إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

” هدم الاقصى وبناء الهيكل ” –

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ” هدم الاقصى وبناء الهيكل ” –

    هدم الاقصى وبناء الهيكل ”
    – جزء 1-

    الاخوة الاعزاء
    فى دراسة اعدتها مؤسسة الاقصى للوقف والتراث حول خطط اسرائيل لهدم الاقصى وبناء هيكل سليمان مكانة ، ولاهمية هذة الدراسة انقلها لكم عى اجزاء وهذا اولها
    إسرائيليات الهيكل الثالث ” المزعوم “

    يشغل الهيكل مكانة خاصة في وجدان اليهود الآن؛ إذ يعتبر أهم مبنى للعبادة حسب زعمهم، فقد مرَّ هذا الهيكل بعدة مراحل زمنية، وتبدأ قصته بأساطير حول كيفية بنائه، وتنتهي بخرافات مخلوطة بالحقائق حول طريقة ووقت إعادة بنائه.
    “الهيكل” في العبرية “بيت همقداش”، أي بيت المقدس أو “هيخال” وهي تعني البيت الكبير في كثير من اللغات السامية، ويقصد به مسكن الإله.
    وكان التصوّر عند اليهود أنه في مركز العالم بوسط القدس الواقعة بمركز الدنيا (فقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل بمثابة سُرَّة العالم، وأمامه حجر الأساس: النقطة التي خلق الإله العالم عندها، والهيكل هو كنز الإله أثمن من السموات والأرض، بل إن الإله قرَّر بناء الهيكل بكلتا يديه قبل خلق الكون).
    وترجع قصة الهيكل إلى قديم الزمان؛ إذ كان العبرانيون يحملون تابوت العهد الذي يوضع في خيمة الشهادة أو الاجتماع، ومع استقرارهم في كنعان قدَّموا الضحايا والقرابين للآلهة في هيكل محلي أو مذبح متواضع مبني على تلٍّ عال.
    ظهرت مراكز العبادة الإسرائيلية في أماكن مختلفة، ولكن لم يصل لمرتبة المركز الديني الذي تجتمع عليه القبائل العبرانية المتناثرة، إلى أن قام نبي الله داود عليه السلام بشراء أرض من “أورنا” اليبوسي ليبني عليها هيكلاً مركزيًّا.
    وتولَّى ابنه سليمان عليه السلام مهمة البناء التي أنجزها من الفترة 960 – 953ق.م؛ ولهذا سُمِّي “هيكل سليمان” أو “الهيكل الأول”، وحسب الزعم اليهودي قام سليمان ببناء الهيكل فوق جبل موريا جبل بيت المقدس أو هضبة الحرم التي يوجد فوقها المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ويشار إلى هذا الجبل في الكتابات الإنجليزية باسم جبل الهيكل Temple mount ، وهو بالعبرية “هرهابيت” جبل البيت (بيت الإله).
    وقد كرَّس سليمان جزءاً كبيرًا من ثروة الدولة والأيدي العاملة فيها لبناء الهيكل، وبعد الانتهاء منه قامت عدة ثورات انتهت بانقسام مملكة سليمان إلى مملكتين صغيرتين، وبناء عدة هياكل في أماكن متفرقة، وهو ما شتَّت مركزية العبادة، وأفقد الهيكل كثيرًا من أهميته، وهجم فرعون مصر “شيشنق” على مملكة يهودا، ونهب نفائس الهيكل، كما هاجمه “يو آش” ملك المملكة الشمالية ونهبه هو الآخر، وقد هدم “بُخْتَ نَصَّر” البابلي هيكل سليمان عام 586م، وحمل كل أوانيه المقدسة إلى بابل.
    ومع هدم هيكل سليمان قام “زروبابل” أحد كبار الكهنة الذين سمح لهم الإمبراطور الفارسي “قورش” بالعودة إلى فلسطين بإعادة بناء الهيكل في الفترة 520 – 515ق.م، أي في أربعة أعوام، ولم يكن في عظمة هيكل سليمان، ومعظم الباحثين يميلون إلى القول بأنه لم يختلف كثيرًا عن الهيكل الأول في بنيته، ويعود هذا إلى أنه حينما هاجم “بخت نصر” الهيكل لم يهدمه، وإنما نهبه وأحرقه، فتآكلت الأجزاء الخشبية من البوابات والأسقف والحوائط، أما بقية الهيكل المعماري فقد بقيت كما هي، وقد لَعِب هذا الهيكل مثله مثل سابقه دورًا أساسيًّا في إسباغ شرعية على فئة الكهنة التي صارت الفئة الإدارية الأساسية في مقاطعة يهود أو”يهودا” الفارسية، واكتسبت النخبة الكهنوتية والعبادة القربانية (المعتمدة على تقديم القرابين) أهمية خاصة، إلا أن هذا الهيكل تعرَّض للنهب من قبل “أنطيوخوس” الرابع في القرن الثاني قبل الميلاد، وبنى فيه مذبحًا لزيوس “الإله الأب عند الإغريق”، ثم تلاه بومبي الإمبراطور الروماني، وبعده نهبه براسوس أيضًا.
    هيكل هيرود الثاني
    هو الهيكل الذي بناه الملك “هيرود” (27 ق.م) الذي عيَّنه الرومان حاكمًا يحمل لقب “ملك”، ويشار إلى هذا الهيكل بأنه “الهيكل الثاني”.
    وترجع قصة الهيكل الثاني إلى أنه حينما اعتلى هيرود العرش وجد هيكل “زروبابل” متواضعًا للغاية، فقرر بناء هيكل آخر لإرضاء اليهود.
    وبدأ في بنائه عام 20 – 19ق.م، فقام بهدم الهيكل القديم، واستمرَّ العمل في البناء وقتًا طويلاً فمات دون إتمامه، واستمر البناء حتى عهد “أجريبا الثاني” (64م)، وكانت لا تزال هناك حاجة إلى اللمسات الأخيرة عندما هدمه “تيتوس” عام 70م.
    ويفوق الهيكل الثاني الأول في المساحة، فقد وسَّع هيرود نطاق الهيكل بسلسلة من الحوائط مكونة من صفَّين من الأعمدة طولهما (5.50)، تضم منطقة مساحتها 915×152×1595×1025 قدمًا، ويمكن الوصول إليه من عبر بوابات وأربعة جسور.
    وأعيدت تسميته فنسب إلى قيصر روما “مارك أنطوني”، وكان السور يضم أروقة معمّدة أكبرها الرواق الملكي الذي يتجمع فيه بائعو ذبائح القرابين والصَّرافون الذين يحوِّلون العملات إلى “الشيكل المقدس” الذي كان يدفعه اليهود للهيكل، ويوجد داخل هذه الأسوار مباشرة ما يُسمَّى “ساحة الأغيار”؛ لأن غير اليهودي كان مسموحًا لهم بالدخول فيها. وهدم هذا الهيكل على يد القائد الروماني توتوس سنة 70 ميلادي , ومن يومها واليهود يخططون للعودة الى فلسطين وإعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة .
    الهيكل الثالث
    وهو مصطلح ديني يهودي يشير إلى عودة اليهود بقيادة الماشيح إلى صهيون؛ لإعادة بناء الهيكل في آخر الأيام، ويذهب الفقه اليهودي إلى أن الهيكل الثالث لا بد أن يُعاد بناؤه، وتقام شعائر العبادة القربانية مرة أخرى، فقد تمَّ تدوين هذه الشعائر في التلمود مع وصف دقيق للهيكل، ويتلو اليهود في صلواتهم أدعية من أجل إعادة البناء، والآراء تتضارب مع هذا، حول مسألة موعد وكيفية بناء الهيكل في المستقبل، والرأي الفقهي اليهودي الغالب أنه يتعين عليهم الانتظار إلى أن يحلَّ العصر المشيحاني بمشئية الإله، وحينئذ يمكنهم أن يشرعوا في بنائه، ومن ثَم يجب ألا يتعجَّل اليهود الأمور ليقوموا ببنائه، فمثل هذا الفعل من قبيل التعجيل بالنهاية.
    ويذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، كما ذهب راش إلى أن الهيكل الثالث سينزل كاملاً من السماء، ويرى فقهاء اليهود أن جميع اليهود مدنَّسون الآن بسبب ملامستهم الموتى أو المقابر، ولا بد أن يتم تطهيرهم برماد البقرة الحمراء، ولما كان اليهود (جميعًا) غير طاهرين، وحيث إن أرض الهيكل (جبل موريا أو هضبة الحرم) لا تزال طاهرة، فإن تحول أي يهودي إليها يُعَدّ خطيئة، ويضاف إلى هذا أن جميع اليهود حتى الطاهر منهم يحرم عليه دخول قدس الأقداس الذي يضم تابوت العهد؛ لأنه أكثر الأماكن قداسة حتى لا يدوسوا على الموضع القديم له عن طريق الخطأ، وفي الفقه اليهودي كذلك أن تقديم القرابين أمر محرم؛ لأن استعادة العبادة القربانية لا بد أن يتم بعد عودة الماشيح التي ستتم بمشيئة الإله.
    وهناك من يقول بنقيض ذلك، حيث يرى أن اليهود يتعين عليهم إقامة بناء مؤقت قبل العصر المشيحاني، وأنه يحل لليهود دخول منطقة جبل “موريا” هبة الحرم “جبل بيت المقدس”. ومن طقوسهم الدينية
    ذكر الهيكل المهدوم عند الميلاد والموت ، وعند الزوج يحطم امام العروسين كوب فارغ لتذكيرهم بهدم الهيكل وقد ينثر بعض الرماد على جبهة العريس لتذكيره بهدم الهيكل .


  • #2
    هدم الاقصى وبناء الهيكل ”
    – جزء 2-
    البراق والمبكى وأربع نظريات لهدم الأقصى
    منذ أن هدم القائد الروماني توتوس ما يسمى الهيكل الثاني سنة 70 للميلاد ، وتوزع اليهود في انحاء العالم وخاصة في الدول الأوروبية وهم يخططون للعودة إلى أرض فلسطين وإعادة بناء الهيكل للمرة الثالثة ، وكان يبدو هذا التخطيط كحلم بعيد المنال الى أن بدأوا بوضع موطىء قدم لهم في فلسطين وخاصة في القدس في بداية القرن التاسع عشر ( 1831-1840) حكم محمد علي باشا سوريا وفلسطين وفيها وصلت العلمانية إلى القدس بتمثيل اليهود والمسيحيين في مجلس القدس وكان محمد علي يتوق إلى دعم الغرب فسمح بوجود قنصل بريطانيا وبدأت هجرة اليهود الى القدس واخذت اعدادهم بالتزايد وشجعت اوروبا بدورها هذه الهجرة في ظل تزايد المشكلات بين اليهود والاوروبيين في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وفي ظل الضيق الاوروبي بالجنس اليهودي إتجهت الانظار الى انشاء الحركة الصهيونية الى اقامة وطن لليهود في فلسطين لتحقيق هوية خاصة مستقلة لهم من جهة ، وتخليص اوروبا من مشكلتهم من جهة اخرى ، وليكونوا جسرا للاستعمار الاوروبي والتدخل الاوروبي في المنطقة من جهة ثالثة ، ولعبت شعارات الدين التي رفعتها الحركة الصهيونية دوراً مهما في ترويج فكرتها بما ذلك التوجه اليهودي والعمل على اعادة بناء هيكل سليمان فيها مكان المسجد الأقصى .
    ومع انعقاد المؤتمر الاول للمنظمة الصهيونية في مدينة بازل السويسرية سنة 1987 وضع قادة الحركة الصهيونية مدينة القدس بؤرة تطلعاتهم ، فقد صرح ثيودرو هرتزل قائد الحركة الصهيوينة حينها في مدينة بازل بسويسرا قائلا :” إذا حصلنا لحظة يوما على مدينة القدس وكنت لا أزال حيا وقادرا على القيام بأي شيء فلن اتوانى لحظة عن إزالة كل شيء ليس مقدسا لدى اليهود وسوف أدمر كل الآثار التي مرت عليها قرون ” ، وتزاحمت الأساطير الصهيونية لتربط مسعى وإقامة قومي وطن لليهود بالعودة الى ارض الميعاد ” واتخاذ جبل ” صهيون” الذي يشرف على مدينة القدس رمزا لهذه العودة ، وكانت تسمية الحركة الصهيونية ذاتها جاءت لتعزز آليات الاشباع العقائدي لدى اليهود .
    وعد بلفور وعين على البراق :-
    في عام 1917 سقطت القدس بيد الجيش البريطاني وفي الثاني من تشرين الثاني من نفس العام أصدر وزير الخارجية البريطاني جيمس آرنر بلفور وعده المشهور” المشؤوم ” والقاضي بالتمكين لليهود لإقامة وطن قومي خاص بهم في فلسطين مؤكدا ” ان حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف لهذا الطموح ” .
    ولم يترك اليهود موضوع البحث عن هيكل سليمان وإعادة بنائه ، ففي القرن التاسع عشر وفي طيات البحث عن مزاعم تاريخية لليهود في فلسطين تمهيدا لاصدار وعد بلفور المذكور والبدء في إقامة دولة قومية لهم على أرض فلسطين تمَّ من ارسال بعثة عام 1911 تولى رئاستها باركر البريطاني لاجراء حفريات في منطقة الحرم ، وفلسطين لا تزال جزءا من الدولة العثمانية ، ولكن عمليات البعثة اخفقت نتيجة رد الفعل المحلي الفلسطيني .
    بعد ظهور وعد بلفور ظهرت كتابات يهودية في كبريات الصحف الغربية تدعو الى اعادة بناء الهيكل المزعوم في فلسطين ، ثم كانت اولى الخطوات العملية في هذا الاتجاه يوم 20/3/1918 حينها وصلت بعثة يهودية بقيادة حاييم وايزمن الى القدس وقدمت طلبا الى الحاكم العسكري البريطاني آنذاك الجنرال “ستورز ” تطالبه بانشاء جامعة عبرية في القدس وتسلم حائط البراق ( المسمى عند اليهود بالمبكى ) في الحرم القدسي اضافة الى مشروع لتملك اراضٍ في المدينة المقدسة .
    وكانت أ.د خيرية قاسمية كشفت في بحث متميز لها نشره الاتحاد البرلماني العربي عام 1998 مع معهد البحوث والدراسات العربية قصة هذا التخطيط ، ومحاولة الشروع في تنفيذه إثر احتلال بريطانيا لفلسطين أواخر الحرب العالمية الأولى فتحكي كيف وصلت بعثة صهيونية برئاسة حاييم وايزمن الى الاسكندرية في 20/ 3/1918 ومنها الى القاهرة فالقدس فيافا ، وكيف هيّأ حاكم القدس العسكري ستورز البريطاني استقبالا حافلا لها وعهد برفقتها ، وكان فيها عنصر من اسرة روتشيلد المرابية ، وقد ركزت هذه البعثة على ثلاث قضايا : الأولى : إنشاء جامعة عبرية في القدس ، والثانية : تسليم حائط المبكى ( البراق ) في الحرم القدسي الى اليهود وثالثها : مشروع تملك اراضٍ ، وتمضي خيرية قاسمية في بحثها فتعرض الضغوط الشديدة التي مارستها بريطانيا على اهل فلسطين العرب مسيحيين ومسلمين ، وصمودهم امامها ومعارضتهم للمخطط الصهيوني الاستعماري .
    وقد دعت هذه المعارضة القوية كلايتون رئيس قلم المخابرات في مقر القيادة العامة للقوات البريطانية الذي أصبح أهم الأجهزة المنفذة للسياسة البريطانية في الشرق العربي ، الى ان ” يتوقع مصاعب كثيرة ” بشأن القضية الثانية التي هي موضوع حديثنا ، ” فحائط المبكى يقع الى جوار مسجد عمر ، والممتلكات التي تقع مباشرة امام حائط المبكى منوطة بوقف المغاربة ” وقد كتب كلايتون للندن قائلا :” ان أي محاولة من جانب اليهود للحصول على ملكية الموقع ستثير موجة احتجاج تستغلها دعايات الاعداء ” .
    وأشار الى ان الحاكم العسكري ستورز فاتح المفتي الشيخ كامل الحسيني بشكل خاص ، فعارض تماما اجراء أي محاولة ، وانتهى الى انه من غير المرغوب اتخاذ أي اجراء حول هذا الامر في الوقت الحاضر ، ويمكن النظر به ثانية عند ظهور فرصة مؤاتية في المستقبل ، وتذكر خيرية قاسمية في بحثها القيم ان كلايتون ذكر في رسالة بعث بها الى بلفور يوم 31/8/1918 ان ستورز حاكم القدس العسكري حاول اقناع المسلمين بالفائدة التي يجنوها من ضمان مبلغ كبير لملكية ليس لها قيمة كبيرة على حد قوله ، ولكنه واجه معارضة شديدة ، وتتالت عرائض الاحتجاج وقامت مظاهرتان عدائيتان ، وتضمنت عريضة باسم الجمعيات العربية الاسلامية بالقدس الطلب من الحاكم العسكري البريطاني ” التخلي عن محاولات المقايضة لوقف ابي مدين ” ( قرب المسجد الأقصى ) مؤكدين انهم معهم جميع المسلمين قاطبة ، لن يسمحوا بالمقايضة او الاستيلاء على هذا المكان المقدس التقليدي الذي يلاصق جامع عمر .
    ثورة البراق وعصبة الامم :-
    مطالبة حاييم وايزمن بحائط البراق لم تكن من فراغ فقد ذكرت بعض الروايات انه في عهد حكم السلطان سليمان العظيم العثماني ( 1520-1566) أصدر فرمانا رئاسيا يسمح بالصلاة عند الحائط الغربي في ممر عرضه 8 اقدام بين السور وحي المغاربة ، هذا الفرمان السلطاني العثماني الذي شجع وايزمن بالمطالبة بحائط البراق أدى بعد عشر سنين الى احداث اشتهرت باسم ” ثورة البراق ” ولتوضيح الامر فلا بد من التذكير بأن حائط البراق يمثل الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم الشريف ويبلغ طوله ( 47) مترا وارتفاعه (17) مترا ويعد من الاملاك الاسلامية ، لأنه يشكل جزءا من الحرم الشريف وله علاقة وطيدة باسراء النبي عليه الصلاة والسلام إذ ربط النبي عليه الصلاة والسلام دابته -البراق في الحائط ، وسمي البراق نسبة الى دابة الرسول  ويطلق عليه باللغة العبرية اسم ( كوتل معمراني ) ويدعي اليهود ان هذا الحائط هو الجدار الخارجي لهيكل سليمان عليه السلام متناسين ما حل بالهيكل في عهد هدريان .
    ويطلق على حائط البراق اسم حائط المبكى وذلك لان اليهود اعتادوا في عهد هدريان الذهاب الى مدينة القدس والبكاء على اطلال هيكلهم الذي زالت آثاره من شدة الحريق الذي أتى عليه .
    اما القسم الذي كان دائما موضوع الخلاف بين المسلمين واليهود هو عبارة عن ثلاثين مترا من الحائط الخارجي المذكور ويمتد امام ذلك القسم من الحائط رصيف لا يستطاع سلوكه الا من الطرف الشمالي من زقاق ضيق يبتدئ من باب السلسلة ويمتد هذا الرصيف جنوبا الى حائط آخر ، ويفصل هذا الحائط بخط مستقيم رصيف – حائط البراق- عن بضعة بيوت عربية خصوصية وعن موقع مسجد البراق في الجهة الجنوبية الذي هدمه اليهود عند إزالتهم حارة المغاربة في اعقاب احتلالهم لمدينة القدس عام 1967 ، ويقوم عند الطرف الشمالي من الرصيف حائط ثالث فيه باب يفصل هذه الجهة عن الفناء الكائن امام مقر المرحوم الحاج ( امين الحسيني ) وقد قامت سلطات الاحتلال بمصادرة هذا المقر وحولته الى كنيس يهودي .
    لقد جرت اشتباكات عديدة بين الفلسطينيين سكان الارض الاصليين واليهود بسبب تجاوز اليهود لهامش الحرية الذي منحهم اياه المسلمون من زيارة حائط البراق ، وكان ابرز هذه الثورات ثورة البراق في العام 1929 ، اذ جلب اليهود مساء 33 ايلول / 1938أدوات جديدة الى المبكى واقاموا ستارا يفصل بين الرجال والنساء ونفخوا في الصور ، فأثار هذا المسلمين وجعلهم يعتقدون ان الغاية الاخيرة لليهود هي استملاك المسجد الأقصى تدريجيا زاعمين انه الهيكل ، مبتدئين بالجدار ، وصدرت الاوامر الرسمية الى اليهود بنـزع الستار فلم يفعلوا فتولى البوليس رفعه ، فهاج هائجهم واشتد التوتر ، وسارت حشودهم في 15 آب 1929 ( يوم عيد صيامهم ) في موكب نحو الحائط حيث رفعوا العلم الصهيوني وانشدوا نشيدهم الوطني وهتفوا ” الحائط حائطنا ” وفي اليوم التالي الجمعة 16 آب خرج المسلمون من صلاة الجمعة من الحرم في تظاهرة نحو البراق حيث قلبوا منضدة للشماس اليهودي ، واحرقوا الاستراحامات التي اعتاد المصلون اليهود وضعها في ثقوب الحائط ، فزاد هذا اشتداد التوتر وامتدت الاشتباكات الى باقي انحاء فلسطين وكان ذروتها في 29 آب وعلى اثر هذه الاضطرابات عينت عصبة الأمم لجنة دولية للتحقيق في ملكية الحائط في العام 1930 .
    وقامت اللجنة بالتحقيق والتدقيق في أقوال الفلسطينيين أصحاب الارض واليهود واصدرت تقريرها المشهور والذي اكد على احقية المسلمين والفلسطينيين في حائط البراق ، وقد جاء في استنتاجات التقرير ، للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من املاك الوقف ، وللمسلمين ايضا تعود ملكية الرصيف الكائن امام الحائط حيث يقيم اليهود صلواتهم وامام المحلة المعروفة بحارة المغاربة المقابلة للحائط لكونه موقوفا حسب احكام الشرع الاسلامي بجهات البر والخير .
    نكبة 1948 الأقصى على مرمى حجر :-
    بعد مجيء الاحتلال البريطاني لفلسطين خلفاً للحكم العثماني عام 1917 شرعت سلطات الانتداب البريطاني في تطبيق وعد بلفور الخاص بإقامة دولة لليهود في فلسطين ، فسهلت عملية الاستيطان اليهودي في المدينة كما وساهمت في انشاء المؤسسات الثقافية والدينية اليهودية في المدينة ، وفي شراء الاراضي العربية وغيرها في منطقة القدس ومحيطها وعلى الأقصى غربي البلدة القديمة واتجهت كذلك الى تقسيم الارض بين العرب واليهود والذي تبلور بقرار الامم المتحدة رقم 181 لعام 1947 المشهور بقرار التقسيم ، وفي عام 1948 اعلنت بريطانيا انهاء انتدابها على فلسطين وبدأت القوات البريطانية بالرحيل ومكنت اليهود من اقامة دولتهم الذين لم يترددوا بالاعلان عنها في ايار 1948 ووضعت القوات اليهودية يدها على القسم الغربي من القدس وبذلك اصبح المسجد الأقصى على مرمى حجر من القوات الاسرائيلية ، وعندما قامت الدولة نشطت الحركة الصهيونية في تدريج مسألة الهيكل من خلال جعله شعارا رسميا للدولة ( نجمة داوود ) وتأويل نصوص توراتية وتلمودية لكي تتلاءم ومقتضيات هذه المسألة .
    نكبة 1967 احتلال الاقصى ومبكى البراق :-
    في عام 1967 سقطت القدس باكملها واحتلت القوات الاسرائيلية البلدة القديمة والمسجد الأقصى واسمعت بيانها المشهور (הר הבית בידינו)” الحرم بأيدينا”. ومنذ تلك اللحظة شرعت المؤسسة الاسرائيلية في تهويد مدينة القدس وفرض وجودها فيها ، واتخذت ذلك عدة أشكال :
    الأول :- هدمت الحي الاسلامي المعروف بحارة الشرف في حي المغاربة عقب الاحتلال مباشرة في 11 / حزيران 1967 ، حيث منحت السكان ساعتين فقط لمغادرة المكان ، وصبيحة اليوم التالي كان الحي قد سوي بالارض حيث تم ضم ارضه الى الساحة المقابلة لحائط البراق التي يطلقون عليها ساحة المبكى ، وتم اثناء ذلك هدم مسجدي البراق والافضلي وهدم 135 منزلا وتهجير 650 فلسطينيا ، علما بان ممتلكات الحي كانت ملكا للاوقاف الاسلامية .
    الثاني : توطين اليهود في حي المغاربة وتسميته بالحي اليهودي واستملاك الممتلكات الاسلامية والوقف الاسلامي ما بين هذا الحي وحارة الارمن وذلك في الفترة ما بين 1968و1979 .
    الثالث :- منذ عام 1979 تم تشكيل العديد من الجماعات الاستيطانية اليهودية بالقدس ، والتي الفت بينها اتحادا سمي ” عطرا اليوشنا ” أي جمعية تجديد الاستيطان في مدينة القدس جميعها ، ويهدف هذا الاتحاد الى استملاك العقارات في الاحياء الاسلامية المجاورة للحرم في قلب المناطق الفلسطينية ، وذلك بتوطين اسر يهودية مختارة في وحدات سكنية يتم إنشاؤها ، وقد حظي هذا الاتحاد باعتراف ” ادارة ارض اسرائيل ” الحكومية عام 1985 وذلك بعد تشكيل لجنة وزارية يهودية عام 1948 برئاسة افرايم شيلو شرعت ونظمت عمل هذا الاتحاد.
    الرابع : احتلال مساكن الفلسطينيين في الاحياء الاسلامية وادعاء ملكيتها من قبل العديد من اليهود ، وتوج ذلك بقيام اريئيل شارون شخصيا باحتلال احد المنازل الفلسطينية عام 1987 في الحي الاسلامي المجاور للحرم الشريف .
    وتكون المؤسسة الاسرائيلية بذلك قد احتلت حائط البراق الاسلامي وحولته الى المبكى مكان للصلاة لليهود ومنعت غيرهم من الاقتراب منه في ظل حراسة امنية مشددة ، وهي بذلك الخطوة الأولى القوية للاستيلاء على المسجد الاقصى ومحاولة هدمه وبناء الهيكل الثالث المزعوم اذ يعتبرون حائط البراق – المبكى احد جدران هيكلهم المزعوم ، ومن يومها ما زال البراق يبكي ويحن إلى أهله واصحاب الحق فيه .
    ” احلام اليقظة ” وأربع نظريات لإزالة المسجد الأقصى:-
    لم تخف جماعات يهودية متطرفة نيتها هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم مكانه ، فقد صدر مأخرا كتاب بعنوان ” احلام اليقظة ” تبنوا واضعوه أربع نظريات لإزالة المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل الثالث المزعوم :
    1- الأعمدة العشرة : أولى النظريات تدعو الى بناء عشرة اعمدة بعدد الوصايا العشر قرب الحائط الغربي من المسجد الاقصى ، بحيث تكون الاعمدة على ارتفاع ساحة المسجد حاليا ، ومن ثم يقام عليها ” الهيكل الثالث” , ويربط هذا المبنى بما يعتقدون بأنه عمود مقدس يوجد حاليا كما يتوهمون في ساحة قبة الصخرة المشرفة .
    2- الشكل العامودي: أما النظرية الثانية وهي شبيهة بسابقتها فتطالب بإقامة الهيكل الثالث قرب الحائط الغربي من المسجد الاقصى بشكل عامودي بحيث يصبح الهيكل أعلى من المسجد الاقصى ، ويربط تلقائيا مع ساحة المسجد من الداخل .
    3- الترانسفير العمراني :- وتتبنى النظرية الثالثة فكرة ما يسمى بـ ” الترانسفير العمراني ” ومفادها حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا ونقل المسجد كما هو خارج القدس وإقامة الهكيل .
    4- الهيكل الكامل :- اما آخر النظريات الاربع فتدعو الى هدم المسجد الأقصى برمته وانشاء الهيكل على انقاضه .

    يتبع

    تعليق


    • #3

      ” هدم الاقصى وبناء الهيكل المزعوم ”
      - جزء3-

      عشرات المنظمات اليهودية الإسرائيلية العاملة لهدم المسجد الأقصى
      وبناء الهيكل المزعوم
      بعد الاحتلال الاسرائيلي للمسجد الاقصى عام 1967 تعالت الاصوات الداعية الى هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل المزعوم , الى أنّ الموازنات السياسية الاسرائيلية أجّلت ذلك الى حين , ومن حينها ظهرت تنظيمات يهودية متعددة ومختلفة في التوجه ولكنها تجمع على هدف واحد وهو بناء الهيكل الثالث المزعوم , ونشير أنّ هناك أكثر من ثلاثين تنظيماً وحركة دينية يهودية ترى أنّ رسالتها الوحيدة العمل على تمكين اليهود من السيطرة على المسجد الأقصى، أسس بعضها قديما وبعضها حديثا , معظم هذه الحركات موجود داخل الدولة وفي حدود الضفة الغربية ، ولكن بعضاً منها موجود في كل من الولايات المتحدة وعلى الأخص في حي بروكلين بنيويورك، وكذلك فإن هناك حركة دينية يهودية مقيمة في استراليا القاسم المشترك لجميع هذه الحركات هو أنها تؤمن بضرورة إقامة الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى، وتتعامل مع ذلك كما لو كان عملاُ مشروعاً حسب قوانين الدولة. ويقول شاحر إيلان: “فإنّ هدف هذه المجموعات هو زيادة الشريحة الشبابية داخل الدولة التي تؤمن بضرورة القيام بعمل ما من أجل جعل السيطرة على المسجد الأقصى يهودية خالصة تماماً”.
      لقد أنشأت اليهودية العالمية كثيراً من المنظمات والحركات الإسرائيلية من أجل القيام بمهمة هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان. نقل مراسل الإذاعة الإسرائيلية (جاي كونف) في القدس عن قيادات في جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة تحذيرها لحكومة باراك من أنّ المتطرفين اليهود الذين من المقرر أن يستقرّوا بجوار الأقصى تماماً سيستغلون ذلك من أجل تنفيذ مخططاتهم المتطرفة بحق المسجد الأقصى. وأشارت مصادر المخابرات الإسرائيلية إلى أنّ عناصر منظمتي (حاي فيكيام) و(أمناء الهيكل) أشهر منظمتين تناديان علانية بضرورة إزالة المسجد.
      وقد كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في أحاديث سابقة ومتعددة لوكالات الانباء النقاب عن وجود خمس وعشرين جماعة يهودية متخصصة من أجل العمل لهدم المسجد الأقصى المبارك من بين مائة وعشرين جماعة يهودية تعمل من أجل بناء الهيكل المقدس المزعوم مكان المسجد الأقصى.
      وفي نهاية عام 2000م أرسلت المنظمة الإسرائيلية “كشب” للدفاع عن الديمقراطية تقريراً إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك كشفت فيه عن وجود عشر مؤسسات يهودية -يشارك في عضويتها آلاف اليهود- تعمل من أجل إقامة الهيكل الثالث، وهي تشكل تهديداً مباشراً للحرم القدسي الشريف، وأن أنصار إقامة الهيكل استأنفوا أخيراً نشاطاً سرياً فيما يعرف بـِ (هسنهدرين الصغير) وهو عبارة عن مجلس ديني يتكون من ثلاث وعشرين عضو-يزعمون أنّه توقف عن العمل في القرن الخامس الميلادي- وكشف التقرير أنّ دولة إسرائيل تقوم بتمويل نشاطات المعاهد والمؤسسات اليهودية التي تعمل على استئناف الشعائر والطقوس الدينية الخاصة بالهيكل المقدس.
      ولأهمية الامر وللوقوف على أبعاد وخطورة هذه التنظيمات نقدم بشيء من التفصيل والشرح أهم المنظمات والمؤسسات اليهودية التي تسعى لإقامة الهيكل المقدس المزعوم:-
      1- جماعة جوش أمونيم: ومعناها: كتلة الإيمان، وتطلق على نفسها اسم حركة التجديد الصهيوني، أسسها الحاخام موشي ليفنجر بعد حرب رمضان 1393هـ الموافق أكتوبر 1990م يؤمن أتباعها باستخدام القوة والعنف لإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وتحظى الجماعة بدعم حكومي أكسبها قوة ونشاطاً. جاء في مقال افتتاحي لنشرة (نقوداه) لسان حال جماعة (جوش أمونيم) عام 1986م ما نصّـه: إنّ ما هو لائق في ما يخص أرض “إسرائيل” الكاملة يجب أن يكون لائقاً أيضاً في ما يخص جبل الهيكل.. ولئن كنا من أجل العودة إلى أرض “إسرائيل” الكاملة من أجل إقامة الدولة استعجلنا قدوم المخلّص فيجب علينا بالمنطق نفسه أن نبني الهيكل الآن”.
      2- منظمة يشيفات أتريت كوهانين: ومعناها التاج الكهنوتي ، تعود جذور هذه الحركة إلى الحاخام الفلسطيني الأول (إبرهام يتسحاق كول) وابنه (زفاي يهودا كوك). يؤمن أتباعها بأنهم طلائع الحركة التي ستبدأ المسيرة إلى الهيكل، ولديها خطط هندسية جاهزة لإنشاء الهيكل، وهي من إعداد عضوها (جاكوب يهودا)، الذي قضى وقتاً من حياته في إعداد هذه الخطط. وتقوم المنظمة بعقد الندوات الدينية عن الهيكل وسبل العمل لإعادة بنائه من جديد.
      3- حركة الاستيلاء على الأقصى: من زعمائها الحاخام (يسرائيل أريئيل) الذي صرّح بقوله: أن المسجد الأقصى كومة من الحجارة يجب أن تزول،ويبني اليهود مكانه هيكلهم المقدس.ويشرف هذا الحاخام على مزرعة أبقار ومعهد أبحاث لإجراء البحوث الوراثية والتجارب، التي من شأنها أن تؤدي إلى إنتاج بقرة حمراء لاشية فيها لاستخدامها في طقوس ما قبل الشروع في بناء الهيكل حسب الشريعة اليهودية. ومن زعماء هذه الحركة أيضاً الحاخام (كورن) الذي يعد المرشد الروحي للشباب اليهودي الذين اعتدوا على المسجد الأقصى سنة 1968م، ويدعو أتباع هذه الحركة علانية إلى هدم المسجد الأقصى وتهويد مدينة الخليل والاستيلاء على المسجد الإبراهيمي فيها، وتحويله إلى كنيس يهودي ولقد نجحوا في إنشاء معبد يهودي على ثلثي مساحة المسجد الإبراهيمي، أسموه (كنيس ماكفير).
      4- مؤسسة الهيكل المقدس: أسّسها اليهودي ستانلي غولفوت ومن أعضائها الإداريين الفيزيائي الأمريكي الصهيوني المسيحي (لاجرت دولفين)، وقد حاول الاثنان التحليق بطائرة فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة إكس بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي لتصوير باطن الأرض، بهدف إثبات أنّ الأقصى مقام في موضع الهيكل المزعوم.
      5- منظمة (سيودس شيسون): تتلقى هذه الجمعية الدعم من وزارة المعارف الإسرائيلية وبلدية القدس ووزارة الدفاع الإسرائيلية، وتعمل من أجل تعميق الوعي إزاء الهيكل والقدس لدى الشعب اليهودي عامةً ولدى الجيش خاصة، وتهدف إلى الاستيلاء على الحرم الشريف.
      6- مجموعة (أل هار هاشم): ومعناها (إلى جبل الله)، وتهدف إلى بناء الهيكل، يترأس هذه المجموعة (غور شون سلمون)، وقد حاولت في 14/8/1979م اقتحام المسجد الأقصى لإقامة صلاة يهودية فيه. ومن أعضائها النشيطين (يسرائيل ميلاد)، الذي يعمل من خلال عدة مؤسسات دينية من أجل بناء الهيكل، وقد حاول (غور شون سلمون) رئيس الجماعة اقتحام ساحة المسجد الأقصـى لإقامـة الشعائـر الدينيـة اليهوديـة وذلك فـي 24/2/1982م، وكرر المحاولة أيضاً في 27/2/1999م.
      7- جماعة أمناء جبل الهيكل: أسّسها مهاجر يهودي من جنوب إفريقيـا يدعى (ستانلي غولدفـوت) الذي سبـق أن عمـل مع جماعة شتيرن الإرهابية التي اغتالت وسيط الأمم المتحدة (الكونت برنادوت) عام 1948م، إذ أن (غولدفوت) هو الذي زرع القنبلة في فندق الملك داود حيث تواجد فيه هذا الوسيط، والزعيم الحالي لهذه الجماعة المحامي جرشون سلمون الذي قاد الجماعة في الاعتداء على حرم المسجد الأقصى بإقامة الصلوات والشعائـر اليهودية في ساحاته.وقد تظاهر مرة نحو-20- عشرون شخصاً من هذه الحركة في مدخل باب الخليل الباب الغربي الجنوبي للمدينة المقدسة، وهم يهتفون بعبارات مناوئة للعرب والمسلمين. ويحملون نعشاً كتب عليه ” دولة فلسطينية لن تقوم”. وقد دعا أقطاب هذه المجموعة المتطرفة خلال التظاهر الشرطة الصهيونية السماح لهم بدخول المسجد الأقصى المبارك للصلاة فيه. و قال أحد المتظاهرين وسط تصفيق من أتباع هذه الجماعة المتطرفة :” إننا نعيش في المرحلة النهائية من التاريخ إذ لا بد من تحقق الوعد بأن ندخل إلى المسجد الأقصى المبارك (الهيكل) و مملكة داود التي شيدها قبل 3 آلاف سنة،ولذلك لابد من إخراج المسلمين من المدينة،ومن (إسرائيل) كلياً ، إنهم غرباء إنهم أعداؤنا إلى الأبد،أعداء الله:هم المسلمون”.
      ولقد حاولت هذه الحركة أكثر من مرة وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم بالقرب من ساحة البراق. وقد صدر قرار المحكمة الإسرائيلية بالسماح لهذه المنظمة بوضع حجر الأساس رمزياً للهيكل المزعوم، وأن هذا الأمر الذي تقرر تنفيذه الأحد 29/7/2001م قد أثار غضب الشعوب الإسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني.
      8- مؤسسة الهيكل المقدس: أسسها (ستانلي غولد فوت) بعد انشقاقه عن جماعة أمناء الهيكل، وتضم في هيئتها الإدارية خمسة من النصارى الصهاينة، منهم الفيزيائي (لاجرت دولفين) وقد حاول الاثنان التحليق فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة لتصويرهما بأشعة اكس بواسطة جهاز الاستقطاب المغناطيسي الذي ابتكره (دولفين)، لتصوير باطن الأرض، ليثبت للعالم أن الأقصى مقام فوق موضع الهيكل.
      9- منظمة (بيتار): من قادتها المحامي (دايبنوفتس) والمحامي (غور شون سلمون) الذي ترأس أيضاً مجموعة (آل هار هاشم)، وقد حاولت هذه الجماعة اقتحام المسجد الأقصى أكثر من مرة لإقامة الشعائر اليهودية فيه.
      10- حركة (إعادة التاج لما كان عليه): يتزعمها (يسرائيل فويختونفر) وهو يقود مجموعة من الشباب اليهودي العامل للاستيلاء على البيوت والمباني في القدس من أجل تهويدها، ومن أجل محاصرة الحرم القدسي بممتلكات يهودية. ، والأب الروحي لهذه المجموعة الحاخام (أفيبدرو نفسنتال) رئيس رابطة التاج القديم، والملقب بحاخام المدينة القديمة.
      11- مجموعة (حشمونائيم): يتزعمها المتطرف (لرنر)، عرفت هذه المجموعة باللجوء إلى العنف الشديد، من أجل السيطرة على ساحة الأقصى وقد حاولت هذه المجموعة تفجير مسجد قبة الصخرة عام 1982م، غير أن هذه المحاولة باءت بالفشل إذ قدر الله تعالى اكتشاف المتفجرات قبل انفجارها، والأب الروحي لهذه المجموعة الحاخام (أفيبدرو نفسنتال) رئيس رابطة التاج القديم، والملقب بحاخام المدينة القديمة.

      12- قبيلة يهودا: وأتباع هذه القبيلة مشهورون بعصابة ” لفتا ” وهي ذات نفوذ قوي وعندها إمكانيات عسكرية كبيرة , وقد حاولت مرة نسف المسجدين عن طريق وضع متفجرات فيهما .
      13- حركة (كاخ): ومعناها (هكذا بالبندقية) أسسها الحاخام (مائير كاهانا) اليهودي الأمريكي الذي عرف بآرائه التلمودية المتطرفة، وكان له نشاط في أمريكا لدعم عملية بناء الهيكل، وقد قتل هناك حين كان يلقي خطاباً، يدعو فيه إلى أفكاره. ومن أتباعها الجندي الإسرائيلي (آلان جولدمان) الذي اقتحم المسجد الأقصى وأطلق النار من بندقيته الرشاشة على المصلين في المسجدين الأقصى وقبة الصخرة. نشرت حركة (كاخ) بياناً جاء فيه: “إنه يجب على الحكومة الإسرائيلية أن توضّح للعالم أنّ الحرم القدسي هو مكان مقدّس لشعب إسرائيل كله، وأنّ في هذا المكان كان يوجد الهيكل ويجب بناؤه فيه، كما يجب إزالة المباني الحقيرة -يقصد المسجدين الأقصى وقبّة الصّخرة- التي أقيمت في المكان المقدّس عند اليهود. وفي عام 1982م حاول (يوئيل لرنر) من نشطاء حركة “كاخ” نسف مسجد قبّة الصّخرة، ووضع خططـاً لنسف المساجد الإسلامية الأخرى، وفي أغسطس عام 1984م أقدم الحاخام (مائير كاهانا) على محاولة لتدنيس المسجد الأقصى برفع العلم الإسرائيلي عليه في ذكرى هدم الهيكل الثاني.وقال زعيم منظمة (قائم وحي)-وهي امتداد لحركة كاخ-” :هلموا إلى جبل الهيكل..قاتلوا من أجله، ليس في القاعات ولا بالأقوال سيحرر الهيكل..نحن مدعوون للتضحية بأنفسنا وأرواحنا… ومهمة هذا الجيل هي تحرير جبل الهيكل، وإزالة الرجس عنه ..سنرفع راية إسرائيل فوق أرض الحرم، لا صخرة ولا قبة ولا مساجد، بل راية إسرائيل فهذا واجب مفروض على أجيالنا”.
      14- جمعية صندوق جبل الهيكل: وهي جمعية يهودية مسيحيّة صهيونيّة تسعى علانية لتهويد منطقة المسجد الأقصى، أعلن عن إنشائها عام 1983م في كل من أمريكا وإسرائيل، على أن تكون القدس مركزها الرئيس، وهدفها الأساس بناء الهيكل الثالث على جبل البيت (جبل الحرم الشريف). ومن زعمائها الثري الأمريكي (تيري ريزنهوفر) مؤسس منظمة جبل الهيكل الأمريكية.
      15- منظمة (حاي فكيام) التي يرأسها يهودا عتصيون، وهو بالمناسبة من مؤسسي التنظيم اليهودي المتطرف في الضفة الغربية أواسط الثمانينيات من القرن الماضي، والمسؤول عن استهداف عدد من رؤساء البلديات الفلسطينيين المنتخبين، وهو ما أدى إلى بتر أطراف عدد منهم نتيجة قيام عناصر هذا التنظيم بوضع عبوات ناسفة بالقرب من منازلهم. كما أن عناصر هذا التنظيم مسؤولة عن تنفيذ مذبحة استهدفت طلاب الجامعة الإسلامية في الخليل، والتي أدت إلى مقتل عدد من الطلاب وإصابة العشرات. وقد انتقل عتصيون- بعد أن قضى فترة في السجن- إلى الاهتمام بتحقيق هدف واحد ووحيد وهو: العمل على بناء الهيكل المزعوم من جديد على أنقاض المسجد الأقصى. وتنظيم (حاي فكيام) من التنظيمات التي تأخذ على نفسها وضع مخططات عملية لتدمير المسجد الأقصى.
      16- منظمة (عطيرات كوهنايم) والتي تعني (التاج الكهنوتي): أنشأت في عام 1987 ومقرها في البلدة القديمة من شرقي القدس في حي باب الواد وتهدف الجمعية إلى شراء الأراضي، والاستيلاء على البيوت العربية في البلدة القديمة ولها نفوذ كبير في المؤسسات اليهودية وانتشار واسع في الولايات المتحدة، ولها مكتب دائم هناك في منهاتن (نيويورك) يقيم الاحتفالات لجمع التبرعات، وتقوم ببث أفلام دعائية بغرض تمويل مشاريعها الاستيطانية وهدم الأقصى المبارك، وبناء الهيكل ولديهم مخططات الهيكل. ومن مهامها أيضاً العمل على تهويد البلدة القديمة من القدس، وهي تحظى بدعم الملياردير اليهودي الأمريكي (أورفينغ ميسكوفيتش).
      17- حركة حبّاد: ومهمتها إنشاء أجيال من الكهنة ليخدموا الهيكل، وتربية بقر أحمر (البقر الأحمر) لإلغاء الدنس،وتمكين اليهود من الدخول إلى الهيكل وتقوم الحركة بتنشئة الأطفال في قرية (حاريدية) قرب القدس وفقاً لمتطلبات الديانة اليهودية على حد زعمهم، أما البقر فيتم تربيته في قرية (حسيديم).
      18- معهد أبحاث الهيكل: يعتبر إحدى المؤسسات الكبرى ومقرّه حارة (الشرف)التي تم تحويلها إلى حي يهودي،قبالة حائط البراق في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ويوجد فيه مجسّم معروض بشكل دائم، يشمل أدوات الهيكل،ونموذج الهيكل، ويرأس هذا المعهد (يسرائيل أرائيل) وهو عضو في حركة كاخ. وقد ركّز في الآونة الأخيرة جلّ اهتمامه على إجراء البحوث الدينية المتعلقة بالخطوات العملية لإقامة الهيكل المقدس. ويعتقد (أرائيل) أنّه حان الوقت لاتخاذ الاستعدادات اللازمة لإقامة الهيكل المقدس.
      19- أبناء جيل الهيكل: أو أمناء الهيكل،وهي حركة دينية تسعى إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى ومركزها الرئيس في القدس المحتلة، ولها تمويل كبير من نصارى العالم المتعاطفين معهم والسّاعين لإقامة الهيكل وللحركة هدف أساس واحد وهو بناء الهيكل الثالث.
      20- غوليستا:مدرسة دينية يهودية موقعها في الحي الإسلامي في القدس تطالب بإعادة بناء الهيكل في ساحة المسجد الأقصى المبارك.
      21- جمعية الحركة التحضيرية لبناء الهيكل: أسسها:دافيد يوسف ليمونم في القدس ويمتلك ليمونم مجلة (سنبني الهيكل الشهرية) ظهر على غلافها هيكل دون مساجد مرسومة بواسطة الحاسب، وتقيم الحركة معارض خاصّة بالهيكل.
      مدرسة الفكرة اليهودية : وهي مدرسة يهودية متطرفة يترأّسها الحاخام (يهودا كرويزر) الذي تخصص في الكتابة عن الهيكل، وتشتق هذه المدرسة نظرياتها من حركة كاخ العنصرية.
      22- نساء من جبل الهيكل المقدس: يترأّس هذه الحركة (ميخال ابيزر) وهي ربّة منزل تدعى الحاخامية، ومن سكان هكريوت. تعمل الحركة على جمع المجوهرات والذهب من النساء اليهوديات استعداداً لبناء الهيكل المقدّس، وتوضع هذه التبرعات في خزنة (معهد الهيكل).
      23- أنصار الهيكل: تعد هذه الحركة الرئيسة،وتحشد تحت كنفها معظم منظمات جبل الهيكل، ويرأسها البروفيسور (هيلل فايس). وقد أنشأت هذه الحركة مؤخراً (هسنهدرين صغير) وهو عبارة عن مجلس ديني يتكون من ثلاث وعشرون 23عضواً، توقف عن العمل في القرن الخامس الميلادي. في تاريخ 22/8/1999. كتبت صحيفة (هآرتس) : “ومع ذلك فإن هناك مجموعة صغيرة من أنصار جبل الهيكل، هم من هامش الصهيونية المتدينة وخريجي مدرسة (ليحي) يؤلمهم ويقض مضاجعهم مصير جبل الهيكل وهذه المجموعة ترى في قضية الهيكل المحور المركزي لعملها، فهم يتدربون على إعداد القوانين وبناء المذبح وإعداد الأواني اللازمة للمعبد. وفي الأيام الأخيرة بُشرنا بأنه تم إعداد كنز الهيكل والإعلان عن إنشاء جمعية رسمية مهمتها جمع الأموال لبناء الهيكل الثالث.
      24- الحركة لإقامة الهيكل المقدس: يرأسها الحاخام (دافيد البويم) وهـو ينتمي إلى مجموعة من الحسيديم اسمها مجموعة (غر)، ويحاول هذا الحاخام أن يؤكد تصميمه لتحقيق هدفه بالأفعال والأقوال، فهو منذ فترة يأخذ مجموعة من أعضاء حركته وبعض الحاخامين – كل شهر- للصلاة عند المسجد، وهو يعلن ذلك ولا يخفيه، ويبرر عمله الحاخام يوسف إلباوم بقوله ” إنّ الحضور اليهودي على جبل الهيكل هو الذي يقنع العالم بأن اليهود جادون في بناء الهيكل”.. ويضيف:” إننا من دون الصلاة في الهيكل،وتأدية شعائره نبقى نصف يهود وليس يهوداً كاملين”. ويحضر هذا الحاخام الآن لاحتفال كبير في أيلول 2001م – يوم خراب الهيكل- يسمى «عيد الهيكل» يتضمن هذا الاحتفال تمثيلاً للطقوس والشعائر، ويصحب ذلك أداء موسيقي،إضافة إلى الكلمات التي يلقيها الحاخامات الذين يؤكدون فيها للحاضرين عن نيتهم في بناء الهيكل الثالث. وتقوم هذه الحركة بأخذ أطفال صغار من أبناء الكهنة، لتربيتهم في مكان معزول،كي يحافظوا على طهارتهم ويكونوا كهنة الهيكل في المستقبل،كما تنشط هذه الحركة في أعمال (معهد الهيكل)، وهذا المعهد أوجد في الثمانينات للتحضير لإقامة الهيكل، ويهتم بالدراسات التي تتعلق به،كما أنّه يقوم بعمل الآلات والملابس.
      وتتميـز هـذه المنظمات والحركات بالتنسـيق فيما بينها،والتكامل في أنشطتها هذا بالإضافة للابتكار والتجديد لأساليب العمل مع عدم الزحزحة عن الثوابت التي تعمل من أجلها، والتي لم تتوقف في يوم من الأيام منذ احتلال القدس إلى يومنا هذا.
      25- نشطاء مستقلون بارزون:وهم حاخامات تبوءوا مناصب عليا من أمثال:الحاخام شلومو غورون (توفي)، وإلياهو، ولئور وكورون. وكل منهم يجمع حوله سلسلة من النشاطات، وكان قد سبق للحاخام غورون أن نشر بحثاً وتشريعاً يهودياً فنّد فيه مواقف الحاخامات الذين يحظروا على أتباعهم دخول منطقة الحرم. وعمل الحاخام غورن في سنواته الأخيرة في مدرسة (هايدار) المدينة المتاخمة للحرم القدسي، ويؤيّد زميله الحاخام موردخاي في المجلس الأعلى للحاخامات إقامة كنيس يهودي داخل الحرم القدسي بشكل فوري،ويحظى موقفه بتأييد الحاخام دوف ليثور،وهو من كبار حاخامات مستوطنة كريات أربع، وترأس مدرستها الدينية ويرى الحاخام زلمان كورن أنّ الهيكل الثاني كان من الناحية الشرقية،وليست الغربية لمسجد قبة الصخرة، والتي كان فيها قدس الأقداس، وهذا الوضع من وجهة نظره يتيح لليهود دخول المناطق الجنوبية والشمالية دون أن تكون هناك موانع دينية.
      هذه التنظيمات وغيرها الكثير جادة في مسعاها لتحقيق أهدافها الأمر الذي لم يقلق فقط المسلمين بل أصبح يقلق قيادات كبيرة في المؤسسة الاسرائيلية لما قد تؤول اليه الامور فقد أعلن في في وقت ليس بالبعيد عن تشكيل حركة سياسية تحوي عدداً من كبار رجال الشرطة والمخابرات السابقين، الذين يحذرون من إمكانية قيام متطرفين يهود بتفجير المسجد الأقصى وتنفيذ عمليات قتل جماعية داخل ساحات الحرم. وعلم في حينه أن من بين الذين يقفون على رأس هذه الحركة كل من الجنرال(أساف حيفيتس) المفتش العام السابق للشرطة الإسرائيلي والجنرال(كارمي غيلون)رئيس المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك). وأشارت الحركة إلى ازدياد قوة اليمين الإسرائيلي المتطرف سيما بعد مقتل الحاخام (كهانا) حيث نجح قادة اليمين المتطرف في تجنيد خمسة آلاف من اليهود الذين تصفهم الحركة “أن تطرفهم الديني والوطني قد وصل إلى حد الهوس والجنون”. ولعل أخطر ما تحذر منه الحركة هو أن مائتين من هؤلاء العناصر هم من الجنود والضباط الخادمين في الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي، وجميعهم مزودون بالسلاح وبشكل قانوني. وحسب جنرالات الأمن المتقاعدين فإن اليهود المتطرفين يطلقون على مخططهم لهدم المسجد الأقصى (إنقاذ جبل البيت) –وهو الاسم العبري لمنطقة الحرم القدسي الشريف.
      فهل تتنبه أمّة المليار ونصف المليار الى مخططات المنظمات اليهودية الرامية الى هدم المسجد الاقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم ؟!

      يتبع

      تعليق


      • #4

        ” هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ”
        جزء4


        الإستيطان ، الحفريات ، الأنفاق …
        مخططات عملية متتالية لهدم المسجد الأقصى

        لم تكتف الجماعات اليهودية والمؤسسة الرسمية كذلك بوضع النظريات لهدم المسجد الأقصى ، بل وضعت خططاً عملية مدروسة ومتدرجة ، وقامت بتنفيذها هادفة بذلك هدم المسجد الاقصى المبارك ، ونعرض في هذه الحلقة أهم هذه المخططات العملية :
        أولاً – الإستيطان :
        تقوم الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتعزيز أنشطة وعمليات الاستيطان المستمرة داخل المدينة المقدسة وحولها ، بتنفيذ مخططاتها الاستيطانية الموضوعة التي تتلخص في إنشاء تحولات كبرى جغرافية وسكانية في المدينة وما حولها، لتصبح مدينة يهودية صرفة، وكأمر واقع لا تستطيع الحلول النهائية أن تغفله، وقد اتفقت الأحزاب اليهودية كلها–السياسية والدينية-على خطة مدينة القدس الكبرى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وكل ذلك بدعم وبتأييد نصراني أوروبي وأمريكي. ومن الخطأ الشنيع أن يتوهم البعض أنّ سياسة إسرائيل بالنسبة للقدس، ستتغير تحت أي ظرف كان.
        أعلنت بلدية القدس أكثر من مرة أنها قرّرت منح ترخيص بناء لعشرات الوحدات الاستيطانية بمحاذاة المسجد الأقصى، وأن هذه الوحدات ستمنح لمتطرفين يهود من منظمة جبل الهيكل وغيرها التي تدعو صراحة إلى هدم الأقصى؛ لتيسر لهم عملية هدمه، وذلك بعد تصريح صدر عن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد شاؤول إيرز- كبير ضباط سلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي- بأنّه يمكن التخلص من الأقصى في لمح البصر دون الحاجة إلى تدخل حكومي.
        ونقلت الشبكة الثانية في الإذاعة الإسرائيلية في تاريخ 19-10-2000م عن رئيس البلدية السابق الليكودي إيهود أولمرت قوله: إن “هذه الخطوة جاءت لإبلاغ العرب أنّ الشعب اليهودي ماضٍ في تكريس سيادته على القدس عاصمته الأبدية والموحدة “، وعلى الرغم من أنّ اليهود استوطنوا في الحي الإسلامي من القدس، إلا أنّ المشروع الجديد – الذي تشرف على تنفيذه منظمة “عطيرات كوهنيم” – يعطي للمستوطنين اليهود لأول المرة موطئ قدم بجوار المسجد الأقصى.
        ثانياً – الحفريات والأنفاق :
        إنَ ما يجري أسفل المسجد الأقصى المبارك من حفريات خطيرة والتي لم تنقطع يوماً، تجعله مهدداً بالانهيار في أي لحظة، وهذه الحفريات شرع بها اليهود منذ بداية الاحتلال عام 1967م بالقرب من أساسيات المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا الصدد: كشف شريط فيديو وثائقي أعدّه الشيخان رائد صلاح، وناجح بكيرات عن وجود أكثر من نفق تهدد بانهيار وتداعي أساسيات المسجد الأقصى المبارك، فأحد هذه الأنفاق يبدأ من الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى بمحاذاة الحائط الغربي ويبعد عنه 4 متر، ويتراوح ارتفاعه من 6-9 أمتار وبامتداد طولي يبلغ حوالي 3 متر، ينتهي بحجارة رقيقة تم بناؤها حديثاً ويمكن إزالتها بسهولة ويسر، وفي خلال دقائق معدودة، وبالتالي الدخول المباشر إلى عمق المسجد الأقصى المبارك، وإذا كان النفق الأكبر يقع مباشرة تحت ما يعرف باسم الباب المفرد للمسجد الأقصى المبارك، فإنّ النفقين الآخرين يقعان أسفل الباب المزدوج، وكلاهما يؤديان إلى المنطقة الواقعة تحت المسجد الأقصى والمعروفة باسم التسوية الشرقية للمسجد الأقصى المبارك. وضعت الحكومة الإسرائيلية آلة إلكترونية داخل النفق الذي افتتحته تحت المسجد الأقصى في أيلول 1996م، يظهر البلدة القديمة للقدس المحتلة بدون المسجد الأقصى وقبة الصخرة و مكانيهما الهيكل، فيما طغى الطابع اليهودي على الأسواق القديمة في البلدة.
        وعلى مدار الأعوام كانت السلطات الاسرائيلية تستعمل حوامض لتذويب الصخور وأيضاً كانت تستعمل آلات حفر لتكسير الصخور، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن تذويب هذه الصخور أو تكسيرها، لم يكن لمرة واحدة، بل كان على مدار أكثر من 30 عاماً، فمعنى ذلك أنّ استعمال هذه الحوامض،أو استعمال هذه الآلات قد أوهن قواعـد المسجـد الأقصى، وبات يشكل خطورة على متانة بنية المسجد الأقصى،وعلى أساسيات المسجد الأقصى، ولقد كانت الحفريات حول المسجد الأقصى وتحته، من الناحيتين الغربية والجنوبية إحدى المحاولات لتخريب وتصديع جدرانه، وهي تبدو في ظاهرها محاولة للبحث عن بقايا آثار الهيكل المزعوم، إلا أنّها تهدف في حقيقتها إلى هدم وإزالة المباني الإسلامية الملاصقة،أو المجاورة لحائط البراق وعلى امتداده، كما تهدف إلى الاستيلاء على الحرم الشريف وهدمه، وإنشاء الهيكل في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى وقبة الصخرة.وقد بدأت الحفريّات الإسرائيلية حول المسجد الأقصى في أواخر عام 1967م، ثم توالت الحفريّات حوله وتحته.ومرّت حتى الآن بعشر مراحل..ونذكر هنا حديثاً موجزاً عن المراحل العشر-مع ملاحظة أنّ الحفريات ما زالت مستمرّة حتى اليوم.
        المرحلة الأولى:-
        بدأت هذه المرحلة في أواخر عام 1967م وتمت سنة 1968م، وقد جرت على امتداد (70) متراً من أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف خلف قسم من جنوب المسجد الأقصى وأبنيته جامع النساء والمتحف الإسلامي والمئذنة الفخرية الملاصقة له. ووصل عمق هذه الحفريات إلى 14 متراً، هي تشكل مع مرور الوقت عامل خطر يهدد بإحداث تصدعات لهذا الحائط والأبنية الدينية والحضارية والأثرية الملاصقة له .
        المرحلة الثانية:-
        انتهـت هذه الحفريات سنة 1969، وقد جرت على امتداد (80) متراً آخر من سور الحرم الإسلامي القدسي،مبتدئة حيث انتهت المرحلة الأولى،ومتجهة شمالاً حتى وصلت أحد أبواب الحرم الشريف المسمى (باب المغاربة) مارة تحت مجموعة من الأبنية الإسلامية الدينية التابعة للزاوية الفخرية (مركز الإمام الشافعي) وعددها (14) صدعتها جميعها وتسببت في إزالتها بالجرافات الإسرائيلية بتاريخ 14/6/1969م وإجلاء سكانها.
        المرحلة الثالثة:-
        بدأت هذه الحفريات سنة 1970م وتوقفت سنة 1974م ثم استأنفت ثانية سنة 1975م حتى أواخر عام 1988م وقد امتدت من مكان يقع أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة (تعتبر من أقدم الأبنية التاريخية الإسلامية في القدس) مارّة شمالاً بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم القدسي، وهي باب السلسلة، وباب المطهرة، وباب القطانين، وباب الحديد، وباب علاء الدين البصيري (المجلس الإسلامي) وعلى امتداد (180) متراً وفوقها مجموعة من الأبنية الدينية والحضارية والسكنية والتجارية تضم أربعة مساجد ومئذنة قايتباي الأثرية وسوق القطانين، وعدد من المساكن والمدارس الأثرية.وقد وصلت أعماق هذه الحفريات إلى أبعاد تتراوح بين 10 إلى 14 متراً وطول حوالي (400) متر، ونتج عن هذه الحفريات تصدع عدد من الأبنية،منها: الجامع العثماني، ورباط الكرد، والمدرسة الجوهرية، والمدرسة المنجكية (مقر المجلس الإسلامي) والزاوية الوفائية كما جرى تحويل الجزء السفلي من المحكمة الشرعية إلى كنيس يهودي، وفي شهر آذار من عام 1987م أعلن الإسرائيليون أنهم اكتشفوا القناة التي كان قد اكتشفها قبلهم الجنرال الألماني (كونراد تشيك) في القرن التاسع عشر بطول 500م. ولم يكتف الإسرائيليون بإيصال النفق بالقناة بل قاموا بتاريخ 7/7/1988م وتحت حماية الجيش الإسرائيلي بحفريات جديدة عند ملتقى طريق باب الغوانمة مع طريق المجاهدين (طريق الآلام) بهدف حفر فتحة رأسية ليدخلوا منها إلى القناة الرومانية وإلى النفق ولكن تصدى لهم المواطنون في القدس الشريف ومنعوهم من الاستمرار فاضطرت السلطات الإسرائيلية إلى إقفال الفتحة وإعادة الوضع على ما كان.
        المرحلتان الرابعة والخامسة:-
        بدئتا سنة 1973م واستمرتا حتى العام 1974م في موقع خلف الحائط الجنوبي، الممتد من أسفل الجانب الجنوبي الشرقي للمسجد الأقصى وسور الحرم القدسي الشريف، ويمتد الحفر على مسافة تقارب الثمانين متراً إلى الشرق، وقد اخترقت هذه الحفريات خلال شهر تموز يوليو 1974م الحائط الجنوبي للحرم القدسي الشريف، ودخلت منه إلى المسجد الأقصى بعمق 20 متر، وأسفل جامع عمر وتحت الأبواب الثلاثة للأروقة السفلية للمسجد الأقصى والأزقة الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، ووصلت أعماق هذه الحفريات إلى أكثر من (13) مترا،ًوأصبحت تعرض السور والمسجد الأقصى لخطر الانهيار، بسبب قدم البناء،وتفريغ التراب الملاصق للحائط من الخارج إلى أعماق كبيرة، بالإضافة إلى العوامل المناخية.
        المرحلة السادسة:-
        بدأت في عام 1977م، وتركّزت في مكان قريب من منتصف الحائط الشرقي لسور المدينة وسور الحرم الشريف، الذي يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة،وتهدّد أعمال الحفر في هذه المرحلة: بإزالة وطمس القبور الإسلامية التي تضمها أقدم مقبرة إسلامية في المدينة.وقد نتج عن هذه الحفريات: مصادرة الأرض الملاصقة لإحدى هذه المقابر، وإنشاء جانب من منتزه إسرائيل الوطني فيها.
        المرحلة السابعة:-
        وتشمل مشروع تعميق ساحة البراق الشريف،الملاصقة للحائط الغربي للمسجد المبارك وللحرم القدسي الشريف، ويفضي هذا المشروع بضمّ أقسام أخرى من الأراضي الغربية المجاورة للساحة،وهدم ما عليها، وحفرها بعمق تسعة أمتار، ويعرّض المشروع الجديد :الأبنية الملاصقة والمجاورة لخطر التصدع والانهيار،ثم الهدم.وتضم هذه الأبنية:عمارة المحكمة الشرعية القديمة المعروفة بالمدرسة التنكزية، وعمارة المكتبة الخالدية.وزاوية ومسجد أبو مدين الغوث وكلاهما من الأوقاف الإسلامية بالإضافة إلى 35 عقاراً يسكنها ما لا يقل عن 250 مواطناً عربياً.
        المرحلة الثامنة:-
        تقع حفريات هذه المرحلة خلف جدران المسجد الأقصى المبارك وجنوبها،وتعتبر استئنافاً للمرحلتين الرابعة والخامسة، وقد بدئ بها سنة 1967م، وتحت شعار كشف مدافن ملوك إسرائيل في (مدينة داود). ويخشى منها أن تصدّع الجدران الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.وقد نشب حولها خلاف بين جماعة ناطوري كارتا -التي تطالب بوقف الحفر- وفريق الحفر التابع لوزارة الأديان اليهودية.
        المرحلة التاسعة:-
        في يوم 21/8/1981م تاريخ (ذكرى إحراق المسجد الأقصى) أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلية فتح النفق الذي اكتشفه الكولونيل الإنجليزي (وارين) عام 1867م -يقع ما بين بابي الحرم المسماة باب السلسلة وباب القطانين- أسفل جانب من الحرم اسمه (المطهرة)،وزعمت سلطات الاحتلال أن الجدران المكتشفة في النفق تعود لهيكل سليمان، وأطلقت عليه نفق الحشمونائيم. وتوغلت الحفريات أسفل ساحة الحرم من الداخل على امتداد (25) متراً شرقا،ًوبعرض (6) أمتار، ووصلت هذه الحفريات إلى أسفل سبيل قايتباي. وقد أدت هذه الحفريات مبدئياً إلى تصدع في الأروقة الغربية الواقعة ما بين بابي السلسلة والقطانين للحرم القدسي الشريف.وقد تدّخلت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وأقفلت باب النفق بالخرسانة الإسمنتية يوم 29/8/1981م، وخلال هذه المرحلة تم الحفر تحت المحكمة الشرعية، وتحت بناء المدرسة التنكيزية وقد تبين أنّ استمرار الحفريات جنوب المسجد الأقصى نجم عنه تصدع العديد من العقارات والمحال التجارية وانهيارها، ونجم عنها سقوط البوابة الرئيسة لدائرة الأوقاف الإسلامية.
        المرحلة العاشرة:-
        وهي تمثل أخطر المراحل، لأنّ هدفها تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجدين (الأقصى وقبة الصخرة) ليتركا قائمين على فراغ بحيث يكونا عرضة للسقوط والإنهيار، بفعل عوامل الطبيعة، أو بفعل تأثير هزات ذبذبات الطائرات النفاثة، وقد توجّت هذه المرحلة أيضاً بافتتاح جزء من نفق الحشمونائيم عشية عيد الغفران اليهودي- مساء الأثنين 24 أيلول 1996م- طوله 250 متراً، وأسفر الإعلان عند افتتاحه- بحضور كبار المسؤولين- عن اندلاع مواجهات هي الأعنف بسبب المسجد الأقصى، مما اضطر الحكومة الاسرائيلية إلى التراجع وإشاعة إغلاقه، وكانت حفريات الحكومة الاسرائيلية ساهمت في بلوغ طول النفق 400 متر، حيث يمتد من الحي الغربي العربي الإسلامي على طول أساسات حائط البراق أسفل الحرم حتى يصل إلى شمال الحي الإسلامي.
        الحفريات مستمرة حتى الآن ولم تتوقف:-
        صرّح الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيي أكثر من مرة وقال : “لقد سمعت ذلك من أكثر من حارس من حراس المسجد الأقصى المبارك وجميع هؤلاء الحراس يؤكدون أنهم يسمعون في بعض الليالي أصواتاً قوية تنبعث من تحت المسجد الأقصى المبارك،وهذه الأصوات شبيهة بصوت مفرقعات أو آلات حفر الصخور، نعم هذا ما أكدَه بعض الحراس ، وقد سمعت ذلك منهم مباشرة، وسواء كانت هذه الأصوات صوت انفجارات، أو صوت آلات حفر، إلّا أنّ المجمع عليه لدى هؤلاء الحرّاس هو أنها تنبعث من تحت المسجد الأقصى المبارك، وذلك بعد منتصف الليل، وهذا ما يؤكِِِِِّد ما قلته مرّات ومرّات..إن الحفريات ما زالت متواصلة حتى الآن تحت المسجد الأقصى المبارك”.
        وفي هذا السياق – وصلت الوثيقة التالية- الشيخ (رائد صلاح) رئيس الحركة الإسلامية ، وهي تؤكد للنائم والمستيقظ أن الحفريات تحت المسجد الأقصى وحوله مستمرة، ولم تتوقف وتؤكد أنّ (الأقصى في خطر) جاء في الرسالة: نحن الموقعون أدناه آل الأنصاري وآل الدجاني الساكنين في منازل داخل سور الحرم الشريف وأن هذه المنازل هي أوقاف إسلامية، نود إعلامكم بأننا ومنذ فترة أثناء الليل نسمع أصوات تدل على وجود حفريات حول منازلنا تتمثل هذه الأصوات بصدى أجهزة وتساقط حجارة، وذلك تقريباً بشكل يومي، ومنذ شهرين من كتابة هذا الكتاب، وبالتحديد بعد الساعة العاشرة مساءً، وقد تكون هذه الحفريات امتدادا للنفق من طريق المجاهدين لداخل الحرم القدسي الشريف من تحت منازلنا، معا يعرض منازلنا لخطر بالهدم وأيضا الحرم الشريف وما يترتب عليه من أبعاد حول الحفاظ على الحرم الشريف وقدسيتنا وثباتنا على أرضنا. إنّ هذه الحفريات نتجت عنها تشققات واضحة في المنزل مما أوجد تصميم من طرفنا لإعلامكم أملاً منّا بكم بمتابعة الموضوع والاهتمام من أجل حماية مقدساتنا أولاً وحفاظاً على منازلنا ثانياً، وتفويت أية فرصة لأعداء المسلمين قد يؤدي لا سمح الله إلى المساس بمقدساتنا وإلحاق الأذى بها.. يرجى الاهتمام ولكم جزيل الشكر”. بإحترام: آل الأنصاري وآل الدجاني…إنّ هذه الرسالـة وصلت للشيخ (رائـد صلاح) بتاريـخ 18/6/2001م، يقول الشيخ رائد:” وواضح لكل عاقل أن الحفريات مازالت متواصلة في حرم المسجد الأقصى، وهذا يعني أن (الأقصى في خطر) وهذه حقيقة مرة فهل من مدّكر.
        إنّ الحفريات الجارية في الجهتين الغربية والجنوبية للمسجد الأقصى ومقبرة باب الرحمة قد أدّت إلى ما يلي:-
        1-حدوث تشققات وانهيارات في أسوار المسجد الأقصى ولا سيما الحائط الجنوبي. الذي كشف الشريط الوثائقي أنّ اليهود باتوا يستخدمونه كمكان لتأدية طقوسهم الدينية من خلال وضع أوراق تشمل على بعض ترانيمهم الدينية، وهذا يعني أنّهم قد بدءوا في معاملته كمعاملة حائط البراق الذي يسمونه حائط المبكى، وأنّ نيّتهم تتجه إلى تحويله إلى مكان للصلاة كما حدث سابقاً مع حائط البراق.
        2-تغيير ملامح ومعالم المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى، فبالإضافة إلى حركة البناء المكثقة التي تتمّ حالياً والتي يعتقد أنّها جزء من مخطط بناء الهيكل الثالث، تقوم سلطة الآثار حالياً ببناء استراحة (خمارة) واسعة بالقرب من نوافذ المسجد الأقصى المبارك الخارجية، لكي تكون ملتقى للعشاق من الرجال والنّساء، ومكاناً ترتكب فيه الفواحش على مرأى ومسمع من الجميع” .
        ثالثاً- حرق المسجد الأقصى :
        في يوم21/8/1969م قام المتطرف اليهودي الأسترالي (دينيس مايكل) بإحراق المسجد الأقصى المبارك، في جريمة تعتبر من أكثر الجرائم ايلاماً بحق الأمة وبحق مقدساتها، حيث أتت ألسنة اللهب المتصاعدة على أثاث المسجد المبارك وجدرانه، ومنبر صلاح الدين الأيوبي.. ذلك المنبر التاريخي الذي أعدّه القائد صلاح الدين لإلقاء خطبة من فوقه لدى انتصاره وتحرير لبيت المقدس، كما أتت النيران الملتهبة في ذلك الوقت على مسجد عمر بن الخطاب، ومحراب زكريّا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى.وبلغت المساحة المحترقة من المسجد الأقصى أكثر من ثلث مساحته الإجمالية، حيث احترق ما يزيد عن 1500م2 من المساحة الأصلية البالغة (4400 م2) وأحدثت النيران ضرراً كبيراً في بناء المسجد الأقصى المبارك، وأعمدته،وأقواسه،وزخرفته القديمة وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة، كما تضرّرت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة،والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطّم 48 شباكاً من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد، وكثير من الزخارف، والآيات القرآنية. وقد كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى من أبشع الاعتداءات بحقّ الحرم القدسي الشريف، كما كانت خطوة يهودية فعلية في طريق بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى. وكانت الكارثة الحقيقية والصدّمة التي أعقبت هذا الاعتداء الآثم..أن قامت المحاكم الاسرائيلية بتبرئة ساحة المجرم الأسترالي، بحجة أنه (مجنون)!!ثمّ أطلقت سراحه دون أن ينال أيّ عقوبة أو حتى مجرد إدانة! وصرّح المجرم اليهودي (دينيس مايكل) لدى اعتقاله: “أنّ ما قام به كان بموجب نبوءة في سفر زكريا مؤكداً أنّ ما فعله هو واجب ديني كان ينبغي عليه فعله، وأعلن أنه قد نفذ ما فعله كمبعوث من الله”..
        رابعاً- محاولات نسف المسجد الأقصى:
        توالت المحاولات الإسرائيلية لنسف المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف. ومن أبرزها:- ما حدث في أيار- مايو 1980م عندما عثرت قوات الأمن الإسرائيلية على مخزن للمتفجرات بالقرب من المسجد الأقصى كان قد أعدّه المتطرف الحاخام مائير كهانا وعصابته ، وفي11 آذار-مارس 1983م اكتشف الحراس العرب ستاً وأربعين-46-رجلاً من المستوطنين اليهود يقفون بجوار الحائط الجنوبي للأقصى ويحملون معهم المتفجرات وأدوات الحفر وعندما حاصرهم الحراس أعلموا الشرطة، فألقت القبض عليهم واعتقلتهم ثم أطلقت سراحهم..وفي 30/1/1984م اكتشفت ثلاثة قنابل يدوية من النوع الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام باب الأسود، وكانت هذه القنابل مخبأة في إحدى ثمار القرع. واكتشف الحراس العرب شحنة متفجرة أسفل بعض الأغصان، وكانت مجهزة للانفجار عند وصول المستشار الألماني (هوليموت كول) لزيارة الحرم الشريف عام 1985م. وأيضاً ومنذ سنين حذر أحد ضباط الاحتياط مما يمكن أن يقوم به هؤلاء حيث قال: “أنا أعرف معرفة شخصية مقاتلين من نخبة وحدات الجيش، ومن خريجي أفضل اليشيفوت (المدارس الدينية) في أورشليم، قد أشربوا حماسة دينية مسيحانيّة().عسى أن يعاد بناء الهيكل سريعاً في أيامنا”. وهؤلاء الأشخاص غير المسؤولين ربّما استولوا على طن من المتفجرات ومضوا تحت ستار من ضباب الفجر يقتربون من جبل الهيكل في بعض ناقلات الجند المدرعة ليزرعوا المتفجرات عند قبة الصخرة، وإذا توصلوا إلى زرع بضع مئات من الكيلو غرام، فسيكون في قدرتهم تسوية القبة بالصخرة “.
        وجاء في اعتراف خطير” لكرمي غيلون” رئيس جهاز الأمن الداخلي السابق: «أنه عشية الانسحاب الأخير من سيناء عام 1982 كانت خطة تفجير قبة الصخرة والمسجد الأقصى على أيدي مجموعة يمينية متطرفة جاهزة للتنفيذ غير أن تردّد أحد الذين أعدوا الخطة في اللحظة الأخيرة حال دون تنفيذها. وأوضح غيلون في مقال له نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) يوم 25/4/2000 أن القائمين على خطّة تفجير قبة الصخرة كانوا ثلاثة أشخاص من المتزمتين أيديولوجيا،وهم دان باري، ويوشاع بن شوشان، ويهودا عتصيون. وانضم إليهم فيما بعد شخص رابع يدعى مناحيم ليفني الذي خدم في الجيش في وحدة الوسائل الخاصة لسلاح الهندسة. وقال غيلون:” إنّه عندما دخلت الفكرة مرحلة التخطيط أصبح هناك حاجة لدخول شخص يفهم قضية التفجيرات، وعندها دخل مناحيم ليفني , وبدأ على الفور بالتخطيط العملي لنسف مسجد قبة الصخرة. وقال غيلون: إنّ المجموعة نجحت في تلك الفترة في تجنيد واحد وعشرين شخص، وباشروا في جمع معلومات استخبارية، وقاموا بجولات ميدانية في المسجد الأقصى، حتى أنّ أحدهم تخفى في إحدى الجولات بزي كاهن، وادعى أنّه كاهن فرنسي يقوم ببحث عن المسجد الأقصى، ويحتاج إلى دراسة المسافات بين الأعمدة التي تستند عليها قبة الصخرة، وقام حراس المسجد بمساعدته،واستقبلوه بحفاوة بالغة وساعدوه في مهمته. وتابع يقول: “وخلال عامين طور ليفني أجهزة خاصة من أجل نسف الأعمدة التي تستند عليها القبة.. ووصل إلى الاستنتاج بأنه من الأفضل استخدام مواد شديدة الانفجار”.ولكنّ هذه المواد التي اختارها ليفني لم تكن موجودة إلا في وحدات الهندسة التابعة للجيش وكميتها تخضع للرقابة، وهنا اضطر ليفني إلى التفكير بوسيلة أخرى وكان الحلّ في (الثعبان المدرع)، وهي وسيلة قتالية كانت سريّة في ذلك الحين، وهو عبارة عن صاروخ يطلق إلى حقل ألغام مضاد للدبابات يحمل في ذيله كمية كبيرة من المادة الناسفة المختارة. وقال الكاتب أن ليفني كان يعرف أن (الثعبان المدرع) موجود في وحدات المدرعات، وهكذا تسلّل مع عدد من أعضاء المجموعة إلى قاعدة مدرعات في هضبة الجولان، وحصلوا على المادة الناسفة. وبعدها قامت المجموعة بإعداد العبوات الناسفة، التي ستستخدم في العملية، حيث أعدّوا اسطوانات تفجير لتوجيه الصدى إلى الداخل نحو الأعمدة، وقال غيلون: “لقد عثرنا على هذه العبوات التي تم إخفاؤها في (كفار ابرهام)- في بتاح تيكفا- بكاملها مغلقة بالبولياتيلين وجاهزة للانفجار”. وتقرّر وفقاً لغيلون أن يكون مكان تنفيذ الخطة هو باب الرحمة، وهو الباب المغلق الذي يتجه للشرق ويقع فوق مقبرة إسلامية، لأنّ ارتفاع السور هناك هو الأقل، ولأّنه لا يوجد حرّاس في هذه المنطقة.
        وفي نيسان عام 1982 -عشية تنفيذ المرحلة الأخيرة من الانسحاب من سيناء- قال غيلون: “إنّ كل شيء كان جاهزاً للتنفيذ.. ولكن مناحيم ليفني تردّد في ذلك الحين. وتابع: “لما كان ليفني هو الشخصية الرئيسة في الخطّة تم التخلي عن الفكرة، وهكذا نجت قبة الصخرة، وتمّت الحيلولة دون نشوب حرب في المنطقة”. وفي عام 1984م اعتقلت الشرطة الاسرائيلية باقي المجموعة الذين كانوا في انتظار فرصة جديدة لتنفيذ العملية”.
        - قبيل وخلال وبعد مفاوضات كامب ديفيد-2- والتي ركّزت فيها الأطراف المتفاوضة كثيراً على قضية القدس والأماكن المقدسة، أثارت مصادر عديدة احتمال حدوث اعتداء على المسجد الأقصى الشريف، وكان من بين أهم المعلومات بهذا الصدد، ما جاء في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” يوم25/7/2000: ” أسس إسحق هكوهين كوك الحاخام الرئيس لأرض “إسرائيل” قبل خمسين عاماً من إقامة “إسرائيل” المدرسة الدينية «تورات كهنيم» التي اعتبرت مدرسة جيدة بالمقارنة مع المدارس الدينية اليهودية الأخرى في تلك الفترة”. وقد كتب صحافي إنجليزي مسيحي عام 1922م زار بالصدفة المدرسة الدينية :” شاهدت يهوداً في القدس يستعدون لإقامة الهيكل المقدس، ولن يستغرب من ذلك من يعرف ما تحمله معها النبوءات” .
        وفي الخامس والعشرين من شهر رمضان 1422هـ حذرت الهيئة الإسلامية العليا في مذكرة عمّمتها على الدول الإسلامية مؤخراً من أنّ المنظمات اليهودية المتطرفة بصدد تنفيذ اعتداء إجرامي على المسجد الأقصى، مستغلة بذلك الظروف الدولية السائدة. وأشارت المذكرة بهذا الصدد إلى ما نشرته صحيفة (معاريف) الاسرائيلية مؤخراً حول قيام جهات يمينية متطرفة في بالتخطيط لشنّ هجوم ضد المسجد الأقصى عن طريق تفجير المسجد بطائرة محمّلة بالقنابل، حيث تلّقت الشرطة الاسرائيلية رسالة من متطرف يهودي أوضح فيها أنه ينوي القيام بعملية تفجير طائرة محملة بالمتفجرات فوق المسجد الأقصى، ودعت الهيئة الدول العربية والإسلامية إلى أخذ التهديدات الاسرائيلية مأخذ الجد، والقيام بإحباط المخططات المبيتة ضد المسجد الأقصى.


        تعليق


        • #5
          هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
          جزء” 5 ”

          إجماع قومي وديني إسرائيلي لبناء الهيكل المزعوم
          المتتبع لتصريحات الحاخامات اليهود والساسة الإسرائيليين ومنذ احتلال المسجد الأقصى عام 1967 وحتى الآن يخلص إلى نتيجة واضحة وهي أن هناك إجماع قومي ديني وعقائدي ،رسمي حكومي ، حزبي وشعبي في المجتمع الإسرائيلي يبين إصرارهم وسعيهم الحثيث لبناء الهيكل الثالث المزعوم ، في الوقت الذي يرونه مناسباً على حساب المسجد الأقصى ، وفي هذه الحلقة نعرض شواهد من اقوال الساسة والحاخامات الاسرائيليين على مر السنين تدلل على ذلك
          تصريحات الساسة الإسرائيليين حول بناء الهيكل المزعوم :-
          1- قديماً قال الزعيم اليهودي ثيودور هرتزل: “إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال حياً وقادراً على القيام بأي شيء، فسوف أزيل كلّ شيء ليس مقدساً لدى اليهود فيها، وسوف أحرق الآثار التي مرّت عليها القرون”.
          2-وقال بن غوريون الزعيم الإسرائيلي: “بدون التفوق الروحي لم يكن شعبنا ليستطيع البقاء ألفي سنة في الشتات، وأن لا معنى لإسرائيل بدون القدس،ولا معنى للقدس من غير الهيكل”..وبعد احتلال القدس عام 1967م صرّح دافيد بن غوريون: “إن شعبي الذي يقف على أعتاب المعبد (الهيكل) الثالث لا يمكن أن يتحلى بالصبر على النحو الذي كان أجداده يتحلون به”.
          3- وقال مناحيم بيغن -رئيس وزراء إسرائيل السابق-: “آمل أن يعاد بناء المعبد –الهيكل- في أقرب وقت، وخلال فترة حياة هذا الجيل”. وفي حفل تأبين أحد جنود اليهود الذي قتل في حرب لبنان عام 1982، وهو (يكوتئيل آدم) قال مناحيم بيغن:- “لقد ذهبت إلى لبنان من أجل إحضار خشب الأرز لبناء الهيكل”.
          4- الدكتور زيرخ فرهافتك- وزير الأديان الإسرائيلي سنة1967م- يصرّح أمام مؤتمر -عقدوه لدراسة وضع الهيكل- حضره المئات من حاخامات يهود العالم فيقول: “لا يشك أحد أنً الهدف النهائي لنا هو بناء الهيكل. ولكنّ الوقت لم يحن بعد، وعندما يأتي الوقت فلابد من أن يحدث زلزال يهدم المسجد الأقصى ثمّ يتم بناء الهيكل على أنقاضه”.
          5- وإسحاق رابين- رئيس وزراء سابق-: كتب في مذكراته وهو يصف لحظة دخول القدس عام 1967م ،فقال: ” كان صبرنا قصيراً .. كان يجب أن لا نضيّع الفرصة التاريخية، كنّا كلمّا اقتربنا من حائط المبكى ازداد الانفعال .. حائط المبكى الذي يميز إسرائيل ، لقد كنت أحلم دوماً بأن أكون شريكاً .. ليس فقط في تحقيق قيام إسرائيل ، وإنما في العودة إلى القدس وإعادة أرض حائط المبكى إلى السيطرة اليهودية .. والآن عندما تحقق هذا الحلم تعجبت : كيف أصبح هذا ملك يدي وشعرت بأننّّي لن أصل إلى مثل هذا السمو طيلة حياتي”.
          6- ذكرت صحيفة (واشنطن جويش ويك) الأمريكية اليهودية في عددها الصادر في أكتوبر 1998م، أنّ موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي السابق قال لرئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير في اليوم الثاني لحرب أكتوبر 1973م: “ربما كنا نفتقد البيت الثالث” أي الهيكل الثالث.
          7- أكد إيهود باراك -رئيس وزراء سابق ورئيس حزب العمل السـابق- فـي تصريح للتلفزيون الإسرائيلي مساء الجمعة 29/12/2000 أنه: “لا ينوي التوقيع على وثيقة تنص على نقل السيادة على (الحرم القدسي) الذي أعتبره(قلب هويتنا) إلى الفلسطينيين “..وصرّح باراك أمام الحاخامين الرئيسيين: يسرائيل مائير لاو، وإلياهو بكشي دورون: “أنه لا ينوي تسليم السيادة على الحرم لأي جهة أجنبية”. وفي 26/7/2000م أذاع راديو إسرائيل ضمن نشرة الأخبار: أن رئيس وزراء إسرائيل –أيهود باراك- قال للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في قمة كامب ديفيد-2-: “إن هيكل سليمان يوجد تحت الحرم القدسي، ولذلك فإن إسرائيل لن تتنازل عن السيادة عليه للفلسطينيين”. وفي29/9/2000م نشرت جريدة (جيروزالم بوست) الإسرائيلية جملة من تصريحات أيهود باراك تتعلق بالقدس منها: “إن أيّ رئيس وزراء إسرائيلي لن يوقع وثيقة أو اتفاقاً ينقل السيادة على جبل الهيكل -يقصد جبل الحرم القدسي- إلى الفلسطينيين أو إلى أي هيئة إسلامية”.وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) في تاريخ 10/8/1999م قول وزير رفيع المستوى في حكومة براك: “لقد تأخرنا في السيطرة على جبل” الهيكل، فإن “جبل الهيكل ” ليس معنا – يقصد (بجبل الهيكل) الأقصى المبارك. ذكرت صحيفة (الاتحاد) في تاريخ 11/8/1999م قول (إيهود براك): “إنّ فتح الباب –أي من قبل الأوقاف الإسلامية- في جبل (الهيكل)غير شرعي، وخطوة أحادية الجانب لن تمر بسهولة، أنا مسرور لتصرف الشرطة السليم. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد منعت دائرة الأوقاف من القيام بهذا العمل. وقال مدير وزارة المعارف موشي بيلد في حكومة باراك أمام مؤتمر عقد في 17/9/1998م ضم آلاف اليهود قال “:أدعوكم إلى مواصلة نشر قيم الهيكل وقيم التراث،والثقافة اليهودية بين الشباب الإسرائيلي في كافة مراحل التعليم..إنّ الهيكل قلب الشعب اليهودي وروحه “.
          انتباه شديد:لقد صرّح مفاوض فلسطيني بعد مفاوضات طابه الأخيرة(مفاوضات سنة2000م) رفض ذكر اسمه لوسائل الأعلام-: إنّ حكومة باراك تؤكد بأن لا حلّ نهائياً حول الحرم القدسي إلا إذا سمح ببناء الهيكل على ساحاته…وفي هذا السياق يقول الشيخ رائد صلاح: “وأذكّر بجملة سمعتها من أحد المسؤولين الكبار الفلسطينيين قالها له أحد المفاوضين الفلسطينيين على لسان أحد الوزراء الكبار في حكومة براك: “لا تتوقعوا حلاً نهائياً لقضية القدس إلا إذا سمحتم ببناء (هيكل) في ساحات الأقصى”
          8- وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين الذي دعا في مؤتمر حضره بعض الفلسطينيين إلى وقف ما أسماه بالعنف والبحث عن صيغة للتعايش،وكان قد أصر في حديث لصحيفة الحياة اللندنية الصادرة يوم 19/8/2000 على تسمية الحرم القدسي بجبل الهيكل الذي اعتبره أقدس الأماكن بالنسبة إلى اليهود وأقدس من حائط المبكى ،لذلك فلابد من منفذ غير مقيد به.
          9- رئيس بلدية القدس إيهود أولمرت الذي يرفض تعريف الحرم بأنه موقع إسلامي، ونقلت عنه صحيفة(هآرتس) قوله:”إن الحرم ليس موقعًا إسلاميًّا..إن جزءاً منه فقط مرتبط بالإسلام، الحرم هو قبل كل شيء موقع يهودي واسمه يدل على ذلك: جبل الهيكل – بيت المقدس – المقدس اليهودي”.
          10- أمّا بنيامين نتنياهو -رئيس وزراء إسرائيل السابق- فقد قدّم هدية إلى رئيس الكنيسة اليونانية المطران مكسيموس سلوم في 29/12/1996م وهي عبارة عن مجسّم من الفضة للقدس القديمة لا يظهر فيه المسجد الأقصى نهائياً بل استبدل مكانه برسم مجسّم للهيكل. وذكرت صحيفـة الحياة اللندنية في 7/3/1997م: أنّ الرئيس حسني مبارك واجه بنيامين نتنياهو -عندما زار القاهرة في5/3/1997م- برسوم وتعميمات هندسية تجهّزها إسرائيل سراً عن الهيكل الثالث ، وقالت الصحيفة نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة: ” إنّ نتنياهو لم ينف أمام الرئيس مبارك مخططات إحياء هيكل سليمان في موقع مسجدي الأقصى والصخرة في القدس الشريف عندما واجهه بالتصميمات الهندسية للهيكل “. وأيضاً أعلن مكتب نتنياهو أن صلاة اليهود في المسجد الأقصى مسموح بها، وأنّه لم يتم حظرها في أي وقت من الأوقات، ولقد تزامن هذا الإعلان الأخير مع قرار بناء المستوطنة الجديدة في جبل أبو غنيم ومواصلة الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك، التي شرع بها منذ بداية الاحتلال عام 1967م. لقد أعدّوا كلّ شيء لبناء الهيكل في زمن بنيامين نتنياهو، فأنشأوا مكاتب يهودية لجمع التبرعات لبنائه، وجمعوا أضعاف المبالغ المالية اللازمة لتكلفة بنائه ووجّهوا ما زاد عن ذلك لبناء المستعمرات فى الضفة وقطاع غزة وتبرع اليهودي المصري يوسف باروخ – بالشمعدان المصنوع من الذهب الخالص ليوضع في مدخل الهيكل الذي أعدّوا حجارته من صحراء النقب..
          11-رئيس إسرائيل الجديد موشيه كتساف: كتب مركز الدراسات المعاصرة في افتتاحية نشرتها الصادرة تحت عنوان “القدس في الصحافة العبرية ” كتب ما يلي : ” أقسم رئيس إسرائيل الجديد موشيه كتساف على الولاء لدولة إسرائيل وحماية مقدساتها، وقام بزيارة صلاة لحائط البراق مؤكداً أبدية القدس كعاصمة لليهود ومشيراً إلى أنه سيباشر أعماله بعد الانتهاء من أيام الحداد على خراب الهيكل ” .
          12-حكومة أرئيل شارون وبناء الهيكل: إن المراقب للأحداث بإمكانه أن يرصد معالم توجه جديد لحكومة شارون تجاه الأقصى مدعوماً بتأييد واضح ولأول مرة –بالإضافة إلى معسكر اليمين- من أقطاب معسكر الوسط ويسار الوسط، واليسار الاسرائيلي في الدولة ، فممثلو اليمين والأحزاب الدينية –الذين يشكلون أغلبية وزراء شارون- يتنافسون فيما بينهم في دعوتهم لشارون كي يتخذ قراراً (جريئاً) بالسماح لليهود بزيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، إذ يزعمون أنّ هذا المكان يمثل (أقدس مكان لليهود) لأنّه مقام على أنقاض الهيكل الثاني.
          حكومة شارون تقرُ عملية (بداية الخلق): عشية اللقاء الأول- في منتصف شهر مايو2001م- للمبعوث الأمريكي الجديد للمنطقة (وليام بيرنز) مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون، كلّ على حدة، وذلك لبحث تنفيذ توصيات لجنة ميتشيل، ذكرت مصادر إسرائيلية أن خطة بناء كنيس يهودي في باحة الحرم الأقصى الشريف بدأت تدخل في مراحل التنفيذ العملي وسيتم إقرارها الأسبوع القادم عبر (لجنة التنظيم اللوائية) في القدس الغربية تحت اسم كودي هو (مفتاح بريشت) أو عملية (الخلق الجديد) وهو الأمر الذي رآه العلماء المسلمون في فلسطين أمراً خطيراً يقود المنطقة بأكملها للانفجار. وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أنّ الخطة الإسرائيلية ستقدم في الأيام القريبة المقبلة إلى لجنة التنظيم اللوائية في القدس لإقرارها. وأضافت أن الذي وضع خريطة البناء هو المهندس التخطيطي لإدارة ما يسمى (الحي اليهودي) في القدس القديمة المدعو (جدعون)، وقد أطلق على المشروع اسم (مفتاح بريشت) أي (حملة أو خطة بداية الخلق). وجاء في المخطّط الذي قدم إلى (شارون) أن مجموعة محبي الهيكل بواسطة البروفيسور(هلل فايس) والراب (يسرائيل أريل)ورئيس معهد الهيكل طلبوا تقديم المخطط مع اقتراحات لتنفيذه بناءً على رغبة الحاخامية الكبرى في إسرائيل في موافقة المسلمين على السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى، وإقامة الكنيس اليهودي.
          وأيضاً نفس رئيس الوزراء الإسرائيلي (أرئيل شارون) يناقش يوم7 أبريل 2001م مع بعض وزرائه -عوزي لندوا،وإلياهو سوسا- فكرة إقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى. قالت الإذاعة في موقعها على الشبكة الدولية “انترنت” صباح ذلك اليوم : إن شارون سيجري نقاشاً خاصاً باشتراك الوزيرين في حكومته عوزي لانداو،وإلياهو سويسا حول قضية “جبل الهيكل”، وهي التسمية الإسرائيلية للحرم القدسي الشريف. وذكرت المصادر أنّ وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عوزي لانداو (ليكودي) سيطالب خلال النقاش بإجراءات صارمة لمنع عمليات ترميم المباني داخل الحرم القدسي وإيجاد السبل الكفيلة بدخول اليهود إلى داخل الحرم القدسي مشيرة إلى أنه يتوقع أن يعرض وزير شؤون القدس في الحكومة الإسرائيلي إيلياهو سويسا مخططاً خاصاً لضمان تسلل اليهود إلى الحرم القدسي. وأثناء زيارة شارون لتركيا صرّح -خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم الأربعاء 8/8/2001م مع نظيره التركي (بولنت أجاويد)- أنّ “القدس وحدة لا تتجزأ، وأنها العاصمة الأبدية لإسرائيل، وفي وسطها جبل الهيكل أقدس مواقع الشعب اليهودي”. وقال شارون- في المؤتمر الذي تعمَّدَ عقدُه يوم الأربعاء 27 سبتمبر 2001م-: “هذا (يقصد باحة الحرم القدسي) هو أهم مكان مقدس لليهود. نحن لسنا عندنا مكّة ولا المدينة(يقصد المدينة المنوّرة) ولا الفاتيكان. يوجد عندنا فقط هيكل سليمان واحد. ولن نسمح لأحد بأن يقرر لنا متى ندخله؟ وكيف؟ “.
          وفي21 يناير 2002م يعلن شارون: أنه سوف يسمح لليهود والمسيحيين بدخول المسجد الأقصى بنفس الطريقة التي يقوم المسلمون فيها بالدخول إليه حسب رأيه ، وأضاف شارون أن هذا المكان ليس المسجد الأقصى بل جبل الهيكل ويجب على اليهود والمسيحيين حسب تعبيره أن يمارسوا شعائرهم الدينية فيه، وقد جاءت أقوال شارون هذه خلال لقائه بمستشاريه الخاصين الذين اخبرهم حسب ما أفادت به صحيفة (هارتس) الإسرائيلية : ” إنه سيتخذ إجراءا يمكنه من إصدار قرار يسمح به لغير المسلمين بالدخول إلى “جبل الهيكل” في أقرب فرصة حسب تعبيره “. وحسب الإذاعة الاسرائيلية فإن جهاز المخابرات الاسرائيلية (الشين بيت) سيوصي رئاسة الحكومة قريبا باتخاذ هذا القرار.
          وأعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية أرئيل شارون في نهاية شهر فبراير 2003م- أنّ المعركة من أجل القدس قد بدأت في إشارة إلى بسط السيطرة الاسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك. وهذا ما أشار إليه بوضوح قائد الشرطة الاسرائيلية في مدينة القدس الذي أعلن خلال مؤتمر صحفي أن المسجد الأقصى المبارك سيفتح أمام اليهود عشية العدوان الأمريكي المحتمل على العراق.
          وأما وزير البنى التحتية الإسرائيلية السابق (أفيدور ليبرمان) فقد وصل إلى حد أن: طالب المسلمين بأن يتقدموا بالشكر لإسرائيل، لأنها تسمح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى وقال ليبرمان في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية بتاريخ 3-7-2001م: “إنّه يجب على المسلمين أن يتفهّموا قوانين اللعبة بشكل أفضل، فهذا المكان (الأقصى) لليهود، ونحن نسمح لهم بالصلاة في مكان نحن نعرف أنّه لا يحق لهم أن تطأه أقدامهم”، ويواصل ليبرمان التنظير لمنطقه العنصري قائلا: “إنّ دولة إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وقد قامت لكي يستطيع اليهود في كل أنحاء العالم أن يتعبّدوا بحريّة في أماكنهم المقدسة، وأهم هذه الأمكنة هو هذا المكان”. أمّا وزير الأمن الداخلي السابق الليكودي (عوزي لا نداو) فقال – في أعقاب اجتماع عقدته الهيئة القيادية للشرطة-: “إنّ إسرائيل لا يمكنها أن تمنع اليهود للأبد من الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه على اعتبار أن هذا حق طبيعي لهم”. أما (جدعون عزرا) نائب وزير الأمن الداخلي سابقا من جهته قال : إن قرار السماح بدخول غير المسلمين إلى باحات الحرم بات أمرا قريبا مشيرا إلي أن ترتيبات تتخذ في هذا الإطار .
          وأيضاً (بنيامين بن أليعازر) وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وأحد قادة حزب العمل- يقول: “إن على حكومة إسرائيل أن تتصرف بحكمة في كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، لكن عليها أن تعمل في الوقت ذاته على أن يعي الفلسطينيون والعرب والمسلمون أن الوضع القائم حاليا في المسجد وضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد”، ويضيف بن أليعازر في تصريحـات للتلفزيـون الإسرائيلي بتاريخ-25-7-2001- أن اليهود “يتعرضون لتمييز عنصري” واضح في كل ما يتعلق بالصلاة في المسجد الأقصى! ويدعي بن أليعازر أنه كان من المفترض أن تتم تسوية مسألة صلاة اليهود في الأقصى منذ عام 1967م. وفي خضم عملية مفاوضات التسوية في (كامب ديفيد –2-) والذي كان من ضمنه مجرد طرح السماح برفع علم فلسطين فوق المقدسات الإسلامية قال حاخام يهودي-معروف- لطلابه قبل عدة أيام: “لا نبكي في هذه المناسبة فقط خراب الهيكل قبل ألفي عام، بل ونبكي أيضاً خرابه اليوم” مشيراً إلى ذكرى هدم الهيكل في تلك الأيام.
          13-اليسار الإسرائيلي والهيكل المزعوم: إنّ أقطاب اليسار في إسرائيل أنفسهم -وهم الذين يقدّمون أنفسهم للعرب كدعاة سلام- يشككون في حق المسلمين في المسجد الأقصى. وقد بادر الشاعر والكاتب أ. ب يهشوع -رئيس اتحاد الكتاب الإسرائيليين، أحد منظري اليسار في إسرائيل، وهو من رؤوس حركة السلام الآن- لتشكيل رابطة تضم مفكرين وأدباء وصحافيين وجنرالات متقاعدين وفنانين وأكاديميين من اليهود لمطالبة الحكومة بوقف أي أنشطة لدائرة الأوقاف الإسلامية داخل المسجد الأقصى، على اعتبار أنّ ذلك يهدّد الآثار اليهودية في المكان، والتي تدعم مزاعم اليهود بأنّ المكان يضم آثار الهيكل المدمّر. واللافت للنظر أنّ أغلب الذين استجابوا لدعوة (أ.ب يهشوع) هم من قادة مفكري اليسار، ومن أبرزهم الشاعر (حاييم غوري). بل إنّ الرابطة طالبت شارون بأن يعمل كلّ ما في وسعه من أجل ضمان وقف الأنشطة التي أسمتها بـِ “التخريبية”، التي تقوم بها الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر بقيادة الشيخ رائد صلاح،ودائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة. وأشارت إلى أنّ هناك إجماعاً اسرائيليا يدعم العمل على حفظ الطابع اليهودي للآثار في المكان عن طريق منع المسلمين من إجراء أيّ خطوات من شأنها أن تؤثر سلباً على هذا الطابع، هذا مع أنّ أكثر من مؤرّخ يهودي شكّك في حقيقة وجود الهيكل في هذا المكان.
          14- المحامي (جرشون سلمون) زعيم منظمة أمناء جبل الهيكل يقول: “إنّ أحداً لا يستطيع أن يتصور حياة اليهود دون الهيكل، ولابدّ من إقامة الهيكل. ولا أحد يستطيع أن يمنعنا ولا العرب، لأنها إرادة الله والتاريخ”. وهو يرى أنّ الطقوس التي يؤديها اليهود عند حائط المبكى تعتبر بديلاً بائساً، حيث يضع المصلون قصاصات الورق في جدرانه.
          تصريحات الحاخامات حول بناء الهيكل المزعوم :-
          1-حاخامية إسرائيل الرئيسة تحرم التفاوض حول الحرم القدسي وتدرس عدة مقترحات لإقامة كنيس يهودي، فقد قرر مجلس الحاخامين الرئيس في إسرائيل أنّ مجرد قبول الحكومة الإسرائيلية التفاوض حول الحرم هو إثم وأنّ هناك حظراً شرعياً مطلقاً على تسليم الحرم للأجانب في إطار سيادة أو أي ملكية أخرى، مباشرة أو غير مباشرة، والسيادة هي لشعب إسرائيل ومجرّد النقاش في ذلك يعتبر إثماً..ومجرّد البحث في حق الملكية اليهودية لجبل الهيكل تدنيس في نظر الله. وقال عضو مجلس الحاخامين الرئيس الحاخام (شائر يشوف كوهين) –نقلاً عن صحيفة معاريف الصادرة بتاريخ 5/1/2001م- : “إنّ ثمّة أمر خطير جداً لكل من يرتكب هذا الإثم هذه أمور لا يمكن التكفير عنها، وطلب الغفران، حتى يوم الغفران”.
          نشرت صحيفة “معاريف” خبراً في تاريخ 21/1/2002م بعنوان كبير ” يجب إقامة كنيس في المسجد الأقصى ” ومفاد هذا الخبر إنّ حاخام مدينة حيفا ” شائر يتشوف كوهين ” دعا إلى إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى.وذلك بعد أن أوصى جهاز الاستخبارات الاسرائيلي “شين بيت” بالسماح لليهود بدخول الحرم القدسي.ونقلت جريدة “معاريف” عن الحاخام كوهين, الذي زار بولندا قوله: “من الممكن، بل من الواجب إقامة كنيس يهودي في الحرم القدسي بشرط أن يكون الدخول إليه حسب القواعد الدينية”. مشيراً إلى أنه “يوجد في الحرم القدسي الشريف مناطق مسموحة وهذه المناطق يسمح لكل اليهود الدخول إليها”, على حد تعبيره.
          2- الحاخام (زلمان مليمد) رئيس الحاخامات الإسرائيلية في المستوطنات -أمام مؤتمر للحاخامات في القدس-: “إنّ إسرائيل لا قيمة لوجودها دون الحرم القدسي.. ويخطأ من يظن أنّا نصلي من أجل سلامة حائط المبكى وليس للحرم القدسي”.
          3- الحاخام إبراهام شابيرا- الذي كان قبل أعوام الحاخام الاشكنازي الأكبر في اسرائيل، ويعد من أكبر مصدري الإفتاء بالنسبة للتيّار الديني الاسرائيلي الذي ينتمي إليه المستوطنون اليهود- وفي حضور عدد من وزراء حكومة باراك يصرّح: “عليهم أن يعرفوا أنّه لن يكون بإمكانهم البقاء في هذا المكان إلى الأبد، هذا هو قدس الأقداس بالنسبة لنا، إنّ أحداً لا يمكنه أن يصنع سلاماً مع الدولة التي تمثل الشعب اليهودي وفي نفس الوقت يصر على البقاء في المكان الطبيعي الهيكل”، وصرخ شابيرا بصوت مرتفع أثناء الاحتفال بوضع حجر الأساس لمدرسة دينية في شرقي القدس وقال: “لا يوجد شيء اسمه المسجد الأقصى، إنّ هذه كذبة افتراها علينا العرب وصدّقوا أنفسهم، وللأسف إنّ بعضاً منّا قد آمن لهم”..وأضاف شابيرا “لا مجال للتضليل هنا، فجبل الهيكل (المسجد الأقصى) يتبع اليهود والشعب اليهودي في كلّ أماكن تشتته، ولا يليق بالدولة التي تمثل الشعب اليهودي أن تبدي أي تنازل عن هذا المكان”، وعبر شابيرا عن هدف اليهود ومرجعيتهم الدينية بالنسبة للمسجد الأقصى قائلاً: “أي اتفاق تسوية مهما كان يجب أن يضمن لنا كأصحاب الأرض الشرعيين أن نقيم طقوسنا الدينية في المسجد الأقصى ليس هذا فحسب، بل إنّنا سنصر على إقامة مرافق دينية لليهود داخل أسوار المسجد الأقصى”. ووسط تصفيق معظم الحضور واصل الحاخام شابيرا خطابه الحماسي، فقال:”يخافون من ردّة فعـل العرب والمسلمين في حال تم تمكين اليهود من أداء طقوسهم الدينية في باحة المسجد الأقصى، ونحن نقول لهم إنّ العرب والمسلمين بإمكانهم أن يذهبوا إلى الجحيم، وإذا لم يرق لهم أن نقيم طقوسنا الدينيّة، فبإمكانهم أن يذهبوا للعربية السعودية فهناك لهم ما يريدون من مواقع دينية”.
          4- الحاخام إسحاق ليفي رئيس حزب المفدال سابقا : ” أكدّ أكثر من مرّة أن دولة (إسرائيل) لا يمكنها أن تفرط بالمسجد الأقصى تماماً ،وهي جادة تماماً في عمل كل ما يلزم من أجل تهيئة الظروف لتمكين اليهود من السيطرة على المسجد الأقصى، ويقول: ” الجمهور الدّيني في (إسرائيل) لا يمكنه أن يتحمّل رؤية تسوية لا تمكن اليهود من إقامة شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى”. وفي السياق ذاته دعا يوم 21يناير2002م زعيم حزب “المفدال” اليميني الحكومة الاسرائيلية إلى السماح فوراً بدخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف. وقال: “لا يمكن احتمال أن يسمح لكل إنسان بالدخول إلى هناك، ويُمنع اليهود من ذلك “.
          5- الحاخام ما كوفر”: لا أشك لحظة أنّ الجامع ذا القبة الذهبية والمقام على الصخرة نفسها، التي أقام عليها الملك سليمان مركز العبادة العبرانية في التاريخ القديم.. هذا الجامع سيدمر ليقام مكانه هيكل القدس الجديد الذي سيعاد بناؤه بكل فخامته”.
          6- يسرائيل تسيدون أحد مؤسسي تنظيم (أمونا)، الذي يعتبر أحد أبرز الدعاة لهدم الأقصى على رؤوس المصلين المسلمين أثناء صلاة الجمعة يقول: “أنه في النهاية لا غنى عن عمل تخريبي من أجل تدمير المسجد الأقصى وإنهاء ملفه”.
          7- هودا عتصيون -أحد أقطاب منظمة (حاي فكيام) اليهودية المتطرفة- قال أثناء برنامج (بوليتيكا) الذي بثه التلفزيون الإسرائيلي بتاريخ 18-7-2001: “إن على الحكومة القيام بتدمير المسجد الأقصى، وأن تقوم بتدمير ما أسماه “التدنيس المتواصل الذي يقوم به المسلمون للمكان منذ مئات السنين”.وعتصيون- الذي كان يتحدث وبجانبه وزير الاتصالات الإسرائيلي روفي ريفلين السابق- أضاف قائلا: “إنّ أحداً لا يمكنه أن يضلل نفسه، فالمسلمون لا يمكنهم أن يقبلوا أن يستمرّ هذا الوضع، فإذا لم يتوقف المسلمون عن تدنيس المكان، فإنّ علينا أن نتحرك نحن. وأنا أعتقد أنّ الكثيرين من اليهود يفكرون بأن يقوموا بذلك في حال عدم اتخاذ الحكومة قراراً شجاعاً وتاريخياً بهدم المسجد الأقصى”.واكتفى الوزير ريفلين بأن ربت على كتف عتصيون مستحسناً كلامه لكنّه لم يعلق. ويقول أيضاً (يهوداعتصيون): “قضية السيطرة على جبل (الهيكل) ستحسم ملكية البلاد لأبناء إسحاق أم لأبناء إسماعيل”.
          8- نقلت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية -في عددها الصادر يوم الجمعة 29/12/2000م- تصريحاً للحاخام (يسرائيل أريل) من الحركة المسماة (معهد الهيكل) -التي تتلقى الدعم المالي مباشرة من الحكومة الإسرائيلية لتمويل أبحاث موضوع الهيكل- يقول فيه: “إنّ حكومة إسرائيل الرسمية والجيش الإسرائيلي مطالبان بالعمل على إزالة المساجد الإسلامية من باحة الحرم القدسي.. المساجد الإسلامية كومة من الحجـارة يجب إزالتها.. هذه هي العملية.. وهذا ما سيحدث”.
          9- الحاخام عفوديا يوسف الزعيم الروحي لحركة (شاس) يقول: “الحرم القدسي كله لنا”. وقد سبق للحاخام عفوديا يوسف أن تطاول على الذات الإلهية بالقول بأنّ الله ندم على خلق العرب،واصفاً إياهم بالأفاعي والمدنسين والنمل، وقد صرّح مؤخراً بأن المسيح عندما ينزل فإنّه سيقتل العرب،ويودي بهم إلى جهنّم، فما على اليهود إلا الشروع بهدم المسجد الأقصى،والبدء ببناء الهيكل، دون خوف من ردة فعل العرب والمسلمين، لأن المسيح سيتكفّل بهم على حد زعمه.
          10- الحاخام الأكبر -السابق- لإسرائيل وللجيش (شلومو غورن) كان أول من دعا إلى إعادة بناء الهيكل، ولمّا احتل اليهود الحرم القدسي سنة 1967م نفخ (غورن) في البوق احتفالاً بالنصر وإيذاناً ببدء عملية بناء الهيكل، وقد ألّف كتاباً حول هذا الموضوع، وقد حاول عدة مرات الدخول إلى ساحات الحرم لينفخ فيه بالبوق.وكان هذا الحاخام قد دعا القائد العسكري للقدس عام 1967م إلى هدم المسجد الأقصى مستغلاّ ظرف الحرب.
          11- الحاخام مردخاي إلياهو يقول: “إنّنا نرى بأمّ أعيننا ثعالب تمشي على الهيكل، وقد قيل في الكتب إنّه يجب قتل الغرباء الذين يدخلونه، إنّ هؤلاء يمشون عليه ويدنسونه، وقد قال حكماؤنا إنّه يجب منع عابدي النجوم -أي غير اليهود- من دخول المكان المقدّس، ولذلك على المسؤولين وقف هذه الحالة دون مبالاة بما سيقول الغرباء عنهم”.
          12- الحاخام يوسف إلباوم يقول: “إن الحضور اليهودي على جبل الهيكل هو الذي يقنع العالم بأن اليهود جادون في بناء الهيكل” يضيف الحاخام يوسف إلباوم:” إننا من دون الصلاة في الهيكل، وتأدية شعائره نبقى نصف يهود، وليس يهوداً كاملين، وإن كثيراً من كتبنا المقدسة تضم الكثير من الأحكام والفرائض التي تتعلق بالهيكل وإننا من دون تطبيق ذلك فإن اليهودية أيضاً تبقى ناقصة..من دون الهيكل الحقيقي لا يمكن لليهود- كشعب مقدس-أن يعرف معنى القدسية..إنّه منذ أن أصبح جبل الهيكل تحت سيطرتنا، فإننا لم نعمل شيئاً لاستثمار هذه الفرصة، إنه أقدس مكان لليهود عندنا، لكننا لم نقم بعمل شيء”.
          13- تصريحات حاخام حائط البراق– المبكى كما يزعم اليهود- (ي.جاتس)عام 1968م حيث تحدث لصحيفة (هآرتس) الإسرائيلية قائلا: “إنّ توقيت إقامة الهيكل قريب وليس بالبعيد…إنّ الله هو الذي سيهدم المساجد في الحرم القدسي الشريف بمساعدتنا”
          14- يقول اليهودي الإنجليزي اللورد ملتشت: “إنّ اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أضحى قريباً جداً، وإنني سأكرس بقية حياتي لبناء هيكل عظيم مكان المسجد الأقصى”.

          يتبع

          تعليق


          • #6
            هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
            جزء “6 ”

            الاجراءات العملية الحديثة لبدء هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم
            المتابع للاحداث يدرك ان السنوات الخمس الاخيرة شهدت اجراءات عملية متزايدة لبدء هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم ، نذكر منها في هذا التقرير :
            اولا:- في شهر سبتمبر 1998م عقد ألفان من الحاخامات ورجال الدين اليهود مؤتمراً ناقشوا فيه أفضل السبل في تسريع هدم المسجدين الأقصى وقبة الصخرة،ومن ثمّ بناء الهيكل على أنقاضهما. ذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية أنّ هيئة خاصة تضم حاخامات وخبراء إسرائيليين ستجتمع قريبًا لتحاول تعيين موقع ما يدعى بـ(الهيكل المقدس)،الذي تزعم روايات محافل يهودية متطرفة أنّه كان موجوداً قبل آلاف السنين في نفس الموقع الذي يقوم فيه الحرم القدسي الشريف، وذلك في خطوة تهدف إلى إقامة موطئ قدم لليهود داخل محيط الحرم. وقالت الصحيفة في عددها الصادر يوم الأربعاء 6-9-2000م أنّ لجنة الحاخامات التي عيَّنها ما يسمى بـ(مجلس الحاخامية الكبرى)، لبحث إمكانية إقامة كنيس في (جبل الهيكل)- أي الحرم القدسي-عقدت يوم الثلاثاء 5-9-2000م جلستها الأولى، لكن بسبب تغيّب ثلاثة من أعضاء اللجنة المؤلفة من ستة حاخامات لم يُجْر نقاش جوهري. ومع ذلك أضافت الصحيفة: “قرر المجتمعون من أعضاء اللجنة عقد يوم دراسي خاص بعد عطلة الأعياد اليهودية، التي تصادف نهاية هذا الشهر ومطلع الشهر المقبل،يشارك فيه حاخامات وباحثون وأكاديميون إسرائيليون بحيث يستمع المشاركون خلاله إلى مختلف الآراء، ووجهات النظر المتعلقة بموقع (الهيكل المقدس) داخل محيط الحرم القدسي الحالي..وتقول الصحيفة إنّ هذا الأمر(تعيين موقع الهيكل المزعوم) ينطوي على أهمية حاسمة- من وجهة نظر محافل المتشددين اليهود-إذ إنّه في حالة التأكد، وتقرير شيء في شأن موقع الهيكل، فإنّ ذلك سيتيح (لكبار الحاخامات اليهود) إعطاء إذن وسماح بدخول اليهود إلى مناطق داخل الحرم القدسي. وفي نفس السياق قالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في عددها يوم الجمعة الموافق 5-1- 2001م: “إن لجنة منبثقة من مجلس الحاخامين الرئيس في إسرائيل بحثت مؤخراً عدداً من الاقتراحات لإقامة كنيس في الحرم القدسي الشريف في خمسة مواقع مختلفة هي: موقع باب الرحمة،مبنى المحكمة، المدرسة العمرية في الزاوية الجنوبية الشرقية من الحرم،وفي منطقة المصلى المرواني. وأشارت إلى أنّ اللجنة عرضت مختلف المقترحات على المهندس (جدعون حرليف) الذي عمل في السابق في هذه القضية، غير أنّه لم تُتخذ قرارات في هذا الصدد، ولكن تم الاتفاق على يوم لدراسة هذه المقترحات بمشاركة الحاخامين الرئيسيين وحاخامين آخرين وخبراء لإبداء رأيهم بشأن المواقع التي يسمح فيها حسب الديانة اليهودية بدخول اليهود إلى الحرم”.
            ثانيا :- الإعلام الإسرائيلي يتحدّث بكل صراحة عن مجموعة يهودية تقدّمت إلى لجنة التنظيم الإسرائيلية في القدس لأخذ مصادقة هذه اللجنة على خارطة بناء لكنيس يهودي في داخل المسجد الأقصى، مع التأكيد أنّ كل ذلك يجري بعلم تام من قبل مكتب رئيس الحكومة (شارون)، كما أكدّت ذلك وسائل الإعلام الاسرائيلية.
            ثالثا:- قامت بعض شركات التطوير الإسرائيلية بمشاركة دائرة الآثار الإسرائيلية ببناء مدرجات ضخمة في جنوب حرم الأقصى المبارك من الخارج. وقد أصبحت هذه المدرجات ملاصقة لبوابات الأقصى المبارك التي كانت مفتوحة قبل مئات السنوات، ثمّ تمّ إغلاقها على عهد السلطان المظفر صلاح الدين الأيوبي. وعلى سبيل المثال: هناك مدرج ملاصق لبوابة مغلقة، ولكنها موصلة إلى( الأقصى القديم )، وهذه البوابة تقع في جنوب حرم الأقصى المبارك،وهذه البوابة يسميها بعض المتدينين اليهود- باب خلده- ادعاءً من هؤلاء المتدينين اليهود أن خلده اسم لأحد النبيّات اليهودية، وهناك مدرج آخر مع ساحة، وقد تمّ افتتاحهما من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق (إيهود بارك) في سنة 1997م وبحضور عدد كبير من المتطرفين اليهود. وفي 2/10/2000م وقف باراك على الدرجات، وقال: ها أنا ذا أقف حيث وقف آبائي على درجات الهيكل الثاني. وقد اعتبر هذا العمل مقدمةً لافتتاح بوابة جديدة في حائط القدس القديمة تصل إلى داخل المسجد الأقصى القديم، وقد استنكرت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس هذا الأمر، وحذّرت من أنّ إسرائيل تجاوزت في أعمالها الأخيرة جميع الخطوط الحمراء.ووصف مدير الأوقاف المهندس عدنان الحسيني الوضع في المسجد الأقصى بأنه خطير للغاية،خصوصاً وأنّ الحديث يدور حول مدرج يعتقد اليهود أنّه يؤدي إلى الهيكل الثاني المزعوم، حيث ينوي المتطرفون اليهود أداء الطقوس الدينية فيه. وتؤكد الأوقاف الإسلامية أنّ هذا المدرج والباب ليس سوى شيء من اختلاق العقول اليهودية، وأنّه لم يكن قائماً في أيّ وقت. ويصل المدرج المذكور الى منطقة حائط المسجد الأقصى القديمة ويقع في مكان قريب من النافذة التي أغلقتها السلطات الاسرائيلية مؤخراً في جدار المسجد.
            رابعا:- حملة توزيع ملصقات ورسومات انطباعية على الاسرائيليين من طلاب المدارس والجامعات تجسد الهيكل المزعوم.
            خامسا:- القيام بالبث الإذاعي من إذاعات يملكها الاسرائيليين من الحركات العاملة لهدم الأقصى، كإذاعة (عزة صهيون) لحركة كأخ،والتي تدعو علناً الشباب الاسرائيلي للعمل من أجل إقامة المعبد على أنقاض الاقصى، وتذيع الفتاوى لعدد من كبار الحاخامات الداعية لإعادة الهيكل المزعوم .
            سادسا :- قيام مجموعة هندسية اسرائيلية بتشييد هيكل جديد في منطقة وادي عربة مشابهاً للهيكل القديم، أمّا الهيكل فقد تمّ تصميمه الهندسي في الولايات المتحدة الأمريكية،على يد مستشارين من يهود أمريكا ، وهذا التصميم تمّ وضعه الآن تحت تصرف الحكومة الإسرائيلية..كما تمّ إعداد فريق متكامل من عمال البناء في انتظار ساعة الصفر للبدء في العمل.وهي بانتظـار اللحظـة المناسبة لنقله وتثبيت أركانه على أنقاض المسجد الأقصى. لقد أصبحت مواد البناء جاهزة،وهي موجودة في مكان سري،وتتكون من الأحجار الكريمة،ورقائق الذهب والفضة، والتحف الفنية، إنّ جمع الأحجار المقدسة أصبح عملاً تعبدياً للكثير من المعنيين بالتعجيل ببناء الهيكل ، لاستخدامها في بناء الهيكل وسيحتاج المشروع إلى مالا يقل عن ستة ملايين حجر، وقد تمّ استقدامها من منطقة بئر السبع وأنّ الصخور تقطّع بتمويل من كبار أغنياء اليهود في العالم.
            سابعا:- وتمّ تجهيز الشمعدان الخاص بالهيكل، وهو موجود بالكنيست،وكان أولمرت-رئيس بلدية القدس سابقا – قد أشار إلى إنجاز شمعدان ذهبي خالص بتمويل من المليونير اليهودي المصري(موسى فرج). والشمعدان السباعي ليس واحداً فقط على ما يبدو، ولهذا جرت ولا تزال تجري المساعي للعثور على القديم وإنجاز مجموعة أخرى من الشمعدانات الجديدة. يقول باروخ بن يوسف زعيم منظمة بناة الهيكل “إنّ جماعته انتهت من صنع شمعدان ذهبي ضخم تم صنعه في أمريكا، ونقل بالفعل إلى إسرائيل “. أمّا المليونير اليهودي المصري (موسى فرج) الذي يعمل في تجارة الماس فقد انتهى من إنجاز شمعدان ذهبي آخر. والكتاب المقدس يتحدث عن بنائه السابق المكون من مثل هذه المواد.
            ثامنا :- يتم تسيير سيارات تدور طوال اليوم في شوارع القدس وتبث ترانيم دينية وأشعار تذكر الاسرائيليين بإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى.
            تاسعا :- عمل نماذج مصغرة للهيكل المزعوم: تقوم المنظمات والجماعات اليهودية بعمل نماذج مصغرة للهيكل المزعوم ومن ثّم بتوزيع تلك النماذج في الداخل والخارج من أجل كسب الدعم والتعاطف المادي والمعنوي لهذه القضية. وتمّ إعداد مجسّم معماري خاص بالهيكل، مساحته 400م2.
            عاشرا :- إعداد خيمة الاجتماع، أو ما يطلق عليها خيمة العهد، التي يعتقد الاسرائيليون بضرورة وضعها في الهيكل، لأنّها ترمز إلى الخيمة التي اجتمع فيها موسى-عليه السلام- مع الملائكة – حسب معتقداتهم – فوعدته بمجد إسرائيل. وهذه الخيمة التي تمّ إنجازها مصنوعة من خيوط الذهب الخالص وقد أهداها المليونير اليهودي المصري (موسى فرج ) بعد إنجازها إلى- رئيس وزراء إسرائيل السابق- بنيامين نتنياهو.
            احدى عشر :- يعكف معهد الهيكل الذي أنشأته مجموعة من الحركات الاسرائيلية على صنع أدوات ستخصص للاستخدام في الهيكل الذي يجري التخطيط لإقامته ومقر معهد الهيكل في البلدة القديمة بالقدس الشرقية.وتعرض في أماكن متفرقة عشرات من أنواع الأدوات الدينية التي يحتاجها رواد الهيكل،ومنها: المعدات التي تستخدم في معالجة الرماد بعد التضحية بالحيوان، والأواني النحاسية، وكؤوس حفظ السوائل المقدّسة،والنبيذ المقدّس، ومفروشات العبادة وأبواق النداء للطقوس. لقد أعدّ الاسرائيليون أهمّ ما يتعلق بالطقوس الدينية وهو المذبح المقدّس، حيث انتهت من إعداده منظمة حركة إعادة الهيكل في مكان قريب من البجر الميت، وقد أعدّ على نفس هيئة المذبح القديم وبطريقة تسمح بنقله في الوقت المناسب ليأخذ مكانه في قلب بناء الهيكل وشارك في إعداده الشركة الإسرائيلية للصناعات المعدنية.
            اثنا عشر :- توزيع الاسرائيليون -عبر المؤسسات الرسمية- من المطارات والسفارات والمكاتب السياحية- في العالم وثيقة تاريخية عن القدس على هيئة كتيب يتضمن إساءات عديدة للمسلمين وارتباطهم بمدينة القدس. وقد أعدّ هذه الوثيقة مؤسس جامعة الدفاع الاسرائيلي ويدعى دانيال ياسين وادّعى فيها أنّ اهتمام المسلمين بالقدس جاء ثانويا ، ولهذا فإنّ الإسلام يعطيها المرتبة الثالثة بعد مكة والمدينة وإن تخلي النبي ( صلى الله عليه وسلم ) عنها كقبلة أولى يعتبر إهمالا لها وأنّ القرآن لم يعرها أيّ نوع من الأهمية، وأنّه لم يذكرها باسمها مرةً واحدة ( على حد زعمه ) وأنّ القدس لا تذكر على الإطلاق في صلوات المسلمين وهي ليست مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالأحداث التي جرت في حياة النبي( صلى الله عليه وسلم ) ، ولم تصبح في يوم من الأيام مقراً ثقافياً أو عاصمةً إسلاميةً. ويضيف أنّ الأمويين أعادوا تفسير القرآن لإيجاد متسع للقدس عندما بنو مسجداً فوق الهيكل وأسموه المسجد الأقصى! وأعطوه دوراً بارزاً في حياة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم ) بأثر رجعي. وتمّ توزيع هذه الوثيقة بعدة لغات لتشكك بمكانة القدس في الشرع الإسلامي وعند المسلمين وكل ذلك لتوهين حقائق الإسلام في نفوس المسلمين، وترسيخ أنّ القدس لليهود تاريخياً ودينياً وواقعاً.
            ثالث عشر :- عُقد مؤتمر بمدينة القدس لإعداد الحراس والكهنة الذين سيشرفون على الهيكل فور إقامته، وتهيئة الكهنة من قبيلة ليفي والتي تقول الجماعات اليهودية إنها كانت مسئولة عن رعاية شئون الهيكلين الأول والثاني قبل أكثر من ألفي سنة.وفي المعهد المسمى (ياشيف عطيرت كوهانيم) أي (تاج الحاخامين) -يقع غرب المسجد الأقصى- يقوم رجال الدين بتدريس الشباب كيفية التضحية بالحيوان إرضاءً لله. ويتلقى المعهد المذكور الأموال اللازمة كمعونات مستمرة من المنظمات والجمعيات المسيحية الصهيونية الأمريكية،وخاصة:مؤسسة هيكل القدس في واشنطن التي يترأسها (ريزنهوفر).
            رابع عشر :- تنشيط الرحلات الدينية من جميع أنحاء اسرائيل ودول العالم إلى القدس لربطهم بها، وزيارة المجسمات التي أعدت لتكون نموذجاً للهيكل المزمع إقامته على أنقاض المسجد الأقصى.
            خامس عشر :- اتفاق الجماعات الساعية لهدم المسجد الأقصى،وبناء الهيكل على توحيد جهودها، واستغلال طاقاتها، وتنويع نشاطاتها بحيث تجعل من قضية بناء الهيكل قضية تهمّ كلّ بيت اسرائيلي.
            سادس عشر :- توزيع منشورات تدعو إلى طرد المسلمين من المسجد الأقصى المبارك، وبناء الهيكل المزعوم.
            سابع عشر :- الإرشاد والترجمة للزائرين والسائحين في ساحات المسجد الأقصى على أن المسجد الأقصى مكان لليهود فقط، ويجب هدمه،وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
            ثامن عشر :- التجمّع في ساحات المسجد الأقصى المبارك في الفترات التي تكون أعياداً دينيه لهم، مثل ذكرى خراب الهيكل المزعوم، وبداية السنة العبريّة، وغيرها من المناسبات.
            تاسع عشر:- قيام الاسرائيليين بحملة لتوزيع ملصقات،ورسومات على طلاب المدارس والجامعات الاسرائيلية لتجسيد قضية الهيكل المزعوم في وجدانهم.ولقد قام المستوطنون اليهود بتوزيع صور الهيكل المزعوم في تجمّع(كرنيه شمرون) شرق مدينة قلقيلية. وأيضاً قامت إحدى المنظمات اليهودية المتطرفة بتوزّيع ملصق، هو عبارة عن مشهد طائرات عسكرية تقوم بقصف المسجد الأقصى ثم تدميره، وقد كتب على هذا الملصق: سيأتي هذا اليوم قريباً .
            عشرون:- جاء في تقرير -أعدته المنظمة الإسرائيلية (كشب) للدفاع عن الديمقراطية- أنّه في إطار الاستعدادات لإقامة الهيكل تجري في مستوطنة (متسبيه يريحو) قرب أريحا تدريبات على ذبح الضحايا، وقد توجّه المستوطنون إلى يهودي أمريكي صاحب مصنع بلاستيك في ولاية تكساس الأمريكية الذي تطوّع بتزويدهم بحيوانات من البلاستيك لإجراء تدريبات على الذبح، ومنها نماذج من البقر والعجول والدواجن”.

            يتبع …

            تعليق


            • #7
              هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
              جزء “7 ”

              الخطوات العملية اليهودية التي تسبق بقليل هدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم
              تطرقنا في الحلقة السابقة الى الخطوات العملية التي تقوم بها المنظمات اليهودية في مراحل تخطيطها وعملها لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .
              وفي هذه الحلقة نلقي نظرة إضافية على خطوات عملية يهودية تسبق بقليل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم .
              أولاً: تمّ الإعلان عن اكتشاف طريق تحت المسجد الأقصى:
              كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الصادر في 21/3/1997م، النقاب عن قيام السلطات الاسرائيلية بحفريات جديدة تحت المسجد الأقصى المبارك تستهدف البحث عن طريق يزعم أنها كانت تشكل قبل نحو ألفي عام مدخلاً رئيساً للهيكل الثاني، وذكرت المصادر بأن هذا (الشارع العتيق) اكتشف قبل أسبوع من ذلك التاريخ (صدفة) أثناء حفريات تقوم بها البلدية تحت محيط ساحة البراق الشريف في الجهة الغربية والجنوبية لسور المسجد الأقصى المبارك بدعوى مدّ شبكات تصريف مجاري جديدة في المكان وعلى الفور أوقفت بلدية القدس عمليات الحفر الجارية على عمق أربعة أمتار واستدعت خبراء سلطة الآثار التي زعم مديرها العام -الجنرال أمير دوري- أن الطريق المكتشف تحت الأرض يعود لفترة الهيكل الثاني وهو إحدى الطرق الرئيسية التي عبرت القدس القديمة عرضياً من الجنوب إلى الشمال بمتاخمة السور الغربي للمسجد.
              ثانياً: الاحتفال بمولد بقرة حمراء كمؤشر على بناء الهيكل:-
              استقبل اليهود المتدينون مولد بقرة حمراء كعلامة ربّانية على اقتراب بناء الهيكل الثالث وأكد فريق من الحاخامات اليهود أن بقرة ولدت قبل أشهر في كيبوتز ديني قرب مدينة حيفا، وفقاً لمواصفات البقرة المقدّسة في التوراة، وحسب العهد القديم، فإن البقرة الحمراء من غير بقع ضرورية لنقاء الطقوس الشعائرية، وسيتم ذبح البقرة وحرقها وتحويل رمادها إلى سائل لاستخدامه في احتفال ديني يعتقد اليهود المتدينون أنه يجب أن يسبق بناء الهيكل الثالث مكان المسجد الأقصى المبارك، وفي هذا الإحتفال يغسل الذين يدخلون جبل الهيكل أيديهم برماد البقرة ، ويقول هؤلاء اليهود أنه منذ تدمير الهيكل الثاني على يد الرومان لم تولد أي بقرة حمراء، وينظر هؤلاء إلى أن مولد البقرة الجديدة على أنه معجزة تمكنهم من دخول الحرم القدسي الشريف، لكن عليهم الانتظار حتى يصبح عمر البقرة ثلاث سنوات قبل أن يبدأوا ببناء الهيكل الجديد، وقال (يهودا أيتزيون) -أحد أفراد المجموعة اليهودية الذين حاولوا في عام 1985م تفجير قبة الصخرة بمواد متفجرة : “نحن ننتظر معجزة من الرب منذ 2000 عام، وهو منحنا الآن البقرة الحمراء”.
              ثالثاً: السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى:-
              في رسالة جوابية بعث بها شمعون شتاين -المستشار القانوني لمكتب رئيس الوزراء السابق نتنياهو- إلى يسرائيل ميداد -رئيس جماعة جبل الهيكل– أنّه : “بقدر ما يعلم فإن صلاة اليهود في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) لم تمنع في أي وقت مضى”. ووجهه للتحدّث بشأن الأمر مع الشرطة الاسرائيلية بوصفها الجهة المكلفة بترتيب إجراءات دخول اليهود إلى الحرم القدسي الشريف، وذكرت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية التي أوردت الخبر : “أنه بناءً على تلك الرسالة توجه (ميداد) إلى قائد الشرطة في القدس آنذاك الميجر جنرال (يائير يتسحاكي) بطلب للسماح له ولأتباعه بإقامة صلوات وطقوس دينية داخل المسجد الأقصى تحت إشراف شرطة الاحتلال وبالتنسيق الكامل معها، وقال (ميداد) أنه تعّهد للشرطة بأن يقوم بهذه الطقوس داخل المسجد الأقصى المبارك بهدوء، ودون أمور تظاهرية لافتة للنظر على حدّ تعبيره ” .
              وإن كان هناك من يبحث عن دليل على اختلاف تعاطي حكومة شارون الحالية مع ملف القدس والأقصى خصوصا عن الحكومات الإسرائيلية التي سبقتها، فإن السماح لما يعرف بـ (منظمة أمناء جبل الهيكل) اليهودية المتطرفة بوضع حجر الأساس (للهيكل المزعوم) يوم الأحد 29 يوليو 2001م -وهو يصادف حسب التقويم العبري التاسع من آب اغسطس- الذي يعتقد اليهود أنّه تاريخ هدم الهيكل الثاني سنة 70م، هو خير دليل على ذلك ، فقد حرصت هذه المنظمة –طوال أكثر من عقد– على أن تتقدم بطلب لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية للقيام بهذه الخطوة ، وكانت المحكمة تشترط في كل مرة الحصول على إذن الشرطة للقيام بذلك ، إلا أنّ الشرطة -وبناءً على تعليمات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة- رفضت السماح بالقيام بهذه الخطوة ، ولكن حكومة شارون أوحت للشرطة بإعطاء المنظمة هذا الإذن ، ومن يومها تسارعت الأحداث وتطورت ، وسنقف عند هذا الملف بصورة موسعة لاحقا .
              رابعاً: منع الحكومة الإسرائيلية من إعمار المسجد الأقصى:-
              إنّ الحكومة الإسرائيلية مازالت-حتى اليوم- تمنع منذ ثلاثة أعوام إدخال أيّة مواد إعمار وإصلاح إلى الأقصى المبارك على الرغم من حاجته الضرورية إلى ذلك:-
              1-إنّ البلاط الرخامي التاريخي الذي يغطي جدران الصخرة المشرفة الداخلية بدأ يتصدع، وقسم منه بدأ يتشقق، وقسم ثالث بدأ يتساقط، وهذا يعني أنّ البلاط الرخامي في أمسّ الحاجة إلى إعماره فوراً، ومع ذلك تمنع المؤسسة الإسرائيلية إدخال مواد الإعمار.
              2 -إنّ سقف المسجد الاقصى بات يعاني من ظاهرة تسرب مياه الأمطار إلى داخله، وتساقطها على بساط الأقصى الفاخر، وعلى رؤوس المصلين وهذا يعني وجود شقوق تصدّع دقيقة في بعض جوانب سقف المسجد الاقصى، ولكنّ المؤسسة الاسرائيلية تمنع إدخال مواد الإعمار للمسجد الاقصى.
              3-إنّ أعمدة المصلى المرواني العملاقة، وإنّ بعض حجارته العملاقة تعاني من تصدعات خطيرة جداً، والمصلى المرواني يعتبر جزءاً لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ولكنّ المؤسسة الإسرائيلية تصرّ بقوة السلاح على منع دخول مواد إعمار إلى المسجد الأقصى، ولو كانت بحجم دلو اسمنت، أو طوبة رخام، وهذا يجعل المسلم يؤكّد أنّ (المسجد الأقصى في خطر).
              خامساً: للمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل لمدينة القدس الشرقية، افتتح آلاف اليهود المتطرفين الداعين إلى هدم المسجد الأقصى، وإقامة هيكلهم مكانه مؤتمرهم السنوي السابع لـ (حركة إعادة بناء الهيكل) بتشجيع ومباركة الحكومة الإسرائيلية اليمينية حكومة نتنياهو نهاية التسعينات وحضر المؤتمر الذي نظمته عشر منظمات يهودية متطرفة على رأسها حركة (قائم وحي) التي يتزعمها يهودا عتصيون، نحو سبعة آلاف يهودي قسّمت مهام بناء المعبد اليهودي بينها ، وفي سابقة خطيرة شاركت شخصيّات حكومية إسرائيلية في تنظيم دعوات الحضور، وإلقاء الكلمات في المؤتمر الذي عقد في مقر ( مباني الأمة)في القدس الغربية، وأشاد نائب وزير المعارف الإسرائيلي موشي بيلد من حركة تسو ميت اليمينية المتطرفة باليهود الذين يريدون هدم الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، قال في كلمة مسجّلة بثت خلال المؤتمر-: “إن الهيكل هو قلب الشعب اليهودي وروحه”، وأضاف مخاطبا المشتركين في المؤتمر:”عملكم هو من بين أهمّ النشاطات التي يقوم بها المواطنون الإسرائيليون وأكثرها إيجابية وتثقيفا”. وقال:” ادعوا المشاركين في المؤتمر إلى مواصلة نشر قيم الهيكل ، وقيم التراث والثقافة اليهودية بين شباب دولة إسرائيل و في مجمل النظام التعليمي” ، واعتبر يهودا عتصيون أحد منظمي المؤتمر أقوال نائب وزير المعارف بأنّها تعطي دفعا جديداً لإعادة بناء الهيكل.. نحن نشعر بتشجيع كبير من إعلان حكومي بهذا المستوى، ونرى دعماً رسمياً نأمل بأن يسهم في إعطاء انطلاقة جديدة لقضية إعادة المعبد اليهودي المقدس” ، وكان رئيس لجنة القانون والدستور في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) حنان بورات – من الحزب القومي الديني (مفدال) وهو من الأحزاب الرئيسية في حكومة بنيامين نتنياهو- بعث برسائل تحمل توقيعات أرفقها مع 7000 بطاقة دعوة رسمية عن طريق البريد الرسمي للكنيست إلى شخصيات يمينية و مستوطنين يهود في الضفة الغربية حثّهم فيها على المشاركة في المؤتمر والتوجه إلى المسجد الأقصى من أجل العمل على إعادة بناء الهيكل اليهودي الثالث المزعوم .


              يتبع …

              تعليق


              • #8
                هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم
                جزء “8 ”

                تعاظم الفعاليات الداعية لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم في نهاية التسعينات
                تصاعدت في نهاية التسعين من المائة الماضية الدعوات والنداءات وكذلك المخططات من قبل مجموعات ومنظمات يهودية لهدم المسجد الأقصى او السيطرة على جزء منه وبناء الهيكل الثالث المزعوم ، وفي هذا التقرير نورد بعضاً من هذه الدعوات والمخططات :
                1- قدّمت ثلاثة جمعيات استيطانية إسرائيلية طلباً للحكومة الإسرائيلية : لتحويل المدرسة العمرية الواقعة في الزاوية الشمالية الغربية للمسجد الأقصى المبارك -التابعة لبلدية القدس- إلى كنيس يهودي أو السماح لليهود بأداء صلاتهم في هذه المدرسة ، ويذكر أنّ المدرسة العمرية تبلغ مساحتها بمجموع كل طبقاتها ثمانية دونمات ، وهي إرث إسلامي ديني، وهي أيضاً إرث حضاري عربي ، ويقع تحتها أروقة كبيرة تمتد تحت ساحات حرم الأقصى من الداخل ، وتصل إلى قبّة الصخرة المشرفة.
                2- كشفت مصادر اسرائيلية النقاب أيضاً عن : “أنّ الجماعات اليهودية المتطرفة التي تسعى إلى بناء (الهيكل) مكان المسجد الأقصى الشريف أكملت نهاية التسعينات إعداد فانوس من الذهب شبيه بالفانوس الذي كان يستخدم في عهد (الهيكل الثاني)، وتمّ استخدام حوالي 42 كغم من الذهب الخالص في صنع هذا الفانوس ، ولقد كلّف صنع الفانوس حوالي خمسة ملايين شاقل تبرّع بها رجل الأعمال اليهودي الأوكراني “فاديم ربينوفيتش” ، وذكرت صحيفة (كول هعير) الاسرائيلية أنّ معهد الهيكل الذي أنشأته حركات يهودية متطرفة في مقدمتها أمناء جبل الهيكل يعكف على صنع أدوات أخرى ستخصص للاستخدام في الهيكل ، الذي يجري التخطيط لإقامته بما في ذلك مذبح من الذهب وطاولة. وكان (معهد الهيكل) الموجود في البلدة القديمة بالقدس على حد الزعم اليهودي قد صنع نموذجاً من البلاستيك للفانوس المذكور، وقبل عامين توجه رؤساء المعهد إلى المليونير اليهودي من أوكرانيا لتمويل شراء الذهب الذي استخدم لطلاء النموذج.
                3- في يوم 27/9/1999م: أعلنت محافل يمينية يهودية خلال اجتماع حاشد في القدس الغربية عن بدئها بإطلاق حملة دعائية واسعة في اسرائيل ، تستهدف حشد وتأييد الإسرائيليين لإعادة بناء الهيكل المزعوم في مدينة القدس ، وأشارت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية في عددها الصادر حينها أن (1500) من المتطرفين اليهود من رؤساء وأعضاء واتباع الحركات والجماعات اليهودية المتطرفة اجتمعوا الاثنين فيما يسمى (مباني الأمة) في القدس الغربية ، لحضور المؤتمر السنوي الثاني الذي تنظمه حركة (أنصار الهيكل المقدس) ، بينما وضع في ركن بارز من القاعة التي احتشد فيها المتطرفون نموذج مجسّم لما يُزعَم أنّه الهيكل اليهودي.وقالت(معاريف): “إنّ منظمي المؤتمر أعلنوا أنّهم سيباشرون قريبا في تحضير وتسجيل الكهنة الذين سيتم تجنيدهم في إطار (24) فرقة عمل خاصة سيعهد لها القيام على خدمة وحراسة الهيكل (بيت المقدس اليهودي المستقبلي) الذي تُعد جماعات التطرف اليهودية لإعادة إقامته في اليوم الموعود “، حسبما تقول ، وأضافت الصحيفة أنّ تحضيرات المتطرفين اليهود التي دخلت مراحلها العملية الأولى ستكون مصحوبة بحملة دعائية واسعة في الصحف وفي أنحاء المدن الإسرائيلية ستبدأ بعد انتهاء عطلة عيد المظلة اليهودي ، وحسب الخطة سيتلقى المتطرفون المتطوعون في فرقة الكهنة دروساً، يتعلمون خلالها طقوساً ، وتعليمات خاصة بخدمة الهيكل المقدس ، وسيتوجهون في نطاقها مع مدرسيهم مرتين في العام لإجراء (جولات ميدانية) داخل الحرم القدسي الشريف، وهم يرتدون ملابس خاصة وذلك بهدف إعدادهم وتأهيلهم للعمل فيما وصف بأنه إرشاد الحجاج اليهود إلى بيت المقدس ، في نطاق ما تجيز تعاليم الدين اليهودي الدخول إلى الحرم القدسي الذي يسميه المتطرفون (جبل الهيكل).
                4- تنشيط الرحلات الدينية من جميع أنحاء البلاد ودول العالم إلى القدس لربطهم بها ، وزيارة المجسّمات التي أعدّت لتكون تجسيداً للهيكل ، وهم يعكفون على دراسة نصوص التوراة لاستخراج أدق التفاصيل لكيفية أداء الطقوس الإلهية كما كانت تمارس في مملكة إسرائيل منذ ثلاثة آلاف عام ، وهم يعيدون صياغة أدوات العبادة، ويجمعون الأواني النحاسية لتلقي دماء الذبائح ، وكؤوس حفظ السوائل المقدسة ، وأبواق النداء والزعيق للطقوس ، وعلى بعد خطوات من حائط البراق – المبكى – كما يسمونه ، أقيم متحف صغير لعرض أدوات العبادة على الجماهير المتلهفة، وتعرض الآن في إسرائيل في أماكن متفرقة العشرات من أنواع الأدوات الدينية التي سيحتاج إليها روّاد الهيكل عندما يبنى ، مثل: المعدات التي تستخدم في معالجة الرماد بعد التضحية بالقرابين، والآنية والنبيذ المقدس ، ومفروشات العبادة ، كلّ ذلك أصبح جاهزاً للهيكل المزعوم.
                5- اتفاق الجماعات الساعية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على توحيد جهودها ، واستغلال طاقاتها ، وتنويع نشاطاتها بحيث تجعل من قضية بناء الهيكل قضية تهم كل بيت يهودي .
                6- إن التقارير-التي تقدمها المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) للحكومة -تؤكد أن هناك مجموعات يهودية قد وضعت بالفعل مخططات عملية لتدمير المسجد الأقصى ، بعض السيناريوهات التي وضعها المتطرفون اليهود- كما أشارت إليها تقارير (الشاباك)- تشير إلى إمكانية التسلل إلى المسجد الأقصى وتفجيره عبر استخدام تقنيات متقدمة في ذلك. ويشير التقرير إلى أن عناصر المنظمات اليهودية داخل إسرائيل يجرون اتصالات مع أنصارهم داخل الولايات المتحدة للحصول على معدات تسمح بالحفر تحت جدران المسجد الأقصى،حيث ينوي هؤلاء الانطلاق في عمليات الحفر من دخل عقارات فلسطينية متاخمة تماما للمسجد استطاعت المنظمات اليهودية شراءها خلال الأعوام الماضية .
                7- أكَّدت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أن محافل يمينية يهودية متطرفة اتفقت مؤخرًا على تكثيف جهودها وتحضيراتها الرامية لإعادة بناء ما يزعم أنّه (الهيكل المقدس) لليهود في مدينة القدس ، وذكرت الصحيفة التي كشفت هذه التحركات السرية في عددها الصادر في تاريخ 1-3-2000م أن ست (6) حركات يمينية متطرفة تنشط في نطاق المحاولات والمساعي الهادفة إلى فرض السيطرة اليهودية على الحرم القدسي الشريف، أسست هذا الأسبوع صندوقًا خاصًا أطلق عليه اسم (أوتسار همكداش)، ويعني (خزينة الهيكل المقدس)، حيث تم تسجيله رسميًا كجمعية وقفية يهودية لدى مسجل الأملاك الوقفية في وزارة العدل الإسرائيلية. وقالت مصادر الحركات اليمينية المتطرفة القائمة على هذا التحرك: إن الهدف المعلن لـ(الصندوق) هو “جمع التبرعات لإقامة الهيكل المقدس الثالث بما في ذلك تمويل كافة النشاطات التحضيرية لإقامة الهيكل”.
                8- ذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية أن هيئة خاصة تضم حاخامات وخبراء إسرائيليين ستجتمع قريباً، لتحاول تعيين موقع ما يدعى ب(الهيكل المقدس) الذي تزعم روايات المحافل اليهودية المتطرفة أنه كان موجوداً قبل آلاف السنين في نفس الموقع الذي يقوم فيه الحرم القدسي الشريف وذلك في خطوة تهدف إلى إقامة موطئ قدم لليهود داخل محيط الحرم. وقالـت الصحيفـة في عددهـا الصادر يوم 6-9-2000م أن لجنة الحاخامات التي عيَّنها ما يسمى بـ (مجلس الحاخامية الكبرى)،لبحث إمكانية إقامة كنيس في جبل الهيكل (الحرم القدسي) عقدت يوم 5-9-2000م جلستها الأولى لكن بسبب تغيب ثلاثة من أعضاء اللجنة المؤلفة من ستة حاخامات لم يُجْر نقاش جوهري ، ومع ذلك أضافت الصحيفة: “قرر المجتمعون من أعضاء اللجنة عقد يوم دراسي خاص بعد عطلة الأعياد اليهودية ، يشارك فيه حاخامات وباحثون وأكاديميون إسرائيليون بحيث يستمع المشاركون خلاله إلى مختلف الآراء ووجهات النظر المتعلقة بموقع (الهيكل المقدس) داخل محيط الحرم القدسي الشريف الحالي.. وتقول الصحيفة إن هذا الأمر (تعيين موقع الهيكل المزعوم) ينطوي على أهمية حاسمة (من وجهة نظر محافل المتشددين اليهود) إذ إنه في حال جرى التأكد وتقرر في شأن موقع الهيكل، فإن ذلك سيتيح (لكبار الحاخامات) إعطاء إذن وسماح بدخول اليهود إلى مناطق داخل الحرم القدسي.
                9- ذكرت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية في 5-1-2001م: إن لجنة منبثقة من مجلس الحاخامية الرئيسي في إسرائيل بحثت مؤخراً عدداً من الاقتراحات لإقامة كنيس في الحرم القدسي الشريف في خمسة مواقع مختلفة هي: موقع باب الرحمة، مبنى المحكمة، المدرسة العمرية في الزاوية الجنوبية الشرقية من الحرم ، وفي منطقة المصلى المرواني ، وأشارت إلى أن اللجنة عرضت مختلف المقترحات على المهندس “جدعون حرليف” الذي عمل في السابق في هذه القضية ، غير أنّه لم تُتخذ قرارات في هذا الصدد، ولكن تم الاتفاق على يوم لدراسة هذه المقترحات بمشاركة الحاخاميين الرئيسيين وحاخامين آخرين، وخبراء لإبداء رأيهم بشأن المواقع التي يسمح فيها حسب الديانة اليهودية بدخول اليهود إلى الحرم .

                تعليق


                • #9
                  ” هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم ”
                  جزء 9

                  حقيقة الهيكل المزعوم..
                  باحث في تاريخ اليهود يفند مزاعم اليهود عن حقيقة الهيكل المزعوم
                  الأثري عبد الرحيم ريحان بركات مدير منطقة آثار دهب بجنوب سيناء والباحث فى تاريخ اليهود وآثار سيناء ،المحاضر بمؤتمر الآثاريين العرب والمؤتمرات العلمية بجامعة أثينا والذي قام بعدة حفريات أثرية بسيناء بعد استردادها شملت
                  مناطق إسلامية كقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ، مناطق آثار عربية قديمة عن حضارة الأنباط ، له أبحاث منشورة بالدوريات العلمية عن آثار سيناء ويعمل حالياً في المرحلة النهائية من رسالة الماجستير عن الآثار المسيحية بسيناء في قسم الآثار الإسلامية كلية الآثار – جامعة القاهرة ، ويعدّ خطة رسالة الدكتوراه عن آثار القدس الباقية والتي تم تدميرها بواسطة السلطات الإسرائيلية .

                  يذكر عبد الرحيم ريحان أن أسطورة الهيكل المزعوم هي أكبر جريمة تزوير للتاريخ ويجيب على عدة أسئلة يطرحها في بحثه ما هي حقيقة الهيكل المزعوم ؟ وما علاقة نبي الله سليمان بهذا الهيكل ؟ ما هو تابوت العهد ؟ ما هي قصة بناء الهيكل ؟ ما هي علاقة نبي الله سليمان باليهود ؟ أين المسجد الأقصى والصخرة المقدسة الذي أسرى برسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهما؟ .
                  الغرض من بناء هيكل :
                  يذكر اليهود أن نبي الله سليمان بنى هيكل مقصود به مكان لحفظ تابوت العهد وأن هذا الهيكل يزخر بالرموز الوثنية والأساطير الخاصة بعبادة الآلهة الكنعانية مثل بعل وغيره ، وأن نبي الله سليمان بنى الهيكل لإله اليهود يهوه أو ياهو . وهذا يعنى أن الهيكل بنى لحفظ تابوت العهد ، فإذا أثبتنا أن تابوت العهد لا وجود له في عهد نبي الله سليمان ، إذاً فلا حاجة لبناء الهيكل من الأصل .
                  ويدّعى اليهود أن نبي الله سليمان كان يعبد إله غير الذي كان يعبده باقي الأنبياء وهو ياهو إله بنى إسرائيل ، وأنه كان من عبدة الأوثان لأنه بنى معبد يزخر بالرموز الوثنية .
                  فإذا أثبتنا أن نبي الله سليمان لم يكن من عبدة الأوثان وكان يعبد الله رب العالمين كسائر الأنبياء فهذا يعنى أنه لا حاجة لبناء هيكل ضخم كما وصفه اليهود لإله اليهود يهوه.
                  تابوت العهد :
                  تابوت العهد هو صندوق مصنوع من خشب السنط أودع به لَوْحَيْ الشهادة اللذان نقشت عليهما الشريعة وتلقاها نبي الله موسى عليه السلام بسيناء ، وكان بنى إسرائيل يحملونه معهم أينما ذهبوا وكان دليلاً على وجود الإله يهوه إله بنى إسرائيل كما يعتقدوا .وذكر تابوت العهد في التوراة 200 مرة لكنه لم يذكر في الكتب التالية على التوراة وأيضاً لم يكن في قائمة الممتلكات التي أخذتها جيوش نبوخذ نصر عند إنقضاضه على أورشليم 586 ق .م . ولم يذكر عند بناء الهيكل ثانية كما يدّعى اليهود على يد ملك الفرس كورش 538 ق م .
                  ولقد نشرت صحيفة معاريف الإسرائيلية فى عدد 7 شباط 1997 أن منليك بن سيدنا سليمان من بلقيس ملكة سبأ سرق تابوت العهد من أبيه أثناء بناء الهيكل وهرب به إلى الحبشة و أن الهيكل لا يعنى أي شيء بدون تابوت العهد وأن الحفائر تحت المسجد الأقصى للتوصل للهيكل ستبوء بالفشل وستهدم المسجد ، وأضافت الصحيفة إن هذه القصة موجودة في كتاب (ترنيمة الملوك) وهو كتاب أثيوبي كتبه الحاخام الأثيوبي نيبوز جيز اسحق في القرن 14م .
                  وفي سفر صموئيل أن تابوت العهد قد أقيم في الهيكل أي قاعة العبادة بأحد المعابد التقليدية في شيلوه وفى سفر يشوع أن هذا التابوت أخذه منهم الفلسطينيون ثم أعادوه إليهم وأخذه بنو إسرائيل ووضعوه في منـزل أحد الأفراد في قرية يعاريم (يشوع 9/17) ولقد ذكر تابوت العهد في القرآن الكريم أيام أول ملك لبنى إسرائيل وهو طالوت (الذي تذكره التوراة باسم شاؤل) سورة البقرة من أية 246 إلى 248 وكانت حدود مملكة طالوت خارج مدينة القدس حيث أقاموا أول معبد لهم في مدينة جبعون ، وكان اليبوسيون العرب ما يزالون يحكموا مدينة القدس .
                  إذاً فلا وجود لتابوت العهد بعد ذلك التاريخ ، والاحتمال الأكبر أنه فقد منهم فى أحد الحروب لأنهم لم يحافظوا على ما جاء في لَوْحَي الشهادة ، وبالتالي فلا وجود لتابوت العهد في عهد نبي الله سليمان ولو افترضنا جدلاً أن تابوت العهد كان موجوداً أثناء البناء ثم سرق منه فلماذا يكمل البناء ؟ولأي غرض سيبنيه بهذه الفخامة ؟
                  ملك نبي الله سليمان في القرآن الكريم :
                  ولقد ذكر في القرآن الكريم مُلك نبي الله سليمان وليس من بينه هيكل وثني ، بل كان له قصر عظيم من الزجاج الصافي شاهدته بلقيس ملكة سبأ وعندما تأكدت أنه نبي الله أتاه الملك والعلم والنبوة وليس فقط كسائر الملوك آمنت وأسلمت لله رب العالمين وليس لياهو إله بنى إسرائيل والذي يدّعى اليهود أن نبي الله سليمان كان يعبده (سورة النمل أية 44 ) . فإذا كان نبي الله سليمان يعبد الله الواحد كسائر الأنبياء فلماذا يبنى هيكل وثني لإله بني إسرائيل ياهو كما يدّعى اليهود ؟
                  قصة بناء الهيكل :
                  من خلال قصة بناء الهيكل كما يذكرها كتبة التوراة (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون ) سورة البقرة أية 79 ، نجد كم من التناقضات فهم يحركوا رغبة إلههم يهوه وفقاً لرغبتهم ليتحقق لهم ما يريدون .
                  فيذكروا أولاً عن بناء الهيكل أن رغبة يهوه الذي عاش حياة التجوال في الخيام في سيناء وفلسطين أنه لا يريد بيتاً مبنياً لنفسه ، ومعنى هذا أن من يفكر في بناء بيت أو هيكل للإله يهوه فإنه يسير ضد رغبة الرب ، لذلك يجب ألاّ يفكر أحد في بناء هيكل .
                  وعندما فكر نبي الله داود عليه السلام عام 1000ق. م . في نقل تابوت العهد من قرية يعاريم (على الحدود الغربية لمملكته ) إلى أورشليم لم يستطع ، وذلك لأنه لم يكن من حق بشر أن ينقل تابوت العهد بل من تنزيل إلهي ، وهذا يعني أنه لا يوجد تنزيل إلهي حتى يبني نبي الله داود هيكل لحفظ تابوت العهد .
                  ولكن لأنهم يحركوا رغبة الرب وفقاً لرغبتهم للحصول على تفويض إلهي ليبارك الرب ما يدور فى أذهانهم ويخططون له وهذا يجسد فكرة إحتلال أرض الميعاد كما يعتقدوا بمؤازرة إلهية ، لذلك سمح الرب بنقل تابوت العهد من يعاريم إلى أورشليم بعد ثلاثة أشهر عندما حاول نبي الله داود مرة ثانية فاشترى نبي الله داود الموقع الذي سيبنى عليه المعبد أو الهيكل المزعوم من الملك أرونة (أرنان) أحد ملوك اليبوسيين العرب ، ورغم أن الرب قد وافق على نقل التابوت كما يدّعوا عاد فغضب مرة أخرى وأرسل الطاعون على المملكة فقتل 70 ألف شخص فى ثلاثة أيام .
                  ورغم غضب الرب عاد فوافق على البناء لذلك أشار أحد المقربين لنبي الله داود بأن يبني معبد للرب يهوه في الموقع الذي اشتراه نبي الله داود من الملك أرونة ، وعندما بدأ حكم نبي الله سليمان 970ق .م بنى معبد للرب يهوه في هذا الموقع وهو الهيكل المزعوم .
                  موقع المسجد الأقصى والصخرة المقدسة :
                  عندما فتح عمر بن الخطاب القدس (سنة 15 هجرية / 636م) فإن أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعاً نصب عينيه الرواية التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء ، وسأل الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين أسلموا ) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس ، وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاّ ( لقد وصف لى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هي عليه هذه ) والمقصود هنا البقعة المباركة التي أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء وليس المسجد كبناء والصخرة المقدسة التي عرج منه للسموات العلى.
                  وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطموراً بالأتربة التي تكاد تخفى معالمه ، وعند رفع الأتربة كان المكان خالي تماماً من بقايا أي مباني سابقة ورغم أن اليهود يدّعون أن تيتوس الروماني دمر الهيكل الثاني عام 69م فعندما رفع عمر بن الخطاب الأتربة لم يكن هناك ولو حجر واحد من مباني سابقة ولا أي شواهد أثرية تدل عليه وهذا طبيعي فإذ لم يكن هناك هيكل أول فبالتالي لا يوجد هيكل ثاني . وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول ، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة ، وعندما جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72هجرية /691م ، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هجرية / 709م .
                  والمسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء أية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معماري فلم يكن هذا البناء قائماً بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس كلها وكذلك عبارة المسجد الحرام تعنى كل مدينة مكة ولا تقتصر على الكعبة والمسجد الحرام فقط لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أسرى به لم يكن ساكناً أو نائماً في المسجد الحرام كبناء وإنما كان في مكة ، فالإسراء تمّ من المسجد الحرام أي مكة إلى المسجد الأقصى أي القدس وفى ذلك دلالة على اعتبار القرآن كل مكة مسجداً حراماً أي حرماً مكياً وكل القدس مسجداً أقصى أي حرماً قدسياً ، ويشهد على ذلك أن المسلمين ومنذ فجر الإسلام عاملوا القدس كمكة معاملة الحرم الشريف ، ومن مميزات الحرم في الإسلام تنزيهه بتحريم القتال وسفك الدم فيه ،
                  وعندما فتح المسلمون مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام 8 هجرية حرصوا على فتحها سلماً دون قتال وحين فتح القدس 15 هجرية / 636م فلقد حاصروها حتى صالحوا أهلها على فتحها سلمياً وتفرّدت مكة والقدس بذلك دون سائر المدن التي فتحها المسلمون ، وكما تسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح تفردت القدس بأن استلامها كان من اختصاص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وليس من قبل قائد الجيش الفاتح أبو عبيدة بن الجراح ، دليل على مكانتها العظيمة.
                  حائط البراق :
                  قامت عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون بأعمال حفريات بالقدس وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى ، ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين ، وهذا رغم أن كاثلين كينيون جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ الشرق الأدنى.
                  أما ما يدعيه اليهود باسم حائط المبكى على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل في هذه القضية عام 1929م حيث جاء في تقرير لجنة تقصي الحقائق التي أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة (إن حق ملكية حائط المبكى – البراق وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث في هذا التقرير هي للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف ).
                  أين كان يعبد نبي الله سليمان رب العالمين ؟ :
                  في سورة سبأ آية 13 (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور ) نجد هنا كلمة محاريب وهي جمع محراب ومعناه كما ذكر في القرآن الكريم مكان صغير للعبادة فقد كان نبي الله زكريا يتعبد في محراب صغير (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ) آل عمران39 ، ( فخرج على قومه من المحراب ) مريم 11 . وكانت السيدة مريم العذراء تتعبد في محراب صغير ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً ) آل عمران 37
                  وكان لنبي الله داود محراب له سور حيث كان يخصص بعض الوقت لتصريف شئون الملك والقضاء بين الناس والبعض الآخر للخلوة والعبادة وترتيل الزبور ، وكان إذا دخل المحراب للعبادة لم يدخل إليه أحد حتى يخرج هو إلى الناس لذلك كان للمحراب سوراً حتى أنه فزع ذات يوم عندما دخل عليه شخصان من أعلى سور لمحراب ودون إستئذان في وقت كان مخصصاً لعبادة ، وهما ملكان أرسلهما الله إليه لاختبار حكمته وفصله في المنازعات بين الناس وألاّ يصدر حكماً دون سماع الطرفين (وهل أتاك نبؤا الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط ) سورة ص أية 21 ، 22 .
                  إذاً نبي الله سليمان كان له محراب صغير يتعبد فيه ولما كانت مملكته واسعة فكان له عدة محاريب يتعبد فيها أينما ، وجد لله رب العالمين ولا علاقة له بهيكل يزخر بالرموز الوثنية لإله بنى إسرائيل ، واليهود أنفسهم لم يتّبعوا دين نبي الله سليمان وهو عبادة الله الواحد رب العالمين فهل يعقل أن يبني لهم هيكل خاص بالإله يهوه ؟
                  علاقة نبي الله سليمان باليهود :
                  لم يتّبع اليهود دين نبي الله سليمان بل اتّبعوا طرق السحر التي كانت تحدثهم بها الشياطين في عهد نبي الله سليمان ولقد برّأ الله نبيه سليمان بأنه لم يكن ساحراً ولا كفر بتعلّمه السحر بل الله سخّر له الجن لخدمته ولكن الشياطين بدأت في تعليم الناس السحر فاتبعهم اليهود (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ) البقرة 102 .
                  الهيكل الذي يدّعيه اليهود :
                  أما عن الهيكل الذي يدّعيه اليهود والغير مستند إلى أي شواهد تاريخية أو أثرية ولا وجود له إلا في أذهانهم ، وحتى لو سايرنا ما في أذهانهم فإن البعض من بني إسرائيل كانوا يعبدون آلهة أخرى إلى جانب الرب يهوه إذ كانوا يرون أنه إله أجنبي لم يستقر كما ينبغي في كنعان وكان لا يزال مرتبطاً بالبقاع الجنوبية من سيناء وعسير وباران (تكوين 36/20) وكانوا يعبدون آلهة مثل بعل وغيره ويقيمون في أعلى الجبال الأنصاب ويطلقون لها البخور وهذا هو إفسادهم الأول وهو الشرك بالله الواحد ، وقد أقاموا عدد من المعابد ربما كان أحدهما أهمهم بالنسبة لهم فربطوا بينه وبين نبي الله سليمان وبين تابوت العهد وذلك لإيهام العالم بأن احتلالهم للأرض العربية ومؤامرتهم لهدم المسجد الأقصى تنفيذاً للوعد الإلهي وبحثاً عن أوهام وأكاذيب اختلقوها وصدّقها الجميع حتى صارت كالحقيقة فصدّقوها هم أنفسهم

                  تعليق


                  • #10
                    مبارك عليك العضوية المميزة اخي محمد
                    اشكرك على حسن اختيارك للمواضيع

                    بارك الله فيك والى الامام
                    ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

                    تعليق


                    • #11
                      أقصانا لا هياكلهم
                      مسرانا لا معقلهم
                      ووالله يا أقصى ما انت بوحيد
                      أوجعت قلوبنا يا محمد عامر
                      اللهم عليك باليهود المعتدين
                      اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
                      اللهم احم المسجد الاقصى وانصرنا على أعدائك أعداء المسلمين
                      اللهم انقذ المسجد الاقصى من اليهود الملاعين
                      وفك قيد اسرى المجاهدين
                      وكن مع اخواننا المدافعين فى فلسطين عن اقصانا
                      اللهم امين

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        ما شاء الله عليك
                        تنقلنا من موضوع الى موضوع اخر اجمل من الذي سبقه
                        كلها علم وفائده تنم عن جوهرك الحقيقي
                        فعلا انا اتشرف بمعرفتك اخي محمد عامر
                        الى الامام والتوفيق من الله

                        تعليق

                        يعمل...
                        X