إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هجرة اليهود إلى المدينة المنورة قبل الإسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هجرة اليهود إلى المدينة المنورة قبل الإسلام

    بعد عيسى عليه السلام كان من اليهود من اختار الهجرة إلى يثرب والمناطق الواقعة على طريق الشام، وسبب ذلك: ما يقرءون في كتبهم من البشائر بالنبي المنتظر الذي سيظهر الله به الدين، وكانوا يزعمون أنه لابد أن يكون هذا النبي المنتظر من بني إسرائيل، وأنهم سيكونون أول من يتبعه، وسيقاتلون العرب الوثنيين معه، وسيستعيدون ملك بني إسرائيل في الأرض، وهي أحلام وأوهام! ولما لم يأتِ هذا النبي الموعود به من بني إسرائيل وجاء من العرب أولاد إسماعيل عليه السلام حسدوهم -والحسد خصلة متوارثة فيهم- فكفروا به، وكفر به عامة اليهود ولم يؤمن منهم إلا قليل، ولم يكن الباعث لمن كفر منهم أن قلوبهم لم تصدقه، كلا، فهم قد عرفوه بصفاته المذكورة عندهم، وإنما كفروا به بغياً وحسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، وقد أوضح الله ذلك في كتابه فقال:
    وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ البقرة:89]،

    وقال سبحانه :
    الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [البقرة:146-147].
    (لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل بقباء غدا عليه أبي حيي بن أخطب وعمي أبو ياسر مغلسين -أي: في الصباح الباكر بعد الفجر-، قالت صفية : فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، فأتيا كالين كسلانين، قالت: وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب : أهو هو؟ قال: نعم والله، قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم، قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيت)، فقد تأكدا وهما من أحبار اليهود أنه هو الرسول المنتظر وتلك صفاته التي جاءت في كتبهم، لكنه الحقد الأسود، والحسد الذي ملأ قلوبهم، وهذه مشكلة إبليس يوم أن خلق الله آدم وشعر بالاستعلاء والاستكبار، فاليهود والشيطان سواء، قال تعالى:

    وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة:109].





    نقض يهود بني قينقاع للعهد
    ثم لما أقام النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، أقام بينه وبينهم عهوداً ومواثيق وحسن جوار، فلم يزالوا ينقضون العهود والمواثيق، ويبرمون الخيانات، ويكيدون المكائد حتى نفد صبر النبي صلى الله عليه وسلم وبدأ بإجلائهم من المدينة، وذلك بعد تجرئهم على نساء المسلمين، فبينما امرأة من المسلمات في سوق بني قينقاع تبيع قطعة ذهب لها، جلست إلى صائغٍ يهودي تشتري منه، وكانت محجبة الوجه، فجعل نفر منهم يستهزئون بها وبحجابها، ويطلبون منها أن تكشف وجهها وتأبى هي ذلك، فالعفيفة لا تكشف وجهها ولا تتخلى عن حجابها، فقد تخرج للسوق لحاجة لكنها لا تتخلى عن حيائها، فعمد الصائغ اليهودي إلى طرف ثوبها من الخلف وعقده إلى ظهرها وهي جالسة دون أن تشعر المرأة بما فعل ذلك اليهودي، فلما قامت انكشفت سوأتها فانطلقت من اليهود ضجة ضحك وسخرية بالمرأة المسلمة العفيفة الطاهرة، فلما أحست المرأة بما فعل الصائغ بها من مكر صاحت واستغاثت بالمسلمين لشرفها المهان في سوق يهود، رفعت صوتها وا إسلاماه! وا إسلاماه! وا إسلاماه! فوثب رجل من المسلمين -استجابة لتلك الصيحات- على الصائغ فقتله في الحال، فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فغضب المسلمون لمكر يهود وخيانتهم، فنبذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدهم كما أمره الله: = 350) وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ الأنفال:58]، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى قتالهم، فحاصرهم في حصونهم خمس عشرة ليلة، وألقى الله في قلوبهم الرعب، ولم يستطيعوا أن يصمدوا لقتال المسلمين، وهكذا هم جبناء أذلاء يخافون من أطفال الحجارة، فكيف لو ملك أطفال الحجارة المدفع والدبابة؟! ولما طال عليهم الحصار نزلوا على حكم النبي صلى الله عليه وسلم وأمكن الله نبيه منهم، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم قتل رجالهم، وسبي نسائهم، ومصادرة أموالهم لاعتدائهم على أعراض المسلمين، فتدخل رأس النفاق ابن سلول فقال: يا محمد! أحسن في موالي، وكانوا حلفاء له قبل الإسلام، وما زال المنافق يلح على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم كارهاً: (هم لك)، فأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وخرجوا منها أذلة صاغرين. نعم، فلقد تطاولوا على أعراض المسلمات فثارت ثائرة المسلمين، واليوم من يدافع عن أعراضنا في فلسطين وفي الشيشان وكشمير وهنا وهناك؟! يا ألله! فكم ارتفعت أصوات المسلمات والآهات فما وجدت آذاناً صاغية! أذكر إخوتي في كل أرض بأن القدس دنسها اليهود ويا عجباً إلى ما النوم عنها وقد لعبت بمسجدها القرود لئن كانت موانعنا قيود أما للقيد كسر يا أسود أما لليل من أجل قريب يحل مكانه فجر جديد وقال آخر: أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين النحيب فحق ضائع وحمىً مباحٌ وسيف قاطع ودم صبيب أمورٌ لو تأملهن طفل لطفل في عوارضه المشيب أتسبى المسلمات بكل ثغر وعيش المسلمين إذاً يطيب أما لله والإسلام حق يدافع عنه شبانٌ وشيب فقل لذوي البصائر حيث كانوا أجيبوا الله ويحكمُ أجيبوا



    مؤامرة اغتيال النبي صلى
    الله عليه وسلم
    يهود بني النضير

    ولم تنته مؤامراتهم ووسائل المكر والكيد ضد الإسلام ونبي الإسلام، فلما فشلت خططهم الماكرة لجئوا إلى أسلوب الضعفاء والجبناء فحاولوا دس السم للنبي صلى الله عليه وسلم، فقامت بذلك زينب بنت الحارث اليهودية، حيث قدمت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة مشوية قد دست فيها سماً، وكانت قد سألت: أي عضوٍ من الشاة أحب إلى محمد؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، فلما وضعتها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم تناول الذراع، فأكل منه قضمة فلم يسغها، وكانت معه بشر بن البراء ، فأخذ منها كما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم، فأما بشر فمضغها وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلفظها ثم قال: (إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم، ثم دعا بالمرأة اليهودية فاعترفت فقال: ما حملك على ذلك؟ قالت: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكاً استرحنا منه، وإن كان نبياً فسيخبره الوحي بذلك)، فتجاوز النبي صلى الله عليه وسلم عنها، ومات بشر من أكلته التي أكل. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه لأخت بشر بن البراء وكانت تكنى بـأم بشر : (يا أم بشر ! إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر)؛ ولذلك رأى كثير من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات شهيداً مع ما أكرمه الله من النبوة.




    سحر اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم
    ولم يكتفوا بالسم ومحاولات الاغتيال فقط، بل قام ساحر من سحرتهم واسمه لبيد بن الأعصم بعمل سحر للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد جاء من حديث عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى إنه كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات ليلة عند عائشة دعا ودعا، ثم قال: يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه: أتاني رجلان -أي: ملكان على صفة رجلين- وهما جبريل وميكائيل، فقام أحدهما عند رأسي، وقام الآخر عند رجلي، فقال: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب -أي: مسحور- قلت: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم) ثم إن الله أذهب هذا السحر عن جسده صلى الله عليه وسلم بسر الدعاء والالتجاء إلى الله، ودله على مكان السحر. فإذا كانت تلك أفعالهم بالأنبياء والمرسلين فلا عجب مما يفعلونه بالشعوب والأمم بسبب حقدهم على البشرية أجمعين. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

يعمل...
X