إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأباطرة الرومان

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    المشاركة الأصلية بواسطة samado مشاهدة المشاركة
    عزيزي ماذا يعتبر (يوبا) من شمال افريقيا بالنسبة الى الامبراطورية روما؟
    وكذلك هل هؤلاء نفسهم اباطرة الامبراطورية البيزنطية؟



    اخى العزيز
    اهلا بك فى موضوعى الذى ازداد قيمة بمرورك

    بالنسبة الى الشق الاول من سؤالك عن الملك يوبا


    الملك يوبا

    الملك يوبا الأول ملك امازيغي ولد سنة 85 ق.م - قتل سنة 46 ق.م، هو ابن الملك هيمبسال الثاني، وحفيد الملك القائد يوغرطة. ولد يوبا الأول بمدينة بونة (مدينة عنابة حاليا بـالجزائر). كان حلمه ان يوحد شمال أفريقيا كما فعل جده الملك ماسينيسا
    وقد ورث يوبا حكم أبيه هيمبسال الثاني، فحافظ على سياسته وطريقة إدارته وتسيير الحكم وتدبيره حتى مقتله سنة 46 ق.م.



    عملة عليها صورة الملك يوبا الأول


    ويعتبر يوبا الأول في تاريخ الممالك الأمازيغية آخر ملك نوميدي مستقل، وبعده اصبحت نوميديا مقاطعة مستعمرة تابعة مباشرة للحكومة الرومانية.

    اما بالنسبة الى الشق الثانى من السؤال فأن التمييز بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية حديث إلى حد كبير، فليس من الممكن تحديد تاريخ الفصل بينهما، ولكن النقطة المهمة كانت نقل الإمبراطور قسطنطين الأول العاصمة في 324 من نيقوميديا ​​(في الأناضول) إلى بيزنطة على البوسفور والتي أصبح اسمها القسطنطينية

    قسمت الإمبراطورية الرومانية في 395 م بعد وفاة الإمبراطور
    ثيودوسيوس الأول ، ويعتبر هذا التاريخ بداية الإمبراطورية البيزنطية (أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وفصلها تمامًا عن الغربية.

    يبدأ الانتقال إلى التاريخ البيزنطي الخاص أخيرًا في عهد الإمبراطور
    هرقل (حكم 610-641)، حيث أسس هرقل على نحو فعال دولة جديدة وتغيير اللغة الرسمية للإمبراطورية من اللاتينية إلى اليونانية
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-11-07, 07:04 PM.

    تعليق


    • #32
      المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة
      الامبراطور الواحد والعشرون


      الامبراطور ايل جبل

      ايل جبل Elagabalus (حوالي 203م - 11 آذار222م) أو ماركوس أورليوس أنطونيوس هو إمبراطور روماني من أسرة سيفيروس، وحكم من 218م إلى م222 واسمه عند الولادة كان فاريوس افيتوس باسينوس. هو سوري من ناحية والدته جوليا سوميا وقد قضى شبابه ككاهن اعظم لإله الشمس الحمصيايل جبل وأبيه روماني هو سكتوس فاريوس مارسيليوس. وقد دعي باسم ايل جبل بعد فترة طويلة من وفاته.



      بعد مقتل الامبراطور كركلا استلم ماركينوس الحكم، ولكن بفضل جدته جوليا ميزا وبدعم من الغرقة الثالثة المرابطة قرب مصياف تم تنصيب ايل جبل على العرش وله من العمر اربعة عشر عاما بعد هزيمة ماركينوس في معركة انطاكية 18 حزيران عام 218م.
      خلال حكمه أظهر ايل جبل أمورا اعتبرت بمثابة الاهانة للتقاليد الدينية والجنسية الرومانية، فقد تزوج خمس مرات واستبدل عبادة الاله جوبيتر باله الشمس واجبر العديد من القادة الرومان بعبادته.





      في عام 222م تم اغتياله مع والدته واستبداله بابن خالته الكسندر سيفيروس.






      شكرا عزيزي
      ممكن تجاوبني عن سؤالي حول (يوبا) الافريقي ؟

      تعليق


      • #33
        المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة


        الأباطرة الرومان

        هذه هي قائمة الأباطرة الرومان فى الأمبراطورية الرومانية
        علما أن يوليوس قيصر لا يظهر في القائمة.
        يوليوس قيصر كان يمكن اعتباره أول
        إمبراطور روماني.

        1. أغسطس [30ق.م-14م]
        2. تيبريوس [14-37م]
        3. كاليغولا [37-41م]
        4. كلوديوس [41-54م]
        5. نيرون [54-68م]
        6. جالبا
        7. أتونو
        8. فيتليوس
        9. فسبسيان [69-79]
        10. تيتوس (79—81)
        11. دوميتيان [81-96م]
        12. نيرفا (96-98)
        13. تراجان [98-117م]
        14. هادريان [117-138 م]
        15. انطونيوس بيوس [138-161 م]
        16. ماركوس أوريليوس [161-180 م]
        17. كومودوس [176-192 م]
        18. برتيناكس [192-193 م]
        19. سيبتيموس سيفيروس [[[193]]-211 م]
        20. كاراكلا (211-217 م)
        21. ماكرينوس [217-118 م]
        22. إيلاغابال [218-222 م]
        23. ألكسندر سيفيروس [222-235 م]
        24. ماكسيمين [235-238 م]
        25. جورديان الأول [238 م]
        26. جورديان الثاني [238 م]
        27. جورديان الثالث [238-244 م]
        28. فيليب الأول [244-249 م]
        29. ديكيوس [249-251 م]
        30. جاليانوس [251-253 م]
        31. كلوديوس الثاني [268-270 م]
        32. أوريليان [270-275 م]
        33. كاروس [282-284 م]
        34. دقلديانوس [284-305 م] مكسيميانوس286-305
        35. مكسيميانوس [305-313 م]
        36. ليكينيوس [313-323 م]
        37. قسطنطين الأول [307-337 م] أول الأباطرة البيزنطيين اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانيةللإمبراطورية البيزنطية
        38. قسطنطين الثاني [337-361م]
        39. جوليان [361-363 م]
        40. جوفيان [363-364 م]
        41. فالنز [364-378 م]
        42. ثيودوسيوس الأول [379-395 م]
        43. أركاديوس [395-408 م]
        44. ثيودوسيوس الثاني [408-450 م]
        45. مرقيانوس [450-457 م]
        46. ليو الأول [457-474 م]
        47. ليو الثاني [474-474 م]
        48. زينون [474-491 م]
        49. أناستاسيوس الأول [491-518 م]
        50. جستن الأول [518-527 م]
        51. جستنيان الأول [527-565 م]
        52. جستن الثاني [565-578 م]
        53. تيباريوس الثاني [578-582 م]
        54. ماوريكيوس[582-602 م]
        55. فوكاس [602-610 م]
        56. هرقل [610-641 م]
        57. هرقل الثاني [641-641 م]
        58. هرقليوس [641-641 م]


        وسنوالى باذن الله التعريف باهم الاباطرة واكثرهم تأثيرا فى التاريخ
        ا لسلام عليكم* مرحبا عزيزي ممكن تعطيني فكرة عن الاباطرة الذين اشتهرو بما يسمى بالمثلية الجنسية في الامبراطورية..لانها كانت من بين مواضيع الدراسة في الامبراطورية الرومانية بالذات...اذا امكنك ذلك**)) تحياتي

        تعليق


        • #34
          ممكن ان تعطيني لمحة حول الاباطرة الذين كان لهم اصدرا للعملة خصوصا في الفترة ما بين القرن الثالث والرابع وبداية الخامس ميلادي...جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #35


            الاخ العزيز

            السلام عليكم
            بالنسبة لسؤالك الاول فقد سبق الاجابة علية فى مشاركة سابقة
            اخى العزيز
            اهلا بك فى موضوعى الذى ازداد قيمة بمرورك

            بالنسبة الى الشق الاول من سؤالك عن الملك يوبا


            الملك يوبا

            الملك يوبا الأول ملك امازيغي ولد سنة 85 ق.م - قتل سنة 46 ق.م، هو ابن الملك هيمبسال الثاني، وحفيد الملك القائد يوغرطة. ولد يوبا الأول بمدينة بونة (مدينة عنابة حاليا بـالجزائر). كان حلمه ان يوحد شمال أفريقيا كما فعل جده الملك ماسينيسا
            وقد ورث يوبا حكم أبيه هيمبسال الثاني، فحافظ على سياسته وطريقة إدارته وتسيير الحكم وتدبيره حتى مقتله سنة 46 ق.م.



            عملة عليها صورة الملك يوبا الأول

            ويعتبر يوبا الأول في تاريخ الممالك الأمازيغية آخر ملك نوميدي مستقل، وبعده اصبحت نوميديا مقاطعة مستعمرة تابعة مباشرة للحكومة الرومانية.

            اما بالنسبة الى الشق الثانى من السؤال فأن التمييز بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية البيزنطية حديث إلى حد كبير، فليس من الممكن تحديد تاريخ الفصل بينهما، ولكن النقطة المهمة كانت نقل الإمبراطور قسطنطين الأول العاصمة في 324 من نيقوميديا ​​(في الأناضول) إلى بيزنطة على البوسفور والتي أصبح اسمها القسطنطينية

            قسمت الإمبراطورية الرومانية في 395 م بعد وفاة الإمبراطور
            ثيودوسيوس الأول ، ويعتبر هذا التاريخ بداية الإمبراطورية البيزنطية (أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية) وفصلها تمامًا عن الغربية.

            يبدأ الانتقال إلى التاريخ البيزنطي الخاص أخيرًا في عهد الإمبراطور
            هرقل (حكم 610-641)، حيث أسس هرقل على نحو فعال دولة جديدة وتغيير اللغة الرسمية للإمبراطورية من اللاتينية إلى اليونانية
            اخى

            لمعرفة الاباطرة الشاذين اللذين تبحث عنهم ستجدهم فى سياق تاريخ حياتهم المعروض بالمشاركات

            وكذلك من اصدر منهم عملات ستجد صورا لها مع بيان فئاتها ومن اصدرها

            شكرا لمرورك الكريم

            تعليق


            • #36
              السلام عليكم
              شكرا على اهتمامك عزيزي واجابتك
              انا بصدد دراسة النقود الرومانية للفترةالقرن 4م؟، واريد الاحاطة بكل الاباطرة لذلك اردت مواصفاتهم منها سؤالي عن المثلين منهم.
              كما ان الدراسة للمسكوكات بداية من قسطنطين1 الاول.هذا لللاشارة.
              الموضوع مميز ورائع شكرا لك.

              تعليق


              • #37
                المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة


                الأباطرة الرومان

                هذه هي قائمة الأباطرة الرومان فى الأمبراطورية الرومانية
                علما أن يوليوس قيصر لا يظهر في القائمة.
                يوليوس قيصر كان يمكن اعتباره أول
                إمبراطور روماني.

                1. أغسطس [30ق.م-14م]
                2. تيبريوس [14-37م]
                3. كاليغولا [37-41م]
                4. كلوديوس [41-54م]
                5. نيرون [54-68م]
                6. جالبا
                7. أتونو
                8. فيتليوس
                9. فسبسيان [69-79]
                10. تيتوس (79—81)
                11. دوميتيان [81-96م]
                12. نيرفا (96-98)
                13. تراجان [98-117م]
                14. هادريان [117-138 م]
                15. انطونيوس بيوس [138-161 م]
                16. ماركوس أوريليوس [161-180 م]
                17. كومودوس [176-192 م]
                18. برتيناكس [192-193 م]
                19. سيبتيموس سيفيروس [[[193]]-211 م]
                20. كاراكلا (211-217 م)
                21. ماكرينوس [217-118 م]
                22. إيلاغابال [218-222 م]
                23. ألكسندر سيفيروس [222-235 م]
                24. ماكسيمين [235-238 م]
                25. جورديان الأول [238 م]
                26. جورديان الثاني [238 م]
                27. جورديان الثالث [238-244 م]
                28. فيليب الأول [244-249 م]
                29. ديكيوس [249-251 م]
                30. جاليانوس [251-253 م]
                31. كلوديوس الثاني [268-270 م]
                32. أوريليان [270-275 م]
                33. كاروس [282-284 م]
                34. دقلديانوس [284-305 م] مكسيميانوس286-305
                35. مكسيميانوس [305-313 م]
                36. ليكينيوس [313-323 م]
                37. قسطنطين الأول [307-337 م] أول الأباطرة البيزنطيين اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانيةللإمبراطورية البيزنطية
                38. قسطنطين الثاني [337-361م]
                39. جوليان [361-363 م]
                40. جوفيان [363-364 م]
                41. فالنز [364-378 م]
                42. ثيودوسيوس الأول [379-395 م]
                43. أركاديوس [395-408 م]
                44. ثيودوسيوس الثاني [408-450 م]
                45. مرقيانوس [450-457 م]
                46. ليو الأول [457-474 م]
                47. ليو الثاني [474-474 م]
                48. زينون [474-491 م]
                49. أناستاسيوس الأول [491-518 م]
                50. جستن الأول [518-527 م]
                51. جستنيان الأول [527-565 م]
                52. جستن الثاني [565-578 م]
                53. تيباريوس الثاني [578-582 م]
                54. ماوريكيوس[582-602 م]
                55. فوكاس [602-610 م]
                56. هرقل [610-641 م]
                57. هرقل الثاني [641-641 م]
                58. هرقليوس [641-641 م]


                وسنوالى باذن الله التعريف باهم الاباطرة واكثرهم تأثيرا فى التاريخ
                مرحبا شكرا على المعلومات القيمة لكن في سياق البحث انت تعرف انه يجب ان يذكر مصدر المعلومات اذا امكن ذلك للامانة العلمية؟كتب او مجلات او موسوعات))

                تعليق


                • #38
                  الامبراطور جالينوس 260 – 268 م

                  تولى العرش "تريبونيانوس جاللوس" أو " تريبونيانوس جاليوس " وحكم في الفترة ما بين 251-253م. وتعرف فترة الحكم التالية بفترة حكم "الطغاة" ولايعرف عنه اي شيء اخر


                  كلوديوس الثاني [268-270 م]

                  أوريليان [270-275 م]

                  كاروس [282-284 م]

                  لم يسجل لهم اي شيء


                  الامبراطور دقلديانوس

                  (بالإنجليزية: Diocletian) إمبراطور روماني حكم في الفترة من 20 نوفمبر 284 حتى 1 مايو 305.

                  ولد عام 245 م في مدينة سالونا بولاية دالماشيا باقليم ايلليريا المطل على البحر الادرياتى غرب كرواتيا ، و كان ابواه فقيرين, انضم إلى طبقة الفرسان ووصل إلى رتبة دوق (اى قائد الفرسان ) في ولاية ميسيا ، ثم أصبح قائد قوات الحرس الامبراطورى الخاص و هى من الوظائف الخطيرة، و تجلت كفاءته العسكرية في حرب فارس. بعد موت الامبراطور نوريانوس ( 283 – 284 م ) اعترف به بانه اجدر شخص بعرش الامبراطورية.

                  كان اسم دقلديانوس الحقيقى (ديوقليز ) و قد اختار اسم دقلديانوس بعد ان اعتلى العرش و اتخذ دقلديانوس لنفسه تاجا (عصابة عريضة مرصعة بالآلئ ) و اثوابا من الحرير و الذهب ، و احذية مرصعة بالحجارة الكريمة . و ابتعد عن اعين الناس في قصره ، و حتى على زائره ان يمروا بين صفين من الخصيان و الحجاب و امناء القصر ذوى الالقاب و الرتب ، و ان يركعوا و يقبلوا اطراف ثيابه.

                  وكان عصر " دقلديانوس" نقطة تحول في التاريخ القديم من عصر الامبراطورية الرومانية إلى العصرالبيزنطي عندما أعتلى "' دقلديانوس "' عرش الأمبراطورية الرومانية في سنة 284 ميلادية حاول إدخال بعض الأصلاحات بإدماج ولايات وتقسيم ولايات أخرى و كان مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب.

                  حرص دقلديانوس معظم سنوات حكمه على اتباع سياسة تسامح دينى مع المسيحيين ، ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين في اواخر حكمه ، فاصدر دقلديانوس اربعة مراسيم فيما بين سنتى 302-305 م تحث على اضهاد المسيحيين ، و قد شهدت هذه المراسيم حرق الاناجيل و الكتب الدينية و منع المسيحيين من التجمع و تحريم القيام باى صلوات أو طقوس دينية ، و قتل كل الرجال و النساء و الأولاد الذين يرفضون تقديم القرابين للالة الوثنية .

                  أصدر في مارس عام 303م منشورين متلاحقين بسجن رؤساء الكنائس وتعذيبهم بقصد إجبارهم علي ترك الإيمان .

                  كان وقع الاضطهاد شديدا على الاقباط في مصر لدرجة انهم اتخذوا من سنة 284 م و هو تاريخ تولية دقلديانوس الحكم بداية للتقويم القبطى

                  في أول مايو سنة 305 م تنازل دقليديانوس عن العرش هو ومكسيميان ، أى بعد سنتين من تاريخ إصدار أول اوامره .

                  تربي قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده .عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا علي بعد ميل واحد من روما ، وباد هذا الطاغية هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312م



                  الإمبراطور مكسيميانوس هرموليوس
                  (مكسيميان)


                  شريك دقلديانوس في حكم الغرب (286-305) إمبراطور الأمبراطورية الرومانية [305-313 م] أصدر دقلديانوس في مارس عام 303م منشورين متلاحقين بسجن رؤساء الكنائس وتعذيبهم بقصد إجبارهم علي ترك الإيمان . وفي 30 ابريل من نفس العام أصدر مكسيميانوس منشورا وهو أسوأها ويقضي بإرغام جميع المسيحيين في المدن و القري في أنحاء الإمبراطورية بالتبخير والتضحية للآلهة.

                  في أول مايو سنة 305 م تنازل دقليديانوس عن العرش هو ومكسيميانوس ، أى بعد سنتين من تاريخ إصدار أول اوامره

                  بعد تنازل مكسيميانوس عن العرش أقنعه أبنه مكسينيوس بالخروج عن عزلته والعدول عن تنازله . في محاولة يائسة لمحو المسيحية وبعث الوثنية أصدر مكسيميانوس دازا منشورا في خريف عام 308 يقضي بسرعة إعادة بناء مذابح الأوثان وأن يقدم الجميع الرجال والنساء والأطفال الذبائح مع الالتزام بتذوق التقدمات وأن يقف الحراس أمام الحمامات ليدنسوا بالذبائح كل من يدخل للاغتسال ، وقد استمر العمل بهذا لمدة سنتين حتى أنه لم يكن أمام المسيحيين في ذلك الوقت إلا أن يموتوا شهداء أو يموتوا جوعا أو يجحدوا الإيمان

                  وفي سنة 311م أمر مكسيميانوس دازا بإقامة الهياكل في كل مدينة وعين كهنة للأصنام ومنحهم الامتيازات

                  بعد ذلك وفي سنة 313م شنق مكسيميانوس نفسه

                  تربي قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده .عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا علي بعد ميل واحد من روما ، وباد هذا الطاغية هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312م


                  ليكينيوس [313-323 م]
                  لا يعرف عنه شيء



                  أول الأباطرة البيزنطيين اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية وتحولها الى الإمبراطورية البيزنطية

                  الإمبراطور قسطنطين
                  الاول

                  قسطنطين الأول (27 فبراير 272 - 22 مايو 337) أو باسمه الكامل چايوس فلاڤيوس ڤاليريوس أورليوس كونستانتينوس (باللاتينية Gaius Flavius Valerius Aurelius Constantinus) هو إمبراطور روماني يعرف أيضا باسم قسطنطين العظيم.

                  لقد كان حكم قسطنطين نقطة تحول في تاريخ المسيحية. عام 313 أصدر مرسوم ميلانو الذي أعلن فيه إلغاء العقوبات المفروضة على من يعتنق المسيحية وبذلك أنهى فترة اضطهاد المسيحيين. كما قام بإعادة أملاك الكنيسة المصادرة.
                  يوجد خلاف بين الباحثين إذا ما كان قسطنطين قد اعتنق المسيحية في شبابه تحت تأثير أمه هيلانة أو إنه تبنى المسيحية تدريجياً خلال حياته. بالإضافة إلى ذلك كان قسطنطين قد دعى إلى عقد مجمع نيقية المعروف باسم المجمع المسكوني الأول عام 325. وهناك اعتقاد اخر بان قسطنطين استخدم المسيحية سياسيا نظرا لزيادة اعداد المسيحيين.[من صاحب هذا الرأي؟] وانه اعتمد بعد وفاته على فراش الموت.
                  عام 324 أعلم قراره بتحويل بيزنطة إلى روما الجديدة وقد قام عام 330 بإعلانها عاصمة رسمية للإمبراطورية الرومانية. وقد تم تغيير اسم المدينة إلى القسطنطينية - على اسمه - بعد موت قسطنطين عام 337. كانت القسطنطينية أول مدينة مسيحية في العالم ولم يسمح ببناء معابد وثنية بها, وقد بقيت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 1453 حين فتحها العثمانيون وتم تغيير اسمها إلى إسلام بول عام 1930.
                  في الواقع فإن نقل قسطنطين العاصمة من الغرب إلى الشرق يدل على بصيرته السياسية الحكيمة و نضوج فكره السياسي, حيث إنه أدرك أن اعترافه بالديانة المسيحية و سياسته الدينية لا يمكن أن تستطيع النجاح في روما حيث تكثر عبادة الآلهة الرومانية الوثنية، فجاءت فكرة نقل العاصمة إلى الشرق حيث يزداد عدد المسيحين و هي الفكرة التي نفذها فعلاً في عام 330م

                  ولد قسطنطين في نايسوس (حيث تقع اليوم نيس في صربيا) عام 272 أو 273. والده كان الجنرال الروماني قسطنطين كلوروس ووالدته كانت هيلانة.
                  الإمبراطور قسطنطين اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية إلى الإمبراطورية البيزنطية
                  تربى قسطنطين في بلاط دقلديانوس وهرب إلي بريطانيا وهناك نودي به إمبراطورا علي غاليا وأسبانيا وبريطانيا في عام 306م خلفا لوالده. عبر جبال الألب وانتصر علي منافسه مكسنتيوس بن مكسيميانوس شريك دقلديانوس في حكم الغرب عند قنطرة ملفيا على بعد ميل واحد من روما ، وباد هذا الطاغية هو وجيشه في مياه نهر التيبر في أكتوبر عام 312م



                  الامبراطور قسطنطين الثاني


                  إمبراطور الأمبراطورية الرومانية (337-340) امبراطور بلاد الغال وبريطانيا واسبانيا.
                  ابن قسطنطين الأول البكر



                  يتبع


                  التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-02-11, 02:52 AM.

                  تعليق


                  • #39
                    يوليان المرتد

                    يوليانوس (يوليان المرتد - يوليانوس الجاحد) (331– 363م) ( Julian ) إمبراطور الأمبراطورية الرومانية (361–363م) حاول يوليانوس المرتد أن يعيد احياء الوثنية في الإمبراطورية الروما نية في عام 361 لكنه فشل ، قبل أن تصبح المسيحية ديانا رسميا ووحيدة للإمبراطورية على يد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول (378- 395م ).



                    ولد يوليانوس في النصف الثاني من سنة 331 في ميسية على الدانوب. ابن يوليوس ابن قسطنديوس الأول كلوروس. وهو أخو غالوس لأبيه كما أن والده يوليوس أخا قسطنطين الأول لأبيه. ووالدة يوليانوس باسيلينة نسيبة يوسابيوس اسقف نيقوميذية المناضل في سبيل الآريوسية

                    في السادسة من عمره شهد مقتل والده وجميع أقرابائه. ونجا هو وأخوه غالوس باعجوبة. وعاشا مدة من الزمن مراقبين محصورين فشبَّ يوليانوس مضطرب العصب يكره قسطنطين الأول وذريته. وتولى أمره في هذه الفترة يوسابيوس اسقف نيقوميذية


                    جاء يوليانوس إلى عرش المملكة الرومانية عام 361، وهو من سلالة قسطنطين الملك المؤمن غير ان يوليانوس انكر المسيحية وساد في عصره الظلم والقسوة واضطهد المسيحيين وخاصة الرهبان

                    سمح يوليانوس للفرنكيين و هم من القبائل الجرمانية بعبور نهر الراين والاستقرار على حدود الإمبراطورية الرومانية ، وعندما بدأ الانحلال والتدهور في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي توغل الفرنكيين في أراضي الإمبراطورية ، واستعمروا الأجزاء الشمالية من غاليا و وصلوا إلى شمال مدينة باريس الرومانية، وكان من ملوكهم كلوديون الملتحي الذي انتصر على الجيوش الرومانية بقيادة أئسيوس ثم حكم بعده ميروفيوس الذي نسبت إليه السلالة الميروفنجية ، ثم حكم من بعده ابنه شيلديريك الأول ثم جاء ابنه كلوفيس الأول ( سنة481-511 م )


                    وضع يوليانوس ثلاثة كتب ضد المسيحية "ضد الجليليين" طعن فيها في ألوهية السيد المسيح وشكّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته[3]. رد البابا كيرلس الأول علي افكار الإمبراطور يوليانوس في مصنفاته العشرة التي كانت موضع فخر الشباب الوثنيين باعتقاد أنها هدمت أركان الدين المسيحي . فقام البابا كيرلس بالرد عليها و فام بمناوئة أصحاب الفكر غير الارثوذكسى حتى تمكن من قفل كنائسهم و الاستيلاء علي أوانيها.


                    بموت قسطانطيوس وتولي يوليانوس الحكم ظهر البابا أثناسيوس عام 362 ومعه لوسيفر أسقف كلاديوس وأوسابيوس أسقف فرشيلي اللذان كانا منفيين بالصعيد. عقد البابا مجمعًا بالإسكندرية عام 362 دعي "مجمع القديسين والمعترفين"، إذ كان جميعهم قد حضروا من النفي أو نالوا عذابات، لكن لم يدم الحال، فقد شعر يوليانوس بخطورة البابا أثناسيوس على الوثنية فبعث لوالي الإسكندرية يقول بأن الأمر بعودة المنفيين إلى بلادهم لا إلى كراسيهم، فاضطر البابا إلى الاختفاء في مقبرة أبيه 6 شهور. وإذ شدد الإمبراطور على الوالي اضطر البابا إلى ترك الإسكندرية متجهًا إلى الصعيد في مركب لحقتها مركب الوالي،

                    قُتل يوليانوس الجاحد في الحرب عام 363 عندما كان يسير على نهر دجلة فاصيب قائلا (لقد غلبتني ايها الجليلي فرث مع ملك السماء ملك الأرض أيضا) مشيرا إلى المسيح

                    وقيل أن فارساً مسيحياً من فرسانه رماه بهذا السهم للقضاء عليه.


                    تشاور رؤساء الجند في من يكون خلفاً ليوليانوس فأجمعوا على يوفيانوس. وكان هذا رئيس الخدم في القصر. مسيحياً نيقاوياً أرثوذكسياً فوقع صلحاً مع الفرس وعاد إلى أنطاكية في خريف 363. تولى جوفيان الحكم فأرسل خطابًا ودّيًا للبابا أثناسيوس يدعوه للعودة، كما أمر بعودة كل المنفيين. رجع البابا إلى الإسكندرية حيث عقد مجمعًا فيه كتب خطابًا يحوي قانون الإيمان النيقوي، ثم انطلق لمقابلة الإمبراطور الذي قابله بالترحاب ليعود إلى الإسكندرية في فبراير 364، حاملاً معه خطابات الإمبراطور. مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق.

                    بعث فالنس منشورًا بعودة جميع الأساقفة الذين سبق نفيهم في حكم يوليانوس إلى أماكن نفيهم، اضطر البابا أن يغادر الإسكندرية إلى بيت ريفي. وتحت ضغط الشعب رجع أثناسيوس إلى كرسيه بعد حوالي تسعة شهور (مايو 635 - فبراير366) فامتلأت الإسكندرية فرحًا. عاد البابا من نفيه الخامس وقد بلغ حوالي السبعين من عمره ليمارس رعايته لشعبه بروح متقدة بالغيرة، خاصة في تطهير البلد من كل فكر أريوسي. في عام 369 عقد مجمعًا بالإسكندرية من 90 أسقفًا للاهتمام بالفكر الإيماني المستقيم، وبقى عاملاً حتى بلغ الخامسة والسبعين من عمره ليسلم للأجيال وديعة الإيمان المستقيم بلا انحراف.


                    جوفيان Jovian

                    إمبراطور الأمبراطورية الرومانية
                    (363–364م).

                    جاء يوليانوس إلى عرش المملكة الرومانية عام 363 ،تشاور رؤساء الجند في من يكون خلفاً ليوليانوس فأجمعوا على يوفيانوس. وكان هذا رئيس الخدم في القصر. مسيحياً نيقاوياً أرثوذكسياً فوقع صلحاً مع الفرس وعاد إلى أنطاكية في خريف 363.
                    مات جوفنيان في فبراير 364 وتولى فالنتينان الحكم في نفس الشهر فاستلم الغرب وسلّم أخاه فالنس الأريوسي الشرق ولم يستمر بالحكم.



                    ثيودوسيوس

                    الامبراطور ثيوذوسيوس الكبير ثيودوسيوس الأول 347 - 395 م آخر إمبراطور للإمبراطورية الرومانية الموحدة حيث انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شطرين بعد وفاتة.

                    عُين ثيودوسيوس الأول إمبراطورا للدولة الرومانية 378. تبنى الامبراطور ثيودوسيوس الأول المسيحية في عام 380، وجعل منها دينا وحيدا للامبراطورية في العام 391
                    قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الامبراطوريه الرومانيه لولديه آركاديوس إلى الامبراطوريه الرومانيه الشرقية (مع عاصمة بلاده في القسطنطينية) و هونوريوس في الامبراطوريه الغربية (مع عاصمة بلاده في ميلانو).

                    التأم المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية سنة 381، بناء على دعوة الامبراطور ثيوذوسيوس الكبير وعلى الرغم من المشاكل الكثيرة والتعقيدات المتعدّدة التي حصلت بسببه, ومنها ان أبرشيات الغرب بما فيها روما لم تُدعَ إلى المشاركة فيه, اعتبره القديس غريغوريوس واحداً من أربعة مجامع يحترمها ويجلّها كما يحترم ويجلّ الأناجيل الأربعة المقدسة. رئس المجمع أولاً أسقف انطاكية ملاتيوس الذي توفّي أثناء التئامه, فأُسندت رئاسته إلى القدّيس غريغوريوس اللاهوتي، وكانت قد أُقيمت عليه دعوى لخرقه القوانين التي تمنع انتقال الأساقفة لانتقاله من ابرشيته إلى كرسي القسطنطينية, فاستعفى، وترأس مكانه خلفه في أسقفية القسطنطينية نكتاريوس
                    أصدر الإمبراطورالروماني ثيودوسيوس الأول في العام 391 م أوامره باحراق مكتبة الإسكندرية لما اعتقده انها تحوي أفكار وفلسفات ومؤلفات وثنية تخالف العقيدة المسيحية التي تبناها كدين رسمي ووحيد في الإمبراطورية الرومانية ، كما أمر العام 390 م. بنقل مسلة تحوتمس الثالث التي كانت منتصبة بجوار معبد الكرنك في طيبة الي القسطنطينية و من خلال تقسيمها الي ثلاث قطع و اعادة تركيبها مجددا و لا تزال موجودة حتي الآن .
                    كما أصدر العام 393 ميلادية قرارا ديكتاتوريا ثوريا قضى بإلغاء الألعاب الأولمبية باعتبارها مهرجانات وثنية لا تليق بالإمبراطورية الرومانية التي قد نبذت الوثنية واعتنقت المسيحية.
                    اكتسبت المسيحية قوة كبيرة رغم كل تلك النزاعات و ذلك في مواجهة المعتقدات وخاصة في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الكبير (378-395 م) الذي أصدر مرسوماً ببطلان العبادات الوثنية و القرابين و إحراق البخور و ممارسة الكهانة و معرفة الغيب و...الخ على إثره عوقب الوثنيون بزعامة الفيلسوف أوليمبيوس كذلك تم تحويل بعض المعابد الوثنية الي كنائس .

                    عقد صلح مع القوط الغربيين ممثلين في قائدهم فريتيجيرن عام 379 م. بقي الطرفان متصالحين حتى موت ثيودوسيوس عام 395 م. في ذلك العام عين القوط الغربيون ألاريك الأول كملك لهم بينما تولى أبناء ثيودوسيوس حكم الإمبراطورية فتولى آركاديوس حكم المناطق الشرقية فيها وهونوريوس الغربية منها.





                    موريس
                    فلافيوس موريسيوس تيبيريوس أغسطس أو موريس (539 - 602) كان إمبراطوراً بيزنطياً حكم منذ 5 أغسطس 582 حتى نوفمبر 602. عين كوريث إمبراطوري من قبل تيبريوس الثاني. تزوج ابنة تيبروس، قسطنطينا، وأصبح إمبراطوراً بعد أسبوع من رحيل أبيه.
                    عهد موريس كان مليئاً بالحروب غير المنتهية على كل الحدود، وعلى الرغم من تميزه في الحكم تمكن فقط بأن يمنع تفكك الإمبراطورية العظيمة لجستنيان الأول بشكل مؤقت.
                    بعد فترة قصيرة من تعيينه، تدخل في حروب ضد الفرس في عام 590، وساعد خسرو الثاني ليستعيد منصبه. وفي المقابل استردت الإمبراطورية البيزنطية أرمينيا، ومنطقة ما بين النهرين الشرقية. تزوج خسرو امرأة تدعى ماريا، يعتقد بأنها ابنة الإمبراطور موريس.

                    فوكاس (547 - 610) كان إمبراطوراً بيزنطياً حكم منذ 602 حتى 610. كان فوكاس أحد أكثر الأباطرة استنكاراً حيث استولى على العرش في عهد الإمبراطور موريس. ولكنه أسقط بالقوة من قبل هرقل بعد خسارته لحرب أهلية.


                    عمود فوكاس، بالقرب من قوس سيبتيميوس سيفيروس.


                    تعليق


                    • #40
                      الامبراطورهرقل
                      فلافيوس أغسطس هرقل هو إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية، بدأ صعوده إلى السلطة عام 608، قاد ثورة ناجحة ضد الإمبراطور فوقاس، الذي تسلّم السلطة بعد خلع الإمبراطور موريس، ودون شعبية تذكر في ظل القلاقل التي عانت منها الإمبراطورية. كان والد هرقل، وهو هرقل الأكبر، قائدًا عسكريًا ناجحًا شارك في حروب الإمبراطور موريس، وعينه المذكور في أعقاب الحرب نائبًا إمبراطوريًا على شمال أفريقيا ومقر حكمه في قرطاج حيث قضى هرقل الشطر الأول من حياته، وبكل الأحوال تشير المصادر التاريخية المتوافرة لكون هرقل من أصول أرمنية في كبادوكية؛ أيضًا يعتبر هرقل مؤسس السلالة الهراقلية التي استمرت بحكم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 711.



                      شهد عهد هرقل العديد من الحملات العسكرية، ففي العام الذي توّج به هرقل، كان جيش الإمبراطورية الساسانية قد بلغ قلب الإمبراطورية البيزنطية في الأناضول، ولذلك كان هرقل المسؤول الأول عن إصلاح سياسة الدولة، وتعبئة الجيش، ومن ثم محاربة الفرس الساسانيين؛ انتهت الجولة الأولى من المعارك بهزيمة الدولة البيزنطية، واقترب الجيش الفارسي من مضيف البوسفور، ولأن القسطنطينية كانت محمية بشكل جيد، بحيث لا يمكن اختراقها بسهولة من قبل المحاصرين، استطاع هرقل تجنب الهزيمة الكاملة. بعد أن عقد هرقل سلامًا مع الفرس مقابل ضريبة سنوية كبيرة، بدأت إصلاحاته العسكرية والمدنيّة، التي أطلق هرقل في أعقابها حملته العسكرية المضادة في آسيا الصغرىوأرمينيا، متوغلاً في أراضي الدولة الساسانية، ومحرزًا نصرًا نهائيًا عليها في معركة نينوى عام 627، والتي مهدت لعقد السلام عام 629 بعد أن أطيح بالملك الفارسي كسرى الثاني، ونصّت المعاهدة السلام لعام 629 على العودة إلى حدود ما قبل الحرب عام 602. بكل الأحوال، فقد واجه هرقل الهزيمة بعد فترة قصيرة من انتصاره على الفرس، هذه المرة من قبل الخلافة الراشدة التي تمكنت من الإطاحة بالحكم البيزنطي عن سوريا، ومصر، وليبيا، ومناطق أخرى.
                      في المسائل الدينية، يذكر هرقل كقوة دافعة لنشر المسيحية في البلقان، وبناءً على طلبه أرسل البابا يوحنا الرابع معلمين ومبشرين مسيحيين إلى مقدونياوكرواتيا، كما حاول إصلاح الصراع الحاصل في المجتمع والكنيسة حول مجمع خلقيدونية عن طريق اقتراحه الصيغة المونوثيلية، إلا أنه فشل في ذلك؛ وتشير المصادر الإسلامية إلى وجود رسالة من النبي محمد إلى هرقل.



                      أصوله وانقلاب فوكاس

                      كان هرقل الابن البكر للوالي هرقل الأكبر وأبيفانيا، من عائلة أرمنية الأصل من منطقة كبادوكية، ومن جذور ترقى لعائلة الأرسكيد التي حكمت أرمينيا في السابق؛ سوى ذلك فلا معلومات وافية عن خلفية الإمبراطور وأسرته. عمل هرقل الأكبر ضابطًا في الجيش الروماني، وساعد الإمبراطور موريس في حروبه ضد بهرام والدولة الساسانية أواخر القرن السادس، ونتيجة دوره في الحرب عيّنه الإمبراطور بعد نهايتها نائبًا إمبراطوريًا على أفريقيا، ومقر الولاية قرطاج.

                      في خريف 602 تمرّد الجند على الإمبراطور موريس في البلقان وساروا نحو العاصمة الخالية من الجند، فحاصروها، وسط ترحاب من سكان العاصمة الذين سئموا سياسة الإقطاع وتحكم ذوي الأراضي الواسعة بسياسة الدولة، ومظاهر الترف الإمبراطوري، وإذ تخوّف الإمبراطور موريس من موالاة سكان العاصمة للمتمردين وكذلك لامبالاة ابنه ثيودوسيوس ونسيبه جرمانوس، فرّ من العاصمة إلى نيقوميديا عبر البوسفور مع عائلته، ودخل المتمردون إلى العاصمة "ناثرين الذهب على الطرقات نثرًا"، ونادى شيوخ الشعب وأعيانه في 23 نوفمبر 602 بأحد قادة التمرد وهو فوقاس إمبراطورًا جديدًا؛ أما الإمبراطور مويس فلم تفلح محاولته التحصّن بنيقوميديا، إذ أدركه المتمردون وذبحوه وعائلته فيها.
                      الحملة الفارسية





                      كان الإمبراطور موريس قد كتب إلى
                      كسرى الثاني، إمبراطور الأسرة الساسانية في بلاد فارس يستنجده لإنقاذ عرشه، فلبّى كسرى الطلب لكون الإمبراطور المخلوع سبب عودته إلى عرش فارس من جهة، وللقرابة العائلية التي تربطه به مع كونه صهره؛ فقرر كسرى الثاني بعد أن لجأ ابن الإمبراطور المخلوع ثيودوسيوس إليه طالبًا معونته، تجريد حملة عسكرية على بلاد ما بين النهرين وشمال العراق،[5] معضودة بثورة القائد نرسيس في الرها عام 603، فزحف كسرى بنفسه إلى الرها فملكها عام 604، وانتصر على الروم البيزنطيين في العام ذاته في نصيبين، وفي العام التالي أي 605 في دارة عزة إلى الشمال من حلب، واحتلّ في الوقت ذاته قائد جيشه الثاني شاهين مناطق أرضوم وأرمينيا وأكمل السيطرة على الأناضولوآسيا الصغرى مع نهاية العام 606، واتجه صوب العاصمة حتى خلقيدونية عام 610، في حين تمكن قائد فارسي ثالث هو شهربراز من فتح آمد ودخول مناطق ما وراء الفرات إلى الرقة منهيًا ذلك كون النهر حدًا فاصلاً بين الدولتين، ومعرضًا سوريا الرومانية للاجتياح الفارسي، فدخل الجيش الفارسي الثالث منبج وحلب عام 609، وأثار سقوط حلب ثورة في عاصمة سوريا الرومانية أي أنطاكية،

                      قتل العوام خلالها
                      أنسطاسيوس الثانيبطريرك المدينة بعد أن "تفننوا في تعذيبه"، وذكر بعض المؤرخين القدماء أمثال ثيوفانس والمعاصرين أمثال أسد رستم، أنّ اليهود المحليين كان لهم يد في تدبير ثورة أنطاكية ومحاولة أخرى شبيهة في صور؛ وقد سقطت المدينة في ربيع 611 بيد الفرس أنفسهم بعد حصار طويل، فبسط الساسانيون بذلك سيطرتهم على سوريا الشمالية كلّها، وتابعوا سيرهم نحو دمشق في الجنوب.

                      تقلده السلطة

                      في عام 608 تخلى هرقل الأكبر والد الإمبراطور هرقل والنائب الإمبراطوري على أفريقيا دعمه للإمبراطور فوقاس، وأرسل ابن عمه الأصغر نيكيتاس إلى مصر فملكها بحلول عام 609 هازمًا السلطة الموالية للإمبراطور فوقاس فيها، وفي الوقت نفسه أوفد ابنه الأكبر هرقل مع أسطول صغير إلى العاصمة عن طريق صقليةوقبرص. قبل وصوله إلى العاصمة، أجرى هرقل اتصالات مع قادة بارزين في الجيش مخططًا للإطاحة بالحكم القائم في المدينة،
                      وإذ والاه عدد من كبار الضباط، توّج إمبراطورًا حال وصوله إلى المدينة، دون مقاومة جدية من قبل المقاومين للإمبراطور فوقاس، وحينما التقى الإمبراطور المتوّج هرقل بسلفه فوقاس أمر بقطع رأسه وقطع أعضائه التناسلية، كعقوبة على اغتصاب فوقاس لزوجة فوتيوس أحد سياسي القسطنطينية البارزين. بعد مقتل فوقاس،



                      وفي 5 أكتوبر 610، توّج هرقل للمرة الثانية في كنيسة القديس إسطفان داخل القصر الإمبراطوري في العاصمة، وتزوج من فابيا التي اتخذت اسم الإمبراطورة إيدوكيا؛ وبعد وفاتها عام 612 تزوج من ابنة أخته مارتينا عام 613، ولكون الزواج محظورًا تراجعت شعبية هرقل بين الشعب، "ورغم الكراهية الواسعة النطاق التي واجه بها الشعب مارتينا، ورغم ضغوط البطريرك سرجيوس لحلّ زواجه منها، إلا أن هرقل بقي متزوجًا بها، ومصطحبًا إياها في جميع حملاته العسكرية".






                      بعد أن تقلّد هرقل منصب الإمبراطور، كتب إلى كسرى بزوال سبب الحرب وداعيًا إلى السلام فرفض كسرى، وجرّد حملة عسكرية أخرى على سوريا،
                      فأوفد الإمبراطور جيشين الأول بقيادة فيليبيقوس نحو كيليكيا والثاني بقيادته مع أخيه ثيودوسيوس لاستعادة أنطاكية عاصمة سوريا الرومانية من الحكم الفارسي، غير أن جيش هرقل كٌسر وهزم في هذه المعركة، وهو ما لترسيخ سيطرة الفرس على المدينة، ومعها اللاذقيةوطرطوسولبنان، واكتساح الجيش الفارسي للحاميات البيزنطية حيثما وجدت بدءًا من حمص ثم دمشق التي نهبت عام 613 وقتل الفرس عُشر سكانها بمساعدة من اليهود المحليين أيضًا، وسار الجيش بعدها جنوبًا نحو فلسطين، فدخل القدس عام 614 بعد حصار دام عشرين يومًا، هدموا خلالها كنيسة القيامة وسلبوا "الصليب الحقيقي"، وقتلوا من سكانها حسب بعض المصادر سبعة وخمسين ألفًا، وأسروا خمسة وثلاثين ألفًا؛ وفي ربيع 617 حاصر الفرس بقيادة شهربراز الإسكندرية، وبسطوا سيطرتهم تدريجيًا على مصر، ما أدى إلى انقطاع القمح عن العاصمة، وبحلول منتصف عام 621 كانت مصر بأكملها في أيديهم.

                      الحملة البيزنطية المضادة

                      في غمرة القلاقل داخل العاصمة إثر تقهقر الجيش البيزنطي وأراد هرقل نقل العاصمة إلى قرطاج بعيدًا عن الخطر الفارسي، غير أن بطريرك العاصمة سرجيوس أقنعه بكون المدينة محمية لأسوارها المرتفعة وموقعها الحصين. في أعقاب الهزيمة على أسوار أنطاكية بدأ هرقل بمفاوضة الفرس على عقد اتفاق سلام مقابل ضريبة سنوية مقدارها ألف قطعة من الذهب، وألف من الفضة، وألف ثوب من الحرير، وألف حصان، وألف عذراء، تؤدى سنويًا إلى ملك الفرس؛ وقد دفعت الكنيسة من ثرواتها معظم الضريبة. حقق السلام للإمبراطور الفرصة لإعادة بناء جيشه، وأدخل إصلاحات على النظامين العسكري والزراعي، ومكّن الجند من امتلاك الأراضي إن قاموا باستصلاحها، وبذلك وسّع مساحة الأراضي المزروعة وجعل للجندي مصلحة شخصية في الدفاع عن الأرض والودولة، وساهمت الكنيسة في عملية الإصلاح، إذ تنازلت عن مجمل ثروتها لصالح الدولة، التي أعادت بدورها ترشيد النفقات محولة أغلبها للجهد العسكري، كما قاك هرقل بإعادة صك وضبط العملة.
                      في 5 أبريل 622 غادر هرقل العاصمة تاركًا إياها تحت إدارة البطريرك ووصاية ابنه، وتوجه بالجيش إلى آسيا الصغرى بدءًا من بيثينية، وفيها أضفى على الحرب صيغة الحرب المقدسة،




                      واتخذ من وجه
                      المسيح شعارًا لجيشه؛ ومن آسيا الصغرى سار هرقل نحو أرمينيا، وفيها كسر الجيش الفارسي في معركة فاصلة، ما مكنه من تثبيت ملكه في أرمينيا، ليعود بعدها إلى القسطنطينية لتموين الجيش؛ وفي ربيع العام التالي 623 إستأنف هرقل الهجوم، فدخل أذربيجان وطلب تبريز عاصمة الإمبراطورية الساسانية فملكها بعد حصار هرب خلاله كسرى الثاني وحاشيته إلى قسطيفون، وأحرق بعد دخلها معبد النار المجوسي فيها، وواضطر للعودة إلى آسيا الصغرى خوفًا من حركة التفافية يقوم بها الفرس بقيادة شهربراز أو شاهين أو كلاهما، واستغلّ سلسلة الانتصارات في تعبئة مزيد من القبائل المعادية للفرس والمسيحية في الغالب في منطقة القوقاز، لتكون خطوته التالية إطلاق الجولة الرابعة للحرب من القسطنطينية في 25 مارس 624 منطلقًا مع زوجته وابنيه نحو نيقوميديا، حيث احتفل بعيد الفصح في 15 أبريل، ومنها اتجه إلى القوقاز حيث كسب سلسلة معارك ضد جيش كسرى الثاني، وحاول الفرس ثني الإمبراطور عن التقدم بدعمهم حصار السلاف للقسطنطينية، غير أن الحصار فشل وانسحب في العام نفسه؛ وفي الجولة الخامسة من الحرب تحالف هرقل مع قبائل الخزر التركية وتمكن من دخول تبليسي ومناطق بحر قزوين، وبنتيجة التقدم البيزنطي قرر كسرى إعدام قائد جيوشه شهربراز أواخر عام 627.



                      قضى هرقل شتائه في أرمينيا، ومنها اتجه نحو شمال العراق متحالفًا مع القبائل، وفي وادي الزاب حصلت
                      معركة نينوى الفاصلة على جبهة بلاد ما بين النهرين في 12 ديسمبر 628، والتي هزم فيها الفرس شرّ هزيمة، وسقطت في أعقابها قطسيفون عاصمة الدولة بيد هرقل، مستعيدًا الأسلحة التي سيطر عليها الفرس خلال مرحلة انتصاراتهم من جهة، ومحررًا آلافًا من رعايا الإمبراطورية الأسرى في البلاط الفارسي من جهة ثانية. وبنتيجة الهزائم المتتالية حصل انقلاب في البلاط الفارسي، فخلع كسرى الثاني وقتل على يد ابنه قباز شيرويه في 28 فبراير 628، ثم طلب عقد السلام مع هرقل، فقبل هرقل بشرط العودة إلى حدود ما قبل الحرب الفارسية الرومانية الأولى، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وإرجاع الصليب لعهدة الدولة البيزنطية في القدس، فقبل شيرويه، وأقرت الاتفاقية السلام في يونيو 629. بكل الأحوال، فبعد عدة أشهر، توفي شيرويه ودخلت الإمبراطورية الفارسية في حرب أهلية حول خلافة العرش، وبتدخل من هرقل تم الأمر عام 632 ليزرجد الثالث حفيد كرسى الثاني، وبذلك غدا هرقل وصيًا على عرش فارس.

                      إنجازاته



                      بتحليل فترة حكم هرقل، اعترف المؤرخون له بالعديد من الإنجازات على صعيد إنقاذ الإمبراطورية من حالة الفوضى والترهل التي كانت تمرّ بها من ناحية؛ وانتصاره على الفرس ودحره كسرى الثاني عن حدود العاصمة واستعادة أملاكه في الشرق من ناحية ثانية، وإقرار إصلاحات في البنية المالية والإدارية للدولة، مؤسسًا بذلك السلالة الهراقلية التي استمرت في حكم الإمبراطورية حتى عهد جستنيان الثاني عام 711. أحد أهم إنجازات هرقل كان الاعتراف باللغة اليونانية كلغة رسمية للإمبراطورية البيزنطية عام 620 بدلاً عن اللغة اللاتينية؛ وتبادله بعثات دبلوماسية مع شعوب الصربوالكروات، وتحوّل سكان مقدونيا















                      إلى المسيحية بشكل كامل حوالي عام 626 بعد أن طلبوا من هرقل إيفاد رجال كنسييين لنشر الديانة
                      وتعميدهم، وهو ما تمّ بعد أن نسّق هرقل مع البابا يوحنا الرابع في إرسال مبشرين لمناطق السلاف والكروات والمقدونيين. إلى جانب الإصلاحات الزراعية وتمليك الفلاحين للأراضي البور إن قاموا باستصلاحاتها، كذلك فقد أنشأ هرقل جهازًا حكوميًا موحدًا لصك وضبط العملة، ويعو د له وضع التقسيمات الإدارية الجديدة للإمبراطورية البيزنطية والمعروفة باسم الثيمة، وإن كان بعض المؤرخين الحديثين أعادوا نظام الثيمات لعهد خلفه كونستانس الثاني؛ وإن فشل في حل الخلاف الديني حول مجمع خلقيدونية عن طريق المونوثيلية، فقد نجح بإعادة الصليب الحقيقي، أحد أهم المقدسات المسيحية إلى القدس.

                      بعد انتصاره على الفرس، اتخذ هرقل لنفسه لقب "ملك الملوك" وهو اللقب التقليدي لملوك فارس؛ وبدءًا من عام 629، أضاف لألقابه لقب باسيليوس الكلمة اليونانية التي تفيد معنى السيادة والاستقلال، واستمرّ استخدام هذا اللقب من قبل الأباطرة الرومان خلال القرون الثمانية التالية؛ يرى البعض المؤرخين أن اختيار اللقب جاء من قبل هرقل تخليدًا لانتصاراته كما فعل سلفه أغسطس قيصر، البعض الآخر يعزو اللقب إلى أصوله الأرمنية.
                      في التراث الغربي

                      نظر التراث الغربي خلال القرون الوسطى وما بعدها إلى هرقل بوصفه أحد أشجع الأباطرة وأقواهم، لتحقيقه النصر على الإمبراطورية الفارسية بشكل حاسم وقضائه على حالة الترهل والانحطاط الذين عانته الدولة في عهد سلفه فوقاس؛ ورغم خسارته سوريا الرومانية، فقد تمكن جيش هرقل من صد تقدّم جيش الخلافة الراشدة في الأناضول، وكذلك فقد حفظ السيادة البيزنطية على قرطاج وولاية أفريقيا لنحو ستين عامًا أخرى.


                      النظرة الثانية لهرقل في التراث الغربي، كانت من بعض الجهات الأكثر اهتمامًا باللاهوت والفلسفة بوصفه
                      هرطوقيًا نتيجة دعمه ونشره لصيغة المونوثيلية كحل وسط بين مؤيدي ومعارضي مجمع خلقيدونية، التي أدينت في مجمع القسطنطينية الثالث بوصفها هرطقة؛ غير أن النظرة الدينية الغالبة للإمبراطور كانت ملائمة وداعمة من خلال النظر إليه مقرونًا بقسطنطين الكبير وأمه الإمبراطورة هيلانة، كمحافظ ومعيد للصليب الذي سلبه الفرس من القدس إلى المقر الملكي الفارسي في دستجرد قرب بغداد حاليًا، مودعين إياه زوجة كسرى الثاني شيرين والتي احتفظت به حتى 629 حين نصّت معاهدة السلام مع الفرس على إعادته موقعه في القدس، فنقل الصليب بموكب احتفالي عبر مدن الهلال الخصيب، ونصب في مكانه في القدس يوم 21 مارس 630؛ وقد حفظت رواية نقل الصليب في "الأسطورة الذهبية" وفي "تاريخ الصليب الحقيقي" وهي روايات شعبية بإطار تاريخي، انتشرت في أوروبا، وازدهرت خلال القرن الثالث عشر فما بعد.

                      ويظهر هرقل أيضًا في عدد من أعمال عصر النهضة الفنية، ولعلّ أهمها جدارية "تاريخ الصليب" لبيير يدلا فرانسيسكا في إيطاليا، والتي قام آدم إليثمير برسم مثيل لها في فرانكفورت. إدوارد جيبون في كتابه "انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية" كتب عن هرقل بوصفه "رجل استثنائي، وغير قابل للتكرار، قضى عهده الطويل في حل المشاكل التي واجهت الدولة البيزنطية وإزالة الضغوط عليها، خصوصًا تلك المشكلات التي تهم عامة الشعب"، ومن ناحية عسكرية يضيف غابون بأنه "من أيام هنيبعل، لم تشهد الإمبراطورية الرومانية قائدًا عسكريًا كهرقل".



                      الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
                      يعتبر هرقل أكثر الأباطرة والشخصيات الغربية التي ذكرت ومُدحت وأشيد بها في التراث العربي الإسلامي، وخلّدت انتصاراته على الفرس في القرآن بشكل غير مباشر ضمن الآيات الأولى من سورة الروم، التي تزلت طبقًا للتقاليد الإسلامية حين كان النبي محمد لا يزال في مكة حين تمكن كسرى الثاني من هزيمة البيزنطيين، ومبشرة بانتصار ساحق للإمبراطورية البيزنطية وهو ما تم عام 629، وقد توسع مفسري القرآن في شرحها وتبيانها؛ كذلك فقد ذكر هرقل في كل من الحديث الشريفوالسيرة النبوية. خارج المصادر الإسلامية الداخلية لا يوجد مصدر تاريخي يفيد بأن هرقل قد سمع عن الإسلام أو النبي محمد شيئًا، ولربما نظر مستشاريه ورجال البلاط للدعوة الإسلامية بوصفها نوعًا من أنواع اليهودية الجديدة، خلال معارك سوريا.

                      المصادر الإسلامية تفيد بأن ضمن رسائل النبي محمد هناك رسالة إلى هرقل دعاه فيها إلى الإسلام، بعض المؤرخين المسلمين اللاحقين وجدوا أن هرقل أرسل جوابًا على الرسالة معترفًا بنبوة محمد: "لقد استقبلت رسالتك مع المبعوث، وأعترف أنك رسول الله المذكور لدينا في العهد الجديد، إن عيسى بن مريم قد بشّر بك"،[63][64] ثم أبلغ سكان الإمبراطورية بذلك، وإذ خشي ثورتهم تراجع معلنًا أنه كان يختبر إيمانهم بالمسيح فحسب. روايات أخرى تفيد بأن هرقل شاهد حلمًا حول "مملكة يقودها رجل مختون، وتنتصر على جميع أعدائها"؛ ياقوت الحموي في القرن الثاني عشر وضع على لسان هرقل عبارة "وداعًا يا سوريا الجميلة، وداعًا لا لقاء بعده" بعد هزيمة جيشه في معركة اليرموك، رغم أن هرقل لم يكن في سوريا عند فتوح الشام؛ أما ابن كثير في القرن الرابع عشر أيضًا وصف هرقل بكونه "أكثر الرجال قوة وحكمة" وقال أنه "أدار الإمبراطورية بكل روح قيادية"؛ أما في كينيا فقد اكتشف باللغة السواحيلية عام 1728 مخطوط يدعى "كتاب هرقل"، يؤرخ حسب السير الشعبية لمعارك الإمبراطور وانتصاراته على الفرس، وعلاقته بالإسلام الناشئ أيضًا.



                      معبد هرقل - عمان
                      عائلته

                      تزوج هرقل مرتين، الأولى من فابيا إيدوكيا، وبعد وفاتها من ابنة أخته مارتنيا. أنجب هرقل من زوجته الأولى فابيا طفلين، في حين أنجب من مارتينا تسعة أطفال، توفي انثان منهما في الصغر، في حين كان فابيوس فلافيوس مصابًا بالشلل في الرقبة، وثيودوسيوس كان أصمًا وأبكمًا، قد نظر إلى ذلك بوصفه عقابًا أو لعنة إلهية لكون زواج هرقل من ابنة أخته غير مشروع تزوج ثيودوسيوس من نايك ابنة القائد الفارسي شهربراز؛ وغدا اثنان من أبنائه أباطرة بعده هرقلوناس بين 638 - 641 ابن مارتينا، وقسطنطين الثالث ابن إيدوكيا من فبراير وحتى مايو 641.

                      كان لهرقل أيضًا ابن واحد على الأقل غير شرعي، ومن أم غير معروفة في التاريخ، ولربما انخرط في مؤامرة لخلع هرقل مع ابن عمه وعدد من رجال البلاط منهم النبيل الأرمني ديفيد ساهاروني، غير أن هرقل اكتشف المؤامرة، وقام بجدع أنف وقطع يدين المتآمرين ثم قام بنفيهم إلى جزيرة برينكيبو؛[76][77] في السنوات الأخيرة من حكم هرقل، غدا الصراع على وراثة العرش شديد الوضوح في البلاط مع محاولات مارتينا الدفع بأبنائها نحو العرش، وقد انتهى الأمر بقرار هرقل وضع هرقلوناس، وقسطنطين الثالث ليحكما مناصفة بالاشتراك مع مارتينا كإمبراطورة للدولة.




                      مفبرة هرقل


                      تعليق


                      • #41


                        الامبراطورهرقل


                        فلافيوس أغسطس هرقل هو إمبراطور الإمبراطورية البيزنطية، بدأ صعوده إلى السلطة عام 608، قاد ثورة ناجحة ضد الإمبراطور فوقاس، الذي تسلّم السلطة بعد خلع الإمبراطور موريس، ودون شعبية تذكر في ظل القلاقل التي عانت منها الإمبراطورية. كان والد هرقل، وهو هرقل الأكبر، قائدًا عسكريًا ناجحًا شارك في حروب الإمبراطور موريس، وعينه المذكور في أعقاب الحرب نائبًا إمبراطوريًا على شمال أفريقيا ومقر حكمه في قرطاج حيث قضى هرقل الشطر الأول من حياته، وبكل الأحوال تشير المصادر التاريخية المتوافرة لكون هرقل من أصول أرمنية في كبادوكية؛ أيضًا يعتبر هرقل مؤسس السلالة الهراقلية التي استمرت بحكم الإمبراطورية البيزنطية حتى عام 711.



                        شهد عهد هرقل العديد من الحملات العسكرية، ففي العام الذي توّج به هرقل، كان جيش الإمبراطورية الساسانية قد بلغ قلب الإمبراطورية البيزنطية في الأناضول، ولذلك كان هرقل المسؤول الأول عن إصلاح سياسة الدولة، وتعبئة الجيش، ومن ثم محاربة الفرس الساسانيين؛ انتهت الجولة الأولى من المعارك بهزيمة الدولة البيزنطية، واقترب الجيش الفارسي من مضيف البوسفور، ولأن القسطنطينية كانت محمية بشكل جيد، بحيث لا يمكن اختراقها بسهولة من قبل المحاصرين، استطاع هرقل تجنب الهزيمة الكاملة. بعد أن عقد هرقل سلامًا مع الفرس مقابل ضريبة سنوية كبيرة، بدأت إصلاحاته العسكرية والمدنيّة، التي أطلق هرقل في أعقابها حملته العسكرية المضادة في آسيا الصغرىوأرمينيا، متوغلاً في أراضي الدولة الساسانية، ومحرزًا نصرًا نهائيًا عليها في معركة نينوى عام 627، والتي مهدت لعقد السلام عام 629 بعد أن أطيح بالملك الفارسي كسرى الثاني، ونصّت المعاهدة السلام لعام 629 على العودة إلى حدود ما قبل الحرب عام 602. بكل الأحوال، فقد واجه هرقل الهزيمة بعد فترة قصيرة من انتصاره على الفرس، هذه المرة من قبل الخلافة الراشدة التي تمكنت من الإطاحة بالحكم البيزنطي عن سوريا، ومصر، وليبيا، ومناطق أخرى.

                        في المسائل الدينية، يذكر هرقل كقوة دافعة لنشر المسيحية في البلقان، وبناءً على طلبه أرسل البابا يوحنا الرابع معلمين ومبشرين مسيحيين إلى مقدونياوكرواتيا، كما حاول إصلاح الصراع الحاصل في المجتمع والكنيسة حول مجمع خلقيدونية عن طريق اقتراحه الصيغة المونوثيلية، إلا أنه فشل في ذلك؛ وتشير المصادر الإسلامية إلى وجود رسالة من النبي محمد إلى هرقل.




                        أصوله وانقلاب فوكاس


                        كان هرقل الابن البكر للوالي هرقل الأكبر وأبيفانيا، من عائلة أرمنية الأصل من منطقة كبادوكية، ومن جذور ترقى لعائلة الأرسكيد التي حكمت أرمينيا في السابق؛ سوى ذلك فلا معلومات وافية عن خلفية الإمبراطور وأسرته. عمل هرقل الأكبر ضابطًا في الجيش الروماني، وساعد الإمبراطور موريس في حروبه ضد بهرام والدولة الساسانية أواخر القرن السادس، ونتيجة دوره في الحرب عيّنه الإمبراطور بعد نهايتها نائبًا إمبراطوريًا على أفريقيا، ومقر الولاية قرطاج.

                        في خريف 602 تمرّد الجند على الإمبراطور موريس في البلقان وساروا نحو العاصمة الخالية من الجند، فحاصروها، وسط ترحاب من سكان العاصمة الذين سئموا سياسة الإقطاع وتحكم ذوي الأراضي الواسعة بسياسة الدولة، ومظاهر الترف الإمبراطوري، وإذ تخوّف الإمبراطور موريس من موالاة سكان العاصمة للمتمردين وكذلك لامبالاة ابنه ثيودوسيوس ونسيبه جرمانوس، فرّ من العاصمة إلى نيقوميديا عبر البوسفور مع عائلته، ودخل المتمردون إلى العاصمة "ناثرين الذهب على الطرقات نثرًا"، ونادى شيوخ الشعب وأعيانه في 23 نوفمبر 602 بأحد قادة التمرد وهو فوقاس إمبراطورًا جديدًا؛ أما الإمبراطور مويس فلم تفلح محاولته التحصّن بنيقوميديا، إذ أدركه المتمردون وذبحوه وعائلته فيها.


                        الحملة الفارسية






                        كان الإمبراطور موريس قد كتب إلى
                        كسرى الثاني، إمبراطور الأسرة الساسانية في بلاد فارس يستنجده لإنقاذ عرشه، فلبّى كسرى الطلب لكون الإمبراطور المخلوع سبب عودته إلى عرش فارس من جهة، وللقرابة العائلية التي تربطه به مع كونه صهره؛ فقرر كسرى الثاني بعد أن لجأ ابن الإمبراطور المخلوع ثيودوسيوس إليه طالبًا معونته، تجريد حملة عسكرية على بلاد ما بين النهرين وشمال العراق،[5] معضودة بثورة القائد نرسيس في الرها عام 603، فزحف كسرى بنفسه إلى الرها فملكها عام 604، وانتصر على الروم البيزنطيين في العام ذاته في نصيبين، وفي العام التالي أي 605 في دارة عزة إلى الشمال من حلب، واحتلّ في الوقت ذاته قائد جيشه الثاني شاهين مناطق أرضوم وأرمينيا وأكمل السيطرة على الأناضولوآسيا الصغرى مع نهاية العام 606، واتجه صوب العاصمة حتى خلقيدونية عام 610، في حين تمكن قائد فارسي ثالث هو شهربراز من فتح آمد ودخول مناطق ما وراء الفرات إلى الرقة منهيًا ذلك كون النهر حدًا فاصلاً بين الدولتين، ومعرضًا سوريا الرومانية للاجتياح الفارسي، فدخل الجيش الفارسي الثالث منبج وحلب عام 609، وأثار سقوط حلب ثورة في عاصمة سوريا الرومانية أي أنطاكية،

                        قتل العوام خلالها
                        أنسطاسيوس الثانيبطريرك المدينة بعد أن "تفننوا في تعذيبه"، وذكر بعض المؤرخين القدماء أمثال ثيوفانس والمعاصرين أمثال أسد رستم، أنّ اليهود المحليين كان لهم يد في تدبير ثورة أنطاكية ومحاولة أخرى شبيهة في صور؛ وقد سقطت المدينة في ربيع 611 بيد الفرس أنفسهم بعد حصار طويل، فبسط الساسانيون بذلك سيطرتهم على سوريا الشمالية كلّها، وتابعوا سيرهم نحو دمشق في الجنوب.


                        تقلده السلطة



                        في عام 608 تخلى هرقل الأكبر والد الإمبراطور هرقل والنائب الإمبراطوري على أفريقيا دعمه للإمبراطور فوقاس، وأرسل ابن عمه الأصغر نيكيتاس إلى مصر فملكها بحلول عام 609 هازمًا السلطة الموالية للإمبراطور فوقاس فيها، وفي الوقت نفسه أوفد ابنه الأكبر هرقل مع أسطول صغير إلى العاصمة عن طريق صقليةوقبرص. قبل وصوله إلى العاصمة، أجرى هرقل اتصالات مع قادة بارزين في الجيش مخططًا للإطاحة بالحكم القائم في المدينة،

                        وإذ والاه عدد من كبار الضباط، توّج إمبراطورًا حال وصوله إلى المدينة، دون مقاومة جدية من قبل المقاومين للإمبراطور فوقاس، وحينما التقى الإمبراطور المتوّج هرقل بسلفه فوقاس أمر بقطع رأسه وقطع أعضائه التناسلية، كعقوبة على اغتصاب فوقاس لزوجة فوتيوس أحد سياسي القسطنطينية البارزين. بعد مقتل فوقاس،



                        وفي 5 أكتوبر 610، توّج هرقل للمرة الثانية في كنيسة القديس إسطفان داخل القصر الإمبراطوري في العاصمة، وتزوج من فابيا التي اتخذت اسم الإمبراطورة إيدوكيا؛ وبعد وفاتها عام 612 تزوج من ابنة أخته مارتينا عام 613، ولكون الزواج محظورًا تراجعت شعبية هرقل بين الشعب، "ورغم الكراهية الواسعة النطاق التي واجه بها الشعب مارتينا، ورغم ضغوط البطريرك سرجيوس لحلّ زواجه منها، إلا أن هرقل بقي متزوجًا بها، ومصطحبًا إياها في جميع حملاته العسكرية".






                        بعد أن تقلّد هرقل منصب الإمبراطور، كتب إلى كسرى بزوال سبب الحرب وداعيًا إلى السلام فرفض كسرى، وجرّد حملة عسكرية أخرى على سوريا،
                        فأوفد الإمبراطور جيشين الأول بقيادة فيليبيقوس نحو كيليكيا والثاني بقيادته مع أخيه ثيودوسيوس لاستعادة أنطاكية عاصمة سوريا الرومانية من الحكم الفارسي، غير أن جيش هرقل كٌسر وهزم في هذه المعركة، وهو ما لترسيخ سيطرة الفرس على المدينة، ومعها اللاذقيةوطرطوسولبنان، واكتساح الجيش الفارسي للحاميات البيزنطية حيثما وجدت بدءًا من حمص ثم دمشق التي نهبت عام 613 وقتل الفرس عُشر سكانها بمساعدة من اليهود المحليين أيضًا، وسار الجيش بعدها جنوبًا نحو فلسطين، فدخل القدس عام 614 بعد حصار دام عشرين يومًا، هدموا خلالها كنيسة القيامة وسلبوا "الصليب الحقيقي"، وقتلوا من سكانها حسب بعض المصادر سبعة وخمسين ألفًا، وأسروا خمسة وثلاثين ألفًا؛ وفي ربيع 617 حاصر الفرس بقيادة شهربراز الإسكندرية، وبسطوا سيطرتهم تدريجيًا على مصر، ما أدى إلى انقطاع القمح عن العاصمة، وبحلول منتصف عام 621 كانت مصر بأكملها في أيديهم.

                        الحملة البيزنطية المضادة

                        في غمرة القلاقل داخل العاصمة إثر تقهقر الجيش البيزنطي وأراد هرقل نقل العاصمة إلى قرطاج بعيدًا عن الخطر الفارسي، غير أن بطريرك العاصمة سرجيوس أقنعه بكون المدينة محمية لأسوارها المرتفعة وموقعها الحصين. في أعقاب الهزيمة على أسوار أنطاكية بدأ هرقل بمفاوضة الفرس على عقد اتفاق سلام مقابل ضريبة سنوية مقدارها ألف قطعة من الذهب، وألف من الفضة، وألف ثوب من الحرير، وألف حصان، وألف عذراء، تؤدى سنويًا إلى ملك الفرس؛ وقد دفعت الكنيسة من ثرواتها معظم الضريبة. حقق السلام للإمبراطور الفرصة لإعادة بناء جيشه، وأدخل إصلاحات على النظامين العسكري والزراعي، ومكّن الجند من امتلاك الأراضي إن قاموا باستصلاحها، وبذلك وسّع مساحة الأراضي المزروعة وجعل للجندي مصلحة شخصية في الدفاع عن الأرض والودولة، وساهمت الكنيسة في عملية الإصلاح، إذ تنازلت عن مجمل ثروتها لصالح الدولة، التي أعادت بدورها ترشيد النفقات محولة أغلبها للجهد العسكري، كما قاك هرقل بإعادة صك وضبط العملة.
                        في 5 أبريل 622 غادر هرقل العاصمة تاركًا إياها تحت إدارة البطريرك ووصاية ابنه، وتوجه بالجيش إلى آسيا الصغرى بدءًا من بيثينية، وفيها أضفى على الحرب صيغة الحرب المقدسة،

                        واتخذ من وجه
                        المسيح شعارًا لجيشه؛ ومن آسيا الصغرى سار هرقل نحو أرمينيا، وفيها كسر الجيش الفارسي في معركة فاصلة، ما مكنه من تثبيت ملكه في أرمينيا، ليعود بعدها إلى القسطنطينية لتموين الجيش؛ وفي ربيع العام التالي 623 إستأنف هرقل الهجوم، فدخل أذربيجان وطلب تبريز عاصمة الإمبراطورية الساسانية فملكها بعد حصار هرب خلاله كسرى الثاني وحاشيته إلى قسطيفون، وأحرق بعد دخلها معبد النار المجوسي فيها، وواضطر للعودة إلى آسيا الصغرى خوفًا من حركة التفافية يقوم بها الفرس بقيادة شهربراز أو شاهين أو كلاهما، واستغلّ سلسلة الانتصارات في تعبئة مزيد من القبائل المعادية للفرس والمسيحية في الغالب في منطقة القوقاز، لتكون خطوته التالية إطلاق الجولة الرابعة للحرب من القسطنطينية في 25 مارس 624 منطلقًا مع زوجته وابنيه نحو نيقوميديا، حيث احتفل بعيد الفصح في 15 أبريل، ومنها اتجه إلى القوقاز حيث كسب سلسلة معارك ضد جيش كسرى الثاني، وحاول الفرس ثني الإمبراطور عن التقدم بدعمهم حصار السلاف للقسطنطينية، غير أن الحصار فشل وانسحب في العام نفسه؛ وفي الجولة الخامسة من الحرب تحالف هرقل مع قبائل الخزر التركية وتمكن من دخول تبليسي ومناطق بحر قزوين، وبنتيجة التقدم البيزنطي قرر كسرى إعدام قائد جيوشه شهربراز أواخر عام 627.



                        قضى هرقل شتائه في أرمينيا، ومنها اتجه نحو شمال العراق متحالفًا مع القبائل، وفي وادي الزاب حصلت
                        معركة نينوى الفاصلة على جبهة بلاد ما بين النهرين في 12 ديسمبر 628، والتي هزم فيها الفرس شرّ هزيمة، وسقطت في أعقابها قطسيفون عاصمة الدولة بيد هرقل، مستعيدًا الأسلحة التي سيطر عليها الفرس خلال مرحلة انتصاراتهم من جهة، ومحررًا آلافًا من رعايا الإمبراطورية الأسرى في البلاط الفارسي من جهة ثانية. وبنتيجة الهزائم المتتالية حصل انقلاب في البلاط الفارسي، فخلع كسرى الثاني وقتل على يد ابنه قباز شيرويه في 28 فبراير 628، ثم طلب عقد السلام مع هرقل، فقبل هرقل بشرط العودة إلى حدود ما قبل الحرب الفارسية الرومانية الأولى، وإطلاق سراح جميع الأسرى، وإرجاع الصليب لعهدة الدولة البيزنطية في القدس، فقبل شيرويه، وأقرت الاتفاقية السلام في يونيو 629. بكل الأحوال، فبعد عدة أشهر، توفي شيرويه ودخلت الإمبراطورية الفارسية في حرب أهلية حول خلافة العرش، وبتدخل من هرقل تم الأمر عام 632 ليزرجد الثالث حفيد كرسى الثاني، وبذلك غدا هرقل وصيًا على عرش فارس.


                        إنجازاته





                        بتحليل فترة حكم هرقل، اعترف المؤرخون له بالعديد من الإنجازات على صعيد إنقاذ الإمبراطورية من حالة الفوضى والترهل التي كانت تمرّ بها من ناحية؛ وانتصاره على الفرس ودحره كسرى الثاني عن حدود العاصمة واستعادة أملاكه في الشرق من ناحية ثانية، وإقرار إصلاحات في البنية المالية والإدارية للدولة، مؤسسًا بذلك السلالة الهراقلية التي استمرت في حكم الإمبراطورية حتى عهد جستنيان الثاني عام 711. أحد أهم إنجازات هرقل كان الاعتراف باللغة اليونانية كلغة رسمية للإمبراطورية البيزنطية عام 620 بدلاً عن اللغة اللاتينية؛ وتبادله بعثات دبلوماسية مع شعوب الصربوالكروات، وتحوّل سكان مقدونيا





                        إلى المسيحية بشكل كامل حوالي عام 626 بعد أن طلبوا من هرقل إيفاد رجال كنسييين لنشر الديانة
                        وتعميدهم، وهو ما تمّ بعد أن نسّق هرقل مع البابا يوحنا الرابع في إرسال مبشرين لمناطق السلاف والكروات والمقدونيين. إلى جانب الإصلاحات الزراعية وتمليك الفلاحين للأراضي البور إن قاموا باستصلاحاتها، كذلك فقد أنشأ هرقل جهازًا حكوميًا موحدًا لصك وضبط العملة، ويعو د له وضع التقسيمات الإدارية الجديدة للإمبراطورية البيزنطية والمعروفة باسم الثيمة، وإن كان بعض المؤرخين الحديثين أعادوا نظام الثيمات لعهد خلفه كونستانس الثاني؛ وإن فشل في حل الخلاف الديني حول مجمع خلقيدونية عن طريق المونوثيلية، فقد نجح بإعادة الصليب الحقيقي، أحد أهم المقدسات المسيحية إلى القدس.

                        بعد انتصاره على الفرس، اتخذ هرقل لنفسه لقب "ملك الملوك" وهو اللقب التقليدي لملوك فارس؛ وبدءًا من عام 629، أضاف لألقابه لقب باسيليوس الكلمة اليونانية التي تفيد معنى السيادة والاستقلال، واستمرّ استخدام هذا اللقب من قبل الأباطرة الرومان خلال القرون الثمانية التالية؛ يرى البعض المؤرخين أن اختيار اللقب جاء من قبل هرقل تخليدًا لانتصاراته كما فعل سلفه أغسطس قيصر، البعض الآخر يعزو اللقب إلى أصوله الأرمنية.

                        في التراث الغربي


                        نظر التراث الغربي خلال القرون الوسطى وما بعدها إلى هرقل بوصفه أحد أشجع الأباطرة وأقواهم، لتحقيقه النصر على الإمبراطورية الفارسية بشكل حاسم وقضائه على حالة الترهل والانحطاط الذين عانته الدولة في عهد سلفه فوقاس؛ ورغم خسارته سوريا الرومانية، فقد تمكن جيش هرقل من صد تقدّم جيش الخلافة الراشدة في الأناضول، وكذلك فقد حفظ السيادة البيزنطية على قرطاج وولاية أفريقيا لنحو ستين عامًا أخرى.



                        النظرة الثانية لهرقل في التراث الغربي، كانت من بعض الجهات الأكثر اهتمامًا باللاهوت والفلسفة بوصفه
                        هرطوقيًا نتيجة دعمه ونشره لصيغة المونوثيلية كحل وسط بين مؤيدي ومعارضي مجمع خلقيدونية، التي أدينت في مجمع القسطنطينية الثالث بوصفها هرطقة؛ غير أن النظرة الدينية الغالبة للإمبراطور كانت ملائمة وداعمة من خلال النظر إليه مقرونًا بقسطنطين الكبير وأمه الإمبراطورة هيلانة، كمحافظ ومعيد للصليب الذي سلبه الفرس من القدس إلى المقر الملكي الفارسي في دستجرد قرب بغداد حاليًا، مودعين إياه زوجة كسرى الثاني شيرين والتي احتفظت به حتى 629 حين نصّت معاهدة السلام مع الفرس على إعادته موقعه في القدس، فنقل الصليب بموكب احتفالي عبر مدن الهلال الخصيب، ونصب في مكانه في القدس يوم 21 مارس 630؛ وقد حفظت رواية نقل الصليب في "الأسطورة الذهبية" وفي "تاريخ الصليب الحقيقي" وهي روايات شعبية بإطار تاريخي، انتشرت في أوروبا، وازدهرت خلال القرن الثالث عشر فما بعد.

                        ويظهر هرقل أيضًا في عدد من أعمال عصر النهضة الفنية، ولعلّ أهمها جدارية "تاريخ الصليب" لبيير يدلا فرانسيسكا في إيطاليا، والتي قام آدم إليثمير برسم مثيل لها في فرانكفورت. إدوارد جيبون في كتابه "انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية" كتب عن هرقل بوصفه "رجل استثنائي، وغير قابل للتكرار، قضى عهده الطويل في حل المشاكل التي واجهت الدولة البيزنطية وإزالة الضغوط عليها، خصوصًا تلك المشكلات التي تهم عامة الشعب"، ومن ناحية عسكرية يضيف غابون بأنه "من أيام هنيبعل، لم تشهد الإمبراطورية الرومانية قائدًا عسكريًا كهرقل".


                        الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
                        يعتبر هرقل أكثر الأباطرة والشخصيات الغربية التي ذكرت ومُدحت وأشيد بها في التراث العربي الإسلامي، وخلّدت انتصاراته على الفرس في القرآن بشكل غير مباشر ضمن الآيات الأولى من سورة الروم، التي تزلت طبقًا للتقاليد الإسلامية حين كان النبي محمد لا يزال في مكة حين تمكن كسرى الثاني من هزيمة البيزنطيين، ومبشرة بانتصار ساحق للإمبراطورية البيزنطية وهو ما تم عام 629، وقد توسع مفسري القرآن في شرحها وتبيانها؛ كذلك فقد ذكر هرقل في كل من الحديث الشريفوالسيرة النبوية. خارج المصادر الإسلامية الداخلية لا يوجد مصدر تاريخي يفيد بأن هرقل قد سمع عن الإسلام أو النبي محمد شيئًا، ولربما نظر مستشاريه ورجال البلاط للدعوة الإسلامية بوصفها نوعًا من أنواع اليهودية الجديدة، خلال معارك سوريا.

                        المصادر الإسلامية تفيد بأن ضمن رسائل النبي محمد هناك رسالة إلى هرقل دعاه فيها إلى الإسلام، بعض المؤرخين المسلمين اللاحقين وجدوا أن هرقل أرسل جوابًا على الرسالة معترفًا بنبوة محمد: "لقد استقبلت رسالتك مع المبعوث، وأعترف أنك رسول الله المذكور لدينا في العهد الجديد، إن عيسى بن مريم قد بشّر بك"، ثم أبلغ سكان الإمبراطورية بذلك، وإذ خشي ثورتهم تراجع معلنًا أنه كان يختبر إيمانهم بالمسيح فحسب. روايات أخرى تفيد بأن هرقل شاهد حلمًا حول "مملكة يقودها رجل مختون، وتنتصر على جميع أعدائها"؛ ياقوت الحموي في القرن الثاني عشر وضع على لسان هرقل عبارة "وداعًا يا سوريا الجميلة، وداعًا لا لقاء بعده" بعد هزيمة جيشه في معركة اليرموك، رغم أن هرقل لم يكن في سوريا عند فتوح الشام؛ أما ابن كثير في القرن الرابع عشر أيضًا وصف هرقل بكونه "أكثر الرجال قوة وحكمة" وقال أنه "أدار الإمبراطورية بكل روح قيادية"؛ أما في كينيا فقد اكتشف باللغة السواحيلية عام 1728 مخطوط يدعى "كتاب هرقل"، يؤرخ حسب السير الشعبية لمعارك الإمبراطور وانتصاراته على الفرس، وعلاقته بالإسلام الناشئ أيضًا.



                        معبد هرقل - عمان


                        عائلته


                        تزوج هرقل مرتين، الأولى من فابيا إيدوكيا، وبعد وفاتها من ابنة أخته مارتنيا. أنجب هرقل من زوجته الأولى فابيا طفلين، في حين أنجب من مارتينا تسعة أطفال، توفي انثان منهما في الصغر، في حين كان فابيوس فلافيوس مصابًا بالشلل في الرقبة، وثيودوسيوس كان أصمًا وأبكمًا، قد نظر إلى ذلك بوصفه عقابًا أو لعنة إلهية لكون زواج هرقل من ابنة أخته غير مشروع تزوج ثيودوسيوس من نايك ابنة القائد الفارسي شهربراز؛ وغدا اثنان من أبنائه أباطرة بعده هرقلوناس بين 638 - 641 ابن مارتينا، وقسطنطين الثالث ابن إيدوكيا من فبراير وحتى مايو 641.

                        كان لهرقل أيضًا ابن واحد على الأقل غير شرعي، ومن أم غير معروفة في التاريخ، ولربما انخرط في مؤامرة لخلع هرقل مع ابن عمه وعدد من رجال البلاط منهم النبيل الأرمني ديفيد ساهاروني، غير أن هرقل اكتشف المؤامرة، وقام بجدع أنف وقطع يدين المتآمرين ثم قام بنفيهم إلى جزيرة برينكيبو؛ في السنوات الأخيرة من حكم هرقل، غدا الصراع على وراثة العرش شديد الوضوح في البلاط مع محاولات مارتينا الدفع بأبنائها نحو العرش، وقد انتهى الأمر بقرار هرقل وضع هرقلوناس، وقسطنطين الثالث ليحكما مناصفة بالاشتراك مع مارتينا كإمبراطورة للدولة.




                        مفبرة هرقل



                        التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-11-13, 11:03 AM.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X