إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التفسير العِلمي الحديث للقرآن المجيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التفسير العِلمي الحديث للقرآن المجيد


    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله



    " بعض الناس يتوسع في هذه القضية فإنه يتجرأ في تحميل القرآن ما لا يحتمل من قضايا العلم الحديث

    مرتكزاً في ذلك على قضية (
    لا تنقضي عجائبه أو لا تفنى عجائبه)

    والتفسير العلمي للقرآن : هو من باب التفسير بالرأي لا يُقبَل إلا إذا توفرت فيه الشروط الخمسة وهي:

    1- أن لا يخالف التفسير المأثور مخالفة تضاد


    2- أن يناسب السياق والسباق واللحاق


    3- أن يحتمله اللفظ لغة


    4- أن لا يخالف أصلاً في الشرع


    5- أن لا يتذرع به لنصرة بدعة

    فبعض الناس يأتي ويُدْخِلُ في تفسير الآية ويُحَمِّلُها من المعاني العلمية ما يتنافى مع السياق والسباق، أو ما يخالف

    مخالفة تضاد ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ، أو ما يَخْرُج باللفظ عن دلالته اللغوية.

    فهذا تفسير بالرأي المذموم.

    ولا يغير واقعَه شيئاً أن يقال: إن القرآن لا تنقضي عجائبه
    .

    لأني أقول: نعم، لا تنقضي عجائبه،

    ولكنه ليس كتاب علم وليس كتاب جغرافيا ولا كتاب هندسة ولا كتاب طب ولا كتاب جيولوجيا ولا كتاب فلك ولا كتاب

    أحياء.
    هو قرآن، كتاب هداية وإعجاز، لا تجد فيه خللاً

    واستنباط ما فيه بالرأي يشترط في قبوله الشروط السابقة في قبول التفسير ومنه التفسير العلمي.

    وتناول القرآن على هذا الأساس بهذه الحيثية أي بحيثية التفسير بالعلوم الطبيعية مع مراعاة الشروط السابقة لا بأس به.

    مثلاً قوله تعالى: (
    بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ )



    هذا إشارة إلى حقيقة علمية:



    أن في ملتقى الأنهار مع البحار برزخ، أي حاجز وفاصل.


    يقولون في العقيدة ( الحياة البرزخية ) يعني التي تفصل بين الدنيا والآخرة.


    نقول: هنا حقيقة علمية أشار الله إليها ؛ أن ما بين مصب ماء النهر وماء البحر برزخ فاصل بين المائين.

    نعم الآن العلم الحديث أثبت هذا ، الحمد لله، هذه قضية أوردها الله عز وجل في ثنايا الآية من باب الامتنان وإنعامه على

    الناس ، وبأنه وحده مستحق أن يُعبد دون سواه
    .

    وليس باللازم أن كل حقيقة علمية أو كل معلومة علمية تجد لها في القرآن أصلاً.

    لا، القرآن لم يوضع لهذا.

    إذاً قضية ( لا تفنى عجائبه أو لا تنقضي عجائبه ) هذه القضية مضبوطة في التفسير العلمي بشروط قبول التفسير بالرأي.

    إن لم تتوفر يكون هذا التفسير تفسيراً بالرأي الباطل المذموم
    .


    فليست القضية متروكة هكذا بدون قواعد وبدون ضوابط،

    يأتي الإنسان ويُحمِّل القرآن أموراً وأشياء ومعانيَ هي ليست من دلالة لفظه، أو هي ليست مما يناسب سياق الآية،

    أو هي مما يخالف ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة مخالفة تضاد
    .

    هذا خطأ ولا يصح الارتكاز على قضية ( ولا تنقضي عجائبه) " انتهى

    من شرح مقدمة التفسير لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول

    ------------------------------------------------------------------------
    ------------------------------------------------------------------------



    قواعد التفسير العلمي للقرآن الكريم :


    أولا: هذه النزعة التفسيرية محفوفة بالمخاطر صعبة المراس فيجب أن تؤخذ بالكثير من الحيطة والحذر، والتسلح بالعلوم الدينية والدنيوية معًا

    فلا يقتصر اهتمام أصحابها على ما برعوا فيه من علم دنيوي فقط؛ لأنهم أمام أخطرِ عملٍ يمارسه الإنسان ألا وهو بيانُ كتاب الله -سبحانه وتعالى-.

    ثانيا: القرآن كتاب هداية إلى أحسن حال، وأعظم مآل، وقد نزل ليضع الخطوط العريضة لهذا الحال وذاك المآل،

    وليس من وظيفة القرآن التعرض لتفاصيل العلوم الدنيوية؛ فتلك متروكة للناس واجتهادهم،

    كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- للناس: ((إن كان شيئًا من أمرِ دنياكم، فشأنكم به، وإن كان من أمر دينكم فإليَّ)) أخرجه ابن ماجه في كتاب الرهون باب 15.

    لكننا نجد في القرآن لفتاتٍ علميةً تزرع في قلب المتشكك اليقين، وتزيد المؤمن إيمانًا على إيمانِهِ،

    فالقرآنُ منهجٌ إلهي لسعادة الفرد، وسلامة المجتمع فيه لفتات علميةٌ تخاطب العقل؛

    لتثبت له أنه وحي يوحى من عند الله، لفتات كونية، وأخرى طبيعية،

    وغيرها أنزلت على قلب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لتكون معجزات ٍ خالدةً على مرِّ الزمان تثبِّت الإيمان بالله،

    وتزيد من يقين المؤمن بكتاب الله، وترفع دعائمَ بناءٍ شامخٍ في القلب والفكر على أن سيدنا محمدًا الأمي صدقًا وحقًّا

    رسول من عند الله.

    ثالثا: حينما يشير القرآن إلى تلك الكونيات؛ فإنه يتحدث عنها بأسلوب لا يتعارض إطلاقًا مع أيِّ حقيقةٍ علميةٍ ثابتة،

    وهذا شيء بديهي؛ لأن القرآن قول الله، والكون فعل الله، ويستحيل أن يتعارض قول الله مع فعل الله.

    رابعا: يجب علينا أن ننظر إلى ما في القرآن على أنه حقائق فما وافق من الاكتشافات الحديثة على وجه اليقين قبلناه

    فمعنى هذا أننا لا نريد أن نثبت القرآن بالعلم، بل إن العلم هو الذي يجب أن يثبت، ويلتمس الدليل من آيات القرآن؛

    ذلك أن القرآن أصدق من أيِّ علمٍ من علومِ الدنيا، ومن أي علم في هذا العالم؛ لأن مكتشف هذا العلم أو مخترعه بشر،

    وقائل القرآن هو الله -سبحانه وتعالى.

    خامسا: لا يجوز لنا أن نعدل عن حقيقة اللفظ القرآني، ونتجه إلى معنى مجازي

    إلا إذا كانت هناك قرائن قوية تحيل الأخذ بحقيقة اللفظ،

    وقد وقع كثيرٌ من العلماء في أخطاء جسيمة حينما عدلوا عن حقيقة اللفظ إلى معنى مجازي دون أي مبرر لذلك،

    وقد لوحظ على آيات القرآن أن التطابق بينها وبين العلوم الحديثة يكون أتم إذا ما روعيت هذه القاعدة بكل دقة.

    سادسا: الحقائق العلمية الثابتة التي لا تقبل النقد ولا التعديل هي المعتبرة في مجال التفسير العلمي للقرآن،

    أما النظريات التي تحت التجربة، والخاضعة للفحص، والتمحيص، فلا مكَانَ لَهَا في هذا المجال فالآيات القرآنيةُ

    حقائق ثابتة فلا تفسر إلا بحقائق ثابتة.

    سابعا: يجب مراعاة معاني المفردات على النحو الذي كانت مستعملة فيه أثناء نزول القرآن والحذر مما طرأ عليها من تطور بعد العهد النبوي.

    ثامنا: عدم التحرر من أي قاعدة نحوية؛ فالقرآن عربي نزل بلسان عربي جارٍ على ما أَلِفُوهُ من قواعد ودلالات.

    تاسعا: يجب مراعاة الأساليب البلاغية بصورها المتعددة، ودلالاتها المتنوعة.

    عاشرا: إن من خصائص الأسلوب القرآني أن عبارته حمّالة أي تحتمل في كثير من الأحيان أكثر من معنى صحيح،

    ولا يوجد تناقض بين كل هذه المعاني.

    وعلى ذلك فمن المرفوض علميًّا قصر اللفظ على معنى واحدٍ وردِّ بقية المعاني الصحيحة الأخرى دون مرجح.

    الحادي عشر: يجب الجمع بين كل الآيات القرآنية التي تتحدث عن موضوع واحد من هذه الموضوعات الكونية

    فلا تترك آية في نفس الموضوع بل لا تترك آية تتصل بالموضوع ولو من بعيد؛

    لأن كثيرًا من الآيات لا يمكن فهمُهُ إلا بفهم كل ما يتصل بهذه الآية.

    الثاني عشر: يستحيل أن يتعارض شيء من قرآن الله تعالى مع شيء ثابت من ثوابت هذا الكون

    لأن القرآن كتاب الله المسطور، والكون كتابه المنظور؛ فهما صادران من مشكاة واحدة.

    الثالث عشر: يستحيل أن تتعارض آية من القرآن الكريم مع آية أخرى منه ومن ظن ذلك فمرجع ظنه إلى جهله وسوء فهمه.

    هذه هي قواعد التفسير للعلوم الحديثة، فإذا ما فسر مفسرٌ آية بما ظن أنه حقيقة علمية بينما الأمر ليس كذلك

    حيث ظهر له ما ينقض تفسيره هذا؛

    فإن النقد حينئذ يجب أن يتوجه إلى التفسير لا إلى النص القرآني لأن النص القرآني ثابت لا يتغير،

    وألفاظه حمالة بوجوهٍ كثيرة؛

    فلا نفرض عليه رأي باحث لم يعرف عن ذاته إلا النادر فضلًا عن جهله التام بأسرار هذا الكون العظيم ومعاني القرآن الكريم.

    هذه هي أهم قواعد التفسير العلمي الحديث فإذا ما طبقناها وعرفناها جاء التفسير غير مصادم للنص القرآني،

    وبهذا يتبين أنه لا عداوة بين العلم والدين

    ولا تناقض أبدًا بين الدين والعلم

    لأن القرآن لم يعارض العلم فليس هناك آية في القرآن تشيرُ إلى علومٍ كونية، وتتناقض مع العلم؛

    فإن التناقض بين الدين والعلم غير متصور؛

    لأنهما يعملان لتحقيق غرض واحد وهو تفسير الكون تفسيرًا صحيحًا،

    والعمل على تعميره بما يحقق سعادةَ من فيه،

    فإذا انفَصَلَ أحدهما عن الآخر لم يتحقق ذلك الهدف؛ إنهما جناحان لطائر واحد يريد أن يصل إلى أسعد حال،

    وأعظم مآل، وإن شئت قلت: هما كالإطارين لدراجة واحدة لا يمكن السير بها إلا بهما معا وفي حالة جيدة.


    نقلاً عن - جامعة المدينة العالمية


    والله أعلى وأعلم

    وفقكم الله
    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    جزاك الله خير ابو سلطان





    تعليق

    يعمل...
    X