إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بروتوكولات حكماء صهيون

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ـ موقف المفكرين في حرب الصهيونية:


    أمام هذه الملحمة بيننا وبين الشعب اليهودي الذي أحذر خطره، وأحذر الناس إياه فأنا فيها كما قال الحارث بن عبادة الزعيم الجاهلي:

    "لم أكن من جناتها علم الله واني بحرها اليوم صالي"

    وأما مكاني منها فهو مكان الغيور على الإنسانية أن يستهان بحرماتها وقيمها مهما يكن الباعث أو الوسيلة أو الغاية من هذه الاستهانة، فإن العالم كله لأهل للعنة والهوان، إذا تواطأ بهما على الاستهانة بكرامة إنسان واحد أو القسوة على حيوان واحد، فكيف لا يغضب أهل الخير والمروءة حين تتواطأ شرذمة من البشر قلت أو كثرت كما يتواطأ اليهود على الاستهانة بسائر الأمم واحتقارها وإهدار كيانها وحياتها جملة، لا لباعث إلا الكبرياء والأثرة التي تملي لليهود أن يعتقدوا أنهم شعب الله المختار، إن سائر الأمم متاع لهم لا قيمة له إلا بقدر ما ينفع اليهود أغلظ أنواع المنفعة.

    والله يعلم أنني لا أجاهد الخطر اليهودي إلا عن غيرة إنسانية قبل أن أجاهده عن غيرة قومية أو غيرة دينية، وليس بيني وبين هذا الشعب ترة شخصية، فما أعرف أحداً منه نالني بسوء خاص، بل أراني مديناً بحظ من الفضل لما تلقيت دروسهم أو قرأت كتبهم من أبنائه، كما أرى الأمم مدينة له ببعض ما علم وعلم، وإن كنت أرى أن حظه فيما أخذ منها في عالم الثقافة أضعاف ما أعطاها، وأكبر من ذلك ما أخذ منها في عالم الحضارة ولم يعطها قط إلا حظاً لا يؤبه به في كثير ولا قليل، فقد كان الشعب اليهودي منذ ظهر عالة على من حوله من الأمم في كل وجوه النشاط الثقافية والحضارية كما كان عالة عليها في اكتساب الرزق والحماية.

    وليس هتافي هنا بالخطر اليهودي صيحة حرب مؤقتة فحسب بسبب الصراع القائم بيننا وبينه اليوم، ولا صيحة موتور فحسب من صراع سابق أثارها صراع اليوم، بقدر ما اعد هتافي به صيحة إنسانية من خطر دائم لا سلام معه ولا راحة منه للعالم إلا أن يغير هذا الشعب ما بنفسه من آثار تعاليمه الهمجية كما دلت عليها مواقفه العدائية الشريرة تجاه سائر الأمم في تاريخه الطويل، وانه لتاريخ باك ومبك بما جناه على نفسه بما في نفسه من بغضائه الأمم وسعيه في خرابها وفقاً لروح تعاليمه الشيطانية ونصوصها الفاضحة.

    ونستطيع أن نجمل ما بنفس هذا الشعب تجاه سائر الأمم، بأنهما ينظر إليها نظرة "شيئية" كأن هذه الأمم أشياء جامدة لا حس لها ولا إرادة ولا فهم، فليس لها أدنى حظ من كرامة ولا حق، وهذه النظرة أو الفلسفة "الشيئية" تهدر حرمة الإنسانية بل حرمة الحياة أو الحيوانية، وهي أحط من نظريتنا نحن إلى الحيوانات، لأن نظرنا إليها أخلاقي، فنحن نشعر دائماً بالعطف عليها، ونوجب غالباً على أنفسنا البر بها وهذا يحملنا على أن نعرف لها حرمة الحياة ولو كانت آبدة أو مفترسة، فان نؤذيها بلا ضرورة، ولا نقسو عليها عند أحرج الضرورات حتى نتأتم ونغتم. والندم من آيات التقوى، وبه تطهر النفوس.

    وأن نظرتنا إلى الحيوانات الاجتماعية الداجنة التي طال الفنا لها ـ فصرنا وإياها نتبادل الشعور والفهم ـ لهي نظرة أعلى من ذلك، لأنها تجاوز بنا العطف إلى المودة، وترتفع من البر إلى أفق الشعور بالوشائج النفسية الحية بيننا وبينها كأنها صداقة نفوس أو قرابة لحم ودم.

    ونظرتنا هذه أو تلك إلى الحيوانات آنسها وآبدها أنبل وأكبر إنسانية من نظرة اليهود أن ندعوها كنظرتهم "شيئية" وان لم تبلغ نظرتنا إلى انس الحيوانات وآبدها أن تكون تناسخية أو برهمية في التقديس أو العبادة، ولا أن تكون صوفية كنظرة بعض القديسين وهو يناجي الطير فيدعوه "أخي" إذ يشعر له في عمق بصيرته وسعة روحه وصفاء عنصره بوشائج الرحم الحية البعيدة بينه وبين الطير.

    بل أن نظرتنا إلى كثير من الجمادات أكرم ,ابر من هذه النظرة الشيئية اليهودية إلينا فقد ارتقى فينا الإحساس بقيم الجمال والخير والحق عن طريق الدين أو الفن أو العبادة أو العشرة أو الحاجة أو غيرها من طرق الحياة التي يهدينا الله خلالها إليه، فصرنا أحياناً ننظر إلى كثير من الجمادات حولنا كأنها بعض حياتنا ونعرف لها من الحرمة والكرامة ما نعرف للأحياء من الحيوانات بل الناس، بل الأصدقاء والأقرباء، وإن لم نكن مؤمنين بالحلول ولا بوحدة الوجود، وأياً كان الدافع بنا إلى هذه النظرة الناسوتية ـ وهي عميقة القرار في أغوار طبائعنا موصولة الجذور بجذور الحياة فينا ـ فهي ليست كما ينظر اليهود إلينا نظرة شيئية مقدرة بالمنافع المادية الغليظة القريبة وحدها لصاحبها وحده دون سائر المنافع والمتع الإنسانية الرفيعة من وجدانية وعقلية وذوقية وأخلاقية تعود على صاحبها أو غيره من البشر وعامة الأحياء الشارعة.

    وإذا وصفت هذه النظرة أو هذه الفلسفة اليهودية بأنها "شيئية" فهو غاية وسع اللغة وغاية علمي بها مع ما في هذا الوصف من قصور، ولكن بيان هذا المصطلح هو الذي يجعله وافياً كما يفي كل مصطلح بدلالته، ولا فإن نظرة اليهود إلينا أحط من نظرتنا الإنسانية إلى الأشياء الجامدة حولنا كم وضحنا من قبل، ونحن لا ننظر إليها كأنها أعداؤنا، وكان من واجبنا إذن أن ندمرها ونرى أن إفسادها قربة إلى الله، كما ينظر اليهود إلينا بعيون البغضاء، ويرون فيما أمرهم به ربهم "يهوه" أن يسلطوا علينا عوامل الفساد والإبادة ابتغاء مرضاته وطمعاً في مثوبته وتوقياً لغضبه إذا قصروا في تدميرنا، فإن لم يفعلوا ذلك فهم الآثمون المستحقون عنده وعندهم لأبشع صنوف النقمة والنكال.

    ولا يكن ذلك فأي مسوغ وجداني أو عقلي أو ذوقي أو أخلاقي، بل أي مسوغ اقتصادي نفعي غليظ بمعزل عن هذه البغضاء الجنونية، ولو في أعرق الشرائع الهمجية، يسوغ لغير مجنون أن يبدأ ضعيفاً أو قوياً من الأفراد أو الفرق بالبغضاء ثم الغيلة، حتى إذا فتح بلداً لم يكتف بالتسليط عليه بل قتل محاربيها ولو كانوا مدافعين لا مهاجمين، ثم استأصل كل نسائها وأطفالها وشيوخها ثم جميع غنمها وحميرها وسائر حيوانها، فإذا بلغوا بها غاية التفظيع والنكال أحرقوا مبانيها فتصير أنقاضاً ويباباً

    هكذا تقول التعاليم اليهودية كما تذكر توراتهم التي ينسبون إلى موسى كتابتها وحياً من ربهم "يهوه" اله الجنود، وكما توضح سائر كتبهم المقدسة، وهم لا يدينون إلا بهذه التعاليم، ولا ينفذون غيرها في معاملة سائر الأمم، وبوحي من هذه التعاليم رسخت في نفوسهم بغضاء الأمم، ونزع عنها ما اشتهروا به من الشغب والشكاسة والمكر السيئ في معاملة غيرهم وفي معاملة بعضهم بعضاً، فكان تاريخهم سلسلة من المؤامرات والفتن والحروب الدموية فيما بين بعضهم وبعض وفيما بينهم وبين سائر الأمم، وكانت حروبهم ولا سيما الخارجية وحروب استئصال، كما فعلوا مع سائر القبائل التي التحموا بها في فلسطين حين دخلوها قديماً، وكما فعلوا بكثير من القرى والمدن حين اقتحموا فلسطين منذ سنين، ثم اجلوا عن قسمها الذي قامت فيه دويلتهم إسرائيل سكانه الأصلاء من العرب، عجزوا عن استئصالهم من جانب، وزعزعة للدول العربية بإجلائهم إليها من جانب آخر.

    وهذه التعاليم التي تسوغ كل هذه الفظائع قديماً وحديثاً، بل تباركها وتفاخر بها جهاراً لا يمكن أن تصدر عن نظرة أخلاقية Moral ، أو نظرة لا أخلاقية Amoral أي بمعزل عن الأخلاق، فتوصف بأنها شيئية فحسب كنظرنا إلى الجمادات، ولكنها تصدر عن نظرة غير أخلاقية lmmoral ، أي نظرة ضد الأخلاق، فهي نظرة شر من النظرة الشيئية أو هي شيئية هدامة، وهذا هو وصفها الذي ينبغي لها، ونحن حين نكتفي بأن نسميها "شيئية" من جانب التيسير أو التخفيف في التعبير، فنحن نقصد بها ما فيها من معنى الهدم، ولهذا نقاومها كما ينبغي أن نقاوم المبادئ الهدامة التي يسلطها دعاة الفساد من أعداء الإنسانية على المجتمعات البشرية أفرادا وطوائف. ليرجعوا بها القهقرى إلى ما قبل عصور الوحشية، ويمنحونها خلائق شراً من الوحوش الآبدة الضارية في الأدب والكرامة.

    وهذه هو تقديري للخطر الأحمق، ليس غرضي منه إهدار آدميتهم، ولا تحدي ظلمهم باضطهادهم أفرادا وفرقاً، بل الفطنة إلى ما يبيتون للعالم من وسائل التدمير، ومقاومة ظلمهم حيث نجم في إبانة حتى لا يغلظ سلطانهم فيتمكنوا من نشر الفساد بين العباد، وإن كنت أراهم واهمين غاية الوهم في حلمهم بالتسلط على العالم مهما يبلغوا من الحول والحيلة.

    وهذا هو موقفي الصريح من الخطر اليهودي، ولم اقصد فيما اكتب محذراً منه أن أغري دولة أو شعباً باضطهادهم كما وهم محرر يهودي في صحيفة Actualitee التي كانت تظهر في مصر منذ سنوات. حين كتبت منبهاً إلى هذا الخطر فزعم أني أغري باضطهادهم هنا أو هناك، وأدعى ـ كما قال ـ أنني أتمحل لهم الذنوب كما يتمحلها للكلب أصحابه، حين يريدون إغراقه على ما ورد في أحد الأمثال التي يحسن حفظها ولا يحسن موردها الصحفي الأريب.

    وموقفي كما يراه المنصف أنبل مما وهم الصحفي اليهودي من جانب وأعمق من جانب آخر، هو أنبل لأني اعترف بالآدمية لكل يهودي وأن كنت أعتقد أنه وفق عقيدته يهدر آدميتنا، كما أني اعترف له بكل حرمات الآدميين وحقوقهم، وان كان هو لا يرقب فينا حرمة ولا يصون لنا حرية، ولست أحاسبهم على ما أشربت قلوبهم من بغضائنا واحتقارنا إذ لا يحاسب الإنسان على نياته إلا الله، وان كنت احذر بمليء فمي النيات الشريرة التي يجارون بها بطراً وفخاراً، وغاية وسعي بعد ذلك أن اسلم بالواجب الذي لا مفر منه ولا حسباهم على أعمالهم بالعدل دون أن نخشى لومة لائم، لأنهم ليسوا فوق المسؤولية ولا دونها، ومن موجبات الدقة في حسابهم ما يجاهرون به من أغراضهم الشريرة لا فساد الأمم وان فاتهم سلطانها.

    وموقفي أعمق من جانب آخر، فأنا أضع نصب عيني هذه النيات التي توحي بها إليهم تعاليمهم الهمجية، وهي ظاهرة في كل ما لهم من مساع وأعمال، فأنا لا احذر خطرهم لأنهم حاربوا قومي أو يحاربوهم فحسب. ولا لأنهم اقتطعوا إسرائيل من فلسطين فصاروا العدو القريب الدار أو القائم في صميم بلادنا فحسب، وان كان كل أولئك من دواعي الالتفات إلى هذا الخطر، بل أنا احذر خطرهم على الإنسانية أيضا، ولو جلوا عن بلادنا إلى أي بقعة في العالم، لأنهم حيث كانوا أعداء الإنسانية الذين يتربصون بها الدوائر، ولم تعد أقطار الأرض إليهم دوائر مقفلة: كل دائرة قائمة بنفسها معزولة عن أبعدها، بل هي دوائر متداخلة كل منها واغلة في سائر الدوائر، بل إنها ـ مع توادها بل تعاديها، وبرضاها وعلى الكره منها ـ كأنها الجسد الحي إذا اشتكى عضو منه تداعى له سائر أعضائه بالسهر والحمى كما تدل على ذلك أوضح الدلالة وأغناها أحداث السنوات الأخيرة.

    فحيثما قام لليهود سلطان وهم على هذه البغضاء للأمم فهم خطر على كل من فيها مهما يبعد عنهم موطنهم أو تنقطع بهم صلته في ظاهر الأمر.

    ولهذا تبقى مسؤوليات المفكرين والساسة المسؤولين عن الأمم قائمة أمام هذا الخطر بعد أن يفرغ الجند من حسابهم معه بالنصر أو المتاركة أو المهادنة أو الصلح ولا ينبغي لصاحب قلم أن يغمده ويغفو عنه ولو ألقى الجندي سلاحه ونام ملء جفنيه " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ ".

    وهذا صوت الحياة، فإن لم يكن منهم قتال وقتل تكن فتنة شر واكبر من القتل.

    وإذا اغمد السيف حين لا قتال فلا يغمد القلم ما قامت الفتنة، وهي قائمة على الدوام.

    ولا مفر من قتال كل معتد أثيم حيث ارتفعت يده بالسيف ولسنا نرى "الكف" فنقول لليهود أمثالهم ما قال أحد ابني آدم لأخيه فيما روى القرآن الكريم " لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ " فنحن نخشى الله كهذه الخشية، ولكنا من أجل هذه الخشية نفسها نلقي سيف الباغي بسيف مثله كرامة للحق الذي أمرنا الله بحفظه وفداء في سبيله.

    وليس باعثاً على جهاد الخطر اليهودي ونحوه حيث جاهر بالقتال أو الفتنة هو الشعور الديني أو القومي فحسب، بل هو الشعور بالمسؤولية الأخلاقية الإنسانية، وليس سندنا هنا هو مجرد الأخلاق الاجتماعية التي نستمدها من المجتمع في بقعة في زمن محدود، بل شعورنا بالمجتمع الأوسع إلى يشمل الإنسانية في جميع الإعصار والأمصار، ثم ينداح هذا الشعور حتى يلتقي بجذور الوجود متضامنا مع كل ذي عقل وإرادة أو كل ذي مسؤولية فيه بقدرة من القوة والأمانة.

    فهو شعور لا تنحصر تبعته أمام فرد ولا طائفة ولا امة ولا مجموع الأمم على اختلاف الأزمنة والأمكنة، بل يتناول الكون كله جملة بسماواته وأراضيه، وما وراء ذلك من قوى مدبرة له ومدبرة معه ومدبرة به. ومن معان هي ألطف من أن يحيط بها إلا الله، واظهر من أن لا يتأثر بها حي ولا جماد وان جهلها غاية الجهل. وإذا كان المرجع القريب لهذا الشعور هو المجتمع الذي يحيط بنا في اصغر صورة ثم أكبرها فمرجعه البعيد هو الضمير الذي امتلأ بتاضنه مع الكون كله في كماله ونقصه وقوته وضعفه. وبهذا القسطاس الأخلاقي الكوني أدين نفسي وأدين غيري في الوجود، وازن كل ما فيه من أعمال وقيم ومذاهب، ومن كان يحس بتضامنه هكذا مع الكون كله لم يحس بالوحشة ولو تخلى عنه كل البشر، ولا وحشة مع انس الضمير بهذا التضامن الأبدي.

    وعقيدتنا التي هي عزاؤنا وقوتنا في هذه الملحمة بيننا وبين الصهيونية ومثلها أن حربها فريضة إنسانية وليست فريضة قومية فحسب، وفي كل فريضة إنسانية إنما نعمل على قدر ما توجب علينا قوتنا وأمانتنا، لا لأن أحداً يطلبها منا، فنرضيه أو يرضينا إذا أديناها، ويؤاخذنا إذا قصرنا فيها، فإن هذا الشعور مرجعه الضمير، صوت الله في نفوسنا، والروح القدس الذي لا سلطان لأحد عليه، وهذا الشعور نوع من الحب الذي يغتبط بما يعطي لا بما يأخذ، وهذا ضرب من الفضيلة في أعلى طبقاتها لا يبلغها إلا المقربون وكل ميسر لما خلق له، وليس للإنسان إلا ما سعى، وكل امرئ بما كسب رهين.
    إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

    تعليق


    • #17
      15 ـ خطاب إلى العرب:


      وكل هذا لا يحملنا على الاستخفاف والتهاون أمام الخطر اليهودي الذي وضحناه في الفقرة السابقة. فنحن لا نستبعد قيام دولة إسرائيل في فلسطين كلها ـإذا لم يتنبه العرب إليها ويحطموها قريباً ـ وقد تنجح في بسط سلطانها على ما هو أوسع. ولكننا نعتقد أن قيامها منوط بتهاون العرب وببقاء سيطرة الأجانب على الشرق الأوسط وخصوصاً قناة السويس: مفتاح الخطر، ولولا هذا لقضي على إسرائيل في بضعة أيام. فإسرائيل قائمة على أن نعاونها ويبقى الأجانب في أقطارنا.

      ثم إن الموازنة بين قوة العرب وقوة اليهود لا توحي باليأس، ما دام العرب قادرين على التخلص من نفوذ المستعمرين بينهم ومقاطعة إسرائيل، ونعتقد أن المعركة الجديدة الحاسمة لم تبدأ بعد. ولم تبذل بلاد الشرق الأوسط لا سيما العربية كل وسعها. وليس المهم في الصراع ـ كما قال تشرشل ـ كسب المعارك بل كسب الحرب. والدول العربية لا يمكن أن تتحطم من قوة خارجية إلا بعد أن يتصدع بنيانها داخلياً. فليجدد العرب بنيانهم الداخلي، ولينقوا أوطانهم من العناصر المتطفلة عليهم، وليحفظوا أنفسهم من الأدناس. فطالما كانوا كذلك فهم بخير، ولا محل إزاء ذلك للتشاؤم. ولا يهم توحيد الأقطار العربية شكلاً تحت حكم واحد. بل حسبهم أن تكون كل دولة قوية في ذاتها، بثروتها وجهود أبنائها وقوة عقولها وأخلاقها، ولو لم تتحد مع غيرها في الحكم.

      أن الجسم القوي لا تقتله الأمراض وان أوهنته، فليقو كل منا جسمه مع الحذر من التعرض للأوبئة دون ضرورة، وليحفظه سليماً. ولست انصح العرب نصيحة نيتشه "عش في خطر" لأن الخطر يتخلل صفوفهم ويحيط بهم من كل جانب. فهم يعيشون فعلاً في خطر من شهوات أنفسهم ومن أعدائهم ولكني أنصح لهم أن يدركوا الخطر الذي يعيشون فيه، لا سيما جانبه الداخلي في سرعة وحزم. وليغيروا ما بأنفسهم حتى يغير الله ما بهم، فيبعدوا الخطر عن أنفسهم قبل فوات الأوان.

      أيها العربي، أصلح أولاً نفسك ينصلح من حولك كل شيء،بسم الله الرحمن الرحيم: { وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإنسان لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } صدق الله العظيم.


      أتمنى أخواني أن تكونوا قد استفدتم من هذا الموضوع الهام جدا,ولا أعتقد أنكم استفدتم لان من قرأ هذا الموضوع هو شخص واحد فقط كما يظهر لي...

      أتمنى أن تقرأوه جيدا, لانه من أهم المواضيع لمعرفة اليهود و تفكيرهم...
      إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

      تعليق


      • #18
        ماشاء الله تبارك اخوي الوليد

        الله يوفقك
        [center][b][center][B][CENTER][B][CENTER][SIZE=5]لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلي العظيم لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم


        استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه [/SIZE][/CENTER]
        [/B]


        [URL="http://www.0zz0.com"][IMG]http://www10.0zz0.com/2009/04/13/15/628668140.jpg[/IMG][/URL]





        [gdwl][CENTER][SIZE=4][COLOR=red]لمن أراد أن تغفر ذنوبه كلها أدخل هذا الرابط[/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [CENTER][SIZE=4][COLOR=red][URL="http://www.shbab1.com/2minutes.htm"][COLOR=#22229c]http://www.shbab1.com/2minutes.htm[/COLOR][/URL][/COLOR][/SIZE][/CENTER]
        [/gdwl]
        [/CENTER]
        [/B]

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة البحث عن المجهول مشاهدة المشاركة
          ماشاء الله تبارك اخوي الوليد

          الله يوفقك

          بارك الله بيك أخوي البحث عن المجهول...

          و شكرا على المرور العطر...
          إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

          تعليق


          • #20
            اخي الكريم اليهود اشتهرو برسم الخطط على مدى بعيد
            احياناً عندهم خطط على 500 سنه تتناقلها اجيال
            ومن ذلك محاربة الاسلام والعرب عبر القنوات الهابطة
            وافساد عقول الشباب بالخمر والملذات
            فذلك اقوى من الحرب العسكرية
            لانه يظهر جيل فاقد لهويته واسلامه
            الا لعنه الله عليهم
            [CENTER][IMG]http://sites.google.com/site/bdwi911/Home/eror1.JPG[/IMG][/CENTER]

            تعليق


            • #21
              المشاركة الأصلية بواسطة بدوي شمالي مشاهدة المشاركة
              اخي الكريم اليهود اشتهرو برسم الخطط على مدى بعيد
              احياناً عندهم خطط على 500 سنه تتناقلها اجيال
              ومن ذلك محاربة الاسلام والعرب عبر القنوات الهابطة
              وافساد عقول الشباب بالخمر والملذات
              فذلك اقوى من الحرب العسكرية
              لانه يظهر جيل فاقد لهويته واسلامه
              الا لعنه الله عليهم
              بوركت أخوي البدوي الشمالي...

              ولقد نجحوا في فعل فعلتهم بالمسيحية...

              وهم الأن يهرولوننحو القضاء على الاسلام, و لكن سيرتدون على أعقابهم خائبين...
              إن أدركت معنى الحقيقة, ستدرك حينها وهم الحياة...

              تعليق


              • #22
                بارك الله فيك اخي الوليد



                تعليق


                • #23
                  أنصحكم بكتاب أحجار على رقعة الشطرنج أيضا فهو مثيل لكتاب بروتوكلات حكماء صهيون

                  لأن كتاب البروتوكولات يتحدث عن المواد ال 21 من قانون الدول العظمى التي وقعت اتفاقية عليها أكثر من 30 دولة في العالم
                  وكيف ان اليهود خرقت 99% منها على مدار ال 100 عام واكثر وكيف ان الحكومات الأخرى لم تحرك ساكنان، كما ان هذا الكتاب يتحدث عن
                  مساقط أقدام اليهود في كل دولة من دول العالم

                  في حين ان كتاب احجار على رقعة الشرطنج للكاتب وليام جاي كار يتحدث عن أسس البداية التي بدأت منها وتشعشعت أضواء الحكاية من نهاية قرن
                  وبداية قرون مختلفة وكيف نسجت الخيوط للإيقاع بالعالم اجمع من حكمائه وشعوبه وقبائله ، وكيف ان إسرائيل وضعت اقداما طويلة المدى وراسخة
                  كالجذور في كل مكان لها بطرق مختلفة.
                  كما ان هذا الكتاب يتحدث عن جميع الأحداث السياسية خطوة بخطوة وكيف ستنتهي في نهاية الألفية الثانية

                  والكتابين بالنسبة لي هما التاريخ السياسي الكامل والعميق ليس فقط لدولة إسرائيل ولكن للدول الثلاث التي حكمت العالم من وراء الكواليس

                  - أمريكا
                  - إسرائيل
                  - روسيا

                  إضافة اخرى للتاريخ " إيران "

                  [CENTER]هناك حقيقة واحدة دائــماً
                  نستطيع ان نكون الخير و الشر اذا كنا نحاول ان نرفع الموت عكس مجرى الوقت
                  أحيانا يتطلب منا ان نؤمن بتلك المقولة : Need Not To Know
                  Fear Of Death Is Worse Than Death Itself - الخُوف من المُوت .. أسوأ مِن المُوت نفسه
                  اذا كنا سنستمر برمي السنارة في بحر مظلم ، فلن نصطاد شيئاً
                  مدارك Perceptions

                  تعليق

                  يعمل...
                  X