إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عصر الخلفاء الراشدين

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    الفضيلة الأولى : أنه أول من أسلم من الفتيان ، فقد ورد عن زيد بن أرقم أنه قال :" كان أول من أسلم علي بن أبي طالب " ( أخرجه أحمد والترمذي وصححه ) وعن ابن عباس قال : "كان علي أول من أسلم بعد خديجة " .

    الفضيلة الثانية : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بحبه ، فعن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله افترض عليكم حب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي " .

    الفضيلة الثالثة : أنه كان من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم ، فقد ورد عن عائشة أنها سئلت : أي الناس أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: فاطمة ، فقيل : من الرجال : قالت : زوجها، إن كان ما علمت صواماً قواماً.( أخرجه الترمذي ، وقال حسن غريب ).

    وفي رواية أخرى : ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته" تقصد فاطمة رضي الله عنها .

    وعن مجمّع بن جارية قال: دخلت مع أبي على عائشة ـ رضي الله عنها ـ فسألتها عن مسراها يوم الجمل فقالت : كانت قدراً من الله، وسألتها عن علي فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنة أحب الناس كان إليه.

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: " أنكحتك أحب أهل بيتي إلي " ( المستدرك على الصحيحين للحاكم ) .

    الفضيلة الرابعة : أنه نال فضل القيام بأداء الأمانات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته ، قال ابن إسحاق: " وأقام علي بمكة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم .." ..

    الفضيلة الخامسة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعله منه بمنزلة هارون من موسى ـ عليهما السلام ـ فقد ورد أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه في غزوة تبوك ، فقال يا رسول الله : تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ( أخرجه أحمد ومسلم وأبو حاتم ) .

    وعن عمر ـ رضي الله عنه ـ وقد سمع رجلا يسب علياً فقال: " إني لأظنك من المنافقين ؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. (أخرجه ابن السمان ).

    وليس في هذا ما يشير إلى أنه كان يشترك معه في النبوة كما حاول المدلسون أن يقنعوا به السذج من الناس ، وإنما معناه أن في استخلافه على أهل المدينة بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل مثل ما لهارون ـ عليه السلام ـ يوم خلفه موسى في بني إسرائيل وذهب لملاقاة ربه .

    الفضيلة السادسة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل حبه رضي الله عنه دليلا على حب الله ورسوله ، فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: أشهد أني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ".

    وعن عروة بن الزبير أن رجلا وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال له عمر: أتعرف صاحب هذا القبر؟ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؛ وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب، لا تذكر عليا إلا بخير ، فإنك إن تنقصه آذيت صاحبه هذا في قبره صلى الله عليه وسلم. ( أخرجه أحمد في مناقب الصحابة ).

    الفضيلة السابعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بمؤاخاته بعد الهجرة ، فقد ورد عن عمر بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الناس وترك عليا حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال : يا رسول الله آخيت بين الناس وتركتني؟ قال: ولمَ تراني تركتك؟ إنما تركتك لنفسي، أنت أخي وأنا أخوك فإني أذاكرك ، قل أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يدعيها بعدي إلا كذاب. ( أخرجه أحمد في المناقب ) .
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #47
      من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

      الفضيلة الثامنة : أن النبي صلى الله عليه وسلم اختصه بتبليغ مقدمة سورة " براءة " بعد نزولها إلى الناس في موسم الحج ، فقد ورد عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج، ثم أرسل عليا بـ "براءة " وأمره أن يقرأها على الناس في مواقف الحج.

      وهذا رغم ما فيه من فضل ، وثقة في أمانة علي رضي الله عنه في التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه ليس فيه ما يدل على ما يرفعه إلى مرتبة الرسالة ، أو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخصه بما لا يخص به أحدا من الصحابة ، فقد ورد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة أنه قال : كنت عند علي فأتاه رجل فقال له : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليك؟ فغضب علي ثم قال : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يسر إلي شيئا يكتمه على الناس، غير أنه قد حدثني بكلمات أربع ، فقال الرجل : ما هن يا أمير المؤمنين؟ قال: لعن الله من لعن والديه ، ولعن الله من ادعى لغير أبيه ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من غير منار الأرض. ( أخرجه مسلم ).

      كما أكد ذلك رضي الله عنه في أكثر من موطن من ذاك قوله:" إني لست نبياً ولا يوحي إلي، ولكن أعمل بكتاب وسنة نبيه ما استطعت، فما أمرتكم من طاعة الله فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم وكرهتم" (أخرجه أحمد في المناقب).

      الفضيلة التاسعة :أنه كان يحب الله ويحبه الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أنه قال : كان علي رضي الله عنه تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر ، وكان به رمد فقال : أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ لَيَأْخُذَنَّ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ فَقَالُوا هَذَا عَلِيٌّ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ ( البخاري ).

      الفضيلة العاشرة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أدخله في أهل بيته عند دعائه لهم ، فقد جاء عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء، وقال:" اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". (أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح ).

      الفضيلة الحادية عشرة : أنه كان مرجع الأمة في القضايا الفقهية الشائكة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لغزارة علمه ، فقد ورد عن أبي طبيان أنه قال: شهدت عمر بن الخطاب أتي بامرأة ( مجنونة ) قد زنت فأمر برجمها، فذهبوا بها ليرجموها فلقيهم علي فقال لهم : ما بال هذه؟ قالوا: زنت فأمر عمر برجمها: فانتزعها علي من أيديهم فردهم ، فرجعوا إلى عمر فقالوا: ردنا علي ، فقال عمر : ما فعل هذا إلا لشيء، فأرسل إليه فجاء فقال: ما لك رددت هذه؟ قال : أما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصغير حتى يكبر ، وعن المبتلي حتى يعقل ، قال: بلى ، فقال : فهذه مبتلاة بني فلان ، فلعله أتاها وهو بها ، فقال له عمر: لا أدري ، قال: وأنا لا أدري؛ فترك رجمها.

      وعن مسروق أن عمر أتي بامرأة قد تزوجت في عدتها ففرق بينهما ، وجعل مهرها في بيت المال، وقال : لا يجتمعان أبداً ، فبلغ عليا فقال : إن كانا جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ، ويفرق بينهما ، فإذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر وقال: ردوا الجهالات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي.

      وقد شاوره أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه فقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال : أقول لك إن تركت شيئاً مما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال الصديق : أما إن قلت ذاك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالا . ( أخرجه ابن السمان ) .

      ولا عجب فقد كان يقول : " سلوني والله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل ". (أخرجه أبو عمر ).

      الفضيلة الثانية عشرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد له بالجنة في أكثر من موطن ، من ذلك ما جاء عن زيد بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "أنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، وأنت أخي ورفيقي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم " إخواناً على سرر متقابلين " ( أخرجه أحمد في المناقب ).

      وعن ابن عمر عن أبيه رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " يا علي يدك في يدي تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل " . (أخرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال ).

      الفضيلة الثالثة عشرة : أنه صلى إلى القبلتين وهاجر، وشهد بدراً والحديبية وبيعة الرضوان والمشاهد كلها غير تبوك ، وكل فضيلة من تلك الفضائل تكفي لإدخاله الجنة إن شاء الله ..

      الفضيلة الرابعة عشرة : أنه ظل محافظا على زهده الذي تركه عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتغير ولم يتبدل به الحال ؛ حتى بعد أن آلت إليه الخلافة ، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يوما : " يا علي.. كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا وأكلوا التراث أكلا لما وأحبوا المال حبا جما واتخذوا دين الله دغلا ومالوا دولا؟ " فقال له : أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأصبر على مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بكم إن شاء الله تعالى . ( أخرجه الحافظ الثقفي في الأربعين ) .

      وأكدت الأيام صدق سريرته ، فقد جاء إليه خازن بيت المال يوما وهو خليفة للمسلمين فقال: يا أمير المؤمنين، امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء فقال : الله أكبر، ثم قام متوكئا عليه حتى أتى على بيت المال ، وأمر فنودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت المال للمسلمين، وهو يقول: يا صفراء يا بيضاء غري غيري، هاء وهاء؛ حتى ما بقي فيه دينار ولا درهم، ثم أمر بنضحه ( أي بيت المال ) وصل فيه ركعتين. (أخرجه أحمد في المناقب ) .

      وعن أبي سعيد الأزدي قال: رأيت عليا في السوق وهو يقول: من عنده قميص صالح بثلاثة دراهم؟ فقال رجل: عندي ،فجاء به فأعجبه فأعطاه ثم لبسه ، فإذا هو يفضل عن أطراف أصابعه فأمر به فقطع ما فضل عن أصابعه.

      ولما عاتب رجل في لباسه قال له : ومالك واللبوس؟ إن لبوسي هذا أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم.

      وعن علي بن ربيعة قال: كان لعلي امرأتان، فكان إذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم، وإذا كان يوم هذه اشترى لحما بنصف درهم.

      وعن عبد الله بن الزبير قال: دخلت على علي بن أبي طالب يوم الأضحى فقرب إلينا خزيرة ( طعام به قطع لحم صغيرة ) فقلت: أصلحك الله لو قربت إلينا من هذا البط ، فإن الله قد أكثر الخير، فقال: يا ابن الزبير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يحل لخليفة من مال الله إلا قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يضعها بين أيدي الناس " .( أخرجه أحمد ).

      الفضيلة الخامسة عشرة : أنه كان أسوة في تواضعه ، فرغم الشرف الذي ناله بقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورغم مكانته عند خلفاء رسول الله ، وأنه آلت إليه الخلافة في نهاية حياته إلا أن التواضع كان سمة ملازمة له ، فقد جاء عن أبي صالح بياع الأكسية عن جده أنه قال: رأيت عليا اشتري تمراً بدرهم فحمله في ملحفته ، فقيل: يا أمير المؤمنين ألا نحمله عنك؟ فقال: أبو العيال أحق بحمله. (أخرجه البغوي في معجمه ).

      وكان يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده فيناول الرجل الشسع ( الجلد )، ويرشد الضال ، ويعين الحمال على الحمولة ، وهو يقرأ الآية " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ". ( أخرجه أحمد في المناقب ).

      وعن أبي مطر البصري أنه شهد عليا أتي أصحاب التمر وجارية تبكي عند التمار، فقال: ما شأنك؟ قال: باعني تمراً بدرهم فرده مولاي، فأبى أن يقبله، فقال: يا صاحب التمر خذ تمرك وأعطها درهمها، فإنها خادم وليس لها أمر، فدفع عليا، فقال المسلمون: تدري من دفعت؟ قال : لا. قالوا: أمير المؤمنين ، فصب تمرها وأعطاها درهمها، وقال : أحب أن ترضى عني فقال: ما أرضاني عنك إذا أوفيت الناس حقوقهم ! . ( أخرجه أحمد في المناقب ).
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #48
        من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

        الفضيلة السادسة عشر : أنه كان شديد الورع في تعامله مع مال المسلمين ، فعن هارون بن عنترة عن أبيه قال: دخلت على علي بن أبي طالب في الخورنق وهو يرعد تحت سمل قطيفة، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن الله قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال، وأنت تصنع بنفسك ما تصنع؟ فقال: ما أرزؤكم من مالكم، وإنها لقطيفتي التي خرجت بها من منزلي أو قال: من المدينة.

        الفضيلة السادسة عشرة : أنه كان حريصا على العدل حتى مع من هم أشد الناس له عداوة ، فعندما ضربه ابن ملجم ـ عليه لعنة الله ـ وأيقن أن ميت من ضربته جمع من حضر من أهله ثم قال لهم : يا بني عبد المطلب؛ لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا، تقولون قتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلنّ بي إلا قاتلي ؛ انظروا إذا أنامت من ضربته هذه فاضربوه ضربة، ولا تمثلوا به، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور " .

        وهذه الفضائل وتلك المنزلة التي وصل رضي الله عنه إليها جعلت بعض الناس يبالغون في نظرتهم إليهم ، وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال له : " فِيكَ مَثَلٌ مِنْ عِيسَى أَبْغَضَتْهُ الْيَهُودُ حَتَّى بَهَتُوا أُمَّهُ وَأَحَبَّتْهُ النَّصَارَى حَتَّى أَنْزَلُوهُ بِالْمَنْزِلَةِ الَّتِي لَيْسَ بِهِ " . ( مسند أحمد )

        وتنبأ رضي الله عنه بذلك فقال : يهلك فيّ رجلان: محب مفرط بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني . ( أخرجه أحمد في المسند ).

        ولو رضي هؤلاء لعلي ما رضيه لنفسه لكفاهم ، ولو حولوا حبهم له إلى اقتداء به وبأبنائه الصالحين لكان خيرا ، ولكن أفرطوا وبالغوا فكان عاقبة أمرهم خسرا ، سلمنا الله جميعا وهدانا إلى سواء السبيل .
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #49
          صور من حياة السلف

          صور من حياة السلف


          إن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم حازوا السبق والكمال البشري وهذا أمر قدري ، فما كان الله ليرضى لصفوة الأنبياء إلا صفوة الناس فهم الذين صنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه ، ورباهم فأحسن تربيتهم ، فكانوا ـ وربي ـ قدوة يقتدى بها ، وأسوة يتأسى بها حيث زكاهم الله وعدلهم ..

          فالعلماء مجمعون على أن جهالة الصحابي لا تضر فتغني صفته عن اسمه ، ثم إن الله شهد لهم بالجنة جملة حيث قال " وكلا وعد الله الحسنى كما زكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمالهم وباركها " لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " وإن الله تعالى ربط هدايتنا باتباع هذا الجيل القرآني الفريد فقال : " فإن ءامنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا "..

          لذلك سيكون موضوع هذه الورقة هو الإبحار في هذا البحر الزاخر لعلنا نستخرج بشباكنا دررا تلمع وتضيء في العلم , والصدق , والتضحية , والبذل وللتنويع لن نكتفي بواحد – وإن كانت فيه الكفاية – وإنما ننوع ذلك ، فنذكر من ابن عباس حرصه وصبره على تعلم العلم ، ومن ابن جحش صدقه مع الله ، ومن عاصم بن ثابت حفظه لما أمر الله به ، ومن ثمامة بن أثال توظيف المال لخدمة الإسلام ..

          عبد الله بن عباس حبر هذه الأمة وترجمان قرآنها ، حدث عنه مجاهد فقال :" كان ابن عباس يسمى البحر من كثرة علمه " وقال ليث بن سليم لطاووس : لزمت هذا الغلام يعني ابن عباس وتركت الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني رأيت سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تدارءوا في شيء صاروا إلى ابن عباس ، وأخرج الحاكم عن أبي وائل قال : " حججت أنا وصاحب لي وابن عباس على الحج ، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها ، فقال صاحبي : يا سبحان الله ماذا يخرج من رأس هذا الرجل ؟ لو سمعت هذا الترك لأسلمت ، وأخرج بن سعد عن ابن عباس قال : دخلت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوما فسألني عن مسألة كتب إليه بها يعلى بن أمية من اليمن وأجبته فيها فقال عمر أشهد أنك تنطق عن بيت نبوة .

          كان بن عباس قمة في طلب العلم فلزم النبي صلى الله عليه وسلم حتى حظي منه بدعاء " اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل" أقبل على التعلم من الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم فلنسال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير فقال : وا عجبا لك يا بن عباس !!أترى الناس يحتاجون إليك وفيهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ترى ؟ فترك ذلك وأقبلت على المسالة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه ، فتسفي الريح على وجهي التراب فيخرج فيراني فيقول : يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إلي فآتيك ؟ فأقول : أنا أحق أن آتيك ، فأساله عن الحديث ، قال : فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي فقال : كان هذا الفتى أعقل مني وصدق القائل :

          بلغت لعشر مضت من سنيك ما يبلغ الرجل الأشيب

          فهمك فيها جسام الأمور وهــــم لداتك أن يلعب
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #50
            صور من حياة السلف

            دعاء مستجاب وهمة عالية :



            نال ابن عباس دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " وقال هو عن نفسه : ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال : " اللهم علمه الحكمة" وكان لهذا الدعاء أثر بالغ في نشأة ابن عباس فهو لا شك شحذ الهمة ، وخفف الرجل ، وكان يقتصر المسافة الطويلة من أجل حديث سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان قوي الذاكرة .

            ترجم ابن عباس هذه الاستجابة فقال لمن سأله أنى أصبت هذا العلم ؟ قال: بلسان سؤول وقلب عقول ، ولأن العلم بالسؤال والتحري فقد جمع ابن عباس الخصلتين فقال عن نفسه : إن كنت لأسأل عن المسالة الواحدة ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يفحص الإجابة ويناقشها بعقل جريء .

            علم ابن عباس أن العلم للعمل فجمع بينهما ، فيقول عنه أبن أبي مليكة : صحبت ابن عباس من مكة للمدينة فكان إذا نزل قام شطر الليل فسأله أيوب ، كيف كانت قراءته ؟ قال قرأ " وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " فجعل يرتل ويكثر في ذلك النشيج ، ولما سقط الماء في عينيه جاءه الذين ينقبون أي يخرجون الماء من العيون فقالوا : نسيل ماءهما لكنك تمكث عن الصلاة خمسة أيام أي قائما ، فقال : لا والله !! ولا ركعة واحدة " إني حدثت أنه من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان .

            ومن حبر هذه الأمة إلى قائد أول سرية في الإسلام عبد الله بن جحش حيث صدق الله فصدقه الله ، روى إسحاق بن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد : ألا ندعو الله ؟ فخلوا في ناحية فدعا عبد الله بن جحش فقال : " يا رب إذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه وحربه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني ، فإذا لقيتك غدا ، قلت : يا عبد الله لم جدع أنفك وأذنك ؟ فأقول فيك وفي رسولك فتقول صدقت ".

            قال سعد : ولقد لقيته آخر النهار وإن أذنه وأنفه لمعلق في خيط ، وقبل ذلك كان عبد الله بن جحش هو أول من وخز بشوكة الإسلام ، حيث اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم أميرا لأول سرية من سراياه التي انتشرت مبلغة دين الله لمن آمن به ، ومنكلة بمن أعرض وأبى فقتلوا وأسروا وغنموا ، وكان ترتيب هذه السرية بين بدر الأولى وبدر الكبرى ، فحين تربى القوم وصلبت أعوادهم استعدوا كامل الاستعداد ، لذلك خرجوا على حيث المجهول بما فيهم الأمير عبد الله بن جحش ، فالنبي صلى الله عليه وسلم ودعهم وسلم للأمير كتابا وأوصاه " لا تفك هذا الكتاب إلا بعد يومين من المسير نحو جهة كذا " وبعد أن وصل القوم على المكان المحدد (نخلة بين مكة والطائف ) وبعد الفترة المحددة فتح عبد الله الكتاب وقرأه وقال معلقا : سمعا وطاعة . تعرضت سرية عبد الله لعير عمرو بن الحضرمي فقتلت رجلا وأسرت اثنين ، وغنمت العير وعادت سالمة غانمة .
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #51
              صور من حياة السلف

              ويتحرج القوم ويرفع الله الحرج :

              كانت الواقعة في اليوم الأخير من رجب الفرد ، فتحدث الناس أن القوم انتهكوا الشهر الحرم فقتلوا واسروا وغنموا ، وتحرج القوم حتى أنزل الله فيهم قرآنا يرفع الحرج ، ويتلى على يوم القيامة " ويسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه إلى.......والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله " الآية

              خر عبد الله بن جحش شهيدا في سبيل الله بعدما سن القتل والأسر والغنيمة في سبيل الله .

              عاصم بن ثابت ، حفظ الله حيا فحفظه الله ميتا ، وهو من أبطال أحد ، حكم السيف في رقاب العدو ، ولن تجد فيه رمية ولا طعنة من خلف ، كان ممن قتل أخوين لأمهما سلافة بنت سعيد بن سهيل ، كانت تقول : لئن قدرت عليه لأشربن في قحفه الخمر، فلما استشهد جاءت تطلبه فمنعته الدبر ، فلما حالت بينهم وبينه قالت دعوه حتى يذهب عنه فنأخذه ، فلما ذهبوا أرسل الله مطرا فذهب به السيل على حيث شاء الله ، فأصبح القوم يبحثون عنه ، وكان عاصم قد جعل لله عهدا ألا يمسه مشرك وألا يمس مشركا تنجسا ، فكان عمر بن الخطاب يقول حين بلغه خبره : حفظ الله العبد المؤمن عاصم خروجه في الله ودعاؤه لله فأجاب الله دعاءه : " اللهم إني منعت دينك أول النهار فامنع جسدي آخر النهار ، وفي هذا يقول الشاعر :

              وعناية الرحمن تعصم عاصمـا من أن ينال براحة أو إصبع

              بالسيل بعد الدبر من أعدائه في مصرع أكرم به من مصـرع

              وأخيرا نحط راحلنا مع راحلة من تلك الرواحل ثمامة بن أثال ، حيث توظيف المكانة في خدمة الإسلام ، كانت قريش تعيش على الرحلات التجارية ، وكان سوق اليمامة من أسواقها التي لا تعيش دونها ، وكان ثمامة سيد القوم ، لذلك لما دخل مكة ملبيا أسرعت إليه قريش في خفة الطير وأحلام السباع يردون قتله ، فلما اقتربوا منه وعرفوه قال بعضهم لبعض : ويحكم أتعلمون من هذا ؟ إنه ثمامة بن أثال ملك اليمامة ، والله إن أصبتموه بسوء ليقطعن قومه عنا الميرة حتى نموت جوعا .

              ثمامة الضغط والحصار حتى الإسلام :

              بعدما عرفت قريش ثمامة وأغمدوا سيوفهم وأقبلوا إليه بأساليب التشكيك والتشويه أصبأت يا ثمامة ؟ قال لهم : ما صبأت ، وإنما اتبعت خير دين ، ثم قال : لهم أقسم برب هذا البيت إنه لا يصل إليكم بعد عودتي إلى اليمامة حبة من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم عن آخركم ، ظل هذا الحصار ممتدا حتى ضاع القوم وجاعوا ، واستشفعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فوجدوه أخا كريما وابن أخ كريم ..

              والله أكبر ولله الحمد
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #52
                ما شاء الله وتبارك

                تعليق


                • #53
                  المشاركة الأصلية بواسطة الــقــلــب
                  بارك الله فيك أخي أبو فيصل على هذا الجهد والموضوع

                  سلمت يداك


                  اخوي القلب

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  جزاك الله خيرا

                  ونفع الله بك الاسلام والمسلمين

                  شكرا علي مرورك الطيب
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X