إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    الأخوة الأحبة أعضاء منتدى قدماء
    أحييكم بتحية الإسلام وأقول لكم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته طاب يومكم وجعل الله السعادة في قلوبكم ودامت الابتسامة على وجوهكم ..
    يدرك صاحب كل عقلٍ رشيد أهمية الإيمان بالغيبيات، ومنها الإيمان بعالم الجن والشياطين فهو عالم غير عالم الإنس والملائكة، وبين الجن والإنس قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك، ومن حيث القدرة على اختيار الخير والشر، ويخالفون الإنس في عدة أمور من أهمها: الاختلاف في أصل الخِلقة، وبهذا يُشكِّل الإيمان بعالم الجن والشياطين أحد روافد العقيدة الإسلامية التي يترتب على إنكاره الكفر بالله تعالى.

    ومن هذا المنطلق سأجعل الكلام حول هذا الموضوع في نقاطٍ يسيرة ليسهل الوصول للمعلومة، وتضبط الفائدة ثم ينتفع بها بإذن الله تعالى سائلاً الله تعالى أن يغفر لي ما حصل فيها من الزلل والخطأ، واستغفر الله تعالى وأتوب إليه، والله أعلى وأعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؛ فأقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون .

    فإني كنت وددت الكتابة في هذا الشأن قديماً لكن الهمة لم تنعقد له الا بعد ان تطرق له بعض الاخوة ، وهذه مباحث مختصرة جمعتها من عدة مصادر وليس لي فيها إلا الإنتقاء والإختصار والترتيب .
    هذا الأمر إختلف فيه العلماء وقد وذكر الخلاف فيه الألوسي وسيأتي كلامه ومذهب المحققين من أهل العلم في ذلك هو الحق وهو أن الصواب في ذلك أن زواج الجن من الإنس لا يصح لا في القرآن ولا في السنة وهو قولٌ مستنكر شرعاً وعقلاً
    وان أجازه البعض فهو باطل من طريق السمع والعقل لأمور هي: (هذه الأمور خلاصة ما حققه الألباني رحمه الله ونقله عن بعض العلماء في الباب )
    الأول: إستحالة ذلك وعدم إمكان حصوله شرعا وعقلاً أما شرعا فذلك ( لأن من شروط النكاح في شرع الله كما هو معلوم الكفاءة في الدين على الأقل أي ان يكون دين الرجل والتي يريد الزواج بها الإسلام . فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها في كونه مسلم مثلها ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجميل! ولا يمكن رؤيته على حقيقته كونه يتشكل بهيئة الآدميين بنص القرآن فالجن من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم
    مع التنكير أن الجني قد يكذب ، فالجن فيهم كذب كثير او كما قال صل الله عليه وسلم .
    وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام الشرعية المعروفة في الزوجين كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟
    ! تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل بل السُّخف على بعض من زعمله!. )
    ما بين قوسين من كلاك الألباني نقلته بتصرف وجمع بين كلامه الذي قاله في هذه المسئلة وترتيب وزيادة كلمات موضحة وسيأتي كلامه.
    أما عقلاً فالشرع لا يأتي بما يناقض العقل كما قرر العلماء ومن زعم انه قد جاء بذلك فيلزمه أن يقول أن الشرع قد جاء بما يناقض العقل! فعدم إمكان حصول ذلك من جهة العقل هو لاختلاف طبيعة خلق الإنس عن طبيعة خلق الجن لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف ( فهو قولٌ مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن؛ لأن الآدمي كما هو معلوم جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف ).
    ( ما بين قوسين من كلام الماوردي نقلته بتصرف قليل وسيأتي ذكره. )

    الثاني: أنكره شديد الإنكار عدد من المحققين من العلماء كالعلامة العز بن عبدالسلام فقد اتهم ابن عربي الصوفي القائل بذلك بالكذب والعلامة الذهبي وصف ابن عربي هذا بالجنون وقال ابو حيان: ( وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ) ثم ذكر أن ذلك حماقة واستنكره الماوردي من جهة العقل وسيأتي كلامه ووصفه العلامة الألباني بالخرافة وأنه مما هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول وضَعَّفَ كل ما ورد في ذلك وبين نكارة متون كل حديث في ذلك فرحمهم الله جميعا وسيأتي نقل كلامهم ولست هنا بصدد سرد جميع العلماء المنكرين.

    الثالث: لا دليلَ بذلك في كتاب الله صريحٌ يصرح بذلك فغاية ما استدل به البعض قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) فهو ليس بصريح البتة فالظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم .
    الرابع: لا دليل صحيح صريح في السنة فغاية ما ورد أحاديث ضعيفة منكرة لضعف إسانيدها ونكارة متونها.

    وهذا بيان ما سبق والله المستعان:
    ذكر العلامة الألباني حديثاً في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 601 - 603 ح 5776) بلفظ: ( لاتقوم الساعة حتى تكثر فيكم أولاد الجن من نسائكم ، ويكثر نسبهم فيكم حتى يجادلوكم بالقرآن ؛ حتى يردوكم عن دينكم ) .
    ثم قال الألباني: ( منكر جداً . أخرجه أبو بكر الكلاباذي في (( مفتاح المعاني )) ( ق 381 / 1 ) من طريق خلف بن سليمان النسفي أبي سعيد : ثنا محمد بن المصفى : ثنا بقية ابن الوليد : ثنا عمران أو ابن عمران : ثني كرز عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً .
    وهذا إسناد ضعيف ، ومتن منكر ؛ عمران أو ابن عمران ؛ لم أعرفه ، فهو من مشايخ بقية المجهولين الذين من طريقهم كثرت المناكير في تحديث بقية عنهم بتدليسه إياهم ، أو بتصريحه بالتحديث عنهم ؛ كما مر هنا .
    أقول هذا على افتراض أن هذا السند إليه صحيح ، وليس كذلك ؛ فإن خلف ابن سليمان النسفي ليس له ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي ، فهو الآفة إن سلم من شيخ بقية .
    ( فائدة ) : ذكر الذهبي في (( الميزان )) من رواية الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد قال : سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي ( يعني : عز الدين ) يقول - وجرى ذكر ابن عربي الطائي - :
    (( وهو شيخ سوء شيعي كذاب . فقلت له : وكذاب أيضاً ؟ قال : نعم ؛ تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن ، فقال ابن العربي : هذا محال ؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف ، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف . ثم بعد قليل رأيته وبه شجة ! فقال : تزوجت جنية فرزقت منها ثلاث أولاد ، فاتفق يوماً أني أغضبتها ، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة ، وانصرفت ، فلم أرها بعد )) .
    وعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام للشيخ ابن عربي بقوله : (( وما عندي من محيي الدين تعمد كذباً ؛ لكن أثرت فيه الخلوات والجوع فساداً وخيالاً وطرف جنون )) .
    والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن ؛ لاختلاف طبيعة خلقهما ، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون ، وأحلاهما مر .
    فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي صل الله عليه وسلم قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .
    إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله ؛ كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } .
    إنتهى



    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2
    ثم ذكر العلامة الألباني حديثاً بعد هذا مباشرة في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 603 - 608 ح 5777) بلفظ: ( إذا جامع الرجل ولم يسم ؛ انطوى الجان على إحليله ، فجامع معه ، فذلك قوله : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } ).
    ثم قال: ( منكر مقطوع . أخرجه ابن جرير الطبري في (( تفسيره )) ( 27 / 88 ) :
    حدثني محمد بن عمارة الأسدي : ثنا سهل بن عامر : ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال : . . . فذكره موقوفاً عليه .
    وهذا إسناد مقطوع ضعيف مظلم ؛ من دون عثمان بن الأسود ؛ ضعفاء لا يحتج بهم ؛ غير محمد بن عمارة الأسدي ؛ فإني لم أعرفه ، ومن طبقته ما في (( ثقات ابن حبان )) ( 9 / 112 ) ( محمد بن عمارة بن صبيح الكوفي . يروي عن وكيع . حدثنا عنه أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان بـ ( جرجان ) .
    قلت : فيحتمل أن يكون الأسدي هذا . والله أعلم .

    وأما سهل بن عامر ؛ فهو البجلي ؛ قال البخاري في (( التاريخ الصغير )) ( ص 226 ) : (( منكر الحديث ، لا يكتب حديثه )) .
    ونقله ابن عدي في (( الكامل )) ( 3 / 442 ) عنه وقال : (( ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول وغيره ليست بالكثيرة . وأرجو أن لا يستحق تصريح كذبه )) .
    كذا فيه : (( تصريح كذبه )) ! وفيه ركة ظاهرة ، ولفظه في نقل (( اللسان )) عنه : (( . . . لا يستحق الترك )) .
    ولا أستبعد أن يكون رواية بالمعنى .
    وقال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 203 ) عن أبيه :
    (( ضعيف الحديث ، روى أحاديث بواطيل ، أدركته بالكوفه ، وكان يفتعل الحديث )) .
    وشذ عن هؤلاء ابن حبان ، فذكره في (( الثقات )) ( 8 / 290 ) ! ولذلك ؛ لم يلتفت إليه الذهبي في (( الميزان )) ، وتبنى قول أبي حاتم في (( المغني )) ؛ فقال : (( رماه أبو حاتم بالكذب )) .
    وعليه يدل قول البخاري المتقدم ، فهو متروك . والله أعلم .
    ويحيى بن يعلى الأسلمي ؛ ضعيف بالاتفاق ، فهو آفة هذا الأثر إن لم يكن الراوي عنه .
    واعلم أن إيرادي لهذا الأثر في هذه (( السلسلة )) - وإن كان ليس من شرطي ، فقد وجدت نفسي مضطراً لتخريجه والكشف عن وهائه - ؛ لأنني رأيت بعض العلماء من المفسرين وغيرهم قد ساقوه مساق المسلمات ؛ كالقرطبي في (( جامعه )) ( 10 / 289 ) ، والشوكاني في (( فتح القدير )) ( 3 / 233 ) ، والآلوسي في (( روح المعاني )) ( 14 / 119 ) ! وفسروا به قوله تعالى لإبليس الرجيم في سورة الإسراء : { . . . وشاركهم في الأموال والأولاد } بل وكذلك الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) ( 9 / 229 ) لما ذكر اختلاف العلماء في تفسير قوله - صل الله عليه وسلم - :
    (( لم يضره شيطان أبداً )) ؛ في دعاء إتيان الرجل أهله ، فكان آخر ما ذكر منها قوله :
    (( وقيل : لم يضره بمشاركة أبيه في جماع ؛ أمه كما جاء عن مجاهد . . . ( فذكره . وقال ) : ولعل هذا أقرب الأجوبة )) !
    متفق عليه من حديث ابن عباس ، وهو مخرج في (( الإرواء )) ( 2012 ) .
    قوله : (( كما جاء . . . )) بصيغة الجزم ؛ يخالف حال إسناده ! فكان الواجب على الحافظ أن يشير إلى ذلك بقوله : (( كما روي )) ؛ كما هو المقرر في المصطلح ، وكما هي عادته الغالبة ، ولكن غلبته طبيعة كل إنسان ، والكمال لله وحده .

    على أنه لو صح ذلك عنه ؛ فهو مقطوع موقوف عليه ، فلا حجة فيه ، ولو أنه رفعه ؛ لكان مرسلاً ، والمرسل ضعيف عند المحدثين ، ولا سيما في مثل هذا الأمر الغيبي الغريب ، وهذا كله لو صح السند بذلك إليه ، فكيف وهو مقطوع واهٍ ؟ ! وقد أشار العلامة الآلوسي إلى رده بقوله : (( ثم إن دعوى أن الجن تجامع نساء البشر جماعاً حقيقياً مع أزواجهن إذا لم يذكروا اسم الله تعالى غير مسلّمة عند جميع العلماء ، وقوله تعالى : { وشاركهم في الأموال والأولاد } غير نصٍّ في المراد كما لا يخفى )) .
    وما قاله من التعميم مخالف لما تقدم ، ووقع في وهم آخر ، وهو أنه نسب أثر مجاهد للحسن أيضاً - وهو البصري - ؛ قرنهما معاً !
    وهذا خطأ ؛ فإن أثر الحسن ذكره الحافظ قبيل أثر مجاهد بلفظ آخر نحو حديث ابن عباس المشار اليه آنفاً ؛ إلا أنه قال في آخره : (( فكان يرجى إن حملت أن يكون ولداً صالحاً )) .
    وعزاه الحافظ لعبد الرزاق ، وهو في (( مصنفه )) ( 6 / 194 / 10467 ) بسند صحيح عنه .
    ثم إن الآلوسي - رحمه الله - جاء بغريبة أخرى ؛ فقال : (( ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى ، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال : كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن ، وقالوا إن هاهنا رجلاً من الجن يزعم أنه يريد الحلال ؟ ( ! ) فقال : ما أرى بذلك بأساً في الدين ؛ ولكن أكره إذا وجدت امرأةُ حامل قيل : من زوجكِ ؟ قالت : من الجن ! فيكثر الفساد في الإسلام )) .
    ووجه الغرابة استدلاله على الإمكان المذكور بهذا الأثر عن مالك وهو باطل - في نقدي - سنداً ومتناً .
    أما السند ؛ فإن سعيد بن داود الزبيدي ضعفه ابن المديني ، وكذبه عبد الله ابن نافع الصائغ في قصةٍ مذكورة في ترجمته في (( تاريخ بغداد )) و (( التهذيب )) .
    وقال الحاكم : (( روى عن مالك أحاديث موضوعة )) . وقال الخطيب وغيره : (( حدث عن مالك ، وفي أحاديثه نكرة )) . وقال ابن حبان في (( الضعفاء )) ( 1 / 325 ) : (( لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار )) .
    وأما المتن ؛ فإني أستبعد جداً - على فقه الإمام مالك - أن يقول في تزويج الإنسية بالجني : (( ما أرى بذلك بأساً في الدين )) ! ذلك لأن من شروط النكاح - كما هو معلوم - الكفاءة في الدين على الأقل . فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر ، بل ولا بفاسق ، فمن أين لوليها وللشهود أيضاً أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها ، وهم لا يعرفونه ؟ ! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجمبل ! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن .
    وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية ، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام المعروفة في الزوجين - كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها - مع اختلاف طبيعة خَلْقِهِما ؟ !
    تالله ! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل - بل السُّخف - على العلامة الآلوسي - غفر الله لنا وله - .

    وأغرب من ذلك كله قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في مجموع الفتاوى (19/39) في رسالة(( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة )) ( ص 125 - مجموعة الرسائل المنيرية ):
    وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ . اهـ


    نعم ؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول ، ولكن أن الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولاً ، وعلى التزواج الشرعي ثانياً ؟ ! هيهات هيهات !
    وقد علمت مما ذكرته تحت الحديث السابق قبل هذا إنكار العز بن عبد السلام والذهبي على ابن عربي الصوفي ادعاءه أنه تزوج جنية ! ! وأنه رزق منها ثلاثة أولاد ! ! وأنه لم يعد يراها فيما بعد ! ! ! وانظر كلام المازري المُبْطِل لدعوى ابن عربي فيما يأتي تحت الحديث التالي ، وهو من الأحاديث التي تساعد على تصديق خرافة التزاوج بين الإنس والجن ؛ كمثل أثر مجاهد هذا والحديث الذي قبله . ) إنتهى
    ملاحظة: اقول انا ابو جعفر الزهيري قوله تعالى الذي ورد في هذا الحديث المنكر ( لم يطمثهن إنسٌ ولا جان ) الظاهر أن هذا من باب المبالغة في نفي حصول جماعهن من قبل وهذا مثل أن يسأل سائل فيقول من صنع بكتابي هذا فنقول لم يصنع ذلك لا إنسي ولا جني انا هنا دوما فهذا من باب المبالغة في النفي وهناك جوابٌ آخر وهو أن القرآن قد خاطب الله به الإنس والجن كما هو معلوم بنص اقرآن فبهذا يجوز أن يكون المراد بذاك لم يطمث نساء الجنة من الإنس إنسي ولم يطمث نساء الجنة من الجن جني وهذا ممكن لأن من الجن مؤمنين والقرآن خطاب لهم أيضاً والله أعلم وقد مر كلامنا على هذا.
    ثم ذكر الألباني حديثا ثالثاً - وهو الأخير في هذا الشأن - في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (12/ 608 - 611 ح 5778) بلفظ: ( كان أحد أبوي بلقيس جنياً ) .
    ثم قال الألباني: ( منكر . أخرجه ابن جرير الطبري في (( التفسير )) ( 19 / 106 ) ، وأبو الشيخ في (( العظمة )) ( 5 / 1653 ) ، والثعلبي في (( التفسير )) ( 3 / 9 / 2 ) من طريق سعيد بن بشر عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة مرفوعاً .
    وهذا إسناد ضعيف ؛ سعيد بن بشير ؛ مختلف فيه ، وهو كما قال البخاري : (( يتكلمون في حفظه ، وهو محتمل )) وقال بلديه أبو مسهر: (( لم يكن في بلدنا ( دمشق ) أحد أحفظ منه ، وهو منكر الحديث )) .
    قلت : وبخاصة فيما تفرد به عن قتادة ؛ قال ابن نمير (( يروي عن قتادة المنكرات )) .
    ولهذا ؛ قال الحافظ ابن كثير في (( البداية والنهاية )) ( 2 / 21 ) بعد أن عزاه للثعلبي : (( وهذا حديث غريب ، وفي سنده ضعف )) .
    ومما يؤكد ضعفه ونكارته : أنه قد خالف معمر فقال : عن قتادة قال: بلغني أنها امرأة يقال لها : بلقيس ؛ أحد أبويها من الجن ، مؤخر أحد قدميها كحافرة الدابة .
    أخرجه ابن جرير ( 19 / 95 ) ، وابن أبي حاتم في (( تفسيره )) ( 6 / 134 / 2 ) .
    وإسناده صحيح موقوفاً على قتادة . فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة ، وهي : أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات ، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره (( البحر المحيط )) ( 7 / 67 ) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر: (( وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف )) .
    وقال الماوردي: (( والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول ؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين ، وتفارق الحِسِّيْن ؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني ، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين ، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف )) .
    حكاه القرطبي عنه ( 13 / 213 ) ، ثم رده بما لا يسمن ولا يغني من جوع فقال: (( العقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك )) .
    نعم العقل لا يحيله ، ولكنه أيضاَ لا يدركه ؛ بل إنه يستبعده كما تقدم ، فالإيمان به يتطلب نصاً صحيحاً صريحاً ، والخبر الذي أشار إليه لا يصح ، وهو حديث أبي هريرة هذا .
    ثم أشار إلى أثر مجاهد المخرج قبله ، وقد عرفت نكارته ، وإلى النص القرآني : { وشاركهم في الأموال والأولاد } ، وسبق جواب العلامة الألوسي عنه تحت الأثر المذكور .
    ثم رأيت الآلوسي قد صرح بإنكار حديث الترجمة ؛ فقال بعد أن ذكره وقول أبي حيان المتقدم: (( والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة الخبر )) . ثم ذكر قول أبي حيان المتقدم ، وزا د :
    (( . . . وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات ؛ فإن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل ؛ يصفع السائل عنه ؛ لحماقته وجهله أن لا يكون توالد بينهما ))
    وأقول : عبارته من قوله : (( يصفع . . . )) إلخ ؛ غير سليمة ؛ فإن السائل لم يذكر في السياق ! فلينظر . ) إنتهى
    ومما سبق نستفيد فائدة أخرى من كلام العلامة المحدث الألباني رحمه الله وهي أنه لا يجوز مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية وعن دينهم ومذهبهم! ولا يجوز تصديقهم في كل ما يخبرون به فقد قال الألباني في ما مر في ( السلسلة الضعيفة 12/ 603 تحت ح 5776 ): ( فما نسمعه في هذا الزمان من أن بعض النسوة يشعرن وهن في فراش الزوجية بالمجامعة ممن لا يرينه ، إن هو إلا من وسوسة الشيطان ، وتلاعبه ببني الإنسان ، ويستغل ذلك بعض أولئك الذين يتعاطون مهنة استخراج الجني من الإنسي ، ويرتكبون في أثناء ذلك أموراً - غير تلاوة القرآن والمعوذات - مما هو غير واردٍ في السنة ، مثل : مكالمة الجني وسؤاله عن بعض الأمور الخفية ، وعن دينهم ومذهبهم ! وتصديقهم في كل ما يخبرون به ! وهم من عالم الغيب ، لا يمكن للإنس أن يعرفوا مؤمنهم من كافرهم ، والصادق من الكاذب منهم ، وإذا كان النبي صل الله عليه وسلم قد حرم إتيان الكهان وتصديقهم ؛ لأنهم ممن يوالون الجن ، وهؤلاء كانوا يسترقون السمع ويلقون إلى أوليائهم من الإنس ما استرقوا ويخلطون معه أكثر من مئة كذبة ؛ كما في (( الصحيح )) .

    إذا كان إتيان هؤلاء محرماً ؛ فبالأولى أن يكون محرماً إتيان أوليائهم من الإنس الذين يخاطبون الجن مباشرة ويستخدمونهم ، ويقضون لهم بعض مصالحهم ، ليضلوهم عن سبيل الله كما كان الأمر في الجاهلية ، وذلك قوله تعالى :
    { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً }


    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3

      فإن مما لا شك فيه أن المسائل الغيبية لا تثبت إلا بدليل صحيح تقوم به الحجة، وذلك يعني: أنه كما أننا نحتاج إلى دليل صحيح لإثبات القول بمشاركة الشيطان للرجل في إتيانه أهله إذا لم يذكر اسم الله عز وجل، فكذلك القول بإمكانية الجماع بين الإنس والجن من عدمه؛ لا بد لإثباته والقول به من دليل صحيح تقوم به الحجة.

      وليس في قول الله تبارك وتعالى ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ )(الرحمن: 56 ، 74) ما يدل على إمكانية هذا الجماع، وذلك أن المقصود من الآية إنما هو: الحور العين، وليس هو: نساء الدنيا، وكما هو معلوم أن في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

      وقد ذكر العلامة الآلوسي –رحمه الله- في تفسيره؛ عن ضمرة بن حبيب أنه قال: "الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف من الجن نوعهم، فالمعنى: لم يطمث الإنسيات أحد من الإنس، ولا الجنيات أحد من الجن قبل أزواجهن، وقد أخرج نحو هذا عنه ابن أبي حاتم، وظاهره أن ما للجن لسن من الحور.

      ونقل الطبرسي عنه أنهن من الحور وكذا الإنسيات، ولا مانع من أن يخلق الله تعالى في الجنة حورا للإنس يشاكلنهم يقال لهن لذلك إنسيات، وحورا للجن يشاكلنهم يقال لهن لذلك جنيات، ويجوز أن تكون الحور كلهن نوعا واحدا، ويعطى الجني منهن؛ لكنه في تلك النشأة غيره في هذه النشأة، ويقال: ما يعطاه الإنسي منهن لم يطمثها إنسي قبله، وما يعطاه الجني لم يطمثها جني قبله، وبهذا فسر البلخي الآية" (روح المعاني 27/119).

      إن الناظر في أقوال المفسرين لقول الله تبارك وتعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، ولغيرها من الآيات التي استدلوا بها على إمكانية هذا الجماع المذكور؛ مِن مثل قوله تعالى(وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) والمتأمل فيها؛ يجد أنهم لم يخرجوا -رحمهم الله- عما سبق ذكره من آثار ضعيفة لا تقوم بها الحجة، ولا يصلح الاستشهاد بها في إثبات مثل هذا الأمر الغيبي.

      بل وتجد من المفسرين من ذهب في تفسير هذه الآية إلى أن المقصود هو: أن للجن جنيات وللإنس إنسيات كما هو قول ضمرة بن حبيب المتقدم، وهذا ما ذكره أيضا ابن كثير، والسيوطي، وغيرهما من المفسرين. (انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير 4/250، والدر المنثور للسيوطي 14/145).

      الخلاصة: أن كل هذه الأقوال مما لا دليل عليها؛ لا من كتاب، ولا من سنة، ولا من قول أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وبالتالي:

      فلا نقول بإمكانية الجماع بين الإنس والجن؛ إذ لا دليل عليه، بل ليعلم: أن من قال به؛ فإنما استدل لقوله بأحد أمرين:
      الأمر الأول: آثار ضعيفة ومنكرة لا تثبت، ولا تقوم بها الحجة:
      كقول النبي صل الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تكثُرَ فيكُم أولاد الجن من نسائكم، ويكثر نسبُهم فيكم؛ حتى يجادلوكم بالقرآن؛ حتى يردوكم عن دينكم".
      وهو منكر جدا كما ذكر الألباني رحمه الله (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5776).

      وكقوله صل الله عليه وسلم: "
      " كان أحد أبوي بلقيس جنيا "".
      وهو منكر كما ذكر الألباني رحمه الله (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5778).
      وهذا الأثر ضعفه العلامة الألباني رحمه الله مرفوعا، وصححه موقوفا على قتادة.

      ثم قال: "فيقال فيه ما قلته في أثر مجاهد الذي قبله وزيادة، وهي: أن الغالب على هذا وأمثاله مما يتعلق ببلقيس أنه من الإسرائيليات، وقد أشار إلى ذلك أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) (7 / 67) بعد أن ذكر معنى هذا الأثر:
      (وقد طولوا في قصصها بما لم يثبت في القرآن ولا في الحديث الشريف).

      وقال الماوردي: (والقول بأن أم بلقيس جنية مستنكر من العقول؛ لتباين الجنسين واختلاف الطبعين، وتفارق الحسين؛ لأن الآدمي جسماني والجن روحاني، وخلق الله الآدمي من صلصال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار، ويمتنع الامتزاج مع هذا التباين، ويستحيل التناسل مع هذا الاختلاف).
      حكاه القرطبي عنه (13 / 213)، ثم رده بما لا يسمن ولا يغني من جوع فقال:
      (العقل لا يحيله مع ما جاء من الخبر في ذلك).

      قال الألباني
      رحمه الله : نعم العقل لا يحيله، ولكنه أيضا لا يدركه؛ بل إنه يستبعده كما تقدم، فالإيمان به يتطلب نصا صحيحا صريحا، والخبر الذي أشار إليه لا يصح، وهو حديث أبي هريرة هذا.
      ثم أشار إلى أثر مجاهد المخرج قبله، وقد عرفت نكارته، وإلى النص القرآني ( وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ) ? ? وسبق جواب العلامة الآلوسي عنه تحت الأثر المذكور.

      ثم رأيت الآلوسي قد صرح بإنكار حديث الترجمة؛ فقال بعد أن ذكره وقول أبي حيان المتقدم:
      (والذي ينبغي أن يعول عليه عدم صحة الخبر). ثم ذكر قول أبي حيان المتقدم، وزا د:
      (... وأن ما ذكر من الحكايات أشبه شيء بالخرافات؛ فإن الظاهر على تقدير وقوع التناكح بين الإنس والجن الذي قيل؛ يصفع السائل عنه؛ لحماقته وجهله أن لا يكون توالد بينهما).
      عبارته من قوله: (يصفع ...) إلخ؛ غير سليمة؛ فإن السائل لم يذكر في السياق! فلينظر" (السلسلة الضعيفة 12/609).

      وكالقول المنسوب إلى مجاهد رحمه الله: "إذا جامع الرجل ولم يسمِّ؛ انطوى الجان على إحليله، فجامع معه، فذلك قوله( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ )".
      وهو منكر مقطوع كما ذكر الألباني –رحمه الله- (السلسلة الضعيفة- حديث رقم: 5777).


      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4


        الأمر الثاني: قصص وحكايات وروايات ممن سوى المعصوم صل الله عليه وسلم، ومثل هذا كما هو معلوم ومتقرر لا تقوم به الحجة، ولا يصلح الاستشهاد به في إثبات الأمور الغيبية:

        قال الإمام الألباني رحمه الله : ذكر الذهبي في (الميزان) من رواية الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد قال: سمعت شيخنا أبا محمد بن عبد السلام السلمي (يعني: عز الدين) يقول وجرى ذكر ابن عربي الطائي:
        هو شيخ سوء شيعي كذاب. فقلت له: وكذاب أيضا؟ قال: نعم؛ تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال ابن العربي: هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة! فقال: تزوجت جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها، فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة، وانصرفت، فلم أرها بعد).

        وعلق الذهبي رحمه الله على تكذيب العز بن عبد السلام للشيخ ابن عربي بقوله:
        (وما عندي أن محيي الدين تعمد كذبا؛ لكن أثرت فيه الخلوات والجوع فسادا وخيالا وطرف جنون).

        والغرض من ذكر هذه الفائدة إنما هو تذكير القراء بأن العلماء يستنكرون أشد الاستنكار إمكانية التزاوج بين الإنس والجن؛ لاختلاف طبيعة خلقهما، حتى اتهموا من ادعى ذلك بالكذب أو بنوع من الجنون، وأحلاهما مر.

        "ثم إن الآلوسي -رحمه الله- جاء بغريبة أخرى؛ فقال:
        (ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن داود الزبيدي قال:
        كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن، وقالوا إن هاهنا رجلا من الجن يزعم أنه يريد الحلال؟! فقال: ما أرى بذلك بأسا في الدين؛ ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل: من زوجكِ؟ قالت: من الجن! فيكثر الفساد في الإسلام).
        ووجه الغرابة استدلاله على الإمكان المذكور بهذا الأثر عن مالك! وهو باطل -في نقدي- سندا ومتنا....
        إلى أن قال: وأما المتن؛ فإني أستبعد جدا -على فقه الإمام مالك- أن يقول في تزويج الإنسية بالجني: (ما أرى بذلك بأسا في الدين)! ذلك لأن من شروط النكاح -كما هو معلوم- الكفاءة في الدين على الأقل. فلا يجوز تزويج مسلمة بكافر، بل ولا بفاسق، فمن أين لوليها وللشهود أيضا أن يعلموا أن هذا الجني كفؤ لها، وهم لا يعرفونه؟! فإنه قد ظهر لهم بصورة رجل خاطب وجميل! ولا يمكن رؤيته على حقيقته بنص القرآن الكريم.

        وقد يتمثل بصورة أخرى إنسانية أو حيوانية، وحينئذٍ كيف يمكن تطبيق الأحكام المعروفة في الزوجين -كالطلاق والظهار والنفقة وغيرها- مع اختلاف طبيعة خلقهما؟! تالله! إنها من أغرب الغرائب أن يخفى مثل هذا البُطل -بل السُّخف- على العلامة الآلوسي -غفر الله لنا وله-.

        وأغرب من ذلك كله قول ابن تيمية في رسالة (إيضاح الدلالة في عموم الرسالة- ص: 125- مجموعة الرسائل المنيرية):
        (وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف)!!

        وأقول: نعم؛ هو معروف بين بعض النسوة الضعيفات الأحلام والعقول، ولكن أين الدليل الشرعي والعقلي على التوالد أولا، وعلى التزواج الشرعي ثانيا؟! هيهات هيهات!

        وقد علمت مما ذكرته تحت الحديث السابق قبل هذا إنكار العز بن عبد السلام والذهبي على ابن عربي الصوفي ادعاءه أنه تزوج جنية!! وأنه رزق منها ثلاثة أولاد!! وأنه لم يعد يراها فيما بعد!!! وانظر كلام المازري المبطل لدعوى ابن عربي فيما يأتي تحت الحديث التالي، وهو من الأحاديث التي تساعد على تصديق خرافة التزاوج بين الإنس والجن؛ كمثل أثر مجاهد هذا والحديث الذي قبله". (السلسلة الضعيفة 12/606).

        وبهذا تم المقصود، والله تعالى أعلم


        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5

          لقد اختص الله تعالى الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. وبالتالي لا يصح أن نقيس قدراهم على قدراتنا .. ومن يتأمل السرد القرآني يجد أن الله تعالى قد من على الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. ومن ذلك قدرة الجني على حمل عرش ملكة سبأ من مكان إلى مكان وفي زمن يسير .. وهذا مما يشق على البشر منا ومن العسير علينا كبشر وصف الكيفية التي يقوم بها الجن لتنفيذ بعض ما نعجز عنه كبشر .. وبالتالي لا يحق لنا في حالة عجزنا عن التصور والتخيل أن ننفي إمكان قيام الجن ببعض الأعمال فإن كنا نعجز عن تفسير كيف يتم اعتداء الجن جنسيا على الإنسية فهذا لا يمنع إمكان حدوثه بشكل أو آخر وبكيفة لا نعلمها .

          على كل حال .. فالاعتداء الجنسي واقع يشكو منه كثير من المصابين بالمس والسحر .. سواء كانوا رجالا أو نساءا .. معاشرة طبيعية كما بين الزجين .. أو معاشرة جنسية شاذة سحاقا أو لواطا ، وفي الحقيقة لا نستطيع ان نغفل أو نتجاهل أو نهمل شكوى المرضى على كثرتها وغزارتها .. فهم يشكون من تكرار تلك الاعتداءات يقظة ومناما .. وهو ما نراه من أحلام جنسية .. والحلم من الشيطان حقيقة قد لا نجد نصا شرعيا يثبت صراحة إمكان حدوث تلك الاعتداءات .. لكن الواقع الذي يحياه المرضى يفرض علينا أن نسلم بأنه واقع ملموس .. ويحتاج إلى علاج .. فمستحيل أن يتواطئ كل هؤلاء على الكذب .. خاصة في وجود نصوص شرعية تحتمل هذا التأويل .

          لا يوجد نص شرعي يثبت نطق الجن على لسان الإنس .. ورغم عدم وجود النص فجيمع العلماء مجمعون على ذلك .. وهذا بناءا على التجربة .

          من هنا يتضح لنا ان هذه المسألة هي من المسائل القديمة والمبحوثة في كتب أهل العلم فليست جديدة حتى نأتي فيها بآراء جديدة ولا نريد أن نكون من الذين كذبنا بما لم نحط بعلمه ..
          قال الله عز وجل : فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)
          ومعنى هذه الآية كما قال الإمام شيخ المفسرين ابن جرير الطبري
          (وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهنّ إنس قبلهم ولا جانّ. ) تفسير الطبري - (ج 23 / ص 64)
          فالله سبحانه وتعالى نفى أن يكون أحد من الأنس والجن قد جامع الحور .
          وهنا قاعدة مهمة أن الله سبحانه وتعالى لا يمدح بنفي ما يستحيل وقوعه منهن و لا يمكن وقوعه هنا . فلو كان جماع الجني للأنسي ممتنعا أو مستحيلا لم يكن لنفيه فائدة سبحانه وتعالى هنا ولم يكن ذلك ثناء على الحور العين بهذا الوصف كما أنه لا يكون ثناء على الجدار إذا قلت هذا الجدار لا يبصر . ومثال آخر لو قلت هذا الفراش لا يظلم الموظفين لسخر منك الناس لأن الفراش لا يمكن أن يقع منه الظلم للموظفين ، لكن لو قلت هذا المدير لا يظلم الموظفين لكان هذا ثناء المدير لإمكانية وقوع الظلم منه .

          ولما نفى الله سبحانه وتعالى جماع الجني هنا ، دل على أن ذلك ممكن الوقوع وإلا لما كان لمدح الحور العين بهذا الأمر فائدة ، ولا اكتفى المولي سبحانه وتعالى بنفي جماع الأنس عنهن.

          الثاني: أن الله سبحانه وتعالى لما قرن الجن بالأنس دل على أن أن جماع الجن للأنسية حقيقي كالأنس تمام ودلالة الاقتران في هذا الموضع قوية .
          وعلى هذا جمهور العلماء :

          قال ابن الجوزي في (زاد المسير - (ج 5 / ص 467)
          ( وفي الآية دليل على أن الجِنِّيَّ يَغْشَى المرأة كالإنسيِّ .)

          وقال الآلوسي في (تفسير روح المعاني )
          يكفي في نفي الطمث [الجماع ]عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجنى إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى .

          وقال العلامة البقاعي في (نظم الدرر ) - (ج 8 / ص 316)
          (وفيه دليل على أن الجني يغشى الإنسي )

          و قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( مجموع الفتاوى مشكول وموافق - (ج 13 / ص 82) ( والإنس تطيع الجن فتارة تسجد له وتارة تسجد لما يأمره بالسجود له وتارة تمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنسي وقد يفعل ذلك بالذكران )

          فهذا كلام العلماء الربانين الذين علموا القرآن والسنة و الواقع ، ولا عبرة بمن يقول أن هذا مجرد تخيلات يقوم به الجن أو نحوه من الأمور .

          وغاية ما يستدل به المانع هو أن أن الخلق مختلف ولا يعني ذلك عدم امكانية وقوع الاستمتاع .

          قال العلامة الشبلي ( في آكام المرجان في أحكام الجان (1/79) فقال :
          أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك ، على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبو الإنس من تراب وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه وفي رواية قال النبي صل الله عليه وسلم فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد ؟ ..
          وهذا المصروع يدخل بدنه الجني ويجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فلو كان باقيا على حاله لأحرق المصروع ومن جرى منه مجرى الدم . اهـ


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            هذا ما ذكره العلماء يشهد له الواقع المحسوس ومن ذلك نطق الجني على لسان الأنسي فهذا الذي كذب به البعض .

            قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى - (ج 24 / ص 277).( وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع فقال : يا بني يكذبون هذا يتكلم على لسانه . وهذا الذي قاله أمر مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك )

            فنصيحتي لأخوتي دعوا المرضى يتعالجون من هذا البلاء واسألوا الله العافية ولا تشككوا المرضى في هذا الأمر وأنها خيالات فهذا ما يريده الشيطان منهم أن كل ذلك خيالات و أوهام ولا سبيل إلى علاجه إلا بالحبوب النفسية وترك العلاج بالرقى أصلا و رأساً ومن جرب مثل تجربتنا مع المرضى لعلم أنه بهذه المقالات سيكون عونا للشيطان على أخيه .

            وأما المرضى الذين أصابهم هذا البلاء فهم مأجورون على صبرهم و رفعة لهم عند الله وتكفير للسيئات فعليهم أن يصبروا ويثبتوا .. ويدفعوا ذلك عنهم بالأدعية النافعة والرقى المشروعة والأدوية الحسية المباحة ولا يفت الشيطان في عضده أنه يفعل ذلك لأنه فاسق ! لا والله بل ذلك دليل على أنك إن شاء الله من المطهرين من الفسق لأنك تقاوم وتدافع وتجهاد وتسعى للتخلص من ذلك واعرف إمرأة داعية لا أزكيها على الله والله حسيبها مجابة الدعوة فيما احسبها محصنة كانت تحفظ من القرآن خمسة أجزاء يوميا صاحبة صلاة وخشوع وتعبد وذكر ابتلاها الله بهذا الأمر فكان يأتيها الشيطان ليل نهار وهي تشكو إلى العزيز الجبار فكشف الله عنها المحنة و رفع البلاء فكانت عاقبة صبرها أن رزقها الله زوجا صالحا وابناء وعسى الله أن يدخر عنده لها حسنات و رفع درجات .


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7

              مسألة : هل يستطيع الجني عند الاتصال الجنسي سواء في النوم و اليقظة فض غشاء البكارة ؟

              لا يمكن للجني أن يستطيع فض غشاء بكارة إلا بأحد الأمرين أن يتجسد عيانا للمرأة يستطيع أن يراه كل أحد كما تجسد للصحابي الجليل الذي وكل بحفظ الزكاة ، ولا يمكن أن يفعل ذلك إلا بموافقة الفتاة حتى يأمن على نفسه من أن تؤذيه بذكر الله و في هذا الأمر تتحمل هذه الفتاة النتائج لأنها من سمحت ذلك و لو لعب بعقلها و سوس لها أنه زوجة له كتاب الله و سنة نبيه و أنه مسلم صالح ، فلا تصدقه و تستعيذ بالله منه و من شره ، فإن كثيرا من الجن يأتون بمثل هذه الاساليب لبعض الفتيات

              و الصورة الثانية : التي يستطيع أن يفض فيها غشاء البكارة أن يتمثل لها أيضا حقيقة و يتجسد و هذه تكون معرضة إعراض تام عن ذكر الله تصل فيه إلى النفاق أو قريب... وهذا نادرا جدا ما يحدث ..و هو أكثر ما يحدث مع الساحرات و السحرة نسأل الله العافية.

              و الصورة الثالثة : أن يجعلها بوسوسته و إثارته لها أن تستدخل شيئا في نفسها ، فهذا لاشك أنه يمزق غشاء البكارة فعلها أن تقاوم تتمنع من هذا الأمر وتستعيذ بالله منه مرارا و تكرارا فإنه لا يقاوم الإستعاذة خاصة إذا كررت كثيرا جدا .

              أما باقي الأحوال فلا يستطيع الجن أن يتمكن من فض غشاء البكارة و لو شعرت الفتاة بالجماع وهي مستيقظة بل حتى لو حصل إنزال ... و أعرف أكثر من فتاة كان يجامعها الجني وهي مستيقظة أكثر من مرة حتى يحصل الإنزال -وقد عافهن الله ولله الحمد - و مع ذلك لما يحصل فض لغشاء البكارة .. ولم أسمع حتى هذه الساعة أن هناك جنيا فض غشاء البكارة و قد سألت كذلك غير واحد من الرقاة الذين مرت عليهم عشرات الحالات ، و كانت إجابتهم بنحو ما قلت . والله أعلم


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8

                زواج الإنسي بجنية لا يجوز شرعا

                مسألة زواج الإنس من الجن لم تثبت ، ولا يوجد دليل صحيح عليها ، ولذلك اختلف فيها الفقهاء ، وجمهور الفقهاء يرون عدم جوازه وأنه حرام ، ولكن روي عن البعض جوازه، ورأي الجمهور هو
                الراجح والأصح ،.

                جاء في مغني المحتاج ، للخطيب الشربيني ـ الشافعي

                موانع النكاح كما عبر بها في الروضة ، وهي قسمان : مؤبد ، وغير مؤبد ، ومن الأول اختلاف الجنس ، فلا يجوز للآدمي نكاح جنية كما قاله العماد بن يونس ، وأفتى به ابن عبد السلام خلافا للقمولي . قال تعالى { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها } [ الأعراف ]
                وقال تعالى { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها } [ النساء ] .

                وفي رد المحتار على الدر المختار ، لابن عابدين ـ الحنفي

                النكاح عند الفقهاء : عقد يفيد ملك المتعة ، أي حل استمتاع الرجل من امرأة لم يمنع من نكاحها مانع شرعي . فخرج الذكر والخنثى المشكل لجواز ذكورته والوثنية والمحارم والجنية لاختلاف الجنس ، لأن قوله تعالى { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا } بين المراد من قوله { فانكحوا ما طاب لكم من النساء } وهو الأنثى من بنات آدم، فلا يثبت حل غيرها بلا دليل ولأن الجن يتشكلون بصور شتى فقد يكون ذكرا تشكل بشكل أنثى .

                وفي الأشباه ـ وهو كتاب قواعد فقهية لابن نجيم ـ:

                لا تجوز المناكحة بين بني آدم والجن ، لاختلاف الجنس . ا هـ . ومفاد المفاعلة ـ كلمة: مناكحة ـ أنه لا يجوز للجني أن يتزوج إنسية أيضا لنفس التعليل أيضا.

                وفي كتاب الأشباه والنظائر ، للإمام السيوطي ـ الشافعي

                وهذه فروع الأول : هل يجوز للإنسي نكاح الجنية ؟ قال العماد بن يونس: نعم .

                وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الإسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي

                إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا } فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف ، فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس - فهل يجبرها على ملازمة المسكن أو لا !!؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه ، لأنه قد تحصل النفرة أو لا!
                وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها عن الموانع أو لا !!
                وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أو لا !!
                وهل إذا رآها في صورة غير التي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أو لا!!
                وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أو لا!!

                فأجاب : ـ لا يجوز له أن يتزوج بامرأة من الجن ... كما قال تعالى { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } أي من الآدميين ؛ ولأن اللاتي يحل نكاحهن : بنات العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب { وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك } والمحرمات غيرهن ، وهن الأصول والفروع ، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب .

                هذا جواب البارزي . فإن قلت: ما عندك من ذلك ؟

                قلت : الذي أعتقده التحريم ، لوجوه :
                منها : ما تقدم من الآيتين .

                ومنها : ما روى حرب الكرماني في مسائله عن أحمد وإسحاق قالا : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال { نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن } والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء .

                وروي المنع منه عن الحسن البصري ، وقتادة ، والحكم بن عيينة وإسحاق بن راهويه ، وعقبة الأصم وقال الجمال السجستاني من الحنفية في كتاب " منية المفتي عن الفتاوى السراجية " لا يجوز المناكحة بين الإنس والجن ، لاختلاف الجنس .

                ومنها : أن النكاح شرع للألفة ، والسكون ، والاستئناس ، والمودة ، وذلك مفقود في الجن ، بل الموجود فيهم ضد ذلك ، وهو العداوة التي لا تزول.

                ومنها : أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك ، فإن الله تعالى قال { فانكحوا ما طاب لكم من النساء } والنساء : اسم لإناث بني آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم ؛ لأن الأصل في الأبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل.

                ومنها ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة ؛ لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق ، ولا شك أن الضرر بكونه من جنية وفيه شائبة من الجن خلقا وخلقا!!!!
                وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق الذي هو مرجو الزوال بكثير ، فإذا منع من نكاح الأمة مع الاتحاد في الجنس للاختلاف في النوع ، فلأن يمنع من نكاح ما ليس من الجنس من باب أولى . وهذا تخريج قوي ، لم أر من تنبه له.

                ويقويه أيضا أنه نهى عن إنزاء الحمر على الخيل ، وعلة ذلك : اختلاف الجنس وكون المتولد منها يخرج عن جنس الخيل ، فيلزم منه قلتها ، وفي حديث النهي { إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون } فالمنع من ذلك فيما نحن فيه أولى ، وإذا تقرر المنع ، فالمنع من نكاح الجني الإنسية أولى وأحرى .

                لكن روى أبو عثمان سعيد بن العباس الرازي ، في كتاب : الإلهام والوسوسة ، فقال : حدثنا مقاتل ، حدثني سعيد بن داود الزبيدي قال : كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن ، وقالوا: إن ههنا رجلا من الجن يخطب إلينا جارية يزعم أنه يريد الحلال ، فقال " ما أرى بذلك بأسا في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل ، قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن ، فيكثر الفساد في الإسلام بذلك " (انتهى كلام الإمام السيوطي).


                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق


                • #9


                  ومن هذا يتلخص لنا أن زواج الإنسي بالجنية محرم :

                  1- لمفهوم قوله تعالى: ‏‏( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ) [النحل:72] وقوله سبحانه: ( ومن آياته أن ‏خلق لكم من أنفسكم أزواجاً) [الروم: 21] قال المفسرون في معنى الآيتين: ( جعل لكم ‏من أنفسكم أزواجاً ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم.

                  2- قال الإمام السيوطي في ‏الأشباه والنظائر: ( فإن قلت: ما عندك من ذلك؟ قلت: الذي أعتقده التحريم، واستدل ‏بالآيتين المتقدمتين: ثم قال: فروي المنع منه عن الحسن البصري، وقتادة، والحكم بن عيينة، ‏وإسحاق بن راهويه.

                  3- وقال الجمال السجستاني من الحنفية في كتاب ( منية المغني عن ‏الفتاوى السراجية) لا يجوز المناكحة بين الإنس والجن، وإنسان الماء لاختلاف الجنس. ‏وذكر وجوهاً أخرى للمنع منها: أن النكاح شرع للألفة، والسكون، والاستئناس، ‏والمودة، وذلك مفقود في الجن.‏

                  4- ومنها: أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك، فإن الله تعالى قال: ( فانكحوا ما طاب لكم ‏من النساء ) [النساء:3] والنساء اسم لإناث بني آدم خاصة، فبقي ما عداهن على ‏التحريم، لأن الأصل في الأبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل.

                  5- ومنها: أنه قد منع من ‏نكاح الحر للأمة، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق، ولا شك أن الضرر بكونه من جنية ‏وفيه شائبة من الجن خَلقاً وخُلقاً !!!، وله بهم اتصال ومخالطة أشد من ضرر الإرقاق الذي هو ‏مرجو الزوال بكثير، ثم قال: وإذا تقرر المنع، فالمنع من نكاح الجني الأنسية أولى وأحرى) ‏انتهى ملخصاً.

                  6- ولئلا تقول المرأة إذا وجدت ‏حاملاً إنها حامل من زوجها الجني فيكثر الفساد.

                  7- وقال الماوردي بخصوص المناكحة بين بني ‏آدم والجن:‏

                  ‏( وهذا مستنكر للعقول، لتباين الجنسين، واختلاف الطبعين، إذ الآدمي جسماني، والجني ‏روحاني. وهذا من صلصال كالفخار، وذلك من مارج من نار، والامتزاج مع هذا التباين ‏مدفوع، والتناسل مع الاختلاف ممنوع ( نقله عنه صاحب أضواء البيان ) (3/241).‏

                  وأخيراً نقول: إن زواج الإنسي بالجنية على فرض إمكانية وقوعه - وهو مستبعد جداً - ‏يترتب عليه مفاسد كثيرة، لقدرة الجنية على التشكل بصورة أخرى، وكيف يثق أن التي ‏تخالطه هي زوجته حقاً، ربما كانت غيرها، ولأن الزواج لا بد فيه من ولي وشاهدي عدل ‏كشرط صحة للنكاح، ولا بد من خلو المرأة من الموانع، وربما تعذر تحقق كل ذلك ‏لاختلاف طبيعة الجن عن الإنس، إلى غير ذلك من الأمور.


                  تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                  قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                  "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                  وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                  تعليق


                  • #10
                    قال السيوطي في الأشباه والنظائرص (324):وَهَذِهِ فُرُوعٌ :
                    الْأَوَّل :
                    هَلْ يَجُوزُ لِلْإِنْسِيِّ نِكَاحَ الْجِنِّيَّةِ قَالَ الْعِمَادُ بْنُ يُونُسَ فِي شَرْحِ الْوَجِيزِ ؟ :
                    نَعَمْ وَفِي الْمَسَائِلِ الَّتِي سَأَلَ الشَّيْخُ جَمَالُ الدِّينِ الْإِسْنَوِيُّ عَنْهَا قَاضِيَ الْقُضَاةِ شَرَفَ الدِّينِ الْبَارِزِيَّ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ مِنْ الْجِنِّ - عِنْدَ فَرْضِ إمْكَانِهِ - فَهَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ أَوْ يُمْتَنَع فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ {
                    وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } فَامْتَنَّ الْبَارِّي تَعَالَى بِأَنْ جَعَلَ ذَلِكَ مِنْ جِنْسِ مَا يُؤْلَفُ .
                    فَإِنْ جَوَّزْنَا ذَلِكَ - وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي شَرْحِ الْوَجِيزِ لِابْنِ يُونُسَ - فَهَلْ يُجْبِرُهَا عَلَى مُلَازَمَةِ الْمَسْكَن أَوْ لَا ؟ وَهَلْ لَهُ مَنْعُهَا مِنْ التَّشَكُّلِ فِي غَيْرِ صُوَرِ الْآدَمِيِّينَ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ ، لِأَنَّهُ قَدْ تَحْصُلُ النَّفْرَةُ أَوْ لَا ، وَهَلْ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِشُرُوطِ صِحَّةِ النِّكَاحِ مِنْ أَمْرِ وَلِيّهَا وَخُلُوِّهَا عَنْ الْمَوَانِعِ أَوْ لَا ، وَهَلْ يَجُوزُ قَبُولُ ذَلِكَ مِنْ قَاضِيهمْ أَوْ لَا ، وَهَلْ إذَا رَآهَا فِي صُورَةٍ غَيْرِ الَّتِي أَلِفَهَا وَادَّعَتْ أَنَّهَا هِيَ ، فَهَلْ يُعْتَمَدُ عَلَيْهَا وَيَجُوزُ لَهُ وَطْؤُهَا أَوْ لَا ، وَهَلْ يُكَلَّفُ الْإِتْيَانَ بِمَا يَأْلَفُونَهُ مِنْ قُوتِهِمْ ، كَالْعَظْمِ وَغَيْرِهِ إذَا أَمْكَنَ الِاقْتِيَاتُ بِغَيْرِهِ أَوْ لَا .

                    فَأَجَابَ : لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِامْرَأَةٍ مِنْ الْجِنّ ، لِمَفْهُومِ الْآيَتَيْنِ الْكَرِيمَتَيْنِ ، قَوْله تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ { وَاَللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } وَقَوْلُهُ فِي سُورَةِ الرُّومِ { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } قَالَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى الْآيَتَيْنِ { جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } أَيْ مِنْ جِنْسِكُمْ وَنَوْعِكُمْ وَعَلَى خَلْقِكُمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ } أَيْ مِنْ الْآدَمِيِّينَ ؛ وَلِأَنَّ اللَّاتِي يَحِلّ نِكَاحُهُنَّ : بَنَاتُ الْعُمُومَةِ وَبَنَاتُ الْخُؤُولَةِ ، فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ مَنْ هِيَ فِي نِهَايَةِ الْبُعْدِ كَمَا هُوَ الْمَفْهُوم مِنْ آيَةِ الْأَحْزَابِ { وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ } وَالْمُحَرَّمَاتُ غَيْرُهُنَّ ، وَهُنَّ الْأُصُولُ وَالْفُرُوعُ ، وَفُرُوعُ أَوَّلِ الْأُصُولِ وَأَوَّلُ الْفُرُوعِ مِنْ بَاقِي الْأُصُولِ ، كَمَا فِي آيَةِ التَّحْرِيمِ فِي النِّسَاءِ ، فَهَذَا كُلُّهُ فِي النَّسَبِ ، وَلَيْسَ بَيْنَ الْآدَمِيِّينَ وَالْجِنِّ نَسَبٌ .
                    هَذَا جَوَابُ الْبَارِزِيِّ .
                    فَإِنْ قُلْت : مَا عَنْدك مِنْ ذَلِكَ .
                    قُلْت : الَّذِي أَعْتَقِدُهُ التَّحْرِيمَ ، لِوُجُوهٍ : مِنْهَا : مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْآيَتَيْنِ .
                    وَمِنْهَا : مَا رَوَى حَرْبٌ الْكَرْمَانِيُّ فِي مَسَائِلِهِ عَنْ أَحْمَدَ وَإِسْحَاقَ قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَطِيعِيُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ {
                    نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ } وَالْحَدِيثُ وَإِنْ كَانَ مُرْسَلًا فَقَدْ اُعْتُضِدَ بِأَقْوَالِ الْعُلَمَاءِ .
                    فَرُوِيَ الْمَنْعُ مِنْهُ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ ، وَعُقْبَةَ الْأَصَمِّ .
                    وَقَالَ الْجَمَّالُ السِّجِسْتَانِيُّ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ .
                    فِي كِتَابِ " مُنْيَةِ الْمُفْتِي عَنْ الْفَتَاوَى السِّرَاجِيَّةِ " لَا يَجُوز الْمُنَاكَحَةُ بَيْن الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ، وَإِنْسَانِ الْمَاءِ لِاخْتِلَافِ الْجِنْسِ .

                    مِنْهَا : أَنَّ النِّكَاحَ شُرِعَ لِلْأُلْفَةِ ، وَالسُّكُونِ ، وَالِاسْتِئْنَاسِ ، وَالْمَوَدَّةِ ، وَذَلِكَ مَفْقُودٌ فِي الْجِنِّ ، بَلْ الْمَوْجُودُ فِيهِمْ ضِدُّ ذَلِكَ ، وَهُوَ الْعَدَاوَةُ الَّتِي لَا تَزُولُ .
                    وَمِنْهَا : أَنَّهُ لَمْ يَرِدْ الْإِذْنُ مِنْ الشَّرْعِ فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاءِ } وَالنِّسَاءِ : اسْمٌ لَإِنَاثِ بَنِي آدَمَ خَاصَّةً ، فَبَقِيَ مَا عَدَاهُنَّ عَلَى التَّحْرِيمِ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي الْأَبْضَاعِ الْحُرْمَةُ حَتَّى يَرِدَ دَلِيلٌ عَلَى الْحِلِّ .
                    وَمِنْهَا : أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنْ نِكَاحِ الْحُرِّ لِلْأَمَةِ ؛ لِمَا يَحْصُلُ لِلْوَلَدِ مِنْ الضَّرَرِ بِالْإِرْقَاقِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ الضَّرَرَ بِكَوْنِهِ مِنْ جِنِّيَّةٍ وَفِيهِ شَائِبَةُ مِنْ الْجِنِّ خَلْقًا وَخُلُقًا ، وَلَهُ بِهِمْ اتِّصَالٌ وَمُخَالَطَةٌ أَشَدُّ مِنْ ضَرَرِ الْإِرْقَاقِ الَّذِي هُوَ مَرْجُوُّ الزَّوَالِ بِكَثِيرٍ ، فَإِذَا مُنِعَ مِنْ نِكَاحِ الْأَمَةِ مَعَ الِاتِّحَادِ فِي الْجِنْسِ لِلِاخْتِلَافِ فِي النَّوْعِ ، فَلَأَنْ يُمْنَعَ مِنْ نِكَاحِ مَا لَيْسَ مِنْ الْجِنْسِ مِنْ بَابِ أَوْلَى .
                    وَهَذَا تَخْرِيجٌ قَوِيٌّ ، لَمْ أَرَ مَنْ تَنَبَّهَ لَهُ .
                    وَيُقَوِّيهِ أَيْضًا أَنَّهُ نَهَى عَنْ إنْزَاءِ الْحُمُرِ عَلَى الْخَيْلِ ، وَعِلَّةُ ذَلِكَ : اخْتِلَافُ الْجِنْسِ وَكَوْنِ الْمُتَوَلِّدِ مِنْهَا يَخْرُجُ عَنْ جِنْسِ الْخَيْلِ ، فَيَلْزَمُ مِنْهُ قِلَّتُهَا ، وَفِي حَدِيثِ النَّهْي {
                    إنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } فَالْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ أَوْلَى .
                    وَإِذَا تَقَرَّرَ الْمَنْعُ ، فَالْمَنْعُ مِنْ نِكَاحِ الْجِنِّيِّ الْإِنْسِيَّةَ أَوْلَى وَأَحْرَى ، لَكِنْ رَوَى أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيّ ، فِي كِتَابِ : الْإِلْهَامِ وَالْوَسْوَسَةِ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُقَاتِلٌ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ دَاوُد الزُّبَيْدِيُّ قَالَ : كَتَبَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ إلَى مَالِكٍ يَسْأَلُونَهُ عَنْ نِكَاحِ الْجِنِّ ، وَقَالُوا : إنَّ هَهُنَا رَجُلًا مِنْ الْجِنِّ يَخْطُبُ إلَيْنَا جَارِيَةً يَزْعُمُ أَنَّهُ يُرِيدُ الْحَلَالَ ، فَقَالَ " مَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا فِي الدِّين وَلَكِنْ أَكْرَهُ إذَا وُجِدَتْ امْرَأَةٌ حَامِلٌ ، قِيلَ لَهَا : مَنْ زَوْجُك ؟ قَالَتْ : مِنْ الْجِنِّ ، فَيَكْثُر الْفَسَادُ فِي الْإِسْلَامِ بِذَلِكَ "
                    انْتَهَى .


                    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                    تعليق


                    • #11

                      تبعا لما ورد في الأدلة الشرعية الواردة في هذا الباب فإن هناك من يؤيد أن الجن والشياطين يجامعون المرأة من بنات آدم ، مسلمة كانت أو كافرة ، برة تقية أو فاجرة ، وهو محاسبون على ذلك وعليهم عقاب ولهم ثواب كبني آدم ..
                      والتفصيل يأتي على ثلاثة نقاط :

                      أولا : إثبات قدرة الجن على النكاح والتزاوج فمن المقرر شرعا أن مناكحة الجن فيما بينهم هو ما دل عليه ظاهر الكتاب والسنة ..
                      وثبت عن سلمان أن النبي صل الله عليه وسلم قال :
                      لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فبها باض الشيطان وفرخ . رواه الطبراني في الكبير 6/248 بسند صحيح .
                      وأصله في مسلم (6469) موقوفاً عن سلمان قال : لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته .
                      وفي الأول: دلالة على أن للشيطان ذرية من صلبه . والله أعلم .

                      قال القرطبي : قال الشعبي : سألني رجل فقال : هل لإبليس زوجة ؟
                      فقلت : إن ذلك عرس لم أشهده ، ثم ذكرت قوله تعالى(
                      أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ ) فعلمت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة ، فقلت : نعم .
                      وهو ظاهر قوله تعالى (
                      لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان) كما في التفسير ..
                      ولا يثبت عندنا كيفية التوالد منهم وحدوث الذرية عن إبليس فيتوقف الأمر فيه على النقل الصحيح ، وهو ما جاء في الحديث أعلاه .
                      فإنه ثبت لهم التزاوج والتوالد فيترتب عليه النكاح والجماع بداهة .
                      .

                      ثانيا : انتفاء المانع العقلي على ذلك فالشبهة المعترضة لهذا ..
                      قول من قال : أن الجن من عنصر النار والإنسان طيني مائي ، وعليه فعنصر النار يمنع من أن تكون النطفة الإنسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ، وكذا بالعكس وهو أن الجني من نار والإنسية كما هو معلوم ..
                      والجواب ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان (1/79) فقال :
                      أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك ، على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبو الإنس من تراب وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب وقد أخبر النبي صل الله عليه وسلم أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه وفي رواية قال النبي صل الله عليه وسلم فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد ؟ .. وهذا المصروع يدخل بدنه الجني ويجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فلو كان باقيا على حاله لأحرق المصروع ومن جرى منه مجرى الدم . اهـ


                      وثالثاُ : الأدلة الشرعية على ذلك كثيرة
                      ففي قوله تعالى : (
                      لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) [ الرحمن-56]
                      قال ابن جرير : وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول : الطمث هو النكاح بالتدمية ، ويقول : الطمث هو الدم ، ويقول : طمثها إذا دماها بالنكاح ..
                      وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهنّ إنس قبلهم ولا جانّ ..
                      وروى عن عكرمة قال : لا تقل للمرأة طامث ، فإن الطَّمْث هو الجماع ، إن الله يقول (
                      لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) .

                      قال ابن جرير في جامع البيان في تفسير الآية :
                      فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجنّ ؟ فيقال له قال الله تعالى : (
                      لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ؟ فإن مجاهداً روي عنه ما حدثني به محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا سهل بن عامر ، قال : ثنا يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال : إذا جامع الرجل ولم يسمّ ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه ، فذلك قوله : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) .
                      وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجنّ يدخلون الجنة . اهـ

                      في سند ابن جرير - لأثر مجاهد – يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف .
                      وقال ابن الجوزي في قوله تعالى : (
                      لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) فيه دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنس . اهـ

                      وقال البغوي في تفسيره (5/106) : وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل : "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل .
                      وروي أن رجلا قال لابن عباس : إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال : ذلك من وطء الجن . اهـ
                      والأثران في حاجة إلى معرفة سندهما لكي نحكم عليهما من جهة الثبوت ..
                      فجمهور مفسري القرآن .. يقررون تحت تفسير قوله تعالى : (
                      فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) [ الرحمن - 56 ]

                      أن هذه الآية فيها دليل على ما ذهبنا إليه من ناحيتين :

                      الناحية الأولى : قدرة الجن على الطمث وهو الجماع بتدمية كما في لغة القرآن عند جميع المفسرين ..

                      قال الزجاج كما في تفسير الإمام البغوي (4/275) فيه دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي .

                      وقال الخازن في تفسيره (6/31) : وفي الآية دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي . اهـ
                      وقدرة الجن على الغشيان والجماع أمر متفق عليه لوجود الذرية منهم بنص القرءان .


                      الناحية الثانية : وذلك بأن الله تبارك وتعالى وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان : ويعلمك هذا أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان ، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونُزِّهنَ . وهذا من ضمن كلام القرطبي كما سيأتي .

                      ويقول الدكتور الأشقر في عالم الجن والشياطين ( ص31 ) :
                      ومما يدل على وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى (
                      لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء . اهـ
                      وذكرنا أثر مجاهد ، ومع ضعفه فقد نقله أكثر المفسرين ، وقال الإمام القرطبي في تفسيره (17/181) : قد مضى القول .. وأنه جائز أن تطأ بنات بني آدم .
                      وفي قوله
                      { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } يعلمك أن نساء الدنيا [ في الجنة ] لم يطمثهن الجان . والحور العين قد برئن من ذلك العيب . اهـ بتصرف

                      قال الألوسي- رحمه الله - في تفسيره (27/119) : ونفي طمثهن عن الأنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجنيِّ إنسيةً بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى . اهـ
                      وقال فخر الدين الرازي في تفسيره للآية (15/107) :

                      ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع ؟
                      نقول : ليس كذلك بل الجن لهم أولاد وذريات وإنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكأن مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها . اهـ
                      وكلام المفسرين في هذه المسألة كثير نكتفي بما ذكرنا ..


                      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                      تعليق


                      • #12

                        كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة


                        يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/39) :
                        وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ . اهـ
                        فهو أثبت وقوعِ ذلك ونقل كراهته شرعا كما في كلامه هذا ..
                        وله كلام صريح في دقائق التفسير (2/135) عن الاستمتاع الجنسي ، فقال في تفسير قوله تعالى : (
                        وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله ) وبعد أن ذكر كلام السلف :
                        قلت الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض كما قال ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ) ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكور بالذكور والإناث بالإناث ..
                        ثم قال : وفي الجملة استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس .. وتارة يمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنسي وقد يفعل ذلك بالذكران ..
                        وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة :
                        تارة يكون الجني يحب المصروع ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل .
                        وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى هذا أشد الصرع وكثيرا ما يقتلون المصروع .
                        وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل . اهـ


                        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                        تعليق


                        • #13
                          ويؤيد ما ذكر أعلاه أدلة كثيرة عامة ،، منها :

                          أن الشيطان يحضر عند الجماع
                          روى البخاري عن ابن عباس قال ، قال رسول الله صل الله عليه وسلم : لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني فإن كان بينهما ولد لم يضره الشيطان ولم يسلط عليه .
                          رواه البخاري 7396 ومسلم 1434 وأبو داود 2161.
                          قال الحافظ في الفتح (9/229) : وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية .
                          وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على إحليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة . اهـ
                          أثر مجاهد ضعيف جدا ... فليتنبه .
                          والدعاء بتجنيب الشيطان ها هنا كالاستعاذة ، وأفاد أمرين :
                          الأول : حماية المولود من الشيطان كي لا يسلط عليه ..
                          والثاني : كي لا يجامع شيطان الجن مع الإنسي فينتج مولود على غير طبيعته .


                          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                          تعليق


                          • #14
                            الحيض ركضة من ركضات الشيطان

                            في سنن أبي داود عن حمنة بنت جحش قالت : كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله صل الله عليه وسلم أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت يا رسول الله إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها ؟ قد منعتني الصلاة والصوم ؟
                            فقال : أنعت لك الكرسف فإنه يذهب الدم ، قالت : هو أكثر من ذلك ، قال : فاتخذي ثوبا ، فقالت : هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجا ، قال رسول الله
                            صل الله عليه وسلم : سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر فإن قويت عليهما فأنت أعلم ، قال لها : إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله تعالى ثم اغتسلي .
                            رواه أبو داود 287 وحسنه الألباني موقوفا على حمنة .
                            فإذا كانت قدرة الجان أو الشيطان على فعل الاستحاضة في المرأة فلا يستبعد جماعه لها كما في الأدلة أعلاه .


                            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                            تعليق


                            • #15
                              المرأة تستحلم مثل الرجال

                              وفي صحيح مسلم أن أم سليم بنت ملحان قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : المرأة ترى في المنام مثل ما يرى الرجل أتغتسل ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : «
                              نعم ، فلتغتسل » ، فقالت لها عائشة : أفٌ لكِ ، وهل ترى ذلك المرأة ؟ فقال لها رسول الله صل الله عليه وسلم : « تربت يمينك ، من أين يكون الشبه ؟ »
                              وهذا دليل قوي في أن الشيطان يخيل للنائم ذكرا كان أو امرأة من المناظر ما يقوي غريزته فيستدعي خروج المني وهو ما يسمى بالاستحلام .
                              ودل الحديث النبوي أن الجان ينظر إلى المرأة والرجل إذا وضعا ثيابهما ، فحذر نبينا من ذلك واشار إلى دفعه بالتسمية ..

                              في سنن الترمذي عن علي أن رسول الله
                              صل الله عليه وسلم قال :
                              ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله .

                              وفي رواية أبي الشيخ في العظمة :
                              ستر بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع ثوبه قال بسم الله .
                              رواه الترمذي 606 وأبو الشيخ في العظمة 5/1668وصححه الألباني.
                              فإن كان ينظر ويسترق النظر فطمعه بالنساء ظاهر ..

                              وقد روي في الحيطة في ذلك ، ما جاء عن حميدة مولاة عمر بن عبد العزيز وأنه قال لها :
                              لا تدعين بناتي ينمن مستلقيات على ظهورهن فإن الشيطان يظل يطمع ما دمن كذلك .
                              رواه ابن أبي شيبة 4/34 وحميدة مولاة عمر لا يعرف عن حالها شيئا .
                              فللشيطان تعلق كبير بالنساء كما في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبي
                              صل الله عليه وسلم قال :
                              المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان .
                              رواه الترمذي 1173 وابن حبان 12/413 وابن خزيمة 3/93 وصححه الألباني.


                              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X