إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحلة ابن بطوطة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61

    حكاية
    أخبرني بعض الصالحين الذين لقيتهم به قال: كنا بهذا الجبل مع جماعة من الفقراء أيام البرد الشديد، فأوقدنا ناراً عظيمة، وأحدقنا بها. فقال بعض الحاضرين: يصلح لهذه النار ما يشوى فيها. فقال أحد الفقراء ممن تزدريه الأعين ولا يعبأ به: إني كنت عند صلاة العصر بمتعبد إبراهيم بن أدهم، فرأيت بمقربة منه حمار وحش قد أحدق الثلج به من كل جانب، وأظنه لا يقدر على الحراك، فلو ذهبتم إليه لقدرتم عليه وشويتم لحمه في هذه النار. قال: فقمنا إليه في خمسة رجال، فلقيناه كما وصف إلينا، فقبضناه وأتينا به أصحابنا، وذبحناه وشوينا لحمه في تلك النار، وطلبنا الفقير الذي نبه عليه فلم نجده، ولا وقعنا له على أثر، فطال عجبنا منه. ثم وصلنا من جبل لبنان إلى مدينة بعلبك. وهي حسنة قديمة من أطيب مدن الشام، تحدق بها البساتين الشريفة والجنات المنيفة، وتخترق أرضها الأنهار الجارية، وتضاهي دمشق في خيراتها المتناهية. وبها من حب الملوك ما ليس في سواها. وبها يصنع الدبس المنسوب إليها وهو منوع من الرب يصنعونه من العنب ولهم تربة يضعونها فيه فيجمد وتكسر القلة التي يكون بها، فيبقى قطعة واحدة، وتصنع منه الحلواء، ويجعل فيها الفستق واللوز ويسمونها حلواء بالملبن، ويسمونها أيضاً بجلد الفرس. وهي كثيرة الألبان، وتجلب منها إلى دمشق، وبينهما مسيرة يوم للمجد وأما الرفاق فيخرجون من بعلبك فيبيتون ببلدة صغيرة تعرف بالزبداني، كثيرة الفواكه ويغدون منها إلى دمشق، ويصنع ببعلبك الثياب المنسوبة إليها من الأحرام وغيره، ويصنع بها أواني الخشب، وملاعقه التي لا نظير لها في البلاد، وهم يسمون الصحاف بالدسوت. وربما صنعوا الصحفة وصنعوا صحفة أخرى تسع في جوفها، وأخرى في جوفها، إلى أن يبلغوا العشرة، يخيل لرائيها أنها صحفة واحدة، وكذلك الملاعق يصنعون منهات عشرة، واحدة في جوف واحدة، ويصنعون لها غشاء من جلد، ويمسكها الرجل في حزامه، وإذا حضر طعاماً مع أصحابه أخرج ذلك، فيظن رائيه أنها ملعقة واحدة، ثم يخرج من جوفها تسعة، وكان دخولي لبعلبك عشية النهار.
    [CENTER] [/CENTER]

    تعليق


    • #62
      وخرجت منها بالغد، ولفرط اشتياقي إلى دمشق وصلت يوم الخميس التاسع من شهر رمضان المعظم عام ستة وعشرين إلى مدينة دمشق الشام، فنزلت منها بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابشية، ودمشق هي التي تفضل جميع البلاد حسناً وتتقدمها جمالاً، وكل وصف، وإن طال، فهو قاصر عن محاسنها. ولا أبدع مما قاله أبو الحسين ابن جبير رحمه الله تعالى في ذكرها قال: وأما دمشق فهي جنة المشرق، ومطلع نورها المشرق، وخاتمة بلاد الإسلام متى استقريناها ، وعروس المدن التي اجتلبناها. قد تحلت بأزاهير الرياحين وتجلت في حلل سندسية من البساتين، وحلت موضع الحسن بالمكان المكين، وتزينت في منصتها أجمل تزيين، وتشرفت بأن أوى المسيح عليه السلام وأمه منها إلى ربوة منها ذات قرار ومعين وظل ظليل، وماء سلسبيل: تنساب مذانبه انسياب الأراقم بكل سبيل، ورياض يحيي النفوس نسيمها العليل، تتبرج لناظريها بمجتلى صقيل، وتناديهم هلموا إلى معرس للحسن ومقيل، وقد سئمت أرضها كثرة الماء، حتى اشتاقت إلى الظماء. فتكاد تناديك بها الصم والصلاب: اركض برجلك، هذا مغتسل بارد وشراب. وقد أحدقت البساتين بها إحداق الهالة بالقمر والآكام بالثمر، وامتدت بشرقيها غوطتها الخضراء امتداد البصر، وكل موضع لحظت بجهاتها الأربع نضرته اليانعة قيد البصر ولله صدق القائلين عنها: إن كانت الجنة في الأرض فدمشق لا شك فيها، وإن كانت في السماء فهي تساميها وتحاذيها. قال ابن جزي: وقد نظم بعض شعرائها في هذا المعنى فقال:





      إن تكن جنة الخلود بـأرض
      فدمشق ولا تكون سـواهـا
      أو تكن في السماء فهي عليها
      قد أبدت هواءها وهـواهـا
      بلـد طـيب ورب غـفـور
      فاغتنمها عشية وضحـاهـا




      وذكر شيخنا المحدث الرحال شمس الدين أبو عبد الله محمد بن جابر بن حسان القيسي الوادي آشي، نزيل تونس: نص كلام ابن جبير، ثم قال: ولقد أحسن فيما وصف منها وأجاد. وتتوق الأنفس للتطلع على صورتها بما أفاد. هذا وإن لم تكن له بها إقامة. فيعرب عنها بحقيقة وعلامة. ولا وصف ذهبيات أصيلها. وقد حان من الشمس غروبها ولا أزمان جفولها المنوعات. ولا أوقات شرورها المنبهات، وقد اختص من قال: ألفيتها كما تصف الألسن. وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين. قال ابن جزي: والذي قالته الشعراء في وصف محاسن دمشق لا يحصر كثرة. وكان والدي رحمه الله كثيراً ما ينشد في وصفها هذه الأبيات. وهي لشرف الدين بن محسن رحمه الله تعالى:





      دمشق بنا شوق إليها مـبـرح
      وإن لج واشٍ أو ألـح عـذول
      بلاد بها الحصباء درٌّ وتربـهـا
      عبيرٌ وأنفاس الشمال شمـول
      تسلسل فيها ماؤها وهو مطلق
      وصح نسيم الروض وهو عليل




      وهذا من النمط العالي من الشعر. وقال فيها عرقلة الدمشقي الكلبي:





      الشام شامة وجنة الدنيا كمـا
      إنسان مقلتها الغضيضة جلق
      من آسها لك جنةٌ لا تنقضـي
      ومن الشقيق جهنمٌ لا تحرق




      وقال أيضاً فيها:





      أما دمشق فجناتٌ مـعـجـلةٌ
      للطالبين بها الولدان والحـور
      ما صاح فيها على أوتاره قمرٌ
      إلا يغنيه قمريٌّ وشـحـرور
      يا حبذا ودروع الماء تنسجهـا
      أنامل الريح إلا أنـهـا زور




      وله فيها أشعار كثيرة سوى ذلك. وقال فيها أبو الوحش سبع بن خلف الأسدي:





      سقى دمشق الله غيثاً محسـنـاً
      من مستهل ديمة دهـاقـهـا
      مدينة ليس يضاهى حسنـهـا
      في سائر الدنيا ولا آفاقـهـا
      تود زوراء الـعـراق أنـهـا
      منها ولا تعزى إلى عراقهـا
      فأرضها مثل السماء بـهـجةً
      وزهرها كالزهر في إشراقها
      نسيم روضها متى ما قد سرى
      فك أخا الهموم من وثاقـهـا
      قد رتع الربيع في ربوعـهـا
      وسيقت الدنيا إلى أسواقـهـا
      لا تسأم العيون والأنوف مـن
      رؤيتها يوماً ولا استنشاقـهـا




      ومما يناسب هذا للقاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني فيها من قصيدته، وقد نسبت أيضاً لابن المنير:





      يا برق هل لك في احتمال تحـيةً
      عذبت فصارت مثل مائك سلسلا
      باكر دمشق بـمـشـق الـحـيا
      زهر الرياض مرصعاً ومكلـلا
      واجرر بجيرون ذيولك واختصص
      مغنى تأزر بالعلا وتـسـربـلا
      حيث الحيا الربعي محلول الحـيا
      والوابل الربعي مفري الـكـلا




      وقال فيها أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد العنسي الغرناطي المدعو نور الدين:





      دمشق منزلنا حيث النـعـيم بـدا
      مكملاً وهو في الآفاق مختصر
      القصب راقصة والطير صادحة
      والزهر مرتفع والماء منحـدر
      وقد تجلت من اللذات أوجهـهـا
      لكنها بظلال الدوح تسـتـتـر
      وكل واد به مـوسـى يفـجـره
      وكل روض على حافاته الخضر




      وقال أيضاً فيها:





      خيم بجلق بين الـكـاس والـوتـر
      في جنة هي ملء السمع والبصـر
      ومتع الطرف في مرأى محاسـنـه
      وروض الفكر بين الروض والنهر
      وانظر إلى ذهبيات الأصـيل بـهـا
      واسمع إلى نغمات الطير في الشجر
      وقل لمن لام فـي لـذاتـه بـشـراً
      دعني فإنك عندي سوقة الـبـشـر




      وقال أيضاً فيها:





      أمـا دمـشـق فـجـنةٌ
      ينسى بها الوطن الغريب
      للـه أيام الـسـبــوت
      بها ومنظرها العجـيب
      أنظر بعينك هـل تـرى
      إلا محبـاً أو حـبـيب
      في موطنٍ غنى الحمـام
      به على رقص القضيب
      وغدت أزاهر روضـه
      تختال في فرح وطـيب
      [CENTER] [/CENTER]

      تعليق


      • #63
        وأهل دمشق لا يعملون يوم السبت عملاٌ، إنما يخرجون إلى المتنزهات وشطوط الأنهار ودوحات الأشجار، بين البساتين النضرة والمياه الجارية فيكونون بها يومهم إلى الليل، وقد طال بنا الكلام في محاسن دمشق فلنرجع إلى كلام الشيخ أبي عبد الله.
        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #64
          ذكر جامع دمشق المعروف بجامع بني امية

          وهو أعظم مساجد الدنيا احتفالاً، وأتقنها صناعة، وأبدعها حسناً وبهجة وكمالاً، ولا يعلم له نظير، ولا يوجد له شبيه، وكان الذي تولى بناءه وإتقانه أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان. ووجه إلى ملك الروم بقسطنطينية يأمره أن يبعث إليه الصناع، فبعث إليه اثني عشر ألف صانع. وكان موضع المسجد كنيسة. فلما افتتح المسلمون دمشق دخل خالد بن الوليد رضي الله عنه من إحدى جهاتها بالسيف، فانتهى إلى نصف الكنيسة. ودخل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه من الجهة الغربية صلحاً، فانتهى إلى نصف الكنيسة. فصنع المسلمون من نصف الكنيسة الذي دخلوه عنوة مسجداً، وبقي النصف الذي صالحوا عليه كنيسة. فلما عزم الوليد على زيادة الكنيسة في المسجد طلب من الروم أن يبيعوا له كنيستهم تلك بما شاءوا من عوض، فأبوا عليه. فانتزعها من أيديهم. وكانوا يزعمون أن الذي يهدمها يجن، فذكروا ذلك للوليد فقال: أنا اول من يجن في سبيل الله، وأخذ الفأس وجعل يهدم بنفسه. فلما رأس المسلمون ذلك تتابعوا على الهدم. وأكذب الله زعم الروم. وزين هذا المسجد بفصوص الذهب المعروفة بالفسيفساء، تخالطها أنواع الأصبغة الغريبة الحسن، وذرع المسجد في الطول من الشرق إلى الغرب مائتا خطوة، وهي ثلاثمائة ذراع، وعرضه من القبلة إلى الجوف مائة وخمس وثلاثون خطوة، وهي مائتا ذراع، وعدد شمسات الزجاج الملون الذي فيه أربع وسبعون. وبلاطاته الثلاثة مستطيلة من شرق إلى غرب، سعة كل بلاط منها ثماني عشرة خطوة. وقد قامت على أربع وخمسين سارية، وثماني أرجل حصية، تتخللها، وست أرجل مرخمة مرصعة بالرخام الملون، قد صور فيها أشكال محاريب وسواها. وهي ثقل قبة الرصاص التي امام المحراب المسماة بقبة النسر كأنهم شبهوا المسجد نسراً طائراً، والقبة رأسه، وهي من أعجب مباني الدنيا.
          ومن أي جهة استقبلت المدينة بدت لك قبة النسر ذاهبة في الهواء منيفة على جميع مباني البلد، وتستدير بالصحن بلاطات ثلاثة من جهاته الشرقية والغربية والجوفية، سعة كل بلاط منها عشر خطى. وبها من السواري ثلاث وثلاثون، ومن الأرجل أربع عشرة وسعة الصحن مائة ذراع، وهو من أجمل المناظر وأتمها حسناً، وبها يجتمع أهل المدينة بالعشايا، فمن قارئ ومحدث وذاهب. ويكون انصرافهم بعد العشاء الأخيرة وإذا لقي أحد كبرائهم من الفقهاء وسواهم صاحباً له أسرع كل منهما نحو صاحبه وقبل رأسه. وفي هذا الصحن ثلاث من القباب إحداها في غربيه، وهي أكبرها وتسمى قبة عائشة أم المؤمنين. وهي قائمة على ثماني سوارٍ من الرخام مزخرفة بالفصوص والأصبغة الملونة مسقفة بالرصاص.
          ويقال: إن مال الجامع كان يختزن بها. وذكر لي أن فوائد مستغلات الجامع وجبايته نحو خمسة وعشرين ألف دينار ذهباً في كل سنة. والقبة الثانية من شرقي الصحن على هيئة الأخرى، إلا أنها أصغر منها قائمة على ثمانٍ من سواري الرخام، وتسمى قبة زين العابدين. والقبة الثالثة في وسط الصحن، وهي صغيرة مثمنة من رخام عجيب محكم الإلصاق، قائمة على أربع سوارٍ من الرخام الناصع وتحتها شباك حديد في وسطه أنبوب نحاس، يمج الماء إلى علو، فيرتفع ثم ينثني كأنه قضيب لجين. وهم يسمونهم قفص الماء. ويستحسن الناس وضع أفواههم فيه للشرب. وفي الجانب الشرقي من الصحن باب يفضي إلى مسجد بديع الوضع يسمى مشهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويقابله من الجهة الغربية حيث يلتقي البلاطان الغربي والجوفي موضع يقال: إن عائشة رضي الله عنها سمعت الحديث هنالك. وفي قبلة المسجد المقصورة العظمى التي يؤم فيها إمام الشافعية وفي الركن الشرقي منها إزاء المحراب خزانة كبيرة فيه المصحف الكريم الذي وجهه أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الشام. وتفتح تلك الخزانة كل يوم جمعة بعد الصلاة فيزدحم الناس على لثم ذلك المصحف الكريم. وهنالك يحلف الناس غرماءهم ومن ادعوا عليه شيئاً. وعن يسار المقصورة محراب الصحابة. ويذكر أهل التاريخ أنه أول محراب وضع في الإسلام - وفيه يؤم إمام المالكية - وعن يمين المقصورة محراب الحنفية وفيه يؤم إمامهم، ويليه محراب الحنابلة وفيه يؤم إمامهم. ولهذا المسجد ثلاث صوامع إحداها بشرقيه، وهي من بناء الروم.
          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #65
            . وبابها داخل المسجد، وبأسفلها مطهرة وبيوت للوضوء يغتسل فيها المعتكفون والملتزمون للمسجد ويتوضأون.
            والصومعة الثانية بغربيه وهي أيضاً من بناء الروم.
            والصومعة الثالثة بشماله، وهي من بناء المسلمين. وعدد المؤذنين به سبعون مؤذناً. وفي شرقي المسجد صومعة كبيرة فيها صهريج ماء وهي لطائفة الزيالعة السودان. وفي وسط المسجد قبر زكريا عليه السلام، وعليه تابوت معترض بين أسطوانتين مكسو بثوب حرير أسود معلم فيه مكتوب بالأبيض: " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى " وهذا المسجد شهير الفضل. وقرأت في فضائل دمشق عن سفيان الثوري أن الصلاة في مسجد دمشق بثلاثين ألف صلاة. وفي الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يعبد الله فيه بعد خراب الدنيا أربعين سنة ". ويقال: إن الجدار القبلي منه وضعه نبي الله هود عليه السلام، وأن قبره به. وقد رأيت على مقربة من مدينة ظفار اليمن بموضع يقال له: الأحقاف بنية فيها قبر مكتوب عليه هذا قبر هود بن عابر صلى الله عليه وسلم. ومن فضائل هذا المسجد أنه لا يخلو عن قراءة القرآن والصلاة إلا قليلاً من الزمان، كما سنذكره. والناس يجتمعون به كل يوم إثر صلاة الصبح فيقرأون سبعاً من القرآن ويجتمعون بعد صلاة العصر لقراءة تسمى الكوثرية، يقرأون فيها من سورة الكوثر إلى آخر القرآن. وللمجتمعين على هذه القراءة مرتبات تجري لهم وهم نحو ستمائة إنسان. ويدور عليهم كاتب الغيبة، فمن غاب منهم قطع له عند دفع المرتب بقدر غيبته. وفي هذا المسجد جماعة كبيرة من المجاورين لا يخرجون منه مقبلون على الصلاة والقراءة والذكر، لا يفترون عن ذلك. ويتوضأون من المطاهر التي بداخل الصومعة الشرقية التي ذكرناها. وأهل البلد يعينونهم بالمطاعم والملابس من غير أت يسألوهم شيئاً من ذلك، وفي هذا المسجد أربعة أبواب: باب قبلي يعرف بباب الزيادة، وبأعلاه قطعة من الرمح الذي كانت فيه راية خالد بن الوليد رضي الله عنه،
            [CENTER] [/CENTER]

            تعليق


            • #66
              ولهذا الباب دهليز كبير متسع فيه حوانيت السقاطين وغيرهم، ومنه يذهب إلى دار الخيل. وعن يسار الخارج منه سماط الصفارين، وهي سوق عظيمة تمتد مع جدار المسجد القبلي، من أحسن أسواق دمشق. وبموضع هذه السوق كانت دار معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ودور قومه، وكانت تسمى الخضراء. فهدمها بنو العباس رضي الله عنهم وصار مكانها سوقاً. وباب شرقي وهو أعظم أبواب المسجد، ويسمى بباب جيرون. وله دهليز عظيم يخرج منه إلى بلاط عظيم طويل أمامه خمسة أبواب لها ستة أعمدة طوال. وفي جهة اليسار منه مشهد عظيم كان فيه رأس الحسين رضي الله عنه. وبإزائه مسجد صغير ينسب إلى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وبه ماء جارٍ. وقد انتظمت أمام البلاط درج ينحدر فيها إلى الدهليز، وهو كالخندق العظيم يتصل بباب عظيم الارتفاع تحته أعمدة كالجذوع طوال وبجانبي هذا الدهليز أعمدة قد قامت عليها شوارع مستديرة فيها دكاكين البزازين وغيرهم. وعليها شوارع مستطيلة فيها حوانيت الجوهريين والكتبيين وصناع أواني الزجاج العجيبة. وفي الرحبة المتصلة بالباب الأول دكاكين لكبار الشهود، منها دكان للشافعية، وسائرها لأصحاب المذاهب. يكون في الدكان منها الخمسة والستة من العدول، والعاقد للأنكحة من قبل القاضي، وسائر الشهود مفترقون في المدينة. وبمقربة من هذه الدكاكين سوق الوراقين الذين يبيعون الكاغد والأقلام والمداد. وفي الدهليز المذكور حوض من الرخام الكبير مستدير عليه قبة لا سقف لها، تقلها أعمدة رخام وفي وسط الحوض أنبوب نحاس يمج الماء بقوة فيرتفع في الهواء أزيد من قامة الإنسان يسمونه الفوارة، منظره عجيب. وعن يمين الخارج من باب جيرون وهو باب الساعات، غرفة لها هيئة طاق كبير فيه طيقان صغار مفتحة لها أبواب على عدد ساعات النهار. والأبواب مصبوغ باطنها بالخضرة وظاهرها بالصفرة، فإذا ذهبت ساعة من النهار انقلب الباطن الأخضر ظاهراً والظاهر الأصفر باطناً. ويقال: إن بداخل الغرفة من يتولى قلبها بيده عند مضي الساعات. والباب الغربي يعرف بباب البريد، وعن يمين الخارج منه مدرسة الشافعية. وله دهليز فيه حوانيت للشماعين، وسماط لبيع الفواكه. وبأعلاه باب يصعد إليه في درج له أعمدة سامية في الهواء. وتحت الدرج سقايتان عن يمين وشمال مستديرتان. والباب الجوفي يعرف بباب النطفانيين، وله دهليز عظيم. وعن يمين الخارج منه خانقاه تعرف بالشميعانية، في وسطها صهريج ماء. ولها مطاهر يجري فيها الماء. ويقال: إنها كانت دار عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. وعلى كل باب من أبواب المسجد الأربعة دار وضوء يكون فيها نحو مائة بيت تجري فيها المياه الكثيرة.نه. وعلى كل باب من أبواب المسجد الأربعة دار وضوء يكون فيها نحو مائة بيت تجري فيها المياه الكثيرة.
              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #67
                ذكر الأئمة بهذا المسجد

                وأئمته ثلاثة عشر إماماً. أولهم الشافعية، وكان في عهد دخولي إليها إمامهم قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني من كبار الفقهاء، وهو الخطيب بالمسجد، وسكناه بدار الخطابة، ويخرج من باب الحديد إزاء المقصورة وهو الباب الذي كان يخرج منه معاوية. وقد تولى جلال الدين بعد ذلك قضاء القضاة بالديار المصرية، بعد أن أدى عنه الملك الناصر نحو مائة ألف درهم كانت ديناً عليه بدمشق. وإذا سلم إمام الشافعية من صلاته أقام للصلاة إمام مشهد علي، ثم إمام مشهد الحسين ثم إمام مشهد الكلاسة ثم إمام مشهد أبي بكر ثم إمام مشهد عثمان رضي الله عنهم أجمعين، ثم إمام المالكية. وكان إمامهم في عهد دخولي إليها الفقيه أبو عمر بن الوليد بن الحاج التجيبي، القرطبي الأصل، الغرناطي المولد، نزيل دمشق. وهو يتناوب الإمامة مع أخيه رحمهما الله. ثم إمام الحنفية، وكان إمامهم في عهد دخولي إليها الفقيه عماد الدين الحنفي المعوف بابن الرومي، وهو من كبار الصوفية. وله شياخة الخانقاه الخاتونية؛ وله أيضاً خانقاه بالشرف الأعلى. ثم إمام الحنابلة وكان ذلك العهد الشيخ عبد الله الكفيف أحد شيوخ القراء بدمشق. ثم بعد هؤلاء خمسة أئمة لقضاة الفوائت فلا تزال الصلاة في هذا المسجد من أول النهار إلى ثلث الليل، وكذلك قراءة القرآن وهذا من مفاخر الجامع المبارك.
                [CENTER] [/CENTER]

                تعليق


                • #68
                  ذكر المدرسين والمعلمين به

                  ولهذا المسجد حلقات للتدريس في فنون العلم. والمحدثون يقرأون كتب الحديث على كراسي مرتفعة. وقراء القرآن يقرأون بالأصوات الحسنة صباحاً ومساء. وبه جماعة من المعلمين لكتاب الله يستند كل واحد منهم إلى سارية من سواري المسجد يلقن الصبيان ويقرئهم. وهم لا يكتبون القرآن في الألواح تنزيهاً لكتاب الله تعالى، وإنما يقرأون القرآن تلقيناً. ومعلم الخط غير معلم القرآن، يعلمهم بكتب الأشعار وسواها، فينصرف الصبي من التعليم إلى التكتيب، وبذلك جاد خطه لأن المعلم للخط لا يعلم غيره. ومن المدرسين بالمسجد المذكور العالم الصالح برهان الدين بن الفركاح الشافعي، ومنهم العالم الصالح نور الدين أبو اليسر بن الصائغ من المشتهرين بالفضل والصلاح. ولما ولي القضاء بمصر جلال الدين القزويني وجه إلى أبي اليسر الخلعة والآمر بقضاء دمشق، فامتنع من ذلك. ومنهم الإمام العالم شهاب الدين بن جهيل من كبار العلماء. هرب من دمشق لما امتنع أبو اليسر من قضائها خوفاً من أن يقلد القضاء فاتصل ذلك بالملك الناصر فولى قضاء دمشق شيخ الشيوخ بالديار المصرية قطب العارفين لسان المتكلمين علاء الدين القونوي وهو من كبار الفقهاء. ومنهم الإمام الفاضل بدر الدين علي السخاوي رحمة الله عليهم أجمعين .
                  [CENTER] [/CENTER]

                  تعليق


                  • #69
                    ذكر قضاة دمشق

                    قد ذكرنا قاضي القضاة الشافعي بها جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني. وأما قاضي المالكية فهو شرف الدين، خطيب الفيوم، حسن الصورة والهيئة من كبار الرؤساء. وهو شيخ شيوخ الصوفية، والنائب عنه في القضاء شمس الدين بن القفصي، ومجلس حكمه بالمدرسة الصمصامية. وأما قاضي قضاة الحنفية فهو عماد الدين الحوراني. وكان شديد السطوة. وإليه تحاكم النساء وأزواجهن. وكان الرجل إذا سمع اسم القاضي الحنفي أنصف من نفسه قبل الوصول إليه. وأما قاضي الحنابلة فهو الإمام الصالح عز الدين بن مسلم من خيار القضاة ينصرف على حمار له ومات بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توجه للحجاز الشريف.
                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #70
                      حكاية

                      وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا أن في عقله شيئاً. وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: إن هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول ? قال: لا إله إلا الله فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواماً. وصنف في السجن كتاباً في تفسير القرآن سماه البحر المحيط، في نحو أربعين مجلداً. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية. وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، لإامر بسجنه وعزره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك، وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة، منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمة إلا طلقة واحدة ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيباً لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسجن بها حتى مات في السجن.
                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق


                      • #71
                        ذكر مدارس دمشق

                        اعلم أن للشافعية بدمشق جملة من المدارس، أعظمها العادلية وبها يحكم قاضي القضاة. وتقابلها المدرسة الظاهرية، وبها قبر الملك الظاهر، وبها جلوس نواب القاضي. ومن نوابه فخر الدين القبطي وكان والده من كتاب القبط وأسلم.ومنهم جمال الدين بن جملة، وقد تولى قضاء قضاة الشافعية بعد ذلك، وعزل لأمر أوجب عزله.
                        [CENTER] [/CENTER]

                        تعليق


                        • #72
                          حكاية

                          كان بدمشق الشيخ الصالح ظهير الدين العجمي. وكان سيف الدين تنكيز ملك الأمراء يتتلمذ له ويعظمه. فحضر يوماً بدار العدل عند ملك الأمراء، وحضر القضاة الأربعة. فحكى قاضي القضاة جمال الدين بن جملة حكاية. فقال له ظهير الدين: كذبت. فأنف القاضي من ذلك وامتعض له. فقال للأمير: كيف يكذبني بحضرتك ? فقال له الأمير: احكم عليه، وسلمه إليه وظنه أنه يرضى بذلك فلا يناله بسوء. فأحضره القاضي بالمدرسة العادلية وضربه مائتي سوط، وطيف به على حمار في مدينة دمشق، ومنادٍ ينادي عليه، فمتى فرغ من ندائه ضربه على ظهره ضربة، وهكذا العادة عندهم. فبلغ ذلك ملك الأمراء، فأنكره أشد الإنكار، وأحضر القضاة والفقهاء، فاجمعوا على خطأ القاضي، وحكمه بغير مذهبه. فإن التعزيز عند الشافعي لا يبلغ به الحد. وقال قاضي المالكية شرف الدين: قد حكمت بتفسيقه فكتب إلى الملك الناصر بذلك، فعزله. وللحنفيه مدارس كثيرة. وأكبرها مدرسة السلطان نور الدين، وبها يحكم قاضي الحنفيه. وللمالكية بدمشق ثلاث مدارس إحداها الصمصامية، وبها سكن قاضي قضاة المالكية وقعوده للأحكام، والمدرسة النورية عمرها السلطان نور الدين محمود بن زنكي، والمدرسة الشرابشية عمرها شهاب الدين الشرابشي التاجر، وللحنابلة مدارس كثيرة أعظمها النجمية.
                          [CENTER] [/CENTER]

                          تعليق


                          • #73
                            ذكر أبواب دمشق

                            ولمدينة دمشق ثمانية أبواب، منها باب الفراديس، ومنها باب الجابية ومنها الباب الصغير. وفيما بين هذين البابين مقبرة فيها العدد الجم من الصحابة والشهداء، فمن بعدهم.
                            قال محمد بن جزي: لقد أحسن بعض المتأخرين من أهل دمشق في قوله:





                            دمشق في أوصافها
                            جنة خلدٍ راضـيه
                            أما ترى أبوابـهـا
                            قد جعلت ثمانـيه
                            [CENTER] [/CENTER]

                            تعليق


                            • #74
                              ذكر بعض المشاهد والمزارات بها

                              فمنها بالمقبرة التي بين باب الجابية والباب الصغير قبر أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين، وقبر أخيها أمير المؤمنين معاوية، وقبر بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم أجمعين، وقبر أويس القرني، وقبر كعب الأحبار رضي الله عنهما. ووجدت في كتاب المعلم في شرح صحيح مسلم للقرطبي أن جماعة من الصحابة صحبهم أويس القرني من المدينة إلى الشام، فتوفي في أثناء الطريق في برية لا عمارة فيها ولا ماء فتحيروا في أمره، فنزلوا، فوجدوا حنوطاً وكفناً وماء، فعجبوا من ذلك، وغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه. ثم ركبوا فقال بعضهم: كيف نترك قبره بغير علامة فعادوا للموضع فلم يجدوا للقبر من أثر. قال ابن جزي: ويقال: إن أويساً قتل بصفين مع علي عليه السلام، وهو الأصح إن شاء الله ويلي باب الجابية باب شرقي عنده جبانة فيها قبر أبي بن كعب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها قبر العابد الصالح أرسلان المعروف بالباز الأشهب.
                              [CENTER] [/CENTER]

                              تعليق


                              • #75
                                حكاية في سبب تسميته بذلك

                                يحكى أن الشيخ الولي أحمد الرفاعي رضي الله عنه كان مسكته بأم عبيدة بمقربة من مدينة واسط، وكانت بين ولي الله تعالى أبي مدين شعيب بن الحسين وبينه مؤاخاة ومراسلة. ويقال: إن كل واحد منهما كان يسلم على صاحبه صباحاً ومساء فيرد عليه الآخر. وكانت للشيخ أحمد نخيلات عند زاويته، فلما كان في إحدى السنين جذها على عادته وترك عذقاً منها وقال هذا برسم أخي شعيب فحج الشيخ أبو مدين تلك السنة واجتمعا بالموقف الكريم بعرفة. ومع الشيخ أحمد خديمه أرسلان، فتفاوضا الكلام. وحكى الشيخ حكاية العذق فقال له أرسلان عن أمرك يا سيدي آتيه به. فأذن له. فذهب في حينه وأتاه به ووضعه بين أيديهما، فأخبر أهل الزاوية أنهم رأوا عشية يوم عرفة بازاً أشهب قد انقض على النخلة فقطع ذلك العذق وذهب به في الهواء. وبغربي دمشق جبانة تعرف بقبور الشهداء. فيها قبر أبي الدرداء وزجة أم الدرداء، وقبر فضالة بن عبيد، وقبر وائلة بن الأسقع، وقبر سهل بن حنظلة من الذين بايعوا تحت الشجرة رضي الله عنهم أجمعين. وبقرية تعرف بالمنيحة شرقي دمشق وعلى أربعة أميال منها قبر سعد ابن عبادة رضي الله عنه، وعليه مسجد صغير حسن البناء، وعلى رأسه حجر مكتوب عليه هذا قبر سعد بن عبادة رأس الخزرج صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً وبقرية قبلي البلد وعلى فرسخ منها مشهد أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة عليهم السلام. ويقال: إن اسمها زينب وكناها النبي صلى الله عليه وسلم أم كلثوم لشبهها بخالتها أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه مسجد كبير، وحوله مساكن، وله أوقاف. ويسميه أهل دمشق قبر الست أم كلثوم. وقبر آخر يقال: إنه قبر سكينة بنت الحسين بن علي عليه السلام. وبجامع النيرب من قرى دمشق في بيت بشرقيه قبر يقال: إنه قبر أم مريم عليها السلام. وبقرية تعرف بداريا، غرب البلد وعلى أربعة أميال منها قبر أبي مسلم الخولاني، وقبر أبي سليمان الداراني رضي الله عنهما. ومن مشاهد دمشق الشهيرة البركة مسجد الأقدام، وهو في قبلي دمشق، على ميلين منها، على قارعة الطريق الأعظم الآخذ إلى الحجاز الشريف والبيت المقدس وديار مصر وهو مسجد عظيم كثير البركة وله أوقاف كثيرة، ويعظمه أهل دمشق تعظيماً شديداً. والأقدام التي ينسب إليها هي أقدام مصورة في حجر هناك يقال: إنها أثر قدم موسى عليه السلام. وفي هذا المسجد بيت صغير فيه حجر مكتوب عليه كان بعض الصالحين يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم في النوم فيقول له ها هنا قبر أخي موسى عليه السلام. وبمقربة من هذا المسجد موضع يعرف بالكثيب الأخضر، وبمقربة من بيت المقدس وأريحاء موضع يعرف بالكثيب الأحمر تعظمه اليهود.
                                [CENTER] [/CENTER]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X