إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحديث الضعيف وحكم العمل به

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحديث الضعيف وحكم العمل به


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد أما بعد:

    فهذا بحيث في بيان الحديث الضعيف وحكم العمل به، فأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه، وأن يجعله في موازين حسناتنا. إنه جواد كريم.

    أقول وبالله التوفيق وهو حسبي ونعم الوكيل:

    اعلم رحمني الله وإياك أن الحديث عند أهل الاصطلاح ينقسم من حيث القبول والرد الى قسمين( مقبول ومردود) والمقبول هو الصحيح بنوعيه(لذاته ولغيره) والحسن بنوعيه(لذاته ولغيره)، والمردود هو الضعيف وهو أقسام عدة.

    والحديث الضعيف أو المردود: هو ضد المقبول وهو ما ترجح عدم صدق المخبر به.
    وفي الاصطلاح: هو الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات القبول، وهذا أحسن التعريفات و أخصرها و أسلمها من الاعتراضات.


    وهو أنواع كثيرة، ناشئة عن اختلال شروط القبول، وهذا الاختلال إما أن يكون في أحد أمرين:
    1- الراوي.
    2- السند أو الإسناد.

    فإن كان في الأول(الراوي) فيكون بأحد أمرين:

    (1)- الطعن في عدالة الراوي: بأن يكون الراوي كذابا أو متهما بالكذب، أو فاسقا، أو صاحب بدعة، أو مجهولا، لا تعرف عينه أو حاله(يعني عدالته).

    (2)- الطعن في ضبط الراوي: بأن يكون فاحش الغلط أو سيء الحفظ، أو مغفلا، أو كثير الأوهام، أو مخالفا للثقات.
    فإن كان الثاني(الاسناد): أي الطعن في الاسناد بحصول السقط فيه وعدم اتصاله ، وهو على قسمين:

    (أ)- سقط ظاهر : بحيث لا يخفى ولا يشك في معرفته الأئمة المتقنون. وهو يجمع أربعة أنواع من الحديث( المعلق، المنقطع، المعضل، المرسل) وليس هذا مكان التفصيل في هذه الأنواع.

    (ب)- سقط خفي: وهذا القسم لا يدركه الا الأئمة الحذاق المطلعون على طرق الحديث، وهو يجمع نوعين( المدلس، المرسل الخفي).

    # بالنسبة للطعن في الراوي، فإنه ينتج عن تلك الأسباب عدة أنواع:

    (1)- الموضوع: وهو ما كان سببه الطعن في الراوي بالكذب.
    (2)- المتروك: وهو ما كان سببه التهمة بالكذب.
    (3)- المنكر: وهو ما كان سببه فحش الغلط أو كثرة الغفلة أو الفسق.
    (4) المعل : وهو ما كان سببه الوهم.
    (5)- المدرج والمقلوب والمضطرب والمزيد في متصل الأسانيد: ما كان سببه هو مخالفة الثقات.
    (6)- المجهول: وهو ما كان سببه الجهالة بالراوي ( أي جهالة حاله).
    (7)- ما كان سببه البدعة، بأن كان الراوي صاحب بدعة( كأن يكون ممن تكلم في بدعة القدر).
    (8)- الشاذ والمختلط: وهما ينتجان عن سوء الحفظ، وذلك إما أن ينشأ سوء الحفظ معه من أول حياته ويلازمه في جميع حالاته، وهذا هو الشاذ على الرأي الراجح.
    وإما أن يكون سوء الحفظ طارئا عليه لكبره أو لذهاب بصره أو لاحتراق كتبه، وهذا يسمى المختلط. من عباراتهم( اختلط بآخره).
    أما من ينشئ على سوء الحفظ من أول حياته فهذا روايته مردودة، وأما المختلط فما حدث به قبل الاختلاط قبل، وما حدث به بعد الاختلاط لم يقبل بل هو مردود، وما لم يتميز أنه حدث قبل الاختلاط أو بعده، توقف فيه حتى يتميز. والله أعلم.

    # قول بعض الأئمة( أنه لم يصح، أو لا يصح) معناه نفي صحته، أو نفي قبوله فقد يكون ضعيفا.

    # بعض كبار الأئمة قد يروي عن الضعفاء ، فلم يروي عنهم وهو يعلم أن الحديث عنهم مردود؟
    يجاب عن ذلك بعدة أجوبة:

    1- أنهم رووها ليعرفوها وليبينوا ضعفها لئلا يلتبس في وقت عليهم أو على غيرهم أو يتشككوا في صحتها.

    2- أن الحديث الضعيف يكتب حديثه ليعتبر( الاعتبار:هو سبرك لحديث، هل شارك راو غيره فيما حمل عن شيخه أولا )ويستشهد به ولا يحتج به على انفراده.

    3- رواية الراوي الضعيف يكون فيها الصحيح والضعيف والباطل، فيكتبونها ثم يميز أهل الحديث والإتقان بعض ذلك عن بعض، وذلك سهل عليهم معروف عندهم. ولهذا احتج سفيان رحمه الله حين نهى عن الرواية عن الكلبي، فقيل له: أنت تروي عنه؟ قال: أنا أعلم صدقه من كذبه.
    وعلى كل حال فإن الأئمة لا يروون عن الضعفاء شيئا على انفراده في الأحكام، فإن هذا شيء لا يفعله إمام من أئمة المحدثين ولا محقق من غيرهم من العلماء...، من كلام النووي على شرح صحيح مسلم.

    # الحديث الضعيف الذي يقبل الجبر أو يعتبر به( بمعنى الذي يرتفع من الضعف الى الحسن، ويكون محتجا به) هو الذي نشأ ضعفه عن سبب من الأسباب الآتية:

    1- الستر: وهو جهالة حال الراوي بحيث لا يعرف بعدالة ولا تجريح، أو أن يستوي فيه الطرفان(بعضهم يعدله وبعضهم يجرحه، دون ترجيح أحدهما على الآخر) بشرط أن يكون غير مغفل كثير الخطأ.

    2- ضعف حفظ الراوي: لكن بشرط أن يكون من أهل الصدق والديانة(أي أن يكون عدلا) ويشمل هذا ما كان ضعفه بسبب سوء حفظه أو أن يكون موصوفا بالغلط أو الخطأ أو الاختلاط إذا حدث بعد اختلاطه.
    3- عدم الاتصال: كالإرسال ، ويشترط فيه أن يكون إمام حافظ، أو يكون هذا الانقطاع انقطاعا خفيفا، فمثل هذا يكون صالحا للاعتبار به فيجبر غيره ويجبره غيره الصالح للاعتبار، بشرط أن يكون خاليا من الشذوذ و النكارة.

    حكم العمل بالحديث الضعيف:


    اختلف العلماء في الحديث الضعيف في قبوله والاحتجاج به في الأحكام وفضائل الأعمال، على ثلاثة أقوال:

    القول الأول: أنه يعمل بالحديث الضعيف مطلقا( في الأحكام وفضائل الأعمال) بثلاثة شروط:

    (1)- أن يكون ضعفه غير شديد، لأن ما كان ضعفه شديدا فهو متروك عند العلماء كافة.

    (2)-أن لا يوجد في الباب غيره.

    (3)- وأن لا يكون ثمة ما يعارضه.

    واحتجوا : بأنه لما كان محتملا للإصابة ، ولم يعارضه شيء قوي جانب الإصابة في روايته فيعمل به، كما أنه أقوى من رأي الرجال.

    وهذا القول منسوب لأبي حنيفة ومالك والشافعي والإمام أحمد وأبي داود وغيرهم رحمهم الله.
    قلت: ونسبة هذا القول إلى الأئمة المذكورين مأخوذ من بعض عباراتهم وعملهم بالمراسيل وببعض الأحاديث الضعيفة وتقديمها على القياس.
    قال الإمام أحمد لابنه(... يا بني تعرف طريقتي في الحديث، لست أخالف ما ضعف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه) خصائص المسند لأبي موسى المديني(27) مطبوع في مقدمة المسند بتحقيق أحمد شاكر.

    وقال السخاوي(احتج رحمه الله(يعني الإمام أحمد)بالضعيف حيث لم يكن في الباب غيره، وتبعه أبو داود وقدماه على القياس، ويقال عن أبي حنيفة أيضا ذلك، وأن الشافعي يحتج بالمرسل إذا لم يجد في الباب غيره) فتح المغيث(1/333).

    قال ابن رجب ( وكان الإمام أحمد يحتج بالضعيف الذي لم يرد خلافه، ومراده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن)شرح علل الترمذي(1/344).

    قلت: ومراد الترمذي هو الحسن لغيره وهو ضعيف تعددت طرقه فارتفع من الرد إلى حيز القبول والاحتجاج.

    قال الزركشي( قال شيخنا القاضي شرف الدين( المعروف بابن قاضي الجبل): وإنما أُتي من أنكر هذه اللفظة على أحمد – أي الاحتجاج بالضعيف – لعدم معرفته بمراده، فإن الضعيف عند أحمد غير الضعيف في عرف المتأخرين، فعنده الحديث ينقسم إلى قسمين صحيح وضعيف، لأنه ضعف عن درجة الصحيح، وأما الضعيف بالاصطلاح المشهور فإن أحمد لا يعرج عليه أصلا) النكت على ابن الصلاح للزركشي( 2/318-319).

    وقال قريبا من هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى(1/251-252) وكذا في منهاج السنة(4/341-342).

    قلت: وبهذا يتضح لك الخطأ في نسبة هذا القول للإمام أحمد.

    القول الثاني: وهو لبعض المحققين من أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا، لا في الأحكام ولا في غيرها من الفضائل والترغيب والترهيب.

    وذلك أن الحديث الضعيف يفيد الظن المرجوح، والله جل وعلا قد ذم الظن في غير ما آية من كتابه، وكذلك فقد ذمه نبيه عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح(إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث)، كما أن في الأحاديث الصحيحة ما يغني المسلم عن الضعيف.

    وممن قال بهذا الرأي: البخاري ومسلم ويحي بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازي وابن حبان، وهو مذهب عامة السلف وبه قال ابن حزم وأبي بكر بن العربي واختاره جماعة من المحققين من أهل العلم المتأخرين كشيخ الاسلام بن تيمية والشاطبي والشوكاني والشيخ أحمد شاكر والمعلمي والألباني وغيرهم رحمة الله على الجميع.

    قال ابن سيد الناس(... وممن حكي عنه التسوية بين الأحكام وغيرها يحي بن معين) عيون الأثر(1/15).

    وقال الحافظ بن رجب(وظاهر ما ذكره مسلم في مقدمة كتابه يقتضي أنه لا تروى أحاديث الترغيب والترهيب إلا عمن تروى عنه الأحكام) شرح علل الترمذي(1/74).

    وقال الشيخ جمال الدين القاسمي( والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضا، يدل عليه شرط البخاري في صحيحه، وتشنيع مسلم على رواة الضعيف... وعدم إخراجهما في صحيحهما شيئا منه) قواعد التحديث(113).

    وقال السخاوي(.. ومنع ابن العربي المالكي العمل بالحديث الضعيف مطلقا) فتح المغيث(1/333). ومثله في تدريب الراوي للسيوطي(1/351).

    قال شيخ الإسلام رحمه الله(لا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة.... ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف، ومن قال هذا خالف الإجماع ، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي) مجموع الفتاوى(1/250-251).

    وقال الشوكاني(إن الأحكام الشرعية متساوية الأقدام لا فرق بينها، فلا يحل إثبات شيء منها إلا بما تقوم به الحجة، وإلا كان من التقول على الله بما لم يقل، وفيه من العقوبة ما هو معروف...)الفوائد المجموعة(237).

    وقال المعلمي(.. العمل بالحديث الضعيف لا يجوز مطلقا...، وهذا هو الحق... ونقل الإجماع على خلافه سهو) الشيخ عبد الرحمن المعلمي وجهوده في السنة ورجالها(52-53)

    قال الشيخ الألباني رحمه الله( والذي أدين الله به، وأدعو الناس إليه أن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا لا في فضائل العمال ولا في المستحبات ولا في غيرهما) من ضعيف الجامع الصغير(1/50).

    وقال أيضا(.. إن الاستحباب حكم شرعي لابد له من دليل تقوم به الحجة ، والحديث الضعيف لا يثبت به أي حكم شرعي)ضعيف سنن أبي داود(9/247)

    القول الثالث: جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال والترغيب والترهيب بشروط:
    (1)-أن يكون الضعف غير شديد.
    (2)-أن يكون مندرجا تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل معمول به أصلا.
    (3)-أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط.
    (4)- أن يكون في فضائل الأعمال.
    (5)- أن لا يعارض حديث صحيحا.
    (6)- أن لا يعتقد سنية ما يدل عليه الحديث الضعيف.
    (7)- أن لا يشتهر ذلك لئلا يعمل المرء بحديث ضعيف، فيشرع ما ليس بشرع، أو يراه بعض الجهال فيظن أنه سنة صحيحة.

    واستدلوا بحديث يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام(من بلغه عني ثواب عمل فعمله، حصل له أجره وإن لم أكن قلته)أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله) استدل به ابن حجر الهيتمي في الفتح المبين(36) وهذا الحديث موضوع، سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني رحمه الله(5/68-69).

    وقد حكى النووي اتفاق العلماء فقال( قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم : يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا) الأذكار(47). وقال في موضع آخر(اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال)الأربعون النووية(12)ونحوه في المجموع(2/110) وشرح صحيح مسلم(1/85).

    قلت:ونسب هذا القول إلى جماعة من الأئمة لتقريرهم أن أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب يتساهل في كتابتها وروايتها، واستعرض فيما يلي بعض أقوال الأئمة التي فهم منها العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، للوقوف على الحق في ذلك.

    قال عبد الرحمن بن مهدي( إذا روينا الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد وسمحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال) المدخل لكتاب الإكليل للحاكم(29).

    وقال سفيان بن عيينة( لا تسمعوا من بقية في سنة، واسمعوا منه في ثواب وغيره) الكفاية(134).

    وقال ابن معين في موسى بن عبيدة(ضعيف يكتب من حديثه الرقائق) الضعفاء للعقيلي(4/1314).

    وقال ابن عبد البر(أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كلٍ، وإنما يتشددون في الأحكام)جامع بيان العلم وفضله(1/103).

    وقال الإمام أحمد(إذا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسن والأحكام تشددنا في الأسانيد، وإذا روينا في فضائل الأعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه تساهلنا في الأسانيد) الكفاية(134).

    وبتأمل كلام أهل العلم يمكن ملاحظة أمرين:
    1- أن كلامهم جميعا منصب في جواز سماع أحاديث الترغيب والترهيب والرقائق والمواعظ من غير المتقنين وروايتها وكتابتها والتساهل في أسانيدها.
    2- أنهم اشترطوا فيما يتساهل في روايته ألا يتضمن سنة ولا حكما شرعيا، أي فلا يجوز أن يؤخذ منه شرع ولا عمل لم يرد في غيره من رواية الأثبات، وإنما يروى من ذلك ما كان في ثواب وعقاب وأدب وموعظة وزهد ونحو ذلك.

    إذا علم هذا تبين لك أن نسبة القول بجواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال إلى من تقدم ذكر كلامه من الأئمة مجانب للصواب.قال ابن مفلح( كذا قال، وعدم قول أحمد بها يدل على أنه لا يرى العمل بالخبر الضعيف في الفضائل) يقصد صلاة التسبيح، الفروع(1/568).

    الترجيح:

    مما تقدم وبعد عرض الأقوال والأدلة يتضح الآتي :

    أولا: القول الأول المروي عن الأئمة الأربعة ليس فيه نصوص من كلامهم إلا مجرد إلزامات، ولازم المذهب ليس بمذهب كما هو مقرر في علم الأصول.

    ثانيا: ما ذكره النووي من الاتفاق على قبول الضعيف، فغير مسلم لوجود الخلاف في المسألة، ثم إن النووي متساهل في نقل الإجماع.

    ثالثا: الاستدلال بالضعيف في فضائل الأعمال إن كان المراد به إثبات استحبابها ، فالاستحباب حكم شرعي، والأحكام الشرعية لا تثبت إلا بدليل صحيح أو حسن، ولا يجدي فيها الضعيف حتى على رأي هؤلاء. وإن كان المراد به إثبات ما هو ثابت بدليل صحيح، أو قاعدة من قواعد الشرع، فوجود الضعيف وعدمه سيان.

    رابعا:الشروط التي اشترطها أصحاب القول الثالث، صعبة التطبيق ، لا تكاد تتوافر في حديث واحد، وكذلك نجد كثيرا من العلماء يخرقها ولا يلقي لها بالا. فمثلا الشرط الأول( وهو أن يكون الضعف غير شديد) يدل على وجوب معرفة حال الحديث الذي يريد أحدهم أن يعمل به لكي يتجنب العمل به إذا كان شديد الضعف، وهذه المعرفة مما يصعب الوقوف عليها من جماهير الناس، ولذلك نجد الذين يعملون بالأحاديث الضعيفة قد خالفوا هذا الشرط مخالفة صريحة. من كلام الشيخ الألباني (مقدمة صحيح الجامع الصغير1/48-49).

    الشرط الثاني( وهو أن يكون الحديث مندرجا تحت أصل عام) فاشتراط الأصل للعمل بالحديث الضعيف يجعل الحديث الضعيف لا قيمة له، فالعمل في الحقيقة للأصل لا للضعيف.

    الشرط الثالث(وهو أن لا يعتقد عند العمل ثبوته)فهذا يتطلب ضرورة معرفة الحديث ومقدار الضعف لكي لا يعتقد ثبوته وهذا صعب .

    الشرط الرابع(وهو أن لا يعتقد سنيته بل يعتقد الاحتياط) فإن الاحتياط في الدين ليس بالعمل فيما لم يثبت، فأن ذلك قول على الله بغير علم،وإنما الاحتياط الابتعاد عن العمل به أصلا.

    وبعد هذا كله لا يستطيع احد تطبيق هذه الشروط إلا العالم المتمرس المتمكن، وهل كل الناس كذلك!!!

    فهذا القول ضعيف ونتائجه سيئة ومنها:
    # تساهل جمهور المسلمين علماء وخطباء ومعلمين وغيرهم في رواية الحديث الضعيف والعمل به، وعدم البحث في رجاله ودرجته، محتجين أنه في فضائل الأعمال، وهذا أمر خطير جدا، وفيه مخالفة صريحة للأحاديث التي جاءت تحذر من التحديث إلا بعد التثبت من صحة الحديث، منها ما رواه مسلم ( من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين) رواه مسلم في مقدمة صحيحه(1/62). وكقوله في الصحيح( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)رواه مسلم في مقدمة صحيحه(1/72).

    قال ابن العربي قال العلماء: لا يحدث أحد إلا عن ثقة، فإن حدث عن غير ثقة فقد حدث بحديث يرى أنه كذب) عارضة الأحوذي(10/129).

    وبهذا يتبين رجحان القول الثاني( وهو عدم الاحتجاج بالحديث الضعيف لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها وذلك لما يأتي:
    (1)- اتفاق العلماء على تسميته بالمردود.
    (2)- لما يترتب على تجويز العمل به من ترك للبحث عن الأحاديث الصحيحة، والاكتفاء بالضعيفة.
    (3)- أن الضعيف لا يفيد إلا الظن المرجوح، والظن لا يغني من الحق شيئا.
    (4)- لما يترتب عليه من نشوء البدع والخرافات، والبعد عن المنهج الصحيح، لما تتصف به الأحاديث الضعيفة غالبا من أساليب التهويل والتشديد ، بحيث صارت مرتعا خصبا للمتصوفة أبعدتهم عن دين الله الوسط.

    هذا ما تيسر تحريره في هذه المسألة العظيمة، والله تعالى أعلم بالصواب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.

    ينظر للاستزادة :
    (1)- التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للعراقي(62) وما بعدها.
    (2)-شرح ألفية العراقي(1/111) وما بعدها.
    (3)-معرفة علوم الحديث للحاكم(167) وما بعدها.
    (4)- رسوم التحديث لبرهان الدين الجعبري(62) وما بعدها.
    (5)-فتح المغيث للسخاوي(1/111) وما بعدها.
    (6)-عقد الدرر شرح مختصر نخبة الفكر للألوسي( 249) وما بعدها.
    (7)-توجيه النظر إلى أصول الأثر(2/546) وما بعدها.
    (8)-السعي الحثيث شرح اختصار علم الحديث(169) وما بعدها.
    (9)- شرح موقظة الذهبي للشريف حاتم العوني(52) وما بعدها.
    (10)- مهمات في علم الحديث للدكتور ابراهيم الكليب(178) وما بعدها.
    (11)- كفاية الحفظة شرح المقدمة الموقظة سليم الهلالي(87) وما بعدها.
    (12)-تحرير علوم الحديث لعبد الله الجديع(2/907) وما بعدها.
    (13)-مناهج المحدثين في تقوية الأحاديث الضعيفة للدكتور مرتضى الزين أحمد(69) وما بعدها.
    (14)-اسباب رد الحديث للدكتور محمد محمود بكار.
    (15)-الإيضاح في علم الحديث والاصطلاح، أ.د. مصطفى سعيد الخن،ود. بديع السيد اللحام(96) وما بعدها.



    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    علم مصطلح الحديث

    بسم الله الرحمن الرحيم



    الحمد لله الذي جعل الإسناد من خصائص هذه الأمة إذ لا توجد أمة يمكن أن تسند إسناداً متصلاً إلى نبيها غير هذه الأمة , فبالإسناد يتبين الحديث الصحيح من الضعيف , وله الحمد والمنة أن جعل في هذه الأمة علماء حافظوا علي سنة نبيه صلي الله عليه وسلم فصنفوا في هذا العلم من الجوامع و المسانيد و السنن و المعاجم و المستدركات و المستخرجات حتى يميزا الحديث المقبول من المردود , فوضعوا للحديث القواعد والأسس وجعلوا له علما خاصا به وهو ما يسمي بمصطلح الحديث , فمصطلح الحديث علما يبحث عن حال الراوي والمروي عنه من حيث القبول والرد , ويقصد بالحديث الذي يبحث فيه هذا العلم هو حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن هنا نعرف قدر هذا العلم فالحديث هو كل ما صدر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وهذا يشمل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله وتقريره وكتابته وإشارته وهمه وتركه وقد يعرف الأثر بذلك ولكن مقيداً فيقال وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الخبر غير إنه يشمل ما جاء عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن غيره ...

    وينقسم الخبر إلى قسمين باعتبارين مختلفين باعتبار وصوله إلينا و باعتبار من أضيف إليه فالاعتبار الأول ينقسم إلى قسمين وهما خبر المتواتر و خبر الآحاد وأما الاعتبار الثاني فإنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي المرفوع و الموقوف والمقطوع , فإذا ما روى الحديث عدد كثير يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس فهذا ما يعرف بخبر المتواتر وهو قسمين معناً ولفظاً , ومعناً وأماخبر الآحاد فهو ما سوى ذلك وينقسم إلى قسمين باعتبارين الأول من حيث الطرق والثانى من حيث الرتبة فأما من حيث الطرق فينقسم إلى ثلاثة أقسام الغريب والعزيز والمشهور وأما من حيث الرتبة فينقسم إلى خمسة أقسام الصحيح لذاته ولغيره والحسن لذاته ولغيره والضعيف .

    فإذا ما استقل برواية الحديث شخص واحد فهو الغريب وهو قسمين غريب مطلق و غريب نسبي و أما العزيز فهو الذي لا يقل عدد رواته عن أثنين وأما مارواه ثلاثة فأكثر فى كل طبقة مالم يبلغ حد التواتر فهو المشهور ويقال له أيضا الحديث المستفيض ...

    وحديث الآحاد إذا ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة يسمي بالصحيح لذاته فإذا خف ضبطه فهو الحسن لذاته وإذا تعدد الحسن لذاته فهو ما يسمى بالصحيح لغيره وأما الضعيف إذا تعددت طرقه ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه فهو الحسن لغيره والحديث الضعيف هو ما فقد شروطا من شروط الصحة وهو مردور لا يصح فقد يكون مردود بسبب سقط من الإسناد أو مردود بسبب طعن في الراوي فالأول ينتج عنه المعلق و المعضل و المنقطع و المرسل اذا كان الاسقاط ظاهرا اما اذا كان خفيا فينتج كلا من المدلس و المرسل الخفي والثاني ينتج عنه الموضوع و المتروك والمنكر حديث المبتدع و الجهالة إن كان الطعن يتعلق في عدالة الراوي أما إن كان يتعلق في ضبطه فينتج عنه سوءالحفظ والمعلل والشاذ و المدرج و المقلوب و المزيد في متصل الأسانيد و المضطرب...

    و المصحف فإذا حذف من مبدأ إسناده راو فأكثر على التوالي فهو المعلق و المعضل ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي فإذا لم يكن على التوالي فهو المنقطع و ما سقط من آخره من بعد التابعي فهو المرسل وإذا روي الحديث بسند يوهم أنه أعلى مما هو عليه في الواقع فذلك هو التدليس والفرق بينه وبين المرسل الخفي أن المدلس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها أما المرسل فلم يسمع من ذلك الشيخ أبدأ لا الأحاديث التي أرسلها ولا غيرها لكنه عاصره .

    أما إذا كان سبب الطعن في الراوي هو الكذب فحديثه يسمى الموضوع و أما إن كان سببه التهمة بالكذب فهو المتروك و المنكر ما خالف فيه الضعيف الثقة أما ما خالف الثقة من هو أوثق منه فذلك هو الشاذ والمقابل للمنكر يسمى المعروف والمقابل للشاذ يسمى المحفوظ و الجهالة أما أن تكون جهالة عين أو جهالة حال فمجهول العين ما ذكر اسمه ولكن لم يرو عنه إلا راو واحد أما من روى عنه اثنان فأكثر , لكن لم يوثق فهو مجهول الحال وإذا لم يسم الراوي فحديثه يسمى المبهم و من لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه فهو سيء الحفظ و إذا طعن في الراوي بالوهم فحديثه يسمى المعلول أما المدرج فهو ما غير سياق إسناد أو ادخل في متنه ما ليس منه بلا فصل وقد يكون الإدراج في الإسناد وقد يكون في المتن أما إذا ابدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير فهذا هو الإقلاب وإذا زيد راو في أثناء سند ظاهره الإتصال فهذا ما يعرف بالمزيد في متصل الأسانيد ....

    وإذا روي الحديث على أوجه مختلفة متساوية في القوة فيسمى هذا بالحديث المضطرب أما التصحيف فهو تغيير كلمة في الحديث إلى غير مارواها الثقات لفظاً أو معناً و إذا ما أضيف الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمى المرفوع أما مـا أضيف إلـى الصحابـي ولـم يثبت له حكم الرفع فهو الموقوف و ما أضيف إلى التابعي فمن بعده فهو المقطوع و الصحابي هو من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم أو رءاه مؤمناً به ومات على ذلك أما من اجتمع بالصحابي مومناً بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على ذلك فيسمى التابعي , و روية الحديث بصيغة (عن) حديثه يسمى المعنعن أما ما جاء بصيغة (أن) فيسمى بالحديث المؤنن وكلا من الحديثين ليس لهما حكم الإتصال إلا بشروط , و الحديث المسلسل هو الحديث الذى تتابع رجال إسناده على صفة أو حالة للرواة تارة و للرواية تارة أخرى , و النسخ هو رفع الشارع حكماً منه متقدماً بحكم متأخر فيكون المتاخر هو الناسخ والمتقدم هو المنسوخ , والحديث المتابع هو الذى يشارك فيه رواته رواة الحديث الفرد لفظاً ومعناً أو معناً فقط مع الإتحاد في الصحابي أما إن شاركه في المتن فهو الشاهد وتتبع الطرق لذلك هو الاعتبار , وإذ تفرد الراوي الحافظ العدل الثقة بزيادة في متن الحديث أو سنده عن بقية الرواة عن شيخ لهم فهي ما تعرف بزيادات الثقات ...

    و يجوز اختصار الحديث و روايته بالمعنى بشروط أهمها أن لا يخل بمعنى الحديث و أن لا يكون وارداً لبيان صفة عبادة و أن يكون من عالم بمدلول الالفاظ و الإسناد نوعان إسناد عالي و إسناد نازل فالأول ما كان أقرب إلى الصحة والثاني ما كان أبعد لها , و لتحمل الحديث شروط ثلاثة هي العقل والتمييز والسلامة من الموانع وله طرق كثيرة أهمها السماع و العرض و الإجازة و المناولة و المكاتبة و الوجادة و الوصية أما شروط أداء الحديث فبلإضافة إلى شروط التحمل الثلاثة الإسلام والعدالة وصيغ الاداء ثمانية هي سمعت و حدثني و أخبرني و قرأت عليه و قرئ عليه وأنا أسمع و أنبأني و عن و الإجازة , و الراوي إذا ذكر بما يوجب رد روايته من إثبات صفة رد أو نفي صفة قبول فهذا يعتبر تجريحا فيه و لايقبل الجرح إلا من من تواترت عدالته واشتهرت إمامته أما إذا ذكر بما يوجب قبول روايته من إثبات صفة قبول أو نفي صفة رد فهذا يعتبر تعديلا له فإذا تعارض الجرح و التعديل فهناك شروط لترجيح إحداهما على الأخر .

    هذا وغيره من المواضيع سوف تجدها أن شاء الله تعالى بتفصيل في هذا البحث و الله أسأل أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم موافقاً لمرضاته إنه جواد رحيم والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3

      الدرس الأول : تعريفات عامة


      س1)- ما المراد بعلوم الحديث ؟
      يقصد بعلوم الحديث المسائل المتعلقة بالمتن أو الإسناد أو الرجال وينقسم إلى قسمين :-
      علم الحديث رواية :
      وهذا العلم يبحث عما ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال وأحوال (( أي إنه يبحث فيما ينقل لا في النقل )) .
      علم الحديث دراية :
      وهو علم يبحث عن حال الراوي والمروى عنه من حيث القبول والرد .

      س2)- ما هي ثمرة علم مصطلح الحديث ؟
      تمييز الصحيح من السقيم من الأحاديث .

      س3)- عرف كل من (( القرآن - الحديث القدسي - الحديث النبوي )) ؟
      أولا)- القرآن :
      القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه , ليس كلامه الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف , تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحياً وآمن به المؤمنون حقاً, وهو كتاب الله تعالى الذي جعله آية باهرة , ومعجزة قاهرة , وحجة باقية إلى قيام الساعة , وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن من التبديل و التحريف فقال جل شأنه( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر9 , نزل به الروح الأمين جبريل عليه السلام على النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه.
      وقد انعقد الإجماع على إن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام في اليقظة ولم ينزل منه شيء في المنام, وهذا لا يعنى إن طرق الوحي الأخرى يعتريها اللبس أو يلحقها الشك , فالوحي بجميع أنواعه في اليقظة أو في المنام يصاحبها علم يقيني بأنه من عند الله سبحانه وتعالى .
      ثانياً)- الحديث القدسي :
      هو ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى ويسمي (( الحديث الرباني- الحديث الإلهي )) , كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ( أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلَاةِ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ) مسلم .


      ثالثاً)- الحديث النبوي :
      هو مصدر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير القرآن , وهذا يشمل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وفعله وتقريره وكتابته وإشارته وهمه وتركه .
      مثال للسنة القولية :
      قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ ) البخاري .
      مثال السنة الفعلية :
      عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ ) البخاري .
      مثال السنة التقريرية :
      قوله صلى الله عليه وسلم للجارية ( أَيْنَ اللَّهُ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ) مسلم , فأقرها الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك .
      مثال كتابته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
      عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ وَقَالَ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ ) البخاري .
      مثال إشارته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
      عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ ( صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٍ فَصَلَّى جَالِسًا وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ قِيَامًا فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا ) البخاري .
      مثال همه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
      عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى مَنَازِلِ قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ ) البخاري .
      والمقصود بالترك :
      هو تركه صلى الله عليه وسلم فعل أمر من الأمور , وهى أنواع :-
      منها التصريح من الصحابة بأنه صلى الله عليه وسلم ترك كذا , أو لم يفعل كذا , كقول الصحابي في صلاة الْعِيدَ , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( صَلَّى الْعِيدَ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ ) ومنها عدم نقل الصحابة للفعل الذي لو فعله صلى الله عليه وسلم لنقلوه إلينا , مثال ترك النبي صلى الله عليه وسلم التلفظ بالنية عند دخوله في الصلاة .

      س4)- عرف كل من (( الخبر- الأثر )) ؟
      الخبر:
      وفيه ثلاثة أقوال وهى :-
      1- مرادف للحديث أي أن معناهما واحد اصطلاحاً.
      2- مغاير له أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم , والخبر ما جاء عن غيره
      3- أعم منه أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم , والخبر ما جاء عنه وعن غيره .
      الأثر:
      هو ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي وقد يراد به ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مقيداً فيقال (( وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم )) .

      س5)- عرف كل من (( المتن- الإسناد- السند - المسند[بفتح النون] - المسند[بكسر النون] )) ؟
      المتن :
      ما ينتهي إليه السند من الكلام .
      الإسناد :
      وله معنيان:-
      1- عزو الحديث إلى قائله
      2- سلسله الرجال الموصلة للمتن , وهو بهذا المعنى مرادف للسند .
      السند :-
      سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
      المسند [ بفتح النون ] :
      له ثلاثة معان
      1) - كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي على حده .
      2) - الحديث المرفوع المتصل سنداً .
      3) - أن يراد به السند .
      المسند [ بكسر النون ] :
      هو من يروى الحديث بسنده , سواء أكان عنده علم به , أم ليس له إلا مجرد الرواية .

      س6)- ما هي مراتب علماء الحديث وما تعريف كل منها ؟
      1- الحاكم :
      هو من أحاط علماً بجميع الأحاديث حتى لا يفوته منها إلا اليسير.
      2- الحافظ :
      هو من يعرف من كل طبقة أكثر مما يجهله , وهو يشتغل بعلم الحديث دراية ورواية .
      3- المحدث :
      وهو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية , ويطلع على كثير من الروايات وأحوال رواتها .
      4- المسند [ بكسر النون ] :
      هو من يروى الحديث بسنده , سواء أكان عنده علم به , أم ليس له إلا مجرد الرواية .


      تمهيد

      ينقسم الخبر إلى قسمين باعتبارين :-
      1- باعتبار وصوله إلينا
      2- باعتبار من أضيف إليه((قائله))
      و الاعتبار الأول ( باعتبار وصوله إلينا ) ينقسم إلى قسمين وهما : خبر المتواتر , و خبر الأحاد .
      إما الاعتبار الثاني( باعتبار من أضيف إليه ( قائله ) ) فانه ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهى المرفوع , و الموقوف , و المقطوع ولكل قسم من هذه الأقسام تفاصيل سوف نقوم بتوضيحها إن شاء الله تعالى .

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4


        الدرس الثاني : الخبر المتواتـــر


        س1)- عرف الخبر المتواتر ؟


        الخبر المتواتر :
        ما رواه عدد كثير يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس .
        (( أي هو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون يستحيل أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختلاق هذا الخبر ويجب أن يكون مسند خبرهم الحس كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا لا أن يكون مسند خبرهم العقل )) .

        س2)- ما هي أقسام الخبر المتواتر ؟

        ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين:-
        1- معناً ولفظاً :
        هو ما اتفق الرواة فيه على لفظ ومعنى واحد .
        2- معناً :
        هو ما اتفق الرواة فيه على معنى كلي وانفرد كل حديث بلفظ خاص .

        س3)- ما هي شروط الخبر المتواتر ؟

        1- أن يرويه عدد كثير ولا معنى لتعيين العدد على الصحيح , منهم من قال الأربعة, وقيل الخمسة, وقيل التسعة, وقيل العشرة , وقيل الإثناعشر, وقيل الأربعون , وقيل السبعون , وقيل غير ذلك .
        2- أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
        3- أن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب بان يكونوا من أجناس مختلفة أو بلاد مختلفة أو مذاهب مختلفة .
        4- أن يكون مسند خبرهم الحس لا أن يكون مجرد الظن والفهم لحدثه وقعت أو استنباط كما في حديث إيلاء النبي صلى الله عليه وسلم من أزواجه فقد توهم بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق أزواجه وهذا الخبر لم يكن اعتماده على الحس بل كان على العقل ومجرد الظن .

        س4)- ما حكم الحديث المتواتر ؟

        الحديث المتواتر يفيد العلم الضروري الذي يضطر الإنسان إلى التصديق به تصديقاً جازماً كمن يشاهد الأمر بنفسه وعلى هذا يكون المتواتر كله مقبول ولا حاجه إلى البحث عن أحوال الرواة .

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5

          الدرس الثالث : خبر الآحـــاد


          تمهيد

          خبر الآحاد هو ما لم يجمع شروط المتواتر(( ما سوى المتواتر ))
          وينقسم خبر الآحاد إلى:-
          أولا)- من حيث الطرق (( السند )).
          ثانياً)- من حيث الرتبة
          أما من حيث الطرق ((السند)) فينقسم إلى ثلاثة أقسام وهى :-
          (1)- الغريب (2)- العزيز (3)- المشهور
          وأما من حيث الرتبة فينقسم إلى خمسة أقسام وهى :-
          (1)- الصحيح لذاته (2)- الصحيح لغيره (3)- الحسن لذاته (4)- الحسن لغيره (5)- الضعيف
          ولكل منها تفاصيل سوف نقوم بشرحها إن شاء الله تعالى .


          الفصل الأول من حيث الطرق


          القسم الأول الحديث الغريب


          س1)- عرف الحديث الغريب ؟

          هو الحديث الذي يستقل برواية شخص واحد إما في كل طبقة من طبقات السند أو في بعض طبقات السند ولو في طبقة وأحده لأن العبرة للأقل, ويطلق كثير من العلماء على الحديث الغريب اسماً آخر وهو الفرد .
          ومثاله حديث إنما الأعمال بالنيات تفرد به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب، ورواه عن عمر علقمة بن وقاص ألليثي، ورواه عن علقمة بن وقاص ألليثي محمد بن إبراهيم ألتيمي، ورواه عن محمد بن إبراهيم ألتيمي يحيى بن سعيد الأنصاري .

          س2)- ما هي أقسام الحديث الغريب ؟

          ينقسم الحديث الغريب إلى قسمين هما :-
          1- الغريب المطلق
          2- الغريب النسبي

          س3)- عرف كل من الغريب المطلق والغريب النسبي ؟

          1- الغريب المطلق:
          هو ما كانت الغرابة في أصل سنده ( أي ما تفرد في روايته شخص واحد في أصل سنده وقد يستمر التفرد إلى آخر السند ) .
          2- الغريب النسبي:
          وهو ما كان الغرابة في أثناء سنده ( أي أن يرويه أكثر من راو في أصل السند ثم ينفرد بروايته راوياً وأحداً عن أولئك الرواة ) .

          س4)- ما حكم الحديث الغريب ؟

          لا يحكم على الحديث الغريب بالصحة أو الضعف فمنه ما هو الصحيح ومنه ما هو ضعيف ولكن يعتبر من مظان الحديث الضعيف .


          القسم الثاني الحديث العزيز


          س1)- عرف الحديث العزيز؟


          الحديث العزيز:

          هو الحديث الذي لا يقل عدد رواته عن أثنين في جميع طبقات السند, بمعنى إنه لا يوجد في طبقة من طبقات السند أقل من أثنين إما إن وجد في بعض طبقاته ثلاثة فأكثر فلا يضر بشرط أن تبقى ولو طبقة واحدة فيها أثنين لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند .

          س2 )- ما حكم الحديث العزيز ؟

          لا يحكم على الحديث العزيز بصحة أو بضعف , وإن كان أكثر مظاناً للصحة من الحديث الغريب .


          القسم الثالث الحديث المشهور


          س1)- عرف الحديث المشهور؟


          الحديث المشهور:

          هو مارواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة مالم يبلغ حد التواتر .

          س2)- ما الفرق بين الحديث المشهور والحديث المستفيض ؟


          اختلف العلماء في تعريف الحديث المستفيض إلى ثلاثة أقوال وهى :-

          القول الأول :- هو مرادف للمشهور .
          القول الثاني :- أخص من المشهور( لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرف إسناده ولا يشترط ذلك في المشهور ) .
          القول الثالث :- أن يكون المستفيض أعم من المشهور( أن يشترط في المشهور أن يستوي طرف إسناده ولا يشترط ذلك في المستفيض )

          س3)- ما حكم الحديث المشهور؟

          الحديث المشهور لا يحكم عليه بكونه صحيحاً أو غير صحيح بل منه ما هو صحيح ومنه ما هو ضعيف ومنه ما هو موضوع كالحديث الغريب والعزيز وأن كان الحديث المشهور أكثر مظاناً للصحة من الحديث الغريب والعزيز, وعلى هذا إن صح الحديث المشهور فتكون له ميزة ترجيحه على العزيز والغريب .


          الفصل الثاني من حيث الرتبة


          القسم الأول الحديث الصحيح لذاته


          س1)- عرف الحديث الصحيح لذاته ؟


          هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة .

          س2)- ما هي شروط الحديث الصحيح لذاته ؟

          شروط الحديث الصحيح لذاته هي :-

          1- اتصال السند :

          ومعناه إن كل راوي من رواته قد أخذه مباشرة أو حكماً عمن فوقه من أول السند إلى منتهاه .
          ومعنى أخذه مباشرة أن يتلقى من الراوي عنه فيسمع منه أو يرى ويقول حدثني أو سمعت أو رأيت فلاناً .
          ومعنى أخذه حكماً أن يروي عن من عاصره بلفظ يحتمل السماع أو الرؤية مثل قال فلان أو فعل فلان , وقد اختلف العلماء في حكم التلقي حكماً فيمن عاصره , هل يشترط مع المعاصرة ثبوت الملاقاة أو يكفي إمكانيتها على قولين:-
          القول الأول )- لا يشترط ثبوت الملاقاة وهو قول مسلم رحمه الله تعالى .
          القول الثاني )- يشترط ثبوت الملاقاة ولو مرة واحد وهو قول البخاري عليه رحمة الله .
          أما المدلس فلا يحكم على حديثه بالاتصال إلا ما صرح فيه بالسماع أو الرؤية.


          2- عدالة الراوي :

          والعدالة معناها استقامة في الدين ومرؤ ة .


          3- ضبط الراوي :

          وهو أن يؤدي ما تحمله من مسموع أو مرئي على الوجه الذي تحمله من غير زيادة أو نقص ولا يضر الخطأ اليسير لأنه لا يسلم منه أحد .

          والضبط ضبطان :-

          ضبط صدر وهو أن يُثبت ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء .
          ضبط كتاب هو أن يحفظ كتابه من ورَّاقِي السوء.

          4- عدم الشذوذ :

          والشذوذ أن يخالف الثقة من هو أوثق منه .

          5- عدم العلة القادحة :

          والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث مع أن ظاهر الحديث السلامة منه .

          س3)- ما حكم الحديث الصحيح لذاته ؟

          حكم الحديث الصحيح لذاته وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث .

          القسم الثاني الحديث الحسن لذاته

          س1)- عرف الحديث الحس لذاته ؟

          هو ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل خال من الشذوذ وخال من العلة القادحة .

          س2)- ما الفرق بين الحديث الصحيح لذاته والحسن لذاته ؟

          الفرق بين الحديث الصحيح لذاته والحسن لذاته في الضبط فالحديث الصحيح لذاته يكون ضبط الراوي قوى أما في الحسن لذاته فيكون ضبط الراوي فيه خفيف .

          س3)- ما حكم الحديث الحسن لذاته ؟

          هو كالصحيح في الاحتجاج به وإن كان دونه في القوة .

          القسم الثالث الحديث الصحيح لغيره

          س1)-عرف الحديث الصحيح لغيره ؟

          هو الحسن لذاته إذا روي من طرق أخرى مثله أو أقوى منه , وسمي صحيح لغيره لأن الصحة لم تأتي من ذات السند وإنما جاءت من انضمام غيره له .

          س2)- ما هي مرتبة الحديث الصحيح لغيره ؟

          هو أعلى مرتبة من الحسن لذاته ودون الصحيح لذاته .

          س3)- ما حكم الحديث الصحيح لغيره ؟

          الحديث الصحيح لغيره يحتج به وهو كالصحيح لذاته في الحكم .


          القسم الرابع الحديث الحسن لغيره


          س1)- عرف الحديث الحسن لغيره ؟

          هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي أو كذبه .

          س2)- ما هي الشروط التي يرتقي به الضعيف إلى درجة الحسن لغيره ؟

          الشروط التي يرتقي به الضعيف إلى درجة الحسن لغيره هي :

          1- أن يروى من طريق آخر فأكثر على أن يكون الطريق الآخر مثله أو أقوى منه .

          2- أن يكون سبب ضعف الحديث إما سوء حفظ راويه أو انقطاع في سنده أو جهالة في رجاله .

          س3)- ما هي مرتبة الحديث الحسن لغيره ؟
          الحسن لغيره أدنى مرتبة من الحسن لذاته وينبني على ذلك أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغيره قدم الحسن لذاته , الحديث الحسن لغيره حديث مقبول يحتج به كالحديث الصحيح .

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6

            القسم الخامس : الضعيف



            المردود بسبب سقط من الإسناد


            المعلق - المعضل - المنقطع - المرسل - المدلس – المرسل الخفي



            أولا المعلق


            س1)- عرف الحديث المعلق ؟
            الحديث المعلق هو ما حذف من مبدأ إسناده راو فأكثر على التوالي , وقد يراد به ما حذف جميع إسناده .

            س2)- ما حكم الحديث المعلق ؟
            الحديث المعلق مردود لأنه فقد شرط من شروط القبول وهو اتصال السند وذلك بحذف راوي فأكثر من إسناده مع عدم علمنا بحال ذلك الراوي .

            س3)- هل الحديث المعلق ضعيف مطلقاً ؟
            هذا الحكم ((وهو إن الحديث المعلق ضعيف )) هو للحديث المعلق مطلقاً , لكن إن وجد المعلق في كتاب ألتزمته الصحة مثل صحيح البخاري ومسلم فيعتبر هذا الحديث صحيحاً مع شرط ذكره بصيغة الجزم لا بصيغة التمريض .


            ثانياً المعضل


            س1)- عرف الحديث المعضل ؟
            الحديث المعضل هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي .

            س2)- ما حكم الحديث المعضل ؟
            الحديث المعضل حديث ضعيف وهو أسوأ أنواع الحديث المنقطع لكثرة المحذوفين من الإسناد .


            ثالثاً المرسل


            س1)- عرف الحديث المرسل ؟
            الحديث المرسل هو ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي (( مثل أن يقول التابعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعل كذا )) .

            س2)- ما حكم الحديث المرسل ؟
            المرسل ضعيف مردود لفقد شرط من شروط القبول وهو اتصال السند وذلك لجهالة الراوي المحذوف لاحتمال أن يكون المحذوف غير الصحابي , أما إذا عرف أن المحذوف صحابي فلا يعتبر الحديث ضعيف.

            س3)- هل الحديث المرسل ضعيف مطلقاً ؟


            الحديث المرسل ضعيف مطلقا إلا ما يلي :


            1- مرسل الصحابي :
            وهو ما أخبر به الصحابي عن قول أو فعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه أو يشاهده إما لصغر سنه أو تأخر إسلامه أو غيابه .


            2- مرسل كبار التابعين :
            عند كثير من أهل العلم بشرط أن يعضده مرسل آخر أو عمل صحابي أو قياس .
            3- ما جاء متصلاً من طريق آخر وتمت فيه شروط الصحة .


            رابعاً المنقطع


            س1)- عرف الحديث المنقطع ؟


            الحديث المنقطع هو ما حذف في أثناء إسناده راويان فأكثر لا على التوالي , وقد يراد به كل ما لم يتصل سنده فيشمل الأقسام الأربعة كلها .

            س2)- ما حكم الحديث المنقطع ؟


            الحديث المنقطع ضعيف باتفاق العلماء وذلك للجهالة بحال الراوي المحذوف .


            خامساً المدلس


            س1)- عرف التدليس ؟
            التدليس لغة :-
            من الدلس وهو الظلمة أو اختلاط الظلام .
            أما اصطلاحاً :-
            هو سياق الحديث بسند يوهم أنه أعلى مما هو عليه في الواقع .

            س2)- ما هي أقسام التدليس مع تعريف كل قسم ؟


            أقسام التدليس هي :-
            1- تدليس الإسناد :-
            وهو أن يروى الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه أي (( أن يسقط الراوي من سمع منه ويروى عمن فوقه بصيغة ظاهرها الاتصال )) .


            2- تدليس الشيوخ :-
            هو أن يروى الراوي عن شيخه حديثاً سمعه منه فيسمه أو يكنه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به لكي لا يعرف أي (( أنه لا يسقط شيخه ولكنه يصفه بأوصاف لا يعرف بها مثل أن يسمى أحد شيوخه باسم غير اسمه أو لقب غير لقبه وهو لايمكن أن يعرف إلا بذلك الذي لم يسمه به ))


            3- تدليس التسوية :-
            هو رواية الراوي عن شيخه ثم إسقاط راوي ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الأخر , ومثل ذلك (( أن يروي الراوي حديثاً عن شيخ ثقة , وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة, ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الأخر فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول, فيسقط الضعيف الذي في السند ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل , فيجعل الإسناد كله ثقات )) .
            - تدليس العطف :-
            هو أن يقول الراوي حدثني فلان وفلان وهو لم يسمع من الثاني المعطوف .
            5- تدليس السكوت :-
            كأن يقول الراوي حدثني أو سمعت ثم يسكت برهة ثم يقول هشام ابن عروه أو الأعمش موهماً انه سمع منهما وليس كذلك .
            6- تدليس صيغ الأداء :-
            وهو ما يقع من بعض المحدثين من التعبير بالتحديث أو الأخبار عن الإجازة موهماً للسمـاع , ولا يكـون سمـع من ذلك الشيخ شيئاً, مثل (( ما فعله أبو نعيم الاصبهانى كانت له إجازة من أناس أدركهم ولم يلقيهم وكان يروى عنهم بصيغة اخبرنا ولا يبين كونها أجاز )) .
            7- تدليس القطع :-
            أن يحذف الصيغة ويقتصر على قوله مثلاً الزهري عن أنس .

            س3)- ما هي الأغراض الحاملة على التدليس ؟
            الأغراض الحاملة على التدليس كثيرة منها :-
            1- ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة .
            2- تأخر وفاته بحيث شاركه في السماع منه جماعة دونه .
            3- صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه .
            4- كثرة الرواية عنه فلا يحب الإكثار من ذكر اسمه على صورة واحده.
            5- توهيم علو الإسناد .
            6- فوات شيء من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير .

            س4)- ما هي مراتب المدلسين ؟


            1- من لم يوصف به إلا نادرا ً(( كيحيى بن سعيد )) .
            2- من احتمل الأئمة تدليسه واخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه (( كسفيان الثوري )) .
            3- من أكثر من التدليس غير متقيد بالثقات (( كأبي الزبير المكي ) .
            4- من أكثر تدليسه عن الضعفاء والمجاهيل (( كبقية ابن الوليد )) .
            5- من انضم إليه ضعف مع التدليس (( كعبد الله بن لهيعة ))

            س5)- بم يعرف التدليس ؟
            يعرف التدليس بأحد أمرين :-
            الأول )- أخبار المدلس نفسه إذا سئل مثلاً (( كما جرى لابن عيينة )) .
            الثاني )- نص أمام من أئمة هذا الشأن بناءً على معرفته ذلك من البحث والتتبع .

            س6)- ما حكم رواية المدلس ؟
            لا تقبل رواية المدلس إلا إذا صرح بالسماع , أما إذا عنعن فلا تقبل روايته .


            سادساً المرسل الخفي


            س1)- عرف المرسل الخفي ؟
            لغة :-
            المرسل اسم مفعول من الإرسال بمعنى الإطلاق كأن المرسل إطلاق الإسناد ولم يصله , والخفي ضد الجلي , لأن هذا النوع من الإرسال غير ظاهر فلا يدرك الأ بالبحث .
            اصطلاحا :-
            أن يروى عمن لقيه أو عاصره مالم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع وغيره كقال .

            س2)- ما الفرق بين التدليس والإرسال الخفي ؟


            الفرق بين التدليس والإرسال هو :-
            أن المدلس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها .
            أما المرسل فقد أرسل إرسالا خفياً وهو لم يسمع من ذلك الشيخ أبدأ لا الأحاديث التي أرسلها ولا غيرها لكنه عاصره .

            س3)- ما حكم الحديث المرسل الخفي ؟
            الحديث المرسل الخفي ضعيف لأنه فقد شرط من شروط صحة الحديث وهو اتصال السند فهو منقطع السند .


            المردود بسبب طعن في الراوي



            الموضوع- المتروك - المنكر- حديث المبتدع - الجهالة - سوءا لحفظ - المعلل- الشاذ- المدرج - المقلوب - المزيد في متصل الأسانيد - المضطرب - المصحف



            أولا الموضوع


            س1)- عرف الحديث الموضوع ؟
            لغة :-
            هو اسم مفعول من وضع الشيء أي حطه سمي بذلك لانحطاط رتبته .
            اصطلاحاً :-
            هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا كان سبب الطعن في الراوي هو الكذب فحديثه يسمى الموضوع .

            س2)- ما هي دواعي وضع الحديث ؟


            1- التقرب إلى الله تعالى بوضع أحاديث ترغب الناس في فعل الخيرات وتخويفهم من فعل المنكرات , وهؤلاء الواضعون قوم ينسبون إلى الزهد والصلاح وهم شر الواضعين لأن الناس قبلت موضوعا تهم ثقة بهم .
            2- الانتصار للمذهب لا سيم بعد ظهور الفرق كالخوارج والشيعة فقد وضعت كل فرقه ما يؤيد مذهبها كحديث ( على خير البشر من شك فيه كفر ) .
            3- الطعن في الإسلام وهؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن يكيدوا للإسلام والطعن فيه كحديث ( أنا خاتم النبيين لا نبي بعدى إلا أن يشاء الله ) .
            4- التزلف إلى الحكام بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من انحراف .
            5- التكسب وطلب الرزق كبعض القصاصة الذين يتكسبون بالتحدث إلى الناس فيروون بعض القصص المسلية و العجيبة حتى يستمع الناس إليهم ويعطونهم المال .
            6- قصد الشهرة وذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لا توجد عند أحد من شيوخ الحديث .

            س3)- بما يعرف الحديث الموضوع ؟


            يعرف الحديث الموضوع بأحد الأمور الآتي :-
            1- إقرار الواضع به
            2- مخالفة الحديث للعقل مثل أن يتضمن جمعا بين نقيضين أو إثبات وجود مستحيل أو نقض وجود واجب أو غيره .
            3- مخالفة المعلوم من الدين بالضرورة مثل أن يتضمن إسقاط ركن من أركان الإسلام أو تحليل الربا ونحوه أو تحديد وقت قيام الساعة أو جواز إرسال نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلام ونحو ذلك .

            س4)- ما حكم الحديث الموضوع ؟


            الحديث الموضوع هو شر الأحاديث الضعيفة و أقبحها وبعض العلماء يعتبره قسماً مستقلاً وليس من أنواع الأحاديث الضعيفة , ولا يجوز التحدث به إلا لبيان ضعفه للناس على أنه موضوع .


            ثانياً المتروك


            س1)- عرف الحديث المتروك ؟


            الحديث المتروك هو الحديث الذي في إسناده راوي متهم بالكذب , فإذا كان سبب الطعن في الراوي هو التهمة بالكذب سمي حديثه المتروك .

            س2)- ما هي أسباب اتهام الراوي بالكذب ؟


            1- أن لا يروى ذلك الحديث إلا من جهة ذلك الراوي ويكون ذلك الراوي مخالفاً للقواعد المعلومة ( والقواعد المعلومة هي القواعد العامة التي استنبطها العلماء من مجموع نصوص عامة صحيحة ) .
            2- أن يعرف بالكذب في كلامه العادي لكن لم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي .

            س3)- ما حكم الحديث المتروك ؟


            إذا كان الحديث الموضوع هو أشر الأحاديث الضعيفة فإن الحديث المتروك هو الذي يليه .


            ثالثاً المنكر


            س1)- عرف الحديث المنكر ؟


            يعرف الحديث المنكر بما يلي :-
            1- هو الحديث الذي في إسناده راوي فاحش غلطه أو كثرت غفلته أو ظاهر فسقه .
            2- هو ما خالف فيه الضعيف الثقة .
            فإذا خالف الضعيف الثقة فيسمى الحديث الضعيف منكراً ويسمى حديث الثقة معروفاً , وعلى هذا يكون تعريف الحديث المعروف هو ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الضعيف فهو بهذا المعنى مقابل للمنكر .

            س2)- ما حكم الحديث المنكر ؟
            يتبين من تعريفي الحديث المنكر أنه من أنواع الضعيف جداً لأنه إما راويه ضعيف موصوف بفحش الغلط أو الغفلة أو الفسق , وأما ضعيف مخالفا لرواية الثقة , ويأتي الحديث المنكر من حيث الضعف بعد المتروك .


            رابعاً حديث المبتدع


            س1)- هل لحديث المبتدع اسم خاص ؟
            ليس لحديث المبتدع اسم خاص به وإنما حديثه من النوع المردود .

            س2)- هل رواية المبتدع لا تقبل مطلقاً ؟
            لا تقبل رواية المبتدع إذا كانت بدعته مكفرة أو أن الحديث يقوى بدعته .

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7


              خامساً الجهالة

              1- مجهول العين

              س1)- من هو مجهول العين ؟
              هو من ذكر اسمه , ولكن لم يرو عنه إلا راو واحد .

              س2)- ما حكم روايته ؟
              روايته لا تقبل حتى يوثق .

              س3 )- كيف يوثق ؟
              يوثق بأحد أمرين :-
              ا- إما يوثقه غير من روى عنه .
              2- وإما أن يوثقه من روى عنه بشرط أن يكون من أهل الجرح والتعديل .

              س4)- هل لحديثه اسم خاص ؟
              ليس لحديثه اسم خاص , وإنما حديثه من نوع الضعيف .


              2- مجهول الحال [ المستور ]


              س1)- من هو مجهول الحال ؟
              هو من روى عنه اثنان فأكثر , لكن لم يوثق .

              س2)- ما حكم روايته ؟
              حكم روايته الرد على الصحيح من قول الجمهور .

              س3)- هل له اسم خاص ؟
              ليس لحديثه اسم خاص وإنما حديث من النوع الضعيف .


              3- الحديث المبهم


              س1)- عرف الحديث المبهم ؟


              هو الحديث الذي فيه راوي لم يسم (( مثل أن يقول حدثنا فلان وكذلك أن يقول حدثنا الثقة فلا يكون صحيحاً لاحتمال أن يكون صحيحاً عنده ضعيفاً عند غيره )) .
              أما مبهم المتن فلا يؤثر على الحديث , ومبهم المتن مثل حديث انس رضي الله عنه قال ( دخل أعرابي المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب ....... الحديث ) الأعرابي هنا لم يروى ولكنه تحدث عنه , وكذلك مبهم الصحابي لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول ثقات .

              س2)- ما حكم الحديث المبهم ؟
              الحديث المبهم لا يحكم عليه بالصحة حتى يعلم من هو هذا المبهم فإن كان ثقة قبل وإن كان غير ذلك رد وإن لم يعرف توقف فيه .


              سادساً سوء الحفظ


              س1)- ما هو تعريف سيء الحفظ ؟
              هو من يرجح جانب إصابته على جانب خطئه .

              س2)- ما هي أنواع سوء الحفظ ؟
              1- إما أن ينشأ سوء الحفظ معه من أول حياته ويلازمه في جميع حالاته , ويسمى خبره (( الشاذ )) على رأي بعض أهل الحديث .
              2- وإما أن يكون سوء الحفظ طارئا عليه , إما لكبره , أو لذهاب بصره , أو لاحتراق كتبه , فهذا يسمى (( المختلط )) .

              س3)- ما حكم رواية سيء الحفظ ؟


              أما الأول (( وهو من نشأ على سوء الحفظ )) فرويته مردودة .
              وأما الثاني (( أي المختلط )) فحكم روايته التفصيل الآتي :-
              1- فما حدث به قبل الاختلاط , وتميز ذلك فمقبول .
              2- وما حدث به بعد الاختلاط فمردود .
              3- وما لم يتميز إنه حدث به قبل الاختلاط أو بعده توقف فيه حتى يتميز .


              سابعاً المعلل


              س1)- عرف الحديث المعلل ؟


              المعلل هو الحديث الذي اطلع فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر فيه السلامة , (( فإذا كان سبب الطعن في الراوي هو الوهم فحديث يسمى المعلول )) .

              س2)- ما هي العلة وما هي أنواعها ؟


              العلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث , وهي نوعان :-
              1- العلة غير القادحة لا تطعن في صحة الحديث وإن كانت تسمى علة
              2- عله قادحة ويجب توفر شرطين حتى تكون العلة قادحة
              الشرط الأول الغموض والخفاء .
              الشرط الثاني القدح في صحة الحديث
              فإن اختلت احداهما كأن تكون العلة ظاهرة أو غير قادحة فلا تسمى عندئذ علة اصطلاحا ً.
              ومثال العلة القادحة :
              حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لَا تَقْرَأْ الْحَائِضُ وَلَا الْجُنُبُ شَيْئًا مِنْ الْقُرْآنِ ) , فقد رواه الترمذي وقال : لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل عن موسى بن عقبه .......الخ . فظاهر الإسناد الصحة لكن أعله بأن رواية إسماعيل عن الحجازيين ضعيفة وهذا الحديث منها وعليه فهو غير صحيح لعدم سلامته من العلة القادحة .
              مثل العلة غير القادحة :
              حديث يعلى بن عبيد عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً ( البيعان بالخيار ) , فقد وهم يعلى على سفيان الثوري في قوله عمرو ابن دينار , وإنما هو عبد الله بن دينار فهذا المتن صحيح , وإن كان في الإسناد علة الغلط لأن كلاً من عمرو وعبد الله بن دينار ثقة فبدل الثقة بالثقة .

              س3)- أين تقع العلة ؟
              تقع العلة في الإسناد وهو الأكثر كالتعليل بالوقوف والإرسال , كما تقع في المتن كما في حديث (( نفي فراءت البسملة في الصلاة )) .

              س4)- ما حكم الحديث المعلل ؟
              الحديث المعلل من أنواع الأحاديث الضعيفة المردودة .


              ثامناً الحديث الشاذ


              س1)- عرف الحديث الشاذ ؟
              الحديث الشاذ هو ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو أوثق منه إما بكمال العدالة أو تمام الضبط أو كثرة العدد أو ملازمة المروى عنه أو نحو ذلك .
              والشذوذ قد يكون في الحديث الواحد وقد يكون في حديثين منفصلين وهذا يعني أنه لا يشترط في الشذوذ أن الرواة قد اختلفوا في حديث واحد بل قد يكون الشذوذ أتى من حديث آخر , ومن الشذوذ أيضا أن يخالف الحديث المعلوم من الدين بالضرورة .

              س2)- إذا خالف الثقة من هو أوثق منه سمي حديث الشاذ فما أسم الحديث الراجح ؟
              الحديث المقابل للحديث الشاذ يسمى الحديث المحفوظ ويعرف الحديث المحفوظ بعكس الحديث الشاذ وهو (( ما رواه الأوثق مخالفاً لرواية الثقة )) .

              س3)- أين يقع الشذوذ ؟
              يقع الشذوذ في السند ويقع في المتن .

              س4)- ما هي الشروط التي إذا توفرت في الحديث يصبح شاذاً ؟
              1- التفرد
              2- المخالفة
              وبناءً على هذا إذا تفرد ثقة بحديث ولم يخالف به غيره فإن حديثه هذا لا يسمى شاذاً .

              س5)- متى يحكم على الحديث بالشذوذ ؟
              لا يحكم على الحديث بالشذوذ إلا بعد محاولة الجمع بين الأحاديث فإذا تعذر الجمع بينهما حكم عليه بالشذوذ .

              س6)- ما حكم الحديث الشاذ ؟
              الحديث الشاذ من أنواع الأحاديث الضعيفة المردودة .


              هذا والله تعالي أعلى واعلم

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                مشاء الله تبارك الله بارك الله فيك ولك اخى صباحو وغفر لك ولوالديك
                وجزاك الهم كل خير ترضاه وزادك فى علمك ونفعنا بك الهم امين
                موفق بادن الله اخى صباحو
                لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الضالمين

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بلاعو مشاهدة المشاركة
                  مشاء الله تبارك الله بارك الله فيك ولك اخى صباحو وغفر لك ولوالديك
                  وجزاك الهم كل خير ترضاه وزادك فى علمك ونفعنا بك الهم امين
                  موفق بادن الله اخى صباحو

                  اشكر لك حضورك الجميل أخي بلاعو
                  أقف عرفانا لك بالجميل على كل كلمة صادقة وكل نبضة قلب تخفق بالوفاء
                  وأشكر لك عاطر الثناء وجميل الإطراء
                  دمت بخير وصحة وعافية

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خير ورحم الله والديك اخي صباحو



                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة الفقير الى رب العالمين مشاهدة المشاركة
                      جزاك الله خير ورحم الله والديك اخي صباحو

                      اسعدني حضورك أخي الحبيب

                      لأقف عرفانا لك على كل كلمة صادقة وكل نبضة قلب تخفق بالوفاء

                      شاكراً لك الدعاء وجميل الإطراء

                      دمت بخير وصحة وعافية

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12

                        الفرق بين موضوع وضعيف؟ وكيف حكموا على كل إسناد؟. .


                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
                        فالحديث الضعيف هو الذي فقد شرطاً فأكثر من شروط الحديث المقبول. وراجعي الفتوى رقم: 190693، لمعرفة الحديث المقبول.
                        والحديث الضعيف تندرج تحته ألقاب كثيرة منقسمة في الجملة إلى قسمين بحسب ما يعود إليه سبب الضعف:
                        الأول: ما يرجع إلى عدم الاتصال، وتندرج تحته ألقاب للحديث الضعيف هي: المعلق، المنقطع، المعضل، المرسل، المدلس.
                        الثاني: ما يرجع إلى الجرح القادح في الراوي، وتندرج تحته عدة ألقاب هي: المجهول، اللين، المقلوب، المصحف، المدرج، الشاذ، المعلل، المضطرب، المنكر، الموضوع.
                        فعلم أن الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف، وقد عرّف أهل العلم الحديث الموضوع: بأنه الحديث المختلق المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم، ركب له إسناد أو جاء بغير إسناد، ولزيادة الفائدة راجعي كتاب (تحرير علوم الحديث) لمؤلفه: عبدُ الله بن يوسُف الجُديع، فقد لخصنا منه بعض ما في هذه الفتوى.
                        ولمعرفة كيف حكم علماء الحديث على أسانيد الأحاديث راجعي الفتوى رقم: 35715.
                        والله أعلم.

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13

                          أقوال العلماء في الأخذ والاستدلال بالأحاديث الضعيفة

                          الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
                          فإن العلماء تعددت أقوالهم في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، فمنهم من أجاز العمل به بشروط، وهذا قول أكثرهم حتى نُقِلَ عليه الاتفاق، ومنهم من منع العمل به مطلقا، وقد ذكرنا أقوالهم في الفتوى رقم: 41058.
                          وانظر كلام شيخ الإسلام حول هذا في الفتوى رقم: 19826.
                          وهذا في أحاديث فضائل الأعمال لا أحاديث الأحكام والعقائد، فهذه لا يعمل فيها بالأحاديث الضعيفة، قال الزركشي الشافعي في كتابه النكت على مقدمة ابن الصلاح: أجمع أهل الحَدِيث وَغَيرهم على الْعَمَل فِي الْفَضَائِل وَنَحْوهَا مِمَّا لَيْسَ فِيهِ حكم وَلَا شَيْء من العقائد وصفات الله تَعَالَى بِالْحَدِيثِ الضَّعِيف فِي فَضَائِل الْأَعْمَال، إِذا علمت هَذَا فقد نَازع بعض الْمُتَأَخِّرين وَقَالَ جَوَازه مُشكل، فَإِنَّهُ لم يثبت عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فإسناد الْعَمَل إِلَيْهِ يُوهم ثُبُوته وَيُؤَدِّي إِلَى ظن من لَا معرفَة لَهُ بِالْحَدِيثِ الصِّحَّة فينقلونه ويحتجون بِهِ، وَفِي ذَلِك تلبيس، قَالَ: وَقد نقل بعض الْأَثْبَات عَن بعض تصانيف الْحَافِظ أبي بكر بن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي أَنه قَالَ: إِن الحَدِيث الضَّعِيف لَا يعْمل بِهِ مُطلقًا. اهــ.
                          وما طلبته من أدلة كل فريق وما عارضه، فهذا محله المطولات من كتب أهل العلم، وأما هل يعمل بالحديث الضعيف حتى لو عارضه القياس: فإن العلماء في الجملة يقدمون الحديث الضعيف على القياس، قال ابن القيم في أعلام الموقعين مبينا أصول مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الْأَصْلُ الرَّابِعُ: الْأَخْذُ بِالْمُرْسَلِ وَالْحَدِيثِ الضَّعِيفِ، إذَا لَمْ يَكُنْ فِي الْبَابِ شَيْءٌ يَدْفَعُهُ، وَهُوَ الَّذِي رَجَّحَهُ عَلَى الْقِيَاسِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالضَّعِيفِ عِنْدَهُ الْبَاطِلَ وَلَا الْمُنْكَرَ وَلَا مَا فِي رِوَايَتِهِ مُتَّهَمٌ بِحَيْثُ لَا يَسُوغُ الذَّهَابُ إلَيْهِ فَالْعَمَلُ بِهِ، بَلْ الْحَدِيثُ الضَّعِيفُ عِنْدَهُ قَسِيمُ الصَّحِيحِ وَقِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ الْحَسَنِ، وَلَمْ يَكُنْ يُقَسِّمُ الْحَدِيثَ إلَى صَحِيحٍ وَحَسَنٍ وَضَعِيفٍ، بَلْ إلَى صَحِيحٍ وَضَعِيفٍ، وَلِلضَّعِيفِ عِنْدَهُ مَرَاتِبُ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ فِي الْبَابِ أَثَرًا يَدْفَعُهُ وَلَا قَوْلَ صَاحِبٍ، وَلَا إجْمَاعَ عَلَى خِلَافِهِ كَانَ الْعَمَلُ بِهِ عِنْدَهُ أَوْلَى مِنْ الْقِيَاسِ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ إلَّا وَهُوَ مُوَافِقُهُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ مِنْ حَيْثُ الْجُمْلَةُ، فَإِنَّهُ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ إلَّا وَقَدْ قَدَّمَ الْحَدِيثَ الضَّعِيفَ عَلَى الْقِيَاسِ. اهـ.
                          والمضمضة والاستنشاق في الوضوء والغسل جاءت بها الأحاديث الصحيحة، والتسمية جاءت بها أحاديث لا تخلو من ضعف، ولكن كما قال الحافظ في التلخيص: وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَجْمُوعَ الْأَحَادِيثِ يَحْدُثُ مِنْهَا قُوَّةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَصْلًا. اهـ.
                          وقد صحح جمع من العلماء كالذهبي والألباني حديث: لَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ. رواه أحمد والحاكم وغيرهما.
                          والتسمية للغسل لم يرد بها حديث ضعيف، ومن أوجبها من الفقهاء إنما أوجبها قياسا لا من باب العمل بالضعيف في الفضائل، قال ابن مفلح الحنبلي في المبدع: قَالَ أَصْحَابُنَا: هِيَ هُنَا كَالْوُضُوءِ قِيَاسًا لِإِحْدَى الطَّهَارَتَيْنِ عَلَى الْأُخْرَى، وَفِي الْمُغْنِي أَنَّ حُكْمَهَا هُنَا أَخَفُّ، لِأَنَّ حَدِيثَ التَّسْمِيَةِ إِنَّمَا تَنَاوَلَ بِصَرِيحِهِ الْوُضُوءَ لَا غَيْرَ... اهــ.
                          وكذا الموالاة، فقد دلت لها أحاديث صحيحة، غيرَ أن العلماء اختلفوا في كيفية الاستدلال بها، يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى: الموالاة في الوضوء فيها ثلاثة أقوال:
                          أحدها: الوجوب مطلقا، كما يذكره أصحاب الإمام أحمد ظاهر مذهبه، وهو القول القديم للشافعي، وهو قول في مذهب مالك.
                          والثاني: عدم الوجوب مطلقا، كما هو مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد والقول الجديد للشافعي.
                          والثالث: الوجوب إلا إذا تركها لعذر مثل عدم تمام الماء، كما هو المشهور في مذهب مالك، وهو قول في مذهب أحمد.
                          قلت: هذا القول الثالث هو الأظهر والأشبه بأصول الشريعة وبأصول مذهب أحمد وغيره، وذلك أن أدلة الوجوب لا تتناول إلا المفرط، لا تتناول العاجز عن الموالاة... إلى آخر كلامه الطويل.
                          والله أعلم.

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            شروط العمل والاستدلال بالحديث الضعيف في الأحكام


                            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
                            فقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى العمل والاستدلال بالحديث الضعيف الذي لم يرد غيره في المسألة، ولا يخالف ما هو أقوى منه من الأصول، وقد ذكر ابن بدران في (المدخل إلى مذهب الإمام أحمد) أصول مذهبه، ومنها: الأخذ بالمرسل، والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل، ولا المنكر، ولا في روايته متهم، بحيث لا يسوغ الذهاب إليه، فالعمل به بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح، وقسم من أقسام الحسن، ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح، وحسن، وضعيف، بل إلى صحيح، وضعيف، وللضعيف عنده مراتب، فإذا لم يجد في الباب أثرًا يدفعه، ولا قول صحابي، ولا إجماعًا على خلافه؛ كان العمل به عنده أولى من القياس، وليس أحد من الأئمة إلا وهو موافق له على هذا الأصل من حيث الجملة؛ فإنه ما منهم أحد إلا وقد قدم الحديث الضعيف على القياس. اهـ.
                            ثم ذكر أمثلة على ذلك من المذاهب الفقهية المتبوعة.
                            وهذا في الأحكام، وأما فضائل الأعمال: فراجع فيها الفتوى رقم: 118549، وما أحيل عليه فيها.
                            والله أعلم.


                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15

                              حكم تبديع من يعمل بالحديث الضعيف


                              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
                              فالعمل بالحديث الضعيف فيما كان من فضائل الأعمال المندرجة تحت أصل عام مما يسوغه أكثر الأئمة، ولتنظر الفتوى رقم: 134034 وأما الاحتجاج بالضعيف في تحريم أو إيجاب فلا قائل به من العلماء.
                              قال شيخ الإسلام: ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب. وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا، ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع. انتهى.
                              وأما ما يسميه كثير من الأئمة ضعيفا وهو في اصطلاح المتأخرين حسن فإنه يحتج به.
                              قال ابن تيمية: ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف. والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن، كما أن ضعف الإنسان بالمرض ينقسم إلى مرض مخوف يمنع التبرع من رأس المال، وإلى ضعف خفيف لا يمنع من ذلك. انتهى.
                              والحاصل أن من احتج بحديث ضعيف ليس بصحيح ولا حسن في تحريم أو إيجاب أو في باب العقائد فقد غلط.
                              ولكن ليتنبه إلى أن كثيرا من الأحاديث قد اختلف فيه الأئمة فرأى ثبوتها بعضهم ورأى عدم ثبوتها آخرون، فما كان للاجتهاد فيه مساغ فالأمر فيه واسع، كما أن الحديث قد يكون ضعيفا مجمعا على ضعفه ويذكره العالم لأنه يشهد له إجماع أو قياس صحيح، أو أقوال الصحابة أو غير ذلك من الأدلة التي يذكر الضعيف معها استئناسا. فهذا تقرير المسألة، وثم أمر مهم لا ينبغي إغفاله وهو أن تبديع الشخص المعين لا يجوز إلا بعد تحقق ثبوت الشروط وانتفاء الموانع، فالحذر الحذر من الإيغال في هذا الأمر فإنه مفض إلى شر عظيم.
                              قال شيخ الإسلام: إني دائما ومن جالسني يعلم ذلك مني: أني من أعظم الناس نهيا عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرا تارة، وفاسقا أخرى، وعاصيا أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها: وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا معصية. انتهى.
                              والله أعلم.

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X