إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طريق البخور

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    اننا نقف امام رواية حملت عنوان (طريق البخور) للقاص المبدع منير طلال والذي يتحدث فيها عن فترة زمنية من تاريخ اليمن تبدأ في العام الثاني والعشرين قبل الميلاد محاولاً اسقاط الماضي علي الحاضر من اجل الانطلاق نحو المستقبل بروح تستنهض الهمم وترفض الرضوخ متيقظة للخطر القادم من حيث ما يقدمه دوماً كل ذلك يقدمه طلال في روايته من خلال عرض تاريخي يحمل في طياته الكثير من العبر والمعاني التي يسوقها للتأمل على مدى صفحات الرواية المائتين والتسعة عشر التي تبدأ اولاها من عاصمة الامبراطورية الرومانية التي كانت تمثل سيادة القطب الاوحد الذي يعيد نفسه اليوم بصورة اشد بشاعة من الامس والمشهد منذ الصفحة الاولى يوحي بروح المستعمر الذي كان همه دوماً الانقضاض على المنطقة لسلب خيراتها فتبدأ الرواية بالتعرف على شكل وروح المستعمر القديم: «الامبراطور الروماني اغسطس اوكتافيوس الذي اتسعت في عهده رقعة الامبراطورية الرومانية لتصبح اكبر دولة في العالم جلس على عرشه ومجموعة من التجار اليونانيين والاغريق تطلب اليه السيطرة على بلاد العرب الجنوبية المكان الهام والاستراتيجي فبادره رئيس طائفة التجار اليونانيين في محاولة لإغرائه.
    - إن طريق الذهب خارج نطاق سيطرتنا.. اقصد البهار.. انه الطريق المعروف بطريق البخور».
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #17
      ويواصل طلال في روايته وصف مبررات المستعمر التي لا تموت:
      «وقف احد التجار وانحنى للإمبراطور وقال: الازمة الاقتصادية الاخيرة التي عصفت بنا كانت ناتجة عن ارتفاع اسعار البهارات والعطور والبخور والمر بشكل جنوني فاق كل التصورات».
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #18
        وتستمر الحوارات التي تسوق للغزو بلغة حديثة يحاول المؤلف من خلالها المقارنة بين مبررات الاستعمار القديم والجديد وهو الامر الذي دأب عليه المؤلف حتى نهاية الرواية حيث كتب الحاضر بلغة المستقبل والعكس منطلقاً من مقولة (التاريخ يعيد نفسه) حيث يسرد الاحداث السياسية بشكل بسيط ومباشر لايجد القارئ معه عناء في الربط ما بين التاريخ القديم والمعاصر فالاجواء ذاتها كما يقدمها المؤلف امبراطورية كبيرة تستنزف ثروات دويلات صغيرة متناثرة ومتحاربة بمساعدة طوابير العملاء الباحثين عن المال لا غير، حيث يشير المؤلف الى حالة التشرذم السياسي التي كانت تعاني منه دويلات جنوب الجزيرة العربية واستعانة الحملة الرومانية على اليمن بالمرتزقة ممن يسعون للحصول على الغنائم، كما يشير الى ان تكاليف الحملة تم جمعها من العرب في شمال الجزيرة في اسقاط سياسي مباشر وصريح وهو الامر الذي دأب عليه خلال صفحات روايته غير ان ذلك لا يقلل من كون الرواية عملاً أدبياً يقدم المعلومة التاريخية من خلال الاتكاء على التاريخ كمصدر اساسي في نسيج الرواية مع الاستعانة بخيال الروائي في ربط الاحداث وصنع مسارحها وشخوصها المبتكرة واحياناً البحث عن ادوار مغايرة لما جاء في المصادر التاريخية وذلك ما حصل على سبيل المثال مع صالح وزير الدولة العربية النبطية الذي جاء في كتب التاريخ بوصفه دليلاً للحملة الرومانية بينما رأى فيه المؤلف رجلاً عروبياً ساهم في فشل الحملة الرومانية وهو الامر الذي أدى الى قتله في نهاية المطاف وهي اجتهادات حصل عليها المؤلف من خلال ربط الاحداث التاريخية وتنوع مصادره اضافة الى الايفاء بمتطلبات العمل الروائي الدرامية التي تستلزم خيالاً خصباً وافقاً متطلعاً لا يقبل الحدود ولا يرضخ للقوالب الجاهزة بقدر ما يحاول تطويعها وفقاً لمتطلبات العمل الادبي وهو الامر الذي استفاد منه مؤلف (طريق البخور) من خلال تحويل مجريات الرواية وشخوصها الي منبر لطرح الافكار والتحريض لها بأسلوب قومي تحريضي واضح يذكر بالماضي ويجمله الى حد ما من اجل البحث عن قدوة مفترضة لمواجهة تحديات المستقبل، وفي هذا السياق يسعى المؤلف للمقاربة بين معطيات الامس واليوم من اجل الوصول الى نتائج مشابهة فالشعب الذي لا يملك خياره لا يستطيع ان يقاوم العدوان كما يرد على لسان الملك السبئي الذي قهر شعبه الغزو الروماني في حين يتردد على الجانب الاستعماري ذات الشعار الذي يردد اليوم (من ليس معنا فهو ضدنا) بحسب لسان حال قائد الجيش الروماني الغازي الذي يدعي انه جاء لنقل الحضارة بينما جلبته المطامع بالثروة.
        في الاخير لابد من الاشارة الى ان هذه الوقفة القصيرة مع رواية طريق البخور لا تفي بحقها ولكنها مجرد مقدمة عابرة لعمل متميز يستحق الوقوف عنده طويلاً وخصوصاً وهو عمل أدبي يبشر بظهور جيل يعتز بماضيه مستشرفاً مستقبله.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #19
          صرح العالم الألماني والتر موللر بصعوبة هذة الدراسـة قائلاً عن طريق البخور بأنـه (طريق يصعب تحديد مسالكه تماماً)
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #20
            (ليس ثمة شك في أننا لكي نفهم تاريخ منطقة ما لابد لنا من معرفة المسرح الذي جرت عليه أحداث هذا التاريخ، ونجد لهذه المقولة في اليمن أكبر برهان لها، فنحن إلى اليوم رغم كل الجهود التي يبذلها علماء الدراسات اليمنية، ما زلنا غير قادرين على تتبع طرق القوافل القديمة بشكل صحيح، علماً بأن هذه الطرق قد أدت دوراً هاماً في ازدهار الحضارة اليمنية القديمة)
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #21
              مراحل الطريق (عبر الأودية الشرقية) من ميناء قنا إلى نجران، ومراحله (عبر الهضبة الجبلية) من ميناء عدن إلى صعدة.



              المبحث الأول:- يعرض لـمراحل طريق البخور عبر الأودية الشرقية (من نجران إلى مكة). حيث أخذ الطريق على حافات الصحراء، ونشأ مع نشوء تجارة البخور مما جعله أقدم المسالك. كما سنتعرف على القبائل العربية المستقرة في منازل الطريق أو حوله. ويعرض المبحث الثاني لطريق البخور عبر الهضبة الجبلية، وهو ما يعرف بـ(طريق أسعد الكامـل)، وسنوضـح سبب تسمية الطريق بـهذا الاسم، ومراحله، والقبائـل العربية المنتشرة في منازله، حتى يلتقي بالطريق الشرقية في تبالة.


              مبحثين:- الأول سنتعرف فيه على مسار الطريق ومنازله بين مكة والمدينة، واللتين تعدان أهم حواضر الحجاز الدينية والاقتصادية. أما المبحث الثاني فسنتناول فيه طريق البخور بين المدينة والبتراء.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #22
                كانت بلاد اليمن تحتل مكانة خاصة في العالم القديم لإنتاجها سلع البخور والعطور، التي كان الطلب عليها كبيراً من قبل سكان العالم القديم. ولتوافر وسائل النقل المحلية قاد أهل اليمن الموكب التجاري العربي منذ آلاف السنين لتزويد مراكز الحضارات القديمة بما تحتاجه من هذه السلع المتعددة الأغراض.
                واعتمد أهل اليمن لقوافلهم التجارية طريقاً بين اليمن والشام يسير في الأجزاء الغربية من الجزيرة العربية، مراعين في ذلك عدداً من العوامل الطبيعية والبشرية، وقد عرف هذا الطريق عند الباحثين المتأخرين باسم (طريق البخور) بصفته السلعة الأساسية التي قام لأجلها الطريق.
                وما من شك أن نجران كانت عقدة مهمة من عقد التجارة على طريق البخور، إلا أن معلومات الباحثين عن الطريق شمال هذه المحطة كانت محدودة وغير واضحة. وقد تبين من خلال مواكبة الموارد التاريخية والزيارات الميدانية أن قوافل البخور سلكت أكثر من طريق بين موانئ اليمن ومكة المكرمة، إذ اعتمدت في بداية الأمر طريقاً على الأطراف الغربية للصحراء أي ما بين نجد والحجاز، واستمرت في سفرها عبر هذا الطريق حتى عام (400 ميلادية).
                ومع بداية القرن الخامس الميلادي سلكت القوافل طريقاً آخر عبر الهضبة الجبلية اختلفت محطاته ومنازله عن الطريق الأولى بين موانئ اليمن وتبالة الواقعة في الجنوب الشرقي من مكة. ويبدو من خلال تسميته بـ(درب أسعد الكامل) أن هذا التحول تم في عهد الملك الحميري أسعد الكامل الذي عاش في أوائل القرن الخامس الميلادي، ومع أن هذا الطريق أكثر وعورة من طريق البخور الأولى عبر الأودية الشرقية إلا أنه كان أكثر ماءً ونباتاً، مما جعل أبرهة الحبشي يسلكه في حملته المشؤومة على مكة المكرمة لحاجة الفيل الكبيرة للماء والعلف، وهو ما لا يتوافر في منازل الطريق عبر الأودية الشرقية.
                أما الطريق شامي مكة فقد كانت القوافل تسلك طريقاً معلوماً بين مكة والمدينة، وأخبار سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مدونة في هذا الجزء من الطريق مما زاده وضوحاً لدى الباحثين، كما سلكت القوافل طريقاً بين المدينة والشام قليل الماء والكلأ مما انعكس على طول مراحله وقلة المعلومات عنها، لاسيما وأن الشمال الغربي من الجزيرة العربية يسمى عند قسم من الباحثين بـ(بلاد العرب الصخرية).
                كما تبين أنه كان لطريق البخور دور كبير في التواصل الحضاري بين بلاد اليمن ومحطات الطريق المختلفة، وقد كانت آثار اليمن الاقتصادية هي أبرز هذه الآثار الحضارية، حيث شكل طريق البخور جسراً للمعارف والخبرات الزراعية والصناعية والتجارية.
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #23
                  المصادر

                  حمد الجاسر (محقق)، كتاب إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت:- 285هـ/898م)، المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة، ط1 (الرياض:- دار اليمايمة، 1981)، المقدمة ص 259.



                  محمد عبد القادر، تاريخ اليمن القديم، ط1 (بيروت:- دار الفكر، د.ت)، ص 188.


                  طريق اللبان القديمة، في أوراق في تاريخ اليمن وآثاره (بحوث ومقالات)، تحرير:- يوسف محمد عبدالله، ط2 (بيروت:- دار الفكر، 1990)، ص 221.



                  عبدالله حسن، دراسات في تاريخ اليمن القديم، ط 1 (اليمن:- مكتبة الوعي الثوري، 2000)، ص 102.



                  فاضل عبد الواحد علي، محاضرات غير منشورة لطلبة الدراسات العليا (جامعة بغداد).
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #24
                    كانت مصر وبين النهرين لهما علاقة تجارية قوية مع بلاد العرب الجنوبية ، وخاصة مع اليمن ، منذ ازمنة طويلة . واليمن كانت نقطة الاتصال بين الهند ومصر مثلاً منذ حول القرن الخامس عشر ق.م. ، ان يكن قبل ذلك . والذي كان يجذب التجار المصريين وغيرهم الى اليمن هو البخور. ذلك ان البخور كان يستعمل في هياكل ومعابد العالم القديم . وكانت حضرموت البلاد الوحيدة في العالم القديم التي كانت تنتجه. فكان لزاماً على الناس ان يحصلوا عليه منها ، وكانت اليمن مركز هذه التجارة ، ومنها تنتقل اما بطريق البحر الاحمر او بطريق الحجاز ومن ثم توزع في اقطار العالم القديم : مصر والعراق وسورية وآسيا الصغرى والعالم اليوناني وايطاليا وغيرها.

                    كانت ظفار ، في حضرموت ، المكان التي تجمع فيه غلات البخور وتنقل عن طريق وادي حضرموت الى اليمن . واليمن هي التي توزعه . وعلى طريق البخور هذه قامت دول اليمن الكبيرة ، واحدة بعد اخرى : معن وسبأ وحمير. وعلى هذه الطريق ظهرت المدن الكبرى في الجنوب العربي لبلاد العرب .
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #25
                      لنتمكن من تصور الثراء الذي جلبته تجارة البخور للعرب ، يجب ان نعرف بعض الكميات التي كانت تنقل على هذه الطريق وتستهلك في معابد العالم القديم . فقد كان في هيكل القدس مثلا غرف مخصصة لخزن البخور . ونعرف ان أمون ارسل اليه في سنة واحدة في القرن الثاني عشر ق.م. ما زنته 2159 جرة و 304093 مكيال من البخور. واحرق كهنة بعل في بابل عشرة الاف وزنة من البخور في السنة الواحدة .ولما نظَم دارا الكبير امبراطوريته وعلاقاته مع التجار العرب كانت حصته في العام الواحد الف وزنة من البخور . وقد ارسل الاسكندر الكبير خمسمئة وزنة من البخور من غزة لما احتلها الى معلمه هدية .!. واذا أضفنا الى ذلك الجنازات وما كان يحرق فيها من هذا البخور العربي ادركنا مصدر هذه الثروة الكبيرة التي تمتعت اليمن بها .
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #26
                        على ان اليمن كانت ، فضلاً عن انها مركز الاتجار بالبخور ، مركز التجارة الهندية مع البحر الابيض المتوسط وتقلبت هذه التجارة تبعا للدول التي كان من واجبها الاشراف على البحر الاحمر وما اليه . فنحن نرى مثلا انه لما استقر البطالسة في مصر ونظَموا شؤونها وانشأوا لهم اسطولا في البحر الاحمر ، نشطت التجارة كثيراً وامتدت المنشآت التجارية المصرية الى الشاطىء الافريقي الصومالي والى جزيرة سومطرى. ومن هناك كان يحمل الى مصر العاج والعبيد والصدف . وكم نقل الهلينيون من الفيلة التي كانت عدة جيوشهم في معاركهم ! ولمثل هذه المتاجر وغيرها حفر البطالسة الترعة التي كانت تصل النيل بالبحر الاحمر ، وأصلحوا الطرق على النيل وميناء برنيسي على البحر الاحمر . لكن لما ضعف شأن البطالسة افلتت تجارة البحر الاحمر من أيديهم واقتصر نقل المتاجر على طريق الحجاز البرية الى البتراء ومنها الى بقية الاسواق السورية وغيرها .
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #27
                          وأخيرا احتل الرومان مصر وأعاد اغسطس السلم الى العالم الروماني وحافظ خلفاؤه عليه . وأدرك اغسطس قيمة البحر الاحمر في التجارة الرومانية الشرقية ، فأرسل حملة الى بلاد العرب بقصد احتلال اليمن . لكن الحملة فشلت . ذلك أن اغسطس امر غالوس ، القائد العام في مصر، بأن يسير ومعه عشرة الاف جندي فطلب من الانباط ان يمدوه بألف جندي وان يرشدوه في سيره . كذلك أمر اغسطس هيردوس ملك القدس ان يساعد غالوس في حملته . وقد تولى الوزير النبطي سيلوس مهمة التموين والارشاد.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #28
                            قامت الحملة من ارزينوي ، وهي قرب السويس الحديثة ، ونقل الجنود الى " لوكي كومي " على مقربة من ينبع ، اي عبر البحر الاحمر . ومن هنا بدأوا سفرا بريًا طويلا الى مأرب ، والمسافة تقرب من الفين وخمسمئة كيلومتر ، في بلاد لا يْعرف عنها شيء . بدأ الجيش السير من لوكي كومي في ربيع سنة 24 ق.م. فلقي صعوبات كبيرة لقلة الماء . واخيرا وصل الجيش الى نجران فحاصرها واحتلها ودمرها انتقاما لنفسه لما اصابه في الطريق. ثم التقى الرومان بجيش عربي الى الجنوب من نجران فانتصروا عليه . ويروي بعض من أرخ للحملة أن الرومان احتلوا مدينتين ، لعلهما براقش والبيضاء الحديثتان . وترك غالوس هناك حاميته وسار الى مريما وحاصرها ستة ايام . لكن الرومان اضطروا الى الانسحاب ، فارتدوا على اعقابهم ، ولم يبلغوا مأرب . ومريما تقع الى الجنوب الشرقي من مأرب . وهنا يبدو السوأل عن خطة غالوس . ولعل التفسير الوحيد لحركاته هو انه أراد الن يحيط باطراف اليمن قبل مهاجة القلب . فكانت النتيجة الفشل بعد سفر دام ستة اشهر.
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #29
                              الغريب أن غالوس عاد بنفس الطريق . ولعل السبب هو انه لم يكن لديه سفن تمكنه من العودة بحراً. وعند حدود المملكة النبطية نقل جنده عبر البحر الاحمر الى القصير ومنها الى قفط فالاسكندرية .

                              إتهم الرومان سيلوس ، الوزير النبطي ، بأنه غرر بهم عمدا لتظل التجارة بأيدي العرب . لذلك أعدم في روما بعد الحملة بمدة قصيرة . على أنه ، وإن كان اغسطس فشل في امتلاك اليمن ، فان النظام الذب أعيد الى مصر أدى الى انتعاش التجارة ، حتى اننا نجد أن سترابو يتحدث فيما بعد عن ميوس هرموس ، على البحر ، فيذكر أن مئة وعشرين سفينة سافرت منها في سنة واحدة الى الهند .
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #30
                                احتفظ العرب باحتكارهم لطريق التجارة الى اواسط القرن الاول للميلاد ، لما اهتدى هبالوس الى سر الرياح الموسمية ومواعيد هبوبها. عندئذ نفذ الغربيون الى مياه المحيط الهندي . لكن ذلك كان قليلا ، وظلَت تجارة البخور بأيدي العرب . وأدى اكتشاف سر الرياح الموسمية الى تنظيم السفر مباشرة . ففي توز / يوليو كانت السفن تقلع من مصر فتصل الى الميط الهندي والرياح الموسمية هي في اقوى هبوبها ، فتحملها الى الهند حيث تصل في شهر ايلول / سبتمبر ، ويقضي التجار شهرين هناك لبيع البضائع وتجهيز السفن بالبضاعة الجديدة ، ويبحرون في تشرين الثاني / نوفمبر فتنقلهم الرياح الموسمية الشتوية الى عدن . وفي شباط / فبراير تكون المتاجر قد وصلت الى الاسكندرية .
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X