إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القرآن وتاريخ الارض

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرآن وتاريخ الارض

    لقد دلت القياسات الإشعاعية لصخور الأرض أن عمر هذه الأرض بحدود 4.6 بليون سنة، حيث كانت الأرض في بداياتها عملاقاً ملتهباً مغلفة بالصخور الملتهبة، وهناك ملايين النيازك التي تصطدم بسطحها كل يوم، لقد كانت هذه الاصطدامات بمثابة مطرقة تدق وتسوِّي هذه الأرض حتى أخذت شكلها الكروي.

    ثم بدأت هذه الأرض بالتبرد شيئاً فشيئاً، وبدأ بخار الماء بالتكثف حولها في الغلاف الجوي، وبدأت الغيوم بالتشكل والأمطار بالتساقط بغزارة، مما أدى إلى تبريد الأرض ونشوء البحار التي غلَّفت الأرض بالكامل.

    ثم بدأت القشرة الأرضية بالتشكل وبدأت التشققات تظهر على هذه القشرة فشكلت ما يسمى بالألواح الأرضية، وبدأت هذه الألواح بالحركة والتصادم فيما بينها لتتشكل الجبال وتنشأ الأنهار، ويظن العلماء أن الحياة بدأت على هذه الأرض قبل 3 بليون سنة ويقول العلماء حدث انقراض مفاجئ للعديد من أنواع الكائنات الحية مثل الديناصورات التي انقرضت قبل 65 مليون سنة، بعد أن أفسدت في الأرض وقامت المذابح وسفكت دماء بعضها، فنزل نيزك ضخم اخترق الغلاف الجوي للأرض وسبب الحرائق والدمار والتلوث فهلك هذا النوع من المخلوقات بالكامل.

    تكرار تلوث الأرض

    إن العلماء عندما درسوا تاريخ الأرض وجدوا أن الأرض في بدايات خلقها كانت ملوثة بالغازات السامة بشكل كبير، بل لم يكن الأكسجين قد ولد بعد، بل كان الغلاف الجوي عبارة عن غازات سامة وبخار ماء.

    ثم وعبر ملايين السنين ونتيجة عمليات فيزيائية قدَّرها الله تم تنقية جو الأرض من هذه الغازات وامتلأ بالهواء النقي، وهكذا أصلح الله الأرض للحياة، أي لتكون صالحة للحياة على ظهرها.

    ويخبرنا العلماء بأن كمية غاز الكربون وغاز الميثان كانت أعظم بمئات المرات مما هي عليه اليوم، أي كان هناك فساد في جو الأرض وأصلحه الله من خلال خلق النباتات التي امتصت هذا الغاز لصنع غذائها، ومن خلال ذوبان جزء هذا الغاز السام في المحيطات. وبنفس الوقت خلق الله كميات هائلة من البكتريا التي تنتج الأكسجين بكميات كبيرة، واستمرت هذه العملية ملايين السنين وكانت البكتريا والنباتات بمثابة أجهزة لتنقية جو الأرض!



    كانت الأرض ذات يوم ملوثة بشدة فأصلحها الله لنا، ويقول العلماء إن نسبة غاز الكربون كانت تزيد على ما هي عليه اليوم مئات المرات، ثم حدثت عمليات فيزيائية وحيوية معقدة نتج عنها الغلاف الجوي النقي، ولكن الدراسات تشير إلى ازدياد نسبة غاز الكربون من جديد وتنذر بالخطر والكوارث الطبيية.

    نعمة غاز الكربون

    لقد اختار الله برحمته أن ينقِّي أرضنا من غاز الكربون السام، هذا الغاز كان في عصر من العصور يغطي الأرض بشكل كثيف، أصبحت نسبته اليوم بحدود 0.035 % بكلمة أخرى في كل مئة ألف غرام هواء هناك 35 غرام من غاز الكربون.

    ولو تأملنا بقية كواكب المجموعة الشمسية نلاحظ أن جوها فاسد وغير صالح للحياة، فعلى سبيل المثال تبلغ نسبة غاز الكربون على سطح المريخ 96 % أما على سطح كوكب الزهرة فتبلغ نسبة هذا الغاز أكثر من 98 % ، وطبعاً عندما نجد نسبة غاز الكربون منخفضة جداً على سطح الأرض (نسبة 35 بالمئة ألف)، فهذا من رحمة الله تعالى علينا.

    ويؤكد العلماء في بحث أجروه في جامعة شيكاغو أن غاز الكربون هو بحق نعمة من نعم الخالق فهو يعمل على تنظيم درجة الحرارة على سطح الأرض، وإن أي تغيير في نسبة هذا الغاز سوف يسبب الكوارث والأعاصير.

    نعمة الأكسجين

    لماذا جعل الله نسبة الأكسجين في جو الأرض بحدود 21 بالمئة؟ طبعاً لأن هذه النسبة هي المناسبة لاستمرار الحياة، ويقول الباحثون لو كانت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي أقل من 15 بالمئة فإن النار لن تشتعل، لأن كمية الأكسجين لن تكون كافية لإتمام التفاعل. ولو كانت كمية الأكسجين أكبر من 25 بالمئة سوف يحترق كل شيء على الأرض من دون شرارة فقط بسبب حرارة الشمس!

    والشيء الغريب الذي يعجب منه العلماء هو أن الكائنات الدقيقة على الأرض إذا تعرضت لأشعة الشمس مباشرة فإنها تموت على الفور، ولكن من رحمة الله تعالى أنه زوَّد الغلاف الجوي بطبقة من غاز الأوزون هذه الطبقة تمتص الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس، ولولا هذه الطبقة لماتت المخلوقات على الأرض منذ زمن، بل لم يكن ممكناً للحياة أن تنشأ أبداً!

    طبعاً قد يسأل سائل: كيف يعرف العلماء بنسبة الأكسجين أو الكربون في جو الأرض قبل ملايين السنين؟ لقد وجد العلماء أثناء أخذهم عينات من الجليد في جبال الألب مثلاً، أن هذا الجليد يحوي فقاعات من الغاز، وبعد دراسة هذه الفقاعات وما تحويه من عناصر تدعى النظائر المشعة، فإنهم يستطيعون من خلال كمية الإشعاع المتبقية في هذه العناصر أن يحسبوا عمر هذه الفقاعات، وكيف كان الجو السائد في ذلك الزمن.


    من رحمة الله علينا أنه هيَّأ لنا الجو المناسب لنعيش فيه على الأرض، فالأرض تملك غلافاً جوياً رائعاً يحوي بحدود 0.03 % من غاز الكربون (أي نسبة مئوية تقدر بثلاثة بالعشرة آلاف) وهذه النسبة مناسبة للحياة على الأرض، بينما نجد أن كوكب المريخ له غلاف جوي رقيق ممتلئ بغاز الكربون، وكذلك كوكب الزهرة، وهذه من النعم التي ينبغي علينا أن نشكر الله عليها.

    مستقبل لا يبشر بالخير!

    لقد دلت الدراسات أن نسبة غاز الكربون في الجو الآن أعلى بثلاثين في المئة من العصور السابقة، أما نسبة غاز الميثان فهي أعلى بنسبة مئة بالمئة من السنوات الماضية. ونسبة غاز الكربون تزداد بمعدل واحد بالمئة كل عام، وهذه الزيادة خطيرة جداً، وهذه الزيادة المتسارعة هي بسبب النشاط البشري في حرق الوقود وإنتاج الطاقة. ولذلك إذا استمرت الزيادة كما هي عليه الآن، فإنه خلال مئة عام ستكون نسبة غاز الكربون في الهواء أعلى من أي وقت مضى على تاريخ الأرض خلال المليون سنة الماضية.

    إن زيادة نسبة غاز الكربون سوف تتسبب بتغيرات مفاجئة بالمناخ، وهذا سوف يسبب بعض الكوارث الطبيعية، وينتج عن ذلك مجاعة قد تجتاح العالم الفقير خصوصاً، سوف يرتفع مستوى سطح البحر عدة أمتار بسبب ذوبان الجبال الجليدية في القارة المتجمدة الشمالية والجنوبية. وهذا سيؤدي إلى غرق مدن ساحلية بأكملها نتيجة هذا الارتفاع الكبير.

    إن زيادة نسبة الكربون في الجو خلال العصور السابقة للأرض كانت بفعل الظواهر الجيولوجية كالبراكين وما تقذفه من غازات، وعلى الرغم من الكميات الهائلة التي أطلقتها البراكين فيما مضى، إلا أنها تبقى أقل بكثير مما يطلقه البشر اليوم من ملوثات!


    منحني يمثل ازدياد نسبة غاز الكربون منذ عام 1958 وحتى عام 2004، ويظهر الازدياد المتسارع في نسبة هذا الغاز السام، فقد صعدت النسبة من 300 جزءاً في المليون، إلى 400 جزءاً في المليون خلال الخمسين عاماً الماضية!

    القرآن يتحدث عن دورة تلوث الأرض

    كما رأينا فإن الدراسات الحديثة لتاريخ الأرض تدل على أن هناك دورة للغلاف الجوي للأرض، حيث كان ذات يوم مليئاً بالغازات السامة، ثم انخفضت نسبة الغازات السامة تدريجياً وفق عملية دقيقة ومعقدة تم عبرها إصلاح هذا الخلل في جو الأرض ولولا هذه العمليات لم يكن للحياة أن تنشأ على الأرض.

    واليوم يخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جديد فنجد العلماء يطلقون الصيحات المحذرة للبشر ألا يلوّثوا هذه الأرض لأن ذلك سيؤدي إلى الكثير من الكوارث البيئية ولذلك فقد سبق القرآن هؤلاء العلماء للإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية فأكد لنا القرآن أن الأرض كانت ذات يوم غير صالحة للحياة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فيها وأن ندعو الله ليجنبنا شر الكوارث فقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56].

    فهذه الآية تضمنت عدة إشارات:

    1- الإشارة إلى تجنب الإفساد في الأرض وتلويثها في قوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ).

    2- الإشارة إلى أن الأرض كانت ذات يوم ملوثة فأصلحها اله لنا وأمرنا ألا نفسدها بعد إصلاحها في قوله تعالى: (بَعْدَ إِصْلَاحِهَا).

    3- الإشارة إلى أهمية الدعاء في هذا العصر لأن الفساد البيئي اليوم يهدد الأرض بالكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والتسونامي والأمطار الحامضية وغير ذلك، فقال: (وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا).

    4- الإشارة إلى ألا نفقد الأمل في رحمة الله تعالى وأن نستبشر بالخير وأن الله قادر على إصلاح هذا الخلل البيئي، فقال: (إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ).

    500 عالم يجمعون على هذه الحقيقة!

    في مؤتمر باريس 2 الذي عقد في مطلع العام 2007 واجتمع فيه أكثر من 500 عالم من مختلف أنحاء العالم خرجوا بنتائج أهمها أن الفساد البيئي والتلوث قد شمل البر والبحر وحتى البشر والنبات والحيوان، وأن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد، وأن هناك إمكانية للرجوع إلى النسب الطبيعية لغاز الكربون في الغلاف الجوي.

    والعجيب أن القرآن لخَّص لنا هذه النتائج بآية واحدة فقط تشير إلى ظهور هذا الفساد في البر والبحر بسبب الإنسان، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41].


    الأعاصير وما تجرّه من أخطار هي أهم نتائج التلوث البيئي، وهذا أحد نتائج الفساد الذي حذرنا القرآن منه، يقول تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56].
    ( .. أشهد أن لا إله إلا الله .. )

  • #2
    -"إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" الاعراف54

    لقد وصف القرآن الكريم الأرض بعدة خصائص وصفات متعددة وهذا يتبين من قوله تعالى "وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ " الذاريات20.

    (1) وصف الأرض De******ion Of Earth

    لقد وصفت الأرض فى القرآن الكريم بعدة صفات وخصائص متعددة منها ما يلى:

    - أن الأرض ممهدة الطرق وسهل العيش عليها ومستقرة لا تميد بما فيها وبما عليها لقوله تعالى " أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا " النباء 7،6 . وإن منها الأرض الهامدة فإذا ابتلت بالماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج لقوله تعالى " وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" الحج5. وإن منها الأرض الجرز لا تنبت العشب ولا الكلأ فهى أرض قاحلة لا نبات فيها لقوله تعالى "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ" السجدة27 .

    وغير ذلك من الصفات تتضح من خلال هذه الآيات:

    -"وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ" الرحمن10

    -"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ" البقرة22

    -"وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ" الذاريات48

    -"الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى" طه53

    -"أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ" النمل 61

    -"هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ" الملك15

    -"وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا" نوح19

    -"أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا" المرسلات25

    -"وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا" الشمس 6

    ·تشير الآيات الكريمة السابقةإلى ثلاث حقائق تتعلق بالنشأة الأولى للأرض سخرها الله سبحانه لتهيئة الحياة فوقها لبني البشر متمثلة في جعل الأرض لهم فراشا ومهادا وقرارا وجعل سماءها المحيطة بها بناء متماسكا مشدودا إليها لا ينفك عنها، وإنزال الماء من السحاب وجعله سببا في الزرع والنماء والحياة.

    ·وما ظهر فى الحين الاخير من مكتشفات عن الأرض من حيث شكلها ومكوناتها من الصخور بأنواعها المختلفة ووصف باطنها والجبال ووظيفتها ودورانها والثروات الطبيعية التى تنفع الناس فلقد أشار إليها القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً من الزمان وبيانها كالاتى:

    (2)شكل وحجم وتركيب الأرضShape Of Earth

    روية الأرض Spherical Earth :

    الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا )سورة الحجر: 19 .. المد معناه البسط .. أي بسطناها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي بقعة من الأرض فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية . ثم يأتي الحق سبحانه وتعالى ليؤكد المعنى في هذه الحقيقة الكونية لأنه سبحانه وتعالى يريد أن يُري خلقه آياته فيقول : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )سورة الزمر : 5 .. وهكذا يصف الحق سبحانه وتعالى بأن الليل والنهار خلقا على هيئة التكوير .. وبما أن الليل والنهار وجدا على سطح الأرض معا فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير .. إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية . بحيث يكون نصف الكرة مظلما والنصف الآخر مضيئا وهذه حقيقة قرآنية أخرى تذكر لنا أن نصف الأرض يكون مضيئا والنصف الآخر مظلما .. وعندما تقدم العلم وصعد الإنسان إلى الفضاء ورأى الأرض وصورها وجدنا فعلا أن نصفها مضيء ونصفها مظلم كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى.(1)
    ·ويذكر القرآن الكريم دليلاً آخر يحدد معنى كروية الأرض ودورانها فقال جل جلاله :

    ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) )سورة الفرقان : 62) ما معنى خلفة ؟ ... معناها أن الليل والنهار يخلف كل منهما . إذن فلا بد أن يكون الليل والنهار قد وجدا معاً ساعة الخلق في الأرض .. بحيث أصبح كل منهما خلفة للآخر. فلا بد أن يكون هناك دوران للأرض لتحدث حركة تعاقب الليل والنهار .. فثبوت الأرض منذ بداية الخلق لا يجعل الليل والنهار يتعاقبان .. ولكن حركة دوران الأرض حول نفسها هي التي ينتج عنها هذا التعاقب. (2)

    حجم الأرض : يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) :" لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء" وهذا يوافق ما أثبته علم الفلك الحديث من أن حجم الأرض صغيراً جداً بالنسبة للأجرام الكونية ذات الحجوم الهائلة.

    تركيب الأرض : إن فى الأرض سبع طبقات متميزة وهى لب فى مادة صلبة ثم لب خارجى فى مادة سائلة ثم أربعة أوشحة (أغلفة) تلى ذلك ثم قشرة خارجية وهى طبقات متلاصقة بعضها البعض لا يفصل بينها فاصل.

    وفى الحديث الشريف : (من أخذ شبراً من الأرض ظلماً طُوَّق إلى سبع أرضين).

    - قال تعالى : "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" الطلاق12

    قطر الأرض :إن للأرض أقطار وليس قطر واحد وهذا يتضح من قوله تعالى: -"يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ" الرحمن33.

    (3) مكونات الأرضRock Component Of Earth

    بالعلم التجريبى وجد أن صخور القشرة الأرضية تتكون من صخور رسوبية ونارية ومتحولة وهذا واضح فيما أشارت اليه هذه الآيات الكريمة:

    -" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" فاطر27

    جدد : جمع جدة(sill) والمقصود بالجدد البيض : الصخور الرسوبية وحُمْرٌ : الصخور النارية، وغرابيب سود : الصخور البركانية. ولقد ذكرت بعض أنواع الصخور الرسوبية فى بعض الآيات القرآنية منها :

    -" فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ " الصافات11،الطين : clay

    -" خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ "الرحمن14 ، الصلصال : clay stone

    -" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ " الحجر26

    (4) ثروات الأرض Ores Of Earth

    الصخور بإنواعها تشكل ثروات طبيعية فى الأرض سواء الظاهر منها على هيئة طفوح بركانية أوالثروات المدفونة فى طياتها مثل خام البترول والغاز الطبيعى وأيضا ً المياة الجوفية والمعادن لقوله تعالى" وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ " الرعد17 وفى آيات كريمة أخرى مثل:

    -"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" الاعراف96

    -"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" البقرة267

    (5) حركة الأرض Motion Of Earth

    نظراً لاتساع الكون وتباعد مجراته ومكوناته فلا يمكن ملاحظة حركة ودوران الأرض ولكن يمكن الإستدلال على ذلك من خلال الآيات القرآنية الاتية:

    -"وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" النمل88

    -"فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ"المعارج40

    -"وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ" يس37

    -"إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ" الاعراف54

    ·لقد كشف العلم الحديث أن الليل يحيط بالأرض من كل مكان , وأن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار هو الهواء الذي يحيط بالأرض , ويمثل قشرة رقيقة تشبه الجلد وإذا دارت الأرض سلخت حالة النهار الرقيقة التي كانت متكونة بسبب انعكاسات الأشعة القادمة من الشمس على الجزئيات الموجودة في الهواء مما يسبب النهار , فيحدث بهذا الدوران سلخ النهار من الليل والله يقول: ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ) يس : 37

    (6) الحركات التكتونية Tectonic Movements

    لقد تعرضت الكرة الأرضية منذ نشأتها للعديد من الحركات التكتونية أهما الحركة الهيورونية البانية للجبال Huronian Orogenyفى حقبة الأركيوزويك Archaeozoic Eraوالحركة الكاليدونية Caledonian Orogenyفى نهاية عصر السيلورى Sil


    صورة تبين حركة القشرة الأرضية

    urian periodوالحركة الهرسينية Hercynian Orogenyفى عصر الكربونى Carboniferous Periodوحركات أخرى كونت سلسلة جبال الألب فى عصر الأوليجوسين Oligocene Epochوالأخدود الأفريقى العظيم فى منتصف الميوسين M.Miocene Epoch . وصدق الله العظيم إذ يقول " أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ" الملك16. وعلى نقيض تكوين سلاسل من الجبال ، نرى تفكك قارة جندوانا Gondwanaland الى دول البرازيل وجنوب ووسط افريقيا ومدغشقر والهند واستراليا خلال الأزمنة بداية من عصر الكربونى العلوى الى الجوارسى. وصدق الله العظيم إذ يقول " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الرعد3.

    (7)-التركيبات الجيولوجية Geological Structures

    -"وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ"الطارق12من هذه الآية الكريمة عدة استنتجات منها:

    1- سمك القشرة الأرضية صغير جداً بالنسبة لنصف قطرها نظراً لكثرة الصدوع وهذا ما بينه العلم التجريبى ، حيث وجد أن قيعان البحار وأوساط حيد المحيطات متصدعة بل أيضاً الألواح القارية متصدعة فيما نشاهد على سطحها من جبال وبحيرات فهذه الأشكال التركيبية نتيجة حركات أرضية أدت الى حدوث صدوع وفوالق.

    2- إن هذه الصدوع قد شكلت القشرة الأرضية على هيئة قطع متجاورة سابحة على طبقة لدنة شبه منصهرة تعرف بـ Asthenosphereلقوله تعالى " وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "الرعد4

    وإن هذه القطع مثبتة بواسطة الجبال لقوله تعالى " وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا " النبأ7


    هذه الصورة تبين مناطق الصدوع التي تحيط بالقشرة الأرضية والتي تتصل مع بعضها بعضا كأنها صدع واحد


    3- ومن خلال هذه الصدوع فإنه يمكن أن تنشط البراكين وتثور وبالتالي قد تنزلق بعض القطع تحت بعضها البعض أى (تقترب) لقوله تعالى" أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " الرعد41 وفى نفس الوقت قد يبتعد بعضها البعض (توسع أى بمعنى مَد الْأَرْض) أو أن يصطدم بعضها البعض فيحدث زلازل وقد يصاحبه تكوين براكين وصدق الله العظيم لقوله " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الرعد3

    4- ما دام إن للقشرة الأرضية سمك ، إذن لها كتلة وبالتالى لها جاذبية ومغناطيسية نحو مركز الأرض لقوله تعالى " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ " الحديد25، أى بسبب تكوين مركز الأرض من الحديد فإنه يجذب كل ما فوقه من طبقات الأرض والأغلفة المحيطة بها نحو المركز.


    المصادر:1- القرآن الكريم 2- " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي 3- " كتاب توحيد الخالق الجزء الأول" عبد المجيد الزنداني
    " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي 4- مجلة الاعجاز العلمى ، العدد17ذو الحجة1424هـ




    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/



    تعليق


    • #3
      شكرا اخواني على الفوائد العظيمة وجعلها الله في ميزان حسناتكم
      لا تنظر الى صغر المعصية انظر لعظمة من عصيت

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيكم موضوع رائع ودقيق
        ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك على هذه المعلومات الرائعة والجميلة
          [SIZE="4"][SIZE="3"][SIZE="5"]شكوت وكيعاً سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

          والعلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي [/SIZE][/SIZE][/SIZE]

          تعليق


          • #6
            قطع الأرض المتجاورات, ومد الأرض, وإنقاص الأرض المستمر من أطرافها , ومرور الجبال, والعلاقة بين الرواسى والأنهار, ومنظومة الصدوع التى تتركز عند منتصف قيعان المحيطات, تلك هى أبرز معطيات علم الجيوجيا التى لم تكتشف سوى فى النصف الثانى من القرن العشرين, ولكنها فى الواقع ليست إلا إشارات وردت فى القرآنالكريم منذ قرابة 1400 سنة, وهذه هىعناصر هذا البحث.
            وأرضنا كوكب فريد لأن الله جعلها فراشا وبساطا ومهادا, كانت فى بداية خلقها مضطربة فثبتها الله برواسى ثوابت فأصبحت قرارا, وسلك فيها سبلا وأنهارا. وقد سخر الله أسبابا عدة عملت فى باطن الأرض من زلازل قاهرات وحمم صاعدات, وما ساد على سطحها من رياح ذاريات وأنهار متفجرات وحجارة هابطات من خشية الله . وميز الله للأرض أغلفة ثلاثة من لب ووشاح وقشرة, بالإضافة إلى غلافها المائى وغلافها الهوائى وغلافها الحياتى. وما كان ذلك إلا تفضلا من الله على الناس ليعبدوا ربهم مصداقا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة 21-22}
            ولما كان اكتشاف ما يسمى بألواح الغلاف الصخرى فى الستينات من القرن العشرين يمثل واحدا من أبرز الكشوف فى علم الأرض (الجيولوجيا), فإن من روائع القرآن أنه أشار إلى قطع الأرض المتجاورات وتقطيع الأرض وتسيير الجبال ومد الأرض وأيضا إنقاصها من أطرافها, وقد وردت تلك الإشارات دفعة واحدة فى سورة واحدة هى سورة الرعد, كما جاءت فى القرآن الكريم أدلة كثيرة تشير إلى أدق وصف لمظاهر الأرض من جبالها وأنهارها .
            ويرد ائما فى القران الكريم تلازم بين مد الأرض وإنشاء الرواسى فى الدنيا, وتلك حقيقة علمية حيث تمد الأرض من منتصفات قيعان البحار ومن اليابسة, وتنقص من عند الرواسى بحيث يتعادل المد مع الإنقاص فى توازن عجيب. وفى هذا فإن القرآن الكريم هو المرجع الفريد الذى يعول عليه فى تعريف المحيطات بأنها البحر المذكور, فما من محيط إلا وقاعه من عند منتصفه مسجر بالحمم الصاعدة من أسفله والتى تؤدى إلى تكوين أطول جبال العالم تحت الماء, وعبر ذلك الجبلالذى يحزم الأرض تنتظم أعظم منظومة صدوع فى العالم تحقيقا لقوله تعالى : {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ }الطارق12.
            وتجلى إعجاز القرآن فى وصف الجبال من حيث تكوينها بين الجعل والإلقاء , وقدمها {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ }فصلت10,وأوتادها{وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }النبأ7 , ووظيفتها فى اتزان الأرض{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }النحل15,ووصف جددها{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ }فاطر27, والتدبر فى ظهورها{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ }الغاشية19.
            ولا يسع أى متخصص فى علوم الأرض إلا أن يشهد بأن القرآن كلام الله حينما يتدبر إشارة القرآن إلى حركة الجبال فى أرضنا. وإذا كان العلم الحديث فى الستينات من القرن العشرين قد أثبت أن الجبال فى الدنيا تمر وليست جامدة نظرا لحركة قطع الأرض (ألواح الغلاف الصخرى) التى تمثل الجبال أجزاءً منها, فإن القرآن الكريم قد سبق العلم فى الإشارة إلى ذلك منذ قرابة 1400 عام فى قوله تعالى : {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل 88
            إن إشارة القرآن إلى تلازم الأنهار والرواسى قد حلت لغزا علميا حول إصرار الأنهار على أن تشق مجاريها فى سلسلة الجبال, ولم يكن تقديم ذكر الأنهار على الرواسى كما فى قوله تعالى : {أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }النمل61, وتقديم ذكر الرواسى على الأنهار كما فى قوله تعالى : {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }النحل15
            وفى البحث بيان لإشارات القرآن اللطيفة حول وجود البرزخ والحجر المحجور بين البحرين , وأيضا الإشارة إلى وجود سبع أرضين ووجود دواب فى السماء
            سبحان الله قل ربي زدني علماً



            [fot1]
            سندباد
            [/fot1]

            تعليق

            يعمل...
            X