إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كورش الكبير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كورش الكبير

    كورش الكبير

    كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش ويلقب به كورش الكبير أو قوروش الكبير(باللغة الفارسية: كوروش بزرگ)، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية، استولى على آسيا الصغرىوبابلوميديا، قضى على الكلدان، حكم من (550-529) ق.م. فقتل كوروش في ماساجت ودفن في باساركاد.



    كونه
    ذو القرنين

    اخوانى الاعزاء مايلى لايعبر عن قناعة شخصية وانما هو استعراض لبعض ما قيل فى هذا الموضوع
    وهو راى قابل للنقاش عسى ان يهدينا الله الى التفسير السليم
    كورش الكبير هو مؤمن بالله وباليوم الآخر، يدل على ذلك ما في كتب العهد العتيق ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعيا، (الإصحاح 44 و 45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب الأشعياء «راعي الرب» وقال في الإصحاح الخامس والأربعين: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعرف أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعرفني».









    مشهد الملك كورش
    بباساركاد


    ولو قطع النظر عن كونه وحيا فاليهود على ما بهم من العصبية المذهبية لا يعدون رجلا مشركا أو وثنيا لو كان كورش كذلك مسيحا إلهيا مهديا مؤيدا وراعيا للرب. على أن النقوش والكتابات المخطوطة بالخط المسماري المأثور عن داريوش الكبير وبينهما من الفصل الزماني ثماني سنين ناطقة بكونه موحدا غير مشرك، وليس من المعقول أن يتغير ما كان عليه كورش في هذا الزمن القصير.


    وأما فضائله النفسانية فيكفي في ذلك الرجوع إلى المحفوظ من أخباره وسيرته وما قابل به الطغاة والجبابرة الذين خرجوا عليه أو حاربهم كملوك «ماد» و«ليديا» و«بابل» و«مصر» وطغاة البدو وهو البلخ وغيرهم، وكان كلما ظهر على قوم عفا عن مجرميهم، وأكرم كريمهم ورحم ضعيفهم وساس مفسدهم وخائنهم



    أثنى عليه كتب العهد القديم، واليهود يحترمه أعظم الاحترام لما نجاهم من إسارة بابل وأرجعهم إلى بلادهم وبذل لهم الأموال لتجديد بناء الهيكل ورد إليهم نفائس الهيكل المنهوبة المخزونة في خزائن ملوك بابل، وهذا في نفسه مؤيد لكون ذي القرنين هو كورش فإن السؤال عن ذي القرنين إنما كان بتلقين من اليهود على ما في الروايات. ذكره مؤرخو يونان القدماء كهرودت وغيره فلم يسعهم إلا أن يصفوه بالمروة والفتوة والسماحة والكرم والصفح وقلة الحرص والرحمة والرأفة ويثنوا عليه بأحسن الثناء.




    ولكن أيضا السؤال الذي يطرح نفسه على لسان بعض العلماء هل ذى القرنين هو الملك كوروش أم هو الاسكندر الأكبر ارجو البحث في هذا الامر من حيث وجهة النظر العلمية والتاريخية والدينية
    ذو القرنين من في العقيدة الإسلامية

    نعلم قطعا من هو ذو القرنين. كل ما يخبرنا القرآن عنه أنه ملك صالح، آمن بالله وبالبعث وبالحساب، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه، ويسر له فتوحاته.




    بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعيا إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم. فما كان من الملك الصالح، إلا أن وضّح منهجه في الحكم. فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.



    بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لمنطقة وقت طلوع الشمس وليس أول مكان تطلع عليه الشمس كما يظن البعض. وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق. وصل ذو القرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكا قويا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة على ان يدفعوا له خراج.

    بناء السد
    فوافق الملك الصالح على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.
    بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.


    • يقول [[سيّد قطب]: "وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه..
    • صورة خيالية للإمبراطور قورش ((ساريوس)) بالزي العسكري الفارسي




    • =
      إنما ينشر العدل في كل مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون مقابل; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع كل خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهو في إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله." (في ظلال القرآن).



  • #2





    ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها "أبو الكلام أزاد"


    كان ذو القرنين من الألغاز التي أراد يهود المدينة أن يحرجوا رسول الله صلي الله عليه و سلم بالسؤال عنها.. و لكن ما كان الرسول عليه الصلاة و السلام ليحرج و وراءه ربه ، يسانده و يسعفه بالجواب ، ليخرس ألسنة هؤلاء الأعداء ، فنزل القرآن الكريم يحكى سؤالهم ، و يجيب عنه ، لا بذكر الاسم الحقيقي لهذا الرجل ، و لا مكانه ، و لا الأمة التي ينتسب إليها ، و لكن بذكر المهم من تاريخه و أعماله .



    و قد بينت آيات سورة الكهف عقيدة الرجل ، و عدله في حكمه و اتساع ملكه . لكن ما اسمه ؟ و أين و متى عاش و حكم ؟ لم تتكفل الآيات ببيان ذلك ، لأن العبرة ليست فيه ، و إنما العبرة و الفائدة تكمنان في ذكر ما تكفلت الآيات بذكره من أحداث حربية ، و من عدل ، و إيمان . فبقي الاسم موضع تساؤل و اجتهاد من المفسرين و المؤرخين في تعيينه ، إشباعا لما في النفوس من غريزة الكشف عن المجهول و حب الاستطلاع . حتى و لو لم يكن وراء معرفة هذا المجهول فائدة تذكر .. لكنها الغريزة ، و رغبة العلماء في إشباعها ..
    فلا تجد مفسرا قديما أو حديثا إلا و ذكر ما وصل إليه في ذلك ، و لا مؤرخا إسلاميا إلا و أدلى بدلوه في البحث عن هذا الاسم ، و ذكر ما وصل إليه من أقوال مأثورة عن سابقيه .. حتى جاء في أوائل القرن العشرين "أبو الكلام أزاد" عند هذه الآيات ، و هو يفسر القرآن الكريم ، فكان لابد له أن يقول رأيه كذلك في ذي القرنين .


    =

    و كان أمامه حشد هائل من أقوال السابقين ، و كان من الممكن أن يكتفي بهذه الأقوال ، و يختار منها كما فعل غيره ، و ينتهي . و لكنه لم يفعل .. لأنه لم يقتنع بقول من أقوال السابقين ، كما لم يقبل أن يترك الموضوع يمر دون بحث .
    فخاض غمار الكشف عن المجهول بطريقته الخاصة ، و بما وفره الله له من عقل و قدرة علي البحث ، و سعة الإطلاع . و قدم لنا أخيرا في تفسيره بحثا مطولا ، وصل في نهايته إلى تعيين الاسم و المكان و الزمن الذي عاش فيه ذو القرنين ، و دعم كشفه هذا بمقارنة بين ما ذكره التاريخ عن هذا الرجل ، و ما ذكره القرآن عنه . و وجود تطابق بين المصدرين ، مما لا يدع مجالا للشك في صحة ما وصل إليه . و على غير عادة المفسرين ، رسم أزاد في تفسيره خريطة تبين رحلات أو حروب ذي القرنين كما ذكرها القرآن ، و فصلتها كتب التاريخ القديم لا سيما المصادر اليونانية التي أنصفت الرجل برغم ما كان بينه و بين اليونان من عداء ..


    =


    علي أنه لم يكن وحده هو موضع التساؤل ، بل انضم إليه مكان السد الذي بناه ذو القرنين أين هو ؟ ثم يأجوج و مأجوج و من يكونون ؟ فعني أزاد بالكشف عن مكان السد ، و التعريف بيأجوج و مأجوج . و بين على الخريطة المنطقة التي كانوا يعيشون فيها و الممر الذي كانوا ينحدرون منه للإغارة و الإفساد ، و الذي بني ذو القرنين فيه السد ، ليمنع شر هؤلاء المغيرين ..

    ماذا قاله المفسرون و المؤرخون ؟


    و لكن قبل أن نتحدث عن بحوث أزاد ، يجدر بنا أن نعرض و لو ملخصا للآراء التي ذكرها المفسرون و المؤرخون ، مع العلم بأن أكثر ما قالوه كان عن طريق النقل بعضهم من بعض ، و إن كان لبعضهم آراء انفردوا بها ، و هي كلها مبنية علي مجرد النقل ..




    و على سبيل المثال:
    يذكر تفسير الكشاف للزمخشري : أنه الإسكندر و قيل أنه عبد صالح . نبي . ملك ، و ذكر رواية عن الرسول صلي الله عليه و سلم ، أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني جانبيها شرقا و غربا . و قيل كان لتاجه قرنان . كان على رأسه ما يشبه القرنين ..
    و الإمام ابن كثير : يذكر في تفسيره : أنه الإسكندر ثم يبطل هذا . كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام و طاف معه بالبيت . و قيل عبد صالح . و أورد في تاريخه " البداية و النهاية " جـ 2 ص 102 مثل ذلك و زاد أنه نبي أو مَلَك .

    أما القرطبى في تفسيره فقد أورد أقوالا كثيرة أيضا : كان من أهل مصر و اسمه " مرزبان " ، و نقل عن ابن هشام أنه الاسكندر ، كما نقل روايات عن الرسول صلي الله عليه و سلم ، بأنه ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب . و عن عمر و عن على رضي الله عنهما بأنه مَلَك .. أو عبد صالح و هي روايات غير صحيحة . و قيل أنه الصعب بن ذي يزن الحميرى ، و كلها روايات و أقوال تخمينية و لا سند لها .





    أما الآلوسى في تفسيره ، فقد جمع الأقوال السابقة كلها تقريبا ، و قال : لا يكاد يسلم فيها رأى ، ثم اختار أنه الاسكندر المقدوني و دافع عن رأيه بأن تلمذته لأرسطو ، لا تمنع من أنه كان عبدا صالحا .. أما المفسرون المحدثون فكانوا كذلك ينقلون عن الأقدمين .

    موقف أزاد من هذه الأقوال

    لم يرتض أزاد قولا من هذه الأقوال ، بل ردها ، و قال عنها: إنها قامت على افتراض مخطيء لا يدعمه دليل ، و عنى بالرد على من يقول بأنه الإسكندر المقدوني .. بأنه لا يمكن أن يكون هو المقصود بالذكر في القرآن ، إذ لا تعرف له فتوحات بالمغرب ، كما لم يعرف عنه أنه بنى سدا ، ثم إنه ما كان مؤمنا بالله ، و لا شفيقا عادلا مع الشعوب المغلوبة ، و تاريخه مدون معروف .

    كما عنى بالرد على من يقول بأنه عربي يمني .. بأن سبب النزول هو سؤال اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام عن ذي القرنين لتعجيزه و إحراجه. و لو كان عربيا من اليمن لكان هناك احتمال قوي لدي اليهود- على الأقل- أن يكون عند قريش علم به ، و بالتالي عند النبي صلى الله عليه و سلم ، فيصبح قصد اليهود تعجيز الرسول عليه الصلاة و السلام غير وارد و لا محتمل . لكنهم كانوا متأكدين حين سألوه بأنه لم يصله خبر عنه ، و كانوا ينتظرون لذلك عجزه عن الرد .. سواء قلنا بأنهم وجهوا السؤال مباشرة أو أوعزوا به للمشركين في مكة ليوجهوه للرسول عليه الصلاة و السلام .



    ثم قال : " و الحاصل أن المفسرين لم يصلوا إلى نتيجة مقنعة في بحثهم عن ذي القرنين ، القدماء منهم لم يحاولوا التحقيق ، و المتأخرون حاولوه ، و لكن كان نصيبهم الفشل . و لا عجب فالطريق الذي سلكوه كان طريقا خاطئا . لقد صرحت الآثار بأن السؤال كان من قبل اليهود- وجهوه مباشرة أو أوعزوا لقريش بتوجيهه -فكان لائقا بالباحثين أن يرجعوا إلى أسفار اليهود و يبحثوا هل يوجد فيها شيىء يلقي الضوء على شخصية ذي القرنين ، إنهم لو فعلوا ذلك لفازوا بالحقيقة " .
    لماذا ؟ لأن توجيه السؤال من اليهود للنبي عليه الصلاة و السلام لإعجازه ينبىء عن أن لديهم في كتبهم و تاريخهم علما به ، مع تأكدهم بأن النبي عليه الصلاة و السلام أو العرب لم يطلعوا علي ما جاء في كتبهم .. فكان الاتجاه السليم هو البحث عن المصدر الذي أخذ منه اليهود علمهم بهذا الشخص .. و مصدرهم الأول هو التوراة .




    و أمسك أزاد بالخيط و هذا هو الذي اتجه إليه أزاد ، و أمسك بالخيط الدقيق الذي وصل به إلي الحقيقة .. و قرأ و بحث و وجد في الأسفار ، و ما ذكر فيها من رؤى للأنبياء من بني إسرائيل و ما يشير إلى أصل التسمية : "ذي القرنين" أو " لوقرانائيم" كما جاء في التوراة .. و ما يشير كذلك إلي الملك الذي أطلقوا عليه هذه الكنية ، و هو الملك "كورش" أو "خورس " كما ذكرت التوراة و تكتب أيضا "غورش" أو "قورش" .


    هل يمكن الاعتماد علي التوراة وحدها ؟

    يقول أزاد : " خطر في بالي لأول مرة هذا التفسير لذي القرنين في القرآن ،و أنا أطالع سفر دانيال ثم اطلعت علي ما كتبه مؤرخو اليونان فرجح عندي هذا الرأي ، و لكن شهادة أخري خارج التوراة لم تكن قد قامت بعد ، إذ لم يوجد في كلام مؤرخي اليونان ما يلقي الضوء علي هذا اللقب .

    تمثال كورش

    ثم بعد سنوات لما تمكنت من مشاهدة آثار إيران القديمة و من مطالعة مؤلفات علماء الآثار فيها زال الحجاب ، إذ ظهر كشف أثري قضي علي سائر الشكوك ، فتقرر لدي بلا ريب أن المقصود بذي القرنين ليس إلا كورش نفسه فلا حاجة بعد ذلك أن نبحث عن شخص آخر غيره " .




    " إنه تمثال علي القامة الإنسانية ، ظهر فيه كورش ، و علي جانبيه جناحان ، كجناحي العقاب ، و علي رأسه قرنان كقرني الكبش ، فهذا التمثال يثبت بلا شك أن تصور "ذي القرنين" كان قد تولد عند كورش ، و لذلك نجد الملك في التمثال و علي رأسه قرنان" أي أن التصور الذي خلقه أو أوجده اليهود للملك المنقذ لهم "كورش" كان قد شاع و عرف حتى لدي كورش نفسه علي أنه الملك ذو القرنين .. أي ذو التاج المثبت علي ما يشبه القرنين .. كما يتبين من صورة التمثال .. سواء قلنا أنه صنع في عهده نفسه ، أو في عهد خلفائه ..

    كورش بين القرآن و التاريخ

    و مع أن ما وصل إليه أزاد قد يعتبر لدي الباحثين كافيا ، إلا أنه مفسر للقرآن و عليه أن يعقد المقارنة بين ما وصل إليه و بين ما جاء به القرآن عن ذي القرنين أو عن الملك كورش .. إذ أن هذا يعتبر الفيصل في الموضوع لدي المفسر المؤمن بالقرآن .. و يقول أزاد : أنه لم توجد مصادر فارسية يمكن الاعتماد عليها في هذا ، و لكن الذي أسعفنا هو الكتب التاريخية اليونانية ، ولعل شهادتها ، تكون أوثق و أدعي للتصديق ، إذ أن المؤرخين اليونان من أمة كان بينها و بين الفرس عداء مستحكم و مستمر ، فإذا شهدوا لكورش فإن شهادتهم تكون شهادة حق لا رائحة فيها للتحيز ، و يستشهد أزاد في هذا المقام بقول الشاعر العربي :

    و مليحة شـــهدت لها ضراتها ***** و الفضل ما شهدت به الأعداء

    فقد أجمعوا علي أنه كان ملكا عادلا ، كريما ، سمحا ، نبيلا مع أعدائه ، صعد إلي المقام الأعلى من الإنسانية معهم .




    و قد حدد أزاد الصفات التي ذكرها القرآن لذي القرنين ، و رجع لهذه المصادر اليونانية فوجدها متلاقية تماما مع القرآن الكريم ، و كان هذا دليلا قويا آخر علي صحة ما وصل إليه من تحديد لشخصية ذي القرنين ، تحديدا لا يرقي إليه شك ..

    فمن كورش أو قورش إذا ؟

    إنه من أسرة فارسية ظهر في منتصف القرن السادس قبل الميلاد في وقت كانت فيه بلاده منقسمة إلي دويلتين تقعان تحت ضغط حكومتي بابل و آشور القويتين ، فاستطاع توحيد الدولتين الفارسيتين تحت حكمه ، ثم استطاع أن يضم إليها البلاد شرقا و غربا بفتوحاته التي أشار إليها القرآن الكريم ، و أسس أول إمبراطورية فارسية ، و حين هزم ملك بابل سنة 538 ق.م. أتاح للأسري اليهود فيها الرجوع لبلادهم ، مزودين بعطفه و مساعدته و تكريمه . كما أشرنا إلي ذلك من قبل .. و ظل حاكما فريدا في شجاعته و عدله في الشرق حتى توفي سنة 529 ق.م.

    سد يأجوج و مأجوج

    إنما نسميه بهذا لأنه بني لمنع الإغارات التي كانت تقوم بها قبائل يأجوج و مأجوج من الشمال علي الجنوب ، كما يسمي كذلك سد "ذي القرنين" لأنه هو الذي أقامه لهذا الغرض ..



    و يقول أزاد : " لقد تضافرت الشواهد علي أنهم لم يكونوا إلا قبائل همجية بدوية من السهول الشمالية الشرقية ، تدفقت سيولها من قبل العصر التاريخي إلي القرن التاسع الميلادي نحو البلاد الغربية و الجنوبية ، و قد سميت بأسماء مختلفة في عصور مختلفة ، و عرف قسم منها في الزمن المتأخر باسم "ميغر" أو "ميكر" في أوروبا .. و باسم التتار قي آسيا ، و لاشك أن فرعا لهؤلاء القوم كانوا قد انتشروا علي سواحل البحر الأسود في سنة 600 ق.م. و أغار علي آسيا الغربية نازلا من جبال القوقاز ، و لنا أن نجزم بأن هؤلاء هم الذين شكت الشعوب الجبلية غاراتهم إلي "كورش" فبني السد الحديدي لمنعها" ، و تسمي هذه البقعة الشمالية الشرقية ( الموطن الأصلي لهؤلاء باسم "منغوليا " و قبائلها الرحالة "منغول"
    و تقول لنا المصادر اليونانية أن أصل منغول هو "منكوك" أو "منجوك" و في الحالتين تقرب الكلمة من النطق العبري "ماكوك" و النطق اليوناني "ميكاك" و يخبرنا التاريخ الصيني عن قبيلة أخري من هذه البقعة كانت تعرف باسم "يواسي" و الظاهر أن هذه الكلمة ما زالت تحرف حتى أصبحت يأجوج في العبرية .. "




    و يقول : " إن كلمتي : " يأجوج و مأجوج " تبدوان كأنهما عبريتان في أصلهما و لكنهما في أصلهما قد لا تكونان عبريتين ، إنهما أجنبيتان اتخذتا صورة العبرية فهما تنطقان باليونانية "كاك Gag" و "ماكوك Magog"

    و قد ذكرتا بهذا الشكل في الترجمة السبعينية للتوراة ، و راجتا بالشكل نفسه في سائر اللغات الأوروبية " .
    و الكلمتان تنطقان في القرآن الكريم بهمز و بدون همز .
    و قد استطرد أزاد بعد ذلك لذكر الأدوار السبعة أو الموجات السبع التي قام بها هؤلاء بالإغارة علي البلاد الغربية منها و الجنوبية .

    مكان السد

    ثم يحدد مكان السد بأنه في البقعة الواقعة بين بحر الخرز "قزوين" و البحر الأسود حيث توجد سلسلة جبال القوقاز بينهما ، و تكاد تفصل بين الشمال و الجنوب إلا في ممر كان يهبط منه المغيرون من الشمال للجنوب ، و في هذا الممر بني كورش سده ، كما فصله القرآن الكريم ، و تحدثت عنه كتب الآثار و التاريخ .



    و يؤكد أزاد كلامه بأن الكتابات الأرمنية – و هي كشهادة محلية – تسمي هذا الجدار أو هذا السد من قديم باسم " بهاك غورائي" أو "كابان غورائي" و معني الكلمتين واحد و هو مضيق "غورش" أو "ممر غورش" و "غور" هو اسم "غورش أو كورش".
    و يضيف أزاد فوق هذا شهادة أخري لها أهميتها أيضا و هي شهادة لغة بلاد جورجيا التي هي القوقاز بعينها . فقد سمي هذا المضيق باللغة الجورجية من الدهور الغابرة باسم
    " الباب الحديدي " .


    =
    و بهذا يكون أزاد قد حدد مكان السد و كشف المراد من يأجوج و مأجوج ..
    و قد تعرض لدفع ما قيل أن المراد بالسد هو سد الصين ، لعدم مطابقة مواصفات سد الصين لمواصفات سد ذي القرنين و لأن هذا بني سنة 264 ق.م. بينما بني سد ذي القرنين في القرن السادس قبل الميلاد .
    كما تعرض للرد علي ما قيل بأن المراد بالسد هو جدار دربند ، أو باب الأبواب كما اشتهر عند العرب بأن جدار دربند بناه أنوشروان ( من ملوك فارس من 531 – 579 م ) بعد السد بألف سنة ، و أن مواصفاته غير مواصفات سد ذي القرنين و هو ممتد من الجبل إلي الساحل ناحية الشرق و ليس بين جبلين كما أنه من الحجارة و لا أثر فيه للحديد و النحاس .


    =
    و علي ذلك يكون المقصود بالعين الحمئة هو الماء المائل للكدرة و العكارة و ليس صافيا . و ذلك حين بلغ الشاطيء الغربي لآسيا الصغري و رأي الشمس تغرب في بحر إيجه في المنطقة المحصورة بين سواحل تركيا الغربية شرقا و اليونان غربا و هي كثيرة الجزر و الخلجان .
    و المقصود بمطلع الشمس هو رحلته الثانية شرقا التي وصل فيها إلي حدود باكستان و أفغانستان الآن ليؤدب القبائل البدوية الجبلية التي كانت تغير علي مملكته .
    و المراد ببين السدين أي بين جبلين من جبال القوقاز التي تمتد من بحر الخزر ( قزوين ) إلي البحر الأسود حيث إتجه شمالا .



    لقد كان أزاد بهذا البحث النفيس أول من حل لنا هذه الإشكالات التي طال عليها الأمد ، و حيرت كل المفكرين قبله . و حقق لنا هذا الدليل ، من دلائل النبوة الكثيرة .. رحمه الله و طيب ثراه ..

    والله اعلم





    تعليق

    يعمل...
    X