إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللغة الفارسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللغة الفارسية

    اللغة الفارسية

    اللغة الفارسية: هي إحدى اللغات العالمية الحية غذتها الحضارة الفارسية القديمة، واثرتها الحضارة الاسلامية المجيدة وقد مثلث أدبها، شخصيات علمية أدبية فذة، أمثال العالم الحكيم ابي القاسم الفردوسي في شاهنامته، والعالم الحكيم عمر الخيام في رباعياته، ومولانا جلال الدين المولوي في غزله ومثنوياته والشيخ السعدي الشيرازي في مقاماته وحكمه وروضته (كلستان) وبستانه (بوستان)، والعارف الكبير الحافظ الشيرازي في بديع غزله وعرفانياته.
    ان اللغة الفارسية بشتى فروعها وفي مختلف العصور، مرت بمنعطفات تاريخية مختلفة والتقت بلغات عالمية ذات جذور عمقية ولابد من الاشارة اليها عبر هذه المسيرة التي امتدت اكثر من خمسة الاف سنة مروراً بالسلالات الفارسية الكبرى التي بسطت يد سلطانها على الشرق الاوسط ومساحات من آسيا الشمالية واوروبا وشبه القارة الهندية، وما التقت به من اقوام مختلفة وحضارات عريقة، وصولاً الى المنعطف التاريخي العظيم الذي غير وجه التاريخ ألا وهو الاسلام المجيد، وما أخذ من الحضارة الفارسية المشرقة وما أضاف اليها والى اللغة الفارسية من البلاغة والجلال الجمال والروعة.

    كما سيكون لنا ـ أن شاءالله ـ أكثر من موقف مع اللغة الفارسية وأختها العربية ـ بالسبب لا بالنسب طبعاً ـ عبر العصور الاسلامية المختلفة حتى يومنا هذا.
    وعودة على بدء نرى من الجدير أن نستعرض مشاهد من ذلك التاريخ الطويل الذي خاضته اللغة الفارسية متفاعلة مع اللغات المتعايشة معها أو المتاخمة لها آنذاك.

    ففي هذه الرحلة القصيرة نمرّ على الشرق الاوسط لنرى البصمات التي خلفتها ورائها تلك الحضارات القديمة.

    فهذه منطقة الشوش الواقعة غرب ايران وقد تبادلتها أيدي القوى الجبارة القديمة فمن العيلاميين في الألفية الرابعة قبل الميلاد، الى الأكديين في الالفية الثالثة قبل الميلاد إلى السومريين في منتصف الألفية الثالثة ق.م، الى الآشوريين ثم مجيء الآريين من سلالة ألماد الفارسية التي فرضت هيمنتها على المنطقة في سنة ثمانمائة وتسع وعشرين ق.م.

    ثم جاءت السلالة الاخمينية الهخامنشية الفارسية الكبرى، فاكتسحت منطقة الشوش وأخرجتها من الآشوريين سنة 700 (سبعمائة ق.م).
    ثم راحت تبسط يد سلطانها على كل منطقة ما بين النهرين ثم انطلق قمبيز (كمبوجية) فاحتل مصر وتابع داريوش ثم خشايارشا تلك الفتوحات، وكانت الشام ايضاً قد اصبحت من جملة متصرفات الهخامنشيين.

    اما اليونان فقد احتلها (خشايارشا) سنة (اربعمائة وثمانين ق.م) فأحرق قصور أثينة المعروفة بـ (اكروبوليس) مما جعل اسكندر المقدوني يحتل ايران فيحرق قصر جمشيد في شيراز، وذلك سنة 330 ق.م.

    (1)

    وعبر هذه الرحلة الطويلة التي قطعتها اللغة الفارسية التقت بلغات وخطوط مختلفة من سامية وغير سامية، كالخط الفنيقي الذي نشأت منه خطوط عالمية كالخط اليوناني والخط الآرامي.

    وكان هذا الاخير قد اتخذه الآراميون الذين سكنوا ما بين النهرين حوالي الالفية الثانية قبل الميلاد، خطّاً للغتهم التي لم يكن لها خط معروف. وكان الآراميون اهل تجارة فجاءت لغتهم سهلة مبسطة، كما جاء الخط الآرامي لديهم سهلاً بسيطاً بعيداً عن الصعوبة التعقيد، و قد يكون هذا هو السر الذي جعل الخط ينتشر بسرعة على مساحات شاسعة من الارض حتى أنك تستطيع أن تجد نمادج من هذا الخط ـ اي الآرامي ـ في الهند وصقلية.

    وعندما احتل الهخامنشيون مناطق الفرات التي كان الآراميون يقطنونها، وكذلك بعد أن فرضوا سيطرتهم على جميع نواحي سوريا وفلسطين ومصر، كان الخط الآرامي، هو الخط الرسمي في جميع هذه البقاع، فاتخذه الهخامنشيون خطاً رسمياً لهم في بلاطاتهم لكن الايرانيين كانوا يتكلمون اللغة الفارسية القديمة.
    على أن سهولة الخط الآرامي وسرعة انتشاره جعلتاه يصبح منشأً للغات وخطوط كثيرة لاتزال حية حتى اليوم، وهي الخط العبري، والخط السرياني، والخط التدمري، والخط النبطي الذي تطور منه الخط العربي, والخط الكوفي، وخط النسخ، ومنه الخط الفارسي الدري والمعاصر.
    (2)
    ولهذا نرى ما وجد من نقوش من العصر الهخامنشي في (ترعة السويس) وسائر مناطق ايران الأثرية، قد كتب معظمها بثلاث لغات هي الفارسية القديمة والآشورية والآرامية، وبعضها كنت بالغة الفارسية القديمة فقط.
    أما ما وصلنا من آثار مكتوبة بعد العصر الهخامنشي حتى العصر الاسلامي، فقد كتب باللغة الفهلوية الايرانية.

يعمل...
X