إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تقي نفسك من الحسد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تقي نفسك من الحسد

    كيف نعالج داء الحسد إذا بدأ يتغلغل في قلوبنا ؟
    الحسد من أخطر أمراض القلوب ، وقد يتغلغل في القلب بطريقة تدريجية دون أن ينتبه إليه الإنسان ؛ ويبدأ يتحول إلى مرض عضال لا فكاك منه إلا بصعوبة شاقة ، وهذا المعنى أشار إليه بعض الأعراب بقوله : « ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد ، إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه . » ([1]) فالحسد يقلب صاحبه إلى مظلم أو مظلوم يرى نعمة الله على الغير نقمة عليه ، وهو يريد دفع الأذى عن نفسه ، ولا يندفع الأذى عنه إلا بزوال النعمة عن المحسود ، وهذا المعنى الذي يصل إليه الحاسد أشار إليه معاوية بقوله : « كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة ؛ فإنه لا يرضيه إلا زوالها . » وقد عبر الشاعر عن هذا المعنى بقوله :
    كل العداوات قد ترجى إماتتها إلا عداوة من عاداك من حسد ([2])
    من هذا الوجه يتبين لنا مدى خطورة الحسد إذا استمكن من قلب العبد ؛ لذا علاجه يتضمن جانباً علمياً وجانباً عملياً ، وذلك على النحو التالي :
    أولا: الجانب العلمي .
    نقصد بالجانب العلمي تلك المعرفة التي تبصرنا بنتائج الحسد وعاقبته على صاحبه في الدين والدنيا ، ومن هذه النتائج :
    1- الحسد موبق للإيمان ومفسدٌ له في القلوب وذلك لما فيه من تسخط على قدر الله واعتراض على قسمته وقضائه ، وكراهية نعمته على عباده ، واتهام لعدل الله في أرضه ، فالحاسد عدو النعمة وناقم على مقسمها ومقدرها ، وهذه الأمور تعتبر من أعظم الجنايات على الإيمان والتوحيد ، يقول بعض الحكماء : « ما أمحق للإيمان ، ولا أهتك للستر من الحسد ، وذلك أن الحاسد معاند لحكم الله ، باغ على عباده ، عاتٍ على ربه ، يعتد نعم الله نقماً ، ومزيده غِيراً ، وعدل قضائه حيفاً ، للناس حال ، وله حال ، ليس يهدأ ليله ولا ينام جشعه ، ولا ينفعه عيشه ، محتقرٌ لنعم الله ، متسخطٌ ما جرت به أقداره ، لا يبرد غليله ، ولا تؤمن غوائله ، إن سالمته وترك ، وإن واصلته قطعك ، وإن صرمته سبقك » . ([3])

    2- الحسد يورث في القلب مرارة وغماً وناراً تشتعل في النهاية بصاحبها ، وهذا المعنى أشار إليه الشاعر بقوله : اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله ... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله . والحسد يخلف في القلب كمداً وعذاباً متجدداً ولا يزال الحاسد مغموماً يتعذب بكل نعمة يراها ويتألم ويتحسر لكل بلية تنصرف عن المحسود .
    3- الحسد ليس فيه ضرر على المحسود بل جل ضرره بالحاسد ، لأن النعمة لا تزول عن العبد بالحسد ، بل بما قدره الله I ، ولكل نعمة أجل مقدر .
    4- الحسد يترتب عليه في الغالب تردي حالة الحاسد وحرمانه من نعم الله I ، ويبتلى من نفس الوجه الذي يتمناه للغير ؛ لذا ندر أن تجد حاسداً أو ساحراً منعماً مطمئناً ، بل حياة مضطربة وسوء عاقبة وبوار في الدنيا والآخرة ، ومحق لأرزاقهم ، قال سليمان التيمي : « الحسد يضعف اليقين ، ويسهر العين ، ويكثر الهم » . ([4])
    5- الحسد يترتب عليه الخسران الأكبر في الآخرة ، وتلك القلوب السوداء المعادية لنعم الله ليس لها نصيب في النعمة الكبرى ( الجنة ) بل مأواها جهنم وساءت مصيراً .
    6- الحاسد أخو إبليس في الشر ، فكلاهما لا يتمنى رؤية النعمة على بني آدم ويسعى لزوالها ، وقال بعض الحكماء : « أسد تقاربه خير من حسود تراقبه » . ([5])
    7- الحاسد بحسده لا ينال من المجتمع حوله إلا مذمة وذلاً ولا ينال من الملائكة إلا بغضاً ولعنة ، ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً ، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً ، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالاً ، ولا ينال في النار إلا حراً واحتراقاً ، والحسود نفَس دائم ، وهم لازم ، وقلب هائم ، وليس في خصال الشر أعدل من الحسد ؛ يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود .
    الجانب العملي :
    نقصد بالجانب العملي تلك الإجراءات التي يقوم به كل من شعر بنار الحسد قد تغلغلت إلى قلبه ، ومنها :
    1- معرفة أسباب الحسد وحسم مادتها من القلب .
    فالحسد ينتج عن أسباب منها البغضاء والكبر والعجب ، والأصل في المسلم أن ينتبه للسبب الذي أشعل نار الحسد في قلبه وليعالجه .
    2- الدعاء بالبركة إذا أعجبه شيئاً للغير .
    إذا رأى الإنسان شيئاً يعجبه عند الغير فليبادر بالدعاء بالبركة لصاحبه ، إما أن يقول : بارك الله لك فيه ، أو يقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، أو يقول : تبارك الله أحسن الخالقين .
    3- نزع بذور الحسد من القلب بمعاندتها وفعل نقيضها .
    إذا وجد الإنسان للحسد بذوراً في قلبه ، فليبادر بقلعها قبل أن تنبت خبثاً في قلبه ، وذلك بفعل نقيضها ، فغن حمله الحسد على قدح في محسوده وذمه ، فليبادر بسرعة بمدحه وذكر محاسنه ، وإن ألزمه الحسد التكبر عليه ألزم نفسه التواضع له والاعتذار إليه ، وإن بعثه على كف الإنعام عليه ألزم نفسه الزيادة في الإنعام عليه .
    هذه بعض الأدوية النافعة في دفع مادة الحسد وحسمها من القلوب إلا أنها مرة على القلوب ، والنفع في الدواء المر ، ومن لم يصبر على مرارة الدواء لم ينل حلاوة الشفاء .


    ([1])حوى : المستخلص ( 177)

    ([2])حوى : المستخلص ( 177)

    ([3]) ابن عبد ربه : تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين ( 204 )

    ([4])ابن عبد ربه : تأديب الناشئين بأدب الدنيا والدين ( 200 )

    ([5]) الشهاوي : الحسد ( 75)

    المصدر : مدونة نداءالروح للدكتور محمد المبيض
    نداء الروح

    ملاحظة في الموقع مواضيع عدة تتعلق بالمس والحسد

  • #2
    موضوع رائع و جميل بارك الله فيك اللـهم ما أصبح أو أمسـى بنـا من نعـمة أو بأحـد من خلقـك فمنك وحـدك لا شريك لك فـلك الحمد ولك الشكـر وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحـبه وسـلم.
    [CENTER][COLOR=#0000ff][I][B][FONT=comic sans ms][SIZE=7]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/SIZE][/FONT][/B][/I][/COLOR]
    [/CENTER]

    تعليق

    يعمل...
    X