إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القدس في عهد الخلافه العثمانيه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القدس في عهد الخلافه العثمانيه

    من الفترات التي كثر فيها اللغط، وزاد بها الكلام وتأرجحت فيها عقول الناس بين الأخذ والرد فترة العثمانيين، ففي هذا العهد استولى اليهود على القدس وتناثرت الإشاعات عن أن العثمانيين هم السبب في هذا الضياع، واستغل اليهود هذه الشائعات في تنفيذ مخططاتهم القائمة على سياسة"فرق تسد" فدسوا وسط السطور مساوئ العثمانيين ، ومحو محاسنهم، حتى يضمنوا بذلك ألا يبحث المسلمون عن دولتهم وحتى لا يحاولوا أن يعيدوها. وفي السطورالقادمة نحاول إظهار بعض الحقيقة بهدف إرجاع الحق لأهله. وهذه بعض

    إطلالة على دولة الخلافة
    يتبع الحديث عن القدس بعد صلاح الدين فترة حكم العثمانيين الذي لا يقل في أهميته عن الحديث عنها في زمن صلاح الدين والمماليك لطولةالمدة التي حكموها إذ ان حكمهم امتد من 922 - 1336 هـ 1516 – 1917م إلى أن احتلها الإنكليز. وفي عهدهم أصبحت القدس متصرفية متصلة رأسيًا باستنبول بعد صدور قانون الولايات في سنة 1287 هـ 1817 م وأطلق عليها قدس شريف متصرفلغي- إدارة مستقلة) وبعد أربع سنين صدر قانون آخر بإنشاء مجالس بلدية في مراكز الولايات والمتصرفات، لكن المجلس البلدي في القدس قبل ذلك كان قد تولى منذ سنة 1863 بعض مسئوليات القاضي وبعض مسئوليات المجلس الاستشاري في إدارة شئون المدينة الداخلية كالنظافة والمياه والأسواق تحت رقابة المتصرف العامة، ويرد ذكر بلدية القدس في تقرير عن مشروع مياهها أرسله القنصل البريطاني إلى السفارة في استانبول ويرجع السبب في هذه المتصرفية إلى أن متصرف القدس أصبح يومها منتخب لمدة أربع سنوات، بموجب نظام صادر بتشكيل البلديات وهذا النظام يسمى نظام الولايات وقد بلغ عدد أعضاء هذا المجلس سنة 1917م ستة أعضاء أربعة من العرب واثنان من اليهود فلم يغير الإنكليز وضع البلدية عما كانت عليه في عهد العثمانيين. وفي عهد العثمانيين أيضًا حدثت فتن وأوبئة واضطرابات وانتفاضات وانقلابات غيرت معالم القدس، فحدثت الانتفاضة الشعبية سنة 1115 هـ بقيادة محمد بن مصطفى الحسيني نقيب الأشراف بسبب الضرائب الباهظة التي فرضت على السكان الأمر الذي حال دن تنفيذ ذلك إذ عزل حاكمها آنذاك جورجي محمد باشا وعين بدله محمد بن مصطفى مؤقتًا. وحدثت فتنة كنيسة القيامة سنة 1171 هـ التي ذهب ضحيتها الكثير من الجرحى والقتلى من الروم الأرثوذكس والإفرنج، وانتصر العثمانيون للأرثوذكس وسلموهم جميع الأماكن المسيحية في المدينة.

    وظهر وباء خطير فتك بسكان القدس والبلاد المجاورة واستمر لأكثر من ستة أشهر. وحدثت غزوة نابليون سنة 1213 هـ لمصر ولم يستطع الاقتراب من القدس بعد هزيمته المنكرة في عكا. وحدث حريق الجزء الغربي لكنيسة القيامة سنة 1223 هـ واتهام الأرمن بتدبيره. وحدثت الثورة الشعبية ضد والي دمشق سنة 1223هـ بسبب الضرائب التي فرضها على السكان ففجر الفلاحون ثورة عارمة في المنطقة المحيطة بالقدس امتدت إلى داخل القدس نفسها، قاد والي دمشق بنفسه خمسة آلاف جندي لمواجهة الثائرين وانتهى الأمر بأن يدفع الفلاحون الثائرون غرامة كبيرة ولكن ما إن ارتحل الوالي حتى ثار الأهالي فاستولوا على قلعة القدس وأقاموا على حراسة أبواب المدينة حراسة شديدة، ولكن ما لبثت السلطات العثمانية أن أرسلت والي دمشق على رأس ألفي جندي إلى القدس لمفاوضة زعماء القدس الذين رفضوا التزحزح عن موقفهم بأن لا يستقبلوا بين ظهرانيهم أي أجنبي أو غريب (عثماني أو ألباني) لكن ضراوة قصف العثمانيين للمدينة بالمدفعية أجبرت الثائرين على الاستسلام فانتهت الثورة دون سفك دماء. وحدث سنة 373 هـ مرض الكوليرا في القدس والذي أدى إلى موت ثلاثة آلاف شخص من القدس وحدها دون سائر فلسطين الذين كان عددهم آنذاك عشرين ألف نسمة. وعن اهتمام العثمانيين بالقدس فقد اهتموا بإعادة تعمير الحرم القدسي الشريف وإصلاحه واهتموا كذلك بإنشاء المراكز والمنشآت الدينية والاقتصادية وخاصة في عهد السلطان سليمان القانوني التي كانت تحيط بالأجزاء العلوية من الجدران الخارجية بالفاشاني المزخرف والأجزاء السفلية بالرخام وكذلك تجديد سور القدس الذي استمر خمس سنوات وأنفقت عليه الأموال الطائلة.



    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    النقود والمسكوكات في العهد العثماني:
    يظهر أن النقود التي كانت، في بداية الحكم التركي، رائجة بين سكان بيت المقدس هي التي سكت على عهد المماليك، وأن قيمة هذه المسكوكات قد هبط إلى الحضيض مع زوال حكم المماليك. الأمر الذي حدا بالسطان قانوني إلى سك فلوس جديدة سميت باسمه. ويظهر أيضًا أن الناس في بادئ الأمر أقبلوا على التعامل بالفلوس الجديدة وأهملوا القديمة لهبوط قيمتها الأمر الذي أحدث ارتباكًا في الأسواق فراحت جماعة من المسلمين إلى نائب القدس تشكوا أمرها قائلة إنها تضررت من قلة الفلوس الجديدة وتقرر أن تكون الفلوس القديمة المسكوكة كل أربعة بربع. وذلك برضا جماعة السوقة وأحمد بن أبي بكر محتسب القدس الشريف. وإليك بيان بعض النقود المسكوكات التي سمعنا بها في ذلك العهد:

    أن أول عملة ضربت في العهد التركي كانت تسمى: أقجة وهى كلمة مغولية الأصل ومعناها: القطعة البيضاء. ضربها علاء الدين باشا أخو السلطان أورخان. وقد اتخذت يومئذ راتبًا يومًا للواحد من الجنود. كانت في البدء تساوي ثلث درهم من الفضة. وفي القول أنها عبارة عن أربعين بارة.

    الدرهم: كانت المعاملة، في أوائل العهد التركي بالدرهم وهو من الفضة وكانوا يسمونه 954 هـ – 1547 م الدرهم التركي وجمعه دراهم وكثيرًا ما وردت هذه في الصكوك باسم (الدراهم الفضية العثمانية) وهي من القطع السليمانية. وسترى فيما يلي من السطور أن كل أربعة دراهم من الفضة كانت تساوي قرشًا واحدًا.

    الدينار: هو نوع من النقد يعادل السكة السلطانية مصنوعة من الذهب والدينار عبارة عن أربعين قطعة من الفضة السليمانية.
    والدينار الذهب كانوا يسمونه البندقي وقيمته 48 قطعة مصرية. والقرش الصحيح كان في الأصل عبارة عن 32 قطعة مصرية. ولقد ذكرت (الدنانير الناصرية) ويظهر أنها سكت قبل عهد الأتراك بارة قطعة من النقد التركي صغيرة القيمة لا بل أنها أصغر من نقد آخر أصل الكلمة بارة وهي فراسية ومعناها شقفة أو قطعة أو جزء. وجمعها: بارات والبارة عبارة عن واحد من أربعين من القرش أو أن القرش عبارة عن أربعين بارة.

    والبارة كانت متداولة في البلاد العثمانية ولا سيما مصر. ولذلك يقال لها أيضًا مصرية ومن هنا جاء قولهم (معك مصاري) أي دراهم للإنفاق.
    (القطعة المصرية تعد قطعتين شاميتين أو قطعتين عثمانيتين أيضًا والقرش الأسدي عبارة عن ثلاثين قطعة مصرية ويظهر أنه كان هناك قرش غير القرش الأسدي. وهذا القرش كانوا يسمونه بالقرش الصحيح وقيمته 32 قطعة مصرية). لقد جاء في البستان أنه لما كانت البارة عملة في البلاد العثمانية ولا سيما في مصر. فقد سميت أيضًا مصرية. إذًا يجوز القول أن المقصود من القطعة المصرية هو البارة.

    (القطعة الشامية) نصف القطعة المصرية. أي أن كل قطعة مصرية تعادل قطعتين شاميتين. ولما كان القرش الأسدي يعادل ثلاثين قطعة مصرية وبالتالي ستين قطعة شامية، وتكون القطعة الشامية عبارة عن جزء من ستين من القرش الأسدي. ويظهر أن القطعة الشامية والعثمانية واحدة. أي أن كل قطعتين عثمانيتين تعادلان قطعة مصرية.

    (السطاني) من النقود السليمانية الواحد منه يعادل 40 قطعة مصرية ولقد قدر القاضي قيمة شيء من الأشياء بثلاثين سلطانيًا قال عنها في قراره أنها تعادل 1200 قطعة مصرية. ولما كان القرش الأسدي يعادل ثلاثين قطعة مصرية فيكون السلطاني معادلاً لقرش وثلث القرش من القروش الأسدية.

    (السكة) أو (السكة السلطانية) نوع من العملة ورد ذكرها في المعاملات المدونة في سجلات المحكمة الشرعية خلال القرن العاشر للهجرة (973 هـ – 1565م) ويعتقد أنها من النقود التي سكت في زمن السلطان سليمان القانوني. منها ما سك من الذهب ويسمونه (الذهب السلطاني) أو (الدينار) ومنها ما سك من الفضة ويسمونها (الفضة السليمانية) أو (القطع السليمانية). ويظهر أن الدينار أو السكة السلطانية المصنوعة من الذهب كانت تعادل أربعين قطعة من الفضة السليمانية أو مائة بارة. وأن السكة كانت عبارة عن خمس بارات. وقد تكون هذه هي المصنوعة من معادن أخرى.

    (القرش الأسدي) من النقود التي سكها السلاجقة في بر الأناضول، وانتقلت معهم إلى هذه البلاد عندما اكتسحوها قيمة أربعون بارة. وقد سمي كذلك لأن صورة الأسد كانت في البدء مطبوعة عليه. وعلى قول أنه كانت عليه صورة الأسد والشمس معًا. واستعمله الفرس على هذا الشكل كشعار خاص لمملكتهم وظل يسمى القرش الأسدي رغم أن صورة الأسد رفعت عنه مع الزمن. استعمل فيما مضى أساسًا للمعاملات التجارية ولصرف النقود، ثم انحصر استعماله في بيع الأشياء بالمزاد العلني فقط. وظل رائجًا في هذه البلاد حتى أواخر القرن التاسع عشر. وهناك من يقول أن أول من استعمله هم الأتراك العثمانيون، وأن هؤلاء أخذوه عن العملة الأسدية الهولاندية التي كانت آنئذ رائجة لديهم في الممالك العثمانية. وكانت تضرب بقيمة ثمانية دراهم ونصف وبعد أن استعمله الأتراك العثمانيون صار يسمى (القرش التركي) ويقال له أيضًا (القرش العثماني) و(القرش السلطاني).

    والقرش الأسدي: كان خلال القرن السابع عشر الميلادي يعدل ثلاثين قطعة مصرية وقد رأيناه في مواضع أخرى خلال ذلك العصر يساوي ثلاثة فرنكات وفي قول أن القرش السلطاني يساوي 40 قطعة فضية والقرش الأسدي وهو نصفه يساوي 20 قطعة فضية. ومن هذا يفهم أن كلمة (القرش) سواء كانت من اختراع الأتراك السلوجوقيين أو الأتراك العثمانيين فإنها كلمة تركية أصلها (غرش) ومن أسمائها باللغة التركية أيضًا: (آفجة). وعلى قول أنها لاتينية الأصل أو ألمانية (جروش) ومهما كان أصلها فإن العرب أخذوها عن الأتراك فعربوها وقالوا (قرشًا) والأتراك ضربوا هذا النوع من النقد في بلادهم لأول مرة على عهد السلطان سليمان الثاني 1099 – 1102 هـ ( 1687 – 1691 م) وهو جزء من المائة من الليرة التركية. كانت زنة القطعة الواحدة ستة دراهم فضية وقد استعمل القرش منذ قرن ونصف تقريبًا كوحدة للمعاملات المالية والنقدية بقيمة أربعين بارة. ظلت النقود السليمانية المتقدم ذكرها رائجة في أسواق بيت المقدس حتى زمن السلطان سليم الثالث بن مصطفى الثالث الذي تولى العرش سنة 1203 هـ- 1788 م فقد صدرت الإرادة السنية على عهده بطلب الأواني وجمعها ممن عندهم وإرسالها إلى الضربخانة على أن يعوض صاحبها عن كل مثقال من الذهب بستة قروش ونصف وعن كل أربعة من الفضة بقرش واحد.

    ومن النقود التي اشتهرت في ذلك العهد، ولا سيما خلال القرن الثامن عشر للميلاد (الزلطة) وهي بولونية الأصل فالصداق كان 500 زلطة والدار الكائنة باب حطة بيعت بسبع عشرة زلطة والزلطة عبارة عن ثلاثين بارة فضية أي أنها ثلاثة أرباع القرش الأسدي أو خمس ذهبة فندقية. ولقد سكت بعد ذلك التاريخ نقود ومسكوكات كثيرة أخرى، سميت كل واحدة منها باسم السلطان الذي سكت على عهده ومنها (المحمودية) التي ضربت على عهد السلطان محمود 1808م والمجيدية التي ضربت على عهد السلطان عبد المجيد 1839 م والعزيزية التي ضربت على عهد السلطان عبد العزيز 1860 م والحميدية التي ضربت على عهد السلطان محمد رشاد الخامس 1908.

    أما العملة المحمودية فإنها نوعان: (عملة مغشوشة) وهي عبارة عن البشلك قرشان ونصف والوزري خمسة قروش والعشرية متاليك والنوع الثاني عملة ذهبية وهي عبارة عن خيرية ومحمودية. والحقيقة أن العملة المغشوشة فقط هي التي كانت رائجة في أسواق التجارة. وهي التي كانت الأيدي تتداولها في كل مكان وأما العملة الذهبية فقد كانت تباع وتشترى بقصد الزينة فقط. ومن هذا نفهم أنه ليست النقود والمسكوكات التركية أو العثمانية فقط، وإنما النقود والمسكوكات الإنكليزية والفرنسية أيضًا حتى والروسية والإيطالية والنمساوية والبلجيكية الفضة منها والذهب كانت رائجة في بيت المقدس 1898 وكذلك قل عن الذهب المصري كان لكل نوع من هذه النقود التركية منها والأجنبية أربع قيم مختلفة وكان يطلق على هذه القيم خالصة ومغشوشة وصاغ وشرك. أما القيمة الخالصة فإنها قيمة الشيء عندما تدفعها نقدًا ذهبًا كان أو فضة.
    وأما القيمة المغشوشة فهي القيمة التي تدفعها بالعملة النحاسية. وأما القيمة الصاغ فهي القيمة التي تحددها الحكومة وما كان يعمل بها إلا نادرًا وكلمة صاغ تركية معناها: سليم وصحيح أو غير فاسد. وأما القيمة الشرك فهي القيمة التي تدفعها بالعملة الدارجة أصلها جوروك وهي تركية ومعناها فاسد. إن القيم الثلاثة الأولى لا تتغير ولا تتبدل وأما القيمة الرابعة فإنها تتغير وتتبدل تبعًا للزمان والمكان وكان على عهد السلطان محمود 1808 نوع من العملة يسمى: القبق وهو خمس نحاسات والنحاسة وهي بارة واحدة والمتاليك وهو عشر نحاسات والقرش وهو أربعة متاليك والمجيدي وهو تسعة عشر قرشًا. أما المتاليك فقد كان يصنع من النحاس الأحمر، ويطلى بنسبة 10% من الفضة وهو أصغر من النحاسة.. إنه عبارة عن عشر بارات وأما القبق فإنه عبارة عن نصف متاليك أي خمس بارات وكان يصنع من النحاس الأحمر ولكنه لا يطلى بالفضة وهو أكبر من النحاسة، وأما النحاسة فإنها كانت تصنع من النحاس الأحمر وهي أصغر من القبق وللقبق أجزاء هي: النصف والربع والثمن ومن أجزائه المعروفة السحتوت وأما البشلك والوزري فإنهما كانا يصنعان من النحاس ويطليان بماء الفضة وهذا هو السبب في تسمية هذا النوع من العملة بالعملة المغشوشة.

    كان البشلك في البدء عبارة عن خمسة قروش أي عشرين متلكيًا ثم انخفضت قيمته إلى النصف أي قرشان ونصف القرش وبعبارة أخرى عشرة متاليك والمتليك عبارة عن عشرة بارات. وهناك نصف البشلك وهو عبارة عن خمسة متاليك. إنه أي البشلك هو العملة المغشوشة وقد سميت كذلك لأنها صنعت من النحاس المخلوط بالفضة ونسبة الفضة فيها 10%. وفي زمن السلطان عبد المجيد ظلت المحمودية المغشوشة سائدة وهي النحاسة والقبق والمتاليك والبشلك والوزري غير أنه أضيف إليها المجيدي وهو مصنوع من الفضة الرباص الصافي والمجيدي كان عبارة عن تسعة عشر قرشًا ثم صار عشرين قرشًا ونصف المجيدي تسعة قروش ونصف وربعه خمسة قروش إلا ربع، والليرة العثمانية الذهب وهي عبارة عن مائة قرش.

    وفي زمن السلطان عبد العزيز بقيت العملة المحمودية (أي البشلك والوزري والمتاليك والنحاسة والقبق) وكذلك العملة المجيدية أي المجيدي والنصف مجيدي والربع مجيدي والليرة الذهب من النقود الرابحة. وكذلك في زمن السلطان عبد الحميد فإن العملة المتقدم ذكرها كلها ظلت سائدة ولم يزد عليها سوى أن المجيدي طبع من جديد وكذلك قل عن الليرة ذهب وقد طبع عليها اسم السلطان عبد الحميد والتاريخ الذي ضربت فيه. وفي زمن السلطان رشاد ظلت جميع أنواع العملة المتقدم ذكرها سائدة إلا أنه أضيف إليها عملة من نوع النكل وهي عبارة عن:
    قرش واحد = 40 بارة
    نصف قرش = 20 بارة
    ربع قرش = 10 بارات
    احتفظ القرش بقيمته الأصلية وقدرته على الشراء مدة من الزمن ولكنه أخذ يميل إلى التدهور في أواخر العهد العثماني فبعد أن كان القرش الواحد في 5 جمادى الأولى سنة 1204 هـ - 1789 م يعادل ثلاثة فرنكات أو أربعة دراهم من الفضة والستة قروش ونصف القرش تعادل مثقالاً من الذهب أصبح القرش لا يعادل أكثر من 25 سانتيما من الفرنك سنة 1837 وصارت الليرة العثمانية تساوي 255 قرشًا والفرنسوية 222 قرشًا والإنكليزية 297 قرشًا وأما المجيدي فقد كانت قيمته 47 قرشًا ونصف القرش.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3
      الناحية الاقتصادية في العهد العثماني
      إذا أردنا أن نلقي نظرة على الناحية الاقتصادية في العهد التركي 1517 – 1917م فإن علينا أن نرجع إلى السجلات القديمة المحفوظة في المحكمة الشرعية والتي تحدثنا بما فيه من قضايا وعقود وأوامر عن أخبار ذلك العهد أصدق الحديث ومتى رجعنا إلى تلك السجلات وجدنا أن نفقات المعيشة كانت رخيصة في ذلك العهد. ويتبين مبلغ رخصها إذا ما قيست بنفقات العيش في الأعوام التي تلتها وإليك البيان. كان قاضي المسلمين بالقدس هو الذي يعين أسعار الحاجبات ونقرأ في أحد السجلات أن القاضي حسام الدين بحضور المحتسبين محمد بن داود وعلي بن محمد بن أبي جاموس قرر أن تكن أسعار الحاجيات التالية كما يلي: الزيت الطيب 48 بارة، السمن العناني 65 الدبس البلدي 15 الجبن 24 اللبن 3 الصابون العادي 40 الصابون المشمع 30 الصابون الأصفر 24 اللحم الضاني 15 لحم الماعز 13 اللحم البقري 8 وفي نفس الأمر حديث عن أسعار الزيت، والسكر النبات، والسكر الحموي، والعرق سوس، والفولاذ والحديد والشمع، والسيرج والطحين والخل والمشمش والنشا واللوز والقطين والبرقوق والفقوس والخيار والباذنجان والليمون والخبز والكماج حتى وملح الطعام. وتقرأ أيضًا في السجل نفسه وفي السنة التي تلتها أن مولانا الأفندي نور الله، بعد استشارة المحتسب موسى بن داود قرر أن يكون سعر الكنافة المخروطة 4 بارات والقطايف 4 والكنافة الصينية 5 والسميد 6 والدقاق 6 والطحين 5 وجرة الطحينية من المعصرة 34 بارة ومن السوق 39 وقنطار العنب بوزن القدس الشريف ماية قطعة فضة سليمانية. وعندما توفي المدعو جريس بن موسى الراهب الشامي البيطار من سكان القدس في 16 صفر سنة 971هـ - 1563م حصرت تركته بمعرفة القاضي. وقد قدرت دار الميت الكائنة في حارة النصارى ب 20 سكة. ويظهر أن السكة كانت عبارة عن 100 بارة وفي 6 شوال 973 هـ 1565م عين ثمن المد من الشعير ب6 بارات. وإنا إذا ما انتقلنا إلى الجيل الذي تلا ذلك الجيل وجدنا أن قنطار العنب الجندلي حددت قيمته بثلاثة غروش 15 رجب 1020هـ - 1211م ومد الدره بغرش واحد 12 شعبان 1042 هـ - 1632 م ومد الحنطة بست قطع مصرية شوال 1066 هـ - 1655م وقنطار الزيت بأربعين غرشًا ذي الحجة 1066 هـ - 1655م.

      وأما أثمان الغنم فقد كانت كما يأتي:
      ثمن الرأس الواحد من الماعز أو الضأن كان قرشًا أسديًا ونصف القرش فقد ابتاع رجل من رجل آخر 190 رأسًا من الماعز والضأن ب125 قرشًا أسديًا وابتاع آخر 1330 رأسًا منها بألفي قرش أسدي. وبيعت فرس حمراء عالية كبيشة بثمن جملته من الذهب السلطاني ثمانون سلطانيًا ذهبًا وقطعتان من الفضة السليمانية.

      وأما أثمان الأراضي والعقارات في ذلك العهد فقد حدثتنا عنها سجلات المتقدم ذكرها فقالت: إن الخواجا شرف الدين بن المرحوم الخواجا محمد شرف الدين قد اشترى من فخر المحصنات صفية خاتون حصتها وهي السدس أي ستة قراريط من أربعة وعشرين قيراطًا في جميع غراس الزيتون والتين والسفر جل الإسلامي وعدة أصوله تسعة عشر أصلاً الكائن في أرض السمار بظاهر القدس بثمن قدره خمسون غرشًا من الغروش الفضية الرائجة في يومنا هذا. ولقد بيعت نصف الدار الكائنة بالنبي داود والمؤلفة من طبقتين مع منافعها بثمن جملته تسع وعشرون سلطانيًا. وبيعت دار كائنة بحارة بني زيد بالقرب من رأس القصيلة وهي مشتملة على بيتين سفليين وإيوان ومطبخ ومرتفق وساحة سماوية بثمن جملته خمسة عشر سلطانيًا ذهبًا قبض البائع منها خمسة سلطانية والباقي مؤجلة إلى سلخ سنة من تاريخه. وبيع نصف الدار الكائنة في حارة الواد المشتملة على بيتين سفليين وإيوان ودهليز وصهريج وبيت منهدم وشجرتي رمان ولوز بجميع حقوق ذلك وطرقه وجدره ومرافقه ومنافعه بثمن قدره عشرون غرشًا مقبوضة بيد البائع وحكم القاضي بصحة البيع. وبيع ربع الدار الكائنة بمحله النصارى المشتملة على أربعة بيوت سفلية وسلحة سمايوة وصهريج بثمن قدره عشرون غرشًا أسديًا. وبيعت في نفس التاريخ دار بباب العمود مؤلفة من طبقتين بثمن قدره ثلاثون غرشًا فضيًا أسديًا. وبيعت دار بباب حطة وهي تشتمل على غرفتين وإيوان وصهريج ونافع مختلفة بخمسة وسبعين غرشًا وكان ذلك جمادى الأولى سنة 1140 هـ 1727م. واشترى غطاس وحنا ولدا بشارة بن عظيم الرأي الرومي الحاضر معهما بالمجلس الشرعي جميع الحصة الشائعة وقدرها نصف قيراط من أصل كامل في جميع الدار القائمة البناء بالقدس الشريف بمحله النصارى المشتملة على علو ...

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4

        القدس في عهد السلطان سليم الأول
        السلطان سليم الأول هو التاسع من آل عثمان والملقب نياورز ولقد اختلف المؤرخون في وصفه، فمنهم من قال أنه كان كثير البطش ومحبًا لسفك الدماء وشغوفًا بلذاته وسكره، ومن قائل أنه نابغة بني عثمان ورجلاً نافعًا وقديرًا، لكن أكثر الروايات التاريخية تشير بمعظمها إلى قوته وبطشه. في حياة والده كان السلطان سليم الأول على خلاف شديد مع أخوته قورقود وأحمد من أجل ولاية العهد فقاتل أخويه وقتلهما، وبفضل مساعدة الانكشارية تمكن من خلع أبيه والاستيلاء على كرسي السلطنة وكان ذلك في شهر صفر سنة 918هـ 1512م. تمكن السلطان سليم الأول من ضم العالم العربي إلى الدولة العثمانية على إثر انتصاره على المماليك في معركة مرج دابق في 23 آب سنة 1516 م وقتل سلطانهم قنصوه الغوري وإثر انتصاره ذلك تمكن من احتلال مدينة حلب ومن ثم استسلمت له مدن حماه وحمص ولم تلبث طرابلس وصفد ونابلس والقدس وغزة أن ألقت سلاحها ولم تعد إلى أية مقاومة.

        حدد يوم دخول العثمانيين إلى مدينة القدس في 28/12/1516م أي في الرابع من ذي الحجة سنة 922هـ وبعد هذا التاريخ بيومين قام السلطان سليم الأول بزيارة خاصة لمدينة القدس، حيث عرج عليها خصيصًا وهو في طريقه إلى مصر.

        في مدينة القدس (خرج العلماء والأتقياء عن بكرة أبيهم لملاقاة سليم شاه.. وسلموه مفاتيح المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ثم قدم السلطان الهدايا لأعيان البلد جميعًا وأعفاهم من الضرائب الباهظة وثبتهم في وظائفهم) وقد دامت زيارة السلطان سليم الأول للمدينة المقدمسة يومين وفي 1/1/1517م الموافق الثامن من ذي الحجة سنة 922هـ غادرها مستأنفًا رحلته إلى مصر. وفي طريق عودته من مصر بعد أن تمكن من فتحها وإقامته بها عشرة أسابيع دبر خلالها شئون البلاد، توقف قليلاً في سوريا لكي يثبت فيها مركزه ويعمل على تنظيم شئونها فعمل على تقسيم بلاد الشام إلى ولايات وأصبحت مدينة القدس تشكل سنجقًا من سناجق ولاية دمشق التي كانت تشمل سناجق دمشق والقدس وغزة وصفد ونابلس وعجلون واللجون وتدمر وصيدا وغيرها وأقام على ولاية دمشق جان بردي الغزالي نائبًا للسلطنة كما استمر على التدابير التي اعتمدها المماليك في تلزيم الضرائب، وجعل المذهب الحنفي المذهب الرسمي في البلاد. وفي سنة 1518م وأثناء إقامة السلطان سليم الأول بمدينة أدرنة عاصمة ملكه وصل إليه سفير من قبل ملك أسبانيا يسأله أن يبيح للنصارى الحج للقدس الشريف كما كان الحال أيام المماليك وذلك في مقابل دفع المبلغ الذي كان يدفع سنويًا للمماليك فأحسن السلطان مقابلته وصرح بقبوله ذلك إذا أرسل ملكه رسولاً آخر مخولاً بحق إبرام معاهدة مع الباب العالي.

        وفي 9 شوال سنة 926هـ/ 1520م توفي السلطان سليم الأول عن عمر يناهز الحادي والخمسين عامًا وقد دام حكمه تسع سنين وأخفى خبر وفاته حتى حضر ولده سليمان من إقليم صاروخان وتبوأ عرش أبيه، وذلك تخوفًا من ثورة الانكشارية.


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5

          القدس في عهد السلطان سليمان القانوني
          تولى السلطان سليمان الحكم بعد وفاة والده السلطان سليم الأول، وقد اشتهر بلقب القانوني وذلك لما وضعه من الأنظمة الداخلية في كافة فروع الدولة، فأدخل بعض التغييرات في نظام العلماء والمدرسين الذي وضعه السلطان محمد الفاتح وجعل أكبر الوظائف العلمية وظيفة المفتي.
          تقدمت الفتوحات العثمانية في عهده تقدمًا عظيمًا ففي الوقت الذي قامت فيه الدولة العثمانية كان الأسبان والبرتغاليون يتلقون الدعم من مختلف دول أوروبا لمقاتلة المسلمين في الأندلس بغية إخراجهم منها تحت الراية الصليبية، فعمد العثمانيون الأتراك إلى محاربة الأوروبيين من جهة الشرق لتخفيف الضغط على المسلمين في الأندلس ولردع الصليبيين وإضعاف هجمتهم على البلاد الإسلامي، فأسفرت تلك الفتوحات عن توسع الدولة العثمانية وبلوغها أوج عزها في عهده. وبما أن مدينة القدس كانت لها مكانة دينية هامة عند المسلمين عامة وعند بني عثمان بصفة خاصة، فقد أقيمت في المدينة المقدسة خلال سنوات حكم السلطان سليمان القانوني تعميرات ومنشآت كثيرة وعديدة تعد من أهم وأبرز مخلفات العهد العثماني، نذكر منها:
          1- الحرم القدسي الشريف:
          لقد اهتم السلطان سليمان بالحرم القدسي الشريف اهتمامًا بالغًا وبناء على أوامره تمت التعميرات التالية:
          أ- قبة الصخرة المشرفة:
          بدأ التعمير في المدينة المقدسة بترميم شامل لقبة الصخرة المشرفة، حيث استبدلت الزخرفة الفسيفسائية التي كانت تكسو الأجزاء العلوية من الجدران الخارجية للقبة بالخزف المزخرف بينما كسيت الأجزاء السفلية بالرخام الجيد، وقد أوجب هذا العمل ما حل بالكسوة الفسيفسائية من تلف وخراب بسبب العوامل الطبيعية وأصبح استبدالها أمرًا ضروريًا لوقاية البناء من نفاذ الرطوبة إلى الجدران، كما جددت نوافذ قبة الصخرة وثلاثة من أبوابها الأربعة.
          ب- قبة السلسلة:
          وهي تقع شرقي قبة الصخرة المشرفة وعلى بعد بضعة أمتار من بابها المعروف بباب داود وتسمى أيضًا (محكمة داود) وفيها صفان من الأعمدة، الصف الخارجي فيه أحد عشر عمودًا، والصف الداخلي فيه ستة أعمدة.
          وقد أجمع المؤرخون أن بانيها هو الخليفة الأموي عبد الله بن مروان وأهميتها ليست من الناحية الدينية وإنما من الناحية الأثرية حيث لها شكل سداسي ولذلك فهي ليست نموذجًا لقبة الصخرة كما يعتقد البعض لأن قبة الصخرة ثمانية الشكل وقد جرى ترميمها عدة مرات كان آخرها في عهد السلطان سليمان حينما أمر بأن تُكسى أيضًا بالخزف المزخرف الجميل.
          ج- باب الرحمة:
          وهو من أجمل أبواب المدينة المؤدية مباشرة إلى داخل الحرم القدسي، ويعرف أيضًا بالباب الذهبي لجماله ورونقه، وقد أمر السلطان سليمان القانوني بسد هذا الباب في عهده بسبب خرافة سرت بين الناس آنذاك مفادها أن الفرنجة سيعودون ويحتلون مدينة القدس عن طريق هذا الباب.
          د- قبة النبي:
          وتسمى أيضًا محراب النبي وتقع غربي الصخرة المشرفة إلى الشمال بينها وبين قبة المعراج، وقد تم بناء محراب قبة النبي في سنة 945هـ/ 1538- 1539م وهو محراب مستطيل وجميل الشكل والتكوين وينحصر داخل أعمدة القبة، واسم منشئها محمد بك أحد ولاة القدس. أما القبة ذاتها فقد تم بناؤها فيما بعد وبالتحديد في سنة 1261هـ/ 1845م أي في عهد السلطان عبد المجيد بن محمود الثاني وهي تتكون من ثمانية أعمدة رخامية لطيفة الشكل، يعلوها ثمانية عقود مدينة تشكل رقبة مثمنة لإقامة القبة عليها، وقد وضع نقشان حجريان كتب أحدهما بالعربية والآخر بالتركية فوق العقدين في الجهة الجنوبية داخل القبة، ويبين النقشان اسم المنشئ وسنة الإنشاء.
          2- مأذنة جامع القلعة:
          تم بناء هذه المأذنة في الجهة الجنوبية الغربية من القعلة الكائنة عند باب الخليل وذلك في عام 938هـ/ 1531م وهي تتكون من ثلاثة طوابق حجرية، يشكل أولها قاعدة المئذنة المربعة، ويليه الطابق الثاني وهو اسطواني الشكل، ويعلوه الثالث اسطواني الشكل أيضًا لكنه اصغر حجمًا من الطابق الثاني، وفي منتصفه بناء صغير يشكل طاقية المئذنة.
          3- سور المدينة وأبوابها:
          منذ أن دمر الملك المعظم عيسى الأيوبي أسوار مدينة القدس سنة 1219م ظلت المدينة عمليًا بلا أسوار لمدة تتجاوز الثلاثمائة عام، فأراد السلطان سليمان إعادة بناء سور المدينة لتحقيق هدف مزدوج منه، أحدهما لحماية المدينة من الغزاة الأجانب من جهة، ولحمايتها من غارات العربان من جهة ثانية، فتم بناء السور حول مدينة القدس القديمة، وهو يجري على خط سور مدينة ايليا كبيتولينا القدس التي أعاد بناءها الامبراطور الروماني هدريانوس سنة 135م بعد خرابها الثاني وأطلق عليها هذا الاسم. استمر بناء السور خمس سنوات (943هـ - 947هـ / 1536 م – 1540م) واقتضى نفقات طائلة وتبين سجلات المحكمة الشرعية في القدس أنه كانت تنظم حملات لتمويل المشروع في مختلف أنحاء فلسطين وذلك لإكمال المخصصات التي كانت ترصدها الحكومة المركزية لهذا المشروع. والسور الضخم الذي بناه السلطان سليمان القانوني لا يزال قائمًا حتى يومنا هذا، ويبلغ حوالي الميلين ومعدل ارتفاعه أربعين قدمًا، ويبلغ عدد أبراج السور في الوقت الحاضر 34 برجًا وله سبعة أبواب، وتم بناء وتعمير ستة منها في عهد السلطان سليمان وهذه الأبواب هي:
          أ- باب العامود:
          ويسمى باب دمشق وباب النصر أيضًا، وهو باب رئيسي مشهور من أبواب المدينة المقدسة والمنفذ الرئيسي لها، ويقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس تقريبًا، وقد أعيد بناؤه في عهد السلطان سليمان في سنة 944هـ / 1538م ويشير طراز بنائه إلى أثر العمارة العسكرية في تصميمه.
          ب- باب الساهرة:
          ذكره المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم) باسم جب أرميا وهو المعروف عند الغربيين باسم باب هيرودس ويقع إلى الجانب الشمالي من سور القدس على بعد نصف كيلو متر شرقي باب العامود، وقد أعيد بناء هذا الباب في سنة 944هـ / 1538م حيث يوجد نقش حجري يبين اسم السلطان وألقابه وتاريخ تجديده.
          ج- باب الأسباط:
          يعرف أيضًا هذا الباب باسم باب ستنا مريم وباب الأسود، ويقع شمالي الحرم إلى الشرق. وهو باب قديم العهد رمم وأصلح عدة مرات كان آخرها في عهد السلطان سليمان سنة 945هـ / 1538 – 1539 وله ساقطة لصب الزيت المغلي على الأعداء ومزغل لرمي السهام.
          د- باب المغاربة:
          ويسمى باب سلوان أو باب الدباغة أيضًا ويقع في الحائط الجنوبي لسور القدس، ويختلف هذا الباب عن بقية أبواب القدس الأخرى بأنه أصغرهم حجمًا ومن حيث البساطة في التكوين المعماري وقد حدد هذا الباب في سنة 947هـ / 1540م.
          هـ- باب النبي داود:
          ويعرفه الغربيون باسم باب صهيون، وقد جددت عمارته في سنة 947هـ / 1540 – 1541م.
          و- باب الخليل:
          ذكره المقدسي في كتابه (أحسن التقاسيم) باسم باب محراب داود، ويسمى أيضًا باب يافا، وقد جددت عمارته في سنة 945هـ / 1358 – 1359م.
          4- المنشآت المائية:
          أولى السلطان سليمان مشكلة المياه المزمنة في مدينة القدس عنايته الفائقة حيث خصصت مبالغ طائلة من الأموال لبناء المنشأت المائية ولإصلاحها وصيانتها.
          أ- قناة السبيل:
          تم تعمير هذه القناة التي كانت تزود مدينة القدس بالماء من البرك والينابيع الكائنة بين مدينتي الخليل وبيت لحم. والتي سميت فيما بعد باسم السلطان أي برك سليمان.
          ب- بركة السلطان:
          تم في عهده أيضًا ترميم البركة الموجودة في داخل المدينة والواقعة خارج باب الخليل، والمعروفة بهذا الاسم.
          ج- تم بناء ستة أسبلة جميلة هي:
          1- السبيل الواقعة قبالة بركة السلطان في جانبها الجنوبي.
          2- السبيل الواقعة في طريق الواد قرب سوق القطانين.
          3- السبيل الواقعة بالقرب من الحرم إلى الشمال من باب شرف الأنبياء.
          4- السبيل الواقعة عند ملتقى الطرق المؤدية إلى طلعة التكية وباب الناظر وهو من أبواب الحرم.
          5- السبيل الواقعة بالقرب من باب الأسباط وعند باب السلسلة أمام المدرسة التنكزية وتظهر على هذه الأسبلة نقوش تدل على سنة بنائها وهي سنة 943هـ / 1536م.
          5- رباط بيرام جاويش (المدرسة الرصاصية): تم بناء هذا الرباط على يد الأمير بيرام جاويش بن مصطفى سنة 947هـ / 1540 – 1541م في عهد السلطان سليمان ويبدو ذلك من نقش مكتوب بأعلى مدخل الرباط. يقع هذا الرباط عند ملقتى طريق الواد بطريق باب الناظر وعقبة التكية، ويتكونمن طابقين يتم الوصول إليهما عبر مدخل شمالي جميل الشكل ويعلو بارتفاع طابقي البناء وهو مزخرف بالأحجار الملونة، ويؤدي المدخل إلى دركاة تفتح على ساحة مكشوفة في الطابق الأول من الجهة الشرقية، وفي الجهة الغربية درج يسير باتجاه الجنوب ثم ينعطف غربًا للوصول إلى مختلف أجزاء الطابق الثاني وملحقاته ويضم الطابق الثاني عددًا من الساحات المكشوفة وأكبرها الساحة المركزية، كما يضم مسجدًا جميل الشكل والتكوين وغرفًا وقاعات. لقد تم ترميم هذا البناء الذي يعتبر من النماذج الجميلة للفن المعماري الإسلامي في القدس عدة مرات، فهو مجمع معماري متميز من حيث المساحة والإبداع، وكان يضم مكتبًا لتعليم الأولاد القراءة والكتابة مجانًا أي (كُتاب) وأصبح يطلق عليه فيما بعد أي في العصر العثماني المتأخر باسم المدرسة الرصاصية ولعل هذه التسمية جاءت من استعمال ألواح الرصاص في ربط مداميك الحجارة بعضها ببعض نظرًا لقلة وجود مادة الجير عند إقامة البناء، والمدرسة اليوم هي جزء من أبنية مدرسة دار الأيتام الإسلامية داخل السور.
          6- مكتب بيرام جاويش:
          وهو من الملحقات البنائية للرباط ويقع في الجهة الشمالية لعقبة التكية عند التقائها مع طريق الواد وقد بناه الأمير بيرام جاويش بنمصطفى سنة 947هـ / 1540 – 1541م في عهد السلطان سليمان القانوني ويتكون هذا المكتب من بناء مربع الشكل تغطيه أقبية متقاطعة وفي وسط ضريح منشئه.
          7- تكية خاصكي سلطان:
          أنشئت على يد زوجة السلطان سليمان وهي روسية الأصل واسمها روكسلانه والمعروفة باسم خاصكي سلطان (أوخرم) وكان ذلك في سنة 959هـ / 1551 – 1552م وسرعان ما أصبحت هذه التكية أهم مؤسسة خيرية في فلسطين. كانت التكية مجمعًا بنائيًا ضخمًا يضم مسجد وخان ورباط ومدرسة ومطبخ وتقع اليوم خلف دار الأيتام الإسلامية وعلى بعد أمتار قليلة من رباط بيرام كان المطبخ وهو قائم الآن بشكل دكة باتت على وشك الزوال يقدم يوميًا مئات الوجبات إلى يومنا هذا يقدم الوجبات مجانًا إلى الفقراء والمحتاجين. ولقد أوقفت خاصكي سلطان وقفًا ضخمًا للإنفاق على التكية، وقد ضم الوقف عدة قرى ومزارع في أربعة سناجق وألوية في سوريا وفلسطين ومعظمها بجوار مدينة الرملة كما أوقف السلطان سليمان عليها بعد وفاة زوجته أربع قرى ومزارع في ناحية صيدا. في عهد السلطان سليمان القانوني صكت نقود جديدة سميت باسمه (الفضة السليمانية) كما تم فرض رسوم على زوار كنيسة القيامة (القبر المقدس) وفي سنة 926هـ / 1520م عهد إلى آل أبو غوش حراسة طريق القدس – يافا وأجيز لهم أن يحصلوا من السياح والسالكين لتلك الطريق بعض العوائد المقررة، وفي عام 1566م وبينما كان السلطان سليمان في طريقه لصد هجمات النمسا عن بلاد المجر التابعة لسيادته أصيب بمرض النقرس، واشتد عليه المرض حتى وافته المنية في 20 صفر سنة 947 هـ / 1566 م.



          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            القدس خلال القرن السابع عشر
            في بداية القرن السابع عشر بدأت تظهر تصدعات خطيرة في كيان الدولة العثمانية، وذلك نتيجة لضعف سلطة الحكومة المركزية مما كان له أكبر الأثر في تدهور الوضع الأمني في الأقاليم والولايات وخصوصًا في مدينة القدس وعلى الطرق المؤدية إليها. وعلى الرغم من اتخاذ الحكومة المركزية لإجراءات وتدابير مختلفة لضبط الأمن مثل إنشاء عدة قلاع مختلفة، إلا أنها فشلت في فرض النظام العام وصيانة الأمن وذلك لعدم قدرتها على تخصيص لأموال والقوات الكافية لتطبيق هذه الإجراءات بالشكل الصحيح، وذلك لتوريطها في الحروب الخارجية على الجبهتين الشرقية والغربية منها. ومن جهة أخرى لاقي العثمانيون صعوبات كبيرة وكثيرة في محاولاتهم لحل النزاعات بين الطوائف المسيحية المختلفة الموجودة في مدينة القدس، والمدعومة من قبل الدول الأوروبية حول الأماكن المسيحية في المدينة. فقط ارتبط تاريخ هذه الطوائف في الأوروبية، وتنافس هذه الدول فيما بينها وحرص كل منها على زيادة نفوذها في الأراضي المقدسة. ففي سنة 1621م جرت محاولة تعيين أول قنصل لفرنسا في مدينة القدس هو م.جان لامبرور M.Jean Lempereur ولكن تعيين هذا القنصل اصطدم بمعارضة قوية من قبل أهل القدس وقضاتها وحكامها ووجهائها، فما لبث أن صدر الأمر السلطاني بترحيل السيد لامبرور عن المدينة المقدسة. جددت فرنسا محاولاتها لتعيين قنصل آخر مكانه، فأصدر السلطان مصطفى الأول وفي ذات العام 1621م فرمانًا سلطانيًا جديدًا يقضي بتعيين السيد دارامون Daramon قنصلاً فرنسيًا مقيمًا في القدس، وقوبل هذا الفرمان أيضًا بالسخط الشديد من أهل المدينة لتخوفهم من المطامع الأوروبية في المدينة، فعقد ممثلو المدينة اجتماعًا في المسجد الأقصى، وكتبوا عريضة أكدوا فيها أن تعيين السيد دارامون كان بدعة خطيرة تتعارض مع ما جرت عليه العادة في القدس، ولذلك فلا بد من إلغائه.
            قال واضعو العريضة: ( إن بلدنا محل أنظار الكافرين إذ حل سعيهم وعملهم عليها ومع ذلك قرب الأسكلة ( أي ميناء يافا ) على ثماني ساعات … ونحن نخشى من جلب أناس آخرين غيره بدسائس يعملها المذكور مع ما عندنا منهم الآن. ونخاف من الاستيلاء علينا بسبب ذلك كما حصل في الزمن السابق مرارًا). استجاب السلطان إلى مطالب السكان ووجهاء المدينة، وما لبث التعيين أن ألغى وطرد القنصل. وفيما يلي النص الكامل للوثيقة المرفوعة إلى السلطان:

            ( نص الوثيقة )
            الحمد لله الذي وفق لسلوك منهاج العدالة من اختاره من العباد والصلاة والسلام على النبي الهادي المبين لسبيل الرشاد وآله وصحبه أولي العزم والسداد وبعد ..
            فإن قطان البيت المقدس الشريف والمعبد الأسني المنيف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من العلماء والأشراف والخطباء والأئمة الصلحا والفقراء المجاورين وساير أهالي البيت المقدس من العامة والخاصة قايمين على أقدام الابتهال رافعين أكف الضراعة والسؤال بدوام أيام السلطان العالم ملك الملوك على خليقته من بني آدم خاقان البحرين وخادم الحرمين الشريفين وحامي البيت المقدس جامع كلمة الإيمان واسطة عقد الخلافة بالنص والبرهان مولانا السلطان مصطفي خان بن السلطان محمد خان خلد الله ملكه وسلطانه وأيد أركان دولته الشريفة بالنصر المبين إلى يوم الدين ينهون أنه لما ورد إليهم ديرمون القنصل ببرأة خاقانية من مضمونها أننا رفعنا القنصل لامبرور ووضعنا مكانه ديرمون والحال أن المرفوع لم يعد له مكوث ولا لأحد من القناصل قبله عندنا من زمن الفتح العمري والصلاحي وإلى الآن، ومن مضمونها أنه يعامل معاملة بيكاوات المسلمين وأن مراده الركوب ويتقلد بالسلاح، فقوبلت البرأة بالقيد بالسجل المحفوظ إطاعة لأمر مبديها نصره الله تعالى، فاجتمع العلماء والصلحا والأبيك السباهية والزعما وأرباب التيمار ودزدار القلعة المحفوظة والنيكرجية الخاصة والعامة بالمسجد الأقصى الشريف ...

            انتهى
            منقول للفائدة


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق

            يعمل...
            X