إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القوى الروحية وشفاء المرضى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القوى الروحية وشفاء المرضى



    القوى الروحية
    وشفاء المرضى


    في عصر التكنولوجيا المتقدمة، ينفق عالمنا في كل سنة بلايين الجنيهات من أجل الإبقاء على جسم الإنسان بصحة جيدة، وفي أبحاث للقضاء على ما تبقى من أمراض قليلة ليس لها علاج حتى الآن. و في كل سنة يتم اكتشاف مزيد من الأدوية والعقاقير. غير أن الناس ما زالت تؤمن حتى يومنا هذا بالأطباء الروحانيين ومعجزاتهم في شفاء الأمراض المستعصية. وهذا الأمر ليس غريبا على المسيحيين الذين يؤمنون بمعجزات السيد المسيح في شفاء الأبرص والأعمى والكسيح.

    هناك أشخاص أحيانا يمتلكون مثل تلك القوى الروحية في شفاء المرضى، غير أن هناك أمكنة أيضا وزارات لها القوة نفسها مثل بعض الأنهار والينابيع والعيون.

    من أشهر حكايات الينابيع هذه، حكاية فتاة فلاحة في 14 من عمرها، من جنوب غرب فرنسا تدعى برناديت سوبيروس. ففي عام 1858 قالت برناديت: أنها رأت العذراء في منامها طوال ستة أشهر وهي تدلها على نبع سري غير ظاهر بالقرب من مدينة لوردز الصغيرة. وقد أفتى البابا في عام 1862 بصدق الرؤيا فأصبح نبع لوردز محجة للمرضى من كل لون وشكل.

    اليوم يقدر عدد الذين يحجون إلى هذا النبع بنحو 3 ملايين شخص سنويا، ويقول بعضهم أنه شفي من مرضه أو شلله. وفي السبعينات من هذا القرن نقلت الأم ديردر ابنتها فرانسيس بيرنز 3 سنوات من أحد مستشفيات جلاسكو باسكتلندا إلى ذلك النبع وجعلتها تستحم في مائة فشفيت من السرطان الذي كانت تعاني منه. وقد علق طبيب المستشفى الذي كان يعالج الطفلة ويتابع حالتها فقال: إن هناك بعض الأمراض يمكن شفاؤها نتيجة الإيمان الديني بالشفاء، ونحن لا نملك تفسيرا علميا لذلك. ونسمي الحالة في الاصطلاح الطبي معجزة.

    أما فينياس باركهرست كويمبي من مين بالولايات المتحدة الأمريكية فكان يشفي مرضاه بوضع يديه عليهم مع شيء من التأمل الروحي. كان كوميمبي يؤمن بأن الأمراض الجسدية تنتج عن اضطرابات عقلية، وأن المريض يمكن أن يشفي نفسه بقوة التفكير الإيجابي وبالثقة بالقدرة على الشفاء. ولا شك في أنه استطاع شفاء الكثيرين من مرضاه بهذه الطريقة. وقد أضافت تلميذته ماري بيكر إلى التأمل العقلي والإرادة القوية تأثير القوية تأثير الإيمان الديني العميق والصلاة.

    في ثمانينات القرن التاسع عشر كان المعالج الفرنسي إميل كو يعالج مرضاه بالماء الملون والتنويم المغناطيسي. وكان يقول: إن كل ما كان يفعله هو إثارة خيال المريض وجعله يؤمن بأنه يأخذ دواء له قدرة على شفائه، ودعا طريقته بطريقة الإيحاء الذاتي. لقد كرس كو حياته لتعليم المرضى كيف يشفون أنفسهم بمجرد التخيل أن أمراضهم قد اختفت وزالت. وكان شعاره الذي يردده يجعل مرضاه يرددونه. في كل يوم، وبكل طريقة. أحس بالتحسن، وأصبح أفضل.

    لقد قام في ثلاثينيات هذا القرن العشرين الذي نعيشه طبيبان إنجليزيان شابان في مستشفى لندن باختبار طريقة كو في الإيحاء الذاتي، فقسموا مجموعة من مرضاهم الذين يعانون من المرض نفسه إلى مجموعتين، وأعطوا المجموعة الأولى دواء كيميائيا مناسبا لمرضهم ومعروفا، وأعطوا المجموعة الثانية بيكر بونات مع صودا. ولدهشة الطبيبين وتعافت المجموعة الثانية مثل الأولى بل أفضل مما يدل على أن الشفاء تم دون دواء. وهذا الأمر يثبت صحة إجراء كو ولجوئه إلى إعطاء مرضاه ماء ملونا كان يؤدي إلى شفائهم.

    هناك حالات أكثر غرابة من كل ما تقدم. ففي نيسان أفريل 1973 توفي الرسام المشهور بابلو بيكاسو. وكان هناك مراهق غير معني بالرسم يدعى ماثيو ماننغ، أخذ بعد وفاة بيكاسو بعدة شهور يرسم اللوحات الفنية بأسلوب بيكاسو مدعيا أن روح بيكاسو توجه ريشته من وراء القبر. وفي العام التالي نشر كتابه الأول وفيه رسومات منفذة بأسلوب عدد من الرسامين المشهورين الموتى مثل ليوناردو دافنشي وأوبري بيردزلي وبول كلي. وكان ماننغ يؤكد أن الرسومات في الكتاب ليست رسوماته وإنما هي من رسم الفنانين الموتى.

    في عام 1977 اكتشفت ماننغ أن لديه موهبة في شفاء بعض حالات السرطان، حيث كان يعجل في موت الخلايا السرطانية بمجرد اللمس وتركيز ذهنه. وبعد فترة شرع ماننغ بجولات علاجية عبر العالم فزار عام 1981 ألمانيا الغربية وطلب من الأطباء فحص مرضاه قبل علاجه لهم وبعده. وقد أفاد تقرير كتبه الأطباء أن تحسنا بنسبة 95 بالمائة طرأ على حالة المرضى الذين عالجهم ماننغ. وقال الجراح توماس هانسن في بريمن: أن ماننغ استطاع تخليص امرأة من آلام روماتيزمية في كتفها خلال 10 دقائق. أما في فريبورغ فقد شفي زوجة الطبيب المستشار أوتو ربرخ من شلل في يديها اليمنى خلال 5 دقائق من العلاج أمام زوجها المندهش.

    تبقى قصة المعالج الروحي المعجزة خوسي أريغو الذي لا يعرف شيئا عن الطب، والذي أدهشت عملياته الجراحية البرازيليين في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. لقد اكتشف خوسي قدراته الخارقة عندما كان يجلس مع أقاربه وأصدقائه حول سرير زوجة أحد أصدقائه وهي تحتضر. يبد أن خوسي قام فجأة وتناول سكين المطبخ وغرسها في جسد المرأة وأخرج ورما خبيثا بحجم حبة العنب وطرحه مع السكين في مغسلة المطبخ.

    ارتعب هو نفسه مما فعل، غير أنه عند استدعاء الطبيب أكد الأخير أن الكتلة الدموية في حوض المغسلة كانت ورما رحميا خبيثا. ولدهشسة الجميع قالت المريضة أنها لم تشعر بأي ألم، كما أنه لم يحدث نزف دموي من الجرح. بعد ذلك شفيت المرأة تماما وعاشت. أما خوسي فيقول إنه لا يذكر شيئا مما فعل. وقد أخبر عائلة المرأة فيما بعد أنه أحس وكأن روح الطبيب المشهور أدولفوس فريتز المتوقي عام 1918، قد تقمصته.

    بعد ذلك انتشرت أخبار معجزات خوسي أريغو فراح المرضى يؤمنون منزله في المدينة الصغيرة كونغوناس دو كامبو بالمئات. كان بعضهم يستسلم بسعادة لخوسي وهو يقطع في لحمهم بسكين غير معقمة ثم يمسحها بقميصه. وكان يتأمل البعض الآخر لحظات ثم يكتب له العلاج المناسب، وكثيرا ما كان يصف أدوية تبدو متعارضة، غير أن المرضى كانوا يتبعون تعليمات خوسي ويشفون.

    ذاعت شهرة أريغو غير أن السلطات سجنته في عام 1956 يتهمة تعاطي مهنة الطب دون ترخيص. يبدو أن السلطات عادت فأفرجت عنه بعد شهور قليلة عقب تلقي رئيس جمهورية البرازيل عرائض الاسترحام من المرضى الذين شفاهم. وفي عام 1964 عادت السلطات البرازيلية فقبضت عليه وسجنته بالتهمة السابقة نفسها، لكنه خرج من السجن بكفالة ريثما تتم محاكمته. وقبل موعد المحاكمة توجه القاضي فيليب إيمسي إلى منزل أريغو وشاهده وهو يجري إحدى عملياته الجراحية. وعندما وصل القاضي إلى منزله، عرفه أريغو، وطلب منه أن يتقدم ليساعده في إجراء عملية لامرأة عمياء كانت تعاني من إعتام عدستي عينيها الاثنتين.

    قال القاضي الذي أمسك برأس المرأة المريضة: رأيته يلتقط أداة تشبه مقص الأظافر الصغير، ويمسحه على قميصه دون أن يعقمه. ثم رأيته يشق قرنية عين المريضة التي كانت واعية، غير أن عضلة واحدة في جسمها لم تتحرك. لقد دهشت مما رأيت. بعد ذلك تلا أريغو نوعا من الصلاة ثم أمسك قطعة من القطن بيده فظهر عليها فجأة بضع قطرات من سائل قبل أن يمسح بها عين المرأة التي شفيت تماما وأصبحت مبصرة.

    هكذا تم إسقاط التهم الموجه إلى أريغو الذي راح يتابع علاج مرضاه مرة بالعمليات الجراحية الغريبة، وأخرى بجرعات كبيرة من الأدوية التي يؤدي بعضها في الحالات العادية إلى الموت. وعندما توفي خوسي أريغو في حادث سيارة عام 1971 أخذ معه أسراره وعلاقته الغامضة بالطبيب فرتز. ذلك أنه كان يقول دائما: إنه لا يملك أية مهارة طبية، بل ولقد شحب وجهه ذات مرة وأغمي عليه عندما شاهد نفسه في أحد الأفلام وهو يجري عملية جراحية بسكين صدفة.
يعمل...
X