ففي القرن الأول الهجري قام الإسلام بدور رئيسي في هذه البلاد، فقد بسط المسلمون سيادتهم على المنطقة ونقلوا اليها الحضارة الإسلامية واللغة العربية ونشروا الدين الإسلامي في تلك الربوع، واستمر سلطان المسلمين فيها حتى دخل الاستعمار البرتغالي في القرن الثاني عشر الهجري، حيث بذل المستعمرون جهدهم للحد من سلطة المسلمين وانتشار الإسلام هناك، ولكنهم لم ينجحوا كثيرا، فقد وصلت نسبة المسلمين في تنزانيا إلى أكثر من 69% وقد أخذ الإسلام ينتشر أكثر فأكثر بين الناس بعد استقلال البلاد وانتشار العلم.



                    تعليق


                    • #11



                      الاقليات المسلمة فى العالم ...
                      ملف شامل ومتجدد
                      (9)


                      جزر القمر
                      نكهة إسلامية في إفريقيا
                      تعد جزر القمر من البلدان الإفريقية التي تتميز بوجود موارد جيدة، فهي إضافة إلى مناخها الاستوائي المميز، تذخر بمخزون ثقافي يجذب إليها الكثير من الزائرين كل عام.
                      والزائر لجمهورية جزر القمر يجد نفسه أمام خيارات متعددة، فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي كلها تمثل تنوعا فريدا قلما يوجد في أي بلد من البلدان . وتتباين الأنشطة السياحية من سياحة الصيد والمغامرات إلى السياحة البيئية وسياحة الاسترخاء في الشواطئ الرملية.

                      وجمهورية جزر القمر بلد عربي إسلامي إفريقي صغير يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غربا ويابس جزيرة مدغشقر شرقا، أي أنها تقع عند المدخل الشمالي لمضيق موزمبيق بين دائرتي عرض 11درجة 13 درجة جنوبي خط الاستواء.

                      وتتكون مجموعة جزر القمر من أربع جزر بركانية كبيرة ورئيسية هي جزيرة القمر الكبرى التي تعرف أيضا باسم نجا زنجا وعلى ساحلها الجنوبي الغربي تقع عاصمة الدولة مروني وجزيرة أينجوان وجزيرة مايوت وجزيرة موهيلي كما يضاف إليها جزر أخرى صغيرة المساحة.
                      وتبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية جزر القمر 2.236 كيلومترا مربعا فيما يبلغ عدد السكان أكثر من 650 ألف نسمة تصل نسبة المسلمين فيهم إلى 99.7% واللغة الرسمية للدولة هي العربية والفرنسية ، أهم المدن في جمهورية جزر القمر: مروني وهى العاصمة بالإضافة إلى مدينة موتسامودو ودموني.

                      وفيما تمثل (نجازيدجا) أكبر جزر الأرخبيل المسمى (أرخبيل القمر) فإن (موروني) هي لؤلؤة جزر القمر وعاصمة الدولة الاتحادية التي تتكون من أربع جزر هي (زنجا يدجا) و(نزواني) و(موالي) و(ماهورية)، ومن لغة سواحلية تعد لغة البلاد الحية جاءت هذه الأسماء.

                      في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى عدن ومسقط وحضرموت، ولأن القمر كان بدراً يوم اكتشافهم هذه الجزر، فقد أسموها القمر، وأخذ الأوروبيون الاسم فيما بعد، فأطلقوا عليها اسم (كومور أو كوموروس).

                      وإذا كان أرخبيل القمر يحظى بثروة سمكية لا تقدر، فإن في مدينة (درموني) على الساحل الشرقي، تبدأ حكاية أخرى، تبدع سطورها التلال التي تصعد من الحواري الضيقة، ليدخل الإنسان في وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل، يقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاما حيث تعطي أزهاراً تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور، لهذا ليس غريباً أن يطلق البعض على جزر القمر ومياهها لقب (أرخبيل العطور).

                      تاريخيا، وفدت الدفعات السكانية الأولى إلي جزر القمر أساسا من قارة إفريقيا ومن جزيرة مدغشقر وكذلك من ماليزيا فيما يعود اتصال المسلمين بجزر القمر إلى القرن السابع الميلادي ، وحكم السلاطين العرب جزر القمر وكونوا منها ممالك مستقلة، وظل الحال كذلك نحو 400 سنة، وفى عام 1843م تمكنت فرنسا من حكم الجزر، ثم منح الفرنسيون سكان جزر القمر حكما ذاتيا في عام 1961م.

                      وفى عام 1975م صوت أهل أنجوان وجزر القمر الكبرى إضافة إلى سكان جزيرة مهيلي على الاستقلال التام، لكن مايوت صوتت على بقائها تحت الحماية الفرنسية واعترفت فرنسا باستقلال جزر القمر الثلاث لكنها استمرت في حكم مايوت كأحد توابعها الخاصة.

                      وباستقلال الجزر ظهرت إلى حيز الوجود دولة باسم جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية وعاصمتها مروني ، وقد انضمت إلى الأمم المتحدة فور استقلالها.

                      ومن الناحية الاقتصادية تعد جزر القمر من الدول الفقيرة، فليست لديها صناعات رئيسية ويعتمد اقتصادها بصفة رئيسية على الزراعة حيث يقوم السكان بزراعة محاصيل متنوعة كالأرز والموز والمنيهوت / الكسافا/ إضافة إلى جوز الهند والفانيلا والزيوت العطرية المستخرجة من نباتات أشجار
                      اليانج لانج.

                      وتنفق جزر القمر ضعف عائدات صادراتها في عمليات الاستيراد السلعي وتتمثل أهم الدول التي يتم التبادل التجاري معها في: فرنسا ومدغشقر/ مالاجاس/ وباكستان إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.


                      تعليق


                      • #12
                        الاقليات المسلمة فى العالم ...
                        ملف شامل ومتجدد

                        (10)


                        مسلموا اوجادين والمطرقة الاثيوبية
                        ليس ثمة شك في أن الصراع العربي – الإسرائيلي هو القضية المركزية والمحورية بالنسبة للعرب والمسلمين في كل مكان؛ لاعتبارات هامة يأتي على رأسها: أن الاحتلال الصهيوني لأراضي فلسطين يعد رمزًا لطبيعة العلاقة بين الإسلام وقوى الهيمنة الغربية، فضلاً عما للمسجد الأقصى وما حوله من قدسية ومكانة إسلامية عالية، تجعل الشعور بالمسئولية تجاه تحريره حاضرًا في قلوب وأذهان المسلمين بشكل دائم، وهو ما جعل جلّ همّ المسلمين ينصب حول هذه القضية دون غيرها من قضايا الأمة، التي ربما لم تحظَ بمثل ما حظيت به القضية الفلسطينية من اهتمام على قلة ما تلقاه.

                        وتعد قضية إقليم أوجادين الصومالي نموذجًا حاضرًا وشاهدًا على صدق ذلك؛ فالإقليم رغم عروبته وإسلامه يرزح تحت الاحتلال الإثيوبي منذ عشرات السنين؛ حيث يمارس عليه كافة أشكال الضغط والإرهاب من أجل إخماد نار مقاومته، ووأد محاولات أبناءه للعودة مرة أخرى لأحضان الوطن والأمة الإسلامية، في حين تتفشى حالة من الصمت والتجاهل من قبل المسلمين الذين ربما تعددت مآسيهم وقضاياهم، فلم يعد يدرون أيها يتابعون أو يتضامنون، خاصة وقد زاد بلة طينهم سوء أحوالهم وتدهور أوضاعهم !


                        تبلغ مساحة إقليم أوجادين على أقل تقدير حوالي 400 ألف كيلو متر مربع، يعيش عليها ما يقرب من ثمانية ملايين معظمهم من المسلمين، في حين تقدر سلطات الاحتلال الإثيوبي هذا العدد بما يقرب من ثلاثة مليون ونصف المليون نسمة، بهدف التقليل من أهمية قضية الإقليم الذي يطالب أبناؤه بالاستقلال والانضمام إلى أرض الصومال، منذ أن تقاسمت كل من بريطانيا وفرنسا التركة الإيطالية في دول القرن الإفريقي، في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، حيث كانت ترزح الصومال بأجزائها المختلفة تحت نير الاحتلال الإيطالي فأضحت تخضع للاحتلال الفرنسي والبريطاني، غير أن الدولتين الأوروبيتين تعمدتا كعادتهما بعد انتهاء عصر الاحتلال إلى تجزئة المجزئ؛ فأهدت بريطانيا مستعمرتها في كينيا «إقليم مانديرا» فيما أهدت رَجُلَها في إثيوبيا «هيلاسلاسي» «إقليم أوجادين»، وعملت فرنسا على انفصال الجزء الشمالي الشرقي المسمى الآن «جيبوتي» عن الصومال كشرط للخروج منه في حين قسمت بريطانيا ما بقي من الصومال إلى صومال إنجليزي وآخر إيطالي، واللذان شكلا فيما بعد الجمهورية الصومالية .

                        وعلى الرغم من أن الاستفتاءات الشعبية في الإقليميين الكيني والإثيوبي جاءت لصالح الاستقلال والانضمام إلى الصومال، إلا أنهما بقيا في نضال ضد الحكومات المركزية حتى سقوط نظام الرئيس الصومالي «سياد بري» عام 1990م، وبداية الحرب الأهلية ما أوقف الدعم عن الحركات النضالية المطالبة بالاستقلال في الإقليمين، ولتسقط أخر جهة عربية إسلامية يمكن عبرها تقديم الدعم لأهالي الإقليمين الذين شاركوا مع القوات الصومالية في حربين من أجل تحقيق الاستقلال: أحدهما محدودة عام 1964م، والأخرى شاملة عامي 1977/1978م وليتواصل بعد ذلك الجهاد المسلح لسكان أوجادين، عبر ما يسمى بجبهة تحرير أوجادين من الاحتلال الإثيوبي في ظل أوضاع وظروف أقل ما توصف بأنها كارثية.

                        ثمة أسباب قوية دفعت إثيوبيا إلى التشبث بالسيطرة على إقليم أوجادين برغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها جراء المقاومة الشرسة من ثوار الإقليم، فحسبما أكدت تقارير منظمات إثيوبية رسمية؛ فإن الإقليم يعد من أهم المناطق المهمة في القرن الإفريقي، وذلك لموقعه الاستراتيجي ولكونه محل الصراع بين الكنيسة والمسجد عبر التاريخ، وكذلك باعتباره همزة الوصل بين دول القرن الإفريقي، وهي جيبوتي وإثيوبيا والصومال وكينيا، كما يمر فيه نهرا شبيلي وويب، فضلاً عن احتوائه على مخزون كبير من المعادن والغاز الطبيعي والنفط، إلا أنه لم يُستغل بعدُ في حين تعاني المنطقة برمتها من نقص حاد في هذه المواد .

                        من أجل ذلك فقد مارست سلطات الاحتلال الإثيوبي مختلف أشكال الاضطهاد والانتهاكات؛ لفرض هيمنتها على أبناء الإقليم كان على رأسها فرض التجنيد الإجباري على المدنيين بالإقليم للقتال كمليشيات ضد المقاومة، وليكون المسلمون الصوماليون ضد المسلمين الصوماليين في محاولة للتخفيف من العبء الثقيل الذي سبَّبته المقاومة الإسلامية في الإقليم، فضلاً عن التقليل من عدد القتلى في صفوف الجيش الإثيوبي نتيجة عمليات المقاومة .

                        في هذا الإطار أيضًا أجبرت سلطات الاحتلال شيوخ القبائل في الإقليم على تعبئة قبائلهم لمحاربة مقاتلي الجبهة، حتى تمكنت من إجبار المدنيين على الانخراط في الخدمة العسكرية، وإشراكهم في القتال بدون تدريب مسبق، فضمت إلى قواتها قسرًا عددًا كبيرًا من الأطباء والممرضين والمهندسين، وغيرهم من أبناء الإقليم الذين يعملون جاهدين على تقديم الخدمات للإقليم، الذي يعاني في الأساس من غياب مركزي للدولة الإثيوبية؛ مما أدى إلى تدهور الأوضاع وتفاقم مأساة الإقليم .

                        وبحسب شهادات العديد من أبناء أوجادين ونشطاء المنظمات الإغاثية الدولية؛ فإن القوات الإثيوبية تقتحم المستشفيات لتجنيد الأطباء والممرضين والعاملين فيها، كما تجبر الموظفين المهنيين والحراس والسائقين في المصالح الحكومية بالإقليم فضلاً عن الموظفين بمشروعات مُمَوَّلة من قبل مانحين أوروبيين كالبنك الدولي على الذهاب إلى مناطق المواجهة في أوجادين، وهو ما دفع الآلاف من أبناء الإقليم إلى الفرار والنزوح إلى الدول المجاورة، مخافة التعرض لمصير المتخلفين عن الانضمام للقوات الإثيوبية من قتل أو تعذيب أو سجن مدى الحياة .


                        ثم تأتي الانتهاكات التي تمارسها قوات الاحتلال الإثيوبي بحق سكان الإقليم؛ حيث رصدت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) العديد من جرائم الاغتصاب الجماعي والقتل والصلب والتخريب لترويع السكان المحليين، فضلاً عما تفرضه هذه القوات من حصار على المعونات الإنسانية والحركة التجارية في بعض مناطق أوجادين؛ بدعوى منع وصول الدعم اللوجيستي للمقاتلين الاستقلاليين، مما رفع من احتمال حدوث مجاعة، وهو ما ألجأ السكان إلى أكل الأعشاب والشرب من جذور النباتات إن وجدت .

                        ولا تتوقف مأساة أبناء أوجادين عند حد ممارسات الاحتلال وجرائمه؛ إذ يواجه أهالي الإقليم شبح آخر للموت جراء موجة المجاعة التي تكتسح المنطقة بين الحين والآخر، نتيجة الجفاف الحاصل بسبب تأخر نزول الأمطار عن مواسمها، وقلة الآبار الارتوازية، وعدم كفايتها للعدد الهائل من السكان والحيوانات، وجفاف المخازن المائية والآبار، وعدم اهتمام الجهات المعنية لمتابعة ومراقبة مشكلات المياه في المنطقة، والاستفادة من مياه الأنهار، وهو ما يؤدي بحسب تقرير لمنظمة R. R. C الإثيوبية إلى موت أكثر من ثلاثين شخصًا يوميًّا، ما بين طفل رضيع وشيخ هرم وامرأة، فضلاً عن إصابة الكثيرين منهم بأمراض الإسهال الدموي والدوسنتاريا وغيرها .


                        وبشأن العمل الإغاثي فإن التقارير تكشف عن مساهمات ومشاركات من قبل هيئات ومنظمات دولية في إغاثة ومكافحة المجاعة المنتشرة في أوجادين منها هيئة رعاية الطفولة الأمريكية والصليب الأحمر وهيئات فرنسية ومنظمة S S M الإيطالية، ومنظمة اليونيسيف، وهيئة أطباء بلا حدود، في مقابل غياب شبه كامل للعمل الإغاثي العربي والإسلامي بالإقليم؛ ليكون أبناء أوجادين فريسة سهلة وسائغة للتنصير، فهل نتركهم وحدهم يواجهون هذا المصير؟

                        منقول بتصرف

                        تعليق


                        • #13
                          الاقليات المسلمة فى العالم ...
                          ملف شامل ومتجدد
                          (11)
                          الأقلية الإسلامية في
                          جمهورية زيمبابوي

                          الاسم الرسمي: جمهورية زيمبابوي.
                          العاصمة: هراري.
                          الموقع: دولة من دول الجنوب الإفريقي، يحدها شمالاً زامبيا، وشرقاً موزمبيق، وغرباً بتسوانا، وجنوباً جنوب إفريقيا.
                          عدد السكان: 13 مليون نسمة عام (2006م).
                          الجماعات الإثنية: الشونا (82 %)، الأند بيلي: (14 %)، جماعات إفريقية أخرى: (2 %) المخلطون والأسيويون (1 %)، البيض أقل من (1 %).
                          الأديان: أصحاب عقائد تخلط بين المسيحية وديانات تقليدية (50%)، والمسيحيون (24 %)، معتقدات تقليدية: (24 %)، المسلمون (2 %).
                          اللغات: الإنجليزية (لغة رسمية)، الشونا والسندبيلي (لغات قبلية).

                          المسلمون والاستعمار في زيمبابوي.
                          تعرَّضت زيمبابوي أو (روديسيا) الجنوبية لهجمة استعمارية شرسة، عانى المسلمون بسببها ألواناً متباينة من الاضطهاد؛ فقد أدَّى وقوعها في براثن المستعمر الإنجليزي إلى عُزلة المسلمين، وإبعادهم عن مصادر العلم والمعرفة. كما حُرِم المسلمون من التعليم؛ إذ أغلق المستعمر ألف مدرسة حتى أصبح 97 % من المسلمين أُمِّيين.. كما عانى المسلمون من ويلات التفرقة العنصرية التي مارسها المستعمر بكل شراسة. وقد امتدت لتشمل المجتمع الإفريقي كلَّه في زيمبابوي.

                          فضلاً عن التفرقة العنصرية، وعدم المساواة في الحقوق والواجبات بين الأفارقة والأوروبيين؛ خاصة بعد أن تمرَّد الحاكم الإنجليزي لروديسيا الجنوبية على بلاده وأعلن استقلال هذه الدولة عن بريطانيا، وشكل حكومة لحكم البلاد، دون أن يسمح للأفارقة بالمشاركة فيها، وكان ذلك في نوفمبر عام 1965م. وقد أدى هذا إلى معارضةٍ وغضبةٍ عالمية، ولم يعترف المجتمع الدولي بهذه الحكومة. كما أصدر مجلس الأمن (في ذلك الوقت) كثيراً من القرارات؛ بإيقاع العقوبات والمقاطعات الاقتصادية ضد حكومة الأقلية البيضاء. وقد قام المسلمون بالجهاد للتصدي لهذه الحكومة غير الشرعية، حتى حصلوا على الاستقلال في 18 أبريل عام 1980م ميلادية، وخلال الفترة الاستعمارية كان «سيسل رودس» (الحاكم الإنجليزي) يتسلى بقتل المسلمين ببنادق الصيد.

                          جهود الدعوة الإسلامية
                          يوجد في زيمبابوي مجلس علماء الإسلام والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ودار الإفتاء وجمعية مسلمي زيمبابوي، وهناك عدد من الجمعيات الإسلامية الأخرى، التي تعمل في مجالات نشر الوعي الديني، وإنشاء الكتاتيب القرآنية، والإشراف على بناء المساجد والمدارس القرآنية، وأعمال البر والخير ورعاية النشء المسلم، وتطعيمه بالآداب والسلوكيات الإسلامية القويمة.

                          مشكلات المسلمين في زيمبابوي
                          ويوجد في زيمبابوي ثلاثون مسجداً وعشرون مصلىً منتشرة في معظم المدن والقرى‏، وألحقت بهذه المساجد كتاتيب لتعليم أبناء المسلمين‏‏ لكنها ليست كافية، وهناك مشكلة في أن المعلمين غير مؤهَّلين والمناهج هزيلة؛ فالمدارس الإسلامية في حاجة إلى تطوير ودعم بالمدرسين المؤهَّلين؛ ولا سيما أنها تموَّل بمبالغ تجمَع على هيئة تبرعات من المسلمين هناك والأمر يحتاج إلى مركز إسلامي لتدريب الأئمة أو معهد لتخريج الدعاة‏.‏
                          يوجد مجموعة من ترجمات القرآن للغات القبلية لكنها ليست كافية وتحتاج إلى تبسيط وتحتاج إلى معلمين
                          أما مجال نشر اللغة العربيَّة في زيمبابوي فهي لا تزال في المهد؛ فالجهود قاصرة إلى حد كبير، بسبب عدم وجود المعلمين اللازمين، للعمل في مجالات التعريب.

                          ولا شك أن المدارس القرآنية المنتشرة في كافة أنحاء البلاد تقوم بدورها المحدود في نشر اللغة العربية مع جهودها الإيجابية في مجال تحفيظ القرآن الكريم. كما أن عدداً من علماء الإسلام في زيمبابوي في حاجة ماسة إلى تعلُّم اللغة العربية.
                          تحاول المؤسسات الإسلامية في زيمبابوي العمل على نشر اللغة العربية بين المسلمين حتى تصبح لغة تداول وتفاهم يومي بينهم. وقد بذلت الجمعيات الدعوية جهوداً طيبة في هذا المجال؛ حيث توصلت إلى إصدار قرار حكومي يقضي بأن من حق كل (50) أسرة مسلمة أن تنشئ مدرسة إسلامية عربية في المنطقة التي توجد بها هذه الأسر، وقد تمَّ إنشاء عدد من المساجد والمدارس فعلاً.

                          التبشير واستغلال حاجة المسلمين المادية والصحية
                          هناك نشاط تنصيري بارز في زيمبابوي بين المسلمين وبين الوثنيين الذين يزيد عددهم على 7 ملايين نسمة، هذا العدد مستهدَف بقوة من قِبَل عشرات من منظمات التنصير المختلفة، وفي مقدمتها: الجمعية اللندنية لنشر النصرانية، وجمعية رسالات المسيحية، وجماعة سفراء السلام، والتحالف المسيحي المبشر، فضلاً عن وجود مكثف للكنيسة الإصلاحية الأمريكية.
                          وهي تنتهز فرصة الحاجة المادية والحاجة إلى الرعاية الصحية للمسلمين لتقدم هذه الخدمات مغلفة بدعوة التنصير.
                          وبالتزامن مع وجود حركة التنصير هذه توجد مؤسسات إسلامية تقوم بجهود جبارة في أوساط القبائل الوثنية للتعريف بالإسلام واللغة العربية.
                          وتُظهِر بعض الدراسات أن هؤلاء المسلمين سكان قرية موهير تعود أصولهم إلى قبائل عربية هاجرت من قرون، ولا زالوا يحتفظون بالعادات والتقاليد الإسلامية والعربية.


                          يتبع

                          تعليق


                          • #14
                            الاقليات المسلمة فى العالم ...
                            ملف شامل ومتجدد

                            (12)

                            أفريقيا في مواجهة المد التنصيري



                            إن المشاكل التي تواجه الإسلام في أفريقيا عديدة ومتنوعة جدا، و لكن أكبر هذه المشاكل تهديدا لمستقبل الإسلام في أفريقيا هو المشكلة التبشيرية، و بدون مبالغة يمكن أن نقول إن أفريقيا تواجه طوفانا تنصيرياً يوشك أن يغرقها إن لم تؤخذ التدابير اللازمة لمساعدتها على مقاومة هذه الجحافل التنصيرية التي بدات تتغلغل في أدغال أفريقيا وصحاريها وسهولها وتلالها وقمم جبالها الشامخة.

                            وكما نعلم جميعا فان الدوائر التنصرية تملك وسائل وإمكانات مادية وتعليمية وطبية وحتى سياسية هائلة، وميزانياتها التي تاتي من كبريات الدول الاستعمارية القديمة والحديثة تقدر بمئات المليارات من الدولارات.

                            ونحاول هنا أن نتطرق لبعض الوسائل التي تمتطيها هذه الدوائر للوصول إلى هدفها الذي هو إبعاد الاسلام عن أفريقيا وجعله خبرا بعد عين كما حصل في الأندلس، وتتمثل هذه الوسائل في الخدمات الاجتماعية التي تستعملها الدوائر التنصرية لكسب أتباع جدد، وهم يعلنون دائما أنهم يخدمون جميع طوائف الشعب بدون تمييز عرقي ولا ديني، إلا أن هدفهم وراء ذلك هو استقطاب واستدراج المسلمين ليكونوا اتباعا جددا للنصرانية.

                            و من بين هذه الوسائل:

                            الوسيلـة التعليمية
                            الدوائر التنصيرية هي التي كانت تقود زمام التعليم في أفريقيا في عهد الاستعمار باتفاق مع السلطات الاستعمارية التي كانت ترى في ذلك وسيلة ضغط على الشعوب المسلمة لحملها على التنصر، لأن مدارس دوائر التنصير كانت تدرس النصرانية كمادة أساسية بجانب المواد الاخرى، كما أنه كان واجبا على التلاميذ كلهم حضور قداس يوم الاحد والمشاركة في جلسات الصلوات التي كانت تسبق بداية الدروس، بل كان التعميد شرطاً للقبول في هذه المدارس.


                            وهكذا تخرجت النخبة السياسية الافريقية في الستينات أي جيل الاستقلال والجيل الذي يليهم من هذه المدارس، ولهذا تجد أن من لم يتنصروا منهم يبدون تفهماً وتساهلاً مع هذه الدوائر التنصيرية.

                            وبعد الاستقلال تم تأميم المدارس في بعض الدول وفي أخرى أبرمت هذه الدوائر اتفاقيات مع السلطات تسمح لهم بإدارة مدارسهم، كما أن نفس الدوائر عمدت الى إنشاء مدارس خاصة، و الحال مازال كذلك في معظم الدول الأفريقية، وهذه المدارس اشتهرت بأنها أجود المدارس في أفريقيا، ولذا تلحق النخبة السياسية والاقتصادية أبناءها بها، رغم أن هذه المدارس لم تنبذ أبدا وراء ظهرها مهمتها الاولى، الا وهي تنصير ابناء المسلمين بكل تمهل وهدوء.

                            القضية تستحق أن تثير مخاوفنا وتحملنا على أن نأخذ حذرنا، لأن الدوائر التنصيرية تضع خططها للمدى البعيد وهي في تصورنا تسعى في المرحلة الأولى لجعل أبناء المسلمين أنصاف مسلمين لكونهم مقطوعين عن كل ثقافة إسلامية ومطبوعين على حب الثقافة الغربية المسيحية ؛ و في المرحلة الثانية جعل أبناء السالفين لادينيين لأن علاقة آبائهم مع الاسلام كانت علاقة اسم و مظاهر اجتماعية، وبالتالي لم يعرفوا ابناءهم الا الثقافة الغربية ؛ وفي المرحلة الثالثة خلق مسيحيين من الجيل الثالث الذي لم تعد له صلة بالإسلام بحكم ثقافة آبائه وأجداده.
                            وكما نرى فالمخاطر التنصيرية محدقة بالمسلمين من ناحية المجال التعليمي،

                            فهل من سامع ومغيث ؟

                            الوسيلـة الطبية:
                            والخدمة الاجتماعية الثانية والأكبر انتشارا هي العلاج الطبي، لقد بنت الدوائر التنصيرية مستوصفات ومراكز طبية وحتى مستشفيات في جميع أنحاء افريقيا حيث يقدم العلاج الطبي برسوم رمزية إن لم يكن مجاناً، ولذا تشهد هذه المراكز الطبية ازدحاما من بداية الدوام ( العمل ) الى نهايته، نظراً لحالة البؤس العام التي تعيشها أفريقيا، وكما هو معروف فإن الفقر و المرض توأمان.


                            وعلاوة على مراكزها ومستشفياتها، فإن راهبات الدوائر التنصيرية تعرض خدماتها على مستشفيات الدولة حيث يقمن برعاية المرضى الفقراء موزعات عليهم الأدوية والأطعمة و مزودات جميع غرف المستشفى بنسخ الإنجيل والمنشورات التنصيرية؛ وهن يقمن أحيانا بهذه الأعمال في مناطق لايوجد بها مسيحيون.

                            وكمثال : المنطقة التي أنا منها شخصياً، وهي محافظة نارا في جمهورية مالي على الحدود الموريتانية، وهذه المحافظة لايوجد بها مسيحي إلا إذا كان موظفا قادما من منطقة اخرى، أقامت فيها الدوائر التنصيرية محطة تديرها راهبة تزودها أسبوعيا طائرة خاصة من العاصمة باماكو بلوازمها من مواد غذائية ومستحضرات طبية ومنشورات تنصيرية طبعا ؛ والغريب في الأمر أن مطار هذه المدينة كان مهجوراً ولم تهبط فيه طائرة منذ أكثر من ثلاثين سنة ..، وهاهم اليوم لأغراضهم التنصيرية أحيوه وتنزل فيه طائرتهم أسبوعيا، وتحمل في عودتها إلى العاصمة المرضى الذين تقتضي حالتهم ترحيلا صحيا مجانا ؛ والراهبة نفسها تقدم خدماتها في المستشفى الوحيد بالمدينة موزعة أدوية ومواد غذائية.. ومنشورات تنصيرية ، .. فماذا ستكون النتيجة بعد سنوات في مجتمع يعيث فيه الفقر والمجاعة والجهل فسادا ؟

                            الوسيلـة الاعلامية
                            وأهمية الإعلام في عالمنا اليوم لاتخفى على أحد فهو الذي يكون الرأي العام ويجعله يتعاطف أويتنافر مع قضية ما.
                            ولذا عمدت الدوائر التبشيرية إلى اتخاذ وسائل الاعلام ركيزة أساسية لتبليغ رسالتها التبشيرية إلى الشعوب الأفريقية فأنشأت محطات إذاعية وتلفازية في جميع أنحاء أفريقيا، وهي تبث بمختلف اللغات الأفريقية، كما أنها تصدر الجرائد والمجلات التي تعبر بالإضافة إلى الرسالة التنصيرية ، عن وجهة النظر السياسية للكنيسة في القضايا التي تعيشها البلاد، وزد على ذلك دور النشر والمكتبات التي تجعل المنشورات الدينية المسيحية والكتاب المقدس باللغات الوطنية الأفريقية والرسمية في متناول الجميع بأسعار رمزية.


                            والواقع أن الدوائر التبشيرية تسعى بجميع وسائلها التعليمية والطبية والإعلامية إلى ملاحقة الإسلام في معاقله في أفريقيا، وحمل ابنائه على التنصر ونبذ عقيدتهم الإسلامية الحنيفة.

                            والهجمة التبشيرية على إفريقيا شرسة وعامة، وأذكر أنني لما كنت مسافرا عن طريق البر ومررت بشمال جمهورية بنين الذي كان المسلمون فيه أغلبية، فقد لاحظت كثرة المباني الكنسية إلى جانب المساجد ؛ ولم أتمالك أن دمعت عيناي حينما رأيت مكتوبا على جدار قرب كنيسة هذه العبارة بالعربية "هذه البلاد للمسلمين" إنها صرخة امتعاض من مغلوب على أمره، وتلك حال جميع المسلمين في أفريقيا، فماذا عساهم يستطيعون أمام هذه الدوائر التي تملك ما تملك من إمكانات مادية و معنوية، وهم في أغلب الأحيان فقراء وأميون.

                            ولهذا ولغير هذا، فإننا نرى أن حاضر الإسلام ومستقبله في أفريقيا يدعونا إلى التيقظ والصحوة فعلينا أن نقوم بتوعية إخواننا وتبصيرهم ومد يد المساعدة إليهم قدر الاستطاعة حتى يصمدوا أمام المد التنصيري الذي يجتاح القارة الأفريقية ؛ وقد وعدنا الله بالنصر إن قمنا بواجبنا:

                            {ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم }.

                            تعليق


                            • #15
                              الاقليات المسلمة فى العالم ...
                              ملف شامل ومتجدد

                              (13)
                              الأقلية المسلمة في اليابان

                              تقع اليابان شرقي القارة الآسيوية وهي عبارة عن أرخبيل من الجزر يجاورها من الغرب روسيا وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتقع هذه الجزر في المحيط الهادي.
                              السكان: عدد سكان اليابان 132.6 مليون حسب آخر التقديرات.
                              الديانات: 80 % من اليابانيين يعتنقون البوذية والشنتوية، وأكثر من 1% مسيحيون، وأقل من 1% على دين الإسلام. وعدد المسلمين في اليابان حوالي مائة وخمسين ألف مسلم.

                              وينتشر المسلمون في اليابان من أقصـى جزيـرة في شـمال اليابان "هوكايدو" إلى أقصى جزيرة صغيرة في جزر "أوكيناوا" جنوباً، قرب تايوان، ومن أقصى الشـرق "طوكيو" إلى أقصى الغرب "كانازاوا" و "شمياني توتوري".
                              • وأول ياباني أسلم هو "عبدالحليم أفندي"، "أوسوتارا نودا" عام 1891م، وهو مراسل جريدة بيجي شيمبون. ودخل الإسلام نتيجة مناظرة، أجراها معه رئيس المسلمين في ليفربول السيد عبد الله كيليام أفندي؛ فبينما كان عبدالله كيليام أفندي في إسطنبول، تباحث مع عبدالحليم أفندي حول موافقة الدين الإسلامي للعقل والمنطق، وكان كلامه باللغة الإنجليزية، وسرد له البراهين العقلية، فوجدها عبدالحليم مقبولة، فهداه الله إلى الصراط المستقيم.

                              • وأدَّى الحجَّ أوَّلُ يابانيٍّ عام 1909م، وهو "عمر ياما أوكا"؛ فقد صاحب "عبدالرشيد إبراهيم" إلى الديار المقدَّسة ثم إلى إسطنبول.وحين احتلت اليابان الصين وإندونيسيا وماليزيا والفلبين أسلم عدد من اليابانيين. وأول مجموعة دعاة زارت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية كانت من جماعة الدعوة والتبليغ (من عام 1956م إلى عام 1960م)، وأسلم على يدهم كثير من اليابانيين.
                              ومن أشهر الدعاة الذين زاروا اليابان وكان لهم تأثير ملموس المرحوم علي أحمد الجرجاوي، وهو محامٍ شرعي مصري، سمع في عام 1906م أن مؤتمراً يعقد في اليابان يبحث فيه اليابانيون مختلف الأديان لاختيار الدين المناسب، فسافر من أجل ذلك وألَّف كتاب "الرحلة اليابانية" وذكر فيه أن 12000 ياباني اهتدى على يديه، وقد كان معه في هذه الرحلة داعية من الصين، وداعية من روسيا، وداعية من الهند، وقد طُبِع الكتاب في القاهرة عام 1907م.


                              أهم المؤسسات الإسلامية في اليابان
                              1 - المركز الإسلامي الياباني: وهو هيئة اعتبارية قانونية بدأت نواته عام 1965م، وقد حصل على اعتراف الحكومة اليابانية وسُجِّل لدى الحكومة عام 1980م. ويقوم بمهمة تقديم الإسلام للشعب الياباني عامة ويدعو المسلمين في اليابان بالفكر والتوجيه والكتاب والتعليم ويتعاون مع كافة المسلمين في اليابان أفراداً وجماعات ومن رسائل المركز المهمة إيجاد مناخ للتعاون والتعارف بين اليابان والعالم الإسلامي. ورفع المركز شعاراً هاماً مكوناً من ثلاث نقاط هي: (الدعوة، النشر، التنسيق).

                              الجمعيات الإسلامية،
                              منها:
                              1 - الجمعية الإسلامية اليابانية،
                              2 - والمؤتمر الإسلامي الياباني.
                              3 - الجمعية اليابانية الثقافية
                              4 - جمعية الطلاب اليابانيين المسلمين.
                              5 - جمعية مسلمي اليابان:
                              وهذه الجمعية هي حصيلة الوجود الإسلامي للمسلمين اليابانيين حتى عام 1953م، وهي أول جمعيَّة إسلاميَّة خالصة أسَّسها مسلمُو ما قبل الحرب العالمية الثانية، الذين عادوا بعد إسلامهم في إندونيسا وماليزيا والصين، وكذلك مَن بقي حيّاً من المسلمين الأوائل في اليابان .
                              6 - الجمعيَّة الإسلاميَّة في "هوكايدو". 7 - جمعيَّة المرأة المسلمة أوساكا وكيوتو.

                              خمس ترجمات لمعاني القرآن
                              يذكر الدكتور السامرائي "مدير المركز الإسلامي في اليابان" أن هناك خمس ترجمات لمعاني القرآن الكريم باليابانية، واحدة فقط قام بها ثلاثة مسلمين في مكة المكرمة: أحدهم ياباني هو المرحوم عمر ميتا، والثاني باكستاني هو المرحوم عبد الرشيد أرشد، والثالث باكستاني أيضاً وهو المرحوم مصطفى كومورا.
                              وتبذل الجمعيات الإسلامية في اليابان جهوداً كبيرة في سبيل نشر الدعوة الإسلامية من خلال بناء المدارس الإسلامية، والاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم، وتعليم اللغة العربية، كما أقامت رابطة العالم الإسلامي مركزاً إسلامياً في طوكيو.

                              بعض المشكلات التي تواجه المسلمين في اليابان
                              المسلمون في اليابان من مشاكل معظمها تتمحور حول اللغة والترجمة والمعلِّمين المؤهَّلين وانتشار المدارس في كافة أنحاء اليابان.
                              ويحتاج مسلمو اليابان إلى توزيع نسخ من القرآن الكريم، كما أن الحاجة ماسة إلى ترجمة كتب الحديث والفقه والتوحيد
                              .


                              تعليق

                              يعمل...
                              X