إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ارسطوطاليس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    العلوم العملية - الوجود الأخلاقي والسياسي

    تبتغي العلوم العملية تحقيق سعادة الإِنسان بصفته فرداً, وعضواً في المجتمع. فهي تنقسم, إِذن, إِلى علم الأخلاق, وإِلى علم السياسة.

    علم الأخلاق


    يعتقد أرسطو أن الأخلاق, بصفتها علماً عملياً, علم تجريبي يستند إِلى الاستقراء والخبرة والملاحظة والأخذ بآراء الشيوخ والعقلاء وأصحاب الفضل. بيد أنها ليست علماً تجريبياً بحتاً, وإِنّما تتصل كذلك بصلات عميقة بعلم النفس والميتافيزيقة. ولذا يُلحظ أن أرسطو يمزج دوماً الملاحظات بالتحليلات النفسية وبالاستدلالات الفلسفية.

    تتصف الأخلاق الأرسطية بأنها أخلاق سعادة, لا أخلاق واجب, على العكس تماماً ممّا عليه الأخلاق المحدثة, ولاسيما ابتداءً من كَنت. فالإِنسان, في الأخلاق الأرسطية, ينزع بطبيعته إِلى امتلاك الخير الأسمى والسعادة القصوى, على طريق الفضيلة. وهذه النزعة الطبيعية الغريزية تظهر, بوضوح, في ميول الإِنسان وسلوكه.

    يقصد أرسطو بالخير الأسمى,الذي يضمن للإِنسان امتلاك السعادة القصوى, الخير الكامل الذي يُطلب ويُحب من أجل ذاته, لا كوسيلة لبلوغ خير أسمى منه, كاللذة والجاه وحب التسلط والمال وغيرها. والذين يعتقدون أنهم يحققون خيرهم الأسمى وسعادتهم القصوى بالحصول على هذه الخيرات, التي هي خيرات ناقصة زائلة, ومولّدة, في أغلب الأحيان, للألم والحرمان, لا يدركون معنى الخير الأسمى والسعادة القصوى. والخير الأسمى, الذي قصده أرسطو, ليس منال الخير بالذات, الذي تكلّم عليه أفلاطون وجعل منه مبدأ الموجودات وغايتها القصوى, وإِنّما الخير الذي يجب أن يكون في المتناول ويمكن تحقيقه بالحياة الفاضلة وبممارسة الأفعال الإِنسانية الحقة. فلكل موجود فضيلته الخاصة التي هي, في نظر أرسطو, مفهوم وجودي قبل أن يكون مفهوماً خلقياً, كما له ماهيته الخاصة التي ينزع إِلى تحقيقها. فنقطة انطلاق علم الأخلاق هي, إِذن, معرفة طبيعتنا الإِنسانية.


    حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

    تعليق


    • #32
      وإِذ نُظر إِلى الإِنسان, المتميّز من غيره من الكائنان الحية بنفسه العاقلة, من خلال قوته الغاذية, لوُجد أن أعماله خارجة عن دائرة العقل والإِرادة وعلم الأخلاق. وإِذ نُظر إِليه,من خلال قوته الحاسة, لوُجد أنه مركبٌ من نفس وجسد وقابلٌ للشهوات والانفعالات الخاضعة لنطاقي العقل والإِرادة خضوع المادة للصورة. أمّا إِذ نُظر إِليه, من خلال قوته العاقلة, ظهر عنصراً إِلهياً قادراً على الاتحاد بما هو إِلهي بالتأمل. ولذا يميّز أرسطو بين نوعين من علم الأخلاق: علم الأخلاق الذي يبحث في الإِنسان بصفته مركباً من نفس وجسد, أي في فضيلته وخيره وسعادته, وعلم الأخلاق الذي يبحث فيه بصفته عقلاً محضاً, أي في فضائله العقلية الصرفة.وبممارسة الفضائل الخلقية يحقق الإِنسان خيره وسعادته. ولكن ما الفضيلة الخلقية, وما شروطها؟

      يعرّف أرسطو الفضيلة الخلقية بأنها استعداد ما, بإِزاء الانفعالات, ناشئ من نمو قوة بالمران. والفضيلة الخلقية, بحسب هذا التعريف, ليست انفعالاً من انفعالات النفس, كالفرح والخوف والحسد والغضب, لأن الانفعال, من حيث هو كذلك, خارج عن نطاق العقل والإِرادة والمدح والذم. وليست هي قوة من قوى النفس القابلة لهذه الانفعالات, لأن هذه القوى فطرية غير قابلة للتغيير. فالفضيلة, إِذن, تقوم جوهرياً بموقف العقل والإِرادة من هذه الانفعالات وهذه القوى, وبالسيطرة عليها وتوجيهها نحو الخير.

      ولما كانت الفضيلة الخلقية من الفضائل العملية, كفضيلة العدالة والشجاعة, التي لا تكتسب إِلاّ بالممارسة, لذا فإِنها «مملَكة خلقية يكون المرء بحسبها صالحاً, ويقوم بما عليه على أحسن وجه». فبقدر ما يوجه الإِنسان عقله وإِرادته إِلى اكتساب الفضيلة, بقدر ما تصبح فيه الفضيلة ملَكة راسخة شبيهة بالطبيعة. ويتوسع أرسطو في دراسة أثر العقل والإِرادة في الفضائل حتى تنتهي به هذه الدراسة المعمّقة إِلى تعريف الفضيلة بأنها اختيار الوسط العدل بين إِفراط وتفريط كلاهما رذيلة.

      وهذا الوسط ليس وسطاً رياضياً يمكن تحديده وقياسه, بل هو وسط بالإِضافة إِلى الفاعل, متغيّر تبعاً للأفراد والأحوال. فالوسط الحقيقي مثلاً, بين الحد الأقصى والحد الأدنى, لما يستطيع الإِنسان أن يتناوله من غذاء, يزيد على حاجة المبتدئ بالرياضة, ويقل عن حاجة المصارع. فالفضيلة وسط إِذا قيست بالرذائل التي تقابلها, غير أنها حدّ أقصى للفعل الإِنساني الكامل. وهذا ما يجعل معرفة الحد الوسط شيئاً عسيراً ودقيقاً. الشجاعة حدٌ وسط بين التهور والجبن, والكرم بين التبذير والتقتير. وهكذا فإِن الفضائل معلقة دوماً بين رذيلتين.


      حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

      تعليق


      • #33
        وإِذا كانت الفضيلة إِرادية, فالرذيلة إِرادية, لأنّه إِذا كان الفعل متعلقاً بالمرء, كان الترك متعلقاً به كذلك.والإِنسان ربّ أفعاله صالحة وطالحة, وإِذا ما حقق فضيلته الوجودية بممارسة فضائله وجد لذّته الحقة وسعادته الإِنسانية الحقة. أمّا اللذة فهي, في نظر أرسطو, لا حسنة ولا رديئة بذاتها, بل تستمد قيمتها من قيمة الفعل الذي تصدر عنه, كما أنّ قيمة الفعل مستمدة من قيمة القوة التي يصدر عنها, ومن نوع ممارسته هذه القوة. وهكذا فإِن الفضيلة, مع أنها تولّد اللذة الحقيقية, لا تهدف إِلى اللذة, فالذي يحيا حياة الفضيلة يجد اللذة الحقيقية, من دون أن يبحث عن اللذة التي تصحب ممارسة الفضيلة. وأمّا الذي يطلب اللذة خارج الفضيلة ولأجل اللذة, فإِنه لا يجد غير لذات عابرة وكاذبة وهدامة. وصفوة القول إِن اللذة هي, كما يقول أرسطو, الثمرة الطبيعية للفضيلة, تُضاف إِليها كالنضارة إِلى الشباب.

        وبما أن الإِنسان يحقق كماله الإِنساني على طريق الفضيلة, فإِنه لا يجد فيها فقط لذته الحقة, وإِنما أيضاً سعادته الدائمة. ومع أن الوسائل المختلفة من طبيعية ونفسية واجتماعية, والخيرات الخارجية من غنى وجاه وصحة وجمال وقوة, شروط تكمل السعادة الإِنسانية, إِذا ما استخدمت وسائلَ وشروطاً لتحقيق الفضيلة, فإِن الفضيلة الحقة لا تفقد سعادتها إِذا ما فقدت هذه الوسائل والشروط الخارجية, بل تجد سعادتها في ذاتها الداخلية, هكذا يجد الفيلسوف سعادته في ذاته الداخلية, لأنه يرى في ذاته ذاتاً إِلهية, ويتنعم برؤية هذه الذات, كما يتنعم الله برؤية ذاته. فالفيلسوف,إِذن, أسعد الناس.
        حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

        تعليق


        • #34
          السياسة أو العلم المدني


          وهو, بصفته علماً عملياً, امتداد لعلم الأخلاق وإِكمال له؛ ولهذا فإِنه, وإِن اختلفت وسائله وتعددت إِلى حدّ ما, لا يختلف عنه لا في الأسلوب, ولا في الغاية. فغاية العلمين بلوغ الخير الأسمى والسعادة القصوى بتحقيق الفضيلة. ومع أن أرسطو لا ينكر الدور الذي تحتله الحاجات المادية في تكوين المجتمع, فإِنه لا يوافق أفلاطون على أن يجعل من كفاية هذه الحاجات غاية المجتمع, وإِنّما وسيلة لاكتساب الفضيلة.

          ويبدأ أرسطو نظريته في السياسة بأن يبيّن أن الوحدة الرئيسة هي الأسرة, وليست الفرد, فيقول: إِن الإِنسان بطبعه حيوان سياسي, أي أنه مدني أو اجتماعي بالطبع.

          وذلك لأنّ الإِنسان لا يمكن أن يُتصور وحده منعزلاً مطلقاً, ولهذا فلا بدّ أن يوجد في جماعة. ويلاحظ أن في الأسرة علاقات ثلاثاً رئيسة: الأولى بين الزوج والزوجة؛ والثانية بين الآباء والأبناء؛ والثالثة بين العبيد والسادة.

          أما في النوع الأول, فإِنّ بين المرأة والرجل علاقات صداقة وعدالة, إِنّ للمرأة حق الاستشارة وحق التقرير, فيما يخص سياسة الأسرة الداخلية, لأن الطبيعة أعطتها حق العناية بالبيت والأولاد. وأمّا فيما يخص الشؤون الخارجية, فإِنها من مهام الرجل وحده.

          وفيما يتعلق بالنوع الثاني, فإِن الوالد ملتزم نحو أولاده بما يلتزم نحو ذاته, من محبة, وعناية خلقية وبدنية ومادية. ولذا يجب أن تكون تربية الأولاد في الأسرة, ولكن تحت إِشراف الدولة. ويلتزم الأولاد نحو والدهم بالمحبة والاحترام والطاعة.

          أما في النوع الثالث, فيرى أرسطو أن الرق مكروه, إِلاّ أنّه نظام طبيعي لا مفر منه, في تدبير شؤون المجتمع الاقتصادية ولاسيما شؤون المنزل. ومع أنّه يقرّ أن الطبيعة هي التي جعلت بعض الناس عبيداً وبعضهم الآخر سادة, فإِن العبودية التي تنجم عن الغلبة في الحرب عرضية. فقد يتفق أن يكون المغلوب أفضل من الغالب, وعندئذ يبيت السيد الطبيعي عبداً بالعرض, أو العكس. فيلزم عن ذلك,إِذن, أن العبودية من طبيعة الأشياء, إِلاّ أنّ من العبيد من لم يخلق للعبودية ومن السادة من لم يخلق للسيادة, فكان كلاهما عبداً وسيداًَ بالاتفاق.

          وإِذا كانت الأسرة لا تكفي نفسها, فيما يتصل بحاجاتها اليومية, فإِنها تكوّن مع غيرها من الأسر «القرية». وإِذا تعددت حاجات القرية, فاحتاجت إِلى غيرها من القرى, تكونت من ذلك دولة. هذه الدولة, التي تربط بين أسرها وقراها وحدة الأصل واللغة والمدينة, تبتغي ضمان حاجات المواطنين الأحرار, ليكونوا فضلاء وسعداء. ولكنها تحتاج لإِدراك هذه الغاية المنشودة إِلى سلطة, أو حكومة. وشكل هذه الحكومة, من ناحية الكمية, إِمّا أن يكون حكم الفرد, وإِمّا حكم الأقلية, وإِمّا حكم الجمهور. وكل شكل من هذه الأشكال الثلاثة يقسم, من ناحية القيمة, إِلى شكلين: صالح وفاسد. وهكذا تكون أشكال الحكم على ستة أنواع: ثلاثة فاسدة, هي, الحكم الاستبدادي والحكم الاليغاركي والحكم الديمقراطي, وثلاثة صالحة, هي, الملكية والأرستقراطية والحكم الدستوري.
          حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

          تعليق


          • #35
            وبعد أن يحدّد أرسطو الأشكال الفاسدة للحكم. ويحلّل الأشكال الصالحة تحليلاً فلسفياً وتاريخياً واجتماعياً تاركاً لكل شعب اختيار الشكل الملائم المرتبط ارتباطاً طبيعياً بعقله وأخلاقه وتاريخه وتطوره ومشاكله, يؤكد أن حكم الفرد (الملكية) أفضل الأحكام الثلاثة, إِذا أمكن وجود هذا الفرد الكامل, على الرغم من استحالة وجوده. ويلح أرسطو, كما ألحّ أفلاطون من قبله, على أن السلطة تفسد الأخلاق, فيتحول الفرد إِلى طاغية, فيدوس القانون ويستعبد الشعب.

            ويعتقد أرسطو أن الدولة أو المدينة الفاضلة هي المدينة التي تتحقق فيها بعض الشروط الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية, وهذه الشروط, هي:

            ـ ينبغي ألاّ تكون ضخمة, حتى لا يستحيل حكمها, أو صغيرة, لكي تكفي ذاتها بذاتها.

            ـ ينبغي أن تكون متوسطة الاتساع, لكي تكتفي بحاجاتها المادية.

            ـ ينبغي أن تكون محصنة ومنيعة, لتتمكن من الدفاع عن ذاتها.

            ـ ينبغي أن تكون مبنية في مكان متوسط بين البحر والبر, لتكون المواصلات سهلة وسريعة.

            ـ ينبغي أن يكون الشعب كاملاً, جامعاً بين صفات سكان المناطق الحارة وسكان المناطق الباردة, أي بين سكان آسيا وسكان أوربة. وهذا ما ينطبق بوضوح على سكان اليونان, ولاسيما على سكان أثينة.

            ـ ينبغي تربية الشعب تربية تهدف إِلى تنمية القوى البدنية والعاطفية والعقلية, كل واحدة بحسب ترتيبها القيمي: تربية الجسد لأجل النفس, والقسم الأدنى من النفس لأجل القسم الأعلى منها, أي لأجل العقل. والواقع أن التربية هي الوسيلة الفعالة والكبرى لتحقيق المدينة الفاضلة.

            وإِذا كان أفلاطون قد عدَّ الفرد خلية حقيقية في كائن عضوي هو الدولة, لا حياة له تبعاً لهذا إِلاّ في الدولة, فإِن أرسطو, بعكس معلمه, أعطى الفرد استقلالاً وشيئاً من الحرية, ليحقق أغراضه الخاصة, بإِزاء الدولة. ولهذا فإِنّ أرسطو أخذ على معلمه إِنكاره للحياة الزوجية وللملكية الفردية, فهو يرى أنّ في الحرمان, من هذين الأمرين, عدم تحقيق لقيمتين رئيستين من الناحية الأخلاقية, هما: التهذيب الجنسي, ثمّ التفوق الاجتماعي. ولذا فإِنه يقول إِن الملكية الفردية يجب أن تكون موجودة وإِنَّ الزواج بصفته صلة بين فردين من جنسين مختلفين, أمر ضروري.
            حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

            تعليق


            • #36

              العلوم الإِنتاجية - الوجود الفني

              موضوع العلوم الإِنتاجية صنع الأشياء المفيدة والجميلة. ولقد ألّف أرسطو كتاباً في الخطابة وكتاباً في الشعر.

              الخطابة:

              يهدف علم الخطابة, قبل كل شيء, إِلى الإِقناع.فهو أقرب إِلى علم الجدل منه إِلى علم الفلسفة. ويقوم علم الخطابة على تكوين سلسلة من الأقيسة المحتملة الإِضمارية المقنعة.

              أمّا الخطيب, فعليه اتباع الأمور الثلاثة التالية:

              ـ إِجادة الحجج المقنعة المنبثقة عن المبادئ الإِنسانية: مبدأ المنفعة العامة في الخطابة السياسية, ومبدأ العدالة في الخطابة العدلية, ومبدأ الجمال الخلقي في الخطابة الأخلاقية.

              ـ ولما كانت البراهين وحدها لا تكفي لتولّد الإِقناع والصدق, لذا يجب على الخطيب أن يدعمها بصدقه وإِخلاصه وشخصيته الجميلة, وبمعرفته العميقة للنفس الإِنسانية.ولذا يخصص أرسطو عدة فصول من المقالة الثانية لدرس عواطف النفس وانفعالاتها, (الغضب والوداعة, البغض والحب, الخوف والشجاعة, نكران الجميل ومعرفته, الحسد والغيرة, وغيرها), ولدرس نفسية الشاب والكهل والشيخ.

              ـ ويجب على الخطيب أن يهتمّ اهتماماً كبيراً بتقسيم الخطاب وبالجملة الخطابية وبالتعابير والألفاظ.
              حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

              تعليق


              • #37

                الشعر

                الشعر, في نظر أرسطو ومعلمه, تقليد. بيد أن أرسطو تعمق في دراسة طبيعة هذا التقليد, وخلص إِلى القول إِن الشعر تقليد حرّ؛ وذلك لأنّ الشعر يستطيع أن يصوّر الأشياء أجمل أو أقبح ممّا هي عليه في الواقع, إِلى حدّ ما, ولأنّه يصوّرها تصويراً عقلياً رصيناً, وقريباً من التصوير الفلسفي. وهذا التقليد الشعري الموسيقي تمتد أصوله البعيدة إِلى الغريزة, ويتكون بالممارسة, ويبلغ كماله بالمعرفة الفنيّة. والمأساة, الناجمة عن تطور الشعر,تمثّل في نظر أرسطو, الفن الشعري السامي. فمفهومه للمأساة قريب جداً من مفهوم راسين. ومع أنّ كثيرين يعتقدون أنّ قوانين الوحدة (وحدة الزمان والمكان والعمل) من جوهر المأساة وينسبونها إِلى أرسطو, فإِنّه في الواقع, لا يتكلّم قطعياً عن وحدة المكان, ولا يتكلّم إِلاّ عرضاً عن وحدة الزمان, في صدد كلامه على الفرق بين المأساة والملحمة. غير أنه يلحّ كثيراً على وحدة العمل, لأنها, في نظره, عنصر جوهري في المأساة. وأرسطو لا يقول بالفن لأجل الفن. فالفن عنده وسيلة لتطهير النفس, وبينه وبين علم الأخلاق صلة متينة.
                حياة الإنسان كتاب . لكن قلائل هم الذين يعرفون قراءة اكثر من صفحة منه !

                تعليق


                • #38
                  بارك الله فيك اخي صقر الحمد على هذا المجهود الرائع
                  ليس كل ما يلمع ذهبا

                  لا تصدق كل ماتسمع ولا نصف ما ترى

                  ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
                  وياتيك بالاخبار من لم تزود

                  لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

                  تعليق


                  • #39
                    مجهود رائع تشكر عليه اخي صقر
                    تحياتي

                    تعليق


                    • #40
                      بحث شامل
                      شكرا على الطرح الأكثر من رائع
                      لاثراء الموضوع

                      شرح الفارابى لكتاب ارسطوطاليس فى العبارة

                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #41
                        جزاك الله خيرا اخي صقر
                        ان الله علم ما كان ومايكون وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان سيكون

                        تعليق

                        يعمل...
                        X