إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

متحف نجران المفتوح للنقوش والرسومات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • متحف نجران المفتوح للنقوش والرسومات


    متحف نجران المفتوح للنقوش والرسومات





    في جبال القارة الواقعة في الشمال الشرقي من «حمى» وعبر طريق يمر من خلال «نجد سهي» طاب لنا التجوال حيث عبرنا من خلال تلك الجبال والهضاب الجميلة على مدى يومين، وقد وقفنا على العديد من النقوش والرسومات على الصخور وصفحات الجبال، وهي رسومات رائعة تستوقف من يتأملها بحيث يخيل للمرء بأنه يتجول في متحف للوحات فنية أبدع منفذوها في رسمها وكتابتها بكل براعة، وكأني بمن عبروا مع هذا المكان من القدماء لم يكونوا على عجلة من أمرهم، إذ يتطلب رسم بعض اللوحات وقتا طويلا، والمهتمون بالنقوش يعرفونه، من هذه المناظر لوحات تمثل الفروسية وخوض المعارك، ومنها لوحات راقصة، وكأني بكل واحد من هؤلاء الرسامين يغني على ليلاه، ويعبر عن ما يجول في خاطره على صفحات هذه الجبال، أنظر إلى الصورة رقم (5) ورقم (6) ورقم (7) لقد استوقفني مسمى المكان وهو «نجد سهي» فكلمة نجد معروفة أما كلمة «سهي» فغريبة بالنسبة لي، ويبدو أن هذا هو الاسم القديم لهذا الموضع، نظرا لسهولة الأرض لكونها رملية، فالسهوة: الأرض اللينة، وكأني بالقتال الكلابي يقصد هذا المكان حين قال:




    عفا بطن سهي من سليمى وصمعر

    خلاء فلوصل الحارثية أعسر
    وكم دونها من بطن واد نباته
    أراك تغنيه الهداهد أخضر


    (انظر معجم البلدان لياقوت الحموي - رسم سهي - )
    فكلمة «سهي» هنا آخرها «ياء» وليس ألف مقصورة كما ورد في أحد المصادر، وكثير ما يقع التصحيف والتحريف في أسماء الأماكن، وياحبذا لو أن أحد أبناء منطقة نجران يسعى إلى تأليف معجم بأسماء الأماكن الجغرافية لهذه المنطقة، لأن خير من يؤلف عنها هو أحد أبنائها، لكونه أدرى من غيره بصحة نطق أسماء الأماكن كالبلدان والجبال والهضاب، والأودية والشعاب، وكذا موارد المياه، فالحاجة ماسة إلى مثل هذا المعجم.
    أقول: لم تشغلنا تلك اللوحات الجميلة المرسومة على الجبال عما جئنا من أجله وهو تتبع مسارات طرق التجارة القديمة، فقد حصرنا على هذا الطريق الكثير من الشواهد الأثرية ولعل أبرزها ركمين كبيرين متقابلين ينطلق من الشمالي ذيل طويل باتجاه الغرب، وينطلق من الركم الجنوبي ذيلان على شكل زاوية طول ضلعها الجنوبي مائتي متر، وهذه الأذيال محكمة البنيان، وقد رصدت أمثاله هذا الشكل في أماكن مائتي متر، وهذه الأذيال محكمة البنيان، وقد رصدت أمثال هذا الشكل في أماكن متفرقة من أراضي المملكة العربية السعودية، وهذه المشاهد هي ما أطلق عليها مسمى «المصائد» ويعنون بها مصائد «الوحوش النافرة». وأقول: هذا التعليل خاطئ، ولا أدري من أول من قال بهذا الكلام غير المستساغ، ومثل هذه الشواهد تحتاج إلى دراسة علمية لمعرفة ماهيتها ولماذا وضعت على هذا الشكل؛ لكي نتخلص - كما أسلفت - من كلمة «وقيل».





    انظر إلى الصورتين رقم (8) ورقم (9)

    لقد تحولنا من «نجد سهي» واتجهنا باتجاه الجنوب الشرقي وعبر مرتفعات «العان» استمرت معنا المسننات حتى الوصول إلى «خشم العان» حيث تكثفت هناك المشاهد الأثرية، والنقوش والرسومات، ولم نتجرأ على مواصلة البحث إلى أبعد من هذا؛ لأن الاستمرار يتطلب أكثر من سيارة لا سيما عند الاقتراب من رمال الربع الخالي.

    ولعل ابرز ما رصدناه فوق هذه المرتفعات، وبالقرب منها مشهدين:
    أحدهما: ركم كبير ينطلق منه ذيل متقطع على شكل مسنن، وهو فوق مرتفع جبلي يرى من بعد اتخذناه مقياسا للمسافة واسميناه «مسنن الصقور»؛ لأن أحدهم أخذ في حجارته وعمل مربعا مستطيلا يضع فيه شبكة لصيد الصقور حيث ما زالت احدى شباكه ببقايا الحمامة التي اتخذها طعما باقية في هذا المربع.
    أما المشهد الثاني: فهو ذيل محكم البنيان طوله مائة متر وامتداده من جهة الجنوب إلى الشمال واقع في ارض حجرية مستوية، وقد علقت فيه الرمال، ولهذا يبدو منظره من بعد، وهذا الذيل الطويل يختلف في تنفيذه عن الشواهد الأثرية التي رصدناها في الطريق الذي يمر بماء «حمى» ولا استبعد أن يكون من علامات الطريق الذي ذكر «الهمداني» أنه يصدر من نجران ويمر بماء «ثجر» ثم يتجه إلى «قرية الفاو» ومنها إلى اليمامة، وقد شاهدت ما يماثله على مسار هذا الطريق في «محمية بني معارض» وعلى الجادة إلى «اليمامة».


    انظر الى الصورتين رقم (10) ورقم (11).



    وقد حرصت قبل التوغل في رمال الربع الخالي أن نزور المرتفعات القريبة من مورد ماء «الخضراء» وما كان جنوبها منها، وخاصة ضليعات «جعل الأسود» و«جعل الأبيض» و«قرن خباش» حيث ذكر ليبنز في كتاب «رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية» انه ومرافقيه شاهدوا في «جعل الأبيض» رسما رائعا لفارس على صهوة جواده، كما شاهدوا بالقرب من «قرن خباش» ثلاث سمرات بجوارها رتل من حجارة بيضاء منصوبة وبعد وصولنا إلى تلك الناحية ألفينا هذه الجبيلات داخل حمى الحدود مع اليمن، وبمساعدة من قيادة حرس الحدود هناك رافقنا النقيب «عبدالرحمن بن محمد المحيميد» حيث سرنا بمحاذاة الحدود وبمرورنا على «جعل الأبيض» لم نتمكن من مشاهدة النقش، فواصلنا السير إلى قرن خباش عسى أن نجد تلك الحجارة المركوزة وبعد التجول حوله أدركنا اننا أتينا متأخرين، لأن الأرض هناك مقلوبة بسبب طريق الزفت ومنشآت «منفذ الخضراء» ولا شك أن تلك الصفائح الحجرية الموغلة في القدم قد أزيلت عن أماكنها.






    وقفة ابتهاج وتحسر:

    في هذه الجولة كان لنا استراحة في ظل المبنى المقام فوق قمة «قرن خباش» وأثناء تطلعي بالمنظار المقرب كنت أرى تلك المشاريع المنفذة من مبان وطرق مزفتة، ويمتد النظر شمالا إلى بلدة خباش التي كانت بالأمس لا تتعدى مساكنها عدد أصابع اليد، أما اليوم فهي تمتد عدة أكيال بطرقها المزفتة ومشاريعها الحضارية ومساكنها الحديثة ومزارعها.
    ولا شك أن هذا مما يشرح النفس ويبهج الخاطر، ولذا نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النهضة المباركة في هذا العهد الزاهر.
    وقد صاحب هذا الابتهاج تحسر على ما ينال آثار بلادنا من تدمير بحيث تزيلها الجرافات سواء كان لازالتها حاجة أم لا، ولست بهذا أفضل بقاء الشواهد الأثرية حائلا دون تنفيذ اي مشروع يخدم الصالح العام، ولكن متى أصبحت ازالة اي أثر من الآثار ضرورية فإنه لابد من توثيق هذا الأثر وتصويره قبل ازالته، وإن كان له ذكر في المراجع القديمة أن توضح النصوص التي تكلمت عنه، وأن يسجل هذا التوثيق لدى جهة رسمية لها علاقة بآثار وتاريخ البلاد.






    قد يقول قائل: لماذا كا هذا التحسر على رتل من الحجارة المركوزة؟

    فأجيبه بأن هذا شعور انتابني فوق هذا الجبيل المطل على ما حوله وتذكرت كم من أثر شديت الرحال للوقوف عليه على ضوء وصف القدماء له فلم أجد له أثرا أو أجده وقد غيرت معالمه نتيجة لما ناله من تخريب، لا سيما وأن التخريب والعبث في الآثار قائم على قدم وساق.
    عندما كنت أحقق «طريق الحج البصري» حاولت الوقوف على بركة منزل «القريتين» شمال مدينة «عنيزة» ولم أعثر لها على أثر، مع أن الشيخ محمد العبودي ذكر في كتابه «معجم بلاد القصيم» بأنه سبق ان وقف عليها، فأين تلك البركة المشهورة؟ لقد كان مصيرها مصير بركتي منزل الينسوعة، ومنزل «النباج».
    أما المتعشي الذي يلي منزل «القريتين» باتجاه مكة، فقد حددت موقعه حسب المسافات وكان يسمى «متعشى عجلز»، وعندما وصلت الى المكان وجدته داخل شبك مزرعة، ولما سألت القائم عن اسم المكان قال «البريكة» فقلت له نحن أتينا نبحث عن هذه البريكة وآثارها فقال كان يوجد في الموقع أساسات منازل وقد تم تسويتها مع ما حاولها والآن يدور عليها أحد الرشاشات!!.
    وياليت صاحب تلك الممزرعة حافظ على آثار «متعشى عجلز» مثلما حافظت «شركة حائل الزراعية» على إحدى برك «درب زبيدة» المسماة «بركة الحويض» وهي واقعة بين منزل «الأجفر» ومنزل «فيد» ويعتز القائمون على هذا المشروع الزراعي بأن هذه البركة الأثرية واقعة داخل نطاق المشروع، وهم محافظون عليها ويصونونها، ولا شك ان هذا يدل على إحساس وطني وادراك لأهمية المحافظة على آثار الآباء والأجداد.





    وقبل شهرين من الآن كنت في رحلة ميدانية في براري «المنطقة الشرقية» وأثناء تتبعي لمسار أحد الطرق التجارية القديمة علوت ومن معي فوق أحد المرتفعات فوجدنا مذيلات ودوائر واسعة محكمة البنيان إحدى هذه الدوائر يبلغ قطرها سبعين مترا، انها شواهد أثرية محيرة تحتاج إلى من يخضعها إلى دراسة علمية متخصصة، ولكن يبدو لي أن هذه الدراسة لن تدرك هذه الشواهد، لأن جرافات الكسارات المجاورة لها ستخضعها لأسنانها الفتاكة التي ألفت تدمير مثل هذه الشواهد الأثرية الموغلة في القدم دون أن يحرك أحد ساكنا، وقد لاحظت ان أحد هذه الجرافات قد زارت الموقع وعملت مجسات بجوار هذه المذيلات والدوائر لمعرفة ما إذا كان الموقع صالحا للانتاج، وحتما سيصير مصير هذا المرتفع مصير جار له نفشت فيه الجرافات حتى لم يبق على سطحه حجر دون ان يقلب أو يدمر.

    وأجدها فرصة لتوجيه دعوة إلى الجهات الرسمية المعنية بمنح امتياز استثمار المواقع للشركات بأن تضع ضوابط للمحافظة على المواقع الأثرية الموجودة في نطاق الامتياز المسموح باستغلاله تجاريا، وذلك بعد تحديد تلك المواقع مع وضع عقوبات رادعة فيما لو نالها عبث أو تخريب.
    أملي أن تجد هذه الدعوة التي أطلقها من فوق «قرن خباش» بمنطقة نجران أذنا صاغية لدى الجهات المعنية بإعطاء التراخيص لاستغلال الأرض سواء في مجال الزراعة أو الإعمار.
    ولنترك الأراضي القريبة من مدينة نجران بسهولها وحزونها لنغوص في رمال «الربع الخالي» عسى أن تكشف لنا بعضا من أسرارها.




    http://www.alriyadh.com/2006/06/09/article161418.html





    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

يعمل...
X