إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    باب المناكحة بين الانس والجن:

    لقد ثبت لنا بأن الجن تتشكل وكانت تعيث الفساد في الأرض بالظهور عيانا، وكانت الشياطين تسترق السمع، وكانت الشياطين تتغول للإنسان، وكانت هناك أمور كثيرة تحدث قبل الاسلام ، فكما ثبت ان الشيطان كان يظهر في دار الندوة وفي معركة بدر عيانا ، فان هذه الامور انتهت بعد بعث النبي صلى الله عليه وسلم .
    وثبت في الاحاديث الصحيحة ان الشيطان كان يتشكل ليسرق ، وفي كل المرات كان يشير إلى أن الإية التي تعصمنا منهم هي آية الكرسي .
    وقد نزلت بعدها المعوذتين ، فأصبحت التحصينات من الأذكار والآيات القرآنية المانعة للجن والشيطان لايكاد يخلو منها بيت .
    والحديث النبوي الصحيح أن الشيطان لا يفتح غلقا إذا ذكر إسم الله. أما في المناطق الخالية من السكان والخالية من ذكر الله فهي معرضة لأي خروج للجن عن النواميس الآلهية التي حجبته عن جنسنا.

    لم يثبت في الأثر الصحيح أن هناك حالات تزاوج تمت بين اي من الصحابة أو التابعين وبين الجن، كما لم نسمع من ابائنا واجدادنا عن شئ من هذا القبيل ، إلا أخبار منقطعه نتيجة جهل الناس بهذه الامور، وقد تتبعت عشرات الحالات فلم أجد إلا الوسوسة أو المس أو الإدعاء الكاذب.

    النقطة الأهم في هذا الباب قال الله عز وجل: "وما فرطنا في الكتاب من شئ "
    وقال صلى الله عليه وسلم: "أليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا". هل نستطيع أن نرد قول الله عز وجل؟ أين الأصول التي ستقوم عليها المناكحة بين الإنس والجن ؟ أين الأولاد نتاج هذا الزواج ؟ أين الطمائنينة لهذا الزواج وأين القوامة ؟! المفروضة للرجل على المراءة ؟!
    كيف يقول الله عز وجل ذلك ولا يذكر لهذا الزواج اسس وقوانين ، كيف لا يفسر هذا الزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ ، فمن قال بزواج الجن من الإنس عليه إقامة الدليل ، اما ما ذكره العلامة ابن تيميه في مجموع فتاويه فخطأ كبيرا ، لانه على ما يبدوا تأثر بالسمع دون التحقق – وقد أشتغل بعض الإخوان بالإفتاء في التعاملات بين الجن والإنس ؟! وطرحوا الاسئلة وأبدعوا في الأجوبة. وكثير من مفتى هذا الزمن يفتون على إفتاء إبن تيمية ويعتبرونه مرجع لا نقاش فيما قال ، وأنا أحب إبن تيمية ولم أجد أوسع منه علما وقد في مسائل غاية في الأهمية وأجاد وأفلح ، وفي المقابل أخطاء في أمور ، فنحن نأخذ ما صح عندنا بعد رد الموضوع إلى الكتاب والسنة أولا ثم يأتي الإجتهاد على الدليل.

    سئل الشيخ محمد بن صالح بن العثيمي:
    هل يجامع الجني نساء بني آدم؟
    س: في سورة الرحمن يقول الله – سبحانه وتعالى – عن نساء أهل الجنة: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" هل يسلط الجن على نساء أهل الدنيا؟

    الجواب: نعم في سورة الرحمن "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان"، وهذه الإية تدل على أن الجن يدخلون الجنة إذا كانوا مؤمنين كما هو القول الراجح ، أما دخول الكفارمنهم النار فمتفق عليه بالإجماع لقوله تعالى: "قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار" الأعراف . ويسأل يقول هل يمكن أن يتسلط الجني على إنسية فيجامعها، أو إنسي يجامع جنية؟. يقول العلماء: إن هذا ممكن ، وإنه يمكن للجني أن يجامع المرأة وإنها تحس بذلك ، وكذلك الإنسي يجامع الجنية ويحس بذلك.
    كما نرى أفتى إبن عثيمين ليس على بينة عنده ، ولكن على ما أفتى به العلماء من قبله ، وكل العلماء الذين أفتوا فقد أفتوا على فتوى إبن تيمية غفر الله له وأجزاه عنا وعن المسلمين خير الجزاء ، وأنا لا أنكر أن يقع الجماع بين الإنس والجن ، ولكن كما قال ابن عثيمين "الإنسي يحس والجني يحس" والإحساس ، ليس دليل على الإيلاج وليس دليل على لإمكانية الإنجاب فافهم.
    وقد ذكر ابن تيمية فى فتاويه 19\39: "وقد يتناكح الانس والجن ويولد بينهما ، وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن".
    وقال الله تعالى في سورة النحل
    "والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ""
    تفسير القرطبي ج: 10 ص: 142: قوله تعالى والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا جعل بمعنى خلق وقد تقدم من أنفسكم أزواجا يعني آدم وخلق منه حواء وقيل المعنى جعل لكم من أنفسكم أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقتكم كما قال لقد جاءكم رسول من أنفسكم أي من الآدميين وفي هذا رد على العرب التي كانت تعتقد أنها كانت تزوج الجن وتباضعها حتى روي أن عمرو بن هند تزوج منهم غولا وكان يخبؤها عن البرق لئلا تراه فتنفر فلما كان في بعض الليالي لمع البرق وعاينته السعلاة فقالت عمرو ونفرت فلم يرها أبدا وهذا من أكاذيبها وإن كان جائزا في حكم الله وحكمته.
    ابن كثير ج\2 ص578: يذكر تعالى نعمه على عبيده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجا من جنسهم وشكلهم ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكورا وإناثا وجعل الإناث أزواجا للذكور ثم ذكر تعالى أنه جعل من الأزواج البنين والحفدة وهم أولاد البنين قاله ابن عباس وعكرمة والحسن والضحاك وابن زيد .
    معاني القرآن ج: 4 ص: 87
    وقوله جل وعز والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا روى سعيد عن قتادة في قوله ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا) قال خلق حواء من ضلع آدم وقال غيره جعل لكم من أنفسكم أزواجا أي من جنسكم
    قال الله تعالى في سورة الروم الإية 21( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) .
    ابن كثير ج3 ص430): وقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ) أي خلق لكم من جنسكم إناثا تكون لكم أزواجا ( لتسكنوا إليها ) كما قال تعالى ( وهو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) يعني بذلك حواء خلقها الله من آدم من ضلعه الأقصر الأيسر ولو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم إما من جان أو حيوان لما حصل هذا الائتلاف بينهم وبين الأزواج بل كانت تحصل نفرة لو كانت الأزواج من غير الجنس ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم وجعل بينهم وبينهن مودة وهي المحبة ورحمة وهي الرأفة فإن الرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك.
    ولما هذا الموضوع من أهمية ، فانني اركز عليه بطرق مختلفه لعل الله يهدينا جميعا الى الطريق السديد ،فغالبا ما تكون أحاديث الناس على غالب أحداث العصر الذي يعيشون فيه ، فإن كانت حروب تجد الحديث في الشارع وفي التلفزيون وفي كل مكان عن ذلك الحدث ، وفي العصورالسابقة كانت الغول والسعالي من الجن تتغول للإنسان ، لذلك كانت القصص كلها تدور حول عالم الجن ، وكان الناس يزيدون ويبالغون وينسجون القصص من الخيال ، وكان هناك كتاب ورواة ومهرجين يؤلفون القصص ، فتروج هذه القصص على أنها واقع ، وقد تأثر على ما يبدوا بعض علماؤنا بواقع الحال فأفتوا على السمع. وفي عصرنا هذا نجد أن أفلام السينما تتحدث عن المجهول ، أما عن عالم يعيش في كوكب آخر يغزو الأرض ، وأما عن الأرواح ساءا أرواح الموتى أو أرواح الشياطين ، والظاهر ان الإنسان دائما يتوق الى المجهول والى الخيال الرحب.
    وقد ذكر صاحب الفهرست "ج: 1 ص: 428" أسماء عشاق الانس للجن وعشاق الجن للانس كتاب دعد والرباب كتاب رفاعة العبسي وسكر كتاب سعسع وقمع كتاب ناعم بن دارم ورحيمة وشيطان الطاق كتاب الاغلب والدباب كتاب الضرغام وحودروفس كتاب عمرو ودقيانوس كتاب الشماخ ودمع كتاب الخزرجي والمحتال واسما كتاب حضر بن النبهان والجنية كتاب الدلفاء وأخوتها والجني كتاب دعد الفزارية والجني وعمرو كتاب عمر بن سفيان السلمي والجنية كتاب عمرو بن المكشوح والجنية كتاب ربيعة بن قدام والجنية كتاب سعد بن عمير والنوار قال محمد بن إسحاق كانت الاسمار والخرافات مرغوبا فيها مشتهاة في أيام خلفاء بني العباس وسيما في أيام المقتدر فصنف الوراقون وكذبوا فكان ممن يفتعل ذلك رجل يعرف بابن دلان واسمه احمد بن محمد بن دلان وآخر يعرف بابن العطار وجماعة وقد ذكرنا فيما تقدم من كان يعمل الخرافات والاسمار على أ لسنة الحيوان وغيره وهم سهل بن هارون وعلي بن داود والعتابي وأحمد بن أبي طاهر الكتب المؤلفة في عجائب البحر وغيره وهي كتاب يعرف بكتاب صخر المغربي وألفه ويحتوي على ثلاثين حديثا عشرة في عجائب البر وعشرة في عجائب الشجرة وعشرة في عجائب البحر كتاب واثلة بن الأسقع كتاب السميفع بن ذي ترحم الحميري والعقوق بنت زيد كتاب الشيخ بن الشاب .
    وفي ختام باب المناكحة أود أن أذكر الأخوان بأننا جميعا إن شاء الله على الحق ماضون، وأنا أؤكد أن هناك معاشرة بين الإنس والجن ، ولكنها لا تتعدى الحلم ، وأنا أقول بمماسة الجني للإنسي وتلبس الجني جسد الإنسي ، ودخول الجني إلى باطن الإنسي في حالات السحر، كالطعم والسقي. وأنكر نطق الجني على لسان الإنسي في جميع الأحوال ما عدا حالة التلبس أي المس الزائد ، ونسبة حالات النطق الفعلي واحد إلى عشرة الاف / الشيخ عايش القرعان

    نسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا الحكمة والتأويل، وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يحيينا على الإسلام والسنة، وأن يميتنا على الإيمان والتوحيد، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #32

      للفائدة .. مقتطفات من أقوال أهل العلم في مسألة التناكح بين الجن والإنس.

      قال الشيخ عبد المحسن العباد_حفظه الله_ في الفوئد المنتقاة ص 75

      قال شيخنا محمد الأمين الشنقيطي: ((مسألة: اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن؛ فمنعها جماعة من أهل العلم، وأباحها بعضهم.

      قال المناوي (في شرح الجامع الصغير): ففي الفتاوى السراجية للحنفية: لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء؛ لاختلاف الجنس. وفي فتاوى البارزي من الشافعية: لا يجوز التناكح بينهما. ورجّح ابن العماد جوازه. اهـ.

      وقال الماوردي: وهذا مستنكر للعقول؛ لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين؛ إذ الآدمي جسماني، والجني روحاني. وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارج من نار، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع، والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع. اهـ.

      وقال ابن العربي المالكي: نكاحهم جائز عقلاً؛ فإن صحّ نقلاً فبها ونعمت.

      قال مقيده عفا الله عنه: لا أعلم في كتاب الله ولا في سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم نصّاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه. فقوله في هذه الآية الكريمة: { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } الآية [النحل:72]. ممتناً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم ـ يفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس للجن، وهو ظاهر. ويؤيده قوله تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } [ الروم : 21 ] . فقوله : { أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } في معرض الامتنان ـ يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم؛ ويؤيد ذلك ما تقرّر في الأصول من ((أن النكرة في سياق الامتنان تعم))، فقوله: { جعل لكم من أنفسكم أزواجا } جمع منكر في سياق الامتنان فهو يعم، وإذا عم دل ذلك على حصر الأزواج المخلوقة لنا فيما هو من أنفسنا، أي من نوعنا وشكلنا. [أضواء البيان: 3/320-321].

      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #33

        سئل العلامة الألباني _رحمه الله _

        السائل: هل زواج المسلم الصحيح العقيدة بأحدى فتيات الجُنّ، هل هذا ممكن يحدث؟. وإن كان يمكن يحدث فهل هذا حلال أم حرام أم مكروه؟.

        الشيخ: رحم الله البخاري لما سئل عن الخضر أحيٌ هو أم ميّت؟. قال: من أحالك على غائب فما أنصفك، وإيش يدريني الجن وما الجن ورجل يتزوج من امرأة جنية شو بيكون حال النسل الإنس و إِلا جن ولا إذا غلب ماء هذا...هذا بيذكرنا بترجمة محي الدين ابن عربي النكرة، في كتاب الميزان للإمام الذهبي، بعد ما بيترجمه لما كان عليه من الإنحراف في تصوفه بيقول: كان يقول بعدم إمكانية تزاوج الإنس مع الجن، قال فرؤي يوماً وقد عَصَبَ جبينَه لما سئل عن ذلك قال: اختلفت أنا وزوجتي الجنيّة فضربتني بالقبقاب في رأسي ففجتني، فهذه العصابة هو لأنه زوجته الجنيّة ضربته، فاعتبر ذلك الإمام ابن ذهبي غمزاً في صدقه، ما بتشوف بتقول الأيام أنه هذا لا يمكن، خُلق من طين، وخُلق من نار، فما بالك الآن بتقول أنه زوجتك الجنيّة ضربتك بالقبقاب؟.

        السائل: هل تثبت هذه القصة؟.
        الشيخ: اللهُ أعلم هذه القصة حقيقية.
        السائل: أحد التابعين كان يدعو الله أن يرزقه بزوجة صالحة من الجن.
        الشيخ: كيف؟.
        السائل: ورد من أحد التابعين كان يدعو الله على المنبر؟.
        الشيخ:..ما أدري لا على المنبر ولا على الأرض.
        سلسلة الهدي والنور شريط رقم 13 الوجه أ


        وقال الشيخ عبيد الجابري _حفظه الله_

        يقول الحق عز وجل: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم:21]، ماذا تحتويه هذه الآية الكريمة من منافع النكاح وحكمه ومصالحه؟ هذه الآية ضمن جملة من آي الكتاب الكريم التي جاءت في سورة الروم متضمنة عددا من الأدلة على وحدانية الله سبحانه وتعالى والله هو المستحق للعبادة دون سواه.

        الآية متضمنة أولاً أن مشروعية الزواج وإن شئت فقل من دلائل وحدانيته سبحانه وتعالى أن جعل لكل من بني إنسان زوجه فالمرأة طبيعتها طبيعة الرجل فهي مثله إنسانه الأصل وأن كل منهما يألف الأخر ويأنس به ويستقر معه، لذلك قال: {مِنْ أَنْفُسِكُمْ}، ليس (من غيركم)، لا من الجن لأن الجن طباعهم تخالف طباع الإنس فلا تآلف بين الجن والإنس في الأصل إنما التآلف بين بني الإنسان .أهـ


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #34

          هل يتناكح الجن والانس في مابينهما أم لا
          يقول الحافظ بن حجر في الفتح

          واستدل من قال بأنهم يتناكحون بقوله تعالى: {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن:74]، وبقوله تعالى: { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني } [الكهف:50]، والدلالة من ذلك ظاهرة. واعتل من أنكر ذلك بأن الله تعالى أخبر أن الجان خلق من نار، وفي النار من اليبوسة والخفة ما يمنع معه التوالد. والجواب أن أصلهم من النار كما أن أصل الآدمي من التراب، وكما أن الآدمي ليس طينا حقيقة كذلك الجني ليس نارا حقيقة، وقد وقع في الصحيح في قصة تعرض الشيطان للنبي r أنه قال: ((فأخذته فخنقته حتى وجدت برد ريقه على يدي)). قلت: وبهذا الجواب يندفع إيراد من استشكل قوله تعالى: { إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} [الصافات:10]، فقال كيف تحرق النار النار؟.
          الفوئد المنتقاة أهــ


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #35
            فتاوى غريبة حول زواج الإنس بالجن

            ماصحة اعتقاد بعض الناس بالزواج من الجنية خصوصا أن هناك جني صالح وجني غير صالح ,وما هيئتهم الجسمانية (عورة مغلظة تناسلية - طمث - غائط وبول ومني ) وما صحة ما يشاع على ان الجنية كالعجينة يمكنها أن تتصور بصورة وشكل أي كائن بشري أخر كالأستنساخ ؟؟ .


            الإجابة على السؤال الأول هي التالي:
            إنَّ ما شاع بين الناس من تزويج رجال من الإنس بنساءٍ من الجنّ صحيح ويوافقه الوجدان، ونحن نعتقد بصحة ما شاع وتواتر نقله بين الناس، واعتقادنا ليس نابعاً من مجرد شياع النكاح بين الإنس والجنّ بما هو شياع بين الناس، وإنَّما لوجود مستند شرعي له في أخبارنا الشريفة والتي منها تزويج النبيّ آدم عليه السلام إبنه قابيل من جنيَّة، وفي أخبارٍ أخرى أن النبيّ آدم عليه السلام زوّج أولاد قابيل من جنيات كما سوف نشير بإذن الله تبارك شأنه في البحث التفصيلي.
            والجن كالإنس أُمَّةٌ من الأمم لها ما للإنس من الإعتقادات والأحكام والثواب وعليها ما على الإنس من الحساب والعقاب، قال تعالى. {
            وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } الأنعام . والجن مكلّفون بتكاليف شرعية كالإنس لا يختلفون عنهم بشيءٍ أصلاً إلا في موارد ضئيلة جداً وهو لا يضرُّ بأصل الإشتراك في التكليف،قال تبارك وتعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات .

            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #36

              اما السؤال عن هيئاتهم الجسمانية كالعورة وما يستتبعها من البول والغائط والمنيّ وهل هي كالإنس أم لا؟

              فالظاهر أنَّ هيئاتهم الجسمية هي كالإنس وإن اختلفت في بعض تفاصيلها، ونحن لا نعرف حقيقة هيئة عوراتهم هل هي كالإنس أم لا ؟ اللهم إلا من نكح من نساء الجنِّ أو نكحوا من نساء الإنس..فهؤلاء يعرفون التفاصيل، ولكن الظاهر أيضاً أن الجن عندما ينكحون نساء الإنس فإنهم يفعلون ذلك بما تعارف من العورة عند الإنس، بمعنى أن الجن يدخلون في فروج الإنس بآلة رجالية جنيّة مشابهة لآلة الرجل الإنسي، وكذلك عندما ينكحُ الرجلُ الإنسيُّ نساءَ الجنِّ فإنه يدخل في فروجٍ جنيّة نسائية مشابهة لفروج الإنس، وهذا غير بعيد بالنسبة إلى قدرة الجن على التشكل بكلِّ هيئة إنسية أو حيوانية، فتكون عوراتهم كعورات الإنس الذين يتقربون إليهم بنكاح، والله العالم.
              وكذلك الحال بالنسبة إلى منيِّهم وغائطهم وبولهم فإنه تابع للهيئة التي يتشكل بها وإن كان ربما يختلف بلونه وماهيته عمّا هو موجود في الإنس، والظاهر أن بولهم وغائطهم هي كهيئة البخار الغليظ الشديد بحيث يتناسب مع أجسامهم الشفافة النارية حسب بعض الشهادات الجنيّة الحاكية عن ماهية بولهم وغائطهم، فالبول والغائط عند الجن يخرج من منافذهم الخاصة بإخراج الفضلات كالمنافذ المعروفة عند الإنس من الفروج والادبار، والظاهر أيضاً بأن الجنَّ كالإنس من حيث الجماع والإنتصاب والقذف والشهوة والعواطف والمشاعر، والجنُّ يفضُّ بكارة الجنيّة تماماً كما يفضُّ الرجل الإنسيّ بكارة الإنسية، فلا يكاد يختلف الجنيّ عن الإنسان في شيءٍ من هذه الناحية، وقد جاء في الأخبار أن الجن الأرضي يمنون ويجنبون كما في خبر ( إنَّ الجنَّ يكثرون غشيان نسائهم في أول ليلة من الهلال وليلة النصف وفي آخر ليلة) ويبولون كما في نصٍّ يشير إلى أن الشيطان وهو من الجن يبول في أُذن المؤمن النائم عن صلاة الصبح بسبب غفلته عن الذكر قبل نومه، وأما الجن السماوي أي الذي يسكن في الفضاء المسمَّى بالجن الطيار، فالظاهر أنه لا يختلف كثيراً عن الجن الأرضي إلا في بعض الخصوصيات، فالأرضي يأكل ويشرب ويبول بلعاً ومضغاً وله جهاز هضمي ويغوط باعتبار أن البول والغائط من الآثار الوضعية التي لا تنفك عادةً عن ملزومهما من الطعام والشراب بخلاف الجن الطيار فإنه لا يأكل ولا يشرب مضغاً وبلعاً بل إن غذاءه هو النسيم حسبما جاء في بعض الأخبار من البحار جزء ستين/باب أحوال الجن.
              وللجنيّة حمل ومخاض وولادة وترضع وليدها وتختلف فترة الحمل عند الجنية عما هو عند الإنسية، ففترة الحمل عند الجنية على ما قيل تتراوح إلى مدة خمسة عشر شهراً، وتتألم الجنية عند الولادة أكثر مما تتألم الإنسية، وتتراوح فترة رضاع الطفل الجني من أُمّه الجنيّة سنين متعددة تتجاوز عمر الإنسان العادي، وللجنيّة رحم يعيش فيه الجنين، وهل للجنّية طمث ؟ ليس لدينا دليل على طمث الجنيّة، ولكن الظاهر اشتراكها مع الإنسية في عامة التكاليف والطبيعة الأنثوية إلا ما أخرجه الدليل، وربَّما يعتقد البعض بوجود طمث أي حيض للجنية، إعتماداً على قوله تعالى في سورة الرّحمان(لم يطمثهنَّ إنس قبلهم ولا جان) فمنهم من حمل الطمث على الحيض، كما نقل الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى عن إبن عباس في تفسير قوله تعالى(لم يطمثهنّ) على المسّ بمعنى أن الجنية في الجنة لم يكن مسها دم الحيض، ومنهم من حمله على المسّ أي النكاح، ومنهم من حمله على الإفتضاض للبكارة وهو النكاح بالتدمية وهو الظاهر عندنا، ذلك لأن إفتضاض البكارة يستلزم عادةً الإدماء في غشاء البكارة ما يعني أن للجنيّة كلّ ما للإنسية من اللوازم الفرجية من الإفتضاض ونزول الدم حال الإفتضاض والعادة الشهرية بناءً على أن الجن يتناولون الأطعمة والأشربة بالمضغ والبلع وهو يستلزم تجمع الدماء الخبيثة في رحمها فيؤدي تكاثرها إلى نبوع الحيض من رحمها لأجل حكمة التصريف وهو غير بعيد بحسب ظاهر قوله تعالى(لم يطمثهنَّ) المتعدد المصاديق في الطمث المحمول على المسّ والحيض والإفتضاض المستلزم للإدماء حسبما أشرنا لأن الجنّيّ يدمي بكارة الجنية كما يدمي بكارة الإنسية، والإدماء علامة وجود الدم في الجنية، ولا يشترط في مواصفات الدم في الجني أن يكون بنفس مواصفاته في الإنس أحمر اللون...والله تعالى العالم بأسرار خلقه.


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #37

                السؤال الثاني (هل الجني ممكن الرؤية إذا ما أراد الرجل الذي استدعاها أن يشاهدها الناس أم أن الجنية تكون كالحور العين في الجنة خلقت لعينا المؤمن فلا يراها غيره).

                الجواب على السؤال الثاني هو التالي: إن الجن خلقهم الله تعالى من مارجٍ من نار بمقتضى قوله تعالى( وخلق الجان من مارج من نار) الرحمان 15، ومعنى "مارجٍ من نار" إما أن يكون هو الدخان أو صفاء الدخان، وإما أن يكون من لهيب النار وسمُّها وهو المتعيّن الموافق لقوله تعالى في سورة الحجر الآية 27(والجان خلقناه من قبل من نار السَّموم) ولشفافية أجسامهم لا يظهرون للإنس إلا نادراً، من هنا قيل لغةً: إن الجن هو الستر، فجنَّ الشيء بمعنى استتر، والجان هو الساتر أو المستتر عن الإنس، ولفظ الجنّ مشتقٌ من الإجتنان وهو يعني الإستتار، فعدم رؤية الجن ليس مستحيلاً بصورتهم الحقيقية ولكنها متعذرة على عامة الخلق إلا على الخواص من عباده الصالحين كالأنبياء والأولياء ومَنْ دونهم من المؤمنين، نعم هم يظهرون في أغلب الأحيان بصور أخرى تختلف عن صورهم الحقيقية وذلك لقدرتهم بحسب ما خلقهم الله تعالى عليه من القدرة على التشكل على التكيّف والتشكل بالصورة التي يريدون، فالجنيّة يراها الإنسي كما أن الجني تراه الإنسية، وليس نظر كل صنفٍ إلى بعضهم البعض مقصوراً على صنفه بل الرؤية البصرية متاحة لكلِّ صنفٍ إلى مخالفه، فالجن يرى الإنس، والإنس يرون الجن في بعض الأحيان وليس مطلقاً، والجنية في الجن هي مخصوصة لجنٍّ مثلها في الجنة، وكذلك الإنسية في الجنة هي مخصوصة لإنسي مثلها في الجنة، فالحورية الجنيّة كالحورية الإنسية، كلُّ واحدة منهنَّ خاصة بنظيرها، فالإنسية الحورية لجني مثلها في الجنّة، والحورية الإنسية لرجل إنسي مثلها في الجنة، وهو ما أشارت إليه الآيتان من سورة الرَّحمان وهما قوله تعالى( فيهنّ قاصرات الطرف لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان).



                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #38

                  السؤال الثالث (هل المعاشرة الجنسية بين الجني والانسي جائز شرعا وعقلاً).

                  الجواب على السؤال الثالث: الظاهر جواز ذلك للرجل الإنسي التزويج من الجنية على كراهة شديدة، ويحرم على الإنسية تزويج الجني على الأحوط وجوباً، والإحتياط هنا شرعيّ لا عقليٌّ، ويشترط في صحة تزويج الإنسي من الجنية عدم ترتب ضرر عليه وإلا فيحرم الزواج بينهما تحريماً قطعياً، و الكلام في جواز النكاح بين الرجل الإنسي والمرأة الجنية مبنيٌّ على أن يكون حضور الجنية بنفسها لا أن يستحضرَ الإنسيُّ الجنيّةَ لأجل مصلحة النكاح، بمعنى أنَّه لا يجوز للإنسي أن يقوم بتحضير الجنيّة لأجل النكاح بواسطة الطلاسم والرقى والتسخيرات، وإنّما يصح الزواج بينهما فيما لو طلبت الجنيّة ذلك وكان الإنسي بحاجة إلى زواج ولا يتوفر له ذلك من الإنسية، كما يشترط في صحة نكاح الإنسي للجنية أن يكون مراعياً لقانون الشرع الحنيف من العقد الشرعي وبقية الأحكام المتفرعة على النكاح بين الإنسيين، فلا يختلف النكاح بين الجنية والإنسي عن نكاح الإنسية مع الإنسي من حيث الشكل والمضمون والأحكام كما فصّلنا ذلك في البحث التفصيلي المتعلق بحقيقة نكاح الإنسي للجنية، والله تعالى هو العالم.




                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #39
                    السؤال الرابع (هل من الممكن أن يلتبس ويسكن المؤمن أوالمؤمنة جني أو جنية صالحة فتصبح له قدرات عقلية وجسدية خارقة من قوة و ذكاء ).

                    الجواب على السؤال الرابع: تحضير الإنسي للجن لكي يدخله إلى جسمه أو جسم إنسي آخر لأجل التميُّز والإشتهار بالقدرات العقلية الخارقة وما شاكل ذلك غير جائز شرعاً، ومجرد التصور بأن الجن قادرون على إعطاء الإنسي قدرة على الذكاء مغلوط وغير صحيح شرعاً وعقلاً لأن الذكاء هبة من الله تعالى، كما أن القدرة الجسدية كذلك يمكن تحصيلها بالسبل الطبيعية أو من خلال الدعاء والتوسل بالحجج الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين لا أن يستحضر الجني فيلبس جسمه ليهيمن عليه ومن ثمَّ التصرف به بشكل مطلق وهو مصداق قوله تعالى {وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ }الأنعام128، فإن الإستمتاع يعني التلذذ بما حصل عليه الإنسي من الجني الساكن فيه، نعم مجرد الإستعانة الخارجية المجردة من سكن الجني في داخل الإنسي لا إشكال فيها، فقد استعان بهم نبيّ الله سليمان عليه السلام، كما أن النبيّ الأعظم وأهل بيته الطيبين عليهم السلام استعانوا بهم وكذلك يفعل مولانا الإمام المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام سوف يستعين بهم حال ظهوره الشريف، فالمحذور هو الإستعانة على نحو التلبس والإتصال وليس على نحو الإنصال الخارجي فإنه بمنزلة إعانة مخلوق من الخارج لمخلوق آخر منفصل عنه...وهذه المسألة تدخل في مسألة تحضير الجن لأجل السكن في نفس المستحضِر وهو حرام شرعاً،والله تعالى العالم.



                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #40

                      السؤال الخامس: (ماهي حدود قدرات الجني وهل الجني ذكر ام إنثى ام انهم كالملائكة لا ذكر ولا إنثى).

                      الجواب على السؤال الخامس: لقد وهب الله تعالى الجنَّ قدرات طبيعية هائلة تفوق مئات المرات قدرات الإنس، وقد أفصح القرآن الكريم عن هذه القدرة في سورة النمل{قال يا أيُّها الملأ أيُّكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }النمل .
                      حيث أشارت الآية الشريفة مدى قدرة الجن على الإتيان بعرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين بثوانٍ معدودة ما يعني أن للجن قدرات هائلة لا يمكننا تصورها، كما أن لهم قدرة على التشكل في أيّ صورة شاءوا وينفذون في الأجسام الصلبة بسبب شفافية أبدانهم القادرة على النفوذ في الاشياء الصلبة، ويطوون مسافات طويلة بدقائق قليلة لعلَّها لا تتجاوز الثواني لا سيَّما الجن الطيار، وقد جاء في أخبارنا ما يشير إلى هذا الأمر، فقد ورد في دلائل الطبري بأسناده إلى محمد بن عبد الله العطار في مرفوعة معتب مولى الإمام المعظم أبي عبد الله عليه السلام قال: إنّي لواقف يوماً خارجاً من المدينة وكان يوم تروية، فدنا مني رجل فناولني كتاباً طينه رطبٌ، والكتاب من أبي عبد الله عليه السلام وهو بمكة حاجٌّ، ففضضته وقرأته فإذا فيه"إذا كان غداً افعل كذا وكذا" ونظرت إلى الرجل لأسأله متى عهدك به فلم أر شيئاً، فلمّا قدم أبو عبد الله عليه السلام سألته عن ذلك، فقال ذلك من شيعتنا من مؤمني الجنّ غذا كانت لنا حاجة مهمة أرسلناهم فيها".

                      وأمّا استفهامكم عن جنس الجن هل هم ذكور أم إناث أم لا ذكور ولا إناث؟

                      فجوابه: إن الجن كالإنس ينقسمون إلى ذكور وإناث، وفيهم الرغبة الجنسية ويتناكحون وتحبل نساؤهم ويتوالدون ويهرمون ويموتون بخلاف الملائكة حيث لا إناث فيهم، فهم ليسوا رجالاً بالمعنى الحقيقي للرجولية أي ليسوا كالآدميين يأكلون ويشربون وينكحون وينامون، وإنْ صدق لفظ الرجولية عليهم باللفظ فقط، لذا تكون أسماءهم مذكرة كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل، ولم يردنا أن ثمة ملاكاً إسمه كإسم المرأة، كما ليس لديهم ما لدى الجن والإنس من الرغبة الجنسية ولا يصيبهم ما يصيب المخلوق الأرضي باعتبارهم مخلوقين من النور ومنزهين عن المادة ولوازمها.
                      والجن على أصناف فمنهم الكافر والمسلم المؤمن وغير المؤمن، ومنهم الناصبي والخارجي، وهم كالإنس يتحزبون لعقائدهم ومذاهبهم كما قال تعالى( أُمم أمثالكم ما فرَّطنا في الكتاب من شيء) ولله تهالى في خلقه شؤون تبارك الله أحسن الخالقين.
                      والحمد لله رب العالمين . والسلام عليكم.
                      انتهت غريب الفتاوي



                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #41
                        سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي_رحمه الله_

                        السؤال237: هل بجوز للرجل المسلم أن يتزوج بجنية مسلمة والعكس؟

                        الجواب: اختلف العلماء كما في كتاب "حياة الحيوان" للدميري، والذي يظهر هو الجواز، وأما قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً}، فهذا امتنان أعظم وهو أن يتزوج الإنسي بإنسية والجني بجنية، لكن لو تزوج الإنسي بجنية فليس لدينا ما يمنع، أو إنسية تزوجت بجني فليس لدينا كذلك ما يمنع من الشرع، لكن كره الإمام مالك رحمه الله أن تخرج المرأة حاملاً فيقال: من أين حملت؟ فيقال: إنّها متزوجة من الجن، وأقول: ربما يكون هذا فتح باب للزنا والفجور.
                        تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب



                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #42
                          سئل العلامة مقبل بن هادي الوادعي_رحمه الله_
                          السؤال237: هل بجوز للرجل المسلم أن يتزوج بجنية مسلمة والعكس؟
                          الجواب: اختلف العلماء كما في كتاب "حياة الحيوان" للدميري، والذي يظهر هو الجواز، وأما قوله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّةً ورحمةً565}، فهذا امتنان أعظم وهو أن يتزوج الإنسي بإنسية والجني بجنية، لكن لو تزوج الإنسي بجنية فليس لدينا ما يمنع، أو إنسية تزوجت بجني فليس لدينا كذلك ما يمنع من الشرع، لكن كره الإمام مالك رحمه الله أن تخرج المرأة حاملاً فيقال: من أين حملت؟ فيقال: إنّها متزوجة من الجن، وأقول: ربما يكون هذا فتح باب للزنا والفجور.

                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #43

                            السؤال: هل إذا حصل بين الإنس والجن زواج يكون شرعياً، وهل يستطيعون أن ينجبوا أطفالاً؟
                            ولأي الفئتين ينتسب الأطفال إذا كان هنالك أطفال؟


                            الإجابة: أما الجن فإن معنى جنّ في اللغة غطى وغاب، ولذا إذا أخذنا اشتقاقات جن في اللغة، وجدنا التغطية والغياب هي القاسم المشترك بينها، فتقول: جنة إذا غابت تربتها بالحفرة، وتقول حجن إذا غطى صدر صاحبه في المعركة، وتقول مجنون إذا غطي عقله، وتقول جنين إذا غطي في بطن أمه، ويقال جِنٌ إذا غاب عن الأبصار.

                            والجن لا نعرفه معرفة تفصيلية إلا من خلال الأخبار التي ثبتت في الكتاب والسنة، والعقل لا يجوز له أن ينكر الجن، ومن أنكر الجن بالكلية فيخشى عليه من الردة والكفر، فالقول العصري أن المراد بالجن الفيروسات وما شابه فهذا ضلال، والعياذ بالله.

                            وربنا قال عن الجن: {كنا طرائق قدداً} فالجن منهم الصالحون ومنهم المفسدون، وطرائق قدداً أي أصحاب مذاهب شتى؛ فكان يقول بعض التابعين: في الجن شيعة وخوارج وأشاعرة، وأهل سنة.

                            والجن في أصل خلقتهم كما ثبت في (مستدرك الكبير)، وعند البيهقي في (الأسماء والصفات) من حديث أبي ثعلبة الخشني، رضي الله تعالى عنه، قال: قال النبيالجن ثلاثة أصناف فصنف لهم أجنحة، يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون"، والجن خلق من خلق الله عز وجل، مكلفون مأمورون منهيون، وبعث النبي صلى الله عليه وسلم لهم، وأمرهم ومنهم من استجاب له ومنهم من كفر وضل، والعياذ بالله.

                            فالجن خلق من خلق الله لا يجوز لأحد أن ينكرهم، ولا يجوز لأحد أن يفصل عنهم بعقله، ولا بتجربته. صلى الله عليه وسلم: "

                            .. أما زواج الجن للإنس فالمتعة حاصلة، فقد يتمتع الإنسي بالجني، والجني بالإنسي، لكن الزواج بالمفهوم الشرعي هل هو حلال؟ لا، والأحاديث التي فيها التصريح بوقوع الزواج من الإنسي للجني، كلها ضعيفة لم تثبت في سنة، بل استنبط غير واحد من الفقهاء من قول الله عز وجل: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً}، أن فيه دلالة على أنه لا يجوز للرجل أن يتزوج امرأة من غير جنسه، وورد عند أبي داود في سننه من حديث عائشة (برقم 5107) قالت عائشة: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل رُئي فيكم المغربون؟" قلت: وما المغربون؟ قال: "الذي يشترك فيهم الجن"، وهذا حديث لم يثبت، وكذا أخرج أبو الشيخ في (العظمة)، وابن عدي في (الكامل)، وغيرهما عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحد أبوي بلقيس كان جنياً"، وهذا أيضاً ضعيف جداً، وهنا قصة لم تصح ولم تثبت من الإمام مالك أنه سئل: هل يجوز للرجل أن يتزوج الجنية؟ فسكت ولم يجب، ثم في مجلس خاص سئل: لِمً لَمْ تجب؟ فقال: "يجوز، لكن أخشى أن تأتي المسلمة حاملاً من الزنا، ويقال لها: ماذا فعلت؟ فتقول: تزوجني جني!" فهي غير صحيحة عن مالك، ومدارها على رجل يكنى أبي عثمان واسمه سعيد بن داود الزنبري، وهو ضعيف جداً، ولم ترد القصة عن غيره.

                            وقد ذكر الألوسي في تفسيره عند ذكر بلقيس، ذكر حكايات كثيرة جداً وقال: "هي أشبه شيء بالخرافات"، وقال: "إن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل يصفع عنه السائل لحماقته، فعلى تقدير التناكح فلا يكون بينهما توالد".

                            وقد اتصل بي شيخنا مرة، وقد علم أني أجمع كلام شيخ الإسلام عن الجن وله كلام بديع، فقال لي الشيخ مرشداً: هل وقفت على كلام الألوسي في تناكح الإنسي من الجني؟ فقلت له: لا، قال: فاسمع، وألقى عليّ كلام الألوسي وهو جميل جداً، وهو قوله: "ثم ليت شعري إذا حملت الجنية من الإنسي هل تبقى على لطافتها فلا ترى، والحمل على كثافته فيرى، أو يكون الحمل لطيفاً مثلها فلا يريان، فإذا تم أمره تكثف وظهر كسائر بني آدم؟ أو تكون كشكل نساء بني آدم، ما دام الحمل في بطنها؟ وهو فيها يتغذى وينمو بما يصل إليها من غذائها وكل من الشقوق [أي التفريعات السابقة] لا يخلو عن استبعاد كما لا يخفى"، فالحمل والزواج غير وارد، أما الاستمتاع والتمتع فهذا حاصل.

                            الجن مخلوقات ليست كثيفة قد تحل البدن، وإن حلت البدن قد يحصل استمتاع، لكن لا يجوز أن نقول: "النكاح شرعي بين الإنسي والجني"، ولا يجوز أن نقول عن أحد أبويه جنياً، ومن اللطائف أن الإمام الذهبي في (السير) (4/459) قال عن الطحاوي: حدثنا يونس بن عيد الأعلى قال: قدم علينا رجل كذاب، اسمه يغنم بن سالم، فجئته فسمعته يقول: تزوجت امرأة من الجن، فقال يونس بن عبد الأعلى فلم أرجع إليه، فالعلماء قديماً كانوا يعتبرون هذا الكلام من باب الخرافة ومن باب الكذب، فمن يخبر أنه تزوج جنية وكان يجلس ويحدث لا يرجع إليه ولا يتكلم معه.

                            وقد ذكر صاحب (سلك الدرر) (2/12) أن الحامد العمادي له رسالة سماها (تقاقع الشن في نكاح الجن)، ونفى وقوع النكاح الجن بالكلية.

                            أما الصرع فلا يبعد أن يقع صرع، وصرع الجن للإنس من عقيدة أهل السنة والجماعة ولم ينكره إلا المعتزلة، فالذي ينكر دخول الجني ببدن الإنسان معتزلي، وليس بسني، فالأدلة الكثيرة الصريحة الصحيحة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها جواز دخلو الجني بدن الإنسي، بل في القرآن الكريم ما يدل على ذلك، فمثلاً في الحديث المتفق عليه عن ابن عباس، أن امرأة سوداء قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شئت دعوت الله لك، وإن شئت صبرت ودخلت الجنة"، فقالت: أصبر لكن أدع الله لي ألا اتكشف، فدعى الله لها، فأصبحت تصرع ولا تتكشف، والنظر في طرح هذا الحديث يجد أن صرعها كان بسبب الجن، وقال الحافظ ابن حجر: "يؤخذ من طرق هذا الحديث أوردتها أن الذي كان بأم زخر كان من صرع الجن،لا من الخلط، فالصرع الذي يطرأ على الدماغ قسمان: بسبب الجن أو بسبب أخلاط في الدماغ ناتجة عن أبخرة فاسدة تخرج من المعدة إلى الدماغ أو أسباب أخرى توقع خلل في الدماغ"، فالحافظ ابن حجر يقول: أن صرع المرأة السوداء أم زخر كان بسبب الجن لا بسبب الأخلاط، وربنا يقول: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، والآية صريحة في أن مس الشيطان يقع في حق من يأكل الربا، وقال ابن تيمية: لا أدري هو في حق من يأكل الربا، أو في حق من يقول: البيع مثل الربا، ولا يبعد أن يقع المس في الطرفين، والزمخشري في (الكشاف) يقول: وتخبط الشيطان من زعمات العرب يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرعه، والزمخشري معتزلي، و(الكشاف) صوبه ابن المنير، وبين ما عنده من اعتزاليات، فقال ابن المنير في كتابه: الانتصاف في بيان اعتزاليات صاحب الكشاف قال: وهذا القول [أي الصرع] أي الحقيقة من تخبط الشيطان بالقدرية، في زعماتهم المردودة بقواطع الشرع، أي قولهم أن هذا من تخبطات العرب، هذا من تخبط الشيطان بهم، فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مولود يولد إلا يمسه الشيطان فيستهل صارخاً"، تم ذكر حديث: "التقطوا صبيانكم أول العشاء فإنه وقت انتشار الشياطين"، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لنا أن نحبس أولادنا، وقت انتشار الشياطين، أمر معقول المعنى وهو المس.

                            وقال ابن المنير أيضاً: بعد إيراد هذين الحديثين: واعتقاد السلف وأهل السنة أن هذه أمور على حقائقها واقعة كما أخبر الشرع عنها، وإنما القدرية خصماء العلانية، فلا جرم أنهم ينكرون كثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم، من ذلك السحر وخبطة الشيطان، ومعظم أحوال الجن وإن اعترفوا بشيء من ذلك فعلى غير الوجه الذي يعترف به أهل السنة وينبئ عنه بظاهر الشرع في خبط طويل لهم فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون.

                            والبعض يحتج بقول الشافعي: من زعم أنه يرى الجن فهو فاسق ترد شهادته، وهذا القول صحيح عن االشافعي أسنده عنه بإسناد بصحيح الإمام البيهقي في (مناقب الشافعي)، لكن ليس في قول الشافعي ما يدل على إنكار المس إنما الشافعي يريد أنه من يزعم أنه يرى الجن على الحقيقة التي خلقهم الله عليها، فبعض الناس يحملون هذا الكلام على غير محمله، ويحملونه ما لا يحتمل، وهذا من الضلال وربنا يقول عن الشيطان: {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم}، فالشيطان وأعوانه يرونا ولا نراهم، فالشافعي قال ما قال، استنباطاً من هذه الآية، لكن الشيطان يتشكل على صورة امرأة صورة هر، صورة عجوز وغير ذلك، فعندها يرى كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة فالاستدلال بهذا القول على إنكار الصرع استدلال فاسد لا وزن له، وقد قال عبد الله ابن الإمام أحمد قلت لأبي: إن أقواماً يقولون إن الجني لا يدخل في بدن المصروع، فقال: يا بني إنهم يكذبون، إنما الشيطان يتكلم على لسانهم.

                            وقال شيخ الإسلام في (الفتاوى) (24/267) وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشارع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك، ويذكر أيضاً في (مجموع الفتاوى) (19/12) أن طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرزاي وغيرها ينكرون دخول الجن في بدن المصروع فالنغمة التي نسمعها اليوم من إنكار صرع الجني للإنسي نغمة قديمة قال بها أئمة الضلالة المعتزلين، والأدلة صحيحة وصريحة، واضحة بينة على إثبات دخول الجني بدن الإنسي.

                            ومن الأدلة على ذلك أن عثمان ابن العاص شكى لرسول الله صلى الله عليه وسلم نسيان القرآن، وفي رواية عرض لي شيء في صلاتي حتى أني لا أدري ما أصلي، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده على ظهره وكان يضرب على ظهره ويقول: يا شيطان أخرج من صدر عثمان، وهذا حديث صحيح صريح في أن الجني يصرع الإنسي وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم"، وقوله أيضاً: "إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم"، أو قال: "واضع خطمه على قلب ابن آدم، إن ذكر خنس، وإن نسي وسوس".

                            وهذه عقيدة مشهورة عند الأقدمين، وممن قال بها أبو الحسن الأشعري، فقال في كتابه (مقالات الإسلاميين) (435-436): واختلف الناس في الجن هل يدخلون في الناس على مقالتين؟ فقال قائلون محال أن يدخل الجن في الإنس، وقال قائلون يجوز أن يدخل الجن الناس، لأن أجسام الجن أجسام رقيقة فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان من فروقه، كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن، ويكون الجنين في بطن أمه وهو أكثف من الشيطان، وليس بمستنكر أن يدخل الشيطان إلى جوف الإنسان, وقال رحمه الله في كتاب (الإبانة) (32): ونقر أن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه ويخبطه خلافاً للمعتزلة والجهمية، كما قال تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما الذي يتخبطه الشيطان من المس}.

                            وقال الإمام البقاعي في تفسيره (نظم الدرر) (4/112): مشاهدة المصروع يخبر بالمغيبات وهو مصروع غائب، وربما كان يلقى في النار وهو لا يحترق، وربما ارتفع في الهواء من غير رافع، فكثيراً جداً مشاهد... إلى غير ذلك من الأمور الموجبة للقطع، أن ذلك من الجن أو الشياطين.

                            ولا يستنكر أبداً أن يكون الجني مع الإنسي، وقد أخبر ربنا عز وجل في كتابه فقال: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}، فمن يضعف عن ذكر الله عز وجل الشيطان يتخبطه لاسيما إن كان في مجلس غفلة أو كان يأكل الربا، وقل من ينجو من تخبطات الشيطان فالإنسان كالحصن والحصن له أبواب ومنافذ وهذه الأبواب والمنافذ إن لم يكن عليها حراسة فإن العدو يطمع في دخول هذا الحصن، وإن لم يحصن الإنسان نفسه بذكر ربه عز وجل وبالبعد عن المحرمات ومجالس الغيبة والغفلة فإنه معرض لأن يمسه الشيطان وأن يلعب به وأن يصرعه ويدخل بدنه.

                            وأختم بكلام لابن القيم في (زاد الميعاد) (4/63) قال: وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم، ولو كشف الغطاء لرأيت أكثر النفوس البشرية صرعى هذه الأوراح الخبيثة وهي في أسرها وقبضتها تسوقها حيث شاءت ولا يمكنها الامتناع عنها ولا مخالفتها وبها الصرع الأعظم الذي لا يفيق صاحبه إلا عند المفارقة، والمعاينة، فهناك يتحقق أنه كان هو المصروع حقيقة، والله المستعان فكثير ممن ينكر الصرع مصروع، نسأل الله العفو والعافية إنكار الصرع ضلال، وهو مذهب الفرق الضالة قديماً، أما ما يذكر أنه أخذت لقطة بالكاميرا لجني ونشرت في بعض الصحف فهذه خرافة، فالتوسع في إثبات الجن من غير إخبار خطأ، والتوسع في إعمال العقل خطأ، والصواب أن ندور مع ظواهر النص، والله أعلم
                            ..
                            مشهور حسن سلمان




                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #44


                              111301: تفصيل القول في وقوع وحكم نكاح الجن للإنس والعكس


                              أحببت معرفة صحة زواج الإنس بالجان هل هو صحيح وإذا كان صحيحاً كما أسمع : فكيف يتم ؟

                              الحمد لله
                              أولاً:
                              امتنَّ الله تعالى علينا بأن خلق " الأنثى " من ذات جنسنا ، فكانت بشراً حتى يحصل سكن الرجل إليها ، ويحصل بينهما مودة ورحمة ، وحتى يتم إعمار الأرض بالذرية .
                              قال تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) النحل/ من الآية 72 .
                              وقال تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .
                              قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :
                              قوله تعالى : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ) الآية ، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنَّه امتنَّ على بني آدم أعظم مِنَّة ، بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً ، من جنسهم وشكلهم ، ولو جعل الأزواج من نوع آخر : ما حصل الائتلاف ، والمودة ، والرحمة ، ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً ، وجعل الإناث أزواجاً للذكور ، وهذا من أعظم المنن ، كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده .
                              وأوضح في غير هذا الموضع أن هذه نعمة عظيمة ، وأنها من آياته جل وعلا ، كقوله : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ، وقوله : ( أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ) ، وقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) .
                              " أضواء البيان " ( 2 / 412 ) .
                              وأما بخصوص حكم التزاوج والنكاح بين الجن والإنس : فقد اختلف العلماء فيه إلى ثلاثة أقوال :
                              القول الأول : التحريم ، وهو قول الإمام أحمد .
                              والقول الثاني : الكراهة ، وممن كرهه : الإمام مالك ، وكذا كرهه الحكم بن عتيبة ، وقتادة ، والحسن ، وعقبة الأصم ، والحجاج بن أرطاة ، وإسحاق بن راهويه – وقد يكون معنى " الكراهة " عند بعضهم : التحريم - .
                              وهو قول أكثر أهل العلم .
                              قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
                              وكره أكثر العلماء مناكحة الجن .
                              " مجموع الفتاوى " ( 19 / 40 ) .
                              والقول الثالث : الإباحة ، وهو قول لبعض الشافعية .
                              قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :
                              اختلف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن . فمنعها جماعة من أهل العلم ، وأباحها بعضهم .
                              قال المناوي في " شرح الجامع الصغير " : ففي " الفتاوى السراجية " للحنفية : لا تجوز المناكحة بين الإنس والجن وإنسان الماء ؛ لاختلاف الجنس ، وفي " فتاوى البارزي " من الشافعية : لا يجوز التناكح بينهما ، ورجح ابن العماد جوازه .
                              وقال الماوردي : وهذا مستنكر للعقول ؛ لتباين الجنسين ، واختلاف الطبعين ، إذ الآدمي جسماني ، والجني روحاني ، وهذا من صلصال كالفخار ، وذلك من مارج من نار ، والامتزاج مع هذا التباين مدفوع ، والتناسل مع هذا الاختلاف ممنوع اهـ .
                              وقال ابن العربي المالكي : نكاحهم جائز عقلاً ، فإن صح نقلاً : فبها ونعمت .
                              قال مقيده عفا الله عنه : لا أعلم في كتاب الله ولا في سنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم نصّاً يدل على جواز مناكحة الإنس الجن ، بل الذي يستروح من ظواهر الآيات عدم جوازه ، فقوله في هذه الآية الكريمة : ( والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً ) النحل/ 72 ممتنّاً على بني آدم بأن أزواجهم من نوعهم وجنسهم : يُفهم منه أنه ما جعل لهم أزواجاً تباينهم كمباينة الإنس والجن ، وهو ظاهر ، ويؤيده قوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ) الروم/ 21 .
                              فقوله : ( أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجا ) في معرض الامتنان : يدل على أنه ما خلق لهم أزواجاً من غير أنفسهم .
                              " أضواء البيان " ( 3 / 43 ) .
                              وقال الشيخ ولي زار بن شاهز الدين – حفظه الله - :
                              أما القضية من حيث الواقع : فالكل قد جوز وقوعها ، وحيث إن النصوص ليست قاطعة في ذلك – جوازاً أو منعاً - : فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعاً ؛ لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
                              *. وقوع الفواحش بين بني البشر ، ونسبة ذلك إلى عالم الجن ، إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها ودرء المفاسد مقدَّم على جلب المصالح ، كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية .
                              *. ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية - الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل ؟ - ...
                              *. إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى .
                              وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها ، وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة .
                              ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملاً .
                              وإذا حدث ذلك ، أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز : فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ، ولا يفتح الباب في ذلك .
                              " الجن في القرآن والسنة " ( ص 206 ) .






                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق


                              • #45

                                السؤال

                                ما حكم جماع مس شيطان الجن للمرأة المسلمة وهي نائمة وتشعر به وتراه في النوم حتى بعد الاستيقاظ تشعر بتعب نتيجة ذلك وهي غير متزوجة وتحرص على الأذكار والرقية ولكنه يأتي إليها وهي نائمة هل عليها الغسل وهل عليها إثم من ذلك حيث إنها تظل أياما وهي تشعر بحزن وكأنها زانية ماذا تفعل؟


                                الإجابــة
                                الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

                                فالأصح أنه يمكن حصول الوطء بين الإنس والجن، وقد قال ابن الجوزي رحمه الله في قوله تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ {الرحمن: 56} فيه دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنس. اهـ
                                ولا إثم على المكرَه على الوطء سواء كان رجلا أو امرأة .
                                وإحساس المرأة بأنها تُجامَع من قبل جني يأتي على ثلاث حالات:
                                الحالة الأولى : أن تحس بذلك في نومها فلا يجب عليها الغسل إلا إذا رأت منيا، وقد لا يكون هناك وطء حقيقي من جني بل مجرد رؤيا منامية، وأما التعب الذي تشعر به بعد الاستيقاظ فقد يكون نتيجة توتر أعصابها حال رؤيتها.
                                الحالة الثانية: أن يتمثل لها الجني في صورة إنسي في اليقظة ويطؤها فعليها الغسل لحصول الوطء.
                                الحالة الثالثة: أن تشعر بوطء في اليقظة ولكنها لا ترى الواطئ متمثلا لها بصورة آدمي، فعليها الغسل إذا رأت منيا، أما إذا لم تره وإنما شعرت بأنها تُجامَع كما تجامع من قبل الإنسي فقد اختلف العلماء في ذلك هل يلزمها الغسل أم لا؟ على قولين:
                                الأول: وجوب الغسل، وإليه ذهب الجمهور على تفصيل بينهم خلافا للحنفية، قال المرداوي رحمه الله في الإنصاف وهو من الحنابلة : لو قالت امرأة: لي جني يجامعني كالرجل. فقال أبو المعالي. لا غسل عليها لعدم الإيلاج والاحتلام. قال في الفروع: وفيه نظر. وقد قال ابن الجوزي في قوله تعالى: لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ: فيه دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنس. انتهى. قلت: الصواب وجوب الغسل.
                                واستوجهه العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في التحفة وهو من الشافعية، فقد قال وهو يبين وجوب الغسل بالوطء: وجنية إن تحقق – الوطء - كعكسه على الأوجه فيهما , وإن كان ناسيا أو مكرها... اهـ. وهو القول المحقق عند المالكية فقد قال العلامة الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير للدردير: ولو رأت امرأة في اليقظة من جني ما تراه من إنسي من الوطء واللذة، أو رأى الرجل في اليقظة أنه جامع جنية قال ابن ناجي: الظاهر أنه لا غسل على الرجل ولا على المرأة ما لم يحصل إنزال. وقال الحطاب: الظاهر أنه لا غسل عليهما ما لم يحصل إنزال أو شك فيه؛ لأن الشك في الإنزال يوجب الغسل. واعترضه البدر القرافي بأن الموافق لمذهب أهل السنة من أن الجن لهم حقيقة وأنهم أجسام نارية لهم قوة التشكل، ولقول مالك بجواز نكاح الجن وجوب الغسل على كل من الرجل والمرأة وإن لم يحصل الإنزال ولا شك فيه، ووافقه على ذلك تلميذه عج قال شيخنا – العدوي - وهو التحقيق. اهـ. بتصرف يسير.
                                وذهب الحنفية إلى أنه لا غسل عليها إلا إذا تمثل لها بصورة آدمي أو حصل نزول مني لأنه لا يجب الغسل عندهم بالإيلاج إلا إذا كان من آدمي في آدمي أو في غير آدمي وحصل إنزال، قال الحصكفي رحمه الله في الدر المختار: إيلاج حشفة... آدمي احتراز عن الجني، يعني إذا لم تنزل وإذا لم يظهر لها في صورة الآدمي؛ كما في البحر. اهـ
                                والله أعلم.



                                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                                تعليق

                                يعمل...
                                X