إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موجات أينشتاين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موجات أينشتاين



    موجات أينشتاين




    بعد طول أنتظار لما يقرب ال 100 عام سيشهد العالم الحدث الذي سيغير نظرتنا ومعلوماتنا عن الكون والذي طالما بقي مجرد معادلات ونظريات علمية مثبتة رياضياً ولكنها تفتقد الأثبات التجريبي الدقيق والمتخصص..والتي يفترض أن يتم الأعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة..

    الكلام بخصوص موجات الجاذبية أو موجات أينشتاين..والكثير منا يسمع بالموضوع لكنه لم يفهمه فهم دقيق وعلمي ولا يعرف مدى أهميته وتأثيره وسنحاول هنا تبسيط المفاهيم العلمية وشرحها وجعلها أكثر سهولة للفهم.

    تنبأ العالم ألبرت اينشتاين بتلك الموجات منذ عام 1916 كنتيجة للنظرية النسبية له..وعلى الرغم من وجود أدلة دعمت وجودها لكن لم يتمكن العلماء من أكتشافها بشكل مباشر والسبب هو لأنها غاية في الصغر (أصغر بمليون مرة من الذرة تقريباً)..أنها تشبه موجات صغيرة بداخل بحيرة كبيرة...حيث تبدو البحيرة من بعيد كأنها صافية ولكن أذا أقتربنا منها ودققنا النظر سنرى تفاصيلها أكثر..

    موجات الجاذبية هي تموجات في نسيج الزمكان وهي تحمل طاقة عبر الكون والمثير بالموضوع هو أن موجات الجاذبية البدائية التي تكونت في بداية نشأة الكون تحمل معلومات غاية في الأهمية عن ولادتة..وأن حدوث تلك التموجات هو نتيجة لحركة الأجسام الكونية الكبيرة أو الأحداث الضخمه في الكون مثل أنفجارات السوبر نوفا..

    أكتشاف موجات الجاذبية يعتبر من أهم ألاكتشافات العلمية
    وتكمن أهميتة في سببين:

    الأول/أنه سوف يمهد لطريقة جديدة في دراسة الكون ومعرفته حيث سيسمح لعلماء الكونيات والفيزياء بأستنتاج المراحل التي تسببت في هذه الموجات وبالتالي الرجوع بالزمن ألى اللحظات الأولى من تكوين الكون وفهمه ومعرفة مراحله التي مر بها بعيداً عن التكهنات أو الأفتراضات الغير مبنية على أدلة علمية..

    الثاني/أنه سيؤكد صحة نظرية التضخم الكوني والتي تعطينا تفاصيل أكثر دقة عن أصل الكون وبما أننا تطرقنا لنظرية التضخم الكوني فالنوضحها ونعرف ماهو الفرق بينها وبين نظرية الأنفجار العظيم..

    التضخم الكوني هو فكرة متطورة عن الأنفجار العظيم..لكون نظرية الأنفجار العظيم والتي أقترحت من قبل الفيزيائي البلجيكي جورج لوميتر والتي أطلق عليها أسم (اليوم بلا أمس) مشيراً بهذا الأسم ألى انها اللحظة التي ولد بها الزمان والمكان..ألا أن هذه النظرية لم تكن مريحه بالنسبة للعلماء ولا تتناسب مع رصد علماء الكونيات حيث أن توزيع الماده في الفضاء مرتب ومنتظم ولا يرجح أنه نتاج أنفجار بالمفهوم المتداول...وعليه أقترح العلماء في السبعينيات من القرن الماضي.. نموذج معدل وأطلق عليه أسم التضخم الكوني..حيث يقول النموذج أن الكون مر بتوسع مفاجئ في الأجزاء الأولى من الثانية الأولى للأنفجار العظيم

    أن التضخم الكوني هو الوحيد الذي له القدرة على تضخيم أشارات موجات الجاذبية الأولية بشكل كافي ليتم أكتشافها..فأذا تم رصد تلك الموجات فهذا يعتبر الدليل القطعي والنهائي على حدوث التضخم الكوني..

    منذ اللحظة الأولى للأنفجار العظيم ولغاية 240 ألف سنة بعد لحظة الصفر كان الكون معتماً ومظلماً جداً وكانت أنوية الذرات متباعده ومنفصلة عن الألكترونات ولذلك فأن فوتونات الضوء تتفاعل مع الشحنات الموجبة والسالبة بأستمرار للأنوية الذرية..وبعد أن برد الكون أخذت الأنوية تلتقط الألكترونات وتعادلت الشحنات السالبة والموجبة والنتيجه كانت أن اصبحت مادة الكون شفافه أكثر وسمحت للفوتونات الضوئية بالحركة..وهذا يفسر عدم أمكانية أو بالأصح..عدم معرفة الصور الأولى للأنفجار لعدم توفر الضوء..

    ولكن ما علاقة هذا الكلام بموجات الجاذبية ؟

    أن الرصد الفلكي حالياً يعتمد بشكل أساسي عللى الأشعه الكهرومغناطيسية ووحدة بنائها هي الفوتونات..ولأن الضوء يستغرق وقتاً طويلاً لكي يصل ألينا فبالتالي نحن نشاهد ما حصل في الماضي وليس الحاضر..حيث أن أبعد شيء نراه في في الكون هو أشعاع الخلفية الكوني أو الأشعه الميكرويفية Cosmic microwave background (الفوتونات الأولى التي أنطلقت من الكون بعد ألتقاط الأنوية للألكترونات) حيث أن تلك الفترة الأولى (240 أل سنة) غير مكتملة الصورة ولايمتلك العلماء صورة واضحه عنها..
    لذلك فأكتشاف تلك الموجات يعطينا صورة أدق وأكثر وضوح عن بداية الكون لأنها الطريقة الوحيدة التي تمكننا من تتبع الكون والأحداث التي حصلت وتحصل فيه..
    أنها ببساطه..العودة ألى الماضي..والمثير أيضاً أن تلك الموجات تحمل معلومات تفصيلية أيضاً عن تلك الأحداث التي حدثت في كل الكون أي أنها ستشرح لنا كيفية تكون النجوم والكواكب والمجرات وتخبرنا عن الأحداث التي جرت على الأرض وبقية الأجرام .



يعمل...
X