إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الدراهم ومهر محمد صل الله عليه وسلم لزوجاته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الدراهم ومهر محمد صل الله عليه وسلم لزوجاته




    أشعل شمعة علمية تنير بها طريق الجهل وتكسب الأجر والثواب من الله
    أفضل أن لا تكتب أبداً وتحارب كل من هو ناجح ومبدع ومجتهد



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين










    الموضوع
    12 درهماً تاريخياً ضربوا بنفس عام زواج النبي
    محمد صل الله عليه وسلم على زوجاته رضي الله عنهم أجمعين









    تمهيد الموضوع
    أحبتي الكرام
    نقدم لكم الليلة بأذن الله تعالى موضوعاً تاريخياً موثقاً وهاماً وجديداً بالساحة
    مزوداً بالصور للنقود والوثائق التاريخية لسيرة امهات المؤمنين رضي الله عنهم
    اجمعين وسوف نقوم بعرض جميع الدراهم الفضية فقط التي ضربت وتداولت بنفس عام
    زواج النبي صل الله عليه وسلم لزوجاته رضي الله عنه .

    ولا بد من كل من يشاهد الموضوع الجديد الخاص بنا بفضل من الله
    أن يعلم يقيناً بأنه لم يكن للعرب خاصة بمكة والمدينة بعصر محمد صل الله عليه
    وسلم بالجاهلية وبصدر الإسلام العظيم نقوداً خاصةً بهم تسك وتضرب
    بل كانت جميع النقود المركزية
    التي يتداولون بها العرب قبل زلادة محمد صل الله عليه وسلم
    أجنبية ومنها الدنانير البيزنطية الذهبية وأجزاءها والتي كانت ترد لهم
    من بلاد الشام والدراهم الفضية الكسروية الساسنية من دون أقسام لها تذكر
    وكانت ترد لهم من بلاد فارس والعراق واليمن والتي كانت تحت الاحتلال الفارسي
    المجوسي في تلك الحقبة وكذلك كانت ترد للعرب الفلوس النحاسية البيزنطية
    واجزاءها المختلفة هذه فقط هي النقود والمسكوكات المركزية في تلك الحقبة
    وكانت العرب ليس لها دوراً لضرب وصناعة النقود ولا يجيدون هذه الصناعة
    مع أنشغال سيد الخلق محمد صل الله عليه وسلم بالدعوة والجهاد
    حتى أنتقل الي الرفيق الأعلى .
    وفي عام 20 للهجرة استطاع سيدنا عمر رضي الله عنه ب
    أفتتاح دار السك
    ببلاد فارس بعد ان تم سقوطها وتوجه الي مدينة سجستان والتي
    توجد بها وفرة كثيرة من دور السك فامر بسك اول درهم اسلامي
    معرب ضرب على الطراز الكسروي ونقش التاريخ بالبهلوي عام 20 وسجلت به المدينة سجستان
    ونقش الخط الكوفي بهذا الدرهم المبكر بعبارة ( بسم الله )
    ومن ثم ضرب سيدنا عثمان وعلى ومعاوية وعبدالله ابن الزبير
    وسمرة بن جندب واخيراً عبدالله بن عامر ونقشت ببعض دراهم اسماءهم .
    حتى جاء عهد داهية العرب كافة عبدالملك بن مروان وقام بعملية اصلاح النقود والمسكوكات
    بسنوات مختلفة حتى وصل عام 77 للهجرة فضرب اول ديناراً إسلامياً
    صرفاً خالياً من المأثورات الاجنبية وفي عام 78 للهجرة ضرب اول درهماً اسلامياً صرفاً
    خالياً من الماثورات الأجنبية وفي عام 79 للهجرة ضرب أول فلساً أسلامياً صرفاً
    خالياً من الماثورات الأجنبية . ومن يريد المزيد والمعرفة
    تنبيه جميع الصور الخاصة بالنقود المركزية
    المتداولة بعصر محمد صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام
    موجودة بعدة مواضيع لديكم بهذا القسم الجميل .
    هذه كلمة سريعة جداً ومختصرة منا كتبتها لكم للعلم والمعرفة .






    المقدمة

    من أمهات المؤمنين

    تكريمًا للرفعة والمنزلة، وتتويجًا للفضل والعطاء،
    وتقديرًا للدور العظيم في مسيرة الدعوة الإسلامية، جاءت الكنية "أُمَّهات المؤمنين"
    لتكون وسامًا على صدور زوجات رسول الله اللائي تزوَّج بهن، وذلك في نحو قوله تعالى:
    {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
    [الأحزاب: 6]
    ، وكان الهدف من إطلاق هذه الكنية عليهن تقرير حرمة الزواج بهن
    بعد مفارقته لهن، وهو الحكم الوارد في قوله تعالى:
    {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب: 53].

    فمن عقيدة أهل السنة والجماعة
    إحترام وتقدير واجلال وحب ودفاع تام عن امهات المؤمنين
    وذكر محاسنهن الطيبة والحميدة لاسيما عرض
    الرسول صل الله عليه وسلم هو بمثابة
    عرض كل مسلم صادق وطاهر ويرجي اليوم الاخر .






    خلاصة الموضوع والشروع به





    وأما بالنسبة للسؤال عن مهور أمهات المؤمنين .
    رضي الله عنهم اجمعين

    فقد روى مسلم في "الصحيح " رقم (1426)
    عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال :
    سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
    كما كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت
    : كان صداق لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشّاً
    . قال أتدري ما النَّشُّ . قال قلت لا قالت
    : نصف أوقية : فتلك خمس مائة درهم فهذا
    صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه .
    وتفسير الحديث
    الاوقية - 40 درهماً
    والنش - 20 درهماً






    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها



    سيرة سريعة


    السيدة خديجة اسمها وشرف نسبها


    هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب
    ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة،
    وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي صل الله عليه وسلم في الجد الخامس، فهي
    أقرب أمهات المؤمنين إلى ، النبي صل الله عليه وسلم وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.





    ثانياً

    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا سودة - رضي الله عنها






    كان رحيل السيدة خديجة رضي الله عنها مثير أحزان كبرى في بيت النبي صل الله عليه وسلم، وخاصَّة
    أن رحيلها تزامن مع رحيل عمِّه أبي طالب -كما سبق أن أشرنا- حتى سُمِّي هذا العام بعام الحزن.
    وفي هذا الجو المعتم حيث الحزن والوَحدة، وافتقاد مَنْ يرعى شئون البيت والأولاد، أشفق عليه أصحابه رضوان الله

    عليهم، فبعثوا إليه خولة بنت حكيم السلمية -رضي الله عنها- امرأة عثمان بن مظعون تحثُّه على الزواج من جديد.
    وهنا جاءته خولة رضي الله عنها، فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوَّج؟
    فقال: "ومَنْ؟"
    قالت: إنْ شئتَ بكرًا، وإنْ شئتَ ثيِّبًا.
    فقال: "ومَنِ الْبِكْرُ وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
    قالت: أمَّا البكر فابنة أحبِّ خلق الله إليك، عائشة رضي الله عنها، وأما الثيِّب فسودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتبعتك.
    قال: "فَاذْكُرِيهِمَا عَلَيَّ".
    فانطلقت السيدة خولة -رضي الله عنها- إلى السيدة سودة، فقالت: ما أدخل الله عليك من الخير والبركة!
    قالت: وما ذاك؟
    قالت: أرسلني رسول الله صل الله عليه وسلم أخطبك إليه.
    قالت: وَدِدْتُ، ادخلي إلى أبي فاذكري ذلك له. وكان شيخًا كبيرًا قد أدركه السنُّ
    قد تخلَّف عن الحجِّ، فدخلت عليه، فحيَّته بتحية الجاهليَّة، فقال: مَنْ هذه؟
    قالت: خولة بنت حكيم.
    قال: فما شأنك؟
    قالت: أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة.
    فقال: كفء كريم، ما تقول صاحبتك؟
    قالت: تحبُّ ذلك.
    قال: ادعيها إليَّ. فدعتها.
    قال: أيْ بُنَيَّة، إنَّ هذه تزعم أنَّ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد
    أرسل يخطبكِ، وهو كفء كريم، أتحبِّين أنْ أزوِّجَكِ به؟

    قالت: نعم.
    قال: ادعيه لي.
    فجاء رسول الله صل الله عليه وسلم فزوَّجها إيَّاه.
    فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحجِّ، فجاء يحثي على رأسه التراب. فقال بعد أن أسلم: لعمرك
    إني لسفيه يوم أحثي في رأسي التراب أن تزوَّج رسول الله صل الله عليه وسلم سودة بنت زمعة[1].
    وهي بعدُ: أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو
    بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله صل الله عليه وسلم ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبد شمس، أخو سهل وسهيل
    وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها[2].
    فأمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما ز
    ال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول صل الله عليه وسلم منها.
    وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول صل الله عليه وسلم بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما
    كان رسول الله صل الله عليه وسلم في الخمسين من عمره،
    ولما سمع الناس في مكة بأمر هذا الزواج عجبوا؛ لأن السيدة سودة لم تكن

    بذات جمال ولا حسب، ولا مطمع فيها للرجال، وقد أيقنوا أنه إنما ضمَّها رفقًا بحالها، وشفقة عليها، و
    حفظًا لإسلامها، وجبرًا لخاطرها بعد وفاة زوجها إثر عودتهما من الحبشة، وكأنهم علموا أنه زواج تمَّ لأسباب إنسانيَّة.
    وتُطالعنا سيرة السيدة سودة -رضي الله عنها- بأنها قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة
    تُكْثِر من الصدقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب
    بعث إليها بغِرارة[3] من دراهم، فقالت
    : ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين.

    وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ
    صل الله عليه وسلم لِعَائِشَةَ، قَالَتْ:
    يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ
    صل الله عليه وسلم يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ"[4].
    وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا[5]
    مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ[6]"[7].

    وقد ضمَّتْ إلى تلك الصفات لطافةً في المعشر، ودعابةً في الرُّوح؛
    مما جعلها تنجح في إذكاء السعادة والبهجة في قلب النبي

    صل الله عليه وسلم،
    فقد روى ابن سعد في طبقاته عن إبراهيم، قال: قالت سودة لرسول الله
    صل الله عليه وسلم: صليت خلفك البارحة فركعت بي

    حتى أمسكتُ بأنفي مخافة أن يقطر الدم. قال: فضحك. وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء[8].
    وفاتها:
    توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر
    زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ. [9].
    هي سودة بنت زمعة بن قيس العامرية القرشية أم المؤمنين (ت 54هـ/ 674م)، وهي أ
    ول امرأة تزوجها النبي صل الله عليه وسلم بعد خديجة رضي الله عنها، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو النجارية.
    إسلامها
    أسلمت قديمًا وبايعت، وكانت عند ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، وأسلم أيضًا، وهاجروا جميعًا إلى

    أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فلما قدما مكة مات زوجها، وقيل: مات بالحبشة،
    فلما حلت خطبها رسول الله
    صل الله عليه وسلم وتزوجها.
    زواجها من النبي
    صل الله عليه وسلم:
    عن ابن عباس قال كانت سودة بنت زمعة عند السكران بن عمرو -أخي سهيل بن عمرو- فرأت في المنام كأن النبي
    صل الله عليه وسلم أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها
    ، فأخبرت زوجها بذلك، فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لأموتَنَّ وليتزوجنك رسول

    الله صل الله عليه وسلم. فقالت: حجرًا وسترًا (تنفي عن نفسها ذاك).
    ثم رأت في المنام ليلة أخرى أن قمرًا انقضَّ عليها من السماء وهي

    مضطجعة، فأخبرت زوجها، فقال: وأبيك لئن صدقت رؤياك لم ألبث إلا يسيرًا حتى أموت،
    وتتزوجين من بعدي. فاشتكى السكران من
    يومه ذلك، فلم يلبث إلا قليلاً حتى مات وتزوجها رسول الله . صل الله عليه وسلم
    قالت خولة بنت حكيم السلمية امرأة عثمان بن مظعون
    : (أيْ رسول الله، ألا تزوج؟ قال: "مَنْ؟" قلت: إن شئت بكرًا
    وإن شئت ثيبًا. قال: "فَمَنِ الْبِكْرُ؟" قلت: ابنة أحب خلق الله إليك: عائشة بنت أبي بكر. قال: "وَمَنِ الثَّيِّبُ؟"
    قلت: سودة بنت زمعة بن قيس، آمنت بك، واتبعتك على ما أنت عليه. قال: "فَاذْهَبِي فَاذْكُرِيهِمَا عَلََيَّ". فجاءت فدخلت بيت أبي بكر...
    ثم خرجتُ فدخلتُ على سودة، فقلتُ: يا سودة، ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة!
    قالت: وما ذاك؟
    قالت: أرسلني رسول الله أ صل الله عليه وسلم خطبك عليه.
    قالت: وَدِدْتُ، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له.
    قالت: وهو شيخ كبير قد تخلف عن الحج، فدخلت عليه، فقلت: إن محمد بن عبد الله أرسلني أخطب عليه سودة.
    قال: كفء كريم، فماذا تقول صاحبتك؟
    قالت: تحب ذلك.
    قال: ادعيها. فدعتها، فقال: إن محمد بن عبد الله أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجك؟
    قالت: نعم.
    قال: فادعيه لي. فدعته، فجاء فزوَّجها إياه.
    موقف أخيها عندما تزوجها رسول الله : صل الله عليه وسلم
    عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صل الله عليه وسلم
    سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج

    فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيه يوم أحثو في
    رأسي التراب أن تزوج رسول الله
    صل الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.
    من ملامح شخصيتهاحبها للصدقة:
    عن عائشة قالت: اجتمع أزواج النبي صل الله عليه وسلم ذات يوم فقلنا: يا رسول الله، أيُّنا أسرع لحاقًا بك؟
    قال: "أَطْوَلُكُنَّ يَدًا". فأخذنا قصبةً نذرعها، فكانت سودة بنت زمعة بنت قيس أطولنا ذراعًا. قالت: وتوفي
    رسول الله صل الله عليه وسلم فكانت سودة
    أسرعنا به لحاقًا، فعرفنا بعد ذلك أنما كان طول يدها الصدقة، وكانت امرأة تحب الصدقة.

    فطنتها:
    آثرت بيومها حب رسول الله تقربًا إلى رسول الله، وحبًّا له، وإيثارًا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها وهي
    راضية بذلك، مؤثرة -رضي الله عنها- لرضا رسول الله صل الله عليه وسلم
    ؛ فعن عائشة أن سودة وهبت يومها وليلتها لعائشة تبتغي بذلك رضا رسول الله .
    صل الله عليه وسلم
    وعن النعمان بن ثابت التيمي قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم لسودة بنت زمعة: "اعتَدِّي". فقعدت له على طريقه ليلة،
    فقالت: يا رسول الله، ما بي حب الرجال ولكني أحب أن أُبعث في أزواجك، فأرجعني. قال: فرجعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من مواقفها مع الرسول
    عن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة قال:
    قُدِم بأُسَارى بدر وسودة بنت زمعة زوج النبي
    صل الله عليه وسلم عند آل عفراء في مَنَاخِهِمْ

    على عوف ومعوذ ابني عفراء، وذلك قبل أن يُضرب عليهم الحجاب، قالت: قُدِم بالأسارى فأتيتُ منزلي، فإذا أنا بسهيل بن عمرو في ناحية الحجرة مجموعة يداه إلى عنقه، فلما رأيته ما ملكت نفسي أن قلت: أبا يزيد، أُعطيتم ما بأيديكم! ألا مُتُّمْ كِرامًا! قالت: فوالله ما نبهني إلا قول رسول الله صل الله عليه وسلم من داخل البيت:
    "أَيْ سَوْدَةُ، أَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ؟" قلت: يا رسول الله، والله ما ملكت نفسي حيث رأيت أبا يزيد أنْ قلتُ ما قلتُ.
    وعن ابن عباس قال: ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت: يا رسول الله، ماتت فلانة. يعني الشاة، فقال: "فَلَوْلاَ أَ
    خَذْتُمْ مَسْكَهَا". فقالت: نأخذ مسك شاة قد ماتت. فقال لها رسول الله : صل الله عليه وسلم "إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
    {
    قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ}
    [الأنعام: 145]، فَإِنَّكُمْ لاَ تَطْعَمُونَهُ إِنْ تَدْبُغُوهُ فَتَنْتَفِعُوا بِهِ". فَأَرْسَلَتْ إليها فسلختْ مَسْكها فدبغته، فاتخذتْ منه قربةً حتى تخرَّقتْ عندها.
    وعن عائشة قالت: استأذنت سودة بنت زمعة رسول الله صل الله عليه وسلم أن يأذن لها فتدفع قبل أن يدفع، فأذن لها -وقال القاسم:
    وكانت امرأة ثبطة، أي ثقيلة- فدفعتْ وحُبِسنا معه حتى دفعنا بدفعه. قالت عائشة
    : فلأن أكون استأذنت رسول الله كما استأذنت سودة فأدفع قبل الناس، أحبُّ إليَّ من مفروحٍ به.
    مواقفها مع الصحابةموقفها مع عمر :
    روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت
    سودة بعدما ضُرِب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب
    فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين؟ قالت: فانكفأتْ راجعة ورسول الله
    صل الله عليه وسلم في بيتي وإنه ليتعشَّى وفي يده عرق، فدخلت فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي
    فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه ثم رُفِع عنه وإنَّ العرق في يده ما وضعه، فقال: "إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ".
    موقفها مع السيدة عائشة رضي الله عنها:
    قالت عائشة: دخلت على سودة بنت زمعة فجلست ورسول الله بيني وبينها وقد صنعت حريرة، فجئت به
    ا فقلت: كُلِي. فقالت: ما أنا بذائقتها. فقلت: والله لتأكلين منها أو لألطخَنَّ منها بوجهك. فقالت: ما أنا بذائقتها.
    فتناولت منها شيئًا فمسحت بوجهها، فجعل رسول الله يضحك وهو بيني وبينها، فتناولتْ منها شيئًا

    لتمسح به وجهي، فجعل رسول الله يخفض عنها رُكْبته وهو يضحك لتستقيد مني، فأخذت شيئًا فمسحت به وجهي ورسول الله يضحك.
    موقفها مع السيدة عائشة والسيدة حفصة:
    عن خُليسة مولاة حفصة في قصة حفصة وعائشة مع سودة بنت زمعة، ومزحهما معها بأن الدجال قد خرج،
    فاختبأت في بيتٍ كانوا يوقدون فيه واستضحكتا، وجاء رسول الله فقال: "مَا شَأْنُكُمَا؟" فأخبرتاه بما ك
    ان من أمر سودة، فذهب إليها فقالت: يا رسول الله، أخرج الدجال؟ فقال: "لاَ، وَكَأَنْ قَدْ خَرَجَ". فخرجت وجعلت تنفض عنها بيض العنكبوت.
    بعض ما روته عن النبي
    روى البخاري بسنده عن سودة زوج النبي صل الله عليه وسلم
    ، قالت: "ماتتْ لنا شاة فدبغنا مسكها ثم ما زلنا ننبذ فيه حتى صار شَنًّا".
    وعنها رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صل الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أ
    ن يحج. قال: "أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ عَلَى أَبِيكَ دَيْنٌ فَقَضَيْتَهُ عَنْهُ، قُبِلَ مِنْهُ؟" قال: نعم. قال: " فَاللَّهُ أَرْحَمُ، حُجَّ عَنْ أَبِيكَ".
    وعنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صل الله عليه وسلم
    : "يُبْعَثُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً، قَدْ أَلْجَمَهُمُ الْعَرَقُ

    وَبَلَغَ شُحُومَ الآذَانِ". فقلت: يبصر بعضنا بعضًا؟ فقال: "شُغِلَ النَّاسُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37]".
    وعنها رضي الله عنها: أنها نظرت في رَكْوة فيها ماء، فنهاها رسول الله صل الله عليه وسلم
    عن ذلك وقال: "إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْهُ الشَّيْطَانَ".

    أثرها في الآخرين
    ممَّن روى عنها من صحابة النبي صل الله عليه وسلم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير بن العوام

    جميعًا، وممَّن روى عنها من التابعين يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن، ويوسف بن الزبير، ومولى الزبير بن العوام.
    وفاتها رضي الله عنها
    توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.







    تكملة



    [CENTER]
    [URL="http://saudiup.com/"][IMG]http://saudiup.com/u/681448494719882.jpg[/IMG][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black]
    د. محمد الحسيني باحث بعلوم المسكوكات الإسلامية والبيزنطية والكسروية .
    يبحث عن الدليل الحقيقي فقط ويعود للحق أن ظهر له جلياً
    للتواصل العلمي فقط واتس أب
    [/COLOR][/SIZE][/FONT]٠٠٩٦٥٥٠٨٢٢٨٩٩[/CENTER]

  • #2
    تكملة للموضوع الهام







    3
    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
    صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا
    عائشة بنت ابي بكر الصديق

    - رضي الله عنها وعن ابوها








    اسمها وشرف نسبته
    هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، زوج النبي صل الله عليه وسلم

    ، وأشهر نسائه. ولدت -رضي الله عنها- سنة تسع قبل الهجرة،
    كنيتها أم عبد الله، ولُقِّبت بالصِّدِّيقة، وعُرِفت بأم المؤمنين، وبالحميراء لغلبة البياض على لونها. وأمها أم رومان بنت عامر
    بن عويمر الكنانية -رضي الله عنها- التي قال فيها رسول الله r: "من أحب أن ينظر إلى امرأة من الحور العين، فلينظر إلى أم رومان".
    حال السيدة عائشة في الجاهلية
    ولدت عائشة رضي الله عنها في الإسلام ولم تدرك الجاهلية، وكانت من المتقدمين في إسلامهم؛ فقد روى

    البخاري ومسلم عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج رسول الله صل الله عليه وسلم قالت: "لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين".
    قصة زواج السيدة عائشة من النبي
    في بيت الصدق والإيمان ولدت، وفي أحضان والدَيْنِ كريمين من خيرة صحابة رسول الله
    صل الله عليه وسلم تربت، وعلى فضائل الدين
    العظيم وتعاليمه السمحة نشأت وترعرعت. وقد تمت خطبتها لرسول الله صل الله عليه وسلم وهي بنت سبع

    سنين، وتزوجها وهي بنت تسع؛ وذلك لحداثة سنها، فقد بقيت تلعب بعد زواجها فترة من الزمن.
    روي عنها أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله r وأنا ألعب بالبنات، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قلت: خيل سليمان. فضحك.
    وقد أحب رسول الله صل الله عليه وسلم خطيبته الصغيرة كثيرًا، فكان يوصي بها أمها أم رومان قائلاً: "يا أم رومان، استوصي بعائشة خيرًا

    واحفظيني فيها". وكان يسعده كثيرًا أن يذهب إليها كلما اشتدت
    به الخطوب، وينسى همومه في غمرة دعابتها ومرحها.
    وبعد هجرة الرسول r إلى المدينة، لحقته العروس المهاجرة إلى المدينة المنورة، وهناك اجتمع الحبيبان، وعمّت البهجة

    أرجاء المدينة المنورة، وأهلت الفرحة من كل مكان؛ فالمسلمون مبتهجون لانتصارهم في غزوة بدر الكبرى، واكتملت

    فرحتهم بزواج رسول اللهصل الله عليه وسلم بعائشة. وقد تمَّ هذا الزواج الميمون في شوال سنة اثنتين للهجرة، وانتقلت عائشة إلى بيت النبوة.
    أهم ملامح شخصية السيدة عائشة الكرم والسخاء والزهد
    أخرج ابن سعد من طريق أم درة قالت: أتيت السيدة عائشة رضي الله عنها بمائة ألف ففرقتها وهي يومئذ صائمة،

    فقلت لها: أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحمًا تفطرين عليه!! فقالت: لو كنت أذكرتني لفعلت.
    العلم الغزير
    فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض؛ قال عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة رضي الله عنها من أفقه الناس،

    وأحسن الناس رأيًا في العامة. قال أبو موسى الأشعري : ما أشكل علينا أصحاب محمد صل الله عليه وسل
    حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.
    وقال عروة بن الزبير بن العوام: ما رأيت أحدًا أعلم بالحلال والحرام، والعلم، والشعر، والطب من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
    ذات مكانة خاصة
    ‏أخرج البخاري في صحيحه عن ‏أبي موسى الأشعري ‏ أنه ‏قال: ‏قال رسول الله
    صل الله عليه وسلم ‏:‏ "‏كَمُل من الرجال كثير
    ، ولم يكمل من النساء إلا ‏مريم بنت عمران، ‏وآسية امرأة فرعون، ‏وفضل ‏عائشة ‏على النساء كفضل ‏الثريد ‏على سائر الطعام".
    وأخرج الإمام مسلم في صحيحه ‏عن ‏عائشة -رضي الله عنها- ‏أنها قالت:

    "كان الناس ‏‏يتحرّون ‏بهداياهم يوم ‏عائشة؛ ‏يبتغون ‏بذلك مرضاة رسول الله ‏صل الله عليه وسلم ".
    وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ‏أبي سلمة أنه قال:‏ ‏إن ‏عائشة

    -رضي الله عنها- ‏قالت: ‏قال رسول الله ‏صل الله عليه وسلم
    يومًا: "‏يا ‏عائش، ‏هذا ‏جبريل ‏يقرئك السلام". فقلت: وعليه السلام

    ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى. تريد رسول الله ‏.صل الله عليه وسلم
    بعض المواقف من حياتهمع الرسول r
    ذكر ابن سعد في طبقاته عن عباد بن حمزة أن عائشة -رضي الله عنها- قالت:

    يا نبي الله، ألا تكنيني؟ فقال النبي صل الله عليه وسلم : "اكتني بابنك عبد الله بن الزبير"، فكانت تكنى بأم عبد الله.
    وعن مسروق قال: قالت لي عائشة رضي الله عنها: لقد رأيت
    جبريل واقفًا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله صل الله عليه وسلم
    يناجيه، فلما دخل قلت: يا رسول الله، من هذا الذي رأيتك تناجيه؟ قال: "وهل رأيته؟" قلت: نعم. قال: "فبمن شبهته؟"
    قلت: بدحية الكلبي. قال: "لقد رأيت خيرًا كثيرًا، ذاك جبريل". قالت: فما لبثت إلا يسيرًا حتى قال:
    "يا عائشة، هذا جبريل يقرأ عليك السلام". قلت: وعليه السلام، جزاه الله من دخيلٍ خيرًا".
    وعن هشام بن عروة عن أبيه قال: قالت لي عائشة: يابن أختي، قال لي رسول الله صل الله عليه وسلم : "ما يخفى عليَّ حين تغضبين ولا حين

    ترضين". فقلت: بمَ تعرف ذاك بأبي أنت وأمي؟ قال: "أما حين ترضين فتقولين حين تحلفين:
    لا ورب محمد، وأما حين تغضبين فتقولين: لا ورب إبراهيم". فقلت: صدقت يا رسول الله .صل الله عليه وسلم
    بعض المواقف من حياة أم المؤ منين عائشة مع الصحابة
    كان من أهم المواقف في حياتها -رضي الله عنها- مع الصحابة ما جاء في أحداث موقعة الجمل في جمادى الآخرة سنة

    ست وثلاثين، والتي راح ضحيتها اثنان من خيرة أصحاب النبي
    صل الله عليه وسلم هما: طلحة والزبير رضي الله عنهما، ونحو عشرين ألفًا من

    المسلمين.
    أثرها السيدة عائشة في الآخرين
    من أبلغ أثرها في الآخرين أنها رضي الله عنها روى عنها مائتان وتسعة وتسعون

    من الصحابة والتابعين أحاديثَ الرسول .صل الله عليه وسلم
    السيدة عائشة والتعليم
    من الحقائق التاريخية الثابتة أن صحابة رسول الله

    r قد انتشروا في مختلف أرجاء العالم وشتى البلدان بعد النبي r للقيام

    بواجب التعليم والدعوة والإرشاد، وكان بلد الله الحرام والطائف والبحرين واليمن

    والشام ومصر والكوفة والبصرة وغيرها من المدن الكبار مقرًّا لهؤلاء الطائفة المباركة من الصحابة.
    وانتقلت دار الخلافة الإسلامية بعد مضي سبع وعشرين سنة من المدينة المنورة إلى الكوفة ثم إلى دمشق، غير أن
    هذه الحوادث وانتقال دار الخلافة من مكان إلى مكان لم يزلزل تلك الهيبة العلمية والمعنوية والروحية التي قد ترسخت
    في قلوب الناس تجاه المدينة المنورة، وكانت المدينة المنورة حينذاك محتضنة عدة مدارس
    علمية ودينية يشرف عليها كل من أبي هريرة وابن عباس و زيد بن ثابت، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .
    غير أن أعظم مدرسة شهدتها المدينة المنورة في ذلك الوقت هي زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة

    النبوية وملاصقة لمسكن زوج النبي صل الله عليه وسلم

    ، كانت هذه المدرسة مثابة للناس، يقصدونها متعلمين ومستفتين حتى
    غدت أول مدارس الإسلام وأعظمها أثرًا في تاريخ الفكر الإسلامي، ومعلِّمة هذه المدرسة كانت أم المؤمنين رضي الله عنها.
    هذا وقد تخرج في مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عددٌ كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين
    ، ومسند الإمام أحمد بن حنبل يضم في طياته أكبر عدد من مروياتها رضي الله عنها.
    السيدة عائشة رضي الله عنها والإفتاء
    قضت السيدة عائشة رضي الله عنها بقية عمرها بعد وفاة النبي
    صل الله عليه وسلم كمرجع أساسي للسائلين والمستفتين،
    وقدوة يُقتدى بها في سائر المجالات والشئون، وقد كان الأكابر
    من أصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم ومشيختهم يسألونها ويستفتونها.
    السيدة عائشة تفتي في عهد الخلفاء الراشدين
    كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قد استقلت بالفتوى وحازت على هذا المنصب الجليل المبارك منذ وفاة النبي رضي الله عنها،

    وأصبحت مرجع السائلين ومأوى المسترشدين، وبقيت على هذا المنصب في زمن الخلفاء كلهم إلى أن وافاها الأجل.
    بعض الأحاديث التي نقلتها السيدة عائشة عن المصطفى
    أخرج البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ

    -رضي الله عنها- أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ t سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ
    : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي،
    وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها
    : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
    وأخرج أيضًا عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنْ الأَعْمَالِ بِمَا يُطِيقُونَ. قَالُ
    وا: إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ،

    فَيَغْضَبُ حَتَّى يُعْرَفَ الْغَضَبُ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا".
    من كلمات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه
    أخرج ابن سعد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت حين حضرتها

    الوفاة: يا ليتني لم أخلق، يا ليتني كنت شجرة أسبِّح، وأقضي ما عليَّ.
    متى توفيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؟
    قيل: إنها توفيت سنة ثمانٍ وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من

    رمضان، أمرت أن تدفن ليلاً، فدفنت بعد الوتر بالبقيع،
    وصلى عليها أبو هريرة ، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد،
    وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين.




    تكملة






    4
    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
    صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا
    حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما جميعاً







    ي حفصة[1] بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عدي بن كعب بن لؤي
    (18 ق. هـ- 45 هـ/ 604- 665م)، وأُمُّها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.
    وُلِدَتْ حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي بخمس سنين، وحفصة -رضي الله عنها- أكبر أولاد عمر

    بن الخطاب ؛ فقد ورد أن حفصة أسنُّ من عبد الله بن عمر، وكان مولدها قبل الهجرة بثمانية عشر عامًا[2].
    حياتها قبل النبي :
    تزوَّجت حفصة -رضي الله عنها- من خُنَيْس بن حذافة السهمي، وقد دخلا الإسلام معًا، ثم هاجر خُنَيْس إلى الحبشة في

    الهجرة الأولى، التي كانت مكوَّنة من اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، يرأسهم عثمان بن عفان ومعه السيدة رقيَّة ابنة رسول الله ،
    ثم هاجر خُنَيْس بن حُذافة مع السيدة حفصة –رضي الله عنها- إلى المدينة، وقد شهد مع رسول الله بدرًا،
    ولم يشهد من بني سهم بدرًا غيره، وقد تُوُفِّيَ متأثِّرًا بجروح أُصيب بها في بدر[3].
    زواجها من النبي :
    وبعد وفاة زوجها يرأف أبوها عمر بن الخطاب بحالها، ثم يبحث لها عن زوج مناسب لها، فيقول : لقيتُ عثمان فعرضتُ

    عليه حفصة، وقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة عمر. قال: سأنظر في أمري. فلبثتُ لياليَ ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج في يومي هذا. قال عمر
    : فلقيتُ أبا بكر، فقلتُ: إن شئتَ أنكحتُكَ حفصة ابنة عمر. فصمت أبو بكر، فلم يُرْجِع إليَّ شيئًا، فكنت أَوْجَد عليه منِّي على عثمان
    ، فلبثتُ ليالي، ثم خطبها رسول الله ، فأنكحتها إيَّاه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلَّك وَجَدْتَ علَيَّ حين

    عرضتَ علَيَّ حفصة، فلم أُرجع إليك شيئًا؟ فقلتُ: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضتَ علَيَّ إلاَّ أنِّي
    كنتُ علمتُ أن رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول الله ، ولو تركها رسول الله لقبلتُها[4].
    وقد تزوَّج رسول الله حفصة في شعبان على رأس ثلاثين شهرًا، قبل أُحُد، وقيل: تزوَّجها رسول الله في سنة ثلاث من الهجرة[5].

    وفاتها:
    تُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- في شعبان سنة 45هـ، على أرجح الروايات، فقد قيل: سنة سبع وعشرين للهجرة في خلافة عثمان .

    وإنما جاء اللَّبس؛ لأنه قيل: إنها تُوُفِّيَتْ في العام الذي فُتحت فيه إفريقيَّة، وقد بدأ فتحها في عهد عثمان، ثم تَمَّ الفتح عام 45هـ، والراجح أنها تُوُفِّيت

    عام 45هـ؛ لأنها أرادت أن تخرج مع عائشة -رضي الله عنها- إلى البصرة بعد مقتل عثمان ،
    وكان ذلك في حدود عام 36هـ، كما ذُكر من قبلُ، فرضي الله عنها وأرضاها.






    تكملة


    5


    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسو


    ل محمد
    صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا
    زينب بنت خزيمة رضي الله عنها









    هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن

    صعصعة الهلاليَّة، وهي أمُّ المساكين، وكانت تسمى بذلك في الجاهلية؛ لرحمتها إياهم ورقَّتها عليهم.
    أمُّها هند بنت عوف بن زهير بن الحارث، التي قيل عنها: "لا تُعْلَم امرأة من العرب كانت أشرف أصهارًا من هند بنت عوف،

    أُمِّ زينب وميمونة وأخواتهما". فأصهارها الرسول ، والعباس وحمزة ابنا
    عبد المطلب، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب، وأبو بكر وشداد بن أسامة بن الهاد[1].
    وكانت زينب -رضي الله عنها- عند الطفيل بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف فطلَّقها، فتزوَّجها عبيدة بن الحارث فقُتل عنها
    يوم بدر شهيدًا[2]، وقيل: كانت زوجة عبد الله بن جحش، فاستشهد في أحد، وهو الأرجح[3].
    وكانت زينب بنت خزيمة أختًا لميمونة بنت الحارث -رضي الله عنهما- من الأمِّ.


    زواجها من رسول الله:
    علم النبي بترمُّلها، فرقَّ لحالها، وتزوَّجها رسول الله في العام الثالث من هجرته

    ، وأصدقها اثنتي عشرة أوقية وَنَشًّا[4]، وكان تزويجه إيَّاها في شهر رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة[5].
    وفاتها:
    لم تمكث أمُّ المؤمنين زينب بنت خزيمة عند رسول الله طويلاً؛ فقد لبثت عنده
    ثمانية أشهر أو أقلَّ، وماتت بالمدينة، وعمرها -رضي الله عنها- نحو ثلاثين سنة[6].
    تكملة





    6


    شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
    الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
    صل الله عليه وسلم
    بأم المؤمنين سيدتنا
    أم سلمة - رضي الله عنها








    نسب أم سلمة:
    هي هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم (24 ق.هـ- 61هـ/598- 680م)، كان أبوها

    -رضي الله عنها- من أجواد قريش، يُعرف بـ"زاد الركب" لكرمه. وأمُّها هي
    عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن عبد المطلب، أخوالها لأبيها عبد الله وزهير ابنا عمَّة رسول الله [1].
    زواج أم سلمة وهجرتعها وتضحيتها:
    تزوَّجت أمُّ سلمة من ابن عمِّها أبو سلمة ، وهو عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن مخزوم القرشي، وهو من الصحابة الأجلاء

    الذين أبلَوْا في الإسلام بلاءً حسنًا، وهو ابن عمَّة رسول الله ، فأُمُّه بَرَّة بنت عبد المطلب، هاجرت السيدة أمُّ سلمة مع زوجها
    رضي الله عنهما إلى الحبشة، فعن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جوار، وأَمِنَّا على ديننا،
    وعبدنا الله لا نُؤذى، فلمَّا بلغ ذلك قريشًا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي هدايا، فجمعوا أدمًا كثيرًا..
    .[2]. وهذا الحديث يدلِّل على هجرة أمِّ سلمة وأبي سلمة للحبشة.


    كان لفتة حانية وتكريمًا رفيعًا من الرسول أن تزوَّج أمَّ سلمة -رضي الله عنها- فقد غدت بعد وفاة زوجها -المجاهد أبي سلمة-
    من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة
    ، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام أربعة، فكان الرسول هو الزوج لها والكفيل لأبنائها.
    وقد تُوُفِّيَتْ أُمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها في ولاية يزيد بن معاوية سنة إحدى وستين للهجرة كما
    ذكر ابن حبان، وقد تجاوزت الرابعة والثمانين من عمرها، وقيل: عُمِّرت تسعين سنة رضي الله عنها[42].



    تكملة


    [CENTER]
    [URL="http://saudiup.com/"][IMG]http://saudiup.com/u/681448494719882.jpg[/IMG][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black]
    د. محمد الحسيني باحث بعلوم المسكوكات الإسلامية والبيزنطية والكسروية .
    يبحث عن الدليل الحقيقي فقط ويعود للحق أن ظهر له جلياً
    للتواصل العلمي فقط واتس أب
    [/COLOR][/SIZE][/FONT]٠٠٩٦٥٥٠٨٢٢٨٩٩[/CENTER]

    تعليق


    • #3
      تكملة للموضوع الهام






      7

      شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
      الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
      صل الله عليه وسلم
      بأم المؤمنين سيدتنا
      زينب بنت جحش - رضي الله عنها







      نسبها ومولدها
      هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدية
      (32 ق.هـ-21هـ/ 590-642م)، أُمُّها أميمة بنت عبد المطلب عمَّة رسول الله . وُلِدَتْ

      -رضي الله عنها- في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجرة، أخوها عبد الله بن جحش أحد السابقين،
      وقائد سريَّة نخلة، وقد استشهد في غزوة أُحُد، ودُفن هو وخاله حمزة بن عبد المطلب عمُّ النبي في قبر واحد رضي الله عنهما[1].



      زواجها من زيد بن حارثة
      انطلق رسول الله ليخطب لزيد بن حارثة ، فدخل على زينب بنت جحش -رضي الله عنها- فخطبها، فقالت:
      لستُ بناكحته. فقال رسول الله : "بَلْ فَانْكِحِيهِ". قالت: يا رسول الله، أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدَّثان، أنزل
      الله تعالى قوله على رسوله :

      {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِينًا}

      [الأحزاب: 36]، فقالت رضي الله عنها: رضيتَه لي يا رسول الله منكحًا
      قال رسول الله : نعم. قالت: إذن لا أعصي رسول الله ، قد أنكحته نفسي.






      وبعد طلاق السيدة زينب من زيد بن حارثة ، وبعد انقضاء عِدَّتها، قال رسول الله لزيد بن حارثة : "اذْهَبْ وَاذْكُرْهَا عَلَيَّ"
      . يقول زيد: فلمَّا قال ذلك عظمت في نفسي، فذهبتُ إليها، وجعلتُ ظهري إلى الباب، وقلتُ: يا زينب، بعث رسول الله يَذْكُرُك.
      فقالت: ما كنتُ لأحدث شيئًا حتى أؤامر ربي . فقامت إلى مسجد لها[4]، فأنزل الله تعالى:
      {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}

      [الأحزاب: 37]. فجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن، وروي: أنه لما دخل بها، قال لها: ما اسمك؟ قالت: بَرَّة. فسماها رسول الله

      زينب. وروي: أنه لما تزوَّجها رسول الله

      تكلَّم في ذلك المنافقون، فقالوا: حرَّم محمد نساء الولد، وقد تزوَّج امرأة ابنه. فأنزل الله تعالى:
      {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}
      [الأحزاب: 40]. وقال أيضًا:
      {ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي

      الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}

      [الأحزاب: 5][5].
      ولمَّا نزل قوله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا...} [الأحزاب: 37]

      كانت زينب -رضي الله عنها- تفتخر على بقيَّة زوجات النبي ، وتقول لهنَّ: زوجكنَّ آباؤكنَّ، وزوَّجني الله من فوق سبع سموات[6].
      وما أَوْلَمَ رسول الله على امرأةٍ من نسائه أكثر وأفضل ممَّا أولم على زينب، وقد أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه.
      وفاتها
      تُوُفِّيَتْ أمُّ المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- في خلافة عمر بن

      الخطاب في عام عشرين من الهجرة، وقيل: في عام واحد وعشرين من الهجرة، وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة[21].

      تكملة






      8

      شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
      الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
      صل الله عليه وسلم
      بأم المؤمنين سيدتنا
      جويرية بنت الحارث - رضي الله عنها













      نسب جويرية بنت الحارث:
      جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب صل الله عليه وسلم بن عائذ بن مالك ابن جذيمة، وجذيمة هو المصطلق من خزاعة،

      زوج النبي صل الله عليه وسلم، سباها رسول الله صل الله عليه وسلم يوم المريسيع، وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس
      من الهجرة، وقيل: في سنة ست، ولم يختلفوا أنه أصابها في تلك الغزوة، وكانت قبله تحت مسافع بن صفوان المصطلقي.
      عمر جويرية بنت الحارث عند الإسلام :
      قال ابن عمر: وأخبرني محمد بن يزيد عن جدته -وكانت مولاة جويرية بنت الحارث- عن جويرية رضي الله عنها قالت
      : تزوجني رسول الله صل الله عليه وسلم
      وأنا ابنة عشرين سنة، قالت توفيت جويرية سنة خمسين وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة وصلى عليها مروان بن الحكم.











      9


      شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
      الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
      صل الله عليه وسلم
      بأم المؤمنين سيدتنا
      صفية بنت الحي بن كعب - رضي الله عنها








      نسب السيدة صفية زوجة النبي
      هي صفيَّة بنت حُيَيِّ بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة بن عبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن

      تحوم من بني إسرائيل من سبط هارون بن عمران (9 ق.هـ- 50هـ/ 613- 670م). وأُمُّها بَرَّة بنت سموءل،
      كانت صفيَّة بنت حيي عند سلاَّم بن مشكم، وكان شاعرًا، ثم خلف عليها كنانة بن أبي الحُقَيْق وهو شاعر قُتل يوم خيبر[1].



      بالمدينة[4].
      الحكمة من زواج النبي من السيدة صفية
      الإسلام يحفظ للإنسان مكانته، ولا ينقص منها بل يَزِيدها، ومَنْ كان شريفًا قبل إسلامه يزداد شرفًا بالإسلام، ومَنْ كان

      عزيزًا ازداد عزَّة في الإسلام، وإذا نظرنا إلى حياة السيدة صفيَّة -رضي الله عنها- قبل الإسلام وجدناها سيِّدةً في قومها،
      فهي ابنة أحد الزعماء المشهورين حيي بن أخطب، زعيم بني النضير، كما أنها زوجة أحد الزعماء المشهورين أيضًا وهو كنانة بن أبي الحُقَيْق.
      ولمَّا جُمِعَ السبي بعد فتح خيبر جاء دِحية الكلبي إلى رسول الله صل الله عليه وسلم، فقال: يا نبي الله، أعطني جارية من السبي. قال:

      "اذْهَبْ فَخُذْ جَارِيَةً". فأخذ صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبيصل الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أعطيتَ دحية صفية بنت حيي سيدة
      قريظة والنضير، لا تصلح إلا لك. قال: "ادْعُوهُ بِهَا". فجاء بها، فلما نظر إليها النبي صل الله عليه وسلم قال:
      "خُذْ جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ غَيْرَهَا". قال: فأعتقها النبي صل الله عليه وسلم وتزوَّجها[5].


      روت عن النبي ،صل الله عليه وسلم وروى عنها ابن أخيها، ومولياها: كنانة، ويزيد بن معتب. وعلِيّ بن الحسين بن علِيٍّ،
      ومسلم بن صفوان، وإسحاق بن عبد الله بن الحارث. وتُوُفِّيَتْ -رضي الله عنها- سنة (50 هـ/ 670م) في زمن معاوية ، ودُفِنَتْ بالبقيع[20].











      10


      شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
      الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
      صل الله عليه وسلم
      بأم المؤمنين سيدتنا
      ام حبيبة - رضي الله عنها












      نسب أم حبيبة

      أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان؛ صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأمويَّة

      (25 ق.هـ- 44هـ/ 596- 664م)، وأُمُّها صفية بنت أبي العاص بن أمية عمَّة عثمان بن عفان.



      تزوَّج النبي صل الله عليه وسلم السيدة أمَّ حبيبة في العام السابع من الهجرة
      النبويَّة المشرَّفة، وكان زواجه منها صل الله عليه وسلم تكريمًا لها على
      ثباتها في دين الله، فكم من امرأة تَتْبَعُ زوجها في كل حركة وسكنة في حياته، تفعل الخير بفعله، وتكفُّ عن الشرِّ بِكَفِّه!
      ! لكنَّ هذه المرأة المهاجرة بدينها وولدها لم يُزعزعها أَلَمُ الفراق بينها وبين زوجها وعائلها في بلد يبعد آلاف الأميال عن
      بلدها، وإنما حاولتْ بكل ما أُوتيتْ من قوَّة أن تثني زوجها عن تغيير عقيدته إلى عقيدة التوحيد،

      لكنَّه أصرَّ وتولَّى، فصبرتْ وشكرتْ، فكافأها الله بزواجها من رسول الله صل الله عليه وسلم ، وجعلها أُمًّا للمؤمنين.




      وفاة أم حبيبة

      عند وفاتها تجسَّدت فيها -رضي الله عنها- رُوح الحبِّ والأُلْفَة بينها وبين أُمَّهات المؤمنين الباقيات، عندما طلبت
      من السيدة عائشة أن تحللها من أي شيء فحللتها، واستغفرت لها، وماتت بالمدينة

      سنة أربع وأربعين عن ثمانٍ وستين سنة، في خلافة أخيها معاوية بن أبي سفيان[22].





      تكملة


      [CENTER]
      [URL="http://saudiup.com/"][IMG]http://saudiup.com/u/681448494719882.jpg[/IMG][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black]
      د. محمد الحسيني باحث بعلوم المسكوكات الإسلامية والبيزنطية والكسروية .
      يبحث عن الدليل الحقيقي فقط ويعود للحق أن ظهر له جلياً
      للتواصل العلمي فقط واتس أب
      [/COLOR][/SIZE][/FONT]٠٠٩٦٥٥٠٨٢٢٨٩٩[/CENTER]

      تعليق


      • #4
        تكملة للموضوع الهام




        11


        شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
        الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
        صل الله عليه وسلم
        بأم المؤمنين سيدتنا
        ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها













        نسب ميمونة بنت الحارث
        هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال (29 ق.هـ- 51هـ/ 593- 671م).

        وأُمُّها: هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حمير. وأخوات ميمونة لأبيها وأُمِّها: أمُّ الفضل لبابة الكبرى
        بنت الحارث زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى عصماء بنت الحارث زوج الوليد بن المغيرة، وهي أمُّ خالد بن الوليد،

        وكانت تحت أُبَيِّ بن خلف الجهمي فوَلَدَتْ له أَبَانًا وغيره، وعزَّة بنت الحارث التي كانت تحت زياد بن عبد الله بن مالك، فهؤلاء
        أخوات أمِّ المؤمنين ميمونة لأبٍ وأُمٍّ. أمَّا أخوات ميمونة لأُمِّها: أسماء بنت عُمَيس، كانت تحت جعفر بن أبي طالب فوَلَدَتْ له عبد الله وعونًا[1].


        وقد كان يقال: أكرمُ أصهار عجوزٍ في الأرض هندُ بنت عوف بن زهير بن الحارث أمُّ ميمونة، وأمُّ أخواتها أصهارها العباس وحمزة

        ابنا عبد المطلب، الأول على لبابة الكبرى بنت الحارث منها، والثاني على سلمى بنت عميس منها، وجعفر وعلي ابنا أبي طالب كلاهما

        على أسماء بنت عميس، الأول قبل أبي بكر والثاني بعد أبي بكر، وشداد بن أسامة بن الهادي الليثي على سلمى بنت عميس منها

        بعد وفاة حمزة بن عبد المطلب، ورسول الله على بنتها زينب بنت خزيمة، ثم بعد وفاتها أختها لأُمِّها ميمونة بنت الحارث[2].
        مكانة ميمونة بنت الحارث
        كان للسيِّدة ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- مكانتها بين أُمَّهات المؤمنين؛ فهي أخت أُمِّ الفضل زوجة العباس، وخالة خالد بن الوليد، كما أنها خالة ابن عباس [3].

        ورُوي لها سبعة أحاديث في "الصحيحين"، وانفرد لها البخاري بحديث، ومسلم بخمسة، وجميع ما روت ثلاثة عشر حديثًا[4].
        وقد وصفها الرسول صل الله عليه وسلم

        وأخواتها بالمؤمنات؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :صل الله عليه وسلم
        "الأَخَوَاتُ مُؤْمِنَاتٌ: مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ، وَأُمُّ الْفَضْلِ بنتُ الْحَارِثِ، وسَلْمَى امْرَأَةُ حَمْزَةَ، وَأَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْسٍ هِيَ أُخْتُهُنَّ لأُمِّهِنَّ"[5].
        زواج ميمونة بنت الحارث من رسول الله
        لما تأيَّمت ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- عرضها العباس على النبي
        صل الله عليه وسلم في الجُحْفَة، فتزوَّجها رسول الله
        صل الله عليه وسلم
        وبنى بها بسَرِف على عشرة أميال من مكة، وكانت آخر امرأة تزوَّجها رسول الله صل الله عليه وسلم ، وذلك سنة سبع للهجرة
        (629م) في عمرة القضاء. وهي خالة خالد بن الوليد وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- وقد أصدقها العباس عن رسول الله صل الله عليه وسلم
        أربعمائة درهم، وكانت قَبْلَه عند أبي رُهْم بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد وُدّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ب
        ن لؤي؛ ويقال: إنها التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صل الله عليه وسلم ؛ وذلك أن خطبة النبي صل الله عليه وسلم
        انتهت إليها وهي على بعيرها، فقالت: البعير وما عليه
        لله ولرسوله. فأنزل الله تبارك وتعالى:
        {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50].
        وقد قيل: إن اسمها كان بَرَّة، فسمَّاها رسول الله صل الله عليه وسلم ميمونة، وكانت -
        رضي الله عنها- قريبة من رسول الله ،صل الله عليه وسلم فكانت تغتسل مع رسول الله صل الله عليه وسلم في إناء واحد[6].
        الحكمة من زواج النبي من ميمونة بنت الحارث
        لقد حقَّق النبي
        صل الله عليه وسلم بزواجه من السيدة ميمونة -رضي الله عنها-
        مصلحة عُلْيَا، وهي أنه صل الله عليه وسلم بهذه المصاهرة لبني هلال كَسَبَ
        تأييدهم، وتألَّف قلوبهم، وشجعهم على الدخول في الإسلام، وهذا ما حدث بالفعل، فقد وجد النبي صل الله عليه وسلم
        منهم العطف الكامل والتأييد المطلق، وأصبحوا يدخلون في الإسلام تباعًا، ويعتنقونه طواعيةً واختيارًا[7].
        قال العلامة محمد رشيد رضا: ورد أن عمَّ النبي صل الله عليه وسلم العباس رغَّبه فيها، وهي أخت زوجه لبابة الكبرى أمِّ
        الفضل، وهو الذي عقد له عليها بإذنها، ولولا أن العباس رأى في ذلك مصلحةً عظيمةً، لما اعتنى به كل هذه العناية[8].
        ميمونة بنت الحارث في بيت النبي
        كانت -رضي الله عنها- آخر امرأة تزوَّجها رسول الله
        صل الله عليه وسلم [9]. قال ابن هشام: وكانت جَعَلَتْ أمرها إلى أختها أمِّ الفضل،
        فجعلتْ أمُّ الفضل أمرها إلى زوجها العباس، فزوَّجها رسولَ اللهصل الله عليه وسلم ، وأصدقها عنه أربعمائة درهم[10]. ويُقال:
        إنها هي التي وَهَبَتْ نفسها للنبي صل الله عليه وسلم ،
        وأنزل الله تعالى فيها: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ}
        [الأحزاب: 50]. لما انتهت إليها خطبة رسول الله صل الله عليه وسلم

        لها وهي راكبة بعيرًا قالت: الجمل وما عليه لرسول اللهصل الله عليه وسلم [11].
        وبانضمام السيدة ميمونة -رضي الله عنها- إلى ركب آل البيت، وإلى أزواج رسول الله صل الله عليه وسلم
        كان لها -كما لأُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن- دور كبير في نقل حياة رسول اللهصل الله عليه وسلم إلى

        الأُمَّة، كما قال الله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا}

        [الأحزاب: 34]. قال البغوي: قوله : {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} يعني: القرآن،
        {وَالْحِكْمَةِ} قال قتادة: يعني السُّنَّة. وقال مقاتل: أحكام القرآن ومواعظه[12].
        ومن ثَمَّ كانت أُمَّهات المؤمنين تنقل الأحكام الشرعية بدقَّة بالغة، فنجد الأحاديث التي يُذكر فيها الغسل والوضوع
        وما كان يفعله النبي صل الله عليه وسلم
        في نومه واستيقاظه ودخوله وخروجه، وما كان أحد لينقل هذه الأمور كلها

        بهذه الدقَّة إلاَّ أُمَّهات المؤمنين رضي الله عنهن؛ وذلك نظرًا لصحبتهن الدائمة للرسول .صل الله عليه وسلم
        ميمونة بنت الحارث تروي عن رسول الله
        روت عن رسول الله ، وروى عنها: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس، ومولاها سليمان بن يسار، وعبد الله بن سليط، وابن

        أختها عبد الله بن شداد بن الهاد، وابن أختها عبد الله بن عباس، وابن أخيها عبد الرحمن بن السائب الهلالي، وغيرهم.
        وفاة ميمونة بنت الحارث
        وقد تُوُفِّيَتْ رضي الله عنها بسَرِف بين مكة والمدينة، حيث بنى بها رسول الله ، وذلك سنة 51هـ/ 671م،

        أكَّد ذلك ابن حجر وغيره[13]، وكان لها يوم تُوُفِّيَتْ ثمانون أو إحدى وثمانون سنة[14].



        تكملة




        12


        شاهدوا الدرهم الكسروي الفضي
        الذي كان متداولاً ومضروباً بنفس العام بزواج الرسول محمد
        صل الله عليه وسلم
        بأم المؤمنين سيدتنا
        مارية القبطية - رضي الله عنها














        نسب مارية القبطية :
        هي مارية بنت شمعون القبطية، من كورة حفن.
        قصة إسلام مارية القبطية ومن الذي دعاها إلى الإسلام :
        بعث المُقَوْقِسُ -صاحب الإسكندرية- إلى رسول الله في سنة سبع من الهجرة بمَارِيَة، وأختها سيرين، وألف مثقالٍ ذهبًا، وعشرين ثوبًا ليِّنًا
        ، وبغلته الدلدل، وحماره عُفَيْرًا، ويقال: يعْفُور، ومع ذلك خَصِيٌّ يقال له: مأْبُور شيخ كبير كان أخا مارية؛ وبعث بذلك كله مع حاطب بن أبي بلتعة.
        فعرض حاطب بن أبي بلتعة على مارية الإسلام، ورغبها فيه فأسلمت، وأسلمت أختها، وأقام

        الخصِيُّ على دينه حتى أسلم بالمدينة بعدُ في عهد رسول الله .
        من مواقف مارية القبطية مع الرسول :
        - وكانت مارية بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله في العالية، في المال الذي صار يقال له: سرية أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك
        ، وكان يطؤها بمِلْكِ اليمن، وضرب عليها مع ذلك الحِجاب، فحملت منه، ووضعت هناك في ذي الحجة سنة ثمان.
        - وفي السنة الثامنة من الهجرة في شهر ذي الحجة ولد إبراهيم ابن رسول الله من مارية القبطية، فاشتدت غيرة

        أمهات المؤمنين منها حين رزقت ولدًا ذكرًا، وكانت قابلتها فيه سلمى مولاة رسول الله .
        وبولادة إبراهيم أصبحت مارية حرة, وعن ابن عبَّاس قال: لما ولدت مارية, قال رسول الله :
        "أعتقها ولدها", وعاش إبراهيم ابن الرسول

        سنة وبضع شهور يحظى برعاية رسول الله , ولكنه مرض قبل أن يكمل عامه الثاني، وذات يوم
        اشتد مرضه، ومات إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرًا، وكانت وفاته يوم الثلاثاء لعشر ليال خلت من ربيع الأول
        سنة عشر من الهجرة النبوية المباركة, وحزنت مارية حزنًا شديدًا على موت إبراهيم.
        - وعن أنس قال: إن ابن عم مارية كان يتهم بها, فقال النبي لعلي بن أبي طالب : "اذهب, فإن وجدته عند مارية فاضرب عنقه"
        , فأتاه علي, فإذا هو في ركي يتبرد فيها, فقال له علي: اخرج, فناوله يده فأخرجه, فإذا هو مجبوب ليس له ذكر,
        فكف عنه علي, ثم أتى النبي فقال: يا رسول الله, إنه مجبوب ما له ذكر, وفي لفظ آخر: أنه وجده في نخلة
        يجمع تمرًا وهو ملفوف بخرقة, فلما رأى السيف ارتعد وسقطت الخرقة, فإذا هو مجبوب لا ذكر له.
        بعض مواقف مارية القبطية مع الصحابة :
        وعن عائشة قالت: ما غرْتُ على امرأة إلا دون ما غرْتُ على مارية؛
        وذلك أنها كانت جميلة جَعدة، فأعجب بها رسول الله وكان
        أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان عامة الليل والنهار عندها،
        حتى فزعنا لها، فجزعت، فحوَّلها إلى العالية، وكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا.
        وفاة مارية القبطية :
        ماتت في المحرم سنة ست عشرة، وكان عمر يحشر الناس لشهودها، وصلّى عليها بالبقيع.
        وقال ابن منده: ماتت مارية بعد النبي بخمس سنين.





        من مراجع البحث:

        موقع الدكتور الكريم

        ** الطبقات الكبرى .............. ابن سعد.
        ** أسد الغابة .................... ابن حجر.
        ** البداية والنهاية ................. ابن كثير.

        محب الدين الطبري: السمط الثمين ص133.
        [2]
        ابن خزيمة (2073)، وابن هشام: السيرة النبوية 1/ 334، 335، والسهيلي: الروض الأنف 2/107.
        [3]
        الأبطح: إحدى ضواحي مكة. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 1/74.
        [4]
        ابن هشام: السيرة النبوية 1/468.
        [5]
        ابن الأثير: أسد الغابة 3/190.
        [6]
        القَرَظ: شجر يُدبغ به. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة قرظ 7/454.
        [7]
        ابن كثير: السيرة النبوية 3/175.
        [8]
        ابن زبالة: أزواج النبي ص64.
        [9]
        أي في جنبه.
        [10]
        الطبراني: المعجم الكبير 18/19، ومحب الدين الطبري: ذخائر العقبى 1/23.
        [11]
        الصالحي الشامي: سبل الهدى والرشاد 11/170.
        [12]
        مسند أحمد بن حنبل (27317).
        [13]
        ابن جرير الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 8/261، وانظر: ابن كثير: تفسير القرآن
        العظيم 2/286، والبغوي: معالم التنزيل 2/204.
        [14]
        أي في أم سلمة رضي الله عنها.
        [15]
        الظعنة: السفرة القصيرة، والظعينة: المرأة في الهودج، والمقصود أوَّل مسافرة. انظر:
        ابن منظور: لسان العرب 13/270.
        [16]
        القرطبي: الجامع لأحكام القرآن 5/162.
        [17]
        ابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/190، والقرطبي: الجامع لأحكام القرآن 4/318،
        والبغوي: معالم التنزيل 2/153، 154.
        [18]
        أي كتاب صلح الحديبية.
        [19]
        ابن كثير: السيرة النبوية 3/334، 335.
        [20]
        ابن حجر العسقلاني: الإصابة في تمييز الصحابة 8/224.
        [21]
        محب الدين الطبري: السمط الثمين ص142، 143، وأمينة الخراط: أم سلمة ص54، 55.
        [22]
        لا تُعَفِّ: أَي لا تَطْمِسْها. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عفا 15/72.
        [23]
        لحبها: أي أوضحها ونهجها. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة لحب 1/735.
        [24]
        أَكْباها: أَي عطَّلها من القدح فلم يُورِ بها. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة كبا 15/213.
        [25]
        ثكما الأمر: بَيَّناه وأَوضحاه حتى تَبَين كأَنه مَحَجَّة ظاهرة. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة ثكم 12/78.
        [26]
        من أعلام النساء ص190.
        [27]
        تندحيه: توسيعه بالحركة والخروج. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة ندح 2/613.
        [28]
        عُقَيْراكِ فلا تُصْحِريها: أَي أَسكَنَكِ الله بيتك وعقارك وسترك فيه فلا تُبْرِزيه. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عقر 4/591.
        [29]
        عُلْتِ: أَي عَدَلْتِ عن الطريق ومِلْتِ. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عول 11/481.
        [30]
        الفرطة: من الفرط وهو السبق والتقدم. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة فرط 7/366.
        [31]
        لا يثاب: أي لا يصلح، من ثاب الرجل إذا صلح بدنه. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة ثوب 1/243.
        [32]
        يرأب: يصلح. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة رأب 1/398.
        [33]
        حُمادَيات: معناه غاية ما يحمد منهن هذا. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة حمد 3/155.
        [34]
        قِصَرُ الوَهازة: أَي قِصَر الخُطَا. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة وهز 5/430.
        [35]
        ناصَّة: أَي رافعة لها في السير، أي تسير بأقصى سيرها. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة نصص 7/97.
        [36]
        السدافة: الحجاب والستر، والسجافة نحوها. انظر: ابن قتيبة: غريب الحديث 2/185، وابن منظور: لسان العرب مادة سدف 9/146.
        [37]
        العُهَّيْدَى: فُعَّيْلى من العهد والأمان. انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة عهد 3/311.
        [38]
        وِقاعة الستر: موقعه على الأرض إذا أرسلته. انظر: ابن قتيبة: غريب الحديث 2/186، وابن
        منظور: لسان العرب، مادة وقع 8/402.
        [39]
        الرقشاء: الأفعى، سمِّيت بذلك للترقيش في ظهرها، وهو النقط. انظر: ابن قتيبة: غريب الحديث
        2/186، وابن منظور: لسان العرب، مادة رقش 6/ 305.
        [40]
        ابن قتيبة: غريب الحديث 2/182-186، والآبي: نثر الدر 2/258، 259، وعمر رضا كحالة: أعلام النساء 5/225.
        [41]
        عمر رضا كحالة: أعلام النساء 5/226.
        [42]
        ابن حجر: تهذيب التهذيب 12/483.



        ملحوظة
        الحقوق محفوظة
        يعتبر الموضوع بترتيبه وتنظيمه ووضع الصور الخاصة بالدراهم خاص بنا بفضل من الله
        كتبه محبكم في الله
        طويلب العلم المقصر معكم ومع نشره وضخه وكتابته علوم المسكوكات الإسلامية
        محمد الحسيني
        أبا سالم
        من دولة الكويت الحبيبة
        حفظها الله تعالى
        تاريخ \ 22 \12 \2015 م


        [CENTER]
        [URL="http://saudiup.com/"][IMG]http://saudiup.com/u/681448494719882.jpg[/IMG][/URL][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=Black]
        د. محمد الحسيني باحث بعلوم المسكوكات الإسلامية والبيزنطية والكسروية .
        يبحث عن الدليل الحقيقي فقط ويعود للحق أن ظهر له جلياً
        للتواصل العلمي فقط واتس أب
        [/COLOR][/SIZE][/FONT]٠٠٩٦٥٥٠٨٢٢٨٩٩[/CENTER]

        تعليق

        يعمل...
        X