إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    والشيطان يفرك بين الزوجين

    ويحاول جاهدا أن يوقع بين الزوجين الكراهة والمقت كما روى عبد الرزاق عن أبي وائل قال :
    جاء رجل من بجيلة إلى عبد الله بن مسعود فقال إني قد تزوجت جارية بكرا وإني قد خشيت أن تفركني ( تكرهني ) ؟ فقال عبد الله : إن الإلف من الله وإن الفرك من الشيطان ليكره إليه ما أحل الله له ، فإذا أدخلت عليك فمرها فلتصل خلفك ركعتين وقل :
    اللهم بارك لي في أهلي وبارك لهم في ، اللهم ارزقني منهم وارزقهم منـي ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت إلى خير ، وفرق بيننا إذا فرقت إلى خير .
    رواه عبد الرزاق في المصنف 6/191 والطبراني 9/204 وسنده صحيح.



    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #17
      ويعمل الحيل ليغضب الزوج على زوجته

      لذلك فالشيطان يجتهد في صنع الحيل للوقيعة بين الزوجين كما روى البخاري في الأدب المفرد عن أزهر بن سعيد قال سمعت أبا أمامة يقول : إن الشيطان يأتي إلى فراش أحدكم بعد ما يفرشه أهله ويهيئونه فيلقي عليه العود والحجر أو الشيء ليغضبه على أهله ، فإذا وجد ذلك فلا يغضب على أهله ، قال : لأنه من عمل الشيطان .
      رواه البخاري في الأدب المفرد 1191 وحسنه الألباني في صحيح الأدب برقم 911.

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #18

        والطلاق من الشيطان

        وبهذا الجهد المبذول من الشيطان يقع الطلاق والفراق والشقاق ..
        روى عبد الرزاق في مصنفه عن مالك بن الحويرث عن ابن عباس وقد سأله رجل فقال : إن عمي طلق امرأته ثلاثا ، فقال : إن عمك عصى الله فأندمه وأطاع الشيطان فلم يجعل له مخرجا .
        قال : كيف ترى في رجل يحلها له ؟ قال : من يخادع الله يخدعه .

        وروى كذلك عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه سمع رجلا يذكر لابن جبير ابنة عم له وأن الشيطان يوسوس إليه بطلاقها فقال له سعيد بن جبير : ليس عليك من ذلك بأس حتى تكلم به أو تشهد عليه .

        وروى أيضا عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال : طلق غيلان بن سلمة الثقفي نساءه وقسم ماله بين بنيه في خلافة عمر فبلغ ذلك عمر فقال : طلقت نساءك وقسمت مالك بين بنيك ؟ قال نعم ، قال : والله إني لأرى الشيطان فيما يسرق من السمع سمع بموتك فألقاه في نفسك فلعلك أن لا تمكث إلا قليلا ، وأيم الله لئن لم تراجع نساءك وترجع في مالك لأورثهن منك إذا مت ثم لآمرن بقبرك فليرجمن كما رجم قبر أبي رغال - قال الزهري وأبو رغال أبو ثقيف - قال فراجع نساءه وراجع ماله فما مكث إلا سبعا حتى مات .

        وقال أيضا : أخبرنا ابن جريج قال : جاء رجل إلى عطاء فقال : حلفت على يمين ما أدري ما هي أطلاق أم غيره ؟ قال : إنما ذلك الشيطان كفر عن يمينك وافعل .
        وهذه الآثار في المصنف بالترتيب : 6/266 و 6/412 و 7/66 و 8/439 وأسانيدها صحيحة .

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #19

          فرح الشيطان بوقوع الطلاق

          ولذلك يكون الشيطان فرحا بوقوع الطلاق ، بل ويكافئ من تسبب في ذلك من الشياطين ..
          كما في الحديث الصحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :
          إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه ويقول نعم أنت .
          أخرجه أحمد (3/314) ومسلم (2813) وغيرهما .



          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #20
            بعض خصائص الجن والشيطان

            ويؤكد هذا الذي ذكرناه بوضوح إذا ما ألقينا الضوء بنظرة عامة على خصائص الجن والشيطان وسيظهر لنا الآتي :
            أولا - أنهم يتناكحون ويتناسلون ، وأنهم يأكلون ويشربون ، وأنهم يولدون ويموتون ، وأنهم يحلون ويظعنون وينامون ، وأنهم يتشكلون في صور شتى من إنسان وحيوان ، وأنهم يحملون الأشياء وقد يسرقون من الآدمي . وأن للشيطان ضراط من دبره إذا نودي بالصلاة ولعاب يسيل كما في قصة النبي والشيطان ..

            ثانيا - وأنهم يشاركون الآدمي طعامه وشرابه إن لم يسم عليه ، ويدخلون البيت للمبيت إن لم يسم الآدمي ، ويجري من الإنسان مجرى الدم ، وأنهم يتلبسون بالآدمي ويسببون له الصرع والأمراض ، وأنهم قد يقتلون الآدمي ويؤذوه ، وقد تحصل منهم مصارعة ومقاتلة مع الإنس كما في قصتي عمر وعمار ..
            وكل هذا المنقول له أدلته المعروفة في الصحاح والسنن والمسانيد ..

            وتبعا لهذا فإن لهم تصرف في أحوال بني آدم :
            فللشيطان والجان أفعال بالإنسان .. قد يستغربها من لا يعلمها .. وأذكر منها :
            في المسند عن أبي هريرة قال رسول الله
            صل الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه ..
            قال أبو هريرة : فأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله ، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل . رواه أحمد 2/330 وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي.
            وصح مرفوعا :
            إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام . رواه مالك في الموطأ رواية يحيى الليثي 1/14 وصححه الألباني في المشكاة.
            وأنه يتحكم في ناصية المصلي اللاهي : كما جاء عن أبي هريرة : إن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفض قبله فإنما ناصيته بيد الشيطان .
            رواه مالك 280 وعبد الرزاق 2/373 وابن أبي شيبة 2/116 وسنده حسن.
            والحيض : ركضة من ركضات الشيطان كما صح في الحديث أعلاه ..
            وأنه يبيت على خيشوم ابن آدم كما صح أيضا .
            وأنه يضرط بين إليتيه كما في المسند عن أبي هريرة مرفوعا : إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له أضرطبين إليتيه ليفتنه عن صلاته .رواه احمد بإسناد قوي .
            والحديث :
            إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فينقر دبره .
            وحديث :
            إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط لغيره .
            وأن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد . كما صح في الحديث .
            وأنه يبول في أذن الآدمي كي لا يسمع الآذان ويذهب للصلاة .
            وأنه ينخث الصبي بإصبعه عند ولادته فيسبب له الألم فيبكي الصبي .
            وقال النبي
            صل الله عليه وسلم عن جارية كانت تغني : قد نفخ الشيطان في منخريها . صححه الألباني .
            كما جاء أن المغني يبعث الله عز وجل عليه شيطانين يرتقدان على عاتقيه - يجلسان على منكبيه -
            ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره .
            وأهم من ذلك كله : حديث المرأة التي كانت تصرع فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت :
            فإني أتكشف .. والحديث في الصحيحين .
            فهذه المرأة أصابها الشيطان بالصرع وجعلها تتكشف !!!!
            وبهذه الصورة كاملة : نراهم أهل للتكليف كالإنس تماما ويشاركونهم في كثير من الخصائص الحياتية ..
            غير أن الله حجب رؤيتنا لهم على حقيقتهم وقد نراهم في تشكلهم بغير جنسهم .
            وإذا تقرر ذلك واتفقنا عليه : فهاهنا تساؤل :
            قوله في الحديث الصحيح (
            اللهم جنبنا الشيطان ) على الزوجين ذكرا وأنثى ما وجهه ؟


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #21

              ما هو وجه تجنب الشيطان عند الجماع ؟


              وقوله وجنب الشيطان ما رزقتنا في موضوع آخر وهو المولود المرتقب من هذا الجماع ..
              فقوله : جنبنا خاص بالزوجين حالة الجماع ، وما رزقتنا خاص بالمولود .
              وهذا من أظهر ما يكون وضوحا للتفرقة بين الجملتين في الدعاء .
              والحديث الصحيح : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثيابه أن يقول بسم الله .
              علام هذه التسمية ، والتسمية قبل الجماع ؟
              إن لم تكن لغير ذلك فليس لها فائدة إذ إن الشيطان والجان يروننا من غير ما نراهم ..
              ولماذا حثنا رسول الله صب الله عليه وسلم ؟
              الجواب : لكي لا يروا عوراتنا . كما هو نص الحديث .
              وماذا إذا رأوا العورات ؟ قد يطمعون في بني آدم ..
              وماذا لو طمعوا ؟ قد يقع المحذور من الجماع والعبث .
              فهذه الأدعية الصحيحة الواردة في هذا الباب لها وجه في تقرير الحيطة من وقوع المحذور ..
              وقد ثبت أن الشيطان قد يجامع الشيطانة في الطريق ..
              كما روى أبو داود والطبراني عن أسماء بنت يزيد قالت : كنا عند رسول الله r الرجال والنساء فقال : عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها ؟ فأرم القوم فقلت : أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن ، قال : فلا تفعلوا فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون . رواه أبو داود والطبراني 24/162 وصححه الألباني.
              وبثبوت تصرفهم الكبير مع بني آدم ذكورا وإناثا ، فكيف يستبعد هذا ؟


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #22

                الجماع بين الانس والجن والعكس و كل مايدور

                تكملة للمقالات السابقة ولتعم الفائدة ، نريد أن نوضح أشياء اثبتت وانها تغيب عن ذهن وفكر ومعلومات بعض الاخوة فمنهم من لم يتخيل ويتصور مايحدث ومنهم من يؤكد على صحة ما ذلك .
                مسئلة الجماع بين الانسان والجن مسالة فيها تفصيل فان كان الانسان مصابا والجني داخله فهنا لايمكن الجماع الا بخروج الجني من الجسد لكن في النوم يحدث ما يسمى التخييل اي يري الجني المريض احلاما جنسية ويثيره ولان الجني والمصاب لهما نفس الشعور لكونهما مندمجين فسيشعر الجني بالاستمتاع معه

                اما اذا كان الجني خارج االجسد فهنا قد يحصل الجماع خاصة اذا تجسد الجني كاملا على هيئة رجل او امرأة مثلما، فالجن له القدرة على التشكل فى اى جسد يريدة هو وهى قدرة الله واقر العلماء بذلك .
                اما حصول الذرية فهذا امر مشكل ولا اظن حدوثه والذي قال بوجود الذرية دليله ان احد ابوي بلقيس كان جنيا فهذه الاحاديث ضعيفة .
                وحتى لوامكن فالذرية لن يمكن رؤيتها بل ستصبح غيرمرئية والله اعلم
                قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال وقد يتناكح الإنس والجن ويُولد بينهما ولد وهذا كثير معروف ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 قال الطبري ( معقبا على قوله تعالى ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 870
                وذكر الطبري روايات على ذلك فقال عن ابن عباس في قوله تعالى ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها : فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 )
                و قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ) 0
                و قال الفخر الرازي : ( ما الفائدة في ذكر الجان ، مع أن الجان لا يجامع ؟ فنقول : ليس كذلك ، بل الجن لهم أولاد وذريات ، وإنما الخلاف في أنهم : هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون ، وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكان مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها ) ( التفسير الكبير – 29 / 130 )
                قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 )
                قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها الإنسي ، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة وعلاج ذلك التحفظ
                منهم ذكورا وإناثا بالأدعية والأوراد المأثورة وقراءة الآيات التي تشتمل على الحفظ والحراسة منهم بإذن الله ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 196 ) انتهى

                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #23
                  سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي :

                  التناكح بين الإنس والجن أمر واقع فعلا ، ولكنه نادر الوقوع ، والسؤال هل حصول ذلك الأمر بين الجن والإنس يوجب الغسل أم لا ؟؟؟

                  فأجاب – حفظه الله – : ( معلوم أن الجن أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها ولكن الله أقدرهم على الكلام المسموع وعلى التشكل بصور ومظاهر متنوعة كما أقدرهم على الدخول في أجساد الإنس بحيث تغلب روح الجني على روح الإنسي
                  والغالب أن الذكر منهم لا يلابس إلا الأنثى من البشر والأنثى تلابس الذكر من البشر ، ويجدون لذة وشهوة وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ،
                  ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف
                  من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال وهذا كلام الدين والعقل والمنطق ) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
                  .

                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #24
                    أراء العلماء والرقاة والفقهاء
                    هل الجن يمارس الجنس مع الانس ؟

                    يشكل الارتباط العاطفي وعلاقات العشق بين الجن والانس، من المواضيع التي تشوبع الكثير من الغموض لكوته يتعلق بمخلوقين يختلفان في الطبيعة الخلقية، وهو ما يبني عليه فريق يقول بأستحالة حالة العشق والمعاشرة الجنسية، فيما يعتبر أخر أن حالات التلبس والمس امر وارد ، وان وصول هذا المس الى حالة العشق وبالتالي الى الجماع امر واقع خير مستبعد، فحتى غذا لم يتخذ الصورة التي نعرفها فإنه يتم بأشكال اخرى، في هذه المقالة جمعنا بعض اراء الفقهاء والرقاة والشيوخ للإحاطة بجزء من هذا الموضوع.

                    أكد عميد كلية الشريعة في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية الدكتور " سعود الفنيسان "، أن عشق الجنس للإنس يعود لشعور نفسي احيانا، مشيرا الى أن التلبس غالبا يكون سببه العشق، وإذا كانت المسألة في غالبها غير سليمة فإن اهم من العشق ووقوع النلبس، لذا لزم البحث عن العلاج. وأن حقيقة المس او التلبس جاء في القرآن كقوله تعالى ( إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) والتخبط معروف عند العرب ووارد في السنة، فالعشق يصاحبه احيانا بعض الاوهام، وينفي أن امر المعاشرو الجنسية والاتصال الجسدي بين الجن والانس نظرا لإختلاف الطبيعة الخلقية بينهما. ويعزو انتشار هذا الامر، الى الروايات الشعبية وكتب الادب والسينما، مشيرا الى قصص العشق بين الجن والانس متداولة عند الغرب كما العرب. وخلص الى اسهام بعض المشعودين والرقاة ممن ليس لهم ضمير في نشر داء عشق الجن بين المرضى النفسيين.

                    أما الراقي الشرعي " عدنان محجوب الهاشمي " فقد اكد حقيقة عشق الجان للإنس حيث تعشق الجنية الرجل واحيانا العكس، مشيرا الى ان اغلب الناس مقصرون في الدعاء والتحصين بالقرآن الكريم، واشار الى أن من يدعي أن العشق خرافة عليه حضور مكاتب الرقاة الشرعيين، وسؤال هيئة كبار العلماء وقراءة كتب الفقه والتاريخ. ويستشهد بقصص تؤكد حدوث العشق الممسوس، كفتاة من المدينة المنورة في العقد الثاني من عمرها التي ظن اهلها بأنها مهزوزة نفسيا نتيجة فراق والدها عن والدتها، فلما شرع الراقي في قراءة القرآن عليها، أخبرها ساكنها الجني بأنه عاشقها، ليظل مستمرا في علاجها قرابة تسعة أشهر ولم تشف بعد أن رفض الجني العاشق الخروج نهائيا.

                    ويرفض الراقي " عمر العاطفي " الاراء الرافضة لفكرة المعاشرة بين الجن والانس مؤكدا ووجود جماع وحمل ومعاشرة فعلية، مستشهدا بفتاة كان يعالجها قائلا : " جاءتني فتاة عفيفة ملتزمة لكنها مصابة بتلبس جني عاشق لها، مع وجود أشياء حبيثة في رحمها، وبفضل القرأن تم قتل الجنين في بطنها مضيفا بأن الجني قال له أن المولود اذا تستمر فيكون على شكل ادمي محجوب عن البشر يعيش في عالم الجن". وحول طرق الاتصال الجنسي ، يوضح " العاطفي أن المرأة او الرجل شعرا بالمعاشرة في المنام وغن كان لا يريان شكلا او جسدا. وبين " العاطفي " ان الجني العاشق غالبا ما يساوم على عدم الخروج من جسد المعشوقةن مؤكدا بأنه في احدى الحالات العلاجية بالقرآن الكريم طلب منه الجني بعد أن بدا يحترق أن يتركه ولا يجبره على الخروج من جسد المراة وعرض عليه أن يسجد له مقابل ذلك. واكد الشيخ أن ما اكثؤ ما يخيف الرقاة هو التعامل مع الجني العاشق. فهذه الحالات علاجها معقد ويحتاج الى الكثير من الوقت، فالمس العاشق وارد والجنس قد يقتحم الجسد اللإنسي من اجل الانتقام او السحر او بفعل العشق والهيام، حيث يصاب المعشوق بالمرض والانطواء والعزلة كي يحظى به الجني ويصرفه عن الناس.

                    أما الشيخ الداعية " الساخي المحمودي " فيؤكد أن العشق يحدث من جانب الجن والشياطين تجاه الانسان ذكرا او أنثى، ويستغرب استنكار البعض للجماع الذي يحدث بين الانس والجن مستدلا من سورة الانعام حيث يقول الله سبحانه وتعالى ( يوم يحشركم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس، وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا من شاء الله إن ربك حكيم عليم) فالاستمتاع في الاية الكريمة، واضح وان الجن يستكثر من عشقه للإنس بينما يستمتع الانس بتلك العلاقة الشاذة، وقد يقول احدهم ان المقصود في الاية هو استخدام الإنس للجني في السحر وللرد على هولاء نقول أن عقد الاتفاق يسهل للجني والشياطين معاشرة الانسي عن طريقرالساحر والمشعوذ نفسه، فكم من ساحر أعتدى على نساء ذهبن اليه من اجل تميمة او العلاج.

                    أما الشيخ " اسامة احمد " اشهر المعالجين بالقران في مصر والوطن العربي والحاصل على ماجستير في العلوم الروحانية من جامعة روشفيل والمشهور بمحعربة الشياطين، والذي يعمل في مجال العلاح بالقران الكريم كنذ 15 سنة، فأكد بأن الجماع يحدث بين الانس والجن على درجات، فالاحتلام اثناء النوم نوع من انواع الجماع إضافة الى الانزال اثناء النوم حيث يستمتع الجان بالانس دون شعور منه، وهنا المعاشرو الخفية حيث يلتي الانسان في صورة شخص يحبه المرء ويعاشره حيث تحدث عملية الجماع وانزال مثلما يحدث في الطبيعة، وقد تكون تلك المجامعة في كامل وعي الانسان ولا يستطيع ردها او رفضها، واحيانا يتشكل الجان في صورة انسان ولكن هذا الوضع قليل الحدوث لكونه يضعف الحان، غير انه في تلك الحالة يحدث جماع حقيقي وثد ينتج عنه حمل لأن الجان ياخذ صفات الانسان كاملة إذ يتشكل به.

                    للجن أعضاء تناسلية كالإنس ولكنَّها تختلف عن الإنسيّ في الماهية / الجن قادرٌ على التشكل بأيّ صورة شاء / الجن ممكن الرؤية / لا يجوز إستحضار الجن للتلبيس / الجن كالإنس ذكور وإناث ومؤمنون وكفار ونواصب


                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #25
                      بعض خصائص الجن والشيطان

                      ويؤكد هذا الذي ذكرناه بوضوح إذا ما ألقينا الضوء بنظرة عامة على خصائص الجن والشيطان وسيظهر لنا الآتي :
                      اولا - أنهم يتناكحون ويتناسلون ، وأنهم يأكلون ويشربون ، وأنهم يولدون ويموتون ، وأنهم يحلون ويظعنون وينامون ، وأنهم يتشكلون في صور شتى من إنسان وحيوان ، وأنهم يحملون الأشياء وقد يسرقون من الآدمي . وأن للشيطان ضراط من دبره إذا نودي بالصلاة ولعاب يسيل كما في قصة النبي والشيطان ..
                      ثانيا - وأنهم يشاركون الآدمي طعامه وشرابه إن لم يسم عليه ، ويدخلون البيت للمبيت إن لم يسم الآدمي ، ويجري من الإنسان مجرى الدم ، وأنهم يتلبسون بالآدمي ويسببون له الصرع والأمراض ، وأنهم قد يقتلون الآدمي ويؤذوه ، وقد تحصل منهم مصارعة ومقاتلة مع الإنس كما في قصتي عمر وعمار ..
                      وكل هذا المنقول له أدلته المعروفة في الصحاح والسنن والمسانيد ..
                      وتبعا لهذا فإن لهم تصرف في أحوال بني آدم :
                      فللشيطان والجان أفعال بالإنسان .. قد يستغربها من لا يعلمها .. وأذكر منها :
                      في المسند عن أبي هريرة قال رسول الله صل الله عليه وسلم : إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه ..
                      قال أبو هريرة : فأنتم ترون ذلك أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله ، وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل . رواه أحمد 2/330 وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده قوي.
                      وصح مرفوعا : إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائم يصلي فأضجعه فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام . رواه مالك في الموطأ رواية يحيى الليثي 1/14 وصححه الألباني في المشكاة.
                      وأنه يتحكم في ناصية المصلي اللاهي : كما جاء عن أبي هريرة : إن الذي يرفع رأسه قبل الإمام ويخفض قبله فإنما ناصيته بيد الشيطان .
                      رواه مالك 280 وعبد الرزاق 2/373 وابن أبي شيبة 2/116 وسنده حسن.
                      والحيض : ركضة من ركضات الشيطان كما صح في الحديث أعلاه ..
                      وأنه يبيت على خيشوم ابن آدم كما صح أيضا .
                      وأنه يضرط بين إليتيه كما في المسند عن أبي هريرة مرفوعا : إن أحدكم إذا كان في الصلاة جاءه الشيطان فالتبس به كما يلتبس الرجل بدابته فإذا سكن له أضرطبين إليتيه ليفتنه عن صلاته .رواه احمد بإسناد قوي .
                      والحديث : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فينقر دبره .
                      وحديث : إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ شعرة من دبره فيمدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا .رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط لغيره .
                      وأن الشيطان يعقد على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد . كما صح في الحديث .
                      وأنه يبول في أذن الآدمي كي لا يسمع الآذان ويذهب للصلاة .
                      وأنه ينخث الصبي بإصبعه عند ولادته فيسبب له الألم فيبكي الصبي .
                      وقال النبي
                      صل الله عليه وسلم عن جارية كانت تغني : قد نفخ الشيطان في منخريها . صححه الألباني .
                      كما جاء أن المغني يبعث الله عز وجل عليه شيطانين يرتقدان على عاتقيه - يجلسان على منكبيه - ثم لا يزالان يضربان بأرجلهما على صدره .
                      وأهم من ذلك كله : حديث المرأة التي كانت تصرع فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : فإني أتكشف .. والحديث في الصحيحين .
                      فهذه المرأة أصابها الشيطان بالصرع وجعلها تتكشف !!!!
                      وبهذه الصورة كاملة : نراهم أهل للتكليف كالإنس تماما ويشاركونهم في كثير من الخصائص الحياتية ..
                      غير أن الله حجب رؤيتنا لهم على حقيقتهم وقد نراهم في تشكلهم بغير جنسهم .
                      وإذا تقرر ذلك واتفقنا عليه : فهاهنا تساؤل :
                      قوله في الحديث الصحيح ( اللهم جنبنا الشيطان ) على الزوجين ذكرا وأنثى ما وجهه ؟



                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #26
                        ما هو وجه تجنب الشيطان عند الجماع ؟

                        وقوله وجنب الشيطان ما رزقتنا في موضوع آخر وهو المولود المرتقب من هذا الجماع ..
                        فقوله : جنبنا خاص بالزوجين حالة الجماع ، وما رزقتنا خاص بالمولود .
                        وهذا من أظهر ما يكون وضوحا للتفرقة بين الجملتين في الدعاء .
                        والحديث الصحيح : ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثيابه أن يقول بسم الله .

                        علام هذه التسمية ، والتسمية قبل الجماع ؟

                        إن لم تكن لغير ذلك فليس لها فائدة إذ إن الشيطان والجان يروننا من غير ما نراهم ..
                        ولماذا حثنا رسول الله ؟ الجواب : لكي لا يروا عوراتنا . كما هو نص الحديث .
                        وماذا إذا رأوا العورات ؟ قد يطمعون في بني آدم ..
                        وماذا لو طمعوا ؟ قد يقع المحذور من الجماع والعبث .
                        فهذه الأدعية الصحيحة الواردة في هذا الباب لها وجه في تقرير الحيطة من وقوع المحذور ..
                        وقد ثبت أن الشيطان قد يجامع الشيطانة في الطريق ..
                        كما روى أبو داود والطبراني عن أسماء بنت يزيد قالت : كنا عند رسول الله r الرجال والنساء فقال : عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها ؟ فأرم القوم فقلت : أي والله يا رسول الله إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن ، قال : فلا تفعلوا فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون . رواه أبو داود والطبراني 24/162 وصححه الألباني.
                        وبثبوت تصرفهم الكبير مع بني آدم ذكورا وإناثا ، فكيف يستبعد هذا ؟

                        كلام المعالجين بالقرآن

                        أما عن الواقع والمشاهد .. فيخبرنا المتخصصين في علاج الجان بالرقية والأذكار .. من أهل السنة عن تجاربهم في هذا المجال ..
                        وخلاصته : أن جماع الجني للإنسية يحصل كثيراً ، وترى المرأة نفسها وكأن رجلا يجامعها جماعا حقيقيا ، وتشعر بالإيلاج ، وقد تجد منيا ، وذكر الشبلي عن الفقهاء أن في هذه الحالة يجب عليها الغسل ..
                        وأن الجن وان كان يجامع المرأة كرها واغتصابا ، فقد يكون ذلك لعشق أو لإيذاء ابتداء كما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية .
                        وأكدوا أن الجني لا يستطيع فض غشاء البكارة ولا أن يسبب الحمل للإنسية وعللوا ذلك باختلاف النوعين ، وأكدوا أنه لو ظهر لها في صورة إنسي قد يفض الغشاء ..
                        وأقول : هذا الذي ذكروه لا يستغرب لما مر من أدلة ..
                        وأن أقرب حالة لجماع الجني للإنسية تكون أثناء النوم في حلم يكون هو فيه حقيقة وتكون المرأة في ثبات عميق فتفيق وقد أدركت أن هذا حصل لها كما يتذكر احدنا حلمه ..
                        وإذا جاز وقوع الجماع بين الإنسان والبهائم من الحيوان فما هو المانع من وقوعه بين الإنسان والجان ؟
                        فإن قيل الحيوان محسوس ظاهر وهذا غير مرئي ، فقد كابر لأن الجن يتشكل .
                        وقد اتفق ثلاثتهم ( الإنس والجن والحيوان ) في امتلاك الآلة لعملية الجماع ..

                        أما حكم الزواج بين الجنسين الجن والإنس

                        فقد اختلف العلماء في هذه المسألة .. فقال بجواز ذلك الإمام مالك وسليمان بن مهران الأعمش ..
                        فتوى الإمام مالك
                        قال الشبلي : وقد سئل مالك بن أنس رضي الله عنه فقيل إن هاهنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الفساد في الإسلام بذلك .
                        وهذا الذي ذكرناه عن الإمام مالك رضي الله عنه أورده أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي في كتاب الإلهام والوسوسة في باب نكاح الجن فقال حدثنا مقاتل حدثني سعيد بن داود الزبيدي قال كتب قوم من إلى مالك بن أنس رضي الله عنه يسألونه عن نكاح الجن وقالوا إن هاهنا رجلا من الجن إلى آخره .
                        قلت: رواية سعيد بن داود عن مالك منكرة ..
                        حكاية الأعمش عن زواج الجني من إنسية
                        وقال أيضا : قال أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب إتباع السنن والأخبار حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا أبو الأزهر حدثنا الأعمش حدثني شيخ من نجيل قال علق رجل من الجن جارية لنا ثم خطبها إلينا وقال إني أكره أن أنال منها محرما فزوجناها منه قال فظهر معنا يحدثنا فقلنا ما أنتم فقال أمم أمثالكم وفينا قبائل كقبائلكم قلنا فهل فيكم هذه الأهواء قال نعم فينا من كل الأهواء القدرية والشيعة والمرجئة قلنا من أيها أنت قال من المرجئة.
                        وقال أحمد بن سليمان النجاد في أماليه حدثنا علي بن الحسن بن سليمان أبي الشعناء الحضرمي أحد شيوخ مسلم حدثنا أبو معاوية سمعت الأعمش يقول تزوج إلينا جني فقلت له ما أحب الطعام إليكم فقال الأرز قال فأتيناه به فجعلت أرى اللقم ترفع ولا أرى أحدا فقلت فيكم من هذه الأهواء التي فينا قال نعم قلت فما الرافضة فيكم قال شرنا .
                        قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي تغمده الله برحمته هذا إسناد صحيح إلى الأعمش.
                        قلت : والجمهور على كراهة ذلك ومنعه .. وسئل قتادة عن تزويج الجن فكرهه وسئل الحسن عن تزويج الجن فكرهه ..

                        المانع من جواز النكاح بين الإنس والجن
                        قال الشبلي عن موانع النكاح بين الإنس والجن :
                        1- إما اختلاف الجنس عند بعضهم ..
                        2 - أو عدم حصول المقصود على ما نبينه ..
                        3 - أو عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم ..
                        أما اختلاف الجنس فظاهر مع قطع النظر عن إمكان الوقاع وإمكان العلوق .
                        وأما عدم حصول المقصود من النكاح فنقول إن الله امتن علينا بأن خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة فقال تعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء )
                        وقال تعالى ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها )
                        وقال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
                        وقال تعالى ( فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم أزواجا )
                        والجن ليسوا من أنفسنا فلم يجعل منهم أزواج لنا فلا يكونون لنا أزواجا لفوات المقصود من حل النكاح من بني آدم وهو سكون احد الزوجين إلى الآخر لأن الله تعالى أخبر أنه جعل لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها فالمانع الشرعي حينئذ من جواز النكاح بين الإنس والجن عدم سكون أحد الزوجين إلى الآخر إلا أن يكون عن عشق وهوى متبع من الإنس والجن فيكون إقدام الإنسي على نكاح الجنية للخوف على نفسه وكذلك العكس إذ لو لم يقدموا على ذلك لآذوهم وربما أتلفوهم البتة ومع هذا فلا يزال الإنسي في قلق وعدم طمأنينة وهذا يعود على مقصود النكاح بالنقض وأخبر الله تعالى أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة وهذا منتف بين الإنس والجن لأن العداوة بين الإنس والجن لا تزول بدليل قوله تعالى ( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو )
                        وقوله صل الله عليه وسلم في الطاعون وخز أعدائكم من الجن ولأن الجن خلقوا من نار السموم فهم تابعون لأصلهم .
                        وفي الصحيحين من حديث أبي موسى قال احترق بيت في المدينة على أهله بالليل فحدث النبي صل الله عليه وسلم بشأنهم فقال إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم .
                        فإذا كانت النار عدوا لنا فما خلق منها فهو تابع لها في العداوة لنا لأن الشيء يتبع أصله فإذا انتفى المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر وحصول المودة والرحمة بينهما انتفى ما هو وسيلة إليه وهو جواز النكاح .
                        وأما عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم فإن الله تعالى يقول ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء )
                        والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة والرجال إنما أطلق على الجن لأجل مقابلة اللفظ في قوله تعالى ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن )
                        وقال تعالى ( قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم )
                        وقال تعالى ( إلا على أزواجهم ) فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن وما عداهن فليسوا لنا بأزواج ولا مأذون لنا في نكاحهن والله أعلم هذا ما تيسر لي في الجواب وفتح الله علي به وبالله التوفيق . اهـ

                        وروى ابن عدي في ترجمة نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن الطحاوي قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : قدم علينا نعيم بن سالم مصر فسمعته يقول : تزوجت امرأة من الجن . فلم أرجع إليه .
                        وقال شيخ الإسلام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى : رأيت بخط الشيخ فتح الدين اليعمري ، وحدثني عنه عثمان المقاتلي قال : سمعت الشيخ أبا الفتح القشيري يقول : سمعت الشيخ عز الدين بن عبد السلام يقول : وقد سئل عن ابن عربي فقال : شيخ سوء كذاب .
                        فقيل له : وكذاب أيضاً ؟ قال : نعم ، تذاكرنا يوماً نكاح الجن ، فقال : الجن روح لطيف والإنس جسم كثيف فكيف يجتمعان ؟ ثم غاب عنا مدة وجاء في رأسه شجة ، فقيل له في ذلك ، فقال : تزوجت امرأة من الجن فحصل بيني وبينها شيء فشجتني هذه الشجة ! قال الشيخ الذهبي بعد ذلك : وما أظن ابن عربي تعمد هذه الكذبة وإنما هي من خرافات الرياضة . اهـ

                        وفي مسألة النكاح بين الإنس والجن كلام كثير ليس هذا محله .. وإن كان الراجح عدم جوازه .
                        وفيما ذكرنا كفاية .. والله أعلى وأعلم .


                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #27
                          امتنَّ الله تعالى علينا بأن خلق " الأنثى " من ذات جنسنا فكانت بشراً حتى يحصل سكن الرجل إليها ويحصل بينهما مودة ورحمة وحتى يتم إعمار الأرض بالذرية .
                          قال تعالى :
                          ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) النحل
                          وقال تعالى :
                          ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم

                          قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :
                          قوله تعالى :
                          ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) الآية
                          ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنَّه امتنَّ على بني آدم أعظم مِنَّة ، بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً ، من جنسهم وشكلهم ، ولو جعل الأزواج من نوع آخر : ما حصل الائتلاف ، والمودة ، والرحمة ، ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً ، وجعل الإناث أزواجاً للذكور ، وهذا من أعظم المنن ، كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده .
                          وأوضح في غير هذا الموضع أن هذه نعمة عظيمة ، وأنها من آياته جل وعلا ، كقوله : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
                          وقوله :
                          ( أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى )
                          وقوله تعالى :
                          ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) .
                          " أضواء البيان " ( 2 / 412 ) .

                          وأما بخصوص حكم التزاوج والنكاح بين الجن والإنس : فقد اختلف العلماء فيه إلى ثلاثة أقوال :
                          القول الأول : التحريم ، وهو قول الإمام أحمد .
                          والقول الثاني : الكراهة ، وممن كرهه : الإمام مالك ، وكذا كرهه الحكم بن عتيبة ، وقتادة ، والحسن ، وعقبة الأصم ، والحجاج بن أرطاة ، وإسحاق بن راهويه – وقد يكون معنى " الكراهة " عند بعضهم : التحريم - .
                          وهو قول أكثر أهل العلم .
                          قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
                          وكره أكثر العلماء مناكحة الجن . " مجموع الفتاوى " ( 19 / 40 ) .
                          والقول الثالث : الإباحة ، وهو قول لبعض الشافعية .
                          قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :
                          اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن . فمنعها جماعة من أهل العلم ، وأباحها بعضهم .

                          قال المناوي في " شرح الجامع الصغير " : ففي " الفتاوى السراجية " للحنفية : لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء ؛ لاختلاف الجنس ، وفي " فتاوى البارزي " من الشافعية : لا يجوز التناكح بينهما ، ورجح ابن العماد جوازه .

                          وقال الماوردي : وهذا مستنكر للعقول ؛ لتباين الجنسين ، واختلاف الطبعين ، إذ الآدمي جسماني ، والجني روحاني ، وهذا من صلصال كالفخار ، وذلك من مارج من نار ، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع اهـ .

                          وقال ابن العربي المالكي : نكاحهم جائز عقلاً ، فإن صح نقلاً : فبها ونعمت .
                          قال مقيده عفا الله عنه : لا أعلم في كتاب الله ولا في سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم نصّاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن ، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه ، فقوله في هذه الآية الكريمة : ( والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) النحل/ 72 ممتنّاً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم : يُفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس والجن ، وهو ظاهر ، ويؤيده قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم.
                          فقوله : ( أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجا ) في معرض الامتنان : يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم .
                          " أضواء البيان " ( 3 / 43 ) .
                          وقال الشيخ ولي زار بن شاهز الدين – حفظه الله - :
                          أما القضية من حيث الواقع : فالكل قد جوز وقوعها ، وحيث إن النصوص ليست قاطعة في ذلك – جوازاً أو منعاً - : فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعاً ؛ لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
                          1. وقوع الفواحش بين بني البشر ، ونسبة ذلك إلى عالم الجن ، إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية .
                          2. ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية - الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل ؟ - ...
                          3. إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى .
                          وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها ، وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة .
                          ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملاً .
                          وإذا حدث ذلك ، أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز : فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ، ولا يفتح الباب في ذلك .
                          " الجن في القرآن والسنة " ( ص 206 ) .


                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #28
                            نقرأ عند شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء رحمهم الله عن زواج إنسي بجنية أو جني بإنسية ونسمع عن حالات كثيرة من هذه العلاقات
                            جاءتنا مرة امرأة ومعها زوجها فقالت إن جنيا أرغمها على الزواج منه وأنه يمنع زوجها الإنسي من مضاجعتها وزوجها مذعور لا يبدئ ولا يعيد
                            فما حقيقة هذا الأمر ؟ وهل ينتج عن هذه العلاقات أولاد ؟ وهل في ذلك حمل ووضع ؟ وهل تكون هناك عدة عند الانفصال بين الزوجين من هذا النوع ؟
                            إنها أمور تختلط فيها الأكاذيب والأوهام بالحقائق والممكنات مما يدعو إلى مناقشة ذلك بشكل علمي قائم على الدليل الشرعي أولا ثم على الدليل الملموس في حياة الناس المعيشة
                            على حسب علمي القاصر أن ذلك كذب لا وجود له أصلاً .

                            أولاً : لم يرد - على حسب علمي - عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ولو حديث واحد . والله أعلم .

                            ثانياً : قال تعالى :
                            {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }الروم
                            قال تعالى :
                            {قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }النمل .
                            نستخلص من الآيتين أن الله تعالى خلق الإنسان من ضعف والجن لا يوصف بالضعف لأن الله قال عنه [وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ] كما في الآية اللتي تليها .

                            ثالثاً : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء
                            أن الله خلق الناس رجالاً ونساء . والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال .

                            رابعاً : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء
                            أن الله خلق الناس رجالاً ونساء . والجنية لا يقال لها نساء أما الجنة فيقل لهم رجال .لقول الله تعالى :{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً }الجن
                            وقد قال الله تعالى : ( وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء ) .
                            وهنا نستدل من قول الله تعالى أنه لا يمكن أي ينجب جني من إنسي أو العكس .

                            خامساً : قال تعالى :
                            {وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِل ِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل .
                            فدلالة قول الله تعالى ( وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) أن الإنسان لا يمكن أن يتزوج من غير جنسه البشري أبداً .
                            وقوله تعالى :
                            ( وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً )
                            وهذا دليل على أن الإنسان لا يمكن أن ينجب من غير جنسه سواء كان ذراً أو أنثى . والله أعلم وأحكم

                            سادساً: قال تعالى
                            : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 . من ههذه الآية نستدل على أن الإنسان لا يسكن إلا لبني جنسه والمودة والمحبة لا تحصل إلا بوجود الزوجين من الجنس نفسة , وقد ختم الله هذه الآية بقوله تعالى :
                            { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم.
                            والله أعلم ...

                            سابعاً : قال تعالى :
                            {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ }الرحمن، والإنسان من طين فلا يمكن للطين والنار أن يجتمعا أبداً لأن الطين في ما والماء يطفىء النار . لذلك كل من يغضب فعليه أن يتوضأ لأن الماء يطفء النار والغضب من الشيطان .

                            ثامناً : قال تعالى :
                            {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }الذاريات ، لو أن الرجل يتزوج الجنية والجني يتزوج المرأة لما كان زوجين أبداً . إذ كل زوج يجب أن يتزوج من جنسه .

                            تاسعاً : لو فرضنا أن المرأة تتزوج بالرجل من الجن ما الذي يضمن للمرأة أن لا يأتي لها جني أخر يجامعها وهي لا تدري والعكس بين الرجل والجنية .

                            تاسعاً :
                            كيف يكون عقد الزواج بينهما ومن أين يكون الشاهدان من الجن أم من الإنس ؟؟؟؟ . أين رضى الوالد الذي لا يمنك للجنية أو المرأة الإنسية أن تتزوج من دون رضاه أو رضلا ولي أمرها . على فرض أن الجنية سوف تأتي بولي أمرها فكيف لنا أن نعرف أنه أبوها أو أخوها أو ولي أمرها ؟!؟!؟!؟! قد تأتي بأحد الجن الكفار وتغريه ويدعي أنه ولي أمرها ...... ومع ذلك فالجن مفقودي المصداقة والثقة ولا عهد بين الجن والإنس إلا بالسحر الذي هو كفر بالله عز وجل .

                            عاشرا : قال تعالى :
                            {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ }الأعراف
                            الشاهد من الآية الكريمة قول الله تعالى :
                            { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ }
                            وهذا دليل قاطع صريح بأن الإنس لا يمكن لهم أن يرو الجن إلا في عهد النبوة أو وهم متشكلون بشكل حيوان أو انسان ، ومن قال أنه رآهم على حقيقتهم التي خلقهم الله علها دون تشكل فقد كذب ، لو قال قائل : يكمن للجني أن يتشكل بصورة رجل ويتزوج من إمرأة من الإنس ؟
                            أقول هذا لا يمكن لأن الجن مفقودي المصداقة ومعدومي الثقة فلا توثق بالجن , ويمكن لرجل آخر من الجن أن يتشكل في نفس صورت الجني الشأول ويجامع المرأة الإنسية بالحرام فيكون زني وكذلك للرجل الإنسي إذا تزوج جنية على فرض أنها تشكلت بصورة امرأة فما الذي يضمن أن لا تأتي جنية أخرى وتتشبه بمثلها ويجامعها الرجل ظاناً منه أنها امرأته ويقع في الزنى والعياذ بالله

                            ( تلك عشرة كاملة ) ارجو من الله أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب الدعاء .


                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #29
                              مسألة مسألة الزواج بين الانس والجن قد نص العلماء في القديم والحديث على أنها تقع كما ذكر آنفا ، ولكن هنا تفريق دقيق يلزم توضيحه حتى لا يختلط الكلام على البعض ..
                              المسلم يريد أن يضبط اعتقاده في شأن امكان وقوع ذلك التناكح بين نوع الانس ونوع الجن من جهة السنة الكونية والخلقية، وما ينتج عن ذلك من ثمرة خلقة وتكوينا، فاذا فهم ذلك وضبطه، نظر في حكمه الشرعي من جهة مشروعية وجود عقد نكاح بين الانس والجن من عدمها.
                              فان بدأنا بالنظر في السنن الكونية، فاننا نقرر أن الجن لهم أجساد وان خالفتنا في أصل خلقتها ولهم شهوة وتناسل، وفيهم الذكور والاناث والذرية، وفوق ذلك فانهم يتشكلون ويتصورون بصور وأشكال مختلفة ويسهل عليهم التصور والتشكل بصور بني آدم، ذكورا واناثا. كل هذا متقرر بالنصوص الواضحة في الكتاب والسنة ولا ينازع فيه الا مكابر.
                              فان كان لم يرد نص - فيما أعلم - يدل على امكان وقوع التناكح بين ذكر الانس وأنثى الجن أو العكس، فان الحد الذي وصلنا من النصوص في شأنهم يجعل ذلك الأمر غير محال ولا ممتنع عقلا !
                              فما الذي يمنع من أن يتشكل ذكر الجن في صورة رجل كامل الخلقة، ثم يباشر امرأة انسية فيجامعها مجامعة ذكور الانس؟
                              ليس هناك ما يمنع من ذلك عقلا!
                              وقد رأينا من أصحاب الفطر المنحرفة من بني آدم من يواقع البهائم ذوات الأربع، أعزكم الله، ولا يجد في ذلك شيئا، نعوذ بالله من انتكاس الفطر!
                              مع أن تلك البهائم من نوع غير نوعنا، ولكن لما كانت تتناسل من ذكور واناث، وكانت أجهزة التناسل فيها تعمل بطريقة مماثلة لأجهزة التناسل فينا، كان من الممكن - عقلا - أن يتلذذ رجل مريض النفس والقلب بأنثى من الدواب ذوات الأربع، أو امرأة مريضة بذكر من ذوات الأربع، وهذا واقع معلوم، نسأل الله العافية! فعند التأمل في الجن وخلقتهم، نجد أنهم أقرب الى تكويننا من ذوات الأربع، ومع قدرتهم على تشكيل أعضائهم وأجسادهم بصور أجساد البشر، فان الداعي عند منحرفي بني آدم الى طلبهم في ذلك الأمر أكبر، وامكان وقوعه على هذا النحو لا يمنعه العقل، هذا بناءا على ما توافر لدينا من النصوص كما أسلفت!
                              فكيف وقد نص كثير من أهل العلم على أنهم شهدوا وقوع ذلك بالفعل، وجاءهم من يريد العلاج منه، بعدما لحق به من المتاعب والمفاسد ما لحق من جراء ذلك النكاح المخالف لفطرة البشر؟؟
                              فالأمر من جهة العقل بعد النظر في النصوص لا يمتنع وقوعه.
                              فماذا بشأن ثمرة ذلك النكاح؟؟ هل ينتج عنه الولد؟
                              وأقول والله المستعان أن هذا ممتنع، من جهة النص أولا ثم من جهة العقل. وقول ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (19/39): «
                              وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه» هذا وان كنا نوافقه على كلامه في التناكح، الا أنه لم يكن مصيبا في مسألة التوالد هذه، والله أعلم.
                              ذلك أن الله تعالى يقول:
                              (
                              (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً)) [النحل : 72]
                              ويقول
                              سبحانه:
                              ((
                              فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ)) [الشورى : 11]
                              ويقول سبحانه:
                              ((
                              وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً)) [النبأ : 8]
                              فدل ذلك على أن كل جنس من الأجناس، سواءا كان انسا أو جنا أو من الدواب والأنعام، انما خلق ليكون زوجه من نفسه، أي من نوعه، لا من غيره من الأجناس والأنواع، ولا يرجى الولد الا من التناكح بين أفراد النوع الواحد (ولعل في الدواب تكون كلمة النوع الواحد هذه مشتملة على أكثر من فصيلة من الفصائل لثبوت وقوع التناسل بين الفصائل المختلفة للنوع الواحد من الدواب)
                              فالقاعدة أنه حتى لو تناكح ذكر وأنثى من نوعين مختلفين فان ذلك النكاح لا يثمر ولدا! فالشرط حتى يكون لكم من أزواجكم بنين وحفدة أن يكون أزواجكم من أنفسكم، لا من غيركم من الدواب..
                              وفي الواقع فان العقل يعضد ذلك الاستدلال بشدة ويشهد له.. فمن مقاصد التناسل والتناكح حفظ النوع، وهذا مطرد في كل نوع، ومن حفظ الأنواع ألا يختلط نوعان متباينان، لكل منهما غايته من خلقه وعمله الذي خلق من أجله! فلا يمكن أن يتناسل قرد وزرافة، مثلا، حتى لو فرضنا امكان وقوع التناكح والانزال بينهما، لأن نتاج ذلك الهجين لا يقبله العقل ولا مكان له في منظومة المخلوقات وما خلقت له تلك المخلوقات، كل في مكانه وعمله!
                              وذلك في العلاقة بين الانس والجن أظهر وأوضح، لأنهما ثقلان مكلفان، كل منهما مكلف في عالمه الذي ابتلي به، وبتكاليفه الخاصة به، فلو وقع الاختلاط بين النوعين، نوع الانس ونوع الجن، من جهة التناسل والتوالد، لأدى ذلك الى خروج نوع خليط لا يمكن تصوره، فلا هو من عالم الانس ولا هو من عالم الجن، أو هو من العالمين معا، وسواء هذا أو ذاك فهو ممتنع عقلا، لشدة الاختلاف والتباين بين العالمين، وعدم وجود عالم ثالث متوسط بينهما! فالتباين كبير في طبيعة التكوين وأصل الخلقة وكذا في طبيعة التكليف والتشريع..
                              ويحضرني هنا ما ذكره الألوسي رحمه الله في "روح المعاني" (19/189) اذ قال: "ثم ليت شعري إذا حملت الجنية من الإنسي هل تبقى على لطافتها، فلا تُرى، والحمل على كثافة قيُرى أو يكون الحمل لطيفا مثلها قلا يُرَيان، فإذا تم أمره تكثف وظهر كسائر بني آدم أو تكون متشكلة بشكل نساء بني آدم ما دام الحمل في بطنها وهو فيه يتغذى وينمو بما يصل إليه من غذائها وكل من الشقوق لا يخلو عن استبعاد كما لا يخفى»
                              وبغض النظر عن تنظير الامام رحمه الله واجتهاده في مسألة "اللطافة" و"الكثافة" هذه الا أن كلامه بالجملة شديد الوجاهة، لأن الفطرة والعقل يأبيان وقوع ذلك التوالد والتناسل للاختلاف الجذري في أصل الخلقة التي خلق منها الانس والتي خلق منها الجن! وكون الجن يملكون القدرة على التشكل والتأثير في عالمنا هذا بأجساد لها صورة أجسادنا نتفاعل معها بحواسنا، فهذا راجع الى أصل خلقتهم العجيبة وطبيعتهم الخاصة التي تمكنهم من ذلك، والتي يأبى العقل أن يقع التوالد والتكاثر فيما بينها وبين طبيعة أخرى كطبيعتنا، مع وجود ذلك التفاوت والتباين الكبير بين الطبيعتين!
                              فهل يمكن وقوع التناكح بين الانس والجن اذا ما تصور الجن بصورة انسان؟
                              نعم ولا اشكال في ذلك شرعا ولا عقلا!
                              ولكن هل يثمر ذلك النكاح عن ولد؟
                              كلا! ولا امكان لذلك بالنص ولا بالعقل، والله أعلى وأعلم.


                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق


                              • #30

                                هذا بحث ارتأيت نقله للفائدة ولصلته بالموضوع
                                التفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في مواقعته أهله مما
                                لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

                                بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد؛؛؛
                                فقد وقفت على بعض المشاركات التي نشرت - من كتاب: (آداب الزفاف) للإمام العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- كما أخبر هو بذلك.
                                إلا أنه قد زاد على ما جاء في الكتاب أن ذكر كلاما للعلامة الألباني رحمه الله(1)، وهذه الزيادة عبارة عن سؤال وجواب؛ هذا نصه:
                                السائل: إذا نسي الرجل وهو يجامع زوجته أن يذكر اسم الله فهل جامعها شيطانها؟
                                الشيخ: "الله أعلم، إذا كان الرجل من عادته أن يذكر الله في جلسته هذه فهو -في ظني- أن الله يحـفظه؛ لأن الأمر يُنظر إليه من الزاوية الغالبة على الإنسان، أما إذا كان ليس ذلك من دأبه فيقال بأنه يشاركه". انتهى.(2)
                                ولما كانت هذه الزيادة -أعني: مشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله- مما لا دليل عليه -فيما أعلم- لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين؛ عزمت بعد الاستعانة بالله عز وجل والتوكل عليه سبحانه أن أبين هذا الأمر بيانا شافيا؛ وذلك من وجهين:
                                الوجه الأول: أن أذكر بعضا من كلام أهل العلم حول حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- لتعم به الفائدة.
                                الوجه الثاني: أن أبين القول الحق في هذه المشاركة المذكورة.
                                فإن كان ما سأذكره صوابا فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء.
                                الوجه الأول؛ فهو الآتي:
                                جاء في الحديث المتفق عليه من حديث ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
                                "لو أَنَّ أَحَدَكُمْ إذا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فقال: بِاسْمِ اللَّهِ؛ اللهم جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّب الشَّيْطَانَ ما رَزَقْتَنَا، فإنه إن يُقَدَّرْ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ في ذلك، لم يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ أَبَدًا".(3)
                                وفي بعض الروايات: (
                                جنِّبني) بالإفراد، بدلا من (جنِّبنا).(4)
                                وفي بعضها: (
                                لم يَضُرَّه الشيطان، ولم يُسلَّط عليه).(5)
                                شرح الحديث:
                                قوله صلى الله عليه وسلم: (
                                إذا أراد أن يأتي أهله):
                                قال السفاريني رحمه الله: "يعني: زوجته، وكنَّى بالإتيان عن الجماع كما هو عادته صلى الله عليه وسلم أن يكني عن الأمور المستفظعة؛ كتكنيته عن الفرج بالهن، وعن الجماع بالمخالطة والمواقعة، وكذا الجماع كنى به عن فعل الوطء، والوطء كنى به عما هو معلوم.
                                وفي رواية عند الإسماعيلي: (
                                أما إن أحدكم لو يقول حين يجامع أهله)، وهو ظاهر في أن القول يكون مع الفعل، ولكن الأَوْلَى حمله على ما في رواية (الصحيحين): أنه يكون عند إرادة الجماع"(6).
                                وقال الشوكاني رحمه الله: "قوله: (
                                إذا أتى أهله) في رواية للبخاري: (حين يأتي أهله). وفي رواية للإسماعيلي: (حين يُجامع أهله) وذلك ظاهر في أن القول يكون مع الفعل. وفي رواية لأبي داود: (إذا أراد أن يأتي أهله) وهي مفسرة لغيرها من الروايات، فيكون القول قبل الشروع، ويحمل ما عدا هذه الرواية على المجاز كقوله تعالى {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ}(7) أي إذا أردت القراءة".(8)
                                فنأخذ من هذا؛ أن محلَّ الذِّكرِ إنما يكون عند إرادة الجماع؛ أي: قبل شروع الرجل في مواقعة أهله.
                                وهنا مسألتان لا بد من ذكرهما وبيان القول الراجح فيهما:
                                أما المسألة الأولى فهي:
                                هل يُسن للمرأة أن تقول هذا الذِّكر عند إتيان زوجها لها أم لا؟
                                اختلف أهل العلم في ذلك؛ فمنهم من جعله عامًّا لكل من الطرفين؛ يقوله الرجل والمرأة على حد سواء(9) ، ومنهم من جعله خاصًّا بالرجل دون المرأة(10) ، وهذا والله أعلم هو الموافق لألفاظ الحديث:
                                كقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال ..."
                                وكقوله: "أما إن أحدكم إذا أتى أهله وقال ..."
                                وكقوله: "أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله ..."
                                وكقوله: "لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال ..."
                                وكقوله: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال ..."
                                وكقوله: "لو أن أحدكم إذا أتى امرأته قال ..."
                                إلى غير ذلك من ألفاظ؛ كلها تدل دلالة واضحة على أن هذا الذكر خاص بالرجال دون النساء.
                                قال الإمام العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله تعالى-: "قوله: (وتسن التسمية عند الوطء وقول الوارد) أي: إذا أراد أن يجامع الرجل امرأته، فإن التسمية سنة مؤكدة عند الجماع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن قدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدا"
                                وهل تقوله المرأة؟ قال بعض العلماء: إن المرأة تقوله، والصواب أنها لا تقوله؛ لأنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله"، ولأن الولد إنما يخلق من ماء الرجل، كما قال الله تعالى: {
                                فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ}(11) ، فالحيوانات المنوية إنما تكون من ماء الرجل، ولهذا؛ هو الذي نقول: إذا أراد أهله، أن يقول: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا".(12)
                                وأما المسألة الثانية فهي: هل يشرع للرجل أن يقول هذا الدعاء أثناء مواقعته أهله إذا نسي أن يقوله قبل الشروع في المواقعة؟
                                فالجواب: مادام لم يفرغ من مواقعته فنعم، وإن كان محل الذِّكر قبل الشروع بالمواقعة كما سبق بيانه، إلا أنه لما كان معذورا بالنسيان جاز له ذلك.
                                وهذا ما دلت عليه نصوص الشريعة:
                                قال الله تبارك وتعالى: {
                                وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}(13).
                                قال الإمام الطبري –رحمه الله- في تفسيره: " اختلف أهل التأويل في تأويل قوله (
                                جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) فقال بعضهم: معناه: أن الله جعل كل واحد منهما خلفًا من الآخر، في أن ما فات أحدهما من عمل يعمل فيه لله، أدرك قضاؤه في الآخر".(14)
                                وقال تعالى: {
                                وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ}(15).
                                قال الطبري: "وأولى القولين في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: واذكر ربك إذا تركت ذكره، لأن أحد معاني النسيان في كلام العرب الترك، وقد بيَّنا ذلك فيما مضى قبل"(16).
                                وقال أبوبكر الجصاص –رحمه الله-: "(
                                واذكر ربك إذا نسيت) وذلك عموم في لزومه قضاء كل منسي عند ذكره، ولا خلاف بين الفقهاء في أن ناسي الصوم والزكاة وسائر الفروض بمنزلة ناسي الصلاة في لزوم قضائها عند ذكرها"(17).
                                وفي سنن أبي داود وغيره؛ عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره"(18).
                                وغير ذلك من النصوص؛ كما في قضاء الصلاة الفائتة بسبب النوم أو النسيان، وكما في قضاء صلاة الوتر، وغير ذلك.
                                وبالتالي: فإن كان فيما يخص أمر الطعام، أَمَر –عليه الصلاة والسلام- المسلم إذا نسي أن يذكر الله في أوله أن يذكره في أثنائه لكي يطرد الشيطان عن طعامه، فكذلك يكون عند إتيانه أهله، وذلك أن الشريعة لا تفرق بين المتماثلات.
                                وفي صحيح مسلم وغيره ما يدل دلالة صريحة على أن في ذكر الله عز وجل طردا للشياطين:
                                فعن جابر بن عبد الله أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء"(19).
                                فمشروعية قول الرجل للذِّكر إذا تذكَّره أثناء مواقعته أهله وقد نسي ذكره قبل شروعه في المواقعة ثابتة، إذ إنه لا محل لهذا الذِّكر بعد فراغ الرجل من إتيانه أهله، وذلك لعدم وجود الدليل على ذلك، إلا ما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه بسند ضعيف لا تقوم به الحجة عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أنه:
                                "كان إذا غشي أهله فأنزل ؛ قال: اللهم! لا تجعل للشيطان فيما رزقتني نصيبا".(20)
                                قال الألباني: "وهذا إسناد موقوف ضعيف، ورجاله ثقات؛ لكن عطاء بن السائب كان اختلط".(21)
                                وخلاصة هذا الوجه: أنه يشرع للرجل أن يذكر الله –عز وجل- أثناء مواقعته أهله إذا نسي أن يذكره قبل شروعه بالمواقعة، وقد عفا الله عز وجل لهذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه، فكما شرع لمن نسي أن يذكر الله في أول طعامه؛ أن يذكره في أثنائه، فكذلك يشرع لمن نسي ذكر الله عند إتيانه أهله؛ أن يذكره في أثنائه؛ إذ لا سبيل لأن يقطع الرجل على الشيطان حضور هذه المواقعة إلا بذكر الله جل وعز.
                                قال الله تبارك وتعالى: {
                                وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}(22).
                                قال الطبري رحمه الله: "وقوله: {
                                وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} يقول: وقل أستجير بك أن يحضروني في أموري كالذي:
                                حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {
                                وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} في شيء من أمري".(23)
                                وقال ابن كثير رحمه الله: "وقوله تعالى: {
                                وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} أي: في شيء من أمري؛ ولهذا أمر بذكر الله في ابتداء الأمور وذلك لطرد الشيطان عند الأكل والجماع والذبح، وغير ذلك من الأمور".(24)
                                وقال العلامة عبدالرحمن السعدي رحمه الله: " أي أعوذ بك من الشر، الذي يصيبني بسبب مباشرتهم، وهمزهم ومسِّهم. ومن الشر الذي بسبب حضورهم ووسوستهم. وهذه استعاذة من مادة الشر كله وأصله. ويدخل فيها، الاستعاذة من جميع نزغات الشيطان، ومن مسِّه ووسوسته. فإذا أعاذ الله عبده من هذا الشر، وأجاب دعاءه، سلم من كل شر، ووفق لكل خير"(25).
                                قوله صلى الله عليه وسلم: (
                                جنبنا الشيطان):
                                أي: أبعدنا عنه(26)، وأبعده عنا.(27)
                                قوله صلى الله عليه وسلم: (
                                وجنب الشيطان ما رزقتنا):
                                أي: من الذي رزقتناه من الولد والذرية.(28)
                                قوله صلى الله عليه وسلم: (
                                لم يضره شيطان أبدا):
                                قال أبو العباس القرطبي: "قيل: معنى لم يضرَّه: لم يصرعه الشيطان. وقيل: لا يطعن فيه الشيطان عند ولادته، ويطعن في خاصرة من لا يقال له ذلك. قال القاضي : ولم يحمله أحد على العموم في جميع الضرر، والإغواء، والوسوسة.
                                قلت : أمَّا قَصْره على الصرع وحده فليس بشيء؛ لأنه تَحَكُّمٌ بغير دليل مع صلاحية اللفظ له ولغيره. وأما القول الثاني ففاسدٌ بدليل قوله ـصلى الله عليه وسلم- : (كل مولود يطعن الشيطان في خاصرته إلا ابن مريم؛ فإنه جاء يريد أن يطعنه فطعن في الحجاب)؛ هذا يدل: على أن الناجي من هذا الطعن إنما هو عيسى وحده عليه السلام؛ وذلك لخصوص دعوة أم مريم، حيث قالت: {
                                وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(29) ، ثم إن طَعْنَهُ ليس بضرر، ألا ترى أنه قد طعن كثيرًا من الأولياء والأنبياء، ولم يضرَّهم ذلك.
                                ومقصود هذا الحديث -والله تعالى أعلم- : أنَّ الولد الذي يقال له ذلك يُحفظ من إضلال الشيطان وإغوائه، ولا يكون للشيطان عليه سلطان؛ لأنه يكون من جملة العباد المحفوظين، المذكورين في قوله تعالى: {
                                إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}(30) ، وذلك ببركة نيَّة الأبوين الصالحَيْن، وبركة اسم الله تعالى، والتعوُّذ به، والالتجاء إليه. وكأنَّ هذا شوبٌ من قول أم مريم: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} ، ولا يُفهم من هذا نفي وسوسته، وتشعيثه، وصرعه. فقد يكون كلُّ ذلك، ويحفظ اللهُ تعالى ذلك الولدَ من ضرره في: قلبه، ودينه، وعاقبة أمره، والله تعالى أعلم.(31)
                                وبهذا يتم الوجه الأول؛ والحمد لله رب العالمين.
                                أما الوجه الثاني؛ وهو ما يخص التفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في إتيانه أهله، فأقول:
                                أولا: بيان أن مدار هذا القول على ما نُسب إلى إمام من أئمة التفسير؛ ألا وهو مجاهد بن جبر –رحمه الله-، وبيان ما يرجحه العلامة الألباني –رحمه الله- في هذه المسألة:
                                لقد جاء هذا القول في كثير من كتب التفسير؛ كتفسير الطبري، والقرطبي، والبغوي، والشوكاني، وغيرهم.
                                بل وفي بعض كتب شرح الحديث؛ كفتح الباري لابن حجر، وفيض القدير للمناوي، ومرقاة المفاتيح للقاري، وغيرهم.
                                إلا أن المتأمل في هذا القول وعمدته؛ يجد أنه لا يخرج عن أثر ضعيف منكر نُسِب إلى إمام التفسير مجاهد بن جبر –رحمه الله-؛ ألا وهو: "إذا جامَع الرجل ولم يُسَمِّ، انطوى الجانُّ على إحليله، فجامَع معَهُ، فذلك قوله: {
                                لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ}"(32).
                                وهذا الأثر جاء بإسناد مقطوع ضعيف مظلم كما ذكر الألباني –رحمه الله- ذلك.(33)
                                بل وزاد الألباني –رحمه الله- على ذلك أن قال: "على أنه لو صح ذلك عنه؛ فهو مقطوع موقوف عليه، فلا حجة فيه، ولو أنه رفعه لكان مرسلا، والمرسل ضعيف عند المحدثين، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي الغريب، وهذا كله لو صح السند بذلك إليه، فكيف وهو مقطوع واهٍ".(34)
                                وبهذا نعلم أن الإمام الألباني –رحمه الله- ممن لا يرى القول بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل، بل يرده ولا يُقره.
                                وإليك ما يدل على ذلك من قوله -رحمه الله-، إذ يقول: "ثم إن الآلوسي -رحمه الله- جاء بغريبة أخرى؛ فقال:
                                (ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ...) إلخ".(35)
                                فجَعَل قول الآلوسي بإمكانية جماع الجني للإنسية غريبة من الغرائب.
                                وزيادة على ذلك قال رحمه الله:
                                " والغرض من ذكر هذه الفائدة(36) إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خَلْقِهِمَا، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.
                                فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه، إن هو إلا من وسوسة الشيطان، وتلاعبه ببني الإنسان"(37).
                                ثانيًا: بيان حال بعض الآثار المؤيدة للأثر المنسوب إلى مجاهد رحمه الله، والتي اعتمد عليها بعض أئمة التفسير في تصدير قولهم بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل:
                                قال الإمام البغوي رحمه الله في تفسير قول الله تبارك وتعالى: {
                                وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}(38):
                                " وأما المشاركة في الأولاد:
                                روي عن ابن عباس: أنها الموؤدة.
                                وقال مجاهد والضحاك: هم أولاد الزنا.
                                وقال الحسن وقتادة: هو أنهم هوَّدوا أولادهم ونصَّروهم ومجَّسوهم.
                                وعن ابن عباس في رواية أخرى: هو تسميتهم الأولاد عبد الحارث وعبد شمس وعبد العزى وعبد الدار ونحوها.
                                وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: بسم الله؛ أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل.
                                وروي في بعض الأخبار: إن فيكم مغربين قيل: وما المغرَّبون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن".(39)
                                هكذا جاء في بعض كتب التفسير، وأكتفي بهذا النقل من تفسير البغوي رحمه الله.
                                والجواب عن هذا كما يأتي:
                                أولا: أما قوله: "أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل: بسم الله؛ أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل".
                                فهذا مما لا دليل عليه، وإنما ذكره من استدل به من المفسرين عن جعفر بن محمد، دون أن يذكر له سندا يُرجع إليه، ولم أقف له على سند، بل ولم أجده في شيء من كتب السنة والآثار.
                                ثم: لما كانت مشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله من الأمور الغيبية التي لا تقال بالرأي والاجتهاد، ولا مجال للعقل فيها، كان لا بد لإثباتها من نقل صحيح تقوم به الحجة، إذ لا مجال لإثباتها بغير ذلك.
                                وليس الأمر كذلك في هذا الأثر المذكور عن جعفر بن محمد، بل إنه حتى وإن ثبتت نسبته إليه؛ فإنه لا يأخذ حكم المرفوع، ولا تقوم به الحجة.
                                ثانيا: أما قوله: "إن فيكم مغربين، قيل: وما المغرَّبون؟ قال: الذين يشارك فيهم الجن".
                                فهذا الحديث جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها، وهو ضعيف لا تقوم به الحجة، وقد ضعفه الألباني -رحمه الله- في ضعيف أبي داود وغيره(40) .

                                الخلاصة : أن القول بالتفاف الشيطان على إحليل الرجل ومشاركته في مواقعته أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل في تلكم المواقعة؛ مما لا دليل عليه لا من كتاب ولا من سنة ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
                                هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


                                الحواشي:
                                (1) لعل الألباني –رحمه الله- قال بهذا القول لشهرته في بعض كتب التفسير وعند بعض الشراح لكتب الحديث، وذلك منه قبل أن يقف على أصل هذا المبحث، وإلا فقوله -رحمه الله- على خلاف ذلك؛ كما سيأتي بيانه.
                                (2) سلسلة الهدى والنور- شريط رقم: 12 .
                                (3) صحيح البخاري- كتاب التوحيد- باب: السؤال بأسماء الله تعالى والاستعاذة بها- حديث رقم: 7396، صحيح مسلم- باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع- حديث رقم: 1434 .
                                (4) انظر: صحيح البخاري- كتاب النكاح- باب: ما يقول الرجل إذا أتى أهله- حديث رقم: 5165، وكتاب بدء الخلق- باب: صفة إبليس وجنوده- حديث رقم: 3283 .
                                (5) انظر: صحيح البخاري- كتاب بدء الخلق- باب: صفة إبليس وجنوده- حديث رقم: 3283، والمسند المستخرج على صحيح مسلم لأبي نعيم الأصبهاني- كتاب النكاح- باب: ما يقول الرجل عند الجماع- حديث رقم: 3354 .
                                (6) كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/361 .
                                (7) النحل: 98 .
                                (8) نيل الأوطار 6/205، وانظر: فتح الباري لابن حجر 9/228، وسبل السلام للصنعاني 3/224 .
                                (9) انظر في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: كشاف القناع عن متن الإقناع 4/171، نيل المآرب بشرح دليل الطالب 2/216، الإنصاف للمرداوي 8/356 .
                                (10) انظر في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الإنصاف للمرداوي 8/356، دليل الطالب لنيل المطالب- ص:424، منار السبيل 2/172 .
                                (11) الطارق: 5-8 .
                                (12) الشرح الممتع على زاد المستقنع 12/414 .
                                (13) الفرقان: 62 .
                                (14) تفسير الطبري 9/405- طبعة دار الكتب العلمية- الطبعة الثالثة.
                                (15) الكهف: 24 .
                                (16) تفسير الطبري 8/209 .
                                (17) أحكام القرآن للجصاص 2/278 .
                                (18) صحيح سنن أبي داود- حديث رقم: 3767 .
                                (19) صحيح مسلم- كتاب الأشربة- باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما- حديث رقم: 2018 .
                                (20) السلسلة الضعيفة- أثر رقم:6930 .
                                (21) المصدر السابق نفسه 14/1000 .
                                (22) المؤمنون 97-98 .
                                (23) تفسير الطبري 9/242 .
                                (24) تفسير القرآن العظيم 3/240 .
                                (25) تيسير الكريم الرحمن 3/346 .
                                (26) قاله السفاريني– انظر: كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/361 .
                                (27) قاله المناوي- فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/372– طبعة دار الفكر- الطبعة الأولى.
                                (28) قاله السفاريني- كشف اللثام شرح عمدة الأحكام 5/361 .
                                (29) آل عمران: 36 .
                                (30) الإسراء: 65 .
                                (31) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم 4/159 .
                                (32) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وقال العلامة الألباني: منكر مقطوع السلسلة الضعيفة 12/603- أثر رقم: 5777 .
                                (33) السلسلة الضعيفة 12/603 .
                                (34) المصدر السلبق نفسه 12/606 .
                                (35) المصدر السابق نفسه 12/606 .
                                (36) يعني بهذه الفائدة ما جاء عن ابن عربي الطائي أنه تزوج جنية ورزق منها بثلاثة أولاد.
                                (37) السلسلة الضعيفة 12/602 .
                                (38) الإسراء: 64 .
                                (39) تفسيرالبغوي 3/143، وانظر تفسير السمعاني 3/259 .
                                (40) انظر في ذلك ضعيف أبي داود- حديث رقم: 5107، ومشكاة المصابيح- حديث رقم: 4564



                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X