إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكنوز المغمورة بالمياه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكنوز المغمورة بالمياه

    بسم الله الرحمن الرحيم





    © د. فركا / طبع بإذن من وزارة الثقافة في كرواتيا.
    تمثال برونزي يوناني لشاب رياضي. جزيرة فيل (كرواتيا).



    متاحف تحت سطح البحر، حدائق في قعر المحيط، مصغرات ونماذج رقمية لحطام سفن غارقة... جميع الوسائل متاحة لتعريف الجمهور بالتراث الثقافي المغمور بالمياه دون المجازفة بإتلافه. بعض هذه المنشآت أكثر تكلفة من غيرها لكنها بالمقابل أكثر سحراً وروعه، شأنها شأن المتحف المرتقب إنشاؤه في خليج الإسكندرية مثلاً.



    إن معالم ستونهنج وكاتدرائية شارتر وأهرامات مصر أدلة حاسمة على تلك الطاقة الخلاقة التي يتميز بها الإنسان، ولا بد من حمايتها والحفاظ عليها مع مواصلة عرضها أمام عامة الناس، وذلك ليس بالمهمة الصعبة.

    لكن كيف للجمهور أن يكتشف أنقاض منارة الإسكندرية، وقصر كليوباترا، وحطام المراكب الإغريقية والرومانية، وتماثيل أبو الهول وغيرها من المنحوتات التي رصدت في مياه خليج الإسكندرية؟


    [CENTER] [/CENTER]

  • #2
    هنا يبرز علم الأثريات المغمورة بالمياه، وهي مادة تتطلب مهارات جيدة في الغوص ومعدات باهظة الثمن نوعاً ما. فانتشال هذه الكنوز الثمينة من قاع البحر، أو حتى تركها في موقعها وحمايتها في بيئتها، يعني عمليات غطس متكررة وتكنولوجيات متطورة، وبالتالي مالاً كثيراً. وإذا كانت حطام للسفن الخشبية قد عبرت قروناً من الزمن ولم يصبها التلف فهذا لأن الظلمة السائدة في المياه العميقة وانعدام الأوكسجين ساعدا على المحافظة عليها. وحين يتم استخراج هذه الآثار المشبعة بالماء إلى الهواء الطلق، يجب الاعتناء بها على الفور ومعالجتها لمنعها من التلف. ويشير فلوريان هوبر، عالم الأثريات المغمورة بالمياه في جامعة كيل الألمانية، إلى أن "عمليات الحفاظ على الآثار عمل الشاق يتطلب سنوات من الجهود ومكلف للغاية".
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #3
      وتضيف زميلته الكرواتية إيرينا راديتش روسي، التي تدرس حطام السفن الرومانية المحملة بالجرار: "بمجرد انتشالكم كمية كبيرة من هذه القطع من الماء، ستواجهون مشكلات عدة لتخزينها، ومعالجتها من التلف، وإيجاد المكان المناسب لعرضها أمام الجمهور". زد على ذلك أن الجرار في بعض المواقع ملتصقة بقاع البحر، وبالتالي فإن "أية محاولة لانتزاعها من مكانها الأصلي تعرض جزء كبير منها للتكسير والضياع".

      من الأفضل إذاً، كما يقترح هوبر، ترك القطع المغمورة في محلها وهذا تحديداً ما أوصت به الاتفاقية الجديدة بشأن حماية التراث الثقافي المغمور والتي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو عام 2001.

      في هذه الحالة، كيف يمكن فتح باب الإطلاع على هذه الكنوز الغارقة أمام الجمهور الواسع؟
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #4


        © إنشاءات جاك روجري
        مشروع إنشاء متحف تحت سطح البحر في منطقة خليج الإسكندرية قام به جاك روجري، المهندس الفرنسي .



        متاحف تحت البحر

        قد يكون أفضل الحلول بناء متحف جاف تحت سطح الماء يستطيع المرء زيارته سيراً على الأقدام، الأمر الذي يجنبه لزوم الغوص في الماء للتمتع بمنظر القطع وهي في بيئتها الأصلية. لكن إنشاء متاحف بحرية مماثلة مسألة تنطوي على تعقيدات فنية بالغة من حيث الأشغال والتكلفة.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          "الإجابة على هذه المعضلة هي مما تسعى إلى تحقيقه دراسة الجدوى بشأن إنشاء متحف تحت سطح البحر في منطقة خليج الإسكندرية"، تقول أولريكه كوشتيال من شعبة المتاحف والقطع الثقافية لدى اليونسكو. وقد عهد برئاسة الفريق المكلف إجراء هذه الدراسة بإعداد من السلطات المصرية وبالاشتراك مع اليونسكو إلى جاك روجري، المهندس الفرنسي المبدع الذي ينوي إقامة متحف يتخذ شكل مجمع مؤلف من جناحين رئيسيين. على بضع خطوات من مكتبة الإسكندرية الحديثة، يدخل الزائر إلى مجموعة أولى من البنيان الزجاجي القائم فوق سطح الأرض، ثم يسلك نفقاً يقوده إلى فناء قطره 40 متراً مبني تحت مستوى البحر في وسط الخليج. في هذه القاعة المغلقة المتواجدة 7 أمتار تحت سطح البحر، سيتمكن الزائر من تأمل آثار الإسكندرية القديمة المصفوفة وراء زجاج يفصله عن الماء. وينتظر أن يشغل المتحف مساحة إجمالية قدرها 22.000 متر مربع وأن يستوعب نحو 3 ملايين زائر سنوياً.
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            وعلاوة على التكلفة الباهظة المرتقبة لهذا المشروع الخلاب على أكثر من صعيد، هناك عقبات أخرى تتمثل في تلوث مياه الخليج. فقبل فتح الأبواب للزوار ليتمتعوا بهذه الكنوز وهي في محيطها البحري، من الضروري إيجاد وسائل من شأنها تنقية المياه والحفاظ على صفائها من دون عرقلة حركة المرفأ المحاذي. ويشار إلى أن مصر تقع في منطقة زلزالية يتوسط فيها البحر الأحمر خط التماس بين الطبقتين التكتونيتين العربية والإفريقية.
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #7
              وتجري حالياً أعمال بناء متحف تحت الماء في بيهليانغ في الصين، حيث تمتد في الموقع ظهرية محيطية على طول 1600 متر أدى تفاوت منسوب نهر يانغتسي على امتداد 1200 عام إلى رسم مستويات متفرقة جميلة على الصخر. وبعد أن كانت هذه الكتلة الصخرية التي تعرف باسم "ظهرية مالك الحزين" شبه عائمة على صفحة النهر، ينتظر أن تغمرها المياه كلياً بعد إتمام بناء سد الخوانق الثلاثة العظيم. وقد سعت السلطات الصينية منذ التسعينيات للحفاظ على النقوش الأثرية المنتشرة في أرجاء بيهليانغ عبر دمجها في متحف تحت الماء كان من المقرر إنهاؤه عام 2007، وقد أجل التاريخ منذ ذلك الحين.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #8



                © ساسيت أولويرماك
                "الأولوبورون 3" نسخة مطابقة لحطاك مركب أولوبورون.






                © ساسيت أولويرماك
                "الأولوبورون 3" نسخة مطابقة لحطاك مركب أولوبورون.

                الحلول البديلة

                بانتظار افتتاح هذه المتاحف، يمكن للمهتمين الاستمتاع بروعة ما يسمى "الحدائق تحت الماء" شرط ممارستهم هواية الغطس. ترجع فكرة هذه الحدائق المائية إلى سارة آرينسون، المؤرخة في جامعة حيفا، والتي تهتم بما يحتويه عرض البحر في قيصرية على الساحل الإسرائيلي، على غرار الميناء القديم المغمور والذي بناه الملك هيرودوس عام 10 قبل الميلاد تمجيداً للقيصر الروماني أغسطس. بعض المشكلات التي يتعين حلها في الإسكندرية تدركها آرينسون وتقول: "ما من حاجة لانتشال الآثار التي عثرنا عليها في قيصرية من الماء لأن الموقع يتكون بالدرجة الأولى من معالم معمارية. لكننا لا نخشى إتلاف هذه الآثار بقدر ما نخشى حركة الملاحة الكثيفة في الجوار لقوارب الصيد واليخوت". الحل الوحيد بنظرها يكمن في التصدي قانونياً لتلك المراكب وحظر دخولها المنطقة وذلك عن طريق "منع عمليات الصيد والملاحة في الموقع". لكن كيف لنا أن نضمن رؤية صافية تحت الماء؟ "ما علينا إلا أن نصلي"، تجيب آرينسون مبتسمة... تجدر الإشارة إلى أن مكافحة التلوث تجري عبر حملات تنظيف منتظمة يشارك فيها متطوعون يحبون النشاطات الترفيهية والمسابقات.

                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #9
                  وبحسب دانيال زفيك من الجمعية الألمانية لترويج علم الأثريات المغمورة بالمياه، فإن الحدائق تحت الماء تسمح بجعل التراث الثقافي المغمور في متناول الجمهور الواسع دون المساس به في الوقت ذاته. ويشير زفيك إلى أن "إعداد المسالك التي يتبعها الغطاسون مهمة بالغة الأهمية من شأنها تفادي ملامستهم القطع المعروضة وإفسادها بمجاذيفهم المطاطية مثلاً".
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #10
                    ولكن الإنسان يبقى خطراً بحد ذاته. فمن بين الغطاسين مخربون يأتون بحجة ممارسة الرياضة لنهب المواقع وسرقة ما فيها، الأمر الذي دفع هوبر لمحاولة إبراز ما تملكه القطع المنتشرة في الأرجاء من قيمة ذاتية عبر تشكيله مجموعة عمل حول علم الآثار البحرية والمياه العذبة (Amla) معنية بتقديم دورات منتظمة للغطاسين. "من الصعب جداً حماية حطام السفن، وبالتالي فإن خيارنا الوحيد المتبقي هو توعية الناس حول الموضوع" يقول هوبر. ومع ذلك، فإن الحطام العتيقة سريعة الانكسار ومعرضة للتدمير من قبل شباك الصيد في أعالي البحار، والعواصف الهوجاء، وأصداف تاريدو نافاليس الصغيرة التي تنخر خشب المراكب.
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      وقد ظهرت أساليب أخرى للسياحة البحرية نذكر منها موقع الغوص الشهير الذي يقود الزائر إلى حطام أولوبورون، وهو مركب غرق قرابة الساحل الجنوبي الغربي لتركيا منذ أكثر من 3.000 عام ما يجعله أقدم حطام نعرفها حتى يومنا هذا. لكن منذ العام 2006 لم يعد يتسنى للغطاسين مشاهدة المركب الأصلي بل يمكنهم زيارة حديقة أثرية شبيهة أنشأت بالقرب من الموقع الأصلي فيها نسخة مطابقة للمركب سميت أولوبورون 3.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #12
                        ويشير عالم الآثار غوزدين فارينليوغو إلى أن "مركب أولوبورون 3 الجديد قام ببنائه فريق يعمل على اليابسة. صنع أعضاء الفريق سبائك كاذبة من الذهب وجرار من الفخار ثم وضعوها في قاع البحر متبعين بإخلاص الخارطة الموقع الأثرية". أما حطام المركب الحقيقي فقد سلمت لمتحف الأثريات البحرية في مدينة بودروم.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #13
                          هناك أيضاً جولات سياحية من نوع آخر أقل إيذاء للكنوز المغمورة، نعني هنا الجولات الافتراضية التي يغوص المرء من خلالها عبر شاشة تلفزيونية معترضة... الفكرة من طرح المشروع الأوروبي فينوس وتهدف إلى إعادة تصميم حطام السفن رقمياً بأبعادها الثلاثة باستخدام المعطيات التي يوفرها جهاز السونار والصور التي يتم التقاطها تحت الماء. هذه المعطيات والصور تسمح بتصميم نماذج واقعية للقطع المغمورة تمتاز بالدقة العالية حالها حال آخر الألعاب الالكترونية.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #14
                            ويعتقد العلماء أن هذه الجولات الافتراضية لا يقتصر دورها على عرض الآثار المغمورة على الجمهور فحسب، بل هي أيضاً في بعض الأحيان آخر ما يتبقى من وسائل للاحتفاظ بأثر للقطع الأثرية الزائلة ونقلها للأجيال القادمة. وتقول راديتش روسي في هذا الصدد: "من الواضح أن جميع البشر لن يزوروا المواقع المغمورة شخصياً، لكن بإمكاننا أن نخلق واقعاً افتراضياً نوعاً ما ونضفي عليه ما نشعر به من أحاسيس ممتعة ومهيبة لحظة غوصنا لننقلها من ثم لأولئك الذين لن تسنح لهم الفرصة يوماً باكتشاف تجربة الغوص تحت الماء".
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #15
                              متحف تحت البحر في خليج الإسكندرية

                              "متحف لا مثيل له على الإطلاق! للمرة الأولى من نوعها، سنتمكن من زيارة متحف جاف تحت سطح الماء سيراً على الأقدام... تجري حالياً دراسة الجدوى وسوف يقوم فريق التوجيه الفني الذي تترأسه اليونسكو والدولة المصرية بتقييم المشروع وتقديم التوصيات حول خطة السير. وقد عهدت مصر بدراسة المشروع إلى المهندس الفرنسي جاك روجري".

                              فرانسواز ريفيير، المديرة العامة المساعدة للثقافة، اليونسكو
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X