إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وشهد شاهد من اهلها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وشهد شاهد من اهلها




    وشهد شاهد من اهلها

    النغمة الدارجة هي التغني بأمجاد السلطنة العثمانية واستعادة دورها ، لكن على من يستجدي أمجاد السلطنة العثمانية أن يدرك أن تاريخها مليء بالجرائم التي تقشعرّ لها الأبدان.

    دفع ذلك إلى العودة لتاريخ الدولة العثمانية في المنطقة، لكن من دون أن يخطر على بال أحد عن أي دولة هم يتحدثون . في 5 آذار الماضي، نشر الإعلامي التركي الشهير، رحمي تروان، في زاويته الخاصة بصحيفة «حرييات» التركية، مقالاً بعنوان «ذكريات الملوك»، تطرق فيه إلى إن جميع السلاطين العثمانيين، باستثناء مؤسـس الدولة العثمانية عثمان غازي، قد تزوجوا بغير التركيات وقال توران إنه إذا أخذنا في الاعتبار هذا الاختلاط بين السلاطين العثمانيين والنساء غير التركيات والمسلمات، تبين لنا أن ما بقي من دم تركي في عروق آخر سلطان، وهو وحيد الدين، لا يتجاوز ستة بالألف من دمائه. وقد أشار العديد من المثقفين الأتراك إلى الكتاب الذي نشره الكاتب والصحافي الشهير، شاتين ألطان، تحت عنوان «خفايا التاريخ»، والذي تطرق من خلاله إلى تاريخ السلاطين العثمانيين منذ عام 1270للميلاد، حين بدأ الحكّام العثمانيون بقتل أقرب المقربين إليهم من أجل السلطة.

    وبدأ ألطان كتابه بالحديث عن الخلاف الذي نشب بعد وفاة أرطوغرول بين ابنه عثمان وعمه دوندار، وانتهى بقتل عثمان لعمه واستيلائه على الحكم، ليقيم بعد ذلك الدولة العثمانية عام 1299، ويبدأ معه تاريخ القتل العائلي داخل الأسرة العثمانية الحاكمة. وخلف أورهان والده عثمان الذي توفي عام 1324، من دون أن يقتل أياً من أشقائه أو أقربائه، لكن نجله مراد الأول قتل شقيقيه إبراهيم وخليل (وهما من أُمَين أخريين)، ثم كوى، بتحريض من زوجته الأولى، عيني ولده ساوجي بالنار، وأعدمه حتى لا ينافس أولاده الآخرين على السلطة.

    ولم يتردّد السلطان مراد، وهو على فراش الموت في معركة كوسوفو عام 1389، في إصدار تعليماته، حسب الرواية الرسمية، من أجل خنق نجله يعقوب حتى لا ينافس شقيقه بيازيد الأول، الذي اختاره مراد خليفة له، ومن دون أن يراعي أحد ظروف مقتل يعقوب، الذي كان في ساحة المعركة مع الصرب، عندما استدعي إلى خيمة والده وهو على فراش الموت.

    ودفع بيازيد ثمن غدره هذا بالوقوع في الأسر واستبعاده من الحكم من قبل المغولي تيمورلينك عام 1402، وقد كان له 6 أولاد من 3 زوجات: تركية وبلغارية وصربية. ليقع الخلاف والاقتتال سريعاً بين هؤلاء الأولاد الستة، فقُتل 3 منهم وهرب آخران، وبقيت السلطة لمحمد الأول، الذي حكم حتى عام 1421. أراد محمد الأول، الذي كان مريضاً، أن يحمي ولده الصغير من غدر ولده الأكبر مراد الثاني، فأوصى بأن يذهبا إلى الدولة البيزنطية بعد وفاته، وهو ما لم يتحقق له؛ لأن مراد الثاني قتل عمه مصطفى وشقيقه مصطفى أيضاً بعدما استولى على السلطة، وكوى عيني شقيقه الأصغر يوسف.

    وتُبين المعلومات أن السلاطين العشرة الذين حكموا الدولة العثمانية ما بين عامي 1299 و1566 ميلادي قد قتلوا جميعاً أولادهم أو أشقاءهم أو أبناءهم من دون أي رحمة من أجل السلطة، وقد استمرت هذه «العادة» في العائلة العثمانية حتى انتهاء الحكم العثماني عام 1922، فارتكب جميع السلاطين، وعددهم 36، باستثناء 9، جرائم عائلية. وتبقى حكاية السلطان محمد الثاني، أي محمد الفاتح الذي فتح إسطنبول، وهو نجل مراد الثاني، لافتة، بعدما أصدر محمد أمراً شرعياً حلل فيه قتل السلطان لشقيقه من أجل وحدة الدولة ومصالحها العليا. أما قصة مراد الثالث، وهو نجل السلطان سليم الثاني، فهي الأكثر إثارة في عالم القتل والغدر من أجل السياسة، إذ قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً على البلاد خلفاً لوالده. ولم يكن ولده محمد الثالث أقل إجراماً من والده مراد الثالث، بحيث قتل أشقاءه التسعة عشر فور تسلمه للسلطة ليصبح صاحب الرقم القياسي في هذا المجال. ولم يكتف محمد الثالث بذلك، فقتل 7 جوارٍ حوامل قيل إنهن كنّ على علاقة بأشقائه. كذلك فإنه لم يتردد في قتل ولده الصغير محمود، الذي يبلغ من العمر السادسة عشرة عاماً، كي تبقى السلطة لولده البالغ من العمر الرابعة عشرة عاماً، وهو السلطان أحمد، الذي اشتهر في ما بعد ببنائه جامع السلطان أحمد في إسطنبول، والمعروف بالجامع الأزرق. أما السلطان أحمد الشاب، فلم يتردد بدوره في وضع شقيقه مصطفى البالغ من العمر 13 عاماً في قفص خاص حتى لا يشكل خطراً عليه بحجة أنه مجنون.

    وشهد التاريخ العثماني أيضاً العشرات من حالات التمرّد من قبل الجيش العثماني المعروف بالأنكشاري، حيث أطاحت هذه التمردات أربعة عشر سلطاناً راحوا ضحية لمؤامرات عائلية أو بين الأمراء وقادة الجيش الأنشكاري، وأحياناً بمؤامرة خارجية، كما هي الحال بالنسبة إلى السلطان عبد الحميد الذي أطاحه حزب «الاتحاد والترقي» المعروف بعلاقة قادته باليهود، الذين انتقموا من السلطان عبد الحميد؛ لأنه رفض أن يعطيهم فلسطين، رغم بعض الامتيازات التي اعترف بها لهم هناك.

    ويشبّه الكثيرون انقلابات الجيش التركي في العهد الجمهوري بتمرّدات الجيش الأنكشاري في العهد العثماني، حيث أطاح الجيش أيضاً أربعة من الحكومات منذ 1960 وأعدم واحداً من رؤساء الوزراء، إلى أن نجح «السلطان العثماني» رجب طيب أردوغان، كما يسميه البعض من الإعلاميين الأتراك، في التخلص من هذا الجيش بدعم أميركي.

    في الخلاصة، إن الحقيقة المؤرخة تقول إن عدد الأمراء العثمانيين الذين قُتلوا على أيدي آبائهم وأشقائهم وأبنائهم قد وصل إلى 121، مقابل 44 رئيساً للوزراء الذين أعدمهم السلاطين العثمانيون. حقيقة يجب أن توضع أمام نصب عيني كل من يحلم بأمجاد الدولة العثمانية .


  • #2
    اذا لانستغرب عندما يقتلون العرب بالعشرات بسبب دفن صندوق من المال . او بسبب افشاء سر من اسرار الجيش . او عندما يحس الظابط التركي بالملل يقتل واحد او اثنين من العرب سيس خاين . ويقولك خلافه اسلاميه .
    لاإله إلا الله محمد رسول الله

    تعليق


    • #3

      يا اخي الدولة العثمانية لها فضل على كل مسلم عموما وكل عربى خصوصا

      فى الوقت الذى ظهرت فيه الدولة العثمانية إلى الوجود كانت بلاد الإسلام على وشك الوقوع فى يد الأوروبيين

      ودولة المماليك كانت قد وصلت إلى مرحلة الانهيار

      والأندلس استولى عليها الأوروبيون بالكامل

      ظهر العثمانيون وحملوا هم الإسلام و راية هذا الدين

      فى نفس الفترة التى استولى فيها العثمانيون على مصر وبلاد الشام كان الأوروبيون يتسولون على أمريكا الجنوبية والشمالية وأطراف أفريقيا وجنوب شرق

      آسيا ... انظر إلى ما فعله الأوروبيون فى شعوب أمريكا الشمالية التى ابادوها

      بالكامل...وأمريكا الجنوبية تم تغيير اللغة تماما و الديانة بالاجبار

      تخيل ما الذى كان سيحدث يا اخي فهد لو لم يوجد العثمانيون وكنا وقعنا فى يد أوروبا فى هذه المرحلة المبكرة ؟

      لكان اسمك الان ' كارلوس

      ' مثلا بدلا من فهد.

      ثم الذى فعله العرب بعد أن تخلصوا من احتلال العثمانيون كما يقول العرب أن يقولوا على الخلافة

      ماذا فعل العرب منذ سقوط الخلافة إلى الآن

      والله ماازدادوا إلا ذلا إلى ذلهم وضعفا إلى ضعفهم

      أما هؤلاء الذين يطعنون فى الخلافة لمساوءها أقول لهم وهل تتوقعون أن يكون رجال الخلافة ملائكة...نعم كانت العثمانيون

      أخطاء ...لكن ماذا تكون هذه

      المساوىء بجانب الخدمات التى قدومها للإسلام ؟

      الايعلمون أن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث

      محاسن العثمانيون كانت نهر جارى وليس قلتيه فقط .

















      من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

      تعليق


      • #4
        ليكن معلوم يا اخوان انكم تتحدثون عن خلافة كانت قائمة ومن اعظم دول الارض في ذلك الزمن ولم تكن دويلة من دويلات المسلمين الان فكان لزاما حفظ امنها واستقرارها ولو استدعى الحال والظرف
        من الخليفة ابادة عائلته لفعل ذلك فالتضحية بالقليل لأجل عيش كريم لملايين البشر افضل من التمزق والشتات والمقارنة البسيطة ما حدث بالاندلس تلك الخلافة الاموية التى دخل تحت ظل حكمها دول اوربية
        تنصاغ للاوامر وتدفع الجزية ويتم تنصيب ملوكها من طرف الخليفة وتحت رعايته وبأمر منه ويبذل من طرفهم كل غل ونفيس لأراء الخليفة
        فما حصل بعد ذلك بدأت الخيانة تلوى الاخرى والتأمر وتنفيذ الدسائس والانقلابات واعلان العصيان وقسمت بالمختصر دولة الخلافة الى دويلات فكانت لقمة صائغة في افواه اصحاب المطامع من ملوك
        اوروبا وانتقموا من العرب شر انتقام بحرب ابادة لم تبقي ولم تضر وتم استأصال العرب والمسلمين عن بكرة ابيهم .
        لماذا في نظركم ؟ بسبب ظعف من حكم بتلك الفترة واطماع مقربيه من امراء وولاة فلو انه أعدم من تأمر وقطع دابر كل خائن لما حدث ما حدث ولكن الامر لله من قبل ومن يعد
        وللذين يبحثون الأن عن اعذار من خلال اتهام الخلافة العثمانية انما هي ظمائركم مازالت الى الان تأنبكم على الخيانة التى تعرضت لها الخلافة من أقرب الناس لها والذين كانوا من اصحاب الحضوة لدى الخليفة
        بسبب اطماع انذاك لأجل قيام دويلات هذا هو الحاصل وهذه هي الاسباب اظف لها الاسباب الحالية من اختلاف في وجهات النظر السياسي المصلحة أم الوفاق والنفاق الوجه الثاني والحقيقي للسياسة.

        تعليق


        • #5





          مذابح العثمانيين فى مصر



          مرت الذكرى 94 لانهيار الامبراطورية العثمانية، والتى سقطت يوم 1 نوفمبر 1923 بإعلان تأسيس الدولة التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال الدين أتاتورك، بعد 600 عام سيطر خلالها العثمانيون ولو صوريا على ما يقرب من نصف الأرض المعمورة، وذلك على أطلال الخلافات الإسلامية وأوروبا الشرقية، وذاق من ظلمها الشعوب التى وقعت تحت وطأتهم، ومنهم الشعب المصرى، الذى سنعرض هنا وقائع ما جرى من مذابح ومظالم فى حقه بعد غزوها من قبل سليم خان.

          لذا كان ضروريًا أن نُذكر البكائين على زوال خلافة آل عثمان، فى هذه المساحة، بما ارتكبوا من مذابح وأهوال فى مصر، ونعيد قص الحكايات المخزية من النهب والسرقة التى قاموا بها فى المحروسة.

          كانت القاهرة قبل عام 923 هجرية، عاصمة الخلافة الإسلامية، ومركزها الأخير ـ وكان حكامها من المماليك خير مدافع عن الأمجاد الإسلامية والعربية، وامتدت دولتهم إلى حدود آسيا الصغرى، مسيطرة على الشام، وكانت تدين لها بلاد الحجاز بالولاء، وكانوا القائمين على شؤون الحرمين الشريفين، علاوة على أن مصر كانت مقر الخلفاء العباسيين بعد سقوط بغداد، لتنتهى هذه الخلافة بعد نقل الخليفة المتوكل عنوة إلى اسطنبول ليتنازل عنها لسليم الأول الامبراطور التركى.

          غزا العثمانيون بقيادة سليم، مصر، بمبررات الدفاع عن الدين الإسلامى وحماية الشريعة، مستندين لرسالة أرسلها شيوخ وقضاة الشام تطلب إنقاذهم من ظلم المماليك وتعطيل الشريعة، حسب ما يقول المدافعون عن هذه الخلافة، ومنهم د. على محمد الصلابى، فى كتابه الشهير عن الدولة العثمانية، ومن المبررات أيضا التى يسوقها المدافعون عن هذه الدولة أن قنصوة الغورى سلطان المماليك تعاون مع الدولة الصفوية الشيعية التى كانت فى حرب مع العثمانيين، وأن السطان التركى سليم لم تكن لديه أى مخططات لدخول القاهرة «لولا أنه أراد تأمين ظهر الدولة العثمانية»، وكانت موقعة مرج دابق التى قتل فيها قنصوة، وهنا جاء اليوم السيئ الذى دخل فيه العثمانيون لمصر.

          وطوال حكم العثمانيين لمصر، «ظلت صلة مصر بالامبراطورية العثمانية ضعيفة غير وثيقة»، حسب ما يقول المستشرق والمفكر كارل بروكلمان، فى كتابه «تاريخ الأمم الإسلامية»، واقتصر هم العثمانيون على جباية أموال وخيرات الأمة المصرية، إلى أن جاء محمد على وحصلت مصر على استقلالها الجزئى.

          لم يكن شهر محرم لعام 923 هجرية الموافق يناير 1517 شهرًا عاديًا مر كغيره من الأشهر على أيام مصر المحروسة، ولكنه كان يوم نكبة وحسرة، وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور، «أنه لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه» ووصل الأمر لوصفه أنه وقع فيها مثل ما وقع من جند هولاكو فى بغداد، وفى موضع آخر من الكتاب أنه «وقع فى القاهرة المصيبة العظمى التى لم يسمع بمثلها فيما تقدم»، و«من حين فتح عمرو بن العاص مصر لم يقع لأهلها شدة أعظم من هذه الشدة قط» هكذا يصف المؤرخ يوم دخول الأتراك العثمانيين أو ما يصفهم بـ «العثمانية» إلى مصر بقيادة سليم خان.

          ابن إياس الذى توفى عام 1523، أى بعد 6 سنوات من سقوط عاصمة الخلافة فى هذا الوقت «القاهرة» فى يد الترك، وفى عز قوتهم وبطشهم، لم يخف وسجل شهادته عما رآه من أهوال اقتحام وغزو العثمانيين لمصر، وكان الأولى به والأقرب للعقل أن ينافق الحكام الجدد، ويصف زهو عصرهم، لينال أعطيتهم أو على الأقل يأمن شرهم بالصمت، ولكنه أبدى غير ذلك وانحاز للحقيقة، وروى الأهوال التى تذهل لها العقول مما قام به الأتراك وفاقت ما قام به من بعده الإنجليز والفرنسيون بل والاحتلال الإسرائيلى، والتى وصلت لاقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم، وإحراق جامع شيخو، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها، كل هذا شهده المؤرخ المصرى ورواه فى عز جبروت العثمانيين ما يجعل شهادته الأقرب للحقيقة.

          ويتأسف ابن إياس على سقوط مصر فى عيد العثمانيين، حسبما يورد فى كتابه: «من العجائب أن مصر صارت بعد ذلك نيابة بعد أن كان سلطان مصر من أعظم السلاطين فى سائر البلاد قاطبة لأنه خادم الحرمين الشريفين وحاوى ملك مصر الذى افتخر به فرعون اللعين».

          ويصف المؤرخ المصرى ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: «أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الامبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: «إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف».

          هكذا كانت النية مبيتة لاقتحام القاهرة وقتل المصريين ونهب خير البلاد، وسرقة منجزها الحضارى، وليس نصرة الدين كما كان يدعى الأتراك، فمن ينصر الدين لا يحرق ويخرب المساجد، وإنما كان الغرض هو هدم الدين ذاته، وإنهاء دولة الخلافة الإسلامية فى القاهرة، حيث نقل الخليفة العباسى المتوكل جبرا إلى اسطنبول وأجبر عن التنازل عن الخلافة لسليم، وحسب قول ابن إياس «حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول»، ويظهر قصر فهم الدين لدى الأتراك فى مواضع كثير من الكتاب نورد منها: «أن أحد القضاة لم يجز لأحد العثمانية الزواج من امرأة لم تنقض عدتها، فاشتكاه فأحضر ذلك القاضى ولم يقبل له عذرا وبطح وضرب ضربا مبرحا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرشا من كروش البقر بروثه وأركبه على حمار مقلوب وأشهره فى القاهرة، وكان قبل ذلك نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من قضاة مصر لا يعقد عقدا لعثمانى».

          ولم يظهر من آل عثمان ومن عسكره ما يدل على دفاعهم عن الدين الإسلامى، فعسكره كما يصفهم ابن إياس كان عندهم «قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس، ولما جاء عليهم شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم ولا يصلى فى الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا قليل منهم، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة».

          ويروى المؤرخ المصرى آيات وقصص الظلم الذى وقع وأصاب المصريين من العثمانيين فى مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم «فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة».

          ووصل حد الاضطهاد والاستعباد والاستهزاء بعوام المصريين، من جانب العسكر الأتراك، أنهم كانوا «يخطفون عنهم العمايم ويعرون الناس فى الشوارع» حسب رواية ابن إياس، رغم أن سليم خان «كان ينادى كل يوم بالأمان والاطمئنان فى القاهرة والنهب والقتال عمال من جماعته».

          ويروى المؤرخ المصرى رواية أخرى للاستعباد الذى كان يقوم به الأتراك للمصريين، فحسب ما ورد فى بدائع الزهور: «فى يوم اضطربت أحوال القاهرة، وصارت أرباب الأدراك (الدرك) تقف على أبواب المدينة ويمسكون الناس من رئيس ووضيع ويضعونهم فى الحبال حتى من يلوح لهم من القضاة والشهود، وما يعلم ما يصنع بهم، فلما طلعوا بهم إلى القلعة أسفرت تلك الوقعة على أنهم جمعوا الناس حتى يسحبوا المكاحل النحاس الكبار التى كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر.. وقاسى الناس فى سحبها غاية المشقة وحصل لهم بهدلة من الضرب والسك وخطف العمائم.. وصاروا يربطون الرجال بالحبال فى رقابهم ويسوقونهم بالضرب الشديد على ظهورهم».

          هكذا عامل العثمانيون، المصريين، ولم يكتف الأمر بذلك بل قام العثمانيون بأعمال نهب وسلب وتخريب، لا تكفى هذه المساحة ذكرها، لتضيق الأقوات على الشعب المصرى وتحل به المجاعة، وكما يورد ابن إياس فإنه «شحت الغلال من القاهرة وسبب هذا أن العثمانية لما دخلوا القاهرة نهبوا المغل الذى كان فى الشون وأطعموه لخيولهم»، وفى موضع آخر «أنهم سرقوا دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزهم، ثم دخلوا إلى الطواحين وأخذوا ما فيها من البغال والأكاديش وأخذوا عدة جمال من جمال السقايين، وصارت العثمانية تنهب ما يلوح لهم من القماش وغير ذلك، واستمر النهب عمالا فى ذلك اليوم إلى بعد المغرب، وتوجهوا الى شون القمح التى فى مصر وبولاق ونهبوها».

          ويروى ابن إياس فى موضع آخر أن «جماعة من العثمانية صاروا يمسكون أولاد الناس من الطرقات ويقولون لهن أنتم جراكسة فيشهدون عندهم الناس أنهم ما هم من المماليك فيقولون لهم: اشتروا أنفسكم من القتل فيأخذون منهم حسبما يختارون من المبلغ، وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر».
          ووصل الحال بالعثمانية لفرض غرامات على الزواج والطلاق «فصار الذى يتزوج أو يطلق تقع غرامته نحو أربعة أشرفية، فامتنع الزواج والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح والأمر لله فى ذلك».
          ويورد ابن إياس رواية أخرى «أنه أشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصبحته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارج عن ما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس والخيول والبغال والحمير وغير ذلك حتى نقل منها الرخام الفاخر وأخذ منها من كل شىء أحسن، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبل أبدا، وكذلك ما غنمه وزراؤه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنم من النهب مالا يحصر».

          هكذا كانت حال المصريين، بينما كان سليم الأول السلطان العثمانى فى القلعة محتجبا عن الناس، يقول ابن إياس: «إن ابن عثمان احتجب عن الناس ولم يظهر لأحد وحكم بين الناس، ينصف الظالم من المظلوم، بل كان يحدث منه ومن وزرائه كل يوم مظلمة من قتل وأخذ أموال الناس بغير حق، ولأنه كان يشاع العدل الزائد عن ولاد ابن عثمان وهم فى بلادهم قبل أن يدخل سليم شاه لمصر، فلم يظهر لهذا الكلام نتيجة»، وفى موضع آخر يروى ابن إياس أن سليم «كان مشغولا بلذته وسكره وإقامته بين الصبيان والمرد.. وما كان له أمان إذا أعطاه لأحد من الناس وليس له قول ولا فعل وكلامه ناقص ومنقوض ولا يثبت على قول واحد كالعادة».

          وعلى المستوى الحضارى، كانت القاهرة عامرة بأبنيتها الفخمة وتراثها المعمارى الذى حرض حكامها السابقون من الفاطميين والمماليك على المباهاة بها، وظل منها ما ظل ولم تطله يد الحرق أو النهب والهدم على يد الأتراك الذين هدموا المساجد ذات الطرازت المميزة، مثل جامع شيخو، ولا عجب فقد وصف ابن إياس «العثمانية» بأنهم «قوم همج»، وحسب روايته فـ«لم يكن له (سليم) نظام يعرف لا هو ولا وزراؤه ولا أمراؤه ولا عسكره، بل كانوا همجا لا يعرف الغلام من الأستاذ ولما أقام ابن عثمان فى القلعة ربط الخيول من الحوش إلى باب الجامع، وصار زبل الخيل هناك بالكيمان على الأرض» ـ وعن عسكره يصفهم ابن إياس بأنهم «كانوا جيعانين العين نفسهم قذرة يأكلون الأكل وهم راكبون على خيولهم فى الأسواق وعندم عفاشة فى أنفسهم..».

          ونقل سليم الأول، أمهر الأعمال وأرباب الحرف فى مصر إلى اسطنبول ما سبب الخراب وتوقف الصناعات التى اشتهر بها مصر، حتى انقرضت 50 حرفة، يقول ابن إياس إن العثمانيين «ما رحلوا عن الديار المصرية إلا والناس فى غاية البلية وفى مدة إقامة ابن عثمان فى القاهرة حصل لأهلها الضرر الشامل.

          “ أجبروا أمهر العمال المصريين على السفر لاسطنبول حتى توقفت 50 حرفة فى مصر وسرقوا رخام القلعة والمدارس ”


          خطة العثمانليه بعد احتلالهم مصر كانت اضعافها و اضعاف بقايا المماليك اللذين بقوا فى مصر لكى تبقى تابعة للاستانه العثمانيه ، فإخترعو نظام حكم غريب قسمو فيه مراكز القوى فى مصر. على قمة هرم الحكم و الادارهوضعوا والى وهو كان نائب يحكم بإسم السلطان التركى و اهم مهماته كانت تبليغ اوامر الاستانه للحكومه و المصريين. و بعد الوالى " الوجقات " و هذة كانت عباره عن فرق عسكريه قوامها 6000 فارس و 6000 ماشى وضعوها فى القاهره و فى المناطق المهمه تحت قيادة باشا عثمانى مقيم فى قلعة القاهره وكانت مهمته يحفظ النظام فى مصر ويجمع الضرايب للاستانه.
          الوجقات كانت مرتبه على سبع نوعيات :

          وجاق المتفرقه وهى كانت نخبة حرس السلطان ،
          و وجاق الجاويشيه وهم كانو اصلاً ظباط فى جيش سليم الاول و مهمتهم كانت جمع الضرايب من المصريين ،
          و وجاق الهجانه ،
          و وجاق التفقجيه وكانت مهمتهم نقل الاسلحه ،
          و وجاق
          الانكشاريه وكانو خليط من قبايل العربان الخاضعين للعثمانيون .
          الوجاق السابع وجاق الشراكسه وهم كانو بقايا المماليك ،
          و من السبع وجقات كانت تتكون حكومة مصر تحت الاحتلال العثمانى




          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة هنيبال مشاهدة المشاركة

            يا اخي الدولة العثمانية لها فضل على كل مسلم عموما وكل عربى خصوصا

            فى الوقت الذى ظهرت فيه الدولة العثمانية إلى الوجود كانت بلاد الإسلام على وشك الوقوع فى يد الأوروبيين

            ودولة المماليك كانت قد وصلت إلى مرحلة الانهيار

            والأندلس استولى عليها الأوروبيون بالكامل

            ظهر العثمانيون وحملوا هم الإسلام و راية هذا الدين

            فى نفس الفترة التى استولى فيها العثمانيون على مصر وبلاد الشام كان الأوروبيون يتسولون على أمريكا الجنوبية والشمالية وأطراف أفريقيا وجنوب شرق

            آسيا ... انظر إلى ما فعله الأوروبيون فى شعوب أمريكا الشمالية التى ابادوها

            بالكامل...وأمريكا الجنوبية تم تغيير اللغة تماما و الديانة بالاجبار

            تخيل ما الذى كان سيحدث يا اخي فهد لو لم يوجد العثمانيون وكنا وقعنا فى يد أوروبا فى هذه المرحلة المبكرة ؟

            لكان اسمك الان ' كارلوس

            ' مثلا بدلا من فهد.

            ثم الذى فعله العرب بعد أن تخلصوا من احتلال العثمانيون كما يقول العرب أن يقولوا على الخلافة

            ماذا فعل العرب منذ سقوط الخلافة إلى الآن

            والله ماازدادوا إلا ذلا إلى ذلهم وضعفا إلى ضعفهم

            أما هؤلاء الذين يطعنون فى الخلافة لمساوءها أقول لهم وهل تتوقعون أن يكون رجال الخلافة ملائكة...نعم كانت العثمانيون

            أخطاء ...لكن ماذا تكون هذه

            المساوىء بجانب الخدمات التى قدومها للإسلام ؟

            الايعلمون أن الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث

            محاسن العثمانيون كانت نهر جارى وليس قلتيه فقط .

















            صدقت اخي في كل كلمة تفضلت بها وخير الكلام ما قل ودل
            دولة قوية بحكم ظالم افضل من دويلات خانعه مستسلمة منقسمة متامره على نفسها تلهث وراء اللهو والمتعة والدولار
            ليس كل ما يلمع ذهبا

            لا تصدق كل ماتسمع ولا نصف ما ترى

            ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا
            وياتيك بالاخبار من لم تزود

            لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

            تعليق


            • #7


              لا تصدق كل ماتسمع ولا نصف ما ترى

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة السبع مشاهدة المشاركة
                صدقت اخي في كل كلمة تفضلت بها وخير الكلام ما قل ودل
                دولة قوية بحكم ظالم افضل من دويلات خانعه مستسلمة منقسمة متامره على نفسها تلهث وراء اللهو والمتعة والدولار

                صدقت اخي السبع وقيل زمان حكم جائر خيرا من عرش مهمل

                " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

                تعليق

                يعمل...
                X