إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نحب – كاو .. (Neheb-Kau)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نحب – كاو .. (Neheb-Kau)


    نحب – كاو (Neheb-Kau)




    نحب – كاو .......... اسمه يعنى ( الذى يربط الكا بالجسم المادى) .... و الكا هى أحد الأجسام التسعة للانسان فى مصر القديمة و هى ( كا , با , ايب , رن , آخ , ساحو , خيبيت , سيخم , خيت) . و كلمة "كا" فى اللغة المصرية االقديمة عندما تجمع تصبح "كاو" . و كان قدماء المصريين يعتقدون أن كل شئ فى الكون له "كا" ... الانسان و الحيوان النبات و الكواكب و الأجرام السماوية .... وأن الكائن الواحد يمكن أن تكون له أكثر من "كا" .
    جاء فى متون الأهرام عند الحديث عن انتقال الملك الى العالم الآخر أن "الملك قد عاد الى كاواته" .
    أما كلمة "نحب" (Neheb) بالمصرية القديمة فتعنى يربط , أو يلحم .
    صور الفنان المصرى القديم "نحب – كاو" على شكل ثعبان له أرجل مثل البشر , و فى بعض الأحيان كان يصور بأجنحة , و أحيان أخرى برأسين . كما كان يظهر أيضا بشكل رجل له رأس ثعبان و يرتدى تاج ال "آتف" .
    و جاء ذكر ثعبان ال "نحب – كاو" فى متون الأهرام (فى هرم الملك ونيس) , و أيضا فى كتاب الخروج الى النهار (كتاب الموتى) .
    كان "نحب – كاو" عند قدماء المصريين هو أحد النترو "القوى الكونية / الكائنات الالهية" التى ساهمت فى نشأة الكون , و قام بدر كبير فى حماية رع عند بدأ الخلق , فكان يسبح حول قاربه (قارب رع) , ليمنعه من السقوط فى بحر الفوضى . و منذ نشأة الكون و "نحب – كاو" يلازم رع فى رحلته فى السماء ليحميه من طاقات الفوضى و الظلام .
    اعتقد قدماء المصريين أن تلك القوة الكونية (نحب – كاو) التى قامت بحماية رع (النور / النظام الكونى) عند نشأة الكون ما زالت تقوم بدور حتى الآن فى حماية أرواح البشر سواء من كان منهم حيا أو انتقل الى العالم الآخر .
    لم يكن "نحب – كاو" يحمى الأرواح فقط بل كان أيضا طاقة شافية , فكان يشفى بشكل خاص من لدغ الحيات و العقارب (مع أنه هو نفسه ثعبان) , و هى نفس فكرة استخراج الترياق من السم التى ظهرت فى بعد ذلك كرمز للطب الحديث حيث نرى شعار الطب الحية السامة , و هو رمز لامكانية تحول السم الى ترياق شافى .
    و تحكى الأساطير التى ذكر بها "نحب – كاو" , أن هذا الثعبان القوى ابتلع 7 حيات كوبرا , هى التى منحته طاقة هائلة و قدرة عجيبة على شفاء الأمراض و اللدغات السامة للزواحف .



    كان"نحب – كاو" هو أحد الكائنات التى تقوم بتقديم ملك مصر للقوى الكونية عند بداية اعتلائه عرش مصر , و بعد انتقال الملك الى العالم الآخر يقوم "نحب – كاو" بحماية روح الملك (و كذلك أرواح كل الموتى) و يقدم لهم الطعام و الشراب , و كان الشراب الذى يقدمه "نحب – كاو" لأرواح الموتى هو سائل يطلق عليه اسم "لبن النور" . و هذا الاسم دليل على أن الطعام و الشراب المذكور فى النصوص المصرية القديمة ما هو الا "طاقة حيوية" .
    كان "نحب – كاو" أيضا هو أحد القضاء ال 42 الذين يقومون بالاشراف على محاكمة الأرواح فى قاعة الماعت (العدل / النظام الكونى) يوم الحساب .
    يعتقد أن "نحب – كاو" هو ابن "سركت" (الربة العقرب) .... و ذكرت بعض المصادر أنه ابن جب (الأرض) و "رينينوتت" و هى احدى الحيات الثلاثة المؤنثة فى مصر القديمة (وادجت , ميريت-سيجير , رينينوتت) .
    قدس قدماء المصريين تلك القوة الكونية و جعلوا لها عيدا هو عيد ال "نحب – كاو" , الذى كان يقام فى الشهر الخامس من السنة (شهر طوبة) , و هو بداية موسم حرث الأرض




    الكا فى الدين المصرى القديم عنصر من عناصر الانسان وهى جسم اثيرى وليس ماديا ، يخلق مع الانسان ، ويسكن فى جسدة المادى ، و يظل بة طالما الانسان حى ، وعند موت الانسان الكا تنفصل عن الجسد ، لكن كان نظل معة للأبد.

    لكن الكا لا تسعد بحياة الخلود إلا عندما تشييد مقبره منيعه ، و تابوت كبير ، و تمثال فى الغالب من حجر يشبه بالظبط صاحبه المتوفى ، و اثاث جنائزى كامل ، و قرابين تقدم له فى المناسبات ، و تصوير مناظر على جدران المقبره تشبه الانشطه التى كان يمارسها صاحب المقبره فى حياته .
    اما "البا" وهو روح سماوى. وكانوا يصورونها على شكل طائر له رأس إنسان وهى تغادر الجسم بعد الوفاة إلى السماء حيث تسكن فى النجوم، ثم تعود إلى زيارة الجسم بين آن وآخر.
    حرص المصريين على زيارة المقابر و تقديم القرابين للكا اللى كانت تخرج من اعماق المقبره من باب حجرى و همى .



    ابن المتوفى البكر كان هو الذى يتولى عملية تقديم القرابين للكا و كان ينادى عليها لكى تخرج.




    لم يكن الأجداد المصريون يعتقدون أن الموت هو نهاية الحياة. وذلك لأنه بعد الموت تحل هذه "الكا" فى الجسم، وتعيش فيه إلى الأبد. ولهذا حاولوا تحنيط الجسم ليعيش إلى الأبد، وتجد فيه "الكا" مكاناً أبدياً لها. ولأجل المحافظة على الجسم وضعوه فى مقابر محصنة تباعد بينه وبين اللصوص وتمنعهم من الوصول إليه، كما عمدوا بناء هذه المقابر أو حفرها فى الجهات الجافة أو الجبلية، لكى تكون بعيدة عن الرطوبة.

    وكان القرين أو "الكا" يلازم المكان الذى وضعت فيه الجثة فى حجرة الدفن فى المقبرة، ولم يكن يغادرها إلا عن طريق الباب الوهمى ليدخل إلى المزار.


    وتم الاحتياط لفناء الجسد بأى سبب من الأسباب. فصنعوا التماثيل، ووضعوها فى المقبرة لتحل فيها "الكا" بدلاً من الجسد إذا ما سُرِق أو فنى. وأكثروا من صناعة هذه التماثيل لأنها كلما كثرت تأكدوا من خلود روحهم إلى الأبد.

    وكل مصطبة تتكون من شقين رئيسيين:
    • الأول وهو الجزء المبنى فوق سطح الأرض، وهو يحتوى على المدخل والمزار الذى يحتوى على الباب الوهمى ومائدة القرابين، كما يحتوى على حجرة صغيرة بُنى جدارها من الأرض إلى السقف. وهو يحتوى على تماثيل صاحب المقبرة، ويسمى هذا المكان السرداب.
    • والثانى وهو الجزء المحفور تحت سطح الأرض وفى صميم الصخر، ويحتوى على حجرة الدفن، والطريق الموصل إليها، ويسمى البئر. وكان تابوت الميت يوضع فى داخل هذه الحجرة.



    قد كان لاعتقاد قدماء المصريين في الحساب بعد الموت أكثر الأثر في ردع النفوس عن إرتكاب الذنوب والشر .

    تصور المصري القديم أن الاله أوزير سيكون سيد مملكة الموتي والمشرف علي حساب المتوفي ، وقد صور كتاب الموتي من عهد الدولة الحديثة المحاكمة أوضح تصوير وعبر عنها باللفظ والصورة .


    ويظهر الإنسان في الحال بعد الموت أمام محكمة أوزير لمحاسبته عما فعل من حسنات وأقترف من سيئات ليلقي الجزاء العادل .




    و نجد المتوفي يؤدي إمتحاناً عسيراً عما قدموه في دنياهم خيرا كان أم شراً ولن ينجح في هذا الامتحان الالهي اصحاب الثروة والجاه والأهرامات الشاهقة والقبور الفخمة وما يقدملأصحابها من قرابين وأدعيات وانما سيكون النجاح فيها من نصيب أصحاب العمل الصالح وذوي النفوس الطيبة وهكذا أصبح من مستلزمات ذلك العهد أن المرء لابد أن يجتاز امتحانا عسيرا أمام هذه المحكمة لينال السعادة المنشودة في العالم الآخر .



    يرأس الإله اوزير محكمة العدل جالسا في عرشه في ناووس قائم في صدر القاعة المكلل سقفها بالقناديل وعلامات الحق وأمامه أحفاده ابناء حور ( امستي - دواموت اف - قبح سنو اف - حابي ) وإلي جانب ملك الموتي كان يجلس القرفصاء أثنان واربعون مارداً غريباً رؤسهم كهيئة الثعابين أو الصقور أو العقبا أو الكباش وامام هذه المخلوقات التي أطلق عليهم " آكلة الدماء " و " واسعي الخطي " و " آكلة الظلال " و "الؤوس الملتوية " و " عين اللهب " وغيرها من الألقاب ،



    وفي يد كلا منهم سيف لقتل الخاطئ ووظيفتهم ملاحظة ما يظهر في كفتي الميزان الذي يزن الحسنات والسيئات ، وعلي محور الارتكاز يجلس قرد برأس كلب " رفيق تحوت كاتب الألهة والإله أنوبيس برأس أبن أوي يختبر لسان الميزان وفي مواجهة أنوبيس وعلي يسار الميزان يوجد الاله " شاي " إله الحظ و"مسخن " ( وهو عبارة عن ذراع مكعب برأس أدمي يعتقد البعض أن له صلة بمكان ميلاد الشخص ) والهتي الولادة وتربية الاطفال " مسخنت " و" رننت " ويظهر روح المتوفي في هيئة طائر برأس انسان يقف علي بوابة والي اليمين وراء أنوبيس يقف تحوت ممسكا في يديه لوحة الكتابة والقلم حتي يسجل نتيجة المحاكمة وخلف تحوت تتربص الملتهمة " عميت " في صورة مخيفة وهذا الحيوان عبارة عن حيوان مركب له رأس تمساح وبدن أسد ومؤخرة فرس النهر .




    ثم يدخل المتوفي من باب القاعة مصحوباً بزوجته رافعا يديه بالدعاء قائلا :-
    أنا طاهر.. انا طاهر وأرجو ألا يمسني شر في محكمة العدل "
    وبعد ذلك يتقدم الاله انوبيس ويقود المتوفي أمام الاله الجالس الحاكم ثم يقول :-
    " السلام عليكم يا سيد الغرب ، اني حاضر أليك بدون ذنب عليّ وما كنت أتكلم السوء ولم أخادع فامنحني سكنا طيبا في حقول إيارو " .


    ثم يستكمل مرافعته عن نفسه فيقول :-
    " سلام عليكم أيها الاله العظيم صاحب الحق ، اني جئت أليك يارب خاضعا أمامك لأعاين مجدك ، اني اعرفك ، واعرف اسمك واسماء الأثنين واربعين قاضيا الجالسين معك في قاعة العدل والمتغذيين من لحوم العصا والمرتون من دمائهم في هذا اليوم العظيم وفي هذه الساعة الرهيبة " .
    ولعل من الأهمية بمكان الاشارة اليه ان المتوفي عليه ان يقدم نوعين من الدفاع : -

    * الدفاع الأول :- عن نفسه وهو دفاع عام

    * الدفاع الثاني :- الي كل من القضاه باسمه وصفاته وأن يبرئ نفسه امامهم من اثنين واربعين خطيئة .

    وان هذا القسم من كتاب الموتي يشيع اطلاقا لفظ الاعتراف وحتي ان بعض المحررين أضاف كلمة " سلبي " وبهذا اصبح يسمي " الاعتراف السلبي " ونجد المتوفي في الدفاع يقول :-
    " لم أذبح الناس .. لم اسلب .. لم انهب الطعام .. لم آثر الخوف .. لم آثر الصراع " .
    ثم يستكمل " لقد اتيت اليك يا آلهي / متحليا بالحق ، متخليا عن كل خطئية فاني لم أظلم أحد ولم أسلك طريق الشر ولم أأشته إمرأة قريبي ولا مال غيري ولم أكذب قط ولم أخالف الأوامر الإلهية "


    وعندما دافع عن نفسه بنجاح علي هذا المنوال أمام المحكمة العظمي بأجمعها فإن المتوفي يخاطبهم في ثقة ويقول: -
    " التحية لكم أيها الآلهة اني اعرفكم اني اعرف اسمائكم لا اسقط امام انصالكم ، لا تبلغوا السوء لهذا الاله العظيم الذي تتبعونه " .


    ويجول المتوفي علي ارباب الاقاليم ثم بقوم القضاة بسؤاله 42 سؤال ويقولون : -
    - هل عشت اجلك كاملا كما حدده الرب
    - هل رعيت حق بدنك عليك
    - هل حفظت جسدك طاهرا كالثوب الابيض
    - هل سرقت ماليس لك
    - هل برأت من النظر الي جسد امك وخالتك واختك
    - هل اذيت او عذبت حيوانا........ وغيرها من الاسئلة


    ثم يعرض علي الميزان والمعبودة ماعت ممثلة الحق والاستقامة في كفة الميزان اليمني وقلب المتوفي في اليساروقد اختاره المصري القديم تحديدا لانه مصدر النية والمشاعر .
    فاذا كان المتوفي صادقا في دفاعه فاستقام لسان الميزان وحينما يشاهد قلبه هكذا يرتجف منزعجا ويقول :-

    " ايها القلب الذي خلقت لي وانا خلقت لك في عالم التكوين واتيت معي الي الدنيا ولا تنازعني ولا تناقشني ، الحساب بين الاله ومجلس اقضاة في هذا الوقت الخطير واليوم العبوس ولا تسقط كفة الميزان أمام الاله اوزير والديان العظيم ".



    فاذا استطاع ان يؤكد انه لم يسرق ولم يخن زوجته ولم يسب الملك ولم يرتكب اية خطيئة من الخطايا الأثنين والاربعين واذا ظهر الميزان الكبير الذي يزن قلبه فيه انه برئ فان الاله تحوت كاتب الالهة يسجل حكم المحكمة ببرائته ، ويقول أوزير له :-



    " فليخرج الميت فائزا من قاعة العدل وليذهب حيثما شاء لتفتح له أبواب الجنة ولتزفه جميع الالهه اليها ولا تتعرض له حراس السماء بسوء وليعطي له ثيابه من الكتان الجيد ويرد له قلبه ولتوهب له حياة جديدة وليجلس في الفردوس السماوي "




    اما اذا ثقلت موازينه فتلتهم قلبه ذلك الحيوان المفترس الذي يسمي بالعميت وهذا معناه الفناء الكامل وعدم البعث مرة اخري وفي ذلك الحين يقول اوزير له :-
    " اذهب عني ايها الشرير الي الجحيم لتلاقي اشد العذاب ، انتم ايها القضاه اقتلوه بسيوفكم وتغذوا الان من لحمه واشربوه من دمه ، وانتن ايها الارواح الشريرة اضربنه بالحديد واحرقوه بالنار ، وانت يا عم عم الوحش المفترس قطعه اربا اربا وتغذي من احشائه " .



    اما النفس التي ارتكبت بعض الهفوات فلابد ان تذوق بعض العذاب وقتا ما لتطهيرها قبل دخول الجنة . وقد ورد في كتاب الموتي حفرة من النار موضوعة تحت حراسة الالهه الاربعة لتطهيرها في هذا المطهر ومحو هفواتهاوبعد ذلك لابد ان يتغلب عي بعض المخاطر فيمر علي مكان فيه غرف كثيرة ومظلمة تحت مراقبة الوحوش الضارية وقد وصف ذلك بالتفصيل في كتب الموتي التي كانوا يضعونها مع الاموات في قبورهم لتنبئهم علي هذه المهالك لتسهل له الوصول الي الجنة




    واعتقدوا ايضا ان الحياة الاخري التي يعشيون فيها بعد الموت عبارة عن حقول زراعية جميلة ينمو فيها القمح والاشياء الطيبة وتجري فيها الانهار حيث تروي الارض بدون شادوف واطلقوا عليها اسم " ايارو " فعندما يصل المتوفي الي هذه الحقول لايكون مضطرا للاشتغال بالحرث والحصاد بل يتمتع بالاكل والشرب والنوم والجلوس في ظل الاشجار ويتمتع بريح الشمال المنعش .

    واعتقدوا ايضا ان هناك جزيزة تسمي " جزيرة السعادة " تشقها قنوات المياة وتصوروا ان القناة الثالثة من هذه الجزيرة كانت تقع بين مستنقعات الدلتا التي عمت الوجه البحري وكانت تحوي عددا كبيرا من الطيور ومن كل ذلك نعلم انهم صوروا الحياة الاخري علي شكل جنة ارضية وعلي شكل مملكة بعيدة عن مدي بصر الانسان .

    وهكذا استطاع المصري القديم ان يقتربوا الي حد ما من المبدا الذي قررته كتب السماء وهو ان الاخرة نتيجة العمل الصالح .

    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-01-10, 06:03 PM.
يعمل...
X