إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القطط السوداء مظلومون مع البشر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القطط السوداء مظلومون مع البشر



    القطط السوداء

    مظلومون مع البشر








    هل القطط السوداء مسالمة مثل باقي القطط
    وهل نظرة الإنسان لها نظرة خوف من أن تكون ذات روح شريرة
    تلاعبت بها أيادي قذرة من المشعوذين السحرة..

    كانواالمصريون القدماء يعبدون القطط، و كان لهم آلهة تسمى "باشت" كان رأسها رأس قطة، و كانوا يعتقدون أن لآلهتهم تسع أرواح، و حين كانت قطة سوداء تموت في مصر، كانوا يحنطون جسدها، فقد اكتشفت بقايا آلاف القطط السوداء في مقبرة في مصر، و كان قتل القطة يعتبر جرما عقوبته الموت، و بذلك كان الناس يخافون كثيرا من القطة السوداء.
    و في العصور الوسطى، كان السحرة و الأطباء يستخدمون جمجمة القطة السوداء في إعداد أدوية غامضة، لذلك بدأ الناس يفكرون أن القطة السوداء سيئة، و ظل الناس يعانون من هذه الخرافة قرونا كثيرة، لكن الحقيقة أن القطة ليست نحسا أو مجلبة للنحس.
    لقد تم تدجين هذا الحيوان قبل حوالي 5000سنة



    أشارت تقديرات الجمعية الايطالية للدفاع عن الحيوانات والبيئة ان 60 ألف قطة قتلت
    في العام الماضي درءا للحظ السيء وأيضا في طقوس شيطانية في بعض مختبرات تصنيع مستحضرات التجميل حيث يسفر استخدام الفرو الاسود عن أفضل النتائج.

    وقال لورنزو كروس رئيس الجمعية "نريد أن نوقف هذه
    المذبحة وننشر التوعية ونعيد كرامة القطط السوداء".

    وانشأت الجمعية نحو 200 نقطة استعلامات في القرى
    والمدن في أنحاء ايطاليا حيث تقدم معلومات للمارة
    عن القطط السوداء ويطلب منهم التوقيع على
    التماس ويتم تشجيعهم على تبني قطة سوداء.



    ودعت جماعات لحقوق الحيوان في ايطالي
    لمبادرة (يوم القطة السوداء) في محاولة لوقف
    قتل الالاف من القطط على يد المواطنين.

    وتنتشر فكرة أن القطة السوداء تجلب الحظ السيء
    في العديد من الدول ولكن في ايطاليا وحدها أعلن
    مرسوم بابوي في العصور الوسطى
    ان القطط السوداء أدوات للشيطان. ومنذ
    ذلك الحين والقطط السوداء تلقى في النار
    وتحرق كما كان يحدث مع الساحرات

    يقال ان القطة السوداء تنتمي للجن ومن
    هذا المعتقد تجديين الكثير عند رأيتها يتعوذ
    من الشيطان وعن نفسي أراها كأي قطة أخرى
    لا فرق بينهم .

    واليكم هذه الطريقة للتأكد منها إن كانوا
    من الجن أم لا ، تقدم خطوات إلى هذا القط ،
    بحيث تكون المسافة الفاصلة بينكَ وبينه خمسة
    أمتار ، وأقرأ آية الكرسي وحرك بها شفتيك ،
    فإن فر فاعلم بأنه من شياطين الجن ،
    وأما إن بقي مكانه فيمكنك في هذه الحالة ملاطفته
    و التصدق عليه ،




    لماذا يخاف الناس القطة السوداء


    هنالك ملايين الناس في كل أنحاء العالم ممن يعتبرون رؤية قط أسود شؤما و مجلبة للحظ السيء. فإذا صادفنا قطا في طريقنا فإننا نعتبر ذلك شؤما، فهل تعرف لماذا يعتبر القط بشكل عام، و القط الأسود بصفة خاصة، مجلبة للنحس ؟
    إن هذه الأمور ليست سوى من باب الخرافات التي تعود إلى آلاف السنين، فقد كان المصريون القدماء يعبدون القطط، و كان لهم آلهة تسمى "باشت" كان رأسها رأس قطة، و كانوا يعتقدون أن لآلهتهم تسع أرواح، و حين كانت قطة سوداء تموت في مصر، كانوا يحنطون جسدها، فقد اكتشفت بقايا آلاف القطط السوداء في مقبرة في مصر، و كان قتل القطة يعتبر جرما عقوبته الموت، و بذلك كان الناس يخافون كثيرا من القطة السوداء.
    و في العصور الوسطى، كان السحرة و الأطباء يستخدمون جمجمة القطة السوداء في إعداد أدوية غامضة، لذلك بدأ الناس يفكرون أن القطة السوداء سيئة، و ظل الناس يعانون من هذه الخرافة قرونا كثيرة، لكن الحقيقة أن القطة ليست نحسا أو مجلبة للنحس.
    لقد تم تدجين هذا الحيوان قبل حوالي 5000 سنة

    أشارت تقديرات الجمعية
    الايطالية للدفاع عن الحيوانات والبيئة ان 60 ألف قطة قتلت
    في العام الماضي درءا للحظ السيء وأيضا في
    طقوس شيطانية في بعض مختبرات تصنيع مستحضرات
    التجميل حيث يسفر استخدام الفرو
    الاسود عن أفضل النتائج.

    وقال لورنزو كروس رئيس الجمعية "نريد أن نوقف هذه
    المذبحة وننشر التوعية ونعيد كرامة القطط السوداء".

    وانشأت الجمعية نحو 200 نقطة استعلامات في القرى
    والمدن في أنحاء ايطاليا حيث تقدم معلومات للمارة
    عن القطط السوداء ويطلب منهم التوقيع على
    التماس ويتم تشجيعهم على تبني قطة سوداء.

    ودعت جماعات لحقوق الحيوان في ايطاليا
    يوم السبت لمبادرة (يوم القطة السوداء) في محاولة لوقف
    قتل الالاف من القطط على يد المواطنين.

    وتنتشر فكرة أن القطة السوداء تجلب الحظ السيء
    في العديد من الدول ولكن في ايطاليا وحدها أعلن
    مرسوم بابوي في العصور الوسطى
    ان القطط السوداء أدوات للشيطان. ومنذ
    ذلك الحين والقطط السوداء تلقى في النار
    وتحرق كما كان يحدث مع الساحرات




    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-10, 09:28 PM.

  • #2
    ألف شكر على المعلومات التي تنفرد بها ددائماً

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمان الرحيم
      اخي الغالي مشكور على هذا الموضوع القيم وفقني الله واياكم لكل ما فيه الخير اخوك العوسج

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        أحسنت الاختيار ياغالي ... وجزاك الله خيرعلى مجهودك الكبير ممعنا
        ورد الحديث في صحيح مسلم ومسند أحمد وغيرهما أن الكلب الأسود شيطان ولم نقف على حديث صحيح ولا ضعيف يفيد أن القط الأسود شيطان في ما نعلم وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كالكلب الأسود قد سُئل النبي كما فى حديث أبى ذر : ما بال الأسود من الأحمر و الأصفر و الأبيض ؟ قال ( الكلب الأسود شيطان )
        لقد أعطى الله سبحانه وتعالى الجن قدرة على التشكل بأشكال مختلفة التشكل في صورة إنسان كما في صحيح البخاري عندما جاء الشيطان لأبي هريرة رضي الله عنه في صورة رجل فقير، وأخذ يحثو من طعام الصدقة.
        ومنها التشكل في صورة حيوان كالكلب الأسود كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الكلب الأسود شيطان".
        يقول شيخ الإسلام رحمه الله:"الكلب الأسود شيطان والجن تتصور بصورته "
        اما القطط السوداء فلم يرد فيها شئ ولكن الناس اخذتها على القياس بالكلب الاسود لان الناش عادة ما تتشائم من اللون الاسود ويعتبرونه دليل على الحزن والموت ... اما موضوع التشاؤم فهو حرام بدليل نهى النبى صلى الله عليه وسلم عنه فى اكثر من حديث والتطير والطيره هو التشاؤم ...


        ولك تحياتى على الموضوع الجميل واتمنى اكون قد أضفت معلومه مفيدة

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5
          صدقني .. ما بحب اربي قطط .... غير السودا منها .... أحلى
          [CENTER][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=purple]عَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ :
          [/COLOR][B][COLOR=#006400](ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ)[/COLOR][/B][COLOR=purple]
          [/COLOR][B][COLOR=#800000]رواه مسلم [/COLOR][/B][COLOR=purple]
          [/COLOR][/FONT][/SIZE][COLOR=#000080][SIZE=4][FONT=Arial][SIZE=4]
          [B]فلا تحرمونا من دعواتكم عسى ان يفرج الله كربي عاجلا غير اجل
          ولك بالمثل ان شاء الله جل جلاله[/B][/SIZE]
          [/FONT][/SIZE][/COLOR][URL]http://www.qudamaa.com/vb/f6/[/URL][SIZE=3][COLOR=#800000][B]

          لاضافة-صور-على-موضوعك-عن-طرق-المنتدى-اتبع-التعليمات-الآتية
          [/B][/COLOR][/SIZE]
          [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            أساطير القطط والسحر
            في مصر القديمة




            لقد كانت القطة تُبجّل في مصر القديمة، وكانت تُلعن في العصور الوسطى، كما أنه نُسب إليها إمكانية تواصلها مع العوالم الأخرى.
            في بوباستيس، كان يُظن بالقطط أنها آلهة مجسدة وكان يتم التعامل معها كذلك.
            عادة ما يُساء التفكير بأساطير الساحرات والظلم الذي وقع عليهم بواسطة الكنيسة... في العصور الوسطى بالخصوص. لقد تم تعذيبهم وإيذائهم بما يتعدى الوصف أولائك الذي كان يُظن بأنهم سحرة، حيث أنّ ذلك التحدي الذين يمثلون كان تحدّياً لتفسير الإنجيل المسيحي. لقد قيل أنّ أولائك الساحرات عادة ما مارسن الديانات القديمة للآلهة المتعددة، وقد تعلّمن "الخداع" لتغيير الشكل الى حيوانات مختلفة، خصوصاً القطط. إنّ العديد من القياديين الدينيين قد آمن أنّ القطط بطبيعتها شريرة تم إرسالها من قِبَل الشيطان نفسه لمساعدة الساحرات في "فعل الشر".
            إنّ الإعتقاد بأنّ لدى القطط قوى خارقة أخرى لم ينطلق من برنامج المتعصبين الدينيين في العصور الوسطى...
            بينما يمكن بالفعل تحميلهم عبء المفاهيم السلبية المحيطة بذلك. في مصر القديمة، إنّ القطة (أو "ماو" كما كانت تُعرف) كان يتم التعامل معها بإحترام معتًبَرة كصياد عظيم تُبقي القوارض بعيداً. إنّ القطط حينها لم تكن تُعبَد، لكن المدينة التاريخية بوباستيس التي تقع على مسافة قصيرة شمالي شرقي القاهرة على ضفاف النيل، قد سمّت نفسها نسبة الى الإلهة باستيت الماكرة.


            تلك الإلهة عادة ما قُدّمَت كقطة، وبالفعل، إعتقد العديد من المصريين القدامى أنّ القطط المهجنة ترمز تلك الإلهة للخصوبة والحماية. لذا لقد كان للقطط في مصر القديمة إمتيازات لا يتمتع بها الحيوانات الأليفة الأخرى... من ضمن ذلك حرية الحضور والذهاب حسب المشيئة.




            لقد كان هناك عدة أخر من الآلهة في مصر القديمة ذات توصيف ماكر الشكل... لكنها عادة ما كانت تُصوّر بشكل رأس لبؤة (سيخميت، إلهة الحرب، هي مثل على ذلك). ومن المعتقد من قبل العديد أنّ مدينة بوباستيس خصوصاً أولت الإهتمام الكبير على القطط بالعموم. وقد برهن ذلك وجود العديد من بقايا تماثيل تشبّه القطط في موقع المدينة الأثري، وأطلاله، بالإضافة الى أطلال المعبد الذي تم تشييده تكريماً لباستيت. هنالك العديد من الأضرحة المصرية المحتوية على قطط محنطة مدفونة بصحبة الأشخاص... مبدين أهميتهم كحاميات. عادة ما يصلّي النساء الى الإلهة يومياً لأجل البركة في الخصوبة لعائلاتهم. لقد كان شكل باستيت ماكر رشيق العجاف، وفي بعض الأحيان، نصف إنسان ونصف هرة.



            لمئات من السنين قبل مولد المسيح... كانت بوباستيس بالإضافة الى ما تبقّى من المدن في مصر القديمة، قد سقطت في أيدي الفرس. ولقد قيل أنّ إحدى الأسباب لخسائر المصريين الفادحة كان بالحقيقة تردد المقاتلين المصريين بضرب أدرع الفرس... التي كانت تحتوي صور تشبه القط. حتى قبل هذه الهزيمة، كان هناك تعليمات من أولائك الذين تم إستعبادهم من قِبَل المصريين لسنين طوال... اليهود... التي كانت تكتسب القوة.

            تلك التعليمات توجهت ضد عبادة العديد من الآلهة وأصنامها بأشكال الحيوانية التي كانت ما يُعبد بالعادة. إنّ الإشارة الى وجود أكثر من رب قد أمسى بتنامي رقمي إعتباراً شريراً لمعظم الناس. كل مَن إستمر في عبادة تلك الآلهة تم إعتباره كمشرك... وإنّ مصطلح الوثني الذي عنى بالأصل سكان البلاد قد أصبح معناه كل مَن لا يؤمن بإله واحد... والآلهة لم يكونوا بالحسبان في المعادلة. إنّ المجتمع الأمومي كان مرفوض تماماً، حيث أنّ النساء كان يُطلب منهنّ التراجع في أدوارهن وأن يتركوا للرجال القرارات النهائية.

            إنّ أساطير ما قد وصلنا الى معرفته بالسحر لديه العديد من الأصول في معتقدات مصر القديمة. وإنّ أحد أكثر الخيوط شيوعاً هو ذلك المتعلق بالميزان... أنه ليس فقط ذكر واحد يسيطر على مركز الألوهية بل تشارُك بين النساء والرجال. بدلاً من إدناء النساء لدور مساعد دائماً مفضلين الرجال... كانوا يُعتقد بهم ممثلين للحياة، تماماً مثل باستيت وإحترامها ككونها رمز للخصوبة دون سابق توقعات.
            كما أنّ هنالك دراسة تحوّل الشكل. عديد من الأساطير السحرية كان يتضمن المقدرة على تغيير الشكل من مخلوق الى مخلوق آخر حسب الطلب. لقد قام المصريين بدراسة ذلك أيضاً، وقد كان هناك معتقد بين العديد لذلك الزمن أنّ القطط الأليفة كانت بالحقيقة منتَج لباستيت مباشرة. لم تكن القطة تُعبد لا في مصر ولا عند السحرة... لكن، الإعتقاد بإمكانية القطط على رؤية ما وراء هذا العالم لها تشابهات
            إنّ ذلك المعتقد كان يُساء فهمه على نطاق واسع من قِبَل العديد من القياديين المسيحيين، خصوصاً في القرون الوسطى. إنّ المحليين في العديد من القرى في كل أنحاء أوروبا وفي جزء من أميركا المستَعمَرة وقع تحت وطأة حالة جنونية لخوف غير منطقي من السحرة مروّج من قِبَل الكنيسة. لقد تم الإمساك بكل مَن كان يُظن به ساحر وكانوا يُعرّضون الى محاكمة ساخرة، ثم يُعدمن. إنّ المعتقد أنّ القطط كانت من توابع الساحرات وإمكانية كونهنّ ساحرات متحوّلات في الشكل أدّى الى القيام بصائدي الساحرات لصيد القطط بالمئات. وقد تم التعامل مع القطط بما يشبه التعامل مع نظيراتهنّ.

            كانت القطط تُبجّل كما في مصر القديمة، أو تُلعَن كما في العصور الوسطى، إنه من الواضح أنّ ذلك الحيوان كان قد نُسب إليه إمكانية التواصل مع عوالم أخرى. في بوباستيس كان يُعتبر القطط آلهات مجسدة وكانوا يُعاملن كذلك. وفيما بعد خلال محاكمة الساحرات في أوروبا وأمريكا، تم الإعتقاد بالقطط أنهنّ ساحرات مجسدة... وكذلك تم قتلهن.

            مما يثير السخرية... لو لم يُدمّرن تلك القطط لكان عدد القوارض بقى تحت السيطرة... ولما كان الطاعون الأسود أفنى العديد من الحياة !

            وما يثير السخرية أيضاً أنّ أساطير القطط المبجّلة، الخصوبة، وأنثى الآلهة يسيرون جنباً الى جنب مع الآلهة كان ما يُعتبر شراً من قِبَل الزعماء الدينيين الذين كانوا يقتلون بإسم الرب.

            تعليق


            • #7
              حولتها الأساطير من مخلوقات أليفة إلى زعيمة للشياطين والعفاريت

              القط الأسود جني يؤذي من يضربه... والأبيض ملاك يجب إكرامه




              القطط مخلوقات أليفة تعيش بيننا, منها أنواع كثيرة يحرص الناس على اقتنائها, وتربيتها في بيوتهم, لكن كثيراً من القطط لا تلبث أن تعتمد على حياة الحل والترحال من منزل الى آخر, فلا تكتفي بالبقاء في مكان واحد, وهو ما يجعلها محل شكوك وفزع لدى الكثيرين حول قدراتها الغيبية, وعلاقاتها الخفية بقوى مثيرة للرعب كالجن والشياطين وأرواح الموتى, فالقط الأسود مثلا شيطان أو جني يجب تجنبه والحذر من ايذائه, بينما الأبيض ملك يجب اكرامه وحسن معاشرته وضيافته حتى ولو كان غريباً عن المنزل, والأغرب من ذلك اعتقاد الكثيرين بحلول أرواح البشر في أجساد القطط , ومما يزيد الأمر اثارة واشتباكاً, أن هذا العالم تربطه علاقات وثيقة بعالم السحر الأسود, وبما يطلقون عليه " الأعمال السفلية ", ناهيك بارتباطه بدماء المغدورين وجثثهم وأشلائهم.. فماذا عن هذا العالم الغريب.. هذا وغيره ما سنعرفه خلال السطور التالية:



              الإله القط

              في البداية تذكر الهام التهامي ¯ الباحثة في التراث الشعبي ¯ أن ما يتردد عن القطط وعلاقاتها بعالم الغيب, مرده الى جذور قديمة لدى المصريين ولدى شعوب الأرض, فقد عبد القدماء المصريين القط منذ تم استئناسه في مصر القديمة منذ تسعة آلاف عام في صورة " باستيت "
              إله الحب والخصوبة, الذي هو رأس قط وجسم امرأة, وقد وصلت قداسة القطط لدى الفراعنة الى حد قيامهم بحلق حواجبهم حداداً عند موت احد القطط, أما اذا ارتكب أحدهم حماقة ما في حق هذا المخلوق المقدس, فقد تصل عقوبته الى الموت.. أما في روما فقد كان القط يمثل آلهة الحرية,
              حيث كان جنود روما يحملون صوره على دروعهم وأعلامهم, وكان ذلك سبباً في توارث الشعوب والحضارات شيئاً من قداسة القط ورمزيته, وفي الحضارة اليابانية مثلاً ترتبط القطط بالحظ والثروة متمثلة في القطة " مانيكي " خصوصاً عندما تظهر وهي رافعة يدها اليمني, فهذا يعني بالنسبة لهم رمزاً للفأل الطيب والحظ السعيد.. أيضا في الأساطير الشعبية يمكن معرفة اتجاه الموج والوقت ومراحل القمر من خلال عيون القط الواسعة, ولدى بعض الشعوب الأميركية والافريقية اعتقاد جازم بقدرة عيون القطط على اختزان ضوء الشمس واستخدامه في رصد
              الأشباح والأرواح الشريرة ومطاردتها, أما عيون القط السود الحمراء فهي في تفسير الكثيرين شرر من نار جهنم, ودليل على ارتباط القط الأسود بعالم الجن والشياطين, وتعد النظرة المواجهة بين عيون القط الأسود وعيون الانسان نذير شؤم وسوء في اعتقاد الكثير من شعوب العالم القديم والحديث على السواء.



              شياطين القطط

              يرى الباحث محمد الأشقر أن توارث الاعتقادات بشأن القطط, اختلط في الغالب الأعم بمشاعر البشر المتغيرة, وأحوالهم المختلفة من حيث الأمن والاطمئنان من جهة, والخوف والفزع من جهة أخرى, لكن الجهة الأخيرة كانت تسود وتسيطر على عقلية البشر وخيالاتهم, فتحولت
              عندها صورة القطط الى شياطين وساحرات لها أرواح سبعة كما هي الحال عند الشرقيين, وتسعة كما يعتقد الغربيون, وكانت تلك الاعتقادات التي تربط القطط بالشرور والشياطين, تصل الى ذروتها مع القطط ذات اللون الأسود, فلدى بعض الشعوب كانت القطط السوداء تحرق في الحقول لحماية المحاصيل من الأرواح الشريرة, حيث كان الظن بها أنها المجسد الأمثل لكل قوى الشر, وأنها ترمز للخطايا كالشهوة والخداع والحقد والقسوة.. ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب بل ان القطط مرتبطة بسلسلة من الطقوس والتعاويذ والطلاسم المستخدمة في عالم السحر
              الأسود, ففي التراث السحري الغربي اذا أحست المرأة الحامل بألم البطن فان عليها أن تسترضي أقرب الساحرات من بيتها, على اعتبار أن تلك الساحرة أصابتها ب¯ " سحر القطط " فملأت بطنها بالقطط الصغيرة المسحورة التي تنهش وتعض بطنها لتقضي على حملها أو تسحر جنينها, وتعمد الساحرات في بعض طقوس السحر الأسود الى تدريب القط الذكر المسحور على القفز فوق طعام المرأة المراد اصابتها قبل أن تأكله, وذلك حتى تحمل بجنين من القطط بدلاً من جنين البشر.. وفي بعض وصفات السحر وطلسماته المؤذية التي تنتشر في الأدغال الافريقية يصفون ثلاث قطط سوداء, تقطع رؤوسها وتطحن, ثم تفرغ دماؤها ويتلى عليها ما يطلقون عليه تعاويذ الانتقام, فاذا ما وضعت تحت عتبة مقصودة أثارت في قلوب أهلها القلق والوساوس, وصاروا لا يطيقون البقاء في منازلهم.. وكان بعض السحرة في مصر يعقدون
              سحرهم في أعناق قطط المقصودين بسحرهم, فيربطون بها التمائم والأحجبة ويعلقونها, فاذا ما طافت ببيوت أصحابها تحقق مفعول السحر, وأصاب كل ركن تطوف به القطط وتنزل به, ولأن الاعتقاد السائد لدى السحرة أن القطط تنجذب لقبور ملاعين الموتى فانهم كانوا يكتبون على
              أجزاء من كفن هؤلاء الموتى ¯ خصوصاً المغدورين منهم ¯ تعاويذهم ثم يضعونها في الماء ويستعينون بمنقوعها في غسل ظهور القطط المعدة للسحر والتي تم حبسها داخل مقابر ذات الموتى ثلاثة أيام متوالية.. وفي العصور الوسطي, كان السحرة والأطباء يستخدمون جماجم القطط في اعداد أدوية غامضة يستخدمونها في السيطرة على حكام المدن والممالك بالسحر, بعد أن يخلطوها بأجزاء خاصة من جثث المتوفين حديثاً.
              !


              توائم طوافة

              وتقول حنان البدري ¯ مهتمة بظاهرة التناسخ: حلول أرواح البشر في أجساد القطط لا تقتصر على الموتى فقط, بل الأحياء أيضاً, والشواهد هنا غاية في الغرابة والاثارة, لأنها تخص الأطفال والتوائم منهم على وجه الخصوص, ففي صعيد مصر يعتقدون بأن التوأم تهيم أرواحهم ليلاً في
              صورة قطط فيسرحون في البيوت ويأكلون ويشربون بل ويخططون للانتقام ممن أهانهم أو ضربهم بالنهار فيتلفون طعامه ويسرقون ماله, ويسيطر على البعض هنا فكرة أن التوأم يموت اذا ما أيقظه أحد أثناء طواف روحه المتجسدة بهيئة قط, ومما يروى عن احدى المدرسات
              المصريات أنها أنجبت توأم فمات أحدهما, بينما كبر الآخر, وفي سن السادسة من عمره أخبرت أخته الكبيرة أمها بأنه يزوم أثناء نومه بطريقة غريبة, فتحققت الأم من الأمر, حيث وجدت جسده في منتصف الليل شديد البرودة, وعندما أرادت أن توقظه زام بصوت مخيف ورفض
              الاستيقاظ, وكم كانت دهشة الأسرة عندما اكتشفت أن هذا الطفل تظهر على جسده آثار جروح, كلما قاموا بضرب قطة سوداء لهم كانت في المنزل. وتضيف البدري الأغرب من ذلك ما قامت بنشره جريدة الحوادث المصرية عن التوأمين وليد ومحمد في مدينة السويس المصرية, حيث فوجئ والدهما الموظف باحدى شركات البترول بظاهرة غريبة تحدث في منزله للمرة الأولى, وهي أن التوأمين يخبران والدتهما بنوعية الأطعمة
              التي سيأتي بها والدهما عندما يعود من العمل, وقد تكرر الأمر بشكل مثير, وعندما شك الوالد سألهما عن كيفية علمهما بنوعية الأطعمة والفواكه التي يأتي قبل أن يصل, فأخبراه بأنهما عندما ينامان يشاهدان كل شيء لأن روحيهما تسكنان أجساد القطط أثناء النوم.. ويروي والدهما أنه يعيش حالة من الفزع الدائم والخوف على طفليه, نظراً لامكانية موتهما المحققة اذا ما تعرض أحد للقطط التي يتجسدان فيها بالضرب أو التصادم, وقد حدث هذا أكثر من مرة مع أبناء الجيران, لكن بدرجة غير قاسية, وعندما سئل الأب عن تفسيره للحالة, أخبر بأنه عرف من البعض بأنها حالة معتادة مع التوائم, وأن القطط التي تسكن فيها روحاهما لها شكل مميز فهي صغيرة الحجم وذيلها صغير جداً وتحمل نفس لون بشرة التوأم, لكن المثير في الأمر أنه أخبر أن احدى قريبات محمد ووليد تعاني نفس المشكلة رغم أن عمرها يناهز ال¯ 50 عاماً.



              ليست شراً
              وحول رأيه فيما يثار عن القطط من اعتقادات وأساطير, أكد الشيخ أسامة المصري أن ذلك مرده الأوهام العامة وتواضع ثقافتهم التي تخيل لهم أموراً ليست على وجه الحقيقة, ونحن مأمورون دائماً بالاحسان الى الحيوان, سواء في ذلك القط الأسود أو القط الأبيض, ولم يرد ما يفيد بأن
              القط الأسود شيطان, انما ورد عن القطط في سنن الترمذي عن أبي قتادة: أنها ليست بنجس, انما هي من الطوافين عليكم ¯ أوالطوافات ¯ وسمي أبو هريرة بهذا الاسم لأن النبي ¯ صلى الله عليه وسلم ¯ رآه وهو يحمل قطيطة يربيها, وقال الله تعالى " ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " فان احسان البشر الى القطط باطعامها وعدم ايذائها كفيل بتجنيبهم شرورها ان وجدت, حتى ولو كانت من عتاة الجن.




              تعليق


              • #8
                القط المسكين مظلوم دائما ولي صديق يخشاه وكلما يرى القط الاسود يقول هذا جني واضحك عليه واقول له يارجل الكلب ربما يكون جن اما القط فلم اسمع بذلك
                موضوع قيم بارك الله فيك اخي محمد
                بسم الله الرحمن الرحيم
                وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى

                تعليق


                • #9

                  القط الملعون

                  اميره فتاه جميله جدا ورقيقه جدا فى العشرين من عمرها تدرس بكليه مرموقه
                  ومن اسره سعيده ومتحابه جدا اميره رجعت من الجامعه ذات يوم ووجدت امام باب المنزل قط لونه بنى فاتح جميل جدا ومن النظره الاولى عرفت انه صغير جدا وما ان وصلت الى الباب حتى اخذ يتمسح بقدمها فى رفق ويموء بضعف واستكانه فرق قلب اميره له واخذته معها ونظفته وذهبت به الى الطبيب البيطرى للكشف عليه حتى تتاكد من خلوه من الامراض وبعد توقيع الكشف على القط تعجب الطبيب من سلامه القط من اى مرض رغم انه قط شوراع وللوقايه فقط اعطاه مصل للتطعيم فرحت جدا اميره بالقط واطلقت عليه اسم مرمر واحضرت له سله انيقه وضعت بها وساده وغطاء وثير لينام فيها معها بغرفه نومها رغم اعتراض امها على دخول القط الا انها مع الحاح ابنتها وافقت على مضض
                  مرت الايام واميره تلعب وسعيده مع القط الا انها لاحظت شيئا غريبا كانت تحس انها تسمع صوته بكلام مفهوم موجه لها الا انها قالت لنفسها انها تتخيل فقط ماهو الا قط صغير
                  فى يوم من الايام والساعه قد تجاوزت الثانيه بعد منتصف الليل صحت اميره على صوت يناديها باصرار
                  اميره
                  ففتحت عينها وقد ظنت ان احد اخوتها يداعبها ولكنها ما وجدت احد معها بالغرفه فقالت هو حلم اذن وعاودت النوم
                  ولكن ما ان بدات تذهب فى سبات عميق حتى سمعت النداء مره اخرى وباصرار اشد
                  اميره
                  فقفزت مرعوبه من على فراشها واذا بالمفاجاه الرهيبه الغير متوقعه ابدا الذى ينادى عليها هو مرمر قطها الاليف
                  واذا بها تقول برعب رهيب مستحيل انت تتكلم
                  فيرد عليها القط بصوت عميق كانه آت من قبر لم يفتح منذ مئات السنين
                  نعم انا يا اميره انا لست قط انا فحروت ابن ملك الجان وانا احبك من اعوام طويله وانتظر
                  اميره اريد ان اتزوجك تعالى معى الان
                  فصرخت باعلى صوتها لا
                  فرد القط بغضب وقد بدا يتحول لكيان مخيف لا تقولى لا ولا ترفضى طلبى والا آذيتك
                  تعالى
                  فصرخت اميره باعلى صوتها امى النجده
                  فضحك القط ضحكه مرعبه وقد تحول لكيان ممسوخ مخيف لن يسمعك احد ولن ينجدك احد منى
                  وفجاه وقد اوشكت اميره على ان تفقد وعيها من الرعب

                  الله معى يمنعنى منك
                  اللهم انجدنى واحفظنى من كل شيطان رجيم
                  واذا بالمسخ يرتعد ويرتجف من الخوف لا لا لاتقولى هذا الكلام اصمتى
                  ولكن اميره وبكل رغبه فى الحياه وبكل ايمان تردد

                  اخسأ يا ملعون سأتلوا كلام الله عليك لتذهب الى الجحيم
                  واخذت اميره تردد ايات من القرآن الكريم والمسخ بدات النيران فى الاشتعال به ويصرخ صرخات رهيبه
                  ولكن اميره وبفضل الله وايمانها العميق تستمر بترديد الايات القرآنيه

                  حتى يحترق القط الملعون تماما
                  وعندها اسرعت لامها وارتمت فى حضنها وهى تقص عليها وهى ترتجف من الخوف ما حدث
                  واذا بامها ينتابها الذعر وتسرع فى الصباح لاحضار شيخ لكى يقرأ القرآن ويطهر المنزل مما فيه
                  واخيرا يثنى الشيخ على تصرف اميره ويقول لامها

                  ايمان ابنتك كان سبب نجاتها بعد الله سبحانه وتعالى
                  ومن يومها كرهت اميره القطط بكافه اشكالها

                  وما ان تراى قط حتى تردد ايات من القرآن الكريم
                  معها حق فمن يدرى ربما يكون ليس قط ربما يكون جن او يكون روحا شريره
                  نعم من يدرى من يدرى
                  نصيحه لمحبى القطط لا تثقوا بالقطط ابدا من يدرى ما تكون فى الحقيقه
                  احذروا



                  تعليق


                  • #10


                    القط الأسود

                    تاليف إدجار الآن بو

                    إدجار الان بو , شاعر و كاتب أمريكي مشهور (1809 - 1849) اشتهر بكتابة القصص القصيرة و ينسب إليه ‏البعض ابتكار أدب الرعب القوطي , حيث يمتزج الغموض و الشر و الظلام.

                    حياته بحد ذاتها كانت عبارة عن ‏بؤس متواصل , هجره أبوه و ماتت أمه في طفولته و ربته عائلة أخرى , أدمن الخمر بعد وفاة زوجته و مات ‏مبكرا في سن الأربعين , عثر على جثته مرمية في الشارع و هو يرتدي ملابس لا تخصه , و لازال الغموض ‏يكتنف سر موته إلى اليوم إذ إن جميع السجلات الطبية المتعلقة بموته اختفت بشكل مريب و غامض من ‏المستشفى الذي نقلت إليه جثته.
                    تعتبر قصة القط الأسود من أشهر ما كتب في مجال الرعب لذلك ارجوا أن ‏تستمتعوا بقراءتها .



                    القط الأسود
                    سوف أكون مجنوناً لو توقعت أن تصدقوا ذلك، لأن حواسي ذاتها ترفض أن تصدق ما شهدته ولمسته.
                    غير أنني لست مجنوناً – ومن المؤكد أنني لا أحلم- وإذ كنت ملاقياً حتفي غداً فلا بد لي من أن أزيح هذا العبء عن روحي.

                    ما أرمي إليه هو أن أبسط أمام العالم، بوضوح ودقة، وبلا أي تعليق، سلسلة من الوقائع العادية جداً. إنها الوقائع التي عصفت بي أهوالها و واصلت تعذيبي ودمرتني. مع ذلك لن أحاول تفسيرها وإذا كنت لا أجد فيها غير الرعب فإنها لن تبدو للآخرين مرعبة بقدر ما ستبدو نوعاً من الخيال الغرائبي المعقد.

                    قد يجيء في مقبل الأيام ألمعي حصيف يبين له تفكيره أن هذا الكابوس مجرد أحداث عادية – وربما جاء ألمعي آخر أكثر رصانة وأرسخ منطقاً وتفكيره أقل استعداداً للإثارة من تفكيري، ليرى في الأحداث التي أعرضها بهلع مجرد تعاقب مألوف لأسباب طبيعية ونتائجها المنطقية.

                    عُرِفْت منذ طفولتي بوداعتي ومزاجي الإنساني الرقيق، حتى أن رقة قلبي كانت على درجة من الإفراط جعلتني موضوع تندر بين زملائي. وقد تميزت بولع خاص بالحيوانات مما جعل أبواي يعبّران عن تدليلهما لي بإهدائي أنواعاً من الحيوانات المنزلية. مع هذه الحيوانات كنت أمضي معظم أوقاتي ، ولم أعرف سعادة تفوق سعادتي حين كنت أطعمها وأداعبها. نمت هذه الطباع الغريبة مع نموي، وكانت لي في طور الرجولة أكبر منابع المتعة.

                    الذين عرفوا مشاعر الولع بكلب أمين ذكي سوف يفهمون بسهولة ما أود قوله عن مدى البهجة المستمدة من العناية بحيوان أليف. إن في تعلق الحيوان بصاحبه تعلقاً ينـكر الـذات ويضـحي بها ما يخترق قلب الإنسان الذي هيأت له الظروف أن يعاني من خسة الصداقة وضعف الوفاء عند الجنس البشري.

                    تزوجت في سن مبكرة، وقد أسعدني أن أجد في مزاج زوجتي ما لا يناقض مزاجي. وإذ لاحظت ولعي بالحيوانات المنزلية لم تترك مناسبة تمر دون أن تقتني منها الأجناس الأكثر إمتاعاً وإيناساً. هكذا تجمع لدينا طيور وأسماك ذهبية وكلب أصيل وأرانب وقرد صغير وقط.

                    كان هذا القط كبير الحجم بشكل مميز، جميل الشكل، أسود اللون بتمامه، وعلى قدر عجيب من الذكاء، كانت زوجتي التي لا أثر للمعتقدات الخرافية في تفكيرها، حين تتحدث عن ذكائه تشير إلى الحكايات الشعبية القديمة التي تعتبر القطط السود سحرة متنكرين. هذه الإشارات لا تعني أنها كانت في يوم من الأيام جادة حول هذه المسألة. أذكر هذا لسبب وحيد هو أنه لم يرد إلى ذهني قبل هذه اللحظة.

                    كان بلوتو – وهذا هو اسم القط- حيواني المدلل وأنيسي المفضل، أطعمه بنفسي، ويلازمني حيثما تحركت في البيت. بل كنت أجد صعوبة لمنعه من اللحاق بي في الشارع.

                    دامت صداقتنا على هذه الحال سنوات عديدة، تبدل خلالها مزاجي وساء سلوكي بفعل إدماني للخمر (إني أحمرّ خجلاً إذ أعترف بذلك) ويوما بعد يوم تزايدت حدة مزاجي وشراستي، واستعدادي للهيجان، وتزايد استهتاري بمشاعر الآخرين. ولكم عانيت وتألمت بسبب التعابير القاسية التي رحت أوجهها إلى زوجتي، حتى أنني في النهاية لجأت إلى العنف الجسدي في التعامل معها.
                    وبالطبع فقد استشعرت حيواناتي هذا التغير في مزاجي. ولم أكتف بإهمالها بل أسأت معاملتها. وإذا كان قد بقي لبلوتو بعض الاعتبار مما حال دون إساءتي إليه فإنني لم أستشعر دائماً في الإساءة إلى الأرانب أو القرد، أو حتى الكلب، كلما اقتربت مني مصادفة أو بدافع عاطفي. غير أن مرضي قد تغلب علي – وأي مرض كالمسكرات!- ومع الأيام حتى بلوتو الذي صار هرماً ومن ثم عنيداً نكداً بدأ يعاني من نتائج مزاجي المعتل.

                    ذات ليل كنت عائداً إلى البيت من البلدة التي كثر ترددي إليها وقد تعتعني السكر؛ وخيل إلي أن القط يتجنب حضوري؛ فقبضت عليه، وإذ أفزعته حركاتي العنيفة جرحني بأسنانه جرحاً طفيفاً فتملكني غضب الأبالسة. وبدا أن روحي القديمة قد اندفعت على الفور طائرة من جسدي؛ وارتعد كل عرق في هيكلي بفعل حقد شيطاني غذاه المخدر. فتناولت من جيب سترتي مطواة، فتحتها وقبضت على عنق الحيوان المسكين واقتلعت عامداً إحدى عينيه من محجرها! إنني احتقن، أحترق، أرتعد حين أكتب تفاصيل هذه الفظاعة الجهنمية.

                    لما استعدت رشدي في الصباح – لما نام هياج الفسوق الذي شهده الليل- عانيت شعوراً هو مزيج من الرعب والندم بسبب الجريمة التي ارتكبتها، غير أن ذلك كان في أحسن الحالات شعوراً ضعيفاً وملتبساً لم يبلغ مني الأعماق. ومن جديد استحوذ علي الإفراط في الشراب. وسرعان ما أغرقت الخمرة كل ذكرى لتلك الواقعة.

                    في هذه الأثناء أخذ القط يتماثل للشفاء تدريجياً. صحيح أن تجويف العين الفارغ كان يشكل منظراً مخيفاً لكن لم يبد عليه أنه يتألم، وعاد يتنقل في البيت كسابق عهده، غير أنه كما هو متوقع، كان ينطلق وقد استبد به الذعر كلما اقتربت منه. كانت ماتزال لدي بقايا من القلب القديم بحيث ينتابني الحزن إزاء هذه الكراهية الصارخة التي يبديها لي كائن أحبني ذات يوم. لكن سرعان ما حل الانزعاج محل الحزن. وأخيراً جاءت روح الانحراف لتدفعني إلى السقوط الذي لا نهوض منه. هذه الروح لا توليها الفلسفة أي اعتبار. مع ذلك لست واثقاً من وجود روحي في الحياة أكثر من ثقتي أن الانحراف واحد من النوازع البدائية في القلب البشري، واحد من الملكات أو المشاعر الأصيلة التي توجه سلوك الإنسان. من منا لم يضبط نفسه عشرات المرات وهو يقترف إثماً أو حماقة لا لسبب غير كون هذا العمل محرماً؟ أليس لدينا ميل دائم، حتى في أحسن حالات وعينا، إلى خرق ما يعرف بالقانون لمجرد علمنا بأنه قانون؟ روح الانحراف هذه هي التي تحركت تدفعني إلى السقوط النهائي. إنها رغبة النفس الدفينة لمشاكسة ذاتها – لتهشيم طبيعة ذاتها- لاقتراف الإثم لوجه الإثم، هذه الرغبة التي لا يسبر غورها هي التي حرضتني على مواصلة الأذى ضد الحيوان الأعزل، وأخيراً الإجهاز عليه.

                    ذات صباح وعن سابق تصور وتصميم لففت حول عنقه أنشوطه وعلقته بغصن شجرة ..شنقته والدموع تتدفق من عيني، وفي قلبي تضطرم أمرّ مشاعر الندم؛ شنقته لعلمي أنني بذلك أقترف خطيئة، خطيئة مميتة سوف تعرض روحي الخالدة للهلاك الأبدي، وتنزلها إن كان أمر كهذا معقولاً، حيث لا تبلغها رحمة أرحم الراحمين والمنتقم الجبار.

                    في الليلة التي وقع فيها هذا الفعل الشنيع، استيقظت من النوم على صوت النيران. كان اللهب يلتهم ستائر سريري والبيت بكامله يشتعل. ولم ننج أنا وزوجتي والخادم من الهلاك إلا بصعوبة كبيرة. كان الدمار تاماً. ابتلعت النيران كل ما أملك في هذه الدنيا، واستسلمت مذ ذاك للقنوط واليأس.

                    لم يبلغ بي الضعف مبلغاً يجعلني أسعى لإقامة علاقة سببية بين النتيجة وبين الفظاعة التي ارتكبتها والكارثة التي حلت بي. لكنني أقدم سلسلة من الوقائع وآمل ألا أترك أي حلقة مفقودة في هذا التسلسل.

                    في اليوم الذي أعقب الحريق ذهبت أزور الأنقاض. كانت الجدران جميعها قد تهاوت باستثناء جدار واحد، هذا الجدار الذي نجا بمفرده لم يكن سميكاً لأنه جدار داخلي يفصل بين الحجرات ويقع في وسط البيت، وإليه كان يستند سريري من جهة الرأس. وقد صمد طلاء هذا الجدار و تجصيصه أمام فعل النيران. وهو أمر عزوته إلى كون التجصيص حديثاً. أمام هذا الجدار كان يتجمهر حشد من الناس وبدا أن عدداً كبيراً منهم يتفحص جانباً مخصوصاً منه باهتمام شديد، فحركت فضولي تعابير تصدر عن هذا الحشد من نوع (عجيب!) (غريب!) دنوت لأرى رسماً على الجدار الأبيض كأنه حفر نافر يمثل قطاً عملاقاً. كان الحفر مدهشاً بدقته ووضوحه، وبدا حبل يلتف حول عنق الحيوان.

                    عندما وقع نظري لأول مرة على هذا الشبح، إذ لم أكن أستطيع أن أعتبره أقل من ذلك، استبد بي أشد العجب وأفظع الذعر. غير أن التفكير المحلل جاء ينقذني من ذلك. لقد كان القط على ما أذكر معلقاً في حديقة متاخمة للبيت؛ فلما ارتفعت صيحات التحذير من النار، غصت الحديقة فوراً بالناس، ولابد أن شخصاً ما قد انتزعه من الشجرة وقذف به عبر النافذة إلى غرفتي، وربما كان القصد من ذلك تنبيهي من النوم. ولابد أن سقوط الجدران الأخرى قد ضغط ضحية وحشيتي على مادة الجص الحديث للطلاء؛ اختلط كلس هذا الطلاء بالنشادر المتصاعد من الجثة وتفاعل به بتأثير النيران فأحدث الرسم النافر الذي رأيته.

                    ومع أنني قدمت هذا التفسير لأريح عقلي، إن لم أكن قد فعلت ذلك لأريح ضميري، فإن المشهد الغريب الذي وصفته لم يتوقف عن التأثير في مخيلتي، وعلى مدى أشهر لم أستطع أن أتخلص من هاجس القط؛ خلال هذه الفترة عاودني شعور بدا لي أنه الندم، ولم يكن في الحقيقة كذلك. لم يكن أكثر من أسف على فقد حيوان، وتفكير بالحصول على بديل من النوع نفسه والشكل نفسه ليحل محله.

                    في إحدى الليالي، فيما كنت جالساً، شبه مخبول، في وكر من أوكار العار، إذ أنني أدمنت الآن ارتياد هذه الأماكن الموبوءة، جذب انتباهي فجأة شيء أسود فوق برميل ضخم من براميل الجن أو شراب الروم، البراميل التي تشكل قطع الأثاث الرئيسية في ذلك المكان، كنت طوال دقائق أحدق بثبات في رأس البرميل، وما سبب دهشتي هو أنني لم أتبين للحال طبيعة الشيء باستثناء شيء واحد. إذ لم تكن في أي مكان من جسم بلوتو شعرة بيضاء واحدة؛وكانت لهذا القط بقعة بيضاء غير واضحة الحدود تتوزع على منطقة الصدر بكاملها.

                    حالما لمسته نهض وأخذ يخط بصوت مرتفع ويتمسح بيدي، وبدا مسروراً باهتمامي له، وإذن هذا هو بالضبط ما كنت أبحث عنه. للحال عرضت على صاحب البيت شراءه، لكن هذا أجاب بأنه لا يملكه ولا يعرف شيئاً عنه، ولم يره من قبل.

                    واصلت مداعبتي له، ولما تهيأت للذهاب، اتخذ وضعية تبين أنه يريد مرافقتي، فتركته يصحبني، وكنت بين الحين والآخر أتوقف وأربت على ظهره أو أمسح رأسه. لما وصل إلى البيت بدا أليفاً ولم يظهر عليه أي استغراب. وعلى الفور صار أثيراً لدى زوجتي.

                    أما أنا فسرعان ما وجدت المقت يتصاعد في أعماقي، وكان هذا عكس ما توقعته. ولم أستطع أن أفهم كيف تعلق القط بي ولا سبب هذا التعلق الواضح الذي أثار اشمئزازي وأزعجني. وأخذ الانزعاج والاشمئزاز يتزايدان شيئاً فشيئاً ويتحولان إلى كراهية مريرة، فأخذت أتجنب هذا الكائن؛ كان إحساس ما بالعار، وذكرى فظاعتي السابقة يمسكان بي عن إلحاق الأذى الجسدي به. وامتنعت طوال أسابيع عن ضربه أو معاملته بعنف، لكن تدريجياً - وبتدرج متسارع- أخذت أنظر إليه بكره لا يوصف وأبتعد بصمت عن حضوره البغيض كما أبتعد عن لهاث مصاب بالطاعون.

                    ما أكدَّ كرهي لهذا الحيوان هو اكتشافي، صبيحة اليوم التالي لوصوله أنه مثل بلوتو، قد فقد إحدى عينيه، غير أن هذا زاد من عطف زوجتي عليه لأنها كما ذكرت تملك قدراً عظيماً من المشاعر الإنسانية التي كانت ذات يوم ملامحي المميزة، ومنبعاً لأكثر المسرات براءة ونقاء.

                    كان هيام القط بي يزداد بازدياد بغضي له، فكان يتبع خطواتي بثبات يصعب إيضاحه، فحيثما جلست، كان يجثم تحت مقعدي، أو يقفز إلى ركبتي ويغمرني بمداعباته المقززة، فإذا نهضت لأمشي اندفع بين قدمي وأوشك أو يوقعني، أو غرز مخالبه الطويلة الحادة في ثيابي ليتسلق إلى صدري، ومع أنني كنت أتحرق في مناسبات كهذه لقتله بضربة واحدة فقد كنت أمتنع عن ذلك بسبب من ذكرى جريمتي السابقة إلى حد ما، لكن بصورة أخص – ولأعترف بذلك حالاً- بسبب الرعب من هذا الحيوان.

                    لم يكن هذا الرعب خوفاً من شر مادي مجسد، مع ذلك أحار كيف أحدده بغير ذلك، يخجلني أن أعترف أجل، حتى في زنزانة المجرمين هذه، يكاد يخجلني الاعتراف بأن الرعب والهلع اللذين أوقعهما في نفسي هذا الحيوان ازدادا حدة بسبب من وهم لا يقبله العقل.

                    كانت زوجتي قد لفتت انتباهي، أكثر من مرة إلى طبيعة البقعة البيضاء على صدر القط، والتي أشرت إليها سابقاً، تلك العلامة التي تشكل الفارق الوحيد بين هذا الحيوان الغريب وذاك الذي قتلته.

                    هذه البقعة على اتساعها لم تكن لها حدود واضحة، غير أنها شيئاً فشياً وبتدرج يكاد لا يلحظ، تدرج صارع عقلي لكي يدحضه ويعتبره وهماً، اكتسبت شكلاً محدداً بوضوح تام. صار لها الآن شكل ارتعد لذكر اسمه ..هذا الشكل هو ما جعلني أشمئز وأرتعب، وأتمنى التخلص من الحيوان لو تجرأت ، كان الآن صورة لشيء بغيض شيء مروع هو المشنقة! أوه أيّ آلة شنيعة جهنمية للفظاعة والجريمة للنزع والموت!

                    والآن لقد انحدرت إلى درك ينحط بي عن صفة الإنسانية! كيف ينزل بي حيوان بهيم – قتلت مثله عن سابق تصميم- حيوان بهيم ينزل بي أنا الإنسان المخلوق على صورة كريمة، كل هذا الويل الذي لا يحتمل! وا أسفاه! ما عدت أعرف رحمة الراحة لا في النهار ولا في الليل! ففي النهار لم يكن ذلك البهيم ليفارقني لحظة واحدة، وفي الليل كنت أهب من النوم مراراً يتملكني ذعر شديد لأجد لهاث ذلك الشيء فوق وجهي، وثقل جسمه الضخم – مثل كابوس متجسد لا أقوى على زحزحته- يجثم أبدياً فوق قلبي.
                    وهكذا انهارت بقايا الخير الواهية تحت وطأة هذا العذاب، وصارت أفكار الشر خدين روحي، أشدَّ الأفكار حلكة وشيطانية، ازدادت مزاجيتي سوداوية حتى تحولت إلى كراهية للأشياء كلها وللجنس البشري بأسره، وأخذت نوبات غضبي المفاجئة المتكررة التي لم أعد أتحكم بها واستسلمت لها كالأعمى، أخذت تطال وا أسفاه زوجتي، أعظم الصابرين على الآلام.

                    رافقتني ذات يوم لقضاء بعض الأعمال المنزلية في قبو المبنى القديم حيث أرغمتنا الفاقة على السكنى، تبعني القط على الدرج وكاد يرميني، فاستشاط غضبي الجنوني؛ رفعت فأساً متناسياً ما كان من خوفي الصبياني الذي أوقفني حتى الآن، وسددت ضربة إلى الحيوان كانت ستقضي عليه لو أنها نزلت حيث تمنيت، غير أن يد زوجتي أوقفت هذه الضربة. كان هذا التدخل بمثابة منخاس دفع بغضبي إلى الهياج الشيطاني؛ انتزعت يدي من قبضة زوجتي و دفنت الفأس في رأسها، فسقطت ميتة دون أن تصدر عنها كلمة.

                    لما ارتكبت هذه الجريمة البشعة، جلست على الفور أفكر في التخلص من الجثة. عرفت أنني لا أستطيع إخراجها من البيت لا في الليل ولا في النهار دون أن أخاطر بتنبيه الجيران. مرت برأسي خطط عديدة. فكرت بأن أقطع الجثة إرباً ثم أتخلص منها بالحرق. وفكرت في حفر قبر لها في أرض القبو. كما فكرت في إلقائها في بئر الحوش، أو أن أحشرها في صندوق بضاعة وأستدعي حمالاً لأخذها من البيت. وأخيراً اهتديت إلى أفضل خطة للتخلص منها. قررت أن أبنيها في جدار القبو، كما كان الرهبان في القرون الوسطى يبنون ضحاياهم في الجدران.

                    كان القبو مناسباً لهذه الغاية. فقد كان بناء جدرانه مخلخلاً وقد تم توريق الجدران حديثاً بملاط خشن حالت الرطوبة دون تصلبه. وفوق ذلك كان في أحد الجدران تجويف بشكل المدخنة تم ردمه بحيث تستوي أجزاء الجدار، وتأكد لي أن باستطاعتي انتزاع قطع الطوب من هذا التجويف وإدخال الجثة، وبناء التجويف ليعود الجدار كما كان بحيث لا ترتاب العين في أي تغيير.

                    ولم تخطئ حساباتي. استعنت بمخل لانتزاع قطع الطوب، وأوقفت الجثة بتأن لصق الجدار الداخلي ودعمتها لتحتفظ بوضع الوقوف، فيما كنت أدقق لأعيد كل شيء إلى ما كان عليه. كنت قد أحضرت الملاط والرمل والوبر، فهيأت الخليط بمنتهى الدقة والعناية بحيث لا يميز من الملاط السابق، وأعدت كل قطعة طوب إلى مكانها. عندما أكملت العمل أحسست بالرضا عن النتيجة. لم يكن يبدو على الجدار أدنى أثر يدل على أنه قد لمس. نظفت الأرض بمنتهى العناية ونظرت حولي منتصراً وقلت في نفسي: ’’لم يذهب جهدي سدىً‘‘.

                    كانت الخطوة الثانية هي البحث عن الحيوان الذي سبب لي هذه الفاجعة الرهيبة، ذلك أنني قررت القضاء عليه، لوعثرت عليه في تلك اللحظة لما كان هنالك من شك في أمر مصيره؛ لكن يبدو أن الحيوان الذكي أدرك عنف غضبي فاختفى متجنباً رؤيتي وأنا في ذلك المزاج.

                    يستحيل علي أن أصف عمق الراحة والسكينة التي أتاحها لروحي غياب ذلك الحيوان. لم يعد للظهور تلك الليلة. وهكذا ولأول مرة منذ وصوله إلى البيت نمت بعمق وهدوء، أجل نمت على الرغم من وزر الجريمة الرابض فوق روحي.

                    مر اليوم الثاني ثم الثالث ولم يظهر معذبي، ومن جديد تنفست بحرية. لقد أصيب الوحش بالذعر فنجا بنفسه نهائياً! ولن يكون علي أن أتحمله بعد الآن! كانت سعادتي بذلك عظيمة! ولم يؤرق مضجعي وزر الجريمة السوداء إلا لماماً. جرت بعض التحقيقات وقدمت أجوبة جاهزة. بل كانت هناك تحريات، غير أن شيئاً ما لم يكتشف، وأدركت أن مستقبل سعادتي في أمان.

                    في اليوم الرابع بعد وقوع الجريمة جاءت فرقة من الشرطة إلى البيت بشكل لم أتوقعه وبدأت تحريات واستجوابات دقيقة، لكن بما أنني كنت مطمئنا إلى إخفاء الجثة لم أشعر بأي حرج. سألني ضباط الشرطة أن أرافقهم إلى القبو، فلم ترتعد فيَّ عضلة واحدة. كان قلبي ينبض بهدوء كقلب بريء نائم. رحت أذرع القبو جيئة وذهاباً عاقداً ذراعي فوق صدري. اقتنع رجال الشرطة بنتائج بحثهم واستعدوا للذهاب، كانت النشوة في قلبي أقوى من أن أكتمها. كنت أتحرق لقول كلمة واحدة، لفرط ما أطربني الانتصار، ولكي أزيد يقينهم ببراءتي.

                    ’’أيها السادة - قلت أخيراً، لما كان الفريق يصعد الدرج - يسرني أن أكون قد بددت كل شكوككم. أتمنى لكم تمام الصحة ومزيداً من اللباقة، بالمناسبة أيها السادة، هذا بيت مكين البناء - في رغبتي العارمة لقول شيء سهل،لم أجد ما أتلفظ به - إنه بيت مبني بشكل ممتاز. هذه الجدران- هاأنتم ذاهبون أيها السادة- هذه الجدران متماسكة تماماً‘‘

                    وهنا ، وبنوع من الزهو المتشنج- طرقت طرقاً قوياً على الجدار بعصا كانت بيدي، تماماً في الموضع الذي أخفيت فيه زوجة قلبي.

                    لكن ليحمني الله من مخالب إبليس الأبالسة! لم تكد اهتزازات ضربتي تغرق في الصمت حتى جاوبني صوت من داخل القبر! صرخة مكتومة متقطعة بدأت كبكاء طفل، لكن سرعان ما أخذت تتعاظم وتتضخم لتغدو صرخة واحدة هائلة مديدة شاذة غريبة وغير آدمية بالمرة.. غدت عواء.. عويلاً مجلجلاً يطلقه مزيج من الرعب والظفر، وكأنما تتصاعد من قيعان الجحيم تتعاون فيها حناجر الملعونين في سعير عذاباتهم والشياطين إذ يهللون اللعنات.

                    من الحماقة أن أحدثكم عن الأفكار التي تلاطمت في رأسي.. ترنحت منهاراً وتهاويت مستنداً إلى الجدار المقابل.. للحظة واحدة ظل فريق الشرطة مسمراً على الدرج بفعل الرعب والاستغراب. وفي اللحظة التالية كانت بضع عشرة ذراعاً شديدة تهدم الجدار. أنهار قطعة واحدة. كانت الجثة قد تحللت إلى درجة كبيرة و غطاها الدم المتجمد، وهي تنتصب واقفة أمام أعين المشاهدين وعلى رأسها يقف القط الأسود الكريه بفمه الأحمر المفتوح وعينه الوحيدة النارية، القط الذي دفعتني أفعاله إلى الجريمة ثم أسلمني صوته الكاشف إلى حبل المشنقة. كنت قد بنيت الجدار والقط داخل القبر.

                    التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2013-10-10, 09:35 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      موضوع جميل وشيق
                      ولكني احب لقطط البيضاء
                      الملفات المرفقة

                      تعليق


                      • #12


                        الأطفال القطط

                        أسطورة من صعيد مصر





                        يتمتع أهل الصعيد في مصر بثقافة تميزهم حيث تسيطر عليها بعض المعتقدات والعادات التي ما زال البعض يؤمن بها ، ومن تلك المعتقدات ما يوصف بـاسم "الأطفال القطط"، إذ يؤمنون بأن التوأمين من الأطفال تخرج أرواحهم ليلاً بهيئة قطط فيسرحون في البيوت والأماكن المجاورة لها ويأكلون كل ما يروقهم و يتلفون الباقي ، وفي بعض الحالات قد يخططون للإنتقام من شخص أهانهم أثناء النهار فيقومون بإتلاف طعامه أو سرقته ، كما يعتقد البعض أيضاً بأن الطفل يموت (يفقد روحه) إذا قام أحد بإيقاظه بينما لا تزال روحه هائمة ومتجسدة بهيئة قط.


                        قصة 1
                        يحكى أن أحداً من التوأمين كان يدعى بـ "القط"، وسرى إعتقاد بأن روحه تخرج ليلاً علي هيئة قطة وذات مرة كانت إحدى جاراتهم تعد أكلة سمك ، فطلب منها "القط " الذي كان لا يزال طفلاً ، أن تعطيه بعض السمك و لكنها رفضت ، في تلك الفترة لم تكن الثلاجات منتشرة كثيراً أو مستخدمة بين الناس و لذا قامت الجارة بوضع إناء (زبدية )السمك أسفل طشت الغسيل و وضعت عليه بعض الثقل لتثبيته ، وفي صباح اليوم التالي فوجئت الجارة بالطشت مزاحاً عن مكانه والسمك مأكول نصفه والباقي كان ملقى علي الأرض و مداس في التراب ، خرجت الجارة لتبحث عن "القط " فقال لها أنه هو من أكل السمك ليلاً و أتلف لها الباقي لأنها رفضت إعطائها منه !، ويجدر بالذكر هنا أنه كان من الشائع في صعيد مصر تسمية أحد التوأمين بـ"القط "إ شارة إلي المصير الذي ينتظره !


                        قصة 2
                        السيدة (ف.أ) تعمل معلمة في أحد المدارس وكانت قد أنجبت تؤامين في ثاني ولادة لها بعد ابنتها الكبرى (نهى) لكن أحد التوأمين توفي بعد ولادته مباشرة و بقي الآخر (محمد) وهو في الصف الأول الإبتدائي الآن، كانت الطفلة نهى هي أول من عرف بأن أخيها تخرج روح ليلاً علي هيئة قطة ، إذ حكت أمها أن (نهى) سمعت ذات ليلة صوت جدتها من أسفل وهي تطارد قطة و تحاول ضربها ، فتركت جوار أمها ونزلت إلى جدتها وقالت لها :"أمانة يا ستي لو شفتي قطة ما تضربيهاش "، فلما سألتها عن السبب قالت لها :"لأن أخويا محمد بيطلع بالليل قطة "، و طبعاً لم تصدق الأم هذا الكلام غير أنها بقيت الليل مستيقظة لتتحقق من الأمر بنفسها ، فلاحظت عند منتصف الليل أن جسد (محمد) قد برد فجأة ، فحاولت إيقاظه فكان يزوم بطريقة غريبة (إرتعاش الشفة السفلى او قضمها كعلامة على الضيق) و يرفض الإستيقاظ وخلال محاولاتها لمحت قطة سوداء صغيرة تعبر من تحت عقب باب غرفة النوم المغلقة!


                        القطط في ثقافة المصريين



                        القطط لها تاريخ طويل مع المصريين خصوصاً مع أهل الصعيد إذ كان قدماؤهم يقدسونها باسم "باستت " ووصل بهم الأمر إلى تحنيطها بعد موتها، وما زال العديد من أهل الصعيد يعتقدونبأن روح الإنسان القتيل تخرج على هيئة قطة سوداء بدون ذيل ،كما يعتقدون أيضاً بأن الوسيلة الوحيدة لعلاج التؤامين من هذه الحالة هي ما يطلقون عليه إسم (تحسيب أو تحصين الأطفال)و تتم بأن يؤخذ التؤام (سواء أكانوا واحداً أم أثنين) إلي ضريح أحد المشايخ قبل أن تصل أعمارهم لسن 40 يوماً و يضعوهم تحت التابوت (المقصود هنا هو غطاء التابوت بالتحديد) ومن ثم قراءة آيات من القرآن الكريم عليهم.



                        صعيد مصر



                        صعيد مصر أو مصر العليا هي منطقة في مصر تمتد من جنوب مدينة القاهرة (مدينة العياط) إلى جنوب مصر بما يعرف بمنطقة الشلالات .ويطلق بعض الأحيان على الجزء الشمالي من الصعيد "مصر الوسطى" وهو يمتد من العياط لحد سوهاج. قدماء المصريين كانوا يصفون الصعيد بعبارة "تا شيماو " (Ta Shemau) و التي تعني أرض القصب (البوص).



                        تعليق


                        • #13
                          الطفل القطة
                          وقدرة خارقة للرؤية في الظلام



                          يطلقون عليه اسم الطفل القط بسبب قدراته البصرية الخارقة، انه الطفل (نونج يوهو \ Nong Youhu) الذي حير الاطباء في حالته فهو قادر على الرؤية في الظلام بكل وضوح و هو يملك عينين زرقاوين غريبتين و شاذتين بالنسبة للعرق الآسيوي الصيني ذو العيون السوداء.

                          بعد ولادته بعين زرقاوين، قام والدا نونج بعرضه على الاطباء باعتبارها حالة غريبة اذ لا يوجد في العائلة أشخاص بعيون زرقاء ليرثهما نونج. الأطباء طمئنوا الاهل بأن عيون ولدهما ستتحول الى اللون الاسود كحال معظم الصينين عندما يكبر و لكن نونج الى الان لازالت عيناه زرقاوين.

                          الاختبارات الطبية التي خضع لها نونج أثبتت أن بامكانه القراءة بكل اتقان في الظلام بدون ضوء و كذلك الرؤية في الظلام كما يرى بقية الناس في وضح النهار فقد وضع في غرفة مظلمة و طلب منه أن يتعرف على أوراق اللعب و ان يمسك ببعض الحشرات فتمكن من فعل ذلك دون الاستعانه بأي ضوء

                          في تفسير هذه الحالة الغريبة, يقول الاطباء عن حالة نونج بأنها حالة نادرة يطلق عليها اسم
                          (leukodermia) و هي حالة تحتوي فيها العيون على كمية اقل من الصبغة و تكون أكثر حساسية لضوء الشمس و لها القدرة على الرؤية في الظلام الدامس.

















                          تعليق


                          • #14

                            أوسكار ..
                            القط الذي حير العلماء







                            القط اوسكار جالسا بهدوء ..

                            القطط حيوانات اجتماعية أليفة اعتاد البشر رؤيتها حولهم منذ أقدم العصور. البعض يحبها ويشفق عليها لجمالها وذكاءها، و البعض يمقتها لأنها تتسلل خلسة إلى مطبخه وتعبث بطعامه .. وهناك أيضا من يخشاها ولا يشعر بالراحة لوجودها، هؤلاء يخافون من عيونها بشكل خاص، فهي تحدق أحيانا بطريقة غريبة تبدو معها وكأنها تعي وتفهم، كأنها تود الحديث عن شيء ما، عن سر مخبوء تخفيه بعناية خلف تلك المقل الكبيرة البراقة، عن أمور وأشياء تراها هي بوضوح بينما نعجز نحن عن رؤيتها وإدراكها. وبسبب هذا الغموض الذي يحيط بالقطة فقد أرتبط أسمها منذ القدم بالكثير من الأساطير والخرافات، فقالوا بأن للقطة سبعة أرواح، وقالوا بأنها تستطيع الإحساس بوجود الجن والأشباح، وبأن القطة السوداء هي من الجن.

                            بالطبع معظم الناس في أيامنا هذه لا يؤمنون بتلك الخرافات القديمة، وربما سخروا منها. لكنهم قد يعيدون النظر في حساباتهم إذا ما سمعوا بقصة اوسكار(Oscar ) ذلك المخلوق الصغير الذي حير العلماء وجعل الكثير من الناس يتساءلون عن مدى الحد الفاصل بين الحقيقة والخرافة.



                            أمضى حياته كلها في الطابق الثالث من المصحة




                            و أوسكار لمن لا يعرفه هو قط جميل بدأت حكايته الغريبة عام 2005 في ولاية رود آيلاند الأمريكية. ففي تلك السنة قررت إحدى أقدم وأعرق المؤسسات الصحية في الولاية، وهي مصحة "ستير لرعاية المسنين" أن تتبنى قطا جديدا من أجل إضافته إلى مجموعة القطط والحيوانات الأليفة التي دأبت المصحة منذ زمن طويل على رعايتها وإطلاقها داخل أروقة وردهات المصحة لإضفاء جو من الألفة والمرح يعود بالنفع والفائدة على نفسيات ومعنويات النزلاء والعاملين في نفس الآن.

                            ولغرض الحصول على القط الجديد قام بعض موظفو المصحة بزيارة ملجأ للحيوانات المشردة حيث وقع اختيارهم على قطيط صغير أبيض ورمادي اللون عمره شهر واحد أطلقوا عليه لاحقا أسم "اوسكار".
                            أوسكار عاش في الطابق الثالث من المصحة، وهو طابق مخصص للعناية بالمرضى المصابين بالخرف، بعبارة أخرى هو المكان الذي تذهب أليه جميع الحالات الميئوس منها، أي المرضى المسنين الذين يتوقع أن يموتوا قريبا.


                            اوسكار الصغير سرعان ما شب ليصبح هرا جميلا خلال شهور قليلة فقط، وبالرغم من رعايته وتربيته على يد البشر منذ نعومة أظفاره، إلا إنه حرص دائما على إبقاء مسافة فاصلة بينه وبينهم، لم يكن بذلك القط الذي يتودد إلى الناس ويمسح ظهره بأقدامهم في غنج ودلال، ولا كان ليجلس في أحضانهم ويدعهم يداعبون فراءه الجميل الناعم بأصابعهم .. لا .. أوسكار لم يكن من ذلك النوع من القطط .. بل كان قطا غامضا في تصرفاته، لا يحبذ أن يلمسه أحد سوى عدد قليل من الممرضات اللواتي ساهمن في تربيته، وقد يختفي أحينا لساعات طويلة ثم يظهر فجأة متجولا بين الردهات والغرف ليتفقد المرضى تماما كما يفعل الأطباء والممرضون!.





                            يقوم بجولات تفقدية مثل الأطباء




                            وما أن أتم اوسكار عامه الأول داخل المصحة حتى أخذ العاملون يلاحظون سلوكا عجيبا طرأ فجأة على تصرفاته وجعله مميزا عن غيره من القطط الموجودة في المصحة. فأوسكار كما أسلفنا لم يكن يتودد للبشر ويحاول قدر الإمكان الابتعاد عن طريقهم، وما كان ليرضى طبعا بالجلوس إلى جانب المرضى في أسرتهم مهما حاولوا التودد أليه. لكن نفوره الفطري من البشر لم يكن ينطبق على المرضى المحتضرين، فأينما كان هناك مريض يحتضر داخل الطابق الثالث كان اوسكار يظهر فجأة ليعتلي سرير ذلك المريض ويرقد إلى جانبه وسط دهشة الجميع، كان يجلس بهدوء واضعا رأسه على جسد المريض كأنه يطيب عنه ويواسيه، وما أن تغادر الروح جسد ذلك المريض حتى ينتفض أوسكار من مكانه ويغادر السرير على الفور كأنه أدرك بأن جليسه فارق الحياة. وغالبا ما كانت المدة التي تفصل بين ظهور اوسكار وموت المريض لا تتجاوز الساعتين.

                            في البداية لم يصدق أحد من الأطباء والعاملين في المصحة بأن الهر أوسكار بإمكانه حقا أن يستشعر ويتنبأ بموت البشر، هذا مستحيل طبعا .. فهو في النهاية مجرد حيوان لا يعقل .. أليس كذلك؟ ..


                            كلا .. الفراعنة القدماء يقولون كلا!! .. فأولئك الفلاسفة والروحانيين العظام أمنوا بأن القطط هي تجسيد حي لروح الآلهة، أمنوا بأنها ترى وتسمع ما لا نراه ونسمعه.. لهذا احترموها وقدسوها إلى درجة أنهم كانوا يحنطوها ويقيمون العزاء لموتها.


                            لكن أطباء مصحة ستير ما كانوا ليؤمنوا طبعا بما يقوله الفراعنة. التفسير المنطقي الوحيد الذي بدا مقنعا بالنسبة لهم هو أن تزامن ظهور أوسكار مع موت المرضى هو مجرد مصادفة .. لا أكثر.
                            لكن مصادفات أوسكار أصبحت أكثر تكرارا يوما بعد آخر، الأمر الذي زاد من حيرة وذهول الجميع ..
                            في إحدى المرات كانت هناك سيدة عجوز من نزلاء المصحة مصابة بتخثر الدم في ساقها، كانت في غيبوبة، وكانت ساقها متيبسة وباردة بسبب عدم وصول الدم إليها، لكن الأطباء لم يكونوا يتوقعون موتها قريبا، أو هكذا ظنوا حتى ظهر اوسكار فجأة واعتلى سريرها، جلس عند ساقها المصابة وأحاطها بفرائه الناعم كأنه يحاول تدفئتها، وبعد قرابة الساعتين نهض من مكانه وغادر بهدوء .. كانت العجوز قد ماتت!.




                            يجلس الى جوارهم حتى يفارقوا الحياة ..

                            وفي مرة أخرى دخل أوسكار إلى غرفة أحد المرضى، اعتلى السرير ثم جلس كعادته بهدوء بجوار المريض العجوز الذي كان نائما، لكن عائلة المريض لم يحبذوا وجود أوسكار، خشوا أن يقلق راحة مريضهم فطلبوا أخراجه من الغرفة، وبالفعل حملته إحدى الممرضات برفق ثم رمته خارج الغرفة. لكن ما حدث بعد ذلك أذهل الجميع، فالهر العنيد لم يذهب بعيدا، بدأ بالمواء بصوت أشبه بالبكاء، وراح يطرق الباب ويخربشه بمخالبه كأنه يطلب الأذن بالدخول، وما أن فتحوا له الباب ثانية حتى ركض وقفز مجددا إلى سرير العجوز المريض الذي فارق الحياة خلال الساعتين التاليتين. وهذه المرة أيضا لم يكن الأطباء يتوقعون موت ذلك المريض.

                            الجدل حول قدرات أوسكار بدأ يتزايد يوما تلو آخر داخل المصحة. فريق أمنوا بقدراته، وفريق رفضوها رفضا قاطعا. وفي النهاية قرر كلا الفريقان إخضاع أوسكار لاختبار يقطع شكهم باليقين.


                            فقد كان هناك مريض عجوز يحتضر في إحدى غرف الطابق الثالث، وكان متوقعا أن يفارق الحياة خلال أقل من ساعة، لذلك أحضروا أوسكار إلى غرفة ذلك المريض وأجلسوه على سريره، قالوا بأن بقاءه بجوار المريض المحتضر سيؤكد حتما قدراته الخارقة، أما إذا حدث العكس، أي إذا ترك اوسكار السرير ورحل قبل موت المريض فأن ذلك سيعني بأنه لا يتمتع بأي قدرة في التنبؤ بالموت وبأن الأمر برمته ليس أكثر من مجرد مصادفة.


                            ووسط فرحة المشككين وخيبة المؤمنين شاهد الجميع اوسكار وهو يغادر السرير بعد لحظات قليلة من وضعه فيه، وهو الأمر الذي عده فريق المشككين دليلا قاطعا على أن موهبة أوسكار المزعومة هي وهم لا صحة له لأنه لم يستطع أن يدرك بأن المريض في حالة النزع الأخير.


                            لكن سعادة المشككين لم تدم طويلا، فعلى العكس من كل التوقعات لم يمت العجوز المحتضر خلال ساعة كما توقع الأطباء، بل فاجأ الجميع وتشبث بالحياة لعشرة ساعات أخرى. وقبل موته بفترة قصيرة ظهر أوسكار مجددا، هذه المرة من تلقاء نفسه، اعتلى سرير العجوز برشاقة وجلس إلى جواره بهدوء كما يفعل كل مرة، وبعد أقل من ساعتين فارق العجوز الحياة وسط ذهول كل من المؤيدين والمشككين. فقد تفوق اوسكار على الأطباء وأجهزتهم ومعداتهم المتطورة في التنبؤ بموعد الموت الدقيق للمريض.


                            خلال العامين التاليين تنبأ اوسكار بموت 25 مريض. ولم يعد أحد يشكك بقدراته، بل راح العاملين في المصحة يراقبون جولاته التفقدية باهتمام بالغ، وصار جلوسه إلى جوار احد المرضى بمثابة العلامة الفارقة على أن الموت سيحيط بذلك المريض قريبا. فكان كادر المستشفى يسارعون إلى الاتصال بعائلة المريض طالبين منهم الحضور فورا لأن مريضهم سيموت خلال ساعات قليلة.




                            المقالة التي جعلت من اوسكار مشهورا ..

                            برغم شهرة اوسكار داخل المصحة إلا أن العالم لم يسمع بموهبته وقدراته العجيبة إلا في عام 2007 حين كتب عنه الدكتور دافيد دوزا مقالا موسعا في مجلة (NEJM ) الطبية، وهي واحدة من أقدم وأكثر المجلات الطبية رصانة في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين أصبح أوسكار محط اهتمام الصحافة والناس.

                            وقد ظن العاملون في المصحة بأن شهرة اوسكار وذيوع صيته سيتسبب في غضب عائلات المرضى واستنكارهم لتواجده بالقرب من مرضاهم، لكن على العكس من ذلك، لاحظ الجميع بأن تلك العائلات الحزينة كانت تشعر بالامتنان لتواجد الهر الجميل قرب أحبائهم في ساعاتهم الأخيرة، كان بنظرهم كملاك الرحمة الذي يخفف وجوده من آلام الاحتضار والنزع الأخير. وبحسب الموقع الالكتروني لمصحة ستير فأن اوسكار تنبأ بـ 50 وفاة أخرى حتى عام 2010.


                            تفسيرات علمية



                            بطبيعة الحال ما كان العلماء ليؤمنوا بالخرافات، وما كانوا ليقبلوا أبدا بالتفسير القائل بأن القطط لديها قدرة فائقة على استشعار وتحديد حركة الطاقات والهالات الأثيرية غير المرئية، أي ما يتعارف عليه الناس بأسم الروح والجن والأشباح. لكن العلماء يؤمنون من جهة أخرى بأن الحيوانات لديها بالفعل قدرات فائقة لا يمتلكها البشر، ليست قدرات غيبية وما ورائية بالتأكيد، لكنها قدرات حسية استشعارية. إذ لا يختلف اثنان في أن حواس الحيوانات هي أقوى من حواسنا بمرات عديدة، خاصة حاستي الشم والسمع، وعليه فأن التفسير الأكثر عقلانية لقدرات اوسكار الخارقة يركز على حاسة الشم لدى القطط. فالخلايا المحتضرة تبدأ بإطلاق إنزيمات ومواد كيميائية معينة داخل الجسم البشري قبل الوفاة بفترة قصيرة من أجل تهيئة الجسم لمرحلة التحلل التي تعقب الموت، ويعتقد العلماء أن اوسكار ومن خلال وجوده داخل المصحة تمكن من تطوير موهبة خاصة في تمييز رائحة تلك الإنزيمات والمواد الكيميائية التي يطلقها الجسد ساعة موته. وعن طريق التقاط تلك الرائحة يتمكن من معرفة وتحديد موعد موت المرضى.

                            "ربما باستطاعته تمييز رائحة محددة مرتبطة بالموت" .. هكذا يقول الدكتور دوزا معلقا على قدرات اوسكار. وهذا هو بالضبط ما تعتقده البرفسورة جوان تينو، وهي أستاذة جامعية متخصصة في مجال الصحة، حيث تقول : "أنا اعتقد بأن هناك مواد كيميائية معينة تطلق داخل الجسد عند الاحتضار، واوسكار يستطيع شم وتمييز رائحة تلك المواد".


                            أما مارجي سكريك المتخصصة بعلم سلوك الحيوان في جامعة بريتش كولومبيا فتقول : "أظن بأنه يشم رائحة مواد كيميائية معينة تطلق داخل الجسد قبل الموت، فالقطط بإمكانها أن تشم الكثير من الروائح التي لا نتمكن نحن البشر من شمها، بإمكانها حتى شم رائحة المرض".


                            وهناك رأي آخر بشأن اوسكار يطرحه متخصص آخر في علم سلوك الحيوان هو الدكتور دانيال استيب الذي يقول بأن : "أحدى الأمور المميزة بالنسبة للأشخاص الذين على وشك الموت هو أنهم لا يتحركون كثيرا، وربما يكون اوسكار قد التقط هذه الحقيقة في أن الأشخاص المحتضرين يكونون في غاية السكون والهدوء. أنا أظن بأن الأمر لا يتعلق بالرائحة أو الأصوات الصادرة عن المريض، لكنه يتعلق بالحركة".


                            أما الدكتور توماس جرافيس المتخصص بدراسة السنوريات في جامعة الينوى فقد تحدث للبي بي سي عن قدرات القطط قائلا : "القطط غالبا ما تستطيع الإحساس والشعور بمرض أصحابها، وحتى بمرض الحيوانات الأخرى. وبإمكانها الإحساس بتغير الجو، وهي مشهورة كذلك بقدرتها الكبيرة في التنبؤ بالهزات الأرضية".


                            مخلوقات حساسة .. ولكن ..

                            إضافة إلى آراء العلماء والأطباء حول رهافة حواس القطط، فأن مربي القطط حول العالم موقنون بأنها قططهم هي الأكثر تفردا وتميزا من بين جميع الحيوانات فيما يتعلق بالإحساس والمشاعر والسلوك.
                            لكن هذا كله لا يفسر للأسف موهبة وقدرة اوسكار العجيبة .. لماذا؟ ..

                            ببساطة لأن اوسكار لا يعيش لوحده في الطابق الثالث من مصحة ستير، فهناك ستة قطط أخرى تعيش في ذلك الطابق، فإذا كان الأمر متعلقا بالرائحة فلماذا لم تبدي القطط الأخرى أية قدرات مشابهة لتلك التي أبداها اوسكار ..

                            وحتى لو افترضنا جدلا بأن الأمر يتعلق بالرائحة، فما الذي يدفع الهر للصعود إلى أسرة المرضى المحتضرين والجلوس بجوارهم .. هل يرى شيئا لا نراه نحن البشر؟ .. هل هو يفهم ويعي فكرة الموت؟! .. هل يقوم بالتسلية والتخفيف عن المرضى المحتضرين؟.


                            ويجب ان نلاحط بأننا نتكلم هنا عن مرضى مصابين بالخرف، أي أنهم لا يدركون شيئا مما يجري حولهم، فما الذي يدفع الهر أوسكار إلى مواكبتهم ساعة الموت؟! ..
                            ما معنى جلوسه قربهم ..
                            أنا شخصيا لا أفهم ذلك ولا أستطيع فهم فرضية أن ذلك الحيوان يدرك حقيقة موت البشر.

                            ما رأيك أنت زميلى العزيز ؟ ..





                            تعليق


                            • #15


                              ايميل " مستشار صاحبه الوحيد



                              فإذا أحس مثلا أن الأمر يتعلق بزبون ذي نية صادقة فانه يرتخي بكامل جسمه على المكتب و كأن الأمر لا يهمه لا من قريب و لا من بعيد أما إذا ما شعر أن الزبون يناور محاولا إيقاع - آلان - في الفخ فانه يقفز من المكتب و يأخذ في المشي و يدور بقلق من حول الشخص.أما ذيله فانه لا يتوقف عن التحرك بشكل عصبي غريب



                              يقول السيد - آلان.ب - من مدينة بوردو الفرنسية، بأنه ليس هو الذي اختار قطه بل العكس، أي أن قطه هو الذي اختاره و قد تقولون بأن هذا الشيء ليس بجديد، إذ غالبا ما يحدث الأمر بهذا الشكل، أي أن القط هو الذي يتقرب من الشخص و يستلطفه قبل أن يحمله على التكفل به، تماما كالنساء اللائي يعتقد الرجال بأنهم اختاروهن، بينما الحقيقة أن النساء هن اللواتي يوقعن الرجال في شباكهن بطريقة أو بأخرى.



                              ذات يوم كان السيد - آلان - يقود سيارته بسرعة، لأنه تأخر عن موعد زواج صديقه الذي طلب منه الحضور كشاهد على قرانه و في أحد منعطفات الطريق التي كانت وعرة، فوجىء بقط أسود يتوسط الدرب على بعد قرابة مائة متر من السيارة و رغم السرعة الجنونية التي كان يسير بها، لم يجد - آلان - أمامه حلا، سوى المغامرة بوضع قدمه بأكبر ما أوتي من جهد، على المكبح الذي و لحسن الحظ، أوقف السيارة على بعد أقل من مترين من القط. هذا ألأخير و بكل غرابة، لم يتحرك من مكانه و كأن الشيء لا يعنيه، بقي ثابتا على مؤخرته، يحدق بعينيه في آلان بعد نزوله من السيارة و يقول صاحب هذه الشهادة أن ذلك الحيوان كان من حظه أن وقع في شخص يحب الحيوانات و يؤمن بخرافاتها و إلا لكان القتل مصير ذلك القط، إما بالسيارة و إما بالضرب لأنه لو لم يستر الله، لتسبب القط في حادثة قتل... و في الوقت الذي حاول فيه - آلان - طرده من المكان، فلت القط من بين قدميه و ركب المقعد الخلفي للسيارة، فلم يغامر - آلان - بإضاعة الوقت في محاولة اصطياد الحيوان، فركب السيارة و واصل مشواره بأقصى ما أمكنه من سرعة، لأنه متأخر عن موعده الجدي، إلى أن وصل إلى الكنيسة التي كان من المقرر أن يُقام فيها حفل القران.

                              نزل - آلان - من سيارته جاريا نحوها، ناسيا وراءه ذلك الحيوان المتطفل الذي لم يتذكره ثانية، إلا في المساء عندما ركب سيارته للالتحاق بالفندق المعين لقضاء ليلته. كان القط وحيدا في المقعد الخلفي يلحس قدميه، فاقترب منه - آلان -، أخذه بيديه و وضعه خارج السيارة، بعد أن مسح بلطف على رأسه و بعد دقائق معدودة، أوقف - آلان - سيارته أمام مبنى الفندق، حيث وجد من يستقبله و أوصله إلى غرفته... استحمى، غير ملابسه و غادر المكان على متن سيارته للالتحاق بالمطعم، حيث كان مبرمجا أن يستمر الحفل إلى ساعة متأخرة من الليل، لكن نظرا لحرارة الجو ليلتها، فقد ترك - آلان - نافذة غرفته مفتوحة.




                              بعد منتصف الليل، عاد - آلان - إلى الفندق و هو يترنح، لأنه شرب الخمر حتى فقد توازنه و أول ما شاهده لدى دخوله الغرفة، القط الذي ما أن رآه حتى هر بعطف قبل أن يختفي قافزا من النافذة، لكن في صباح الغد بعدما استيقظ - آلان - وجد القط جالسا على سريره، فلم يتأخر من بعد في مشاطرته فطور الصباح قبل أن يختفي مجددا و عند خروج - آلان - من الفندق ظن فعلا أنه سوف لن يلتقي من جديد بذلك القط، إلا أنه ما أن وضع حقيبته في الصندوق الخلفي للسيارة حتى وجده أمامه و أكثر من هذا انتهز القط، فرصة فتح أول باب للسيارة للقفز و الجلوس على المقعد الخلفي كما فعل في المرة الأولى... الشيء كان مزعجا بالنسبة للسيد - آلان - لكنه بعد تفكير قصير في حياته التي يقضيها وحيدا دون زوجة أو أبناء، قرر منح فرصة للحيوان عله ينجح في معاشرته و بذلك قدم لخادمته رفيقا جديدا أسماه - ايميل - و الذي ما أن دخل البيت للوهلة الأولى حتى أخذ يتصرف كما لو أنه كان سيد المكان. و يقول - آلان - في شهادته بأنه تعود استقبال بعض النساء في بيته من حين لآخر، لكن ذات ليلة عند استضافته لإحدى صديقاته لم يتردد القط في خلبها عندما حاولت لمسه، مما جعلها تغضب غضبا شديدا و تشترط من أجل بقائها في البيت، رحيل القط لكن - آلان - لم يتأخر في اختيار الاحتفاظ بالقط و هكذا في ظرف شهور قليلة جعل القط - ايميل - كل الأشخاص الذين يتقبلهم صاحبه عن ضعف أو دون رغبة فيهم، ينفرون من البيت و يقطعون علاقاتهم نهائيا بآلان الذي قال في شهادته بأن ذلك جعله يرتاح من مخالطتهم، بدليل أن القط - ايميل - لم يتجرأ يوما واحدا على إصابة أحد بسوء ممن يحبهم - آلان - بصدق و يرتاح إلى وجودهم، مما جعله يعتقد جازما بأن قطه يتمتع بأحكام سريعة و جادة على معارفه و كل الأشخاص دون استثناء.



                              و يذكر - آلان - بأنه كان يعمل عند تاجر أثاث فتح له باب مشاركته في رأس المال بعد خروجه إلى التقاعد، الشيء الذي زاد في التزاماته و فرض عليه في بعض الأحيان، استقبال زبائنه في بيته، حيث كان القط - ايميل - يجلس دائما على المكتب و يحضر اللقاءات و قد لاحظ - آلان - أن القط كان في كل مرة يدرس الزوار جيدا و كأنه خبير و في كل مرة كان يدرس الزوار جيدا و كأنه خبير و في كل مرة كان يقدم رأيه بشكل متميز حسب طبيعة الحال، فإذا أحس مثلا أن الأمر يتعلق بزبون ذي نية صادقة فانه يرتخي بكامل جسمه على المكتب و كأن الأمر لا يهمه لا من قريب و لا من بعيد أما إذا ما شعر أن الزبون يناور محاولا إيقاع - آلان - في الفخ فانه يقفز من المكتب و يأخذ في المشي و يدور بقلق من حول الشخص.أما ذيله فانه لا يتوقف عن التحرك بشكل عصبي غريب و هكذا استطاع - آلان - أن يتعرف على مختلف مواقف قطه من الزبائن الذين يزورونه و يكفيه أن ينظر إلى قطه ليفصل في القضية مع المتعامل التجاري الذي أمامه، حتى أن القط - ايميل - أصبح وجوده ضروريا، متى و حيثما تواجد صاحبه، بما في ذلك خارج البيت، فهو أصبح يحظر عمليات بيع و شراء العقارات و حتى توقيع الوثائق عند الموثق، بدليل أن - آلان - كان سيتورط ذات مرة في عملية شراء غير قانونية مع عدة أشخاص التقى بهم عند الموثق و كان من المقرر أن يستلم منهم مبالغا مالية هامة بطريقة غير قانونية رغم الوثائق التي بفعل التحايل على القانون كانت سليمة، لكن القط - ايميل - عندما دخل مكتب الموثق، لم يتوقف على تركيز نظره تجاه سيدة، ثم يحول عينيه إلى ثلاثة أشخاص معينين و أعاد ذلك عدة مرات و كأنه يقول لآلان بأن فخا نصبه له الأشخاص الثلاثة الذين كان يعينهم له ببصره ... و هو الشيء الذي وضع آلان في حيرة من أمره، لأنه لم ينجح في فهم رسالة قطه و بالتالي إدراك طبيعة الخطأ أو نوعية الفخ الذي كان مهددا بالوقوع فيه. فكل شيء مثلما ذكرنا كان على أحسن ما يرام، لكن - آلان - بإلحاح من قطه القلق، انتابه الشك في صحة الأوراق النقدية التي أتى بها الأشخاص الثلاثة لتسليمها، ففي حالة اكتشافها مزورة، لا يستطيع حتى متابعتهم قضائيا، لأن كيفيات استلامها غير قانونية. فكتب - آلان - ورقة صغيرة سلمها إلى مساعد الموثق، طلب منه فيها، حضور خبير بنكي لمعاينة ألأوراق النقدية ( دولارات ) التي تبين من بعد بأنها كانت مزور.




                              و مرة أخرى بينما كان - آلان - يقضي ليلته رفقة فتاة جاء بها من الشارع، أقام - ايميل - حربا حقيقية داخل البيت، فرمى به - آلان - في المطبخ و غلق عليه الباب، لكن هذا لم لمنعه من ضرب الباب و تكسير كل الأواني و كأنه كان يريد بأي ثمن جلب انتباه سيده إلى خطر معين. إلا أن - آلان - كان غارقا في ملذاته و لم يتدارك الأمر إلا بعد خروج ضيفته. عندها اكتشف بأن حافظته الصغيرة بما كان فيها من أوراق نقدية و بطاقات صرف بنكية و صكوك قد سرقته رفيقة ليلته و يضيف - آلان - بأنه باستطاعته أن يروي لنا عشرات القصص الغريبة عن ذلك القط، لكنه فضل الاكتفاء بأكثر القصص عجبا و منذ سنوات قليلة كان عليه أن يسافر في عطلة إلى منطقة " الكراييب " و لم يكن بوسعه أخذ القط - ايميل - معه فتركه رفقة والدته ( والدة آلان ) التي تقيم في بيت جد جميل بحديقة شاسعة تطل على شاطىء البحر و قد سبق لهما ( أي لآلان و القط ايميل ) قضاء نهايات أسابيع هناك في ذلك البيت، لكن بعد عودته من السفر فوجىء بفرار القط غير أن المفاجأة حدثت عندما كان - آلان - يتأهب لفتح باب سيارته، حيث وجده عند قدميه يموء بعصبية و كأنه يلومه على ذلك الغياب غير المبرر.
                              - يوكي دسنوس - و - جاك يونات - كانت لديهما قطط من هذا النوع، فمنذ العهود الغابرة، أولى الفراعنة، عناية خاصة بالقطط، فقد كانوا يستجوبونهم و الكهنة يترجمون حركاتهم و سلوكاتهم و موائهم. أما الإغريق فقد كانوا يرون في القط إلها و في الهند إلى يومنا هذا يعتقد أناس أن كل قط متواجد في أسرة ما هو في الحقيقة إلا التأنس الجديد réincarnation لشخص قريب ميت

                              التعديل الأخير تم بواسطة محمدعامر; الساعة 2012-12-11, 08:40 PM.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X