إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطوط و الكتابات القديمة في الجزيرة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطوط و الكتابات القديمة في الجزيرة العربية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد
    فهذا الموضوع للامانه لست من قام باعداده بل وجدته باحد المنتديات وهو بعنوان :

    الخطوط و الكتابات القديمة في الجزيرة العربية

    عرفت الجزيرة العربية في الأزمة العتيقة ظهور عدة أنواع من الخطوط و الكتابات
    من بينها الخط السبئي (المسند) و الصفائي و الثمودي و اللحياني و النبطي و الديداني و الحسائي و الجعزي (الحبشي) ...

    و هي تتوزع على مجموعتين
    كتابات شمال الجزيرة و هي الصفائية والثمودية و الدادانية واللحيانية
    كتابات جنوب الجزيرة و هي السبئية والمعينية والقتبانية والحميرية والحضرمية و قد تفرعت عنها اللغات الحبشية مثل الجزعية


    نماذج لبعض الخطوط :



    الخط السبئي (المسند)






    الخط الثمودي





    الخط الجعزي (الحبشي)





    مقارنة بين الكتابات السبئية و الصفائية و الثمودية و اللحيانية






    الكتابة الصفائية



    الصفائية أو الصفوية تسمية جامعة لعدد كبير من النقوش المكتشفة في بادية الشام وما جاورها العائدة إلى ما بين 1000 ق.م و 400 م. نسبة إلى تلال صفا الواقعة شرقي اللجاة في حوران
    هذه النقوشِ غالباً كتبت مِن قِبل الكنعانيون والبدوِ الساميينِ. سميت بالنقوش الصفائية نسبة إلى منطقة الصفا. وترجع إلى القرنين الأول والثاني بعد الميلاد· حيث اكتشفت أول مرة عام 1857 في المنطقة الجنوبية الشرقيةِ لسوريا. حتى الآن تم تسجيل 30,000 نقش تم اكتشافه حتى الآن في سوريا والأردن. وتلك تمثل لهجة عربية شمالية.

    فمن الأفعال المنقولة منها: ندم تشوّق لعن نهل سمع عَوٍر قتل رعى. ومن الأسماء: فرس ضأن خال خِلّ خمسة كبير مِعْزَى سطر عشيرة ضيف رواح ثلج قبر ضريح. ومن أسماء الأعلام: أذينة إياس جمال همام وهب ورد حبيب سالم سميع سريّ سعد
    تتميز تلك اللهجة مع الثمودية بأداة التعريف، التي هي في الثمودية والصفوية ( الهاء )، وفي العربية النبطية ( الألف واللام )، فنستطيع أن نفرق إذن بين لهجات الهاء ولهجات الألف واللام، مثال ذلك ( هـ م ل ك ) عند أهل ناحية الصفاة بمعنى الملك، ولكن كان النبط يستعملون الألف واللام مع الكلمات والأسماء العربية المعرّفة




    حجر عليه كتابة صفوية نصف دائرية كتب من اليسار إلى اليمين وبخط غائر وبطريقة النقر . وهذا النقش للتعريف بالكاتب



    النص
    ش ل ب ب ن أ ع ت ل و ت ش و ق و ك ت م

    القراءة
    شلب بن أعتل وتشوق وكتم

    الكتابة السبئية أو خط المسند






    الخط المسندي أو خط المسند هو الأبجدية العربية الجنوبية القديمة هو الخط الأساسي قديماً في الجزيرة العربيه فقد كان هو الخط السائد قبل الخط العربي الحالي ويطلق عليه بعض المؤرخين الخط المسند الحميري لارتباطه بالحضارة اليمنية الحميريه ، وقد وجدت نقوش لهذا الخط في جنوب الجزيرة العربيه وبلاد النهرين والعراق تدل على أن هذا الخط كان الخط الرسمي في الجزيرة العربيه ، وقد تمكن باحثو الآثار من الوصول إلى الكثير من آثار الحضارات القديمه في جنوب الجزيرة العربيه من خلال قراءة النقوش المكتوبه على الصخور وفي المغارات وعلى بقية القلاع والقبور والأبراج القديمه بهذا الخط .

    وقد تمكن العرب منذ وقت مبكر من فك رموز الخط المسند ، فقد وضع الهمداني ترجمة لهذا الخط من خلال ترجمته لبعض النقوش الأثريه.





    ومن المعلوم أنه قد يصل العلماء إلى معرفة تسلسل أحداث التاريخ أو حتى الكشف عن وجود حضارة وملوك في منطقة معينه من خلال هذه النقوش حتى ولو لم يكن هنالك آثار حقيقيه ظاهرة لهذه الحضارة ، وقد تحتوي بعض النقوش على أخبار المعارك والغزوات والاحداث التاريخيه ، كما هو موجود في منطقة حائل والعلا وعسير وهضبة العروس في الدارة شرقي أبها وجبل المرتمي بحوطة بني تميم وكذالك شعيب ديم بحوطة بني تميم.

    وتنتشر كتابات الخط المسند في الجزيرة العربية بشكل كبير على الصخور في أماكن متفرقه لم يطلع عليها المهتمين حتى الآن ، إلا أن هذه الخطوط تتعرض للإبادة الجماعية على أيدي المعدات الثقيله ( دركترات ، شيولات ، بوكلينات ) التي بدأت في مهاجمة هذه النقوش تحت إشراف الطامحين في التوسع على حساب الأراضي البور ، وهذا الأمر فيه الكثير من الخطورة من الناحية التاريخية ، ففي متن هذه النقوش يكمن تاريخ هذه المنطقة الذي لم ينظر إليه المختصون بدراسة الآثار في المملكة حتى الآن ، واستمرار التعدي على هذه الآثار سوف يعني اندثار تاريخنا دون أن يطلع عليه أحد .





    الكتابة الثمودية

    إن اﻟثمودية تسمية جامعة لعدد كبير من النقوش المكتشفة في شمال شبه الجزيرة العربية والمكتوبة وما جاورها العائدة إلى ما بين 1700 و 200 قبل الميلاد.

    وهي تسمية لا يقصد بها لغة محدّدة بل تم الاصطلاح عليها من قبل المختصّين لمجموعة من النقوش المكتوبة بخط متشابه ريثما يتم فك رموزها وتصنيفها، وهي مكتوبة بعدة لهجات من لغات شمال الجزيرة العربية القديمة. سميت باسم الثمودية نسبة إلى مدينة ثمود باليمن حيث اكتشفت هناك أول مرة.
    توجد على الصخور وكثير من الجبال نقوش وكتابة بحروف عربية ثمودية متنوعة، الحروف الأبجدية الثمودية هي نفس حروف الأبجدية العربية القديمة مع نقص حرف واحد هو حرف الظاء، مع اختلاف في رسم الحروف فبعضها يكتب مقلوباً والبعض الأخر معكوساً، ولا يوجد نمط محدد للكتابة أو النقش فقد تبدأ من أعلى الحجر أو الصخرة أو تبدأ من أسفله،وأيضا قد تكون من اليمين أو اليسار، وبصفة عامة فإن اللغة الثمودية- وكما يوضح المتخصصون هي لغة عربية شمالية لا تفترق كثيرا عن عربية الجاهلية وعربية الإسلام، وكثير من كلماتها نستخدمه في وقتنا الحالي





    تاريخ ظهور الكتابات العربية في شمال الجزيرة وجنوبها


    أحمد عثمان


    كان الاعتقاد السائد في بداية القرن الماضي هو ان كتابات شمال الجزيرة العربية تطورت عن كتابات جنوب الجزيرة، التي انتقلت شمالا مع التجارة، خاصة بعد العثور على بقايا جالية معينية (نسبة إلى معين) من الجنوب مقيمة في العلا بالشمال. إلا ان الباحث اللغوي الألماني «جريم»، رفض هذا التفسير وقال ان ظهور الكتابات في شمال نجد والحجاز لم يأت عن طريق ممالك اليمن. وقال الباحث الألماني بأن كتابات الثموديين لها جذور تمتد مئات السنين وقد تطورت عن كتابات الفينيقيين وعرب شبه جزيرة سيناء.

    وقسم جريم الكتابات الثمودية إلى مرحلتين مختلفتين، وبين ان المرحلة الاولى للثمودية بدأت مع بداية الالف الاولى قبل الميلاد. وفي البداية لم تحظ نظرية جريم بتأييد كبير، نظرا لعجزه عن اعطاء دليل كاف حول ما يتعلق بمراحل تطور الثمودية. إلا ان الباحث البريطاني «وينيت» تمكن من تقسيم تطور الثمودية إلى اشكال مختلفة تمثل عدة مراحل، كما بين ان اولى مراحل الكتابة الثمودية تشبه إلى حد كبير الكتابة الددانية أو الديدانية نسبة لديدان او ددان. مما جعل الددانية اسبق منها في الظهور. ويعتقد وينيت ان وجود العديد من اشكال الكتابات الثمودية واللحيانية، يدل على مرورها بمراحل متعددة من التطور خلال مدة زمنية طويلة. إلا ان مملكة «ددان» سبقت الثموديين وكانت عاصمتها هي «العلا» الحالية، وهي من المحطات المهمة على الطريق التجاري بين جنوب الجزيرة وشمالها، وكونت دولة مستقلة لفترة من الوقت، قبل منتصف الألف الاولى السابقة على الميلاد.

    وفي العلا تم العثور على النصوص الددانية، التي تبين انها اقدم كتابات شمال الجزيرة، التي ارجعها الاثري الاميركي اولبرايت، إلى الفترة نفسها التي ظهرت فيها السبئية في جنوب الجزيرة. اما اللحيانيون الذين يعتقد البعض انهم كانوا من بقايا ثمود البائدة، فقد حلوا مكان ددان في العلا، عندما هزموهم في الوقت نفسه الذي فيه خرج ملوك فارس لمد حدود امبراطوريتهم غربا، وكونوا مملكتهم هناك التي استمرت عدة قرون. وتحتوي الكتابات اللحيانية، التي عثر على غالبيتها في منطقة وادي العلا خاصة عند «الخريبة» جنوب الحجر (مدائن صالح)، على اسماء بعض ملوكهم. وهناك ثلاثة نصوص نبطية وجدت عند تيماء تذكر اسم «مسعودو» ملك لحيان الذي كتب اسمه بحروف نبطية خلال القرن الثاني قبل الميلاد. وترجع هذه النصوص إلى ما قبل غزو النبط النهائي لمملكة «ددان». ومن اهم ما امكن العثور عليه، عند فتحة احد الجبال بالقرب من «بئر عذيب» غرب «الخريبة»، مجموعة من النصوص تتعلق بمعبد «ذو غابت»، وهو المعبود الرئيسي للحيانيين، إلى جانب معبودات اخرى مثل «ها لاه» و«لات» و«سلمان» و«ود».





    نقوش تمثل الكتابة الديدانية اللحيانية


    ويلاحظ ان الكتابات اللحيانية تبدو مختلفة في مراحلها الاخيرة في القرن الميلادي الرابع، عنها في مراحلها الاولى قبل ذلك بحوالي تسعة قرون. وتعتبر النصوص اللحيانية كتابات عربية، وان كانت هناك بعض الخلافات بينها وبين العربية الفصحى. فعلى سبيل المثال كانت اداة التعريف هي «ها» او «هن»، كما يتبين من هذا المثال الثمودي: «لباتر ها ثمد»، وتعني «لباتر الثمودي». ومن الواضح ان حرف الجر «ل» يستخدم كثيرا في هذه الكتابات، الذي احيانا يعني «إلى» واحيانا «حتى»، وهو هنا يعني «حق» الدالة على الملكية. علينا ان نتذكر انه في هذه المرحلة لم تكن الواو والياء قد استخدمتا بعد للدلالة على الحركة الممدودة، وان كانت الالف استخدمت احيانا لهذا الغرض. وهكذا فإن كتابات الشمال هي الددانية والثمودية واللحيانية، وكذلك الصفائية التي تأتي غالبيتها من منطقة الصفا (جنوب شرق دمشق) وترجع إلى القرنين الاوليين بعد الميلاد. وقد تمثلت كتابات الجنوب في المعينية والسبئية والحضرمية والحميرية، التي تفرعت عنها اللغات الحبشية. وهناك خلاف بين اللغويين في تحديد اصل اللغات العربية الجنوبية.


    فبينما تتفق الاغلبية على ان الابجدية السبئية هي ام اللغات الجنوبية كلها، ساد الاعتقاد انها تفرعت عن ابجدية الشمال.
    الآرامية والنبطية وحلت الاحرف الآرامية السورية في بلاد الشمال محل الكتابة الاكادية، عندما اصبحت الآرامية هي لغة التعاملات التجارية في هذه المنطقة. فعندما اسس الفرس امبراطوريتهم التي امتدت من الهند في الشرق إلى وادي النيل في الغرب، اصبحت الآرامية هي اللغة الرسمية للامبراطورية الفارسية بأكملها. وبدأت الكتابات الآرامية تتخذ اشكالا محلية في البلدان التي استعملتها، فظهرت افرع عديدة عن الآرامية منذ بداية القرن الاول السابق على المسيحية، مثل الكتابات العبرية الجديدة والنبطية والتدمرية والسريانية. وعلى الرغم من سقوط دولة الانباط امام القوات الرومانية في بداية القرن الميلادي الثاني، استمرت الكتابة النبطية بعد ذلك حوالي 150 سنة خاصة في شبه جزيرة سيناء.


    اذ عثر على عدد كبير من الكتابات النبطية في منطقة «وادي المكتب» بالقرب من سرابيط الخام، وكذلك في «وادي حجاج» بالقرب من دير القديسة كاترين. وكان الانباط يتحدثون العربية واستخدموا الابجدية الآرامية في كتابة لغتهم منذ القرن الثالث قبل الميلاد. واكتشف العديد من النصوص النبطية في شمال الجزيرة وفي فلسطين وسيناء وحاول الباحثون تفسير ظاهرة انتشار الكتابة النبطية المنقوشة على الصخور في مناطق عديدة من سيناء على الرغم من سقوط دولتهم، واقترح البعض ان الرومان استخدموا الانباط في القيام باعمال المناجم في سيناء، لتعليل وجود الكتابات النبطية هناك. لكن تبين بعد ذلك وجود عدد كبير من بقايا الفخار النبطي في هذه المواقع نفسها، مما يدل على وجود اقوام نبطية مستقرة هناك، مما حدا بالبعض إلى القول بأنهم كانوا في تلك الفترة مواطنين مقيمين ومستقرين في سيناء وليسوا زواراً لها.


    إلا ان الكتابة النبطية في سيناء سرعان ما بدأت تختفي تدريجيا، وحل محلها نوع آخر من الكتابة الرقعة اطلق عليه اسم «نيو سينياتيك»، منذ النصف الثاني من القرن الثالث. وعثر على نماذج عدة من هذه الكتابة خاصة في «وادي المكتب». وتعتبر كتابة سيناء الجديدة هذه بمثابة حلقة الاتصال بين الكتابة النبطية والكتابة العربية. اذ بدأت الابجدية العربية تأخذ شكلها النهائي بعد ذلك بفترة وجيزة، وظهرت الكتابة العربية بشكلها الجديد منذ نهاية القرن الثالث للميلاد. واقدم ما عثر عليه من كتابات عربية في شمال الجزيرة، ثلاثة نصوص وجدت منقوشة على جدار معبد «ارم» عند العقبة، وكتابات اخرى في «ام الجمال» شمال الاردن كما وجدت كتابات عربية كذلك فوق قبر امرؤ القيس الذي مات عام 328م. وغالبية النصوص العربية القديمة عبارة عن بضع كلمات او جمل قصيرة، إلا ان الابجدية الجديدة بدأت تستخدم بعد ذلك في كتابة النصوص الادبية الطويلة، خاصة في ما يتعلق بكتابات الجماعات العربية المسيحية التي كانت تعيش في سورية وفي الحيرة. ومن اقدم هذه الكتابات نص وجد في جنوب شرق مدينة حلب، مكتوباً بثلاث لغات سريانية ويونانية وعربية يرجع إلى عام 513 ميلادية، وكتابات كنسية في الحيرة ترجع إلى عام 560، واخرى يونانية عربية في حران (جنوب دمشق) ترجع إلى 568.


    النسخ والكوفي وهناك روايات تقول إن الابجدية العربية ظهرت لاول مرة في الحيرة، التي كانت مركزا ثقافياً مهماً في تلك الفترة. وكانت الحيرة هي عاصمة المملكة اللخمية العربية المسيحية، التي ازدهرت في منطقة خصبة بالقرب من نهر الفرات. واصبحت الحيرة مملكة عربية مهمة استمرت لمدة ثلاثة قرون قبل الاسلام، إلا انه بعد موت النعمان الثالث عام 602، حكمها ملك من الفرس قبل ان يفتحها جيش المسلمين بحوالي نصف قرن. ومن الاسباب التي يعتمد عليها هذا الرأي ظهور نوعين من الكتابة العربية في خط «النسخ» والخط «الكوفي». وهناك رأي آخر يقول إن هذين الخطين تطورا بشكل مستقل عن الكتابة النبطية، بحيث ظهر النسخ في الحجاز والكوفي جنوب العراق. وكان الخط الكوفي يستخدم للكتابة على الحجارة، خاصة على جدران المساجد، وكذلك على العملات النقدية المعدنية، اما النسخ فكان يستخدم في كتابة البرديات.


    إلا ان مدينة الكوفة نفسها لم تكن موجودة قبل ظهور الاسلام، انما بناها المسلمون في جنوب العراق لتكون قاعدة للجيش العربي هناك، وقد شيدها سعد بن ابي وقاص عام 638، فأصبحت لفترة العاصمة للدولة الاسلامية في العراق. كما انها ظلت مركزاً مهماً للثقافة الاسلامية لمدة ثلاثة قرون.
    ويعتقد بعض الباحثين الحديثين ان الخط الكوفي ـ وان سمي بالكوفي ـ فإنه ظهر في الحجاز اولا، حيث ان القرآن كتب بهذا الخط في المدينة قبل بناء الكوفة. واول ما وصلنا من الكتابات الفصحى كان على شكل نصوص مكتوبة على الحجر، تحتوي على اسماء الاعلام إلى جانب بضع كلمات قليلة، مثل تلك التي توضع عادة عند قبر الميت او على قواعد الابنية عند انشائها، او المتعلقة بالنذور. وليس لدينا اي كتابات من هذه المرحلة تتعلق بالشعر او النثر، بالرغم من شيوع رواية الشعر شفاهة في تلك الفترة.


    لقد كانت اللغات التي تفرعت عن الآرامية بعد سقوط دولة الفرس، مثل السريانية التي استخدمها المسيحيون في سورية وبلاد الرافدين، والنبطية التي استخدمتها الاقوام العربية في البتراء، منتشرة في الشمال عند بداية التاريخ الميلادي، كما سادت اللغة السبئية في جنوب الجزيرة العربية، والكتابة الثمودية في شمالها.
    واكتشفت في بداية القرن العشرين مجموعة من النصوص المكتوبة، في وقت كانت الابجدية السبئية هي السائدة في كل انحاء الجزيرة العربية. وتبين بعد ذلك وجود عدد كبير من هذه الكتابات موزعة في انحاء الجزيرة، مما يدل على وجود لهجات لغوية متعددة، وان اطلق عليها جميعها اسم «ثمودية». ثم حدث تطور مهم منذ القرن الرابع الميلادي، عندما بدأت القبائل العربية في شمال الجزيرة تستخدم الابجدية العربية الجديدة التي اخترعها الانباط بدلا من خط المسند السبئي، في كتاباتها. وكانت المنطقة الواقعة في وسط الجزيرة بين مناطق الحضارة الجنوبية والشمالية، صحراوية في غالبها تسكنها القبائل غير المستقرة او تلك التي تقيم في مناطق الواحات، حيث انتشر خليط من اللهجات المتقاربة، وكان ظهور العربية الفصحى في هذه المنطقة على يد شعرائها في الجاهلية.


    عائلة لغوية تاريخية حسب بعض الدراسات المتخصصة تقسم اللغات السامية إلى اربع لغات، هي: العربية (ومن متفرعاتها المالطية) والسريانية ـ الآرامية والآشورية والعبرية.
    اما اللغة العربية المعاصرة فناجمة عن خلفية غنية اسهمت فيها اللغات التالية:
    ـ لغات الشرق الادنى الشمالية الشرقية: البابلية والآشورية والكلدانية.
    ـ لغات الشرق الادنى الشمالية الغربية: الكنعانية والفينقية والسريانية ـ الآرامية والمؤابية والأمورية والاوغاريتية والنبطية والصفوية (نسبة للصفا بجنوب بلاد الشام).
    ـ لغات الشرق الادنى الوسطى: الحجازية والثمودية (المديانية) واللحيانية.
    ـ لغات الشرق الادنى الجنوبية: المعينية والسبئية والقتبانية والاوسانية والحضرموتية والحميرية. (وعلى صلة بعيدة بها اللغة الحبشية «الجعز»)






    الكتابات السامية




    بقلم الكاتب: د. عبد الرحمن السليمان

    المرحلة الأولى: المرحلة الصُّوَرِيَّة
    إن أول كتابة ظهرت في التاريخ هي الكتابة المسمارية التي اخترعها السومريون، وهم شعب مجهول الأصل. وكانت الكتابة المسمارية في الأصل كتابة صُوَرِيَّة بمعنى أنه إذا أراد الكاتب أن يكتب الكلمة الدالة على الرجل فإنه يرسم هيئة الرجل، تماماً مثلما نرى في الكتابة الهيروغليفية التي هي أيضاًَ كتابة صورية. والفرق بين الكتابتين الصوريتين المسمارية والهيروغليفية يكمن في أن أشكال الكتابة المسمارية تطورت بسرعة لتتخذ أشكالاً مجردة هي أشكال المسامير ـ ومن ثمة تسميتها بالكتابة المسمارية ـ بينما حافظت الكتابة الهيروغليفية على أشكالها الصورية البدائية. وهذا الفرق عائد إلى طبيعة المادة المستخدمة في الكتابة، فلقد استعمل الرافدينيون الطين والماء والقصب في الكتابة، فصنعوا ألواحاً من الطين مربعة أو مستطيلة، واستعملوا في الكتابة قلماً من القصب كانوا يغرزونه في الطين وهو رطب ثم يخطون ما يريدون تدوينه من النصوص، ثم يطبخون الألواح الطينية في التنور فتشد وتصلب لتبقى حتى اليوم. ومن الجدير بالذكر أن غرزة القلم في الطين كانت تكوّن مثلثاً في اللوح أشبه ما يكون برأس المسمار، تتبعه خطوط مستقيمة نحو الأسفل أو اليسار، مما أدى إلى نشوء أشكال تشبه المسامير التقليدية، وهو ما أوحى بتسمية الكتابة الرافدينية بالكتابة المسمارية كما أسلفت. أما قدامى المصريون فلقد استخدموا ورق البردي والحبر في كتابتهم، وورق البردي سهل الاستعمال ولا يفرض استعماله على الكاتب مناورات معينية ولا يؤثر على طبيعة الكتابة، من ثمة عدم تطور أشكالها ومحافظتها على شكلها الصوري البدائي، بعكس الكتابة المسمارية التي أصبحت تختلف كثيراً عن هيئة مسمياتها التي كانت في البداية صورية بدائية أيضاً (مثل الصينية اليوم)!

    والكتابة الصورية كتابة صعبة لأنها تفترض وجود صورة لكل مسمى، وهو ما يجعل حفظها واستعمالها بوضوح أمراً صعباً لكثرة المسميات والأشياء وكثرة الاشتراك في معاني صورها. أضف على ذلك أن كتابة المفاهيم الفكرية والمجاز شبه مستحيل في هذه الكتابة لصعوبة تصويرها. وللتمثيل على ذلك أتوقف عند مفهومَي الإله والسيادة في الكتابتين المسمارية والهيروغليفية.

    لقد دل الرافدينون على كلمة /الإله/ بلغتهم ـ وهي إلٌّ ـ بنجمة. والنجمة تشير إلى السماء، وهذا يعني أن الرافدينيين كانوا يعتقدون أن الإله إنما يكون في السماء. من جهة أخرى باتت صورة النجمة مشتركة لأنها تدل على 1) النجمة و2) السماء و3) الإله. أما قدامى المصريين فعبروا عن مفهوم /السيادة/ في لغتهم برسم صورة أسد رافعاً رأسه بشموخ وعز. وهذا يعني أيضاً أن صورة الأسد في الكتابة الهيروغليفية مشتركة لأنها تدل على معنى حسي هو الأسد ومعنى مجازي هو السيادة.

    إذاً أدت كثرة الاشتراك في الصور والرموز وكذلك صعوبة الدلالة على المفاهيم الفكرية والمجاز إلى اختراع طائفة من الرموز في الكتابتين لتحديد المعاني وضبطها حتى يتمكن الكاتب والقارئ على السواء من فهم السياق من أول وهلة، وهي الرموز المسماة بمحددات المعاني. مثلاً: استعمل الرافدينيون النجمة للدلالة على الإله أولاً ثم على كل ما له علاقة بالدين والعبادة ثانياً. فبمجرد رؤية نجمة في جملة يفهم القارئ منها أن الجملة تفيد معنى دينياً. الأمر ذاته ينطبق على الهيروغليفية التي تثبت صورة الرجل للدلالة على أي شيء يشير إلى الإنسان، أوصورة الخشب للدلالة على أي شيء يصنع من الخشب، بما في ذلك القوارب والسفن، مما يؤدي إلى نشوء نظام اصطلاحي يسهل على الكاتب والقارئ أمر الكتابة والقراءة، ويعقده في الوقت ذلته، مما أدى بالرافدينيين والمصريين إلى البحث عن حلول لمشكلة الكتابة الصورية التي باتت غير قادرة عن التعبير بوضوح عما يريدون تدوينه مع التقدم الفكري والعلمي للحضارتين الرافدينية والمصرية.

    ومن الجدير بالذكر أن الكتابة الصينية اليوم لا تزال في المرحلة الصُّوَرية بحيث يجب على الطفل ـ مثلاً ـ أن يكون حافظاً لبضعة آلاف رمز حتى يستطيع أن يقرأ كتاباً من كتب الأطفال!

    المرحلة الثانية: المرحلة المقطعية
    إذاً الكتابة الصورية هي كتابة تصور الأشياء التي يراد كتابتها تصويراً كما مر معنا. أما الكتابة المقطعية فهي كتابة صوتية. والكتابة المقطعية الصوتية تتكون من مقاطع صوتية تبدأ بحرف صامت يتبعه حرف صائت قصير مثل /بَ/، /بُ/، /بِ/، أو يتبعه حرف صائت ممدود مثل /با/، /بُو/، /بِي/. وأول مَن مارسها هم أواخر السومريون وأوائل الأكاديين ـ على خلاف في ذلك. وعليه فإن الكتابة المسمارية المقطعية كانت أول كتابة مقطعية في التاريخ تطورت من خلال بحث الرافدينيين عن حل لمشكلة الكتابة الصورية، فأتت "المساميرُ" المفردة والمركبة فيها ليس للدلالة على رموز مجردة بل على مقاطع صوتية بعينها مكونة من حروف ساكنة وأصواتكما أسلفت.

    وتمر قراءة الكتابة المسمارية المقطعية بثلاث مراحل هي:
    1. قراءة النص الأكادي ونقل المقاطع الصوتية المسمارية إلى العربية؛
    2. تجميع المقاطع الصوتية وتكوين الكلمات؛
    3. القراءة والترجمة.

    مثال:
    1. بَعْ.عَلْ شَ.مِ.اي و إِرْ.صَ.تم
    2. بَعْل شَمِي وإرصَتِم
    3. "رَبُّ السماوات والأرض".

    ومن الجدير بالذكر أن الهيروغليفية طورت أيضاً، في مرحلة لاحقة، كتابة مقطعية أيضاً، إلا أن الفرق بين الرافدينيين وقدامى المصريين أن الأوائل تخلوا نهائياً عن الكتابة الصورية والرمزية بعدما طوروا الكتابة المقاطعية، بينما لم يتخل قدامى المصريين عن الكتابة الصورية قط، وهو ما جعل من الكتابة الهيروغليفية كتابة معقدة جداً تتكون من صور ورموز ومقاطع صوتية ثنايئة الأصوات وثلائية الأصوات وحروف أبجدية! وهذا عائد إلى المكانة الرفيعة التي كان الكتاب المصريون القدامى يحتلونها، وهي المكانة التي جعلتهم يحولون دون تبسيطها وبالتالي انتشارها حفاظاًَ منهم على مكانتهم العالية والامتيازات التي كانت ترتبط بتلك المكانة العالية.

    وأخيراً أشير إلى أن الكتابة المقطعية تتكون من 200 إلى 400 مقطع صوتي حسب أصوات اللغة المستعملة لها. ومن اللغات التي لا تزال تستعمل الكتابة المقطعية حتى اليوم: اللغة الأمهرية، وهي لغة سامية تعتبر امتداداً للجعزية، لغة مملكة أكسوم في الحبشة. فالكتابة الجعزية/الأمهرية هي كتابة مقطعية مشتقة من خط المسند الحميري. وهذا من عجائب اللغات لأن الأحباش أخذوا الكتابة الأبجدية التي تعتبر آخر مرحلة من مراحل تطور الكتاب





    المرحلة الثالثة: المرحلة الأبجدية

    1-النشأة:
    المرحلة الثالثة والأخيرة من تاريخ الكتابة هي المرحلة الأبجدية التي سميت هكذا نسبة إلى ترتيب الحروف في الأبجدية السامية الأولى وهي أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ، وهو الترتيب الذي غيره في العربية أبو الأسود الدؤلي عند تنقيط الحروف إلى الترتيب الحالي الذي يقال فيه أيضاً إن الخليل بن أحمد هو الذي صنع ذلك.

    كانت النظرية السائدة أن الأبجدية اشتقت من رسوم الكتابة الهيروغليفية في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلا أن اكتشاف أبجدية أقدم منها بخمسة قرون، وهي الأبجدية الأوغاريتية، التي تستعمل أشكالاً مسمارية لا علاقة لها بصور الكتابة الهيروغليفية، ألغى هذا الرأي تماماً. فالأوغاريتيون استوحوا أشكال أبجديتهم الأوغاريتية، التي تحتوي على كل الأصوات السامية القديمة (وهي ثمانية/تسعة وعشرون صوتاً)، من الكتابة المسمارية، ولكننا لا نعرف على وجه التحديد كيف اختزلوا الكتابة المقطعية إلى الكتابة الأبجدية، بينما ننستطيع أن نتايع ذلك الاختزال في الأبجدية الفينيقية، حيث قام الفينيقيون باستعمال الصور الدالة على مسميات بعينها (مثلاً: صورة الثور للدلالة على الثور؛ صورة العين للدلالة على العين؛ صورة المربع للدلالة على البيت؛ صورة الموج للدلالة على الماء وهلم جراً) ليس للدلالة على تلك المسميات، بل للدلالة على الأصوات الأولى لتلك المسميات كما سيتضح أدناه.

    يسمى "الثور" في اللغة السامية الأم: /أَلِفٌ/ ـ بلفظ التنوين تَمِّيماً ـ و"البيت": /بَيْتٌ/ و"العين": /عَيْنٌ/ وهلم جراً.

    في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد بدأ الفينيقيون باستعمال الرمز الدال على "الثور" ـ وهو رأس ثور مثلث الشكل بقَرنَيْن وعينَيْن ـ ليس للدلالة على على كلمة /ألفٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /ألفٌ/ فقط، وهو حرف الألف. ثم استعملوا الرمز الدال على "البيت" ـ وهو مربع ـ ليس للدلالة على على كلمة /بيتٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /بيتٌ/ فقط، وهو حرف الباء. ثم استعملوا الرمز الدال على "العين" ـ وهو صورة العين ـ ليس للدلالة على على كلمة /عَينٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /عَينٌ/ فقط، وهو حرف العين، وهكذا دواليك حتى أتوا على أصوات لغتهم، وهي اثنان وعشرون صوتاً فقط.

    ثم رتب الفينيقيون الأبجدية مبتدئين بحرف الألف ثم الباء ثم الجيم ثم الدال إلى آخر ترتيب أبجد هوز. ونحن لا ندري بالضبط لم رتبوا أبجديتهم هكذا، أي لم بدؤوا بالألف ولم يبدؤوا بغيره؟ وقد يكون لذلك علاقة بالمعتقدات الدينية لقدامى الكنعانيين حيث كان الثور يرمز عندهم إلى كبير آلهتهم بعل. وقد يعني "البيت" للساميين ذوي الأصول البدوية لا شيء أكثر من "المعبد" الذي يعبد فيه إلههم، ولكن هذه مجرد تكهنات.

    ثم أخذ الإغريق في أوائل الألف الأول قبل الميلاد الكتابة عن الفينيقيين وحاولوا كتابة لغتهم فيها إلا أنهم اكتشفوا أن الأبجدية الفينيقية لا تحتوي على كل الأصوات اليونانية من جهة (خصوصاً الحركات)، وأنها تحتوي على أصوات غير موجودة في اللغة اليونانية مثل حروف الحلق من جهة أخرى. فاستعمل اليونانيون حروف الحلق للدلالة على الأحرف الصائتة في اليونانية لأن الأبجديات السامية لم تكن تحتوي على أحرف صاتة فيها، فاستعمل اليونان حرف العين الفينيقي للدلالة على الـ o، والحاء للدلالة حلى حرف الإيتا (وهيئته في اليونانية: η وهو مثل حرف الـ i ولكنه أكثر مداً منه) وهلم جراً. ثم أسمى اليونانيون نظام الكتابة التي أخذوها عن الفينيقيين بـ αλφαβετα = Alfabeta والسبب في ذلك قانون صوتي في اليونانية يحول دون انتهاء الكلمة اليونانية بالفاء فأضافو إلى "ألف" فتحة وألحقوها بالباء أيضاً لتصبح "ألفابيتا" كما رأينا، وهي "الألفباء" في العربية. أما الـ Abecedarium في اللاتينية، فهي ترجمة حرفية لـ "أبجدية".

    وأخيراً أشير إلى أن الأبجديات السامية لا تحتوي إلا على حروف ساكنة، لثلاثة منها ـ وهي الألف والواو والياء ـ استعمالان اثنان الأول هو استعمالها أحرفاً ساكنة والثاني هو استعمالها أحرف مد للدلالة على الحركات الطويلة. وهذا يعني أن للغة السامية الأم ثلاث حركات فقط ترد قصيرة ويعبر عنها بالفتح والضم والكسر، وطويلة ويعبر عنها بالألف والواو والياء. والعلة في عدم ورود الحركات القصيرة على شكل أحرف كما هو الحال عليه بالنسبة إلى حروف المد، هو القاعدة السامية العامة التي تحول دون ابتداء كلمة سامية بحركة أو بحرف ساكن. وإذا عرفنا أن الأبجدية السامية اشتقت من الأصوات الأولى لكلمات سامية بعينها كما أبنت أعلاه، فهمنا جيداً السبب في عدم احتواء الأبجديات السامية حروفاً تدل على الحركات الثلاث القصيرة لأن ذلك غير موجود في كلامهم.

    -2الأبجديات السامية حسب الترتيب الزمن
    الأبجدية الأوغاريتية:
    هي أقدم كتابة أبجدية سامية ظهرت إلى الوجود بداية الألفية الثانية قبل الميلاد غربي سورية. اشتق الأوغاريتيون أشكال أبجديتهم من الكتابة المسمارية. ويتعتقد اعتقادا قوياً أن الأوغاريتيين كانوا عرباً.

    هيئة الأبجدية الأوغاريتية، وفيها جميع الأصوات الموجودة في العربية:




    خط المسند
    لا ندري على وجه التحديد متى تم وضع خط المسند، ولا يعرف شيئاً عن مراحل تطوره، ويعتقد أنه أقدم كتابة أبجدية سامية على الإطلاق. فهو أقدم من الأبجدية السينائية (1500 ق.م.)، وقد يكون أقدم من الأبجدية الأوغاريتية (2000 ق.م.). وفي الواقع هنالك اختلاف شديد بين مؤرخي الأبجديات بخصوص تاريخ خط المسند. زد على ذلك أن هنالك لغزاً محيطاً بهذا الخط هو عدم تشابهه مع أي من الكتابات القديمة باستثناء تشابه جيمه مع الجيم في الأبجدية اليونانية /Γ/. فنحن نستطيع أن نتابع تطور الكتابة الفينيقية، المشتقة من الكتابة الهيروغليفية، ولكنا لا نستطيع ربط خط المسند بأي من الكتابات القديمة.
    ولخط المسند شكلان: الشكل القديم والجديد:
    الشكل القديم لخط المسند (2000 ق.م.؟):




    الشكل الجديد (السبئي) لخط المسند: (600 ق.م.):





    الأبجدية الفينيقية
    اشتقت الأبجدية الفينيقية من الكتابة المصرية القديمة، الهيروغليفية، اشتقها الفينيقيون وطوروها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

    ويعتقد عالم الآثار اليهودي أولبرايت أن الذين طوروا الأبجدية الفينيقية بناء على الصور الهيروغليفية كانوا "عبيداً ساميين" كان الفراعنة استعبدوهم واستخدموهم في مناجم صحراء سيناء، وذلك دون تحديد هويتهم لأن ذلك غير ممكن. وربما أراد أوابرايت نسبة اختراع الأبجدية الفينيقية إلى اليهود بربط ذلك برواية الخروج من مصر التوراتية. ومهما يكن، إن اكتشاف الأبجدية الأوغاريتية في غرب سورية ـ وهي أقدم من الفينيقية ـ أفسد على أولبرايت فكرته التي لم يأخذ بها أحد من علماء الساميات وتاريخ الكتابة.

    تتكون الأبجدية الفينيقية، شأنها في ذلك شأن الأبجديات الكنعانية، من اثنين وعشرين حرفاً فقط، بعكس الأبجدية العربية والسبئية والأوغاريتية التي تتكون من ثمانية/تسعة وعشرين حرفاً تحتوي على جميع الأصوات السامية الأصلية.

    هيئة الكتابة الفينيقية:





    الأبجدية الآرامية
    اشتقت الأبجدية الفينيقية من الأبجدية الفينيقية، اشتقها الآراميون وطوروها في القرن العاشر عشر قبل الميلاد.

    ومن الجدير بالذكر أن الأبجدية الآرامية القديمة انتشرت انتشاراً كبيراً الشام والعراق (بعد سقوط الدولة الآشورية في القرن السادس ق.م.) واستعملها أقوام كثيرة لذلك يختلط الأمر على غير المتخصصين بشأن تسميتها.

    هيئة الكتابة الآرامية القديمة:




    وأول من استعملها هم أصحابها الآراميون، ثم أخذها عنهم السامريين في القرن الثامن قبل الميلاد وعدلوها تعديلاً طفيفاً ودونوا فيها بعض نقوشهم القديمة، لذلك تسمى هذه الأبجدية أحيانا بالأبجدية السامرية وهذه التسمية غير دقيقة. ثم استعمل العبران في القرن الثامن قبل الميلاد أيضاً هذه الأبجدية الآرامية/السامرية ودونوا فيها بعض نقوشهم القديمة، لذلك تسمى هذه الأبجدية أحيانا بالأبجدية العبرية القديمة، وهذه التسمية غير دقيقة أيضاً. فهذه الأبجدية التي استعملها الآراميون والسامريون والعبران هي الأبجدية الآرامية القديمة.

    هيئة الكتابة السامرية:




    الأبجدية الآرامية المربعة
    تعرف هذه الأبجدية بالكتابة اليهودية أو الكتابة المربعة نظراً لأشكال حروفها التي تشبه كثيراً المربعات المجردة. أما اليوم فتسمى بالكتابة العبرية أو اليهودية لأنها كتابة اليهود.

    لم يطور اليهود أبجدية مخصوصة بهم بل أخذوا عن الآراميين كتابتهم ودونوا فيها ـ ابتداء من القرن الثامن قبل الميلاد ـ أسفار العهد القديم (800 – 500 ق.م.) ثم المشناة (القرن الميلادي الأول) ثم التلمودين البابلي والمقدسي (القرن الثاني حتى السادس الميلادي).

    تتكون الأبجدية العبرية ـ شأنها في ذلك شأن كل الأبجديات الشمالية الغربية ماعدا الأوغاريتية ـ من اثنين وعشرين حرفاً فقط كلها حروف صامتة. استعار اليهود والسريان عن العرب نظامَيْ الإعجام والحركات وضبطوا بهما أصوات لغتهم في القرن
    ولهذه الكتابة ثلاثة خطوط متباينة:

    الخط المربع المستعمل في الطباعة فقط، وهيئته





    خط اليد وتستعمل في الكتابة اليدوية فقط (مثل الرقعة عندنا) وهيئته




    خط الحبر راشي الذي استعمله في تدوين تعليقاته وشروحه على أسفار العهد القديم، وهيئته


    الأبجدية النبطية
    الأنباط المنسوب إليهم هنا هم قبيلة عربية كانت تشتغل بالتجارة بين الجزيرة العربية والشام، وكانت عاصمة دولتهم "التجارية" في سلع المعروفة اليوم بالبتراء في الأردن. (البتراء ـ Πετρα ـ هي الترجمة اليونانية لكلمة سلع العربية وتعني الصخر).

    اشتقت الأبجدية النبطية من الأبجدية الآرامية كما توحي بذلك أشكال الحروف، وظهرت إلى الوجود في القرن الثاني قبل الميلاد. اتخذ بعض حروفها أشكالاً قريبة من كتابتنا العربية كما ظهرت في النقوش التي عثر عليها عشية ظهور الإسلام وبداية العصر الإسلامي. وهذا أمر طبيعي لأن الأنباط هم الذين طوروا كتابتنا العربية الحالية. فكتابتنا العربية الحالية من تطوير الأنباط وهم عرب أقحاح كما هو معلوم، ولا علاقة لهم بمن كان مؤرخو العصر العباسي يسمونهم بالنبط والنبيط أي أهل السواد! وأبجديتهم التي نراها هنا هي بداية كتابتنا العربية الحالية. ولي عودة مفصلة إلى موضوع كتابتنا بعد استكمال السرد إن شاء الله.

    هيئة الكتابة النبطية:



    الأبجدية السريانية
    ظهرت الأبجدية السريانية إلى الوجود في بداية القرن الثاني للميلاد، وهي أبجدية مشتقة من الأرامية القديمة، عبر النبطية فيما أظن. وتعرف الأبجدية السريانية التي ظهرت في القرن الثاني للميلاد باسم "كتابة الإسطرانجيلو"، وهي تسمية يونانية تعني "الكتابة المستديرة"، أطلقت على هذه الكتابة التي استعملتها المسيحيون السوريون في كتاباتهم الدينية وخصوصاً في ترجمتهم أسفار الكتاب المقدس المعروفة باسم "بْشِيتا"، أي "الترجمة البسيطة"، والتي سميت هكذا لحرفية النقل عن العبرية، ـ وذلك لتمييز كتابة الإسترانجيلو من "الكتابة المربعة" التي استعملها اليهود في تدوين أسفارهم.

    بعد الانشقاق الذي وقع في القرن الخامس للميلاد بين صفوف السريان إلى يعاقبة ونساطرة، وهروب النساطرة من البيزنطيين إلى بلاد فارس، تفرع عن كتابة الإسترانجيلو كتابتان: "كتابة السِّرْطا" (وتعرف اليوم باسم "كتابة السِّرْطو"*) التي يستعملها اليعاقبة، و"الكتابة النسطورية".

    ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن لكتابة الإسترانجيلو نظام حركات لتشكيل الكلمات وضبط الأصوات، وأن اليعاقبة استعاروا عن اليونانيين أحرفهم الصوتية لضبط أصوات لغتهم،

    أ-هيئة كتابة الإسطرانجيلو



    ب-هيئة كتابة السِّرْطا


    ج. هيئة الكتابة النسطورية:



    الأبجدية العربية الشمالية
    إن الأبجدية العربية الشمالية، أبجديتنا الحالية، هي آخر الأبجديات السامية ظهوراً، اشتقها عرب الشمال من أبجدية إخوانهم الأنباط، الذين اشتقوا أبجديتهم من الأبجدية الآرامية القديمة كما أبنت أعلاه، وذلك في القرن الخامس الميلادي.

    كانت الأبجدية العربية تتبع ترتيب أبجد هوز، إلا أن إضافة نظام الإعجام إليها في القرن السابع للميلاد أدى إلى تغيير ترتيبها إلى الترتيب الحالي. وقد احتفظ العرب بالترتيب الأول الذي استعملوه في حساب الجمل المعمول به في سائر الأبجديات السامية المستعملة اليوم
    (أ = 1، ب = 2، ج = 3، د = 4، هـ = 5 وهلم جراً).

    الأبجدية العربية الشمالية هي الأبجدية السامية الوحيدة التي استعملت حروف العلة للدلالة على الحركات الطويلة باضطراد لأن ذلك نادر في العبرية والسريانية اللتين لم تكونا تثبتان الحركات الطويلة كتابةً إلا نادراً. أما الحركات القصيرة، وهي الفتحة والضمة والكسرة، بالإضافة إلى علامة السكون والشدة، فقد أضيفت في القرن السابع أيضاً ليتم بذلك تطوير الأبجدية العربية نهائياً، وهو ما أوحى لليهود والسريان بتطوير أبجدياتهم المستعملة نهائياً أيضاً، فأخذوا عن العرب نظامَي الإعجام والحركات كما أبنتُ ذلك مراراً.

    وغني عن القول أن الأبجدية العربية أكثر الأبجديات السامية انتشاراً، فهي أكثر الأبجديات انتشاراً في العالم بعد الأبجدية اللاتينية، وأن حروفها اتخذت أشكالا كثيرة حسب موقعها من الكلام، وأن العرب طوروا فن الخط العربي ليصبح من أهم الفنون الإسلامية بسبب جمالية الخط العرب الذي يعتبر أجمل خط في العالم.
    أ-هيئة الكتابة العربية:



    ب-هيئة الحركات العربية:



    الكتابات الحامية
    الكتابتان الحاميتان الوحيدتان هما الكتابة الهيروغليفية وكتابة التيفيناغ. وأبدأ بوصف هذه الأخيرة.

    كتابة التيفيناغ
    إن كتابة التيفيناغ هي الكتابة التي دونت فيها النقوش الأمازيغية القديمة في المغرب الكبير. وتوحي التسمية (تفيفيناغ = [الكتابة] الفينيقية) بأن الأمازيغ أخذوها عن الفينيقيين في قرطاجة (قرطاجة: من الفينيقية /قرت/ "مدينة") وهي كبرى مستعمرات الفينيقيين في المغرب العربي الكبير، إلا أن شكلها يوحي بأنهم أخذوها عن خط المسند. (قارن بخط المسند أعلاه).

    يحاول اليوم بعض الناشطين الأمازيغ إحياء كتابة التيفيناغ، وبمقدور أي مهتم بها أن يحملها ويضيفها إلى قائمة الأحرف في حاسوبه.



    الكتابة الهيروغليفية:
    تتكون الكتابة المصرية من خمسة مكونات رئيسية لها هي:

    1. الكتابة الصورية
    2. الكتابة المقطعية المكونة من صوتين
    3. الكتابة المقطعية المكونة من ثلاثة أصوات
    4. الكتابة المركبة
    5. الكتابة الأبجدية (المنشورة أدناه)


    بالإضافة إلى مكملات صوتية ورمزية ومحددات للمعاني كثيرة لم أستطع نسخها إلى هنا لذلك أحيل إلى الرابط التالي المحتوي على كل أصناف الكتابة الهيروغليفية:

    الكتابة الهيروغليفية الأبجدية:


    آثار حضارة سبأ باليمن جنوب الجزيرة العربية

    حيث تظهر رسومات الخط المسند السبئي






























    شجرة اللغات السامية

    و هي تنقسم إلى مجموعة سامية شرقية و أخرى سامية غربية

    اللغات العربية الجنوبية القديمة تنحدر من الفرع السامي الغربي








    توزيع اللغات السامية بين الجزيرة العربية و الهلال الخصيب و الحبشة





    الكتابة الجعزية الحبشية

    الكتابة الجعزية المنتشرة بالحبشة و القرن الإفريقي تعتبر من ضمن مجموعة الكتابات العربية الجنوبية
    و التي ربما انتقلت إلى إفريقيا في فترة التواصل الحضاري بين ضفتي البحر الأحمر
    خاصة في عهود مملكة سبأ باليمن و مملكة أكسوم بالحبشة




    مدخل إلى الوشائج اللغوية بين الحبشية والعربية بقلم الاستاذ (عبد المنعم عجب الفيا )

    سألت محدثي الأثيوبي ، إذا أردت أن أسأل شخص عن اسمه ، فماذا أقول باللغة الأمهرية ؟
    فأجاب : سمك مانو ؟
    قلت له : لا أنا أقصد باللغة الأمهرية لا العربية ا
    فرد على الفور : نعم بالأمهرية :
    -- سمك مانو ؟ = Simk mannu

    فلما رأى علامات الدهشة على وجهي ، قال لماذا ؟ قلت له لا شئ. نحن أيضا نقول في اللغة العربية ، اسمك منو ؟ااا

    لقد كان هذا السؤال دافعا قويا لي لمعرفة المزيد عن اللغات الحبشية
    وعلاقتها باللغة العربية . كنت أظن قبل ذلك أن الأمر لا يعدو أن يكون
    كلمات حبشية قليلة قيل وردت في القرآن مثل : صحف ومنها جاءت كلمة مصحف ومثل مشكاة وكلفين وبرهان وحوارى ونفاق . ثم عرفت بعد ذلك من خلال مطالعاتي في فقه اللغة إن هنالك فرعا في اللغات يسمى مجموعة اللغات السامية وهي العربية والحبشية والعبرية والآرمية والسيريانية ,والأشورية البابلية وأن هذه اللغات ذات أصل واحد هو اللغة السامية نسبة إلى سام بن نوح .
    ولكنى لم أكن أتصور أن العلاقة بين اللغة العربية والحبشية إلى هذه الدرجة من القرب . إن الذي لا يعرف حقيقة الأصل الواحد الذي تنتمى إليه العربية والحبشية سيظن أول الأمر أن الحبشية أخذت من العربية عن طريق التأثير والتأثر والاستلاف الذي يحدث عادة بين لغات العالم . لكن الحقيقة على غير ذلك فهذا القرب والتشابه سببه وحدة الأصل التي تجمع بين اللغتين .

    أن العلاقة بين العربية والحبشية لا تقف في حدود الاشتراك في
    الألفاظ والكلمات وإنما تتعدى ذلك إلى التركيب النحوي للكلام وطريقة تصريف الأفعال والتطابق في الضمائر المنفصلة والمتصلة وطريقة اتصالها بالأفعال والأسماء .

    وتعرف اللغة الحبشية القديمة باللغة الجعزية أو الجئزية – قلبت العين همزة في اللغات الحبشية الحديثة – ومن الجعزية تفرعت التقرنيا والتقرى والأمهرا وبقية اللهجات الحبشية . والجعزية بمثابة اللغة الكلاسيكية للحبشة شأنها شأن اللغة العربية المكتوبة . وقد كتب بها الكتاب المقدس الحبشي – مترجما عن اليونانية منذ القرن الخامس الميلادي .

    ويرى بعض المؤرخين وفقهاء اللغة أن الجعزية تفرعت عن لغة حمير وسبأ ممالك اليمن القديم وأن الخط الحبشي مأخوذ من الخط الحميرى .
    بينما يرى آخرون أن الحبشة هي أصل الأقوام السامية ومنها تسللوا إلى اليمن ثم شمال جزيرة العرب وبلاد ما بين الرافدين وبلاد الشام . وقد استعمرت الحبشة اليمن قبيل الإسلام لمدة خمس وسبعين سنة وكادت أن تحتل الحجاز في عام الفيل .
    وكان تدخل الحبشة في اليمن بغرض نصرة نصارى اليمن المعروفين بأصحاب الأخدود الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم .
    ولا شك أن حكم الحبشة لليمن طيلة هذه
    المدة أدى إلى تسرب العديد من الكلمات الحبشية إلى اللغة العربية . فلا عجب أن وردت بعض الكلمات ذات الأصل الحبشي في الـقرآن .
    كانت حروف ( أصوات ) الأبجدية الجعزية هي نفس حروف الأبجدية المعروفة في لغة الكتابة العربية .
    ثم بمرور الزمن أبدلت بعض الحروف في الجعزية . فقلبت الغين إلى عين ثم قلبت العين إلى همزة في اللغات الحبشية الحديثة . وأبدلت الخاء إلى حاء ثم قلبت الحاء في الأمهرية إلى هاء .

    الضمائر المنفصلة كانت ولا زالت هي ذات الضمائر المعروفة في العربية المكتوبة مع بعض الاختلاف في بعضها :
    أنا ، أنت ، أنت ، نحنا ، انتموا ، انتن ، ايمنتوا وأيتن ( للغائبات ) .
    ويتو ( للغائب ) تقابل هو ، في العربية ، يتى ( للغائبة ) تقابل هي ، في العربية .
    وعليه يمكن أن يكون السؤال عن الاسم بالأمهرية كالآتي :
    - أنت سمك مانو ؟ = أنت اسمك من ؟
    - أنا سمى عبده = أنا أسمى عبده

    أما الضمائر المتصلة بالأسماء مثل كاف المخاطب المفرد المذكر فهي هي في الحبشية .
    إلا أن كاف المخاطب المفرد تتحول إلى شين في حالة المخاطب
    المؤنث . حيث أن صيغة السؤال : سمك مانو ؟ تتحول في المفرد المؤنث إلى :

    سميش مانو ؟ Simish mannu ?

    وكانت قبائل ربيعة ومضر العربية تقلب كاف المخاطب المؤنث إلى جيم وشين أيضا مثل في منج وعليج أو منيش وعليش بدل ( مـنك ) و ( علـيك ) ولا زال أهل الخليج يفعلون ذلك .
    وقيل أن بيت الشعر التالي كان قد قاله صاحبه كالآتي :

    عيناش عيناها وجيدش جيدها
    ولكن عظم الساق منش رقيق

    وأيضا يقرأ هذا البيت باللهجة الخليجية كالآتي :

    عيناج عيناها وجيدج جيدها
    ولكن عظم الساق منج رقيق

    كذلك لا خلاف في تصريف الأفعال بين الحبشية والعربية . فمثلا كلمـة : ( مناقر )تعنى في الأمهرية ، الكلام .
    لاحظ علاقة ذلك بالمناقرة السودانية ومنقارالعربية ومنها نقر ، ينقر . وتصريف الفعل من كلمة مناقر الأمهرية يكون كالآتي :

    تناقر : تكلم ، وتناقرى : تكلمي ، وتناقروا ، تكلموا . ويناقر : يتكلم والماضي ناقر بفتح آخره : تكلم وانتهى .

    يصحف بالتقرينا تعنى يكتب . ومصحف تعنى كتاب مطلقا . أما الكتاب فهو الكتاب المقدس الحبشي . لاحظ أن الوصف الوارد للمصحف الشريف في القرآن هو الكتاب.

    فإذا أردنا أن نصرف الفعل من مصحف الحبشية نقول : يصحف ، تصحف ، تصفحى ، تصفحوا .

    كذلكبلع تعنى في الأمهرا والتقرينا : الأكل وتصريفها يبلع ، تبلع ، تبلعـوا ، تبلعي . مع ملاحظة وجود بعض الاختلاف عند دخول الضمير المتصل على الفعل في الأمهرية . فتبلع أو يبلع في صيغة المضارع تصبح في الأمهرية الحديثة تبلا ليه يعنى قاعد يأكل ، قلبت العين ألفا وأضيفت ( ليه ) للدلالة على الضمير المخاطب . ولتوضيح هذه الصيغة أكثر نضرب مثال آخر بأحب الكلمات وهي : ( ود) وتعنى نفس المعنى في العربية أو تحديدا تعنى ( الريد ) السودانيـة .
    وكلمة ( فكر ) وتعنى في الأمهرية : حب ، ويكون تصريفهما كالآتـي:

    اني افكر هالو : تعنى أنا أحبك في الأمهرية ( للمخاطب المذكر )
    اني افكر شالو: تعنى أنا أحبك ( للمخاطب المفرد المؤنث )
    ودى شالو : أريدك ( للمؤنث )
    ودى هالو : أريدك ( للمذكر )

    لاحظ أن كاف الخطاب العربية تحولت هنا في الأمهرية إلى ( ها ) في حالة المذكر وإلى ( شا ) في حالة المخاطب المؤنث .

    أما ( لو ) فهي للدلالة على المضارعة أو استمرارية الفعل . والواو الأخيرة بدل الضمة التي تدل علي المضارع المجرد في العربية . ومن ذلك أيضا أن جملة - أنا أمشي إلى الدكان تقابلها في الأمهرية : سوق أهيدالو . سوق تعنى دكان .
    والفعل المجرد من ذهب أو مشى أو سار هو : ( هيد ) ومر بنا أول هذا الكلام أن الخاء أبدلت في الحبشية الحديثة إلى حاء والحاء قلبت أخيرا هاء.
    وبالتالي يمكن القول بناء على ذلك أن جذر كلمة ( هيد ) بمعنى ذهب الأمهرية هو في الأصل الجعزى ( خيد ) أو ( حيد ) وأن خيد في الأصل ( خاض ) للابدال الذي يحدث بين الدال والضاد والياء من حروف العلة التي تنوب عن بعضها عـادة . وأن ( حيد ) أصلها حاد ، من حاد يحيد ومنها حود يحود السودانية .
    والله أعلم .

    ومن حيث الاشتراك في الألفاظ الدالة على الأسماء فنجد أن أغلب اجزاء الجسم مشتركة بين العربية والحبشية ومن ذلك مثلا :
    رأس – عين – إذن – سن – إيد
    لب : تعنى قلب في كل من الأمهرية والتقرينا ولب كلمة معروفة في العربية وتعني قلب الشئ .
    قمبر : تعنى جبهة والقمبر أو القمبور معروف في العربية .
    إقر : رجل وفي الجعزية رجر قلبت اللام العربية إلى راء .
    قرورو: حنجرة لاحظ علاقتها بالقرقرة .
    إنقد : رقبة وأصلها عنق أبدلت الهمزة عينا وزيدت الدال .
    أفنجا : أنف .

    ومن حيث أسماء الأقارب :
    أم : بالفتح ( في التقرينا )
    أبت : أب ( الأمهرا ) لاحظ في العربية أبتى .
    أهت : في الأمهرا تعنى أخت أبدلت الخاء حاء ثم أبدلت الحاء هاء .
    ست : بنت ، فتاة ( أمهرا )
    ود : ولد ، صبي ، فتى ( تقرينا )

    وهنالك اشتراك في أسماء الموجودات الأقدم والحيوية :
    ماء : ماى في ( التقرينا ) . بحر ، بحر ، يم : يم في الجعزية .
    سماء : سماى ، أرض : مدر ، والمدر في العربية الطين .
    ليل : ليلت ، سنة : عمت أو أمت وهى عام في العربية .
    اسبوع : سمون ( أمهرا ) وسمنت ( تقراى )
    جذر الكلمة هو السين والباء التي قلبت ميما كما يحدث أحيانا في العربيـة (مكة وبكة ) ولفظ أسبوع مشتق من العدد سبعة الذي له نفس النطق في الحبشية كما سيتضح لنا بعد قليل .

    ونختم هذا المدخل بالحديث عن الأعداد في الحبشية والعربية .
    الأعداد من واحد إلى عشرة في الحبشية القديمة - الجعزية هي كالآتي :
    1- أحدو ( للمذكر ) وأحدتى ( للمؤنث )
    2- كلي : بإمالة الياء ، وتقابل كلا في العربية .
    3- سلاس ( للمذكر ) وسلاستو ( للمؤنث )
    4- أربع ، أربعتو
    5- خمس ، خمستو
    6- سيسو ، سيد ستو
    7- سبو ، سبعتو
    8- ثمانى ، ثمنتو
    9- تسو ، تسعتو
    10- عشرو ، عشرتو

    ( أنظر فقه اللغات السامية – بروكلمان )

    أما الأعداد من واحد إلى عشرة في الأمهرية الحديثة فهي كالآتي :
    اند – هولت – سوست – آرات – آمست – سيدست – سبست – ثمنت – زاتنــج – أسر .

    وفي التقرينا كالآتي :
    حادى – كلتيه – ثلثتى – أربعتى – حمستى – شد شتى – شوعرتى – شومانتى – تجعتى – عسرتى .

    العشرات من عشرين إلى مائة في كل من الأمهرية والتقرينا كالآتي:
    عشرون : ( هيا ) بالأمهرية ، و ( عشرى ) بالكسر على وزن بشرى في التقرينـا .

    ثلاثون : ثلاثة ، أربعون : أربعة
    خمسون : خمسة ، ستون : سوسة
    سبعون : سبعة ، ثمانون : ثمانية
    تسعون : تسعة
    ميه : ميتن ( تقراى ) و ( موتو ) بالأمهرية .

    ثلاثة وثلاثون : ثلاثن ثلثتن .
    اربعة وأربعون : أربعن أربعتن . وهكذا .

    هذه مجرد أمثلة قصدنا منها أن تكون مدخلا فقط . والغريق إلى قدام كما يقولون ،


    اللغات السامية القديمة


    المسندية | الحسائية | اللحيانية | الصفائية | الديدانية | الثمودية | المعينية | السبئية | الحضرموتية | المهرية | العربية | القتبانية | الحمَيَرية

    الثمودية
    تسمية جامعة لعدد كبير من النقوش المكتشفة في شمال شبه الجزيرة العربية والمكتوبة وما جاورها العائدة إلى ما بين 1700 و 200 قبل الميلاد. وهي تسمية لا يقصد بها لغة محدّدة بل تم الاصطلاح عليها من قبل المختصّين لمجموعة من النقوش المكتوبة بخط متشابه ريثما يتم فك رموزها وتصنيفها، وهي مكتوبة بعدة لهجات من لغات شمال الجزيرة العربية القديمة (Old North Arabian). سميت باسم الثمودية نسبة إلى مدينة ثمود باليمن حيث اكتشفت هناك أول مرة.

    توجد على الصخور وكثير من الجبال نقوش وكتابة بحروف عربية ثمودية متنوعة، الحروف الأبجدية الثمودية هي نفس حروف الأبجدية العربية القديمة مع نقص حرف واحد هو حرف الظاء، مع اختلاف في رسم الحروف فبعضها يكتب مقلوباً والبعض الأخر معكوساً، ولا يوجد نمط محدد للكتابة أو النقش فقد تبدأ من أعلى الحجر أو الصخرة أو تبدأ من أسفله،وأيضا قد تكون من اليمين أو اليسار، وبصفة عامة فإن اللغة الثمودية- وكما يوضح المتخصصون هي لغة عربية شمالية لا تفترق كثيرا عن عربية الجاهلية وعربية الإسلام، وكثير من كلماتها نستخدمه في وقتنا الحالي.

    المعينية
    هي لغة قوم معين وهي لغة يمنية ويوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم. ونعد اقرب اللغات اليمنية إلى العربية.


    لغة السبئية
    لغة السبئية لغة يمنية قديمة منطوقة في اليمن استمرت منذ الالفية الثانية قبل الميلاد إلى عام 800 ق.م، وكانت تكتب في الخط المسندي، وهي لغة قوم سبأ المعروفين وموجود عدد من كلماتها في القرأن.

    إستعملت في إثيوبيا في القرن الثامن قبل الميلاد وتنحدر منها اللغة الغجرية والامهرية في إثيوبيا، وهناك أدلة اثرية كتابية مكتشفة حديثأ توكد أن اللغة السبئية كانت تنطق في إثيوبيا وأرتيريا منذ 2000 قبل الميلاد على الأقل.

    لغة مهرية
    اللغة المهرية لغة قبيلة المهرة في اليمن وعمان، اللغة المهرية تعد من أهم واندر واقدم اللغات الأنسانية وتندرج ضمن لغات سامية جنوبية شرقية أو ضمن لغات سامية شرقية، يتحدث بها أكثر من 200,000 ألف نسمة، وهي لغة سامية تلتقي مع اللغة الأكادية في كثير من مفرداتها.

    تفرعت منها بعض اللغات كالسقطرية، كما أنها قريبة من اللغة الشحرية في عمان.

    الجدير بذكر هو وجود الكثير من النقوش والرسومات الجدارية في العديد من المناطق الأثرية في محافظة المهرة وحضرموت وظفار وهذه النقوش هي دلائل وشواهد أثرية معلوماتية هامة لهذه اللغة يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.

    المهرية لهجة أكادية
    الدارسون للسان بلاد الرافدين القديم يدركون عند مطالعتهم للمهرية والشحرية مدى التشابه النوعي الذي لا يمكن أن يكون راجعاً إلى الصدفة أو مجرد الاتفاق العشوائي. فمن الناحية الصوتية تعد اللغة الأكادية (لسان بلاد الرافدين) اللغة السامية القديمة الوحيدة التي تخلو من العين، الأمر الملاحظ في المهرية أيضاً :

    إين (عين) سبؤ (أسبوع) أربا (أربع) وغيرها مما هو معلوم لدى الناطقين بهذه اللغة.

    الملمح الآخر وهو فيما يتعلق بخلو الأكادية من صوت الهاء الذي جعل الأكاديين يستعيضون عنه في الأغلب الأعم بصوت الشين، فتحول ضمير المؤنث :

    (هــي) إلى (شـي)

    وهو نطق أكادي مخالف لباقي الساميين، لكنه ظل محفوظاً في اللهجة المهرية بعد انقلاب الشين سيناً ليصير فيها:
    (سـيَ)

    وهذه الظاهرة اللغوية لها مظهر آخر معكوس بشكل عجيب، ألا وهو تحويل الشين إلى هاء! والشين هو الصوت الأصلي للسين العربية المتأخرة. فنجد العدد (5) في اللغات السامية
    (خمش)

    لكنه بتحول الشين إلى هاء صار في المهرية:

    (خمه)

    ونفس الشيء مع العدد (6) فهو المهرية:

    (هـت)

    وأيضاً العدد (7) فهو في المهرية:

    (هـبا)


    قتبانية
    رقيم مكتوب باللغة القتبانية اللغة القتبانية, هي لغة مملكة قتبان وهي مستعملة في اللغة العربية وتوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم




    حميرية
    هي لغة قبيلة حمير اليمنية وهي لغة عربية ويوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم


    وهي آخر مراحل الكتابة الهيروغليفية وهيئتها:




    اخوكم
    الناهور الحربي

  • #2
    مشكور اخي على الموضوع القيم
    لكن ياريت ذكرت المصدر للامانه فقط
    اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
    http://www.rasoulallah.net/

    http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

    http://almhalhal.maktoobblog.com/



    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      ملاحظه :اخواني الكرام لااذكر انني كتبت موضوع لم استهله باسم الله والسلام
      الا انه من الملاحظ عدم الانتباه او الاهتمام لذلك من قبل
      الاخوان فياخوان ردوا السلام لو مره جزاكم الله خير
      فالسلام سنه ورده واجب


      متمنيا ان تسعوني بحلمكم على ملاحظتي بارك الله فيكم

      واهلا وسهلا بك اخي الفاضل المهلل
      وملاحظتك على عيني وراسي من فوق وقد نوهت عن اسم الشخص صاحب الموضوع بالخط الاحمر في بداية المقال وكذلك في نهايته الا انه اتضح لي فيما بعد بان المذكور ليس الا ناقلا له فقد ذيل موضوعه بكلمة (منقول) فقط دون ان يورد ذكر المصدر الحقيقي لمقالته مما جعلني اقوم بحذف الاسم والتعديل على الموضوع مره اخرى حيث اكتفيت بالتنويه عن النقل في بداية المقال وبالتحديد بدية السطر الثاني

      شاكرا ومقدرا لتفاعلك

      وتقبل فائق تقديري واحترامي

      تعليق


      • #4
        حياك الله اخي الناهور ومجهود تشكر عليه بصدق وانا رفعت صور كل هذه الكتابات
        من قبل الا ان الروابط انتهت فاعليتها ولم اجددها من الكسك هههه
        بصراحه الموضوع قرائته بكثير من المنتديات واعتقد ان صاحبه باحث سعودي
        جزاة الله خيرا عنا جميعا
        وما كان تنويهي الا تحفضا لصالحك حتى لاياتي احد ويقول سرقتم موضوعي
        الله يقويك
        اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
        http://www.rasoulallah.net/

        http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

        http://almhalhal.maktoobblog.com/



        تعليق


        • #5
          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
          اخي جزاك الله خيرا على المعلومات, .
          ارجو من الادارة تمكيننا من نسخ المواضيع المهمة, ولي رجاء خاص ان يبدل slah ب صلاح الدين.
          اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد.و سلم تسليما .

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة slah مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
            اخي جزاك الله خيرا على المعلومات, .
            ارجو من الادارة تمكيننا من نسخ المواضيع المهمة, ولي رجاء خاص ان يبدل slah ب صلاح الدين.

            اخي صلاح النسخ ممنوع على الجميع حتى الادارة وذلك من ضمن حقوق المنتدى


            اما بالنسبه لاسم معرفك افتح موضوع بقسم الشكاوي واطلب تغيير معرفك بالاسم
            الذي ترغب وسيتم ذلك بعون الله
            اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
            http://www.rasoulallah.net/

            http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

            http://almhalhal.maktoobblog.com/



            تعليق


            • #7
              اهلا وسهلا فيك اخي الفاضل : المهلهل
              وجزاك الله خير الجزاء على هذا المرور العاطر
              والتوجيه الرشيد ومقدرا لك اهتمامك

              دمت باحسن حال

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة المهلهل مشاهدة المشاركة
                اخي صلاح النسخ ممنوع على الجميع حتى الادارة وذلك من ضمن حقوق المنتدى


                اما بالنسبه لاسم معرفك افتح موضوع بقسم الشكاوي واطلب تغيير معرفك بالاسم
                الذي ترغب وسيتم ذلك بعون الله
                اخي المهلهل طلبت من الادارة و لم يلبى الطلب الى حد الان .
                اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد.و سلم تسليما .

                تعليق


                • #9
                  اخي صلاح لقد رايت موضوعك واخبرك الاخ ابو صطيف انه يوجد معرف باسم صلاح الدين
                  وعليك اختيار معرف اخر لانه لايجوز عضوين بنفس الاسم
                  اللهم لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
                  http://www.rasoulallah.net/

                  http://www.qudamaa.com/vb/showthread.php?12774-%28-%29

                  http://almhalhal.maktoobblog.com/



                  تعليق


                  • #10
                    اخي المهلهل , بارك الله فيك وبارك الله في الاخ ابو صطيف,
                    لم ارى الخبر و رجاءا ان يبدل المعرف بالاسم
                    الفرشيشي
                    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم انك حميد مجيد.و سلم تسليما .

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك و منك و عليك

                      تعليق


                      • #12
                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

                        لك مني الشكر ...

                        تعليق


                        • #13
                          و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاك الله خيرا على ما قدمت
                          درس حقيقي لازم لكل من أراد فهم النقوش الموجودة في جزيرة العرب و ليس الإحاطة بها لأنه فيما يبدو لي مستحيل على الهوات عدى كونه على المبتدئين مثلي
                          تنعكس من خلاله مدى عمق حضارة من سكن هذه البلاد الميمونة
                          أكرر جزاك الله خيرا

                          تعليق

                          يعمل...
                          X