إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تحذير أهل الإيمان من أولياء الشياطين والمستعينين بالجان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    هل يجوز مخاطبة الجن المسلم ؟

    فأجاب :
    لا يجوز. ما الذي يدريك أنه مسلم ؟ قد يكون منافقًا ويقول: (أنا مسلم)!
    يكون كافرًا، ويقول: (أنا مسلم)! جني ما تعرفه وأنت لا تعلم الغيب.
    ما يجوز -بارك الله فيك-.
    يكون إنسان أمامك يدعي الإسلام قد تأخذ بظاهره، تراه أمامك يصلي و.. و..، ثم أنت لا تعرفه. لكن جن دخل في إنسان يقول لك: (أنا مسلم)، وقد يكون فاجرًا يقول لك: (أنا مسلم) ! وليس هناك داعٍ للتكلف فما الذي كلّفك -يا أخي- ؟! هناك مستشفيات مفتوحة وإذا صبر المريض يثيبه الله عز وجل.
    النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتيه الأعمى ويطلب منه أن يدعو له بالشفاء؛ فيقول له: " إن شئتَ؛ دعوتُ لك، وإن شئتَ؛ صبرتَ "، وتأتيه الجارية تقول: يا رسول الله! إني أُصرَع؛ فادْعُ الله لي. فيقول لها: " إن شئتِ؛ دعوتُ لكِ، وإن شئتِ؛ صبرتِ، ولكِ الجنة ". فليس هناك هذا التكلف ! أنت أرحم مِن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ؟!
    الله يبتلي العباد بالأمراض، يبتليهم " ما مِن شيء يصيب المؤمنَ مِن نَصَبٍ، ولا حزنٍ، ولا وَصَبٍ، حتى الهم يهمه؛ إلا يكفِّرُ الله به عنه سيئاته ". فالمؤمن معرَّض للأمراض ويُثاب -إن صبر-: { وَبَشِّرِ الصابِرينَ - الَّذِينَ إذَا أصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ } [البقرة: 155-156] -مثل هذه الأمراض- { قاَلُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 156]. والرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول في السبعين الذين يدخلون الجنة: " لا يَسترقون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون"، لا يطلب الرقية مِن أحد.
    وهذا الذي ذهب يطلب الرقية وكذا وكذا؛ نقص في إيمانه، نقص توكله على الله عز وجل, علِّمه وقل له: اصبر، لا تطلب الرقية، والجأ إلى الله، وادْعُ الله عز وجل؛ لأن الرقية من نوع السؤال؛ لهذا فهي تؤثر على مسألة التوكل على الله عز وجل، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: " لا يَسترقون " يعني: لا يطلبون الرقية؛ لأن الرقية سؤال تنقص من إيمانه وتنقص من توكله.
    فالمؤمن يُبتلى في هذه الحياة بالأمراض والنكبات والمصائب؛ ليرفع الله درجاته -إن صبر-بارك الله فيكم-، " إنَّ اللهَ إذا أحَبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن صبر؛ فله الصبرُ، ومَن جزع؛ فله الجزع ".
    فالمؤمن -أولاً-:عليه أن يصبر على قضاء الله، وإذا ارتفع أكثر إلى درجة الرضا بقضاء الله
    عز وجل؛ فهذا أعلى المراتب في الإيمان -إن شاء الله-. فالصبر واجب والجزع حرام، فلا يجزع على أقدار الله سبحانه وتعالى:
    { قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَنَا } [التوبة: 51]، وإذا أراد الله أن لا تشفى؛ لا تنفعك رقية ولا غيرها، كل شيء بإرادة الله ومشيئته سبحانه وتعالى. فالمؤمن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى. عليه -أولاً- أن يؤمن بقضاء الله وقدره، ويصبر على ذلك -بارك الله فيك-، وإذا وفقه الله أن يرتقي إلى درجة الرضا هذا أمر مطلوب -بارك الله فيك-، وإذا أحب مثلا أن يتداوى؛ يتداوى، وإذا استرقى؛ لا نقل حرام، لكنه مكروه ويُنقص من درجته -بارك الله فيكم-.
    وأما الذي يتصدى للرقية ويعمل لنفسه شهرة، بل بعضهم ينشرون في الصحف! وبعضهم ينشئون مكاتب ! هؤلاء نصّابون ! والله يُتَّهم مَن ينصب نفسه للرقية، متهم في دينه، ما الذي يحمله على هذا ؟! أنتَ -يا أخي- واحد من سائر المسلمين، ما هي الخصوصية التي جاءتك ؟! فيه أتقى منك وأفضل منك وأعلم منك ... وإلخ.
    كيف
    جاءت لك هذه الخصوصية ؟!! ثم لا تكتفي بالرقية الشرعية، وتذهب إلى أشياء تخترعها !! وفق الله الجميع .



    هل يجوز مخاطبة الجن المسلم ؟




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #32
      14 وجهاً في تحريم الاستعانة بالجن ..... للشيخ/فهد اليحيى

      في بحث بعنوان : ( مسألة الاستعانة بالجن المسلمين) ، الذي يعرض من خلاله لدلائل تحريم الشريعة للاستعانة بالجن ، حتى لو كان هذا الجن مسلماً ..


      يقول د. اليحيى في مقدمة البحث : للأسف ظهر في هذه الأيام بعض من كان يرقي الرقية الشرعية من يدّعون أنه يستعين بالجن المسلمين ، وليس الكفرة من الجن ، لمساعدة من يحتاج للمساعدة وصار هؤلاء يفعلون ذلك معتقدين أنه أمر مباح ، مع أنهم يعتقدون أن استخدام كفار الجن لا يجوز وأنه من الشعوذة وصنيع السحرة ، لكنهم لبعض الشُّبَه ظنوا جواز مثل هذا النوع من الاستعانة ، لذا لا بد من بيان الحكم في هذه المسألة ليتضح لمريد الحق ذلك ، ولقد تأملت هذه المسألة فظهر لي عدة أوجه لمنع الاستعانة بالجن المسلم كما يلي :
      إن الاستعانة بالجن المسلمين نوع من الاستمتاع المذكور في قوله تعالى : { وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ } (128) سورة الأنعام .

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى 13-80 : ( قال غير واحد من السلف : أي كثير ممن أغويتم من الإنس وأضللتموهم ، قال البغوي : قال بعضهم : استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون لهم : من الأراجيف والسحر والكهانة وتزيينهم لهم الأمور التي يهيئونها ويسهل سبيلها عليهم ، واستمتاع الجن بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي ، قال محمد بن كعب : هو طاعة بعضهم لبعض وموافقة بعضهم بعضا ، وذكر ابن أبي حاتم عن الحسن البصري ، قال : ما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس ، وعن محمد بن كعب قال : هو الصحابة في الدنيا ، وقال أبن السائب : استمتاع الإنس بالجن استعاذتهم بهم ، واستمتاع الجن بالإنس أن ما قالوا : قد أسرنا الإنس مع الجن حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفا في أنفسهم وعظما في نفوسهم ، وهذا كقوله :{ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } (6) سورة الجن.

      وقال ابن تيمية : ( الاستمتاع بالشيء) هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض كما قال :{ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً } (24) سورة النساء ، ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكور بالذكور والإناث بالإناث ، ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس ومنه قوله :{ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ } (236) سورة البقرة ، وفي (الجملة) استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس قال تعالى : { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } (67) سورة الزخرف ، وقال تعالى :{ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } (166) سورة البقرة
      قال مجاهد : هي المودات التي كانت لغير الله وقال الخليل : { وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } (25) سورة العنكبوت.

      وتارة يخدم هؤلاء لهؤلاء في أغراضهم ، وهؤلاء لهؤلاء في أغراضهم ، فالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن فتارة تسجد له وتارة تسجد لما يأمره بالسجود له ، وتارة تمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة ، وكذلك الجنَّيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمه ما يريد نساء الإنس من الرجال ، وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم .. ويستشهد الدكتور اليحيى بقول ابن تيمية : ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ، لما يحصل به من الرياسة والمال وغير ذلك ، فإن كان القوم كفاراً كما كانت العرب لم تبال بأن يقال : إنه كاهن كما كان بعض العرب كهانا ، وقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وفيها كهان ، وكان المنافقون يطلبون التحاكم إلى الكهان وكان أبو أبرق الأسلمي أحد الكهان قبل أن يسلم ، وإن كان القوم مسلمين لم يظهر أنه كاهن ، بل يجعل ذلك من باب الكرامات وهو من جنس الكهان ، فإنه لا يخدم الإنسي بهذه الأخبار إلا لما يستمتع به من الإنسي بأن يطيعه الإنسي في بعض ما يريده ، إما في شرك وإما في فاحشة وإما في أكل حرام وإما في قتل نفس بغير حق.

      يتبع


      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #33

        فالشياطين لهم غرض فيما نهى الله عنه من الكفر والفسوق والعصيان ، ولهم لذة في الشر والفتن يحبون ذلك وإن لم يكن فيه منفعة لهم ، وهم يأمرون السارق أن يسرق ويذهبون إلى أهل المال فيقولون : فلان سرق متاعكم ا.هـ.
        قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } (21) سورة النور ، فأخبر الله تعالى أن الشياطين يتدرجون بالعبد شيئاً فشيئاً إلى أن يقع بالمعصية ، فلا يزالون به حتى يقع في الشرك. ويقول الدكتور اليحيى ولا أظن - والله - هذا المسمى استعانة بالجن المسلمين إلا ضرباً من ضروب الاستدراج ، فهم أنواع من الشياطين يستدرجون أولئك بزعمهم أنهم مسلمون ، وأنهم لا يريدون سوى إعانة هذا (الذي نذر نفسه لعلاج الناس !!) ، فيطلعونه على ما يعلمون ويخفى على صاحبهم ، حتى إذا استحلى هذا النوع من المعرفة ، وذاق هذا الطعم من الخصوصية ، وعسر عليه أن ينفك مما عرف به بين الناس ، حين ذلك تستولي عليه الشياطين حقاً ، لتملي عليه ما تقصده في الأصل من الاستمتاع الذي هو من صور الشرك كالسجود أو الذبح أو غير ذلك.

        أن الله عز وجل قال : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ } (60) سورة الأنفال ، فهذا أمر بالإعداد للجهاد ، فكل ما يمكن الإعداد به فهو مما تشمله الآية بالأمر ، ومعلوم أن الاستعانة بالجن في مثل معارك المسلمين من أعظم الإعداد ، فلو لم يكن منهم إلا نقل المعلومات عن العدو لكان ذلك من أعظم أسباب القوة, ومع هذا كله فلم يُنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة واحدة ، ولا في بعثٍ أو سرية أنه استعان بالجن
        المسلمين.

        بل إنه في غزوة الخندق في ليلة باردة رغب عليه الصلاة والسلام في التعرف على أحوال الكفار ، فلم يجد إلا أن ينتدب من أصحابه من يأتيه بخبرهم ، وقد كرر عليهم الطلب فلم يقم أحد ، حتى أمر حذيفة - رضي الله عنه - بأن يأتيه بالخبر ، قال حذيفة : فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم ، وذلك لشدة الأمر في تلك الليلة بين الخوف والبرد.
        فلو كانت الاستعانة بالجن المسلمين جائزة لكانت تلك الليلة من أعظم أوقات الحاجة ، إن لم تكن ضرورة ، فما كان على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن يدعو جنياً ممن أسلم على يديه ليأتيه بالخبر في لحظة ، دون أن يشق على أصحابه ، فدل على أن الاستعانة بهم أصلاً غير واردة بل هي ممنوعة.

        ان قرين النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أسلم كما ثبت في صحيح مسلم ، ومع ذلك لم يُنقل عنه أبدا أنه استعان في شيء. أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سُحر كما ثبت في الصحيحين ، ولم يستعن بالجن المسلمين في معرفة السحر ، بل إنه لم يعرف أنه في بئر ذي أروان حتى أخبره جبريل وميكائيل عليهما السلام.
        ولا يقال : إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الاستعانة بالجن المسلمين مع جواز ذلك ، لكونه منافياً ، لكمال التوكل كما في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ، لأن الاستعانة بهم لو كانت جائزة لكانت من قبيل أمره عليه الصلاة والسلام لبعض أصحابه لقضاء بعض حاجته ، أو كأمره حذيفة - صلى الله عليه وسلم - بأن يأتيه بخبر المشركين كما تقدم في الحديث السابق ، مما لا يعتبر منافياً لكمال التوكل ، فلما لم يحدث ذلك دل على أن الاستعانة بهم هي من قبيل الممنوع ، وليست من قبيل المأذون فيه. ويضيف د. اليحيى في أوجه منع الاستعانة بالجن كما لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء من ذلك ، فكذلك لم ينقل عن أحد من أصحابه - رضي الله عنهم - من هذه الاستعانة شيء فيما أعلمه والله أعلم.

        إن استخدام الجن خاص بسليمان - عليه السلام -
        كما في حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ، ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثاً وبسط يده كأنه يتناول شيئاً ، فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ، ورأيناك بسطت يدك قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي ، فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ، ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة ، أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن عفريتاً من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه فأخذته فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد ، حتى تنظروا إليه كلكم فذكرت دعوة أخي سليمان { رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي } فرددته خاسئاً ، متفق عليه.

        ويقول د. اليحيى فكأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشأ أن يتعدى إلى ما كان من خصوصيات نبي الله سليمان - عليه السلام - فكيف يستجيز المسلم لنفسه أن يقتحم ما وقف عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -!!
        إن الأخبار بالمغيبات - ولو كان غيباً نسبياً وهو ما يخفى على أحد دون أحد - هو مجال للافتتان من قبل المتحدث بذلك ومن قبل المستمع ، وتهمة لمن تحدث بذلك أن يكون تلقاه بالسحر ، والمسلم مأمور بتجنب مواطن الفتن والشبه.
        إن التعامل هنا إنما هو مع الجن ، وهو مجرد سماع كلام لا يمكن التأكد من خلاله من شخصية المتكلم ، ومن ثم اليقين بأنه مسلم حقاً ، أو هي مجرد دعوى ، وتلبيس وخداع .. إن فتح هذا الباب يورث التلبيس على الناس والتشويش عليهم من حيث اختلاط المستعين بالجن المسلمين بالآخر المستعين بغير المسلمين ، ثم لا يجد الناس فرقاً بينهم وبين السحرة والكهنة والمشعوذين. أنه ما من أحد يخدم أحداً إلا ويأخذ مقابل ذلك منفعة أو يطمع في ذلك ، فَلِمَ يخدم الجن المسلمون هذا الشخص المستعين بهم ؟

        ويتساءل د. اليحيى هل يعقل أنهم يفعلون ذلك احتساباً ، وهم يعلمون أن صاحبهم يتقاضى على ذلك أجراً وعمولة ؟! بل حتى لو لم يأخذ شيئاً فهم يعلمون أن فعله ذلك سيجعل له مكانة ، ويصبح ممن يقصده الناس ، فهم مع هذا لن يرضوا إلا بمصلحة يجدونها ، فما المصلحة التي يستفيدها الجني من الإنسي في هذه الحال ، وقد تقدم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ما يوضح أن الجني لا يخدم الإنسي إلا بما ينتفع به.

        أن تحضير هؤلاء الجن من قبل المستعين بهم لا يتم إلا بنوع من التمتمات والغرف المظلمة وأشياء من هذا القبيل ، كما سمعنا ممن يدعي الاستعانة بالجن المسلمين ، وهذا الفعل المشبوه ما الدليل عليه ؟ وأي فرق بينه وبين صنيع السحرة والمشعوذين ؟

        إن من جوز الاستعانة بالجن المسلمين قد يلزمه تجويز الاستعانة بالجن غير المسلمين ، فإذا كانت الاستعانة بالجن كالاستعانة بالإنس فلا فرق بين الكافر والمسلم ما دام أن الحاجة المقصودة مباحة ، كما يستعين المسلم بالكافر في المباحات ، وإذا جوز الأمران فعلى العقيدة السلام. إن أقل أحواله - تترلاً لا تسليماً - أن يكون من المشتبه المأمور باجتنابه في أكثر من حديث ، ولا سيما أنه يتعلق بجانب مهم شديد الحساسية جدير بالنأي عن كل ما يخدشه ، وهو جانب الاعتقاد ، والأحاديث التي قد توقي المتشابه كثيرة منها : حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه .. الحديث متفق عليه. وحديث الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال : حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة .. هذا وإن مما أورث شيئاً من الشبهة لدى بعض من تعاطى هذا النوع من الاستعانة ما نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - مما صار مستمسكاً لبعضهم ، ويعرض د. اليحيى ما في مجموع الفتاوى لابن تيمية في هذا الموضوع : في أحد المواضع يقول ابن تيمية - رحمه الله - : ( والمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال : فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس بذلك ، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه ، ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له ، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له ، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول : كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه
        عليهم أجمعين.

        يتبع

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #34

          ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم ، أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب من الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهم على الفكر فهو كافر وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق.

          وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات : مثل أن يستعين بهم على الحج أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به. وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن ، بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية ، فيمكرون به بحسب اعتقاده فإن كان مشركاً يعبد الكواكب والأوثان ، أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك أو نبي أو شيخ صالح ، فيظن أنه صالح وتكون عبادته في الحقيقة للشيطان قال الله تعالى : { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ }.

          ولهذا كان الذين يسجدون للشمس والقمر والكواكب يقصدون السجود لها فيقارنها الشيطان عند سجودهم ليكون سجودهم له ، ولهذا يتمثل الشيطان بصورة من يستغيث به المشركون ، فإن كان نصرانياً واستغاث بجرجس أو غيره جاء الشيطان بصورة جرجس أو من يستغيث به ، وإن كان منتسباً إلى الإسلام واستغاث بشيخ يحسن الظن به من شيوخ المسلمين جاء في صورة ذلك الشيخ ، وإن كان من مشركي الهند جاء في صورة من يعظمه ذلك المشرك. ثم إن الشيخ المستغاث به إن كان ممن له الخبرة بالشريعة لم يعرفه الشيطان أنه تمثل لأصحابه المستغيثين به ، وإن كان الشيخ ممن لا خبرة له بأقوالهم نقل أقوالهم له فيظن أولئك أن الشيخ سمع أصواتهم من البعد وأجابهم وإنما هو بتوسط الشيطان ، ولقد أخبر بعض الشيوخ الذين كان قد جرى لهم مثل هذا بصورة مكاشفة ومخاطبة فقال : يرونني الجن شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج ويمثلون له فيه ما يطلب منه الإخبار به قال : فأخبر الناس به ويوصلون إلى الكلام من استغاث بي من أصحابي فأجيبه فيوصلون جوابي إليه. وكان كثير من الشيوخ الذين حصل لهم كثير من هذه الخوارق إذا كذب بها لم يعرفها ، وقال إنكم تفعلون هذا بطريق الحيلة كما يدخل النار بحجر الطلق وقشور النارنج ودهن الضفادع وغير ذلك من الحيل الطبيعية ، فيعجب هؤلاء المشايخ ويقولون نحن والله لا نعرف شيئاً من هذه الحيل.
          فلما ذكر لهم الخبير إنكم لصادقون في ذلك ولكن هذه الأحوال شيطانية ، أقروا بذلك وتاب منهم من تاب الله عليه لما تبين له الحق ، وتبين لهم وجوه أنها من الشيطان ورأوا أنها من الشياطين ، لما رأوا أنها تحصل بمثل البدع المذمومة في الشرع وعند المعاصي لله فلا تحصل عندما يحبه الله ورسوله من العبادات الشرعية ، فعلموا انها حينئذ من مخارق الشيطان لأوليائه ، لا من كرامات الرحمن لأوليائه.

          وقال ابن تيمية في موضع آخر : واستخدام الإنس لهم مثل استخدام الإنس للإنس بشيء ، منهم من يستخدمهم في المحرمات من الفواحش والظلم والشرك والقول على الله بلا علم ، وقد يظنون ذلك من كرامات الصالحين وإنما هو من أفعال الشيطانين ، ومنهم من يستخدمهم في أمور مباحة إما إحضار ماله أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم ، أو دفع من يؤذيه ونحو ذلك فهذا كاستعانة
          الإنس بعضهم ببعض في ذلك. وقال في موضع ثالث : وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام ، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره : عن معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت : ( يا رسول الله اموراً كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان قال : فلا تأتوا الكهان) .. وفي صحيح مسلم أيضاً عن عبيد الله عن نافع عن صفيه عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً).

          وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز ، كما ثبت في الصحيحين (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل ابن صياد فقال : ما يأتيك ؟ فقال : يأتيني صادق وكاذب قال : ما ترى ؟ قال : أرى عرشاً على الماء قال : فإني قد خبأت لك خبيئاً قال : الدخ .. الدخ قال : إخسأ فلن تعدو قدرك فإنما أنت من إخوان الكهان). وكذلك إذا كان ما يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبروا به ، وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويثبت فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة ، كما قال تعالى :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا } (6) سورة الحجرات ، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة (أن أهل الكتاب كانوا يقرأون التوراة ويفسرونها بالعربية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم ، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه { وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي
          أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
          } (46) سورة العنكبوت ، فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه ولم يصدقوه ولم يكذبوه. وقد روي عن أبي موسى الأشعري أنه أبطأ عليه خبر عمر ، وكان هناك امرأة لها قرين من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسلم إبل الصدقة ، وفي خبر آخر أن عمر أرسل جيشاً فقدم شخص إلى المدينة فأخبر أنهم انتصروا على عدوهم وشاع الخبر فسأل عمر عن ذلك فذكر له فقال : هذا أبو الهيثم يريد المسلمين من الجن وسيأتي بريد الإنس بعد ذلك بعدة أيام. وعلى ضوء ما قاله بن تيمية يقف د. اليحيى عند عدد من الأمور يلخصها فيما يلي :

          * من فهم من كلامه - رحمه الله - الاستعانة المطلقة وعلى الصورة التي يفعلها من يدعي الاستعانة بالجن المسلمين من تحضير الجن بنوع من التمتمة والغرف المظلمة وأشباه ذلك ، فقد أبعد النجعة وحمل كلام الشيخ - رحمه الله - ما لا يحتمل ، بل قد سمعت شيخنا ابن باز - رحمه الله - وقد ذكر له ذلك يشكك في نسبته إلى شيخ الإسلام.

          * لو ثبت ذلك عن شيخ الإسلام - رحمه الله - ، وتنزلنا أن كلامه يقتضي جواز مثل هذه الصور التي يفعلها البعض ، فإن العصمة للرسل - عليهم السلام - ، وماذا يضير الشيخ إذا كان اجتهاده في هذه المسألة مما له فيه أجر واحد حيث لم يصب فيه ؟! وماذا ينقص من قدره إذا تبين أنه أخطأ في هذه المسألة ، بل في مائة مثلها وقد أصاب في آلاف من المسائل ؟! .. وإذا اجتهد فأخطأ في هذه المسألة وهو من أئمة المجتهدين فله عذره ، وينطبق عليه ما ذكره هو - رحمه الله - في كتابه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام). ولكن من احتج بجمرد كلامه فلا عذر له ، إذ لا حجة في قول أحد سوى الوحي المنزل.

          * أن كلام بن تيمية - رحمه الله - في المواضع السابقة قد تضمن من التنبيهات ما يجب أن يقف معه من يأخذ بظاهر كلامه ، ومن هذه التنبيهات ما يلي :

          1- إن الشياطين أهل مكر وغدر وتلبيس وخداع ، حتى أن بعض الشيوخ انخدع بهم ولبسوا عليه ، فصار يظن ما يحصل له كرامة من الله وإنما هو استدراج من الشيطان وتغرير وتلبيس ، فلما تبين لبعضهم الحق تابوا وأنابوا. وإذا كانت الشياطين كذلك فمن الذي قد ضمن لهذا المستعين بمن يسميهم مسلمين ألا يكونوا شياطين تخدع وتمكر لبوس الصالحين ، لأجل استدراجه والإيقاع به وبقاصديه ؟!

          2- من خداع هؤلاء الجن أن يخدعوا الإنسي بتحقيق غرضه وهم في الحقيقة لم يفعلوا فقد يزعمون أنهم أحضروا السحر ، ويحملون له عقداً وطلاسم ليست من السحر المزعوم في شيء ، بل قد لا يكون المريض أصلاً مسحوراً ، يوضح هذا ما قاله الشيخ - رحمه الله - في موضع آخر حيث قال فيمن يعزمون على الجن :
          (والمقصود ان أرباب العزائم من كون عزائمهم تشتمل على شرك وكفر لا تجوز العزيمة والقسم به ، فهم كثيراً ما يعجزون عن دفع الجني وكثيراً ما تسخر منهم الجن ، إذا طلبوا منهم قتل الجني الصارع للإنس أو حبسه فيخيلوا إليهم أنهم قتلوا أو حبسوه ويكون ذلك تخييلاً وكذباً).

          3- إن سؤال الجن على وجه التصديق لهم لا يجوز ، ومن تأمل الاستعانة بهم وجدها أعظم من مجرد التصديق بل هي في الغالب متضمنة له مبنية عليه.

          * إن المواضع من كلام شيخ الإسلام التي قد يُفهم منها جواز الاستعانة بالجن المسلمين قد عارضها من كلامه ما يمنع الاستعانة مطلقاً كما تقدم في أثناء أوجه المنع المتقدمة.

          * أن ما ذكره ابن تيمية - رحمه الله - من القصة عن أبي موسى الأشعري أن أبطأ عليه خبر عمر رضي الله عنهما - وقد تمسك بها البعض - فالجواب عنها من وجوه :

          الوجه الأول : أين هذا الأثر في كتب الأثر ؟ فإني لم أجده إلا في كتاب : فضائل الصحابة للإمام أحمد من رواية ابنه عبد الله ، قال : ثنا داود بن رشيد قال : ثنا الوليد يعني بن مسلم عن عمر بن محمد قال : ثنا سالم بن عبد الله قال : راث على أبي موسى الأشعري خبر عمر وهو أمير البصرة ، وكان بها امرأة في جبتها شيطان يتكلم فأرسل إليها رسولاً فقال لها : مري صاحبك فليذهب فليخبرني عن أمير المؤمنين ، قال : هو باليمن يوشك أن يأتي ، فمكثوا غير طويل قالوا اذهب فأخبرنا عن أميرا لمؤمنين فإنه قد راث علينا ، فقال : إن ذاك لرجل ما نستطيع أن ندنو منه إن بين عينيه روح القدس ، وما خلق الله عز وجل شيطاناً يسمع صوته إلا خر لوجهه.
          وقد أخرجه أيضاً بأخصر منه من طريق يحيى بن يمان عن سفيان عن عمر بن محمد بن سالم بن عبد الله.
          وهذا الأثر ضعيف لما يلي :
          في السند الأول : الوليد بن مسلم وهو عند ابن حجر من الطبقة الرابعة من الموصوفين بالتدليس ، وهم من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ، ولم يصرح الوليد هنا بالسماع من عمر بن محمد.

          في السند الثاني : يحيى بن يمان العجلي ، قال في التقريب : صدوق عابد ، يخطئ كثيراً وقد تغير.

          في السند الثالث : مدار الأثر بروايتيه على سالم بن عبد الله يروي القصة لأبي موسى - رضي الله عنه - ، ولم يذكر له سماع من أبي موسى ، وهذا الأثر ضعفه محقق كتاب فضائل الصحابة ، وقد أورده شيخ الإسلام - كما تقدم - بصيغة التمريض (روي).

          الوجه الثاني : أن القصة لو ثبتت لم يكن فيها الاستعانة التي يقوم بها من يزعم ذلك من التحضير في الغرف المظلمة ، والتمتمات ، والحركات المستغربة ، إذ هي لا تزيد على مخطابة مصروع فيما لا يترتب عليه أدنى عمل ، فهي كمن يسأل الجني المتلبس بالمصروع عن سبب دخوله ومتى دخل ونحو ذلك ، وسياق إيراد هذه القصة من قبل شيخ الإسلام يدل على هذا المعنى ، فإنه استشهد بها على سؤال الجن من غير تصديق لهم ، ولم يستشهد بها على الاستعانة. فإن قيل : فالاستعانة كالسؤال ، فإذا جاز السؤال جازت الاستعانة ، فيقال : إذا كان كذلك فيستعان إذاً حتى بالكفار !! لأن كثيراً من المتلبسين بالإنس إنما هم كفار ، هذا من وجه .. ومن وجه آخر فإن السؤال الذي تسأله الجني المتلبس بالمصروع ليس سؤال استعانة ، وإنما هو كالتحقيق مع المجرم ، ولذا لا ينبغي سؤال عن العائن في العين ، وعن السحر أين هو ؟ ومن سحره ؟ .. إلخ
          إلا على وجه التحقيق والاستدراج له ، وليس على وجه الاستعانة ، وكم كذب الشياطين في ذلك كثيراً ، ولبسوا ، وخلطوا ، وزرعوا الشحناء والبغضاء.

          ويقول د. اليحيى في هذا فإني أكبر فقه شيخنا ابن باز - رحمه الله - ، وبُعد نظره حين سُئل عما يفعله البعض مما يُسمى بالتخييل ، وهو أن يقول مخاطباً الجني : اخرج على صورة العائن ، أو على خيال العائن ، ثم يسأل الشخص : ماذا ورد في خاطرك ؟ فيذكر أسماء أناس يعتبرهم (الراقي) هم من أصاب هذا الشخص بالعين.

          فلما سُئل الشيخ عن ذلك قال بكل بداهة وبساطة مع الفقه وقوة البصيرة : لا يصدقهم ، هم يكذبون (يعني الجن) يقولون : عانه (أي أصابه بالعين) أبوه ، أخوه ، فلان ، فلانة ، هم يكذبون ، يريدون أن يوقعوا الشحناء والبغضاء.

          الوجه الثالث : أن القصة لو أخذنا منها جواز الاستعانة للزم من ذلك جواز مطلق الاستعانة من غير فرق بين جن مسلمين أو كافرين ، وذلك لأن قرين تلك المرأة لم يُذكر أنه مسلم بل الأظهر أنه كافر ، وإذا قيل بمطلق الاستعانة فهذا هو السحر بعينه والشعوذة أو قرينهما.

          الوجه الرابع : أن هذه القصة - على فرض صحتها - هي بعد ذلك كله حادثة واحدة قد يصح فيها ما يطلقه بعض العلماء فيما هو أصح منها وأوضح أنها حادثة عين لا عموم لها ، فكيف يؤخذ بها ويطرح ما ذكرنا من الوجوه التي يكفي بعضها في الدلالة على المنع. والله أعلى وأعلم .

          انتهى بحث ا
          لشيخ فهد اليحيى

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #35
            حكم من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة

            الجمعة 21 ذو الحجة 1421 - 17-3-2001

            رقم الفتوى: 7529



            السؤال
            ماحكم من يتعامل مع شخص يتعامل مع الجن في الخير فقط في علاج بعض الأمراض وفك السحر.ولايستخدم الجن إلا في عمل الخير وعرف عن هذا الشخص التقوى والورع . وهل هناك أشخاص يتمتعون بكرامات من الله عز وجل . وهل يكون تسخير الجن للشخص مسخرين في عمل الخير له كرامة من عند الله سبحانه . أفيدونا جزاكم الله خيرا بأسرع وقت ممكن .

            الإجابــة
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏

            فلا يجوز الاستعانة بالجن ولو في أمور يظهر أنها من أعمال الخير، لأن الاستعانة بهم ‏تؤدي إلى مفاسد كثيرة، ولأنهم من الأمور الغيبية التي يصعب على الإنسان فيها الحكم ‏عليهم بالإسلام، أو الكفر، أو الصلاح، أو النفاق، لأن الحكم بذلك يكون بناء على ‏معرفة تامة بخلقهم ودينهم والتزامهم وتقواهم وهذا لا يمكن الاستيثاق منه لانعدام مقاييس ‏تحديد الصادقين والكاذبين منهم بالنسبة إلينا.‏
            ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا خلفائه الراشدين، ولا الصحابة ولا التابعين، ‏أنهم فعلوا ذلك، أو استعانوا بهم، أو لجؤوا إليهم في حاجاتهم.‏
            ومع انتشار الجهل في عصرنا وقلة العلم قد يقع الإنسان في الشعوذة والسحر، بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير، وقد يقع في مكرهم وخداعهم وهو لا يشعر، إلى ما في ‏ذلك من فتنة لعامة الناس، مما قد يجعلهم ينحرفون وراء السحرة والمشعوذين بحجة ‏الاستعانة بالجن في أعمال الخير. وما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه من أن ‏استخدامهم في المباح والخير جائز كاستخدام
            الإنس في ذلك، فإنه في آخر كلامه ذكر أن ‏من لم يكن لديه علم تام بالشريعة قد يغتر بهم ويمكرون به.
            قال ابن مفلح في الآداب ‏الشرعية:" قال أحمد في رواية البرزاطي في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصرع بالرقى ‏والعزائم، أو يزعم أنه يخاطب الجن ويكلمهم، ومنهم من يخدمه. قال: ما أحب لأحد أن ‏يفعله، تركه أحب إلي"
            والكرامات جمع كرامة وهي الأمر الخارق للعادة، يظهره الله على يد عبد صالح، ومتبع ‏للسنة.
            والتصديق بكرامات أولياء الله الصالحين، وما يجريه الله تعالى على أيدهم من ‏خوارق العادات، من أصول أهل السنة والجماعة.‏
            وقد حصل من ذلك الشيء الكثير، فقد أثبت القرآن الكريم والسنة النبوية وقوع جملة ‏منها، ووردت الأخبار المأثورة عن كرامات الصحابة والتابعين، ثم من بعدهم.‏
            ومن أمثلة هذه الكرامات قصة أصحاب الكهف، وقصة مريم ووجود الرزق عندها في ‏محرابها دون أن يأتيها بشر، وهما مذكورتان في القرآن الكريم.‏
            وقصة أصحاب الغار الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فدعوا ربهم وتوسلوا إليه ‏بصالح أعمالهم، فانفرجت عنهم. والقصة في الصحيحين. وقصة عابد بني إسرائيل جريح ‏لما اتهم بالزنا فتكلم صبي رضيع ببراءته. وهي في صحيح البخاري.‏
            ووجود العنب عند خبيب بن عدي الأنصاري رضي الله عنه حين أسرته قريش، وليس ‏بمكة يومئذ عنب. وهي في البخاري. وغيرها من الكرامات.‏
            ولكن مما ينبغي التنبه له: أن المسلم الحق لا يحرص على الكرامة، وإنما يحرص على ‏الاستقامة. وأيضاً فإن صلاح الإنسان ليس مقروناً بظهور الخوارق له، لأنه قد تظهر ‏الخوارق لأهل الكفر والفجور من باب الاستدراج، مثل ما يحدث للدجال من خوارق ‏عظام.‏
            فالكرامة ليست دليل على الاستقامة، وإنما التزام الشخص بكتاب الله وسنة رسوله هو ‏الدليل على استقامته.‏
            وأما من يدعي تسخير الجن له من باب الكرامة فليست دعواه صحيحة، لأن الكرامة لا ‏تأتي للإنسان يريدها، وإنما هي تفضل من الله على أوليائه، قد يطلبونها فتحصل، وقد ‏يطلبونها فتتخلف، وعلينا أن ننظر إلى حال الشخص للحكم عليه لا إلى كراماته.‏
            والله أعلم.‏



            حكم من يدعي أن تسخير الجن له من باب الكرامة أسلام ويب - مركز الفتوى

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #36
              حكم استخراج الكنوز بواسطة الجن

              سؤال:
              هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها، ويجعلهم يخرجون له كنوزًا مدفونة في أرض القرية منذ زمن بعيد، فما حكم هذا العمل؟


              الجواب:
              هذا العمل ليس بجائز؛ فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب، والشرك أمره خطير، قال الله -تعالى- إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال، فالواجب مقاطعة هؤلاء، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم، وأن يُحَذِّر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق، ويقولون القول تخرُّصًا، ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس، ويقولون:
              نحن قلنا، وصار كذا، ونحن قلنا، وصار كذا، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء.

              وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر، وأقول لهم: احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله -عز وجل- وأخذ أموال الناس بالباطل، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير، وعليكم أن تتوبوا إلى الله -تعالى- من هذا العمل، وأن تصححوا أعمالكم وتطيبوا أموالكم، والله الموفق .

              فتوى سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية _ رحمه الله.

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #37
                حكم استخراج الكنز بوسائل المشعوذين

                الجمعة 18 ذو القعدة 1429 - 17-11-2008

                رقم الفتوى: 114881



                السؤال
                كثر في بلادنا الحديث عن استخراج الكنوز والكل بطريقته الخاصة ولكن دائما يستعملون البخور و الكلام غير المفهوم رغم استعمال قراءة القرآن ويدعون ذلك.
                أرجو منكم أن أعرف الطريقة الشرعية لذلك و هل تحدثت السنة النبوية والقرآن بذلك حتى أقنع عائلتي بأن في طريقة استخراج الكنز شركا و كيف تكون حلالا و الطريقة لذلك.
                وشكرا.



                الإجابــة

                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
                فإن استخراج الكنوز عن طريق الوسائل التي يستعملها المشعوذون والدجالون محرم شرعا لما فيه من استعانة هؤلاء بالجان وكذبهم على الناس وأكلهم أموالهم بالباطل، وكون المشعوذ يقرأ القرآن ثم يتمتم بألفاظ أخرى أو يتكلم بكلام غير مفهوم محرم شرعا، بل إنه شرك، فقد قال الشيخ حافظ أحمد حكمي في معارج القبول: أما الرقى التي ليست بعربية الألفاظ ولا مفهومة المعاني فليست من الله في شيء، بل هي وسواس من الشيطان أوحاها إلى أوليائه وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: إن الرقى والتمائم والتولة شرك. وذلك لأن المتكلم به لا يدري أهو من أسماء الله أو من أسماء الملائكة أو من أسماء الشياطين، ولا يدري هل فيه كفر أو إيمان، أو فيه نفع أو ضر أو رقية أو سحر.. اهـ.
                ولا نعلم نصا في القرآن أو السنة في طريقة استخراج الكنز، ولكنها لو عثرتم فعلا على الكنز وكان هناك جان يحرسونه فيمكنكم طردهم بتلاوة القرآن وقراءة الأذكار والتعاويذ المأثورة، وراجع الفتاوى التالية أرقامها للاطلاع على المزيد فيما ذكرنا: 35002، 5701، 13774، 61850، 25243، 71038 ، 75132.
                والله أعلم.





                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #38

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خيراً على هذا المنتدى المبارك وعلى ما تقدمونه من خيرٍ للمسلمين أرجوا من فضيلتكم أن تجيبوني متفضلين غير مأمورين عن سؤالي:

                  1- هل يجوز الإستعانة بالجن المسلم لإستخراج الكنوز الفرعونية ( يقول أنه مخاوي جن وظاهرالرجل الصلاح) ؟
                  2- هل يجوز الإستعانة بالدجالين لتحديد مكان الكنز واستخراجه؟
                  3- واذا تم استخراج هذا الكنز بواسطة الدجال , فما حكم كل من :
                  * المستعين بالدجال ,
                  * الكنز الذي تم استخراجه بهذه الطريقة ,
                  * والمشاركون في استخراج الكنز مع عدم رضاهم عن الإستعانة بالدجال؟
                  4- إذا تم الإتفاق مع هيئة معينة على شراء هذا الكنز وهو تحت الأرض قبل أن نراه, فهل هذا يجوز؟
                  5- إذا كان الكنز عبارة عن زئبق أحمر + تماثيل ذهبية (كما يقول الدجال ) فما حكم بيع تلك الأشياء وهل هذا الثمن يكون حلالا أم حراماً ؟
                  6- إذا كان هذا المال حلالاً فهل فيه زكاة ؟ وما مقدارها ؟
                  7- اذا كان هذا الكنز تم استخراجه عن طريق الدجال من قبل أبي , فما هو موقف الأبناء من هذا المال ؟

                  أرجو من فضيلتكم التفصيل في الرد قدر الإمكان لاني مقدم على هذا العمل في خلال أيام ولا أحب أن أقع في أي شبهة.
                  جواب السؤال الاول :
                  خالد بن عبد الله المصلح
                  الإجابة:
                  أولاً: أما طلب المعونة من الجن ففيه خلاف بين أهل العلم والأحوط للعبد أن يتجنب ذلك، لأن هذا الفعل محدث، فإن السلف رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم لم ينقل عنهم أنهم استخدموا هذا الطريق ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تمر عليه أحلك الظروف وأصعب المواقف في أحد والأحزاب وغيرها ومع ذلك لم يعلق قلبه إلا بالله ولم يستعمل من الأسباب إلا ما كان في مقدور البشر. وقد استدل بعض أهل العلم على منع التعامل معهم بقوله تعالى { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} الشعراء .
                  وبقوله تعالى{
                  وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ
                  } ( 128) الأنعام ، وبقوله { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا ً} الجن . ثم إن الغالب في الجن أنهم لا يخدمون الإنس إلا إذا تقربوا إليهم بأنواع من القربات المحرمة: كأن يذبح لهم ، أو يكتب كلام الله تعالى بالنجاسات وغير ذلك.
                  ثانياً: لا أعلم طريقة بها يمكن تمييز صالح الجن من غيرهم لكن من المعلوم أن الحكم في هذه الدنيا على الجن والإنس إنما هو على الظاهر وأما البواطن فعلمها إلى الله إلا أنه يعكر على إعمال هذا الأصل في الجن كثرة الكذب والفساد فيهم.



                  المفتي:- صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
                  -لا يستعان بالجان وإن كان يقول‏:‏- إنه مسلم فإنه،
                  يقول‏:‏- إنه مسلم وهو ( كذاب من أجل أن يتدجّل على الإنس ) فيغلق هذا الباب من أصله‏.‏
                  ولا يجوز الاستعانة بالجن، لأن هذا يفتح باب الشر، والاستعانة بالغائب لا تجوز سواء كان جنيًّا أو غير جني سواء كان مسلمًا أو غير مسلم .

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #39
                    رقـم الفتوى : 54837
                    عنوان الفتوى : الزئبق الأحمر حقيقة أم خيال وحكم التجارة فيه مع الجن والسحرة
                    تاريخ الفتوى : 10 رمضان 1425 / 24-10-2004
                    السؤال

                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    جزاكم الله كل خير على كل ما تبذلونه لخدمة الإسلام والمسلمين، سؤالي هو بارك الله فيكم ونفع بعلمكم: هل يجوز بيع الزئبق الأحمر على الجن عن طريق وسيط يتحدث معهم وهذا الوسيط من السحرة، علما أنه لا يطلب سوى نسبة من المبلغ الذي ينزله الجن من أجل شراء ذلك الزئبق، فما رأي الشرع في هذه الكيفية؟ وجزاكم الله خيراً.

                    الفتوى

                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


                    فإن الزئبق الأحمر من أكثر العناصر المثيرة للجدل، فبينما يؤكد البعض على وجوده ويؤكد البعض الآخر أنه لا وجود له، وحتى الآن لم يتم التأكد من وجوده حقيقة.

                    يقول الدكتور محمد توفيق أستاذ تكنولوجيا الإشعاع والخبير بهيئة الطاقة الذرية بمصر: إن الزئبق عنصر معدني فضي اللون عندما يتأكسد يتحول إلى أكسيد الزئبق ذواللون الأحمر وسعره لا يتجاوز ثلاثين دولاراً.

                    أما الزئبق الأحمر الذي تصل أسعاره إلى ملايين الدولارات فهو مجرد وهم بين أوساط المشعوذين. انتهى باختصار.

                    وأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً قالت فيه: إن الزئبق الأحمر خدعة ولا يوجد دليل على وجوده. انتهى.

                    وكذلك أكد الدكتور علي السكري الخبير بهيئة الطاقة النووية حيث يقول: كيميائياً وعلمياً لا يوجد شيء اسمه الزئبق الأحمر. انتهى.

                    وقد تم ضبط بعض العبوات في مصر مكتوباً عليها أنها تحتوي على زئبق أحمر لكل التحليل أثبت أنها مجرد سائل عادي، وعلى فرض وجود هذا الزئبق الأحمر، وأن فيه منافع مباحة فلا مانع من بيعه وشرائه، هذا هو الأصل، ولكن جهلنا بحقيقته وبحقيقة ما يقصد من منافعه وغموض التعامل مع الجن والسحرة بيعاً وشراء وسمسرة يجعلنا لا نستطيع الجزم بالحكم على التعامل فيه، والذي ننصحك به هو الابتعاد عنه حتى يتبين حكم الله تعالى فيه.

                    والله أعلم.


                    المفتـــي: مركز الفتوى
                    الزئبق الأحمر حقيقة أم خيال وحكم التجارة فيه مع الجن والسحرة - إسلام ويب - مركز الفتوى

                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #40

                      رقـم الفتوى : 65551
                      عنوان الفتوى: حكم التعامل مع الجن
                      تاريخ الفتوى : 2005-08-04 / 4-8-2005



                      ماهي الحكمة وراء النهي عن التعامل مع الجن. فهم خلق الله كباقي المخلوقات ولا يلزم بالضرورة أن يكون التعامل قائما على السحر والعياذ بالله، فلماذا الجن بالذات حرام وفيهم المؤمنون الذين يتبعون الرسول صلى الله عليه وسلم . وإن كان ذلك لتجنب المفسدة ففي كل أمور الدنيا مفاسد إن نحن أسأنا استعمالها ومع ذلك معظمها مباح ما لم يكن هناك ضرر في حين أن التعامل مع الجن حرام مطلقا. وكيف نفسر استعمال سيدنا سليمان عليه السلام للجن . وما قلت هذا إلا رغبة في أن توضحوا لي الأمور وأنا في ذات نفسي لأرجو من الله أن لا يجمعني بالجن في مكان.



                      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
                      فالتعامل مع الجن ليس محرما على الإطلاق، بل هو مباح في المباحات، ومحرم في المحرمات. وقد ذكر شيخ الإسلامابن تيمية في دقائق التفسير تفصيلا جيدا في استخدام الإنس للجن، وقال إنه على ثلاثة أقسام: الأول: ما يكون محرما، وذلك كالاستعانة بهم في المحرمات، من الشرك والفواحش والقول على الله بلا علم. الثاني: ما يكون مباحا، وذلك كمن يستخدمهم في أمور مباحة، كإحضار ماله، أو دلالته على ماليس له مالك معصوم، أو دفع من يؤذيه، ونحو ذلك من الأمور المباحة. الثالثة: أن يستعملهم في طاعة الله ورسوله فيأمرهم بما أمر الله به ورسوله، كما يأمر الإنس وينهاهم، وهذه حال نبينا صلى الله عليه وسلم، وحال من اتبعه واقتدى به من أمته وهم أفضل الخلق. ولك أن تراجع في تفصيل هذا الموضوع فتوانا رقم: 5701. ونبي الله سليمان عليه السلام كانت الجن قد سخرت له، ولكن الله منعها من أن تزيغ أو يحصل منها فساد، قال تعالى: وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ {الانبياء: 82}. قال أهل التفسير أي من أن يزيغوا عن أمره، أو يبدلوا أو يغيروا، أو يوجد منهم فساد في ما هم مسخرون فيه، وقال تعالى: وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {سـبأ: 12}. وقال تعالى: وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَاد {صّ:38}... إلى غير ذلك من الآيات الدالة على منعهم من الشر، وأنهم كانوا مسخرين له في الخير فقط.
                      والله أعلم.

                      حكم التعامل مع الجن - واحة رمضان - إسلام ويب

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #41

                        حُكم التَّعامُل مع الجِن


                        السـؤال ما حكم التعامل مع الجن ؟

                        الجواب أقول التعامل مع الجن ضلالة عصرية لم نكن نسمع من قبل .

                        قبل هذا الزمان تعامل الإنس مع الجن .ذلك أمر طبيعى ّ جدا أن لا يمكن تعامل الإنس مع الجن لاختلاف الطبيعتين قال عليه الصلاة والسلام تأكيدا لِما جاء فى القران { وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }الرحمن15 . وزيادة على ما فى القران قال عليه الصلاة والسلام خُلقت الملائكة من نور وخُلق الجان من نار وخُلق أدم مما وُصِف لكم ..فإذا البشر خُلقوا من طين والجان خُلقوا من نار فنعتقد أن من يقول بإمكان التعامل مع الجن مع هذا التفاوت فى أصل الخِلقة مثله عندى كمثل من قد يقول . وما سمعنا بعد من يقول . ماذا ..( تعامل الإنس مع الملائكة ) .

                        هل يمكن أن نقول بأن الإنس بإمكانهم أن يتعاملوا مع الملائكة ؟ . الجواب . لا . لماذا ؟. نفس الجواب...خُلقت الملائكة من نور وخُلق أدم مما وُصِفَ لكُم أى من تُراب . فهذا الذى خُلِق من تراب لا يمكنه أن يتعامل مع الذى خُلق من نور .

                        كذلك أنا أقول لا يمكن للإنسى أن يتعامل مع الجنى بمعنى التعامل الذى معروف بيننا نحن البشر . نعم يمكن أنه يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسى والجنى كما أنه يمكن أن يكون هناك نوع من التعامل بين الإنسى والملائكة أيضا . لكن هذا نادر نادر جدا جدا ولا يمكن ذلك مع الندرة إلا إذا شاء المَلَكُ وشاء الجانُّ.

                        أما أن يشاء الإنسُ أن يتعامل معاملة ما مع مَلَك ما . فهذا مستحيلٌ .وأما أن يشاء الإنس أن يتعامل مع الجن رغم أنف الجنِّ هذا مستحيل لأن هذا كان معجزة لسليمان عليه الصلاة والسلام ولذلك جاء فى الحديث الصحيح فى البخارى أو مسلم أو فى كليهما معا - أنَّ النبى صلى الله عليه وأله وسلم قام يصلى يوما بالناس إماما وإذا بهم يرونه كأنه يهجم على شىء ويقبض عليه ولما سلَّم قالوا له يارسول الله رأيناك فعلت كذا وكذا. فقال نعم. إن الشيطان هَجَم علىَّ أو قال عليه الصلاة والسلام هذا المعنى وفى يده شُعلة من نار يُريد أن يقطع علىَّ صلاتى فاخذت بعُنِقه حتى وجدت برد لُعابه فى يدى ولولا دعوة أخى سليمان عليه السلام ربِّ هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى . لربطهُ بساريةٍ من سوارى المسجد حتى يُصبح أطفال المسلمين يلعبون به - لكنه عليه الصلاة والسلام تذكر دُعاء أخيه سليمان عليه السلام ربِّ هبْ لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى . لولا هذه الدعوة كان رسول الله لطعه لكنه لم يفعل لأنه أطلق سبيله بغرض أنه أراد أن يقطع عليه صلاته .

                        فالان مايُشاع فى هذا الزمان من تخاطب الإنس مع الجن أو الإنسى المتخصص فى هذه المهنه زعم أن يتخاطب مع الجنى وأن يتفاوض معه وأن يسأله عن داء هذا المُصاب أو هذا المريض وعن علاجه . هذا إلى حدود معينه يمكن ولكن يمكن واقعيا ولا يمكن شرعا . لأن ليس ما هو ممكن واقعاً يمكن أو يجوز شرعاً .

                        يمكن للمسلم أن ينال رزقه بالحرام كما ابتلى المسلمين اليوم بالتعامل بالربا المعاملات كثيرة وكثيرة جدا . لكن . هذا لا يمكن شرعا . هذا لا يجوز فما كل ما يجوز واقعا يجوز شرعا .

                        لذلك نحن ننصح الذين ابتلوا بإرقاء المصروعين من الإنس بالجن أن لا يحيدوا أوأن لا يزيدوا على تلاوة القران على هذا المصروع أو ذاك . فى سبيل تخليص هذا الإنسى الصريع من ذاك الجنى الصريع . صريع إسم مفعول وإسم فاعل . ففى هذه الحدود فقط يجوز وما سوى ذلك فيه تنبيه لنا فى القران الكريم على أنَّه لا يجوز بشهادة الجن الذين ءامنوا بالله ورسوله وقالوا كما حكى ربنا عز وجل فى قرانه { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6 . وكانت الإستعاذة على أنواع . الان ما فى حاجة للتعرض لها . المهم أنَّ الإستعانة بالجن سبب من الأسباب لإضلال الإنس . لأن الجنى ما يخدم الإنسى لوجه الله وإنما ليتمكن منه لقضاء وطره منه بطريقة أو بأخرى .

                        لقد كُنَّا فى زمان مضى أُبتلينا بضلالة لم تكن معروفة من قبل وهى ضلالة التنويم المغناطيسى فكانوا يضللون الناس بشىء سموه بالتنويم المغناطيسى يُسلِّطون بصر شخص معين على شخص عنده إستعداد لينام ثم يتكلم زعَم بأمور غيبية ومضى على هذه الضلالة ماشاء الله عز وجل من السنين تقديرا . ثم حلَّ محلها ضلالة جديدة وهى إستحضار الأرواح ولا نزال إلى الان نسمع شيئا عنها ولكن ليس كما كنا نسمع من قبل ذلك لأنه حل محل الان الإتصال بالجنى مباشرة لكن من طائفة معينين وهم الذين دخلوا فى باب الإتصال بالجنى باسم الدين وهذا أخطر من ذى قبل . التنويم المغناطيسى لم يكن باسم الدين وإنما كان باسم العلم . إستحضار الأرواح لم يكن باسم الدين إنما كان باسم العلم أيضا أما الان فبعض المسلمين وقعوا فى ضلالة الإستعانة بالجن باسم الدين . إن الرسول عليه السلام ثبت عنه أنه قرأ بعض الأيات على بعض الناس الذين كانوا يُصرعون من الجن فشفاهم الله . هذا صحيح . لكن هؤلاء بدئوا من هذه النقطة ثم وسعوا الدائرة إلى الكلام .. هل أنت مسلم ؟ لا ما أنِى بمسلم . شو دينك ؟ نصرانى ؟ يهودى ؟ بوذى ؟ وبعدين بيتكلموا معه – أسلِم تسلَم – كذا . يقول أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. ! أمنوا الإنس بكلام الجنى !! . وهؤلاء لا يرونه ولا يَحِسُّون به إطلاقا .

                        نحن بنعيش اليوم سنين طويلة نتعامل مع بنى جِنسنا إنس مع إنس سنين . بعد كل هذه السنين بتفاجىء إن معك إن هذا والله كان غاش لك . كيف بدك تتعامل مع رجل من الجن لا تعرف حقيقته هو بيقول لك أسلمت أو بيقول لك سلفا أنا مؤمن ، أنا ترى فى خدمتك،شو بدك منى ، أنا حاضر . هذا نسمعه كثيرا . سبحان الله !!

                        من هنا يدخل الضلال على المسلمين كما يقال – وما معظم النار إلا من مُستصغَر الشرر – بدأنا مهنة نتعاطاها فى إستخراج الجن من الإنس وتوسعنا فيها حتى صارالدافع على خلق أخيرا جاء هذا السؤال هل يمكن التعامل مع الجن ؟ الجواب . لا يمكن . . إلا بما ذكرتُ أنفا من التفصيل والنصيحة كما قُلت أنفا أنه لا يجوز لمسلم أن يزيد على الرُّقية فى مُعالجة الإنسى الذى صرعه الجنى يقرأ عليه ماشاء من كتاب الله ومن أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وكفى .

                        أما الزيادة على ذلك بعضهم يستعمل أشياء عجيبة جدا . هذا كله توهيم على الناس ومحاولة الإنفراد بهذه المهنة عن كُلِّ الناس لأنه لو بقيت القضية على تلاوة أيات كل واحد يمكنه أن يقرأ بعض الايات وإذا بالجنى يخرج .. لا .. بِدِّنا بقى نحيطها بشىء من التمويه والسرية زعموا حتى تكون مخصصة فى طائفة دون طائفة .
                        أُذكِّر بقوله تعالى { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن6

                        نسأل الله عز وجل أن يحفظنا عن أن يصرِفَنا إلى الإستعانة بالجنِّ

                        فتوى مفرغة من فتوى صوتية للعلامة المحدث : أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألبانى ( رحمه الله تعالى )

                        حكم التعامل مع الجن

                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #42
                          وقال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ :

                          والاستعانة بالجن الأصل فيها المنع ، وقد أجاز بعض العلماء أنه إذا عرض الجني أحيانا وهذه نادرة للمسلم في إبداء إعانة له فإن له أن يفعل ذلك وهذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا صحابته ، وقد أدت الاستعانة بمن زعموا أنهم من مسلمين الجن من قبل بعض الراقين إلى فتن وشحناء ومشكلات بين الناس فيقول الراقي إن الجن يقول إن الحاسد أو العائن هو الزوجة الثانية أو السحر من قبل أهل الزوجة أو من فلان من الأقرباء وهكذا، مما يؤدي إلى القطيعة والشحناء والشرور.. وهنا أمر نلفت إليه وهو أن عدالة الجن لا تعلم حتى لو كان قرينا للإنسان وهل الجن فيما يخبر به عدل أو غير عدل ، ولهذا ذكر علماء الحديث في كتب المصطلح أن رواية مسلمي الجن ضعيفة لأن الرواية في صحتها موقوفة على معرفة العدالة والثقة في الراوي وهذا لا سبيل للوصول إليه بالنسبة للجن فكيف يقبل من يقولون بأنهم مسلمي الجن إما فلان مسحور على يد فلان أو أنه محسود بعين فلان .



                          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                          (مجلة الدعوة - صفحة 23 - باختصار - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ).

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #43
                            حكم الاستعانة بالجن المسلمين

                            السؤال:
                            يوجد أناس يدعون أنهم يعالجون الناس من الأمراض الروحية والكشف عليها من سحر ومس وعين ويستعينون في ذلك على زعمهم بجن مسلمين وهم يدعون أنهم لا يفعلون شركيات في تحضيرهم بل تعاون على الخير ويحتجون بكلام شيخ الإسلام ابن تيمية ويقولون: هذه مسألة خلافية بين علماء المسلمين ولكلٍ رأيه وحرية اختياره بين الفتاوي.
                            ما هو حكم هذا الاستخدام للجن وهل تعتبر مسألة خلافية كما يزعمون بالرغم أنهم لم يستطيعوا أن ينالوا فتوى واحدة تدعمهم إلا كلام شيخ الإسلام وهو كلام مقطوع كجزء من كلام له سابق ولاحق وليس بصيغة سؤال وجواب كما تعلمون حتى نطمئن إليه وعلى حسب علمنا القاصر أن الشيخ رحمه الله كان يعالج المصروعين ولم ينقل عنه حالة واحدة تبين أنه استعان بهم بل كان منهجه واضحاً ويتبع فيه ما هو معروف من هدي نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام؟
                            وكيف يكون الجواب على من قال: إنه لايوجد دليل في الكتاب والسنة يمنع استخدامهم؟
                            وهل هناك آلية يمكن أن يطمئن إليها القلب لمعرفة الجن وتمييز الصالح من الطالح لما علم عنهم من كثرة الكذب ؟


                            الاجابة

                            أولاً: أما طلب المعونة من الجن ففيه خلاف بين أهل العلم والأحوط للعبد أن يتجنب ذلك، لأن هذا الفعل محدث، فإن السلف رحمهم الله من الصحابة ومن بعدهم لم ينقل عنهم أنهم استخدموا هذا الطريق ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها فهذا النبي صلى الله عليه وسلم تمر عليه أحلك الظروف وأصعب المواقف في أحد والأحزاب وغيرها ومع ذلك لم يعلق قلبه إلا بالله ولم يستعمل من الأسباب إلا ما كان في مقدور البشر. وقد استدل بعض أهل العلم على منع التعامل معهم بقوله تعالى {
                            هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} الشعراء .
                            وبقوله تعالى{
                            وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} ( 128) الأنعام ، وبقوله { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقا ً} الجن . ثم إن الغالب في الجن أنهم لا يخدمون الإنس إلا إذا تقربوا إليهم بأنواع من القربات المحرمة: كأن يذبح لهم ، أو يكتب كلام الله تعالى بالنجاسات وغير ذلك.

                            ثانياً: لا أعلم طريقة بها يمكن تمييز صالح الجن من غيرهم لكن من المعلوم أن الحكم في هذه الدنيا على الجن والإنس إنما هو على الظاهر وأما البواطن فعلمها إلى الله إلا أنه يعكر على إعمال هذا الأصل في الجن كثرة الكذب والفساد فيهم.

                            المفتي خالد بن عبد الله المصلح

                            حكم الاستعانة بالجن المسلمين - موسوعة الفتاوى

                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #44
                              الرد على من نسب لشيخ الإسلام القول بجواز الاستعانة بالجن

                              حكم الاستعانة بالجن والتحذير من كل ما يمس جانب التوحيد

                              والرد على من نسب لشيخ الإسلام القول بجواز الاستعانة بالجن


                              الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم أما بعد :
                              فإن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من أجل عبادته كما قال تعالى في كتابه العزيز " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
                              والمقصود بالعبادة هنا أن نوحد الله بالعبادة . وتوحيد الله بالعبادة هو معنى قولنا لا إله إلا الله ، قال الله تعالى " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم "
                              والعروة الوثقى هي شهادة أن لا إله إلا الله . والذي يجب أن يعتقده كل مكلف أن الله سبحانه وتعالى ما خلقنا إلا لتوحيده وما أرسل الرسل إلا من أجل توحيده وما أنزل القرآن إلا من أجل توحيده لذلك قال العلماء القرآن كله توحيد .
                              وهذا المعنى الذي أشرنا إليه قد لفت النظر إليه كثير من العلماء . ومنهم مجدد دعوة التوحيد بحق الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فقد صدّر كتابه القيم " التوحيد الذي هو حق الله على العبيد " بهذه الآية وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . فإذا وحَّد العبد ربَه لم يبق عليه إلا الاستغفار كما قال تعالى " فأعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك " قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( مجموع الفتاوى 1/56) " فلا يزول فقر العبد وفاقته إلا بالتوحيد فإنه لابد له منه وإذا لم يحصل له لم يزل فقيراً محتاجاً معذباً في طلب مالم يحصل له والله تعالى لا يغفر أن يشرك به وإذا حصل مع التوحيد الإستغفار حصل له غناه وسعادته وزال عنه ما يعذبه ولا حول ولا قوة إلا بالله "
                              فأمْر التوحيد أمر عظيم ، لذلك نجد إن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم كلها دعوة إلى التوحيد فهي في أولها دعوة إلى التوحيد وفي اثنائها دعوة إلى التوحيد وفي آخرها دعوة إلى التوحيد ، فكما في الصحيحين :" عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ *

                              وكما في صحيح البخاري :
                              عن ابْنَ عَبَّاسٍ قال لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى نَحْوِ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى فَإِذَا عَرَفُوا ذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا صَلَّوْا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فَقِيرِهِمْ فَإِذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ * والحديث أصله عند مسلم
                              وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم حريصا على تعميق معاني التوحيد في نفوسهم منكرً كل ما يمس جانب التوحيد .

                              ففي مسند الإمام أحمد :
                              2430 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الْأَجْلَحِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ جَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلًا بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ * وهو في الأدب المفرد للبخاري (وانظر الصحيحة 137 ، 138)
                              ولأهمية الدعوة إلى التوحيد نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ختم دعوته بالتذكير بأمر التوحيد محذراً مما ينافيه من اتخاذ القبور مساجد كما حدث ذلك في مرض موته ففي صحيح البخاري :
                              1244 حَدَّثَنَا عُبَيْدُاللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ هِلَالٍ هُوَ الْوَزَّانُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسْجِدًا قَالَتْ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَبْرَزُوا قَبْرَهُ غَيْرَ أَنِّي أَخْشَى أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا *
                              وقد بلغنا أن هنالك أناساً من الذين تفرغوا للمعالجة من مس الجن وما إلى ذلك ، قد بلغ بهم الأمر إلى استخدام الجن في بعض أغراضهم الخاصة وسؤالهم عن أمور تخفى على السائل و يستعينون بهم في معالجة مرضى آخرين مصابين بالعين أو السحر أو المس .
                              فنقول مستعينين بالله تعالى ، رغم أن عملهم هذا في أصله - وهو التفرغ للمعالجة من مس الجن – لا شاهد له من عمل السلف الصالح ، فإن ما تلبس به من محذورات شرعية يوجب على دعاة التوحيد إنكاره والتحذير منه
                              ورحم الله الإمام البربهاري فقد قال " و احذر صغار المحدثات من الأمور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيراً وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت ديناً يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به أصحاب رسول الله أو أحد من العلماء فان وجدت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختار عليه شيئاً فتسقط في النار .ا.هـ
                              والآن قد حان وقت الشروع في بيان ما نحن بصدد التحذير منه :


                              أولاً ) حكم سؤال الجن وتصديقهم فيما يقولون :
                              لا يجوز سؤال الجن أو سؤال من يستعين بالجن من السحرة والكهنة والعرافين عن أمر غيبي ومن ثم تصديقهم فيما يخبرون به ، لأن هذا يقدح في توحيد الأسماء والصفات لأنه لا يعلم الغيب إلا الله ومن فعل ذلك فقد كفر وخرج من الملة كما حكم بذلك من لا ينطق عن الهوى فقد جاء في مسند الإمام أحمد :
                              عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ *
                              وقد سئل شيخنا العلامة الإمام عبد العزيز بن باز حفظه الله عن هذا الكفر فقال هو كفر مخرج من الملة . (انظر شرح كتاب التوحيد " أشرطة ")
                              قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/62) " وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام "

                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق


                              • #45

                                ثانياً ) حكم سؤال الجن ولو لم يصدقهم السائل لغرض الاختبار أو غيره :

                                لا يجوز سؤال الجن أو سؤال من يستعين بالجن من السحرة والكهنة والعرافين ولو لم يتحقق التصديق لهم لأن ذلك ذريعة إلى الشرك وقد حرص الشرع على سد أبواب الشرك والتحذير من كل ما يمس جانب التوحيد و باب سد الذرائع من الأبواب التي أقرها الشارع وعمل به العلماء كما قال تعالى { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون } (الأنعام108)
                                وقد جاء في صحيح مسلم :
                                عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً *
                                وقد جاء في بعض المصادر زيادة فصدقه في هذا الحديث وهو خطأ قد نبه عليه صاحب كتاب تيسير الغزيز الحميد الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحم الله الجميع (انظرص406)
                                وقد ذكر الشارع حكمين لمن أتى كاهناً فسأله فدل ذلك على أن الأمر متعلق بالتصديق أو عدمه فإذا حصل التصديق كان ذلك كفراً وإذا لم يحصل التصديق كان ذلك محرماً وهو ذنب دون الكفر والله أعلم .

                                وبذلك يظهر لك أن الأثر المنقول عن أبي موسى رضي الله عنه لا حجة فيه على فرض صحته وهو أمر مستبعد فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله " وروي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه أبطأ عليه خبر عمر رضي الله عنه وكان هناك امرأة لها قرين من الجن فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة "

                                وعلى كل حال فليس في الأثر إخبار عن الغيب بل عن أمر واقع فهو يقول ترك عمر يسم إبل الصدقة وهذا ظاهر وأما إن كان السؤال لمصلحة دينية ولم يكن يعلم السائل أن المسئول من الكهنة أو العارفين فيجوز بهذا القيد ، لأن النهي جاء في إتيان الكهنة والعارفين وسؤالهم مهما كان القصد .

                                قال شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى 19/62) " وأما إن كان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهذا جائز كما ثبت في الصحيحين :
                                سأل ابن صياد فقال ما يأتيك قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ما ترى قال : أرى عرشاً على الماء قال : إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ الدُّخُّ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فإنما أنت من إخوان الكهان " أ.هـ


                                قلت والحديث فيه ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم أنه كاهن بل كان يغلب على ظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الدجال ففي صحيح البخاري :
                                5707 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ أَنَّ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ثُمَّ قَالَ لِابْنِ صَيَّادٍ مَاذَا تَرَى قَالَ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا قَالَ هُوَ الدُّخُّ قَالَ اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ قَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ يَكُنْ هُوَ لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ قَالَ سَالِمٌ فَسَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ أَيْ صَافِ وَهُوَ اسْمُهُ هَذَا مُحَمَّدٌ فَتَنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ قَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُاللَّهِ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ *



                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X