إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتشار السحر على أرض الواقع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتشار السحر على أرض الواقع


    انتشار السحر على أرض الواقع


    للشيخ محمد حسان

    الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وما كان معه من إله، الذي لا إله إلا هو فلا خالق غيره ولا رب سواه، المستحق لجميع أنواع العبادة ولذا قضى إلا نعبد إلا إياه ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [لقمان:30] وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الضار النافع، الخافض الرافع، القابض الباسط، المعز المذل، فلا مذل لمن أعز، ولا معز لمن أذل، ولا خافض لمن رفع، ولا رافع لمن خفض، ولا ضار لمن نفع، ولا نافع لمن ضر، ولا قابض لما بسط، ولا باسط لما قبض، الواحد الذي لا ضد له، الصمد الذي لا منازع له، الغني الذي لا حاجة له، القوي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام:17] وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جازيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد: فحيا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة، وزكى الله هذه الأنفس، وأسال الله جل وعلا أن يجمعني وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته، وفي الآخرة مع سيد النبيين وإمام المرسلين في جنته ومستقر رحمته، إنه ولي ذلك ومولاه وهو على كل شيء قدير. أحبتي في الله! إننا اليوم على موعدٍ مع اللقاء الثاني من السبع الموبقات، التي حذر منها سيد البريات صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم و أبو داوُد و النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه صلى الله عليه وسلم قال: (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله! وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات). ولقد تحدثنا في اللقاء الماضي بتوفيق الله جل وعلا عن الكبيرة الأولى في هذا الحديث إلا وهي: الشرك، وبينّا خطورة الشرك، وتحدثنا بالتفصيل عن رحلة الشرك التي دنست الأرض ولوثت الفطرة، ثم تكلمت عن أقسام الشرك وقسمت الشرك كما قال علماؤنا إلى قسمين: الشرك الأكبر والأصغر، وبينت معنى كل منهما، ثم ختمت الحديث بعد ذلك عن فضل تحقيق التوحيد، ونحن اليوم على موعدٍ مع الكبيرة الثانية الخطيرة في هذا الحديث ألا وهي: السحر. والسحر عالمٌ عجيب غريب تختلط فيه الحقيقة بالباطل، والعلم بالشعوذة والدجل، وعالم السحر عالمٌ ظاهره جميلٌ خلاَّب، يفتن أصحاب العقول الضعيفة، ويبلبل السذج والرعاع والبسطاء، وتاريخ السحر تاريخ طويلٌ مظلم يفتن فيه شياطين الإنس والجن عباد الله جل وعلا، بل ويوقعونهم في أبشع وأكبر وأخطر جريمة، ألا وهي جريمة الكفر والشرك والضلال، وها نحن الآن نرى إقبالاً مزعجاً على السحرة والسحر والمشعوذين والدجالين، بل نرى بأم أعيننا ونسمع بآذاننا من بين أبنائنا ومن إخواننا المسلمين من إذا حزبه أمرٌ واشتكى مرضاً عضوياً كأي مرضٍ من الأمراض، أو اشتكى مرضاً قلبياً كحبٍ أو بغضٍ إلى آخره، نراه يذهب على قدميه حراً مختاراً إلى قسيسٍ في كنيسة تحدى الله جل وعلا. فيدخل المسلم صحيحاً معافى ثم يخرج من عند النصارى القساوسة الكفرة وقد أصابوه بمس الجن أو بسحرٍ لا يستطيع أحدٌ أن يخرجه بعد ذلك إلا إذا شاء الله جل وعلا وقدر, والأصل قول الله تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [البقرة:102]. فها نحن نرى أيها الأحبة! في هذا العصر المتطور المتحضر نرى إقبالاً مزعجاً على السحر والسحرة والمشعوذين والدجالين، ونرى بأم أعيننا أيضاً أننا نعيش هذا العصر الذي طغت فيه الماديات والشهوات بصورة عارمة مزلزلة، ومن ثم كثرت العقد والمشكلات النفسية، وراح الناس الذين فقدوا راحة النفس، وطمأنينة القلب، وهدوء البال راحوا يلهثون وراء السحرة والمشعوذين والدجالين بعدما ذهبوا إلى الأطباء النفسيين، وعجز علماء الاجتماع على أن يحلوا ألغاز مشاكلهم التي يقف الطب أمامها مبهوتاً متحيراً، وبعد تشخيص دقيق حتى في دول العالم المتحررة المتحضرة يقول الأطباء: لا نجد تشخيصاً لهذه الحالة، ومن ثم يرجع هذا الثري أو هذا الغني إلى عالمٍ ويدور في حلقة مفرغة يذهب إلى الكذابين والنصابين والدجالين والمشعوذين، ولذا نرى سبباً لهذا قسوة في القلوب، وجفافاً لينابيع الخير في كثيرٍ من القلوب، وهؤلاء الذين يبحثون عن طمأنينة قلوبهم وراحة أنفسهم وسعادة بالهم، إذ ذهبوا إلى السحرة والمشعوذين والدجالين، فهم كمن يستجير من الرمضاء بالنار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولخطورة هذا الأمر أيها الأحبة! سأفرد له لقائين كاملين بإذن الله جل وعلا، وسينتظم حديثي معكم في هذا الموضوع الخطير في هذه العناصر التالية حتى لا ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا ومن بين أيدينا.
    أولاً: تعريف السحر لغة واصطلاحاً.
    ثانياً: حقيقة السحر وأنواعه.
    ثالثاً: هل سُحِرَ النبي صلى الله عليه وسلم حقاً؟
    رابعاً: حكم السحر وحد الساحر.
    خامساً: علاج السحر وإبطاله وإفساده. فأعيروني القلوب والأسماع فإن هذين اللقاءين من الأهمية بمكان.









    أولاً: تعريف السحر لغة واصطلاحاً


    السحر في اللغة هو:
    كل شيءٍ خفي سببه ولطف ودق.
    يقول أبو عبيد : وأصل السحر في اللغة هو الصرف، أي: صرف الشيء عن حقيقته،
    قال الله تعالى: فَأَنَّى تُسْحَرُونَ [المؤمنون:89] أي: فأنى تصرفون، يقول: وقد يكون الصرف للعين وهو الأُخذة أي: أن تؤخذ العين فلا ترى الشيء على حقيقته التي هو عليها في الواقع، وقد يكون الصرف للقلب من الحب إلى الكره، ومن الكره إلى الحب، ومن البغض إلى الحب، وهكذا. وقد يكون الصرف بالقول الحلال، ألا وهو البيان والحديث كما ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن من البيان لسحراً)
    فالصرف أن يحب هذا فيبغضه عن طريق السحر، وهذا الرجل يحب زوجته فيبغضها، وقد يكون الصرف للعين فترى العين الشيء على غير حقيقته التي هو عليها في الواقع، وقد يكون الصرف للعقول وللقلوب بالقول والبيان الدقيق المنمق.
    ولم يفرق بعض العلماء بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي للسحر كما نسج في ذلك الإمام الكبير الفخر الرازي ، وإن كنا نعلم أنه من أكابر علماء المعتزلة إلا أنه قال: إن السحر في عرف الشرع هو كل أمرٍ يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته في الواقع ويجري مجرى التمويه والخداع،
    وقد سار على ضربه ووافقه في ذلك الإمام الكبير أبو بكر الجصاص ، وهؤلاء وغيرهم ممن يقولون: إن السحر خيالٌ وتخييل ولا حقيقة له في الواقع، وسوف أرد عليهم إن شاء الله جل وعلا.
    هذا هو الرأي الأول الذي يقول بأن السحر في الاصطلاح: تخييل ورؤية الأشياء على غير حقيقتها، وتمويه وخداعٌ. أما الرأي الثاني وهو رأي جمهور أهل السنة والجماعة ،
    والذي يعرفه الإمام القدير ابن قدامة في كتابة الكبير المذهل المغني مع الشرح الكبير في المجلد العاشر إذ يقول: والسحر عقدٌ ورقى وكلامٌ يتكلم به الساحر أو يكتبه أو يعمل شيئاً فيؤثر في بدن المسحور من غير مباشرة له، وله (أي: وللسحر) حقيقة فمنه، (أي: من السحر)، ما يقتل -ومازال الكلام لـابن قدامة - فمن السحر ما يقتل ومنه ما يمرض وما يأخذ الرجل عن أهله فيمنعه وطأها، ومن السحر ما يفرق بين الزوج وزوجه ومنه ما يحبب بين اثنين.
    هذا تعريف السحر عند علماء أهل السنة والجماعة ، إذاً فمذهب جمهور السلف أن السحر ليس تخييلاً ولكنه حقيقة له واقعٌ ملموسٌ محسوسٌ مشاهد، فمنهم من قال: بأنه تخييل، ومنهم من قال: بأنه حقيقة.
    ومن ثم -يا أحبابي- يجب علي هاهنا أن أفرق لكم بين ثلاثة أشياء خطيرة ألا وهي: السحر والكرامة والمعجزة،
    حتى لا تختلط الأوراق وتتلابس وتتشابك الأمور.
    ما الفرق بين السحر والكرامة والمعجزة؟
    السحر اتفاق وعقدٌ مبرمٌ بين ساحرٍ وشيطان، بشرط أن يزداد الساحر كفراً لله وعبادة للشيطان، وكلما ازداد الساحر كفراً وزندقة وانحلالاً ازداد الجني أو الشيطان طاعة لهذا الساحر، هذا هو عقد السحر.
    أما الكرامة فلا تكون إلا لولي.
    والمعجزة لا تكون إلا لنبي.
    وجماعهما الأمر الخارق للعادة كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى في المجلد الحادي عشر في بحثٍ قيمٍ مبدع لمن أراد أن يطَّلع عليه، الكرامة للولي، والمعجزة للنبي
    ومن ثم يجب أن نفرق أيضاً بين أولياء الرحمن، وبين أولياء الشيطان،
    فإن ولي الشيطان يحدث الشيطان له خرقاً للعادة ليفتن الناس وليضلهم عن التوحيد والهدى، ومن ثم إذا رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء وهو غير متبعٍ لشرع المصطفى فاشهدوا له بالكفر فإنه ولي من أولياء الشيطان.
    أما أولياء الرحمن فهم الذين يجري الله على أيديهم أموراً خارقة للعادة وهم لا يريدونها ولا يحبون إظهارها، ومن ثم قال الله جل وعلا: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62]
    من هم أولياء الله؟
    الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس:63] فالولي هو المؤمن التقي الذي يوحد الله حق توحيده، ويعبد الله حق عبادته ويخلص عمله لله ويخلص اتباعه لسيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلما ازداد تُقاً وقُرباً قد يجري الله على يديه أمراً خارقاً للعادة، والولي لا يريد إظهاره، ذلك ولا يحب إظهار
    ولذا قال أحد السلف: النفس تتمنى الكرامة وتأبى الاستقامة، والله جل وعلا قد أمرها وطلب منها الاستقامة ولم يطلب منها الكرامة، فولي الرحمن بخلاف ولي الشيطان.
    أما المعجزة فهي لا تكون إلا للنبي، وقد فرق بعض أهل العلم من علماء السلف بين الكرامة والمعجزة؛
    أن الكرامة قد يجريها الله إذا شاء على يد ولي من أوليائه،
    ولكن المعجزة يجريها الله على يدي رسولٍ من رسله في مقام التحدي، في مقام إظهار الرسالة، وإظهار النبوة لهذا النبي الذي يتحدى قومه، ومن ثم تحدى موسى قومه بما برعوا فيه ومن جنسه بالسحر، برع قومه في السحر فأمده الله بعصا تنقلب إلى حية عظيمة تلقف ما يأفكون.
    وأمد الله النبي محمداً صلى الله عليه وسلم بمعجزةٍ من جنس ما برع فيه قومه، برع قومه في البلاغة والفصاحة والبيان فأعطاه الله جل وعلا القرآن الذي تحدى به البشرية كلها بل وما زال التحدي قائماً إلى يوم القيامة فقال: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ [البقرة:23-24] فأمده الله بالقرآن فسجد المشركون في محراب بلاغة وفصاحة كلام الحق جل وعلا، ولا يتسع الوقت للتدليل على هذا.
    وهكذا أيها الأحبة! فالمعجزة من النبي من باب التحدي لهؤلاء الذين أرسل إليهم وبعث فيهم، يجري الله على يديه أمراً خارقاً للعادة وخارقاً لنواميس وقوانين هذا الكون ليثبت لهم أنه مرسلٌ من قبل الله جل وعلا. وأنتم تعلمون أن النار قانونها هو الإحراق، ويأبى الله إلا أن يحول هذا القانون وأن يسلبه من النار حينما ألقى المشركون إبراهيم في النار فقال الله جل وعلا: يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [الأنبياء:69].
    وتعلمون أن قانون المياه هو الإغراق لا سيما إذا ما وضع شيءٌ في الماء تزيد كثافته عن كثافة الماء، فسرعان ما يسقط ويهوي، ولكن ما الذي حدث؟
    جعل الله عنصر الإغراق وعنصر الإهلاك عنصر حياةٍ وأمن وأمان لنبي من أنبيائه فأوحى الله جل وعلا إلى أم موسى: فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [القصص:7].
    فالمعجزة شيءٌ خارق للعادة ولقوانين ونواميس هذا الكون، يجريها الله على يد رسول من رسله، ونبي من أنبيائه في مقام التحدي لهؤلاء القوم الذين أنكروا رسالته، وأنكروا نبوته من قبل الله جل وعلا.
    إذاً أيها الأحبة! من العلماء من قال: إن السحر تخييل لا حقيقة له، ومنهم من قال: بأن السحر حقيقة لا تخييل.




    حقيقة السحر وأنواعه


    قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: ومذهب أهل السنة والجماعة أن السحر ثابتٌ وله حقيقة، وقد اتفق على هذا أهل الحل والعقد الذين بهم ينعقد الإجماع ولا عبرة بعد ذلك لأقوال المخالفين.
    قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: وقد خالف في ذلك بعض أصحابنا من الشافعية، وقالوا: إن السحر تخييل لا حقيقة له أي: في الواقع،
    قال النووي : والصحيح الذي عليه الجمهور وعليه عامة العلماء أن السحر ثابتٌ وله حقيقة، دل على ذلك الكتاب والسنة الصحيحة المشهورة.
    وانتبهوا معي أيها الأحبة! لنقف مع هذين الرأيين المتناقضين المتضادين المختلفين.
    فلقد استدل أنصار الفريق الأول الذين يقولون: بأن السحر تخييل لا حقيقة له، بأدلة ينبغي أن نقف أمامها، استدل أنصار هذا الفريق بالقرآن الكريم وبقول الله عز وجل في سورة طه: فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [طه:66] واستدلوا بقول الله في سورة الأعراف: فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف:116] واستدلوا أيضاً بالواقع فقالوا: لو أن السحرة يملكون قلب حقائق الأعيان لقلبوا الحصى إلى ذهب، ولقلبوا الأوراق إلى دولارات، ولقلبوا الجبال إلى ذهب، ولغيروا حقائق هذا العالم، لو قدر السحرة على ذلك ما تحايلوا على أكل أموال الناس بالباطل ولكانوا ملوك العالم وأغنى الناس فيه.
    واستدلوا أيضاً بأن السحرة لو فعلوا ذلك واستطاعوا أن يقلبوا حقائق الأعيان بأن يحولوا مثلاً هذا العمود إلى ذهبٍ وهو من الحجارة أو إلى فضة أو إلى غيرهما، لو فعلوا ذلك لاختلط الحق بالباطل ولاختلطت المعجزة بالسحر حينئذٍ.
    وقال جمهور أهل العلم رداً عليهم وهم الذين يقولون: أن السحر حقيقة لا تخييل، وقد استدلوا بأدلة أخرى من الكتاب والسنة الصحيحة: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [البقرة:102].
    قال علماؤنا من جمهور السلف: إن الله جل وعلا قد صرح في هذه الآية بأن الشياطين يعلمون الناس السحر، وبأن الناس يتعلمون السحر من الشياطين، وما لم تكن للسحر حقيقة فما الذي علم الشياطين وما الذي تعلمه الناس؟
    واستدلوا أيضاً بالآية فقالوا: ولقد صرحت الآية بأن الساحر يفرق بين المرء وزوجه بسحره، وهذه حقيقة لا يمكن على الإطلاق أن تنكر، لأن التفريق بين الزوج وزوجه أمرٌ عين بائنٌ واضح. واستدلوا بقول الله جل وعلا: وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ [الفلق:4]
    والنفاثات: هن السواحر اللاتي يعقدن السحر وينفثن عليه،
    وقالوا: بأنه لو لم تكن للسحر حقيقة ما أمر الله بالاستعاذة منه على الإطلاق.
    واستدلوا أيضاً بالواقع فقال الإمام ابن القيم : والسحر الذي يؤثر مرضاً وثقلاً وحباً وبغضاً ونزيفاً للنساء معلوم موجودٌ يعلمه عامة الناس.
    واستدلوا -وهذا من أقوى الأدلة التي استدل بها جمهور أهل السلف على أن السحر حقيقة لا تخييل- بسحر النبي صلى الله عليه وسلم، الله أكبر،
    وهل سُحِر النبي؟! هذا ما سأجيب عنه إن شاء الله وقبل أن أتخطى إليه لا بد أن أقول: كيف نجمع بين هذين القولين؟
    وكيف نرجح أحدهما على الآخر،
    فريقٌ يقول: بأن السحر تخييل لا حقيقة له،
    وفريق يقول: بأن السحر حقيقة لا خيال، كيف نجمع بين هذين القولين المتناقضين؟
    أقول أيها الأحبة! التحقيق -والله أعلم-
    أن الذين قالوا بأن السحر كله تخييل لا حقيقة له قد جانبوا الصواب،
    والذين قالوا: بأَن السحر كله حقيقة لا تخييل فيه قد جانبوا الصواب أيضاً،
    والحق أقول لكم: بأن السحر ينقسم إلى أقسام منه ما هو حقيقي ومنه ما هو تخييل.
    أما السحر الحقيقي فلا يكون إلا عن طريق مساعدة الكواكب والنجوم والسحرة والجن،
    وهذا شريطة أن يكفر الساحر بالله جل وعلا، وأن يزداد عبادةً للجن والشيطان، وللكواكب والنجوم، وحينئذٍ يستطيع الساحر أن يجري سحراً حقيقياً يضر ويؤذي به خلق الله وعباد الله عز وجل. ومن السحر ما هو تخييل لا حقيقة له في عالم الواقع، وهذا السحر يكون تركيزه على العين وهو الأخذة كما ذكرت فتؤخذ العين وتسحر،
    فترى العين الشيء على غير حقيقته في الواقع،
    يقول الحافظ ابن كثير : وهذا السحر هو جنس سحر سحرة فرعون، قال الله عز وجل بصريح العبارة -وما زال الكلام لـابن كثير -: فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى [طه:66]
    وقال الله عز وجل: فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ [الأعراف:116]
    إذاً وقع السحر هنا على العين فرأت العين الشيء على غير حقيقته في الواقع.
    والخلاصة -يا أحبابي- والحق أقول: إن السحر منه ما هو حقيقي ومنه ما هو تخييل، ولا ينبغي أن نقول: إن السحر كله حقيقة، أو أن نقول: إن السحر كله تخييل، وهناك نوعٌ ثالث يطلق عليه مجازاً لفظ السحر ألا وهو فعل الشعوذة والدجل وخفة اليد التي نراها على شاشات التلفاز من آن لآخر، هذا هو التحقيق في هذه المسألة والله أعلم.





    هل سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟



    الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:
    فيا أيها الأحبة!
    هل سحر النبي صلى الله عليه وسلم؟
    والجواب: نعم، الحديث رواه البخاري و مسلم و أحمد و ابن ماجة و النسائي و البيهقي و ابن سعد في الطبقات وغيرهم، وهذا لفظ حديث البخاري في كتاب الطب من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من بني زريق من حلفاء يهود كان منافقاً يقال له: لبيد بن الأعصم ، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله -لا إله إلا الله- تقول عائشة : حتى إذا كان ذات يومٍ أو ذات ليلة دعا رسول الله ثم دعا، ثم قال: يا عائشة ! أرأيتِ أن الله جل وعلا قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ فلقد أتاني رجلان، قعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ -أي: مما يشكو النبي صلى الله عليه وسلم- فقال الآخر: مطبوب، -أي: مسحور- فقال الأول: ومن طبه؟ -أي: ومن سحره؟- فقال الثاني: لبيد بن الأعصم . فقال الأول: وفي أي شيء؟ -يعني: في أي شيءٍ سحره؟- فقال الثاني: في مشطٍ ومشاطة وجف طلع نخل ذكرٍ) المشط معلوم، والمشاطة: هو ما يسقط من الشعر وشعر اللحية بعد الترجيل أي: بعد التسريح، ومن ثم ينبغي ألا نفرط في هذا الأمر أو أن نهمله قالت: (قال جبريل -وهو المتكلم في هذا الحديث- لصاحبه: سحره في مشطٍ ومشاطة) أي: في شعر رأسه وفي شعر لحيته الذي سقط من إثر التسريح والترجيل (وفي مشطٍ ومشاطة وجف طلعٍ ذكر) والطلع: هو العشب أو الغشاء الذي يطلع على النخلة أي: على نخلة البلح، هذا هو سحر النبي صلى الله عليه وسلم: (فقال الأول: وفي أي مكانٍ هو؟ فقال الآخر: في بئر ضروان، بئرٌ في المدينة المنورة تقول عائشة : فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى البئر في نفرٍ من أصحابه ثم جاء فقال: يا عائشة ! كأن ماءها -أي: كأن ماء البئر- نقاعة الحناء -أي: لون الماء كنقع الحناء- وكأنه رءوس الشياطين، قالت: أفلا استخرجته؟ فقال: قد عافاني الله عز وجل وخشيت أن أثير على الناس شراً فأمر بها فدفنت).
    وفي رواية عائشة و ابن عباس عند البيهقي في الدلائل : (أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] فقال النبي: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] فحل جبريل عقدة، فقال: مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق:2] فحل عقدة حتى إذا فرغ منها قال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1] فحل عقدة حتى فرغ منها قام النبي وكأنما قد نشط من عقال)
    قام النبي بأبي هو وأمي وكأنما نشط من عقال، من قيودٍ وأغلال.
    وهنا أحبابي قضية خطيرة ألا وهي أن هناك ممن ينتسب إلى العلم من رد هذا الحديث وأنكره
    وقال: بأن هذا الحديث باطلٌ ومقدوحٌ في سنده، لماذا؟
    قالوا: لأن عقولنا تنكر هذا الحديث وتأباه وما تنكره العقول لا يمكن على الإطلاق أن يكون من المنقول، وهذه شنشنة قديمة حديثة، أثارها قديماً هؤلاء وأثارها حديثاً أفراخ المعتزلة الذي يقدمون العقل على النقل، ويرون أن عقولهم فقط هي الميزان الدقيق الحساس الذي من خلاله يحكمون به على صحيح الحديث أو ضعيفه وسقيمه،
    ويا للعجب لو كان الأمر أن تقف العقول أمام كل حديث، فإذا ما وافق الحديث العقل قبلناه، وإذا ما عارض الحديث العقل رددناه، لأصبحت سنة النبي ألعوبةً في أيدي البشر، فهذا حديثٌ يراه هؤلاء مقبولاً للعقل، وهذا حديث لا يراه هؤلاء مقبولاً للعقل، ومن ثم تضيع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن هناك من القواعد والمناهج والضوابط والأصول ما وضعه علماء سلف الأمة من المحدثين الجهابذة الكبار، ما يستطيعون به -كتجار الصرافة المهرة- أن يفرقوا بين صحيح الحديث وسقيمه، ولا ينبغي على الإطلاق لأحدٍ أن يأتي ليتجاوز هذه القواعد والنصوص والأصول والضوابط ليحكم على كل حديثٍ بعقله فما قبله العقل قبله وما رده العقل رده، وهذه شنشنة خطيرة،
    ورضي الله عنه علي بن أبي طالب إذ يقول: [لو أخذ الدين بالعقل لكن المسح على باطن الخف أولى من المسح على أعلاه] أنت حينما تمسح على خفك، تمسح على باطنه الذي تطأ به الأرض؟ أم تمسح على أعلاه؟ تمسح على أعلاه، وما الذي ينبغي أن يمسح عليه؟ يمسح على الباطن، إن كان ذهنك أنك تريد بذلك الطهارة لأن باطن الخف هو الذي يمشي على الأرض، ولكن الله جل وعلا والرسول أمر بالمسح على أعلى الخف لا على باطنه، فلو كان الدين بالعقل لكان المسح على باطن الخف أولى من المسح على أعلاه.
    ولذلك يا أحبابي! لا ينبغي أن يتجاوز العقل حده على الإطلاق، نور الوحي لا يطمس نور العقل أبداً بل يباركه ويقويه ويزكيه ويعينه، شريطة أن يذعن العقل وأن يسلم لله رب العالمين، كما انقاد كل من في الكون لله رب العالمين. أما أن يكون مقياسنا إذا كان العقل بارعاً في أمر من أمور الدنيا، وفي أمرٍ من أمور العلم فإنه حتماً يكون دقيقاً في أمر الوحي وفي أمر النصوص المنقولة، كلا على الإطلاق،
    وأضرب لكم بعض الأمثلة السريعة: هذا هو العقل الروسي الجبار شعاره يؤمن بثلاثة ويكفر بثلاثة؛ يؤمن بـلينين، واستالين، وماركس، ويكفر بالله، وبالدين، وبالملكية الخاصة، هذا عقل. وهذا هو العقل الأمريكي الجبار الذي فعل ما فعل، بل وعُبِدَ اليوم في الأرض من دون العزيز الغفار، هذا هو العقل الأمريكي الجبار يدافع إلى يومنا هذا عن الشذوذ الجنسي، وعن زواج الرجل للرجل، وما أمر الانتخابات الأخيرة لرئيسهم منا ببعيد، ولقد وعد الشواذ أن يأذن لهم بالدخول والالتحاق بالجيش، وهذا العقل أيضاً يدافع عن العنصرية اللونية البغيضة، وما أحداث لوس أنجلوس منا ببعيد هذا عقل.
    وهذا هو العقل اليوناني يدافع عن الدعارة.
    وهذا هو العقل الروماني يدافع عن مصارعة الثيران.
    وهذا هو العقل الهندي يدافع عن إحراق الزوجة مع زوجها، وهو أيضاً يدافع إلى يومنا هذا عن عبادة البقرة والفئران وعن عبادة عضو الذكورة عند الرجل، هذا عقل.
    وهذا هو العقل العربي في جاهليته الأولى يدافع عن وأد البنات وهن أحياء. وهذا هو العقل العربي في جاهليته المعاصرة يدافع عن البعثية العفلقية الكفرية، فيقول قائلهم:
    آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني
    ويقول آخر: هبوني عيداً يجعل العرب أمـةً وسيروا بجثماني على دين برهم

    سلام على كفرٍ يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنم
    هذا هو العقل ما قيمته؟
    حقير تافه إذا انفك عن نور الوحي، وتحدى المنقول الصحيح من القرآن والسنة، لا قيمة له ولا وزن له. هذا هو العقل المارد العملاق الذي يفجر الذرة في الجانب المادي، يفجر الكفر والإلحاد والزندقة في الجانب الديني.
    هذا هو العقل البشري الذي غاص في الجانب المادي في أعماق البحار، يغوص في الجانب الديني في أعماق الكفر والزندقة والأوحال.
    إذاً نور الوحي لا يطمس نور العقل، بل يباركه ويقويه ويزكيه شريطة أن يعرف العقل قدره وحده، وألا يتخطاه، وألا يتجاوزه، وأن يعلم يقيناً أن المنقول الصحيح حتى ولو لم يقبله ينبغي أن يذعن له، وينبغي أن ينقاد له، فليس كل ما يرده العقل غير صحيح.
    ولكن نقول رداً عليهم بأن هذا الحديث باطلٌ ومقدوحٌ في سنده،
    نقول: إن الحديث مخرجٌ في أصح كتابين بعد كتاب الله جل وعلا، ألا وهما صحيح البخاري ومسلم ،
    وإذا رأيت -أخي في الله- الحديث في الصحيحين وقد اتفق عليه الشيخان؛
    فاعلم بأن الحديث قد ارتقى إلى أعلى قمم الصحة، وإذا رأيت الرجل يقدح في حديثٍ في الصحيحين فاعلم أن بضاعته في الحديث مزجاة هذا إن أحسنا الظن به.
    أما القدح الذي ينبغي أن نقف أمامه حقاً أنهم قالوا: إن هذا الحديث يقدح في نبوة المصطفى وفي عصمته والله جل وعلا يقول: وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [المائدة:67] وهذا الحديث يؤيد قول المشركين الذي حكى الله عنه: وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً [الفرقان:8]
    هذه تستحق التوقف والتدبر والجواب بدقة،
    والجواب بعون الله جل وعلا: إن هذا القول يقدح في عصمة النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح لماذا؟
    لأن النبي معصومٌ باتفاقٍ في جانب التبليغ والتشريع والدعوة عن الله جل وعلا، معصومٌ في هذا وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4] وما ينطق عن الهوى في كل ما يبلغه عن ربه، ولكن هناك أمور قد يخطئ فيها النبي من أمور الدنيا،
    وما قصة تأبير النخل منا ببعيد وإلى آخره، أما ما يبلغه عن ربه وما ينقله عنه فلا يمكن على الإطلاق أن يخطئ فيه أو أن يزل فيه قيد أنملة بوعد الله جل وعلا: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم:1-4]. أما سائر الأعراض الدنيوية التي تسري على الناس من مرض وألم وفتنة ومحنٍ وابتلاءات، فهذه تصير على النبي كما تصير على غيره من سائر البشر، وقد قال الله جل وعلا حكاية
    عمر أبو جربوع
    0796480391
    jarboo3rogia@hotmail.com
    رابط المدونة:
    http://omar4roqia.blogspot.com

  • #2
    سلمت يداك شيخنا عمر
    sigpic
    https://www.facebook.com/aborakkan

    تعليق


    • #3
      ما شاااااااااااء الله ........ اوجزت

      تعليق

      يعمل...
      X