إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المس العاشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المس العاشق

    المس العاشق مسمى يعتبر حديثاً لفظاً وقديماً معنى فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى عن الجن : فما كان من صرعهم للإنس بسبب الشهوة والهوى والعشق فهو من الفواحش التي حرمها الله تعالى ، كما حرم ذلك على الإنس وإن كان برضى الآخر ، فكيف إذا كان مع كراهته فأنه فاحشة وظلم! فيخاطب الجن بذلك ويعرفون أن هذا فاحشة محرمة ، أو فاحشة وعدوان ، لتقوم الحجة عليهم بذلك ، ويعلمون أنه يحكم بحكم الله ورسوله الذي أرسل إلى جميع الثقلين الإنس والجن. ويقول شيخ الإسلام ابن تيميه : الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به . ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض ... فالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن ، فتارة يسجد له ، وتارة يسجد لما يأمره بالسجود له وتارة يمكنه من نفسه فيفعل الفاحشة، وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال . وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم ، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس ، وقد يفعل ذلك بالذكران.

    حقيقة المس العاشق
    الصحيح في المسألة أن هذه التسمية ليست خاصة بصنف واحد من الجن بل بأصناف كثيرة إذ أن المقصود بالعشق الذي يتأذى منه أكثر المرضى ويبحثون عن علاج قاطع له هو نوع الأذى نفسه ألا وهو المس الشيطاني الذي يكون سبباً في تعاسة المريض والتعدي عليه جنسياً أو أذيته في جميع أموره فكثير من المرضى يشتكي من أعراض تمر به في حياته ولايجد لها تفسيراً أو حلاً ثم بعد تلقيه العلاج تكون نتيجة التشخيص وجود مس عاشق معتدي وقد لايظهر منه الإعتداء جنسياً إلا بعد بدء العلاج والإستمرار فيه فكل مس غالباً يكون منه العشق والزنا.
    السحاق واللواط:
    أيضاً نساء الجن يعشقن نساء الإنس ويقمن بالإعتداء عليهن بالسحاق وتظهر لها في نومها كأختها أو صديقتها أو أنها تشعر برغبة وميل لجنس النساء حتى تجد المراة تعشق النساء
    وأيضاً رجال الجن يعشقون الرجال والفتيان من الإنس ويكون منهم الإعتداء باللواط حتى أن بعض الإنس ينحرف بسبب إثارتهم له حتى يقع في الرذيلة
    اسباب تسلط المس العاشق
    هناك أسباب عدة لتسلط الشيطان على الإنسان والتعدي عليه بالفاحشة منها:
    1-الإعجاب : فإعجاب الجني بالإنسي قد يدفعه على الحرص والإصرار على متابعة الإنسي ومحاولة الدخول فيه سواء كان في أماكن اللهو والزواجات التي يكثر فيها التبرج وتظهر المفاتن ويقل أو ينعدم فيها التحصين
    2-العين والحسد : إصابات العين بين الإنس ثغرات عظيمة لتسلط الجن على الأجساد .
    3-السحر الإنسي : يحدث في حالات السحر تسلط شيطاني على المسحور من خدام السحر ومع طول مدة السحر يأنس خادم السحر بالجسد الذي يعيش فيه حتى يعشق صاحب الجسد وخاصة إذا كان في المرأة المسحورة جني ذكر وكان في الرجل الإنسي جنية وهذا هو الغالب.
    4-سحر الفاحشة:هناك نوع من السحر للفاحشة وهو على أنواع منها:
    أ-سحر المحبة :وهو أنواع منه ماهو لتهييج شهوة المسحور .
    وهذا مثال من كتب السحر ومايفعله السحرة قاتلهم الله يتضح فيه تسليط الجن على الإنس بسحرالزنا
    (قمت بطمس بعض الكلمات حتى لايقع ضعيف الدين ومعدوم التوحيد فريسة لعمل السحر)
    وهذا مثال آخر

    ب-تسليط زناة الجن على المسحور بفعل الفاحشة حتى أنه قد يكون الأذى ليل نهار.
    ج-تسليط أعداء الله من اليهود والنصارى الجن بالسحر على المسلمين وهذا واضح .
    5-سحر الجان :قد يلجأ الجن العاشق لسحر الإنسي حتى يتمكن من معاشرته وجماعه .
    6-البعد عن الله وترك الصوات والإنغماس في المحرمات يجعل المصاب فريسة سهلة لهذا النوع من المس.
    7-يتسلط بسبب طلب الإنسي التعامل مع الجن أو ندائه لجن أو كلامه عن الجنيات وتمنيه جنية مثلاً.
    8-الإطلاع على كتب السحر والتعامل بها .
    ماذا يفعل المس العاشق:
    المس العاشق يفعل كل شئ ولا أريد أن أكتب نقاطاً كثيرة لما يفعله فهي كثيرة وأشد مايقع منه ايقاد نار الشهوة العارمة وتزيين الفاحشة والزنا والنظر إلى النساء من الرجال والعكس يقع كل ذلك فجأة وأيضاً لا كما يظن الناس أن المس العاشق لايؤذي ولا يقتل بل قد يقع منه كل شئ إيجابي أو سلبي حسب نوع الجني وديانته فمثلاً قد يكون مسلماً فتجد المريض يحب الطاعة ويتلذذ بالعبادة ويساعده الجن بقدر معين ومع ذلك ينال منه مراده وقد يكون كافراً فيكيده في عبادته حتى لايتأذى ولينال مراده
    المس العاشق يفعل كل شئ مما يشعر به المريض من الأعراض.
    علامات يعرف بها المس العاشق:
    هناك بعض العلامات التي يشخص بها المعالج حالة المريض بأن فيه مس عاشق سواء كان بسؤال المريض أو القراءة عليه وأذكر بعضها
    1-كثرة الإحتلام دليل على وجود المس العاشق ولكن مع وجود بعض الأعراض الأخرى كرؤية النساء العاريات أو جماع المحارم ونحوه
    2-الشهوة المتوقدة بدون سبب أو على المحارم وقد لايكون مع الزوجة مثله.
    3-الوقوع في العادة السرية بكثرة .
    4-كره الزواج وعدم الرغبة فيه وقد تكره الفتاة جنس الرجال .
    5-الشعور بحركات في العورات وخاصة في القبل سواء كان مثيراً للشهوة أو هرش وحكة أو حركة جماع .
    6-شعور الشخص كأن أحداً يرافقه وينام بجانبه ويشعر مثل جسم خفي بجانبه على السرير أو ثقل أو هواء أو نَفَس (كأن أحداً يتنفس).
    7-بعض الرجال يجد شعرة امرأة على جسمه وبعضهم يجدها داخل سرواله أو ملفوفة على عورته .
    8-بعض النساء ترى من يظهر لها عارياً بأشكال مختلفة وقد ينال منها سواء يقظة أو في النوم.
    9-نفور الزوج من زوجته ونومه بعيداً وينزعج جداً إذا اقتربت منه زوجته ومحبتة للوحدة وتمر عليه الشهور الطويلة ولم يجامع زوجته
    10-نفور الزوجة من الزوج مع وجود الإفرازات والعصبية الزائدة وإثارة المشاكل وسخونة الجسم ولاتحب أن يلمسها زوجها بل حتى أبناؤها ومحبة الوحدة والنوم شبه عارية وثقل النوم لساعات طويلة.
    11-عدم أو ضعف الإنتصاب أو سرعة القذف وآلام تحت السرة بإصبعين كأنها طعنة وآلام بين الخصية وفتحة الدبر ووخز فيها.
    12-عدم النوم ليلاً والمكوث ساعات في الحمام والسرحان وشرود الذهن .
    13-شم بعض الروائح العطرية في الغرفة بدون معرفة مصدرها .
    14-شعور الزوجة حال الجماع أن الذي يجامعها غير زوجها أو تشعر بعد الجماع أنها تجامع من غير أن ترى أحداً.
    15-بعض الأطفال يتعرضون للمس العاشق فيستيقظ وملابسه منزوعة ويحكي مايبين تعرضه لجماع وهو لايعلم معناه .
    16-الشعور بالرغبة الشديدة والشهوة العارمة في الإنحراف للواط أو السحاق أو ممارستها.
    17-بكاء الفتاة إذا تقدم أحد لخطبتها أو رفضها بعد موافقتها بأعذار غير مقبولة أو أن الخطاب لايعودون مرة أخرى مع توفر الجمال والحسب وكل شئ فيها.
    18-عدم توفق الرجل للزواج فيطرق كل الأبواب ويرد مع توفر أكثر الأوصاف المطلوبة حتى أنه قد يعقد ثم يفسخ عقده أو يتزوج ويطلق.
    19-تجد الرجل لايستطيع أن ينظر في النساء وقد يتصبب عرقاً إذا تكلمت معه امرأة وقد يرتجف إذا تغزلت فيه إمرأة وبعضهم يظن أنه من الحياء وقد يكون من الحياء وقد يكون بسبب المس والفرق أنه يشعر بحركات في جسده
    وألم في عورته وظهره ووخز في مختلف أنحاء جسده وهذا متواتر .
    20-الشعور بآلام في العورات في الخصية والقضيب أو الرحم والمبايض.
    ومن الأمور التي يعرف بها المس العاشق قراءة آيات ذم الفاحشة خاصة فعند رقية المريض والمريضة يتأثر المس العاشق بهذه الآيات حتى لو كان من النوع الطيار فإنه يفضح ويحضروهذه .... آيات ذم الفاحشة
    علاج المس العاشق:
    قبل أن نتكلم عن علاج المس العاشق لابد أن نعرف حقيقة هذا الزاني وسبب دخوله فإن كان بسبب عين ركزنا على آيات العين مع العلاج وإذا كان دخوله بسحر ركزنا على آيات السحر مع العلاج وإذا كان من المسلمين ركزنا على الوعظ والتذكير بعقاب الله وحرمة الزنا وإن كان من اليهود والنصارى ركزنا على آيات أهل الكتاب مع العلاج
    وعلاج المس العاشق من أصعب الأمور إذا لم يساعد المريض نفسه في التخلص من المس العاشق بل قد يكون مستحيلاً إذا أهمل المريض نفسه وأهمل أمر العلاج،وعلاج المس العاشق يحتاج إلى عمل دؤوب وصبر أكبر من صبر المعتدي والله مع الصابرين .
    أقسام العلاج:
    1- بالقرآن وهو أعظم وأقوى سبب في قهر ودحر وحرق بل وقتل المس العاشق
    2- بالدعاء على المس العاشق وله تأثير قوى عليه وخاصة في مواطن واوقات إجابة الدعاء
    3- الصدقة والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة
    4- الأدوية الحسية ومنها ماجاء ذكره في الكتاب والسنة ومنها ماقامت به التجربة في الأمور الحسية في العلاج من المس العاشق وغيره وثبت نفعه استناداً لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام (تداووا عباد الله ولاتداووا
    بمحرم) ولفتاوى أهل العلم في هذا الشأن ومنها فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - حفظه الله - حيث قال: ( إن الدواء سبب للشفاء ، والأسباب إما أن تكون شرعية كالقرآن الكريم والدعاء ، وإما أن تكون
    حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع كالعسل أو عن طريق التجارب مثل كثير من الأدوية وهذا النوع لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة لا عن طريق الوهم والخيال فإذا ثبت تأثيره بطريق مباشر محسوس صح
    أن يتخذ دواء يحصل به الشفاء بإذن الله تعالى ، أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات يتوهمها المريض فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ويهون عليه المرض وربما ينبسط السرور النفسي على المرض فيزول
    فهذا لا يجوز الاعتماد عليه ولا إثبات كونه دواء لا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات ولهذا نهى عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع المرض أو دفعه لأن ذلك ليس سببا صريحا حسيا وما لم يثبت كونه سببا شرعيا ولا
    حسيا لم يجز أن يجعل سببا ، فإن جعله سببا نوع من منازعة الله تعالى في ملكه وإشراك حيث شارك الله تعالى في وضع الأسباب لمسبباتها ) ( فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 143 ، 144 ) 0
    أولاً :العلاج بالقرآن:
    1- آيات ذم الفاحشة تقرأ بتركيز وتردد الآيات التي يكون التأثر فيها شديداً ، ويسمع الشريط الموجود في قسم الصوتيات.
    2- قراءة سورتي يوسف والنور .
    3- قراءة وسماع آيات الحرق قدر الإمكان وكذلك آيات الخروج.
    4- كثرة قراءة آية الكرسي ولو طول اليوم من أشد الآيات على المس العاشق.
    5- قراءة سورة يس والصافات والدخان والرحمن والجن والمعارج والبروج والقارعة .
    ثانياً:الدعاء:
    1- سماع شريط نصيحة للجن مراراً .
    2- أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج ونزع الثياب وكل دعاء يحتاج إليه في موطنه كدعاء الجماع والأكل والشرب ونزول منزل وعند النوم ونحوه.
    3- الدعاء بالأدعية المأثورة على الظلمة والمعتدين
    4- الدعاء على المس العاشق بهذا الدعاء [[اللهم اصعق كل عاشق من الجان في الجسد اللهم اقتل كل عاشق وعاشقة وزان وزانية ومتمسك وساكن بالعورات اللهم اجعل جسدي عليه ناراً اللهم لاتجعل له في جسدي مكاناً ولا قراراً اللهم احرق وجهه وعورته اللهم اعمه وخذ بصره فلا يراني وخذ سمعه فلا يسمع صوتي اللهم خذ عقله وشل تفكيره فيما أراد وقرر وفكر اللهم إنك حرمت الزنا وتوعدت الزناة في الدنيا والآخرة اللهم فاحفظني من هذا الزاني (الزانية) بما حفظت به سارة من الجبار واحفظني بما حفظت به أمهات المؤمنين بليل أونهار اللهم اصرعه كلما دنا واقترب اللهم اصعق واصرع من جاءني في غفلة أو نوم أو دورة اللهم اجعل لي حافظاً من عندك من أذى العاشق الزاني اللهم اقطع شهوته وأذهب عقله اللهم ابتله بالآفات والعاهات والأمراض المستعصيه اللهم شل حركته كلها واقطع أنفاسه اللهم إنك إن أقدرته فلا تمكنه مني اللهم اسلبه قوته كلها اللهم اربطه عني وعن كل مسلمة اللهم سلط عليه من ملائكتك وجندك من يقيم عليه حد الجلد أو الرجم وأنت القائل سبحانك ({الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ } اللهم سلط عليه من يجلدوه اللهم سلط عليه من يقتلوه ويذبحوه اللهم سلط عليه من يسومه سوء العذاب والجلد ليلاً ونهاراً حتى يخرج من جسدي اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها وإسمك الأعظم وبكل اسم هو لك وبكل اسم استأثرت به في علم الغيب عندك أن تأخذ هذا الخبيث أخذ عزيز مقتدر اللهم ياقهار ياجبار يامنتقم إنتقم لي منه اللهم ابطل عني سحره الذي يتمكن به من الزنا ويقدر به على الأذى اللهم دمر حصنه الذي يتحصن به في جسدي اللهم احرقه أينما تنقل واختبأ وتركز اللهم احرق من تركز في الأرحام اللهم احرق من تركز في العورات والأرحام والمبايض اللهم احرق من تركز في الرأس والوجه والعيون والصدور والظهور والأعصاب والعظام والعروق والشرايين والأوردة اللهم دافع عني فنعم المولى أنت ونعم النصير أنت الذي قلت إن الله يدافع عن الذين آمنوا اللهم سلسله عني واحرقه بشهاب كلما دنا واقترب مني إنك سميع الدعاء اللهم كرهه في كما كرهتني فيه اللهم اقطع شهوته ولاتتم له عمله اللهم اقذف في قلبه الرعب كلما نوى اللهم اهلك كل جبار عنيد ربنا وتقبل دعاء رب إني مغلوب فانتصر اللهم حل بينه وبين مااشتهى واجعل بيني وبينه حاجزاً وحجاباً وسوراً من نار اللهم إني أسألك بالذكر الذي أذكرك به وبكل عمل صالح قبلته مني أن تمدني بمسلحة (شرطة) من ملائكتك يذبون ويدافعون عني فلا يستطيع إلى سبيلاً اللهم لاراد لقضائك ولاراد لفضلك فأسألك من فضلك ياذا الفضل والمن والعطاء أن تحفظني بما حفظت به السماوات والأرض من شركل طارق اللهم احفظني بما حفظت به الأنبياء والأولياء وأمهات المؤمنين اللهم إنك قلت وقولك الحق {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } اللهم فاكفنيه بما شئت وكيف شئت اللهم إنك قلت وقولك الحق {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } اللهم فإني مضطرة إليك ولاملجأ لي ولارب سواك يحميني وينجيني اللهم ياقريب يامجيب ياناصر المظلوم وإن كان كافراً إنصرني فإني أوحدك وأمجدك وأركع وأسجد لك وقائمة بأمرك مااستطعت فلا تردني بعد هذا الدعاء خائبة ولاتشمت بي الأعداء فما خاب من دعاك وأنت القائل {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } وأنت القائل {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } دعوتك كما أمرتني فاستجب مني كما وعدتني أسألك أن تحفظني في ليلتي هذه وفي كل ليلة من هذا الخبيث مسلماً كان أو كافراً فإنك على كل شئ حفيظ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ]]أو نحو هذا الدعاء ويكرر حسب التأثير.
    5- الإلحاح في الدعاء ولو كان لساعات وخاصة في السجود وفي صلاة القيام وفي ساعات الإجابة حين التنزل الإلهي وتحري أوقات الإجابة عموماً ومواطن الدعاء.
    ثالثاً:الصدقة والتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة:
    1- الصدقة لها أمر عجيب في دفع البلآء فهي تطفئ غضب الرب وهي جند يدافع عن صاحبه
    2- التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة مشروع فالتوسل إلى الله بالأعمال الصالحة لدفع اذى المس العاشق فيه نفع عظيم
    رابعاً: الأدوية الحسية:
    الأدوية الحسية كثيرة جداً فمنها ماجاء ذكره في الكتاب والسنة ليس من أجل المس العاشق فقط بل أن فيه شفاء أو ذكر له فضل ونفع ومنها ماقامت عليه التجارب قديماً وحديثاً مع مراعاة ألا نذكر إلا ماهو مباح شرعا ً وليس فيه شرك أوكفر أو محرم شرعاً
    1- الماء المقروء وخاصة إذا كان ماء زمزم
    2- العسل فيه شفاء للناس وهو من اقوى العلاجات في حالات المس عموماً وله استخدامات عدة سنذكرها.
    3- الحبة السوداء شفاء من كل داء وزيتها قوي دهاناً وله استخدامات أخرى.
    4- زيت الزيتون وخاصة المقروء شرباً ودهاناً.
    5- السدر شرباً واستحماماً.
    6- الشذاب وله اسماء أخرى (السذاب -فيجن - حزاء - فيجل ) شرباً واستحماماً وله استخدامات اخرى.
    7- المسك الأسود وهو أنواع منه الأصلي وهو غالي الثمن ويأتي بعده المصنّع وهو أنواع أيضاً وأفضله المركّز ويأتي بعده المسك الأبيض في التاثير ويستخدم دهاناً في أماكن معينة أو يخلط مع الزيت المقروء بنسب معينة ويدهن كامل الجسم وهو الأفضل ويشم كذلك مفرداً ومركباً مع كافور وغيره.
    8- العنبر الأصلي أو الصناعي المركز يستخدم مثل المسك في حال عدم وجوده.
    9- الحلتيت وهو من أقوى وأخطر العلاجات للمس العاشق وطرق استخدامه متعددة.
    10- المسهلات والملينات فغالباً مايؤثر المس العاشق على القولون فيصاب المريض بالإمساك ومن أفضل المسهلات [ السنا فقد وردت أحاديث أنها شفاء من كل داء ]
    11- التبخير بالماء أو بالجمر أي النار ويكون غالباً ببعض أنواع الأعشاب له تأثير قد يصل إلى قتل أو خروج المس العاشق وتعذيبه.
    12- الحقن الشرجية والمهبلية والمكونة من بعض العلاجات الشعبية لها تأثير على بعض الحالات.
    13- بعض الدهانات المستخلصة من الأعشاب والنباتات - أو بعض الدهانات الخاصة لآلام العضلات والمفاصل (من الصيدليات)وخاصة الدهانات الحارة يقرأ فيها ولها تأثير عظيم واستخدامات في علاج المس أو العين أو السحرلشدة نفوذها في الجسم(استخدم أحد المصابين بالسحر والمس العاشق هذا المرهم الأحمر بعد أن قرأت زوجته سورة البقرة كاملة في المرهم فما أن دهنت له ظهره حتى سقط على الأرض مصروعاً واستمر يدهن منه وكان يشعر بأشياء تخرج منه حتى تحسنت حالته وانقطعت أخباره أسأل الله أن يكون قد شفي وغيره أيضاً من استخدم مثل هذه المراهم ووجد فوائد فيها خاصة بعد قراءة الرقية فيها)
    14- الخلطة الرومية (المكونة من السدر والشب والملح) لها تأثير على نسبة كبيرة من الحالات سواء كان التأثير قوياً أو ضعيفاً.
    15- بعض الأعشاب والنباتات سنذكرها في البرامج العلاجية.
    وكذلـك :
    1- اللجوء إلى استخدام الضرب في بعض الحالات (من معالج متمرس ) كالضرب على الأرداف والأكتاف .
    2- استخدام الكهرباء قد يهلك المس وقد يعذبه وهذا ملاحظ في الحالات التي تتلقى صعقات كهربائية في المستشفيات ويمكن للمعالج أو المريض أن يستخدم نوعاً من أجهزة إصدار لذبذبات كهربائية تستخدم بأمان في المساج أو تنشيط الخلايا أو علاج العضلات فهذه الأجهزة لها تأثير أيضاً حال تركز المس في مكان في الجسد وهذه صور لبعض هذه الأجهزة
    3- المساج أو تمريخ الجسم بالزيت المقروء وخاصة ممن هم من أهل الإختصاص ومعرفة الأعصاب والعضلات فإن له تأثير عظيم وعجيب (المرأة تعالجها إمرأة والرجل يعالجه رجل).
    4- الزواج مهم لإهلاك المس العاشق وتودد الأزواج وإظهار المحبة الزائدة مهلكة للمس العاشق.
    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

  • #2
    برامج العلاج
    أمــور لابد منها:
    1- لابد قبل البدء في العلاج من التهيؤ للعلاج
    2- أهمية تصحيح عقيدة المريض إن كان واقعاً في شرك أو بدع.
    3- تهيئته نفسياً للصبر على العلاج لأنه قد يطول.
    4- تحذير المريض وتنبيهه مما قد يحدث فترة العلاج من أذى وشدة وتعليمه معالجة نفسه بنفسه
    5- أهل المريض عامل مهم في التحسن والشفاء بإذن الله.
    6- البعدعن المعاصيوالذنوب والرجوع إلى الله قلباً وقالباً (الإستقامة ) .
    7- تعلق القلب بالله وحده وأنه هو النافع الضار وأن الشفاء بيده سبحانه وأنه قادر على كل شئ وأنه لابد من التوكل عليه بيقين كامل ليس فيه شك .
    بعض البرامج العلاجية :
    البرنامج الأول:
    1- قراءة سورة البقرة يومياً والنفث في الماء والزيت (في كل أنواع الزيوت المستخدمة) والنفث والمسح على كامل الجسد.
    2- قراءة سورة يوسف والنور ويس والصافات يومياً .
    3-قراءة آيات ذم الفاحشة وترديد الآيات التي يزداد التأثر بها.
    4- دهان كامل الجسم بزيت الزيتون المقروءمن 3مرات - 5 مرات يومياً وفي الحالات الصعبة قد يكون على مدار الساعة.
    5- المحافظة على الأذكار النبوية (الصباح والمساء وغيرها من الأذكار)
    6- المحافظة على قول لآإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير 100 مرة صباحاً ومساءً
    7- الإستغفار 100 مرة أو أكثر.
    8- قول لاحول ولاقوة إلا بالله أكثر من 100 مرة.
    9- الدعاء على المس العاشق بالدعاء المكتوب أعلاه أو نحوه (حسب مايفتح الله لك من دعاء).
    10- الإجتهاد أن يكون كل المأكل والمشرب مقروءاً عليه ولو يقرأ عليه المعوذات .
    11- العسل من أقوى الأمور في العلاج وأشدها على الشياطين وخاصة إذا شرب ممزوجاً ملعقتين كبيرة في كأس ماء حار مقروء يشرب مثل الشاي 3-5 مرات يومياً بالنسبة للمريض السليم من مرض السكر .
    البرنامج الثاني:
    1- قراءة القرآن كاملاً حدراً (ليس بطيئاً) في 3-5 أيام ومحاولة تدبره وقراءته بنية الشفاء وإهلاك المس العاشق والتوسل إلى الله بهذا العمل الصالح لدفع العدو الظالم.
    2- سماع آيات ذم الفاحشة بسماعة الأذن وكذلك آيات الحرق ويضاف إليها رقية السحر أو العين حسب نوع تسلط المس العاشق.
    3 3-استخدام المسك شماً أو دهناً سواء الأصلي (غالي الثمن قرابة 300-400 ريال التولة) أو المصنّع وخاصة الأسود وهو أنواع ويأتي بعده في القوة المسك الأبيض، وطريقة شم المسك معروفة إما يشم مفرداً أو يقطر منه قطرات داخل إصبع الفيكس VICKS ليصبح أكثر فعالية وليس منه ضرر بل يستخدم لمسّ سكن الرأس خاصة سواء كان عاشقاً أو غير عاشق أي لعموم المس وله تأثير في السحر المشموم وقد أبطل سحر مشموم لواحدة من الأخوات بعد أن استمرت على شم المسك داخل الفيكس ويمكن أن يكون مع الكافور ونحوه وبالنسبة لدهن المسك فبعض المعالجين ينصح بدهنه على العورات والصدر على الأثداء والأصابع للرجلين واليدين والرقبة والإبطين والسرة والأذنين والأنف والمفاصل ولكن وجدنا بعض الشكاوى بسبب أن المسك حار وخاصة على المناطق الحساسة فيمكن وضع بعض من المسك على الزيت المقروء ومزجه جيداً ويدهن كل الجسم منه.
    4- استخدام الخلطة الرومية وهي كيلو سدر مطحون وكيلو شب مطحون وكيلو ملح مطحون = 3كيلو تخلط جيداً ثم تقسم لسبعة أقسام متساوية تقريباً 430جم ×7 ثم يغتسل كل يوم بقسم يمزجه في 5لتر ماء عادي (غير مقروء) بين العصر والمغرب أو بعد العشاء كما ذكر الشيخ ويستحم ويصفي جسمه مباشرة بعد الإغتسال بالخلطة ويتصدق عن كل يوم ولو بشئ يسير .
    5- استخدام الشذاب الطازج شماً باستنشاق قوي وكتم النفس قليلاً ويشم كثيراً خاصة إذا كان هناك تأثر منه وممكن أن يفرك به الجسم أو يدهن بزيت الشذاب كامل الجسم ، وكذلك يستخدم شرباً مقدار غصن (عود واحد) على كاس ماء مقروء فهو قوي وفعال ويستخدم أيضاً استحماماً وكذلك يجلس المصاب في ماء الشذاب (للتشطيف)2-3 مرات يومياً.
    6- المحافظة على الأذكار النبوية (الصباح والمساء وغيرها من الأذكار)
    7- المحافظة على قول لآإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير 100 مرة صباحاً ومساءً
    8- الإستغفار 100 مرة أو أكثر.
    9- قول لاحول ولاقوة إلا بالله أكثر من 100 مرة.
    10- الدعاء على المس العاشق بالدعاء المكتوب أعلاه أو نحوه (حسب مايفتح الله لك من دعاء).
    11- الإجتهاد أن يكون كل المأكل والمشرب مقروءاً عليه ولو يقرأ عليه المعوذات .
    12-العسل من أقوى الأمور في العلاج وأشدها على الشياطين وخاصة إذا شرب ممزوجاً ملعقتين كبيرة في كأس ماء حار مقروء يشرب مثل الشاي 3-5 مرات يومياً بالنسبة للمريض السليم من مرض السكر .
    البرنامج الثالث :
    1- إلتزام آية الكرسي والمعوذات قراءة ونفثاً لساعات طويلة بنية قتل العارض أينما كان حتى لوكان طيلة اليوم تقرأ بدون عدد معين.
    2- سماع آيات القتل والتدمير وقراءتها وآيات الحرق كذلك.
    3- الصيام قدر الإستطاعة والإفطار على العجوة أو أي تمر من تمر المدينة .
    4-قيام الليل وإطالة السجود والقنوت الشديد على المس الخبيث (اللهم اقتله اللهم إنا نجعلك في نحره اللهم أمته واكفناه بما شئت وكيف شئت ..الخ )
    5- استخدام المسك والشذاب كما ذكرنا مع إضافة الحلتيت يبلع منه حبتين يومياً 1 صباحاً 1 مساءً وطريقته موجودة في موضوع الحلتيت .
    6- المحافظة على الأذكار النبوية (الصباح والمساء وغيرها من الأذكار)
    7- المحافظة على قول لآإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير 100 مرة صباحاً ومساءً
    8- الإستغفار 100 مرة أو أكثر.
    9- قول لاحول ولاقوة إلا بالله أكثر من 100 مرة.
    10- الدعاء على المس العاشق بالدعاء المكتوب أعلاه أو نحوه (حسب مايفتح الله لك من دعاء).
    11- الإجتهاد أن يكون كل المأكل والمشرب مقروءاً عليه ولو يقرأ عليه المعوذات .
    12-العسل من أقوى الأمور في العلاج وأشدها على الشياطين وخاصة إذا شرب ممزوجاً ملعقتين كبيرة في كأس ماء حار مقروء يشرب مثل الشاي 3-5 مرات يومياً بالنسبة للمريض السليم من مرض السكر .
    البرنامج الرابع:
    محاصرة المس العاشق سواء بالمكان أو الزمان بالتفرغ للعلاج والإنقطاع بالكلية لبرامج العلاج ليل نهار بلا هوادة (إعتكاف) حتى النهاية بإذن الله وقد يقول قائل فعلت مثل هذا فأقول كرره مرة أخرى فتعب شهورويكون الشفاء أهون من تعب سنين لاينتهي معها الداء
    1- التفرغ للعلاج والبعد عن كل صارف حتى لو كان قريباً (مثل مريض المستشفى المنوم ولايسمح له بالخروج أو العمل).
    2- كثرة الإستغفار والتوبة إلى الله وكثرة التضرع إلى الله بالدعاء وخاصة أدعية القرآن كدعاء يونس عليه السلام (لآإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)مادعا به مكروب إلا فرج الله عنه وكدعاء نوح عليه السلام(فدعا ربه أي مغلوب فانتصر) وكذلك الأدعية النبوية (اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب هازم الأحزاب إهزم من تلبس جسدي ....الخ) (اللهم من إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم) وايضاً بعض الأدعية التي يفتح الله عليه.
    3- إخراج الصدقة يومياً ولو (تمرة ) فإن الصدقة تدفع البلآء .
    4- الصيام حسب الإستطاعة .
    5-دهان الجسم على مدار الساعة (وجربناه مع حالات 15مرة دهان في اليوم حتى تم الشفاء) يدهن بأنواع الزيوت سواء زيت الزيتون أو الشذاب أو الحبة السوداء أو الحرمل أو المسك.
    6- شرب الماء المقروء والعسل وشرب زيت الزيتون أو وضعه على الطعام .
    7- كثرة قراءة القرآن وكثرة سماع آيات العذاب والحرق .
    8-سماع أشرطة عن الجنة والنار واليوم الاخر والمواعظ بسماعة الأذن وشريط نصيحة للجن.
    ملاحظـة: هذه البرامج ماهي إلا تسهيل للمرضى حتى لايتشتت ذهنهم في أنواع العلاجات وحتى يسهل الإلتزام بأمر العلاج مرتباً فكثير من المرضى تجده يعمل هذا تارة ويتركه تارة ويلجأ إلى علاج آخر ولايستمر على علاج واحد فتمر الشهور والسنين وهو في دوامة لاتنتهي حتى يصل إلى ساحل اليأس والقنوط .
    نصائح وإرشادات
    كثير ممن أصيب بالمس العاشق قد اصيب باليأس والإحباط خاصة لأنه اتبع برامج علاجية كثيرة حتى يئس من الشفاء ونسي أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن بعد العسر يسراً.
    1- العودة إلى الله عزوجل فما نزل بلآء إلا بذنب ولايرفع إلا بتوبة.
    2- ترك التبرج والسفور وماهو أكبر من ذلك فإنه مرتع العاشق والشياطين ولا يترك المس العاشق أمثال هؤلآء.
    3- الإستماع للغناء والنظر في القنوات الفاسدة ركائز المس العاشق .
    4- عدم الذهاب للسحرة ومن يتعاملون بالجن فكم سلطوا شياطينهم بسحر الفاحشة والمحبة والجلب.
    5- عدم النوم منفردا لنهي النبي صلى الله عليه وسلم ،وعدم التعري في النوم(خلع كل الملابس).
    6- المحافظة على كل الأذكار النبوية قدر الإستطاعة.
    7- عدم الركون إلى المس العاشق(بعض النساء يحدث عندها استمتاع فتجدها تطلب العلاج ولكن في قرارة نفسها تحب ماتشعر به وخاصة الأحلام الجنسية )فهذا يجعله يتمسك بقوة.
    8- نبذ وترك تمني التزاوج مع الجن فهذا قد يجلب على المرء مالايحمد عقباه.
    9- المحافظة على الرقية الشرعية كل فترة وسماع آيات ذم الفاحشة للتأكد فبعضهم لايعلم أنه مصاب .
    10- عدم الإستسلام للوساوس ومخالفة مايرد على النفس والتمسك بالكتاب والسنة .
    قصة مس عاشق في رجل
    رجل من بلد عربي جاء يشكو حاله وأنه ذهب إلى كل مكان بحثاً عن العلاج دون جدوى فقال ذهبت إلى من يعالج بالقرآن فقط وذهبت إلى من يعالج بالقرآن وعنده استعانة بالجن المسلم وإلى من يعالج بالسحر وإلى من يقرأ الكف والحظ فلم أجد فائدة وكان منهم من يقول إذهب إلى غيري وبعضهم يقول لاأستطيع أن أخبرك عن شئ (خوفاً) وقالت له عرافة الله يعينك وسكتت وهي خائفة وبعد أن قرأت عليه وسألته عن حاله وجدت أنه يتأثر بآيات السحر وآيات ذم الفاحشة فركزت على آيات ذكر الزنا وبدأت أتكلم وكأني أخاطب من فيه وأسألها هل تحبيه ؟فلا ترد. فأقول ولكن هو لايحبك ويكرهك وجاء بك ليحرقك بالقرآن ، فصرخت وظهرت تبكي وتقول أحبه فسألتها كيف ومنذ متى قالت منذ كان عمره أربع سنوات وأخبرت أنها جاءت سائحة وهي بوذية ملكة ورأته وأحبته وسكنته وكانت تساعده في كثير من الأمور ولم تظهر أذيتها واضحة إلا حين أراد الزواج بإنسية فبدات حربها عليه وأذيتها وسحرها وبالفعل كان لها قوة ونفوذ مما رأيت ومما قصه على من قصص والحمدلله أبطل الله سحرها عنه وعن زوجته فقد ظهرت لزوجته مرة فجأة وهي في السوق على شكل إمرأة محجبة وقالت لها أنت زوجة فلان قالت لها نعم فمسكت أساورها وكسرتها ودارت حولها دورة سريعة واختفت فرجعت تلك المسكينة وهي تطلب فسخ عقد النكاح ولكن قرئ عليها وشفيت واستمر الأخ في العلاج إلى أن شفي وتزوج ورزق بمولود والحمدلله وهذا آخر عهدنا به .
    قصة مس عاشق في فتاة
    إنها صاحبة صورة السحر بأسلاك ومسامير فقد أصيبت بسحر شديد بل أسحار وكان الموكل بسحرها جن نصراني خبيث وكانت تشعر بجن آخر في جسدها يهودي فبعد أن استمرت في البرنامج العلاجي الشديد فقد كانت تقرأ سورة البقرة سبع مرات يومياً إلى أن أهلكت خادم السحر النصراني والذي أسلم بدوره ودلنا على أماكن سحرها ووجدناها وأخبر عن المس العاشق الذي فيها وأنه يهودي وأنه دخل فيها وهي في التاسعة وأنه دخلها بعين أصابتها وبعد سؤال الفتاة وأهلها أكدوا وجود المس فيها من الصغر وبدأ العاشق يبكي ويقول أحبها ولم أؤذيها ولكن السحر فضحني بعد أن لجأت للرقية وأصبح يحاول بشتى الطرق حتى عرض أنه يتزوجها فأمرناه بالخروج أو أنه سيحرق بسورة البقرة التي تداوم عليها فخرج منها والحمدلله ومنّ الله عليها بالشفاء والزواج ولكنها عانت وصبرت .
    فتاوى:
    قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - : ( إن بعض الجن يتصور للإنسي في صورة امرأة ثم يجامعها الإنسي ، وكذا يتصور الجني بصورة رجل ويجامع المرأة من الإنس كجماع الرجل للمرأة وعلاج ذلك التحفظ منهم ذكورا وإناثا بالأدعية والأوراد المأثورة وقراءة الآيات التي تشتمل على الحفظ والحراسة منهم بإذن الله ) ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 196 ) 0
    هل التناكح بين الإنس والجن يوجب الغسل أم لا ؟
    قال الهيثمي : ( فقد قال بعض الحنابلة والحنفية : لا غسل بوطء الجني ، والحق خلافه إن تحقق الإيلاج ) ( الفتاوى الحديثية – ص 69 ) 0
    وذهب البعض الآخر إلى أن الوطء والإيلاج لا يوجب الغسل إلا في حالة حصول الإنزال :
    قال محمد بن مفلح : ( لو قالت امرأة : لي جني يجامعني كالرجل ، فلا غسل عليها لعدم الإيلاج والاحتلام ، ذكره أبو المعالي ، وفيه نظر ) ( المبدع شرح المقنع – ص 234 ) 0
    قال زين العابدين بن نجيم : ( قال قاضي خان في فتاواه : امرأة قالت : معي جني يأتيني في النوم مرارا وأجد في نفسي ما أجد لو جامعني زوجي ، لا غسل عليها ، وقيده الكمال بما إذا لم تنزل ، أما إذا أنزلت وجب كأنه احتلام ) ( الأشباه والنظائر - 328 ) 0
    قال مصطفى عاشور : ( قال بعض الحنفية : لا غسل 00 ذلك أن أبا المعالي بن منجي الحنبلي في كتاب " شرح الهداية " لابن الخطاب الحنبلي – ذكر في امرأة قالت : إن جنيا يأتيني كما يأتي الرجل المرأة ، فهل يجب عليها غسل ؟ قال بعض الحنفية : لا غسل عليها 0
    قال أبو المعالي : لو قالت امرأة : ( جامعني جني كالرجل ) لا غسل عليها ؛ لانعدام سببه ، وهو الإيلاج والاحتلام ، فهو كالمنام بغير إنزال ) ( عالم الجن أسراره وخفاياه – ص 44 ) 0
    سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين السؤال التالي :
    التناكح بين الإنس والجن أمر واقع فعلا ، ولكنه نادر الوقوع ، والسؤال هل حصول ذلك الأمر بين الجن والإنس يوجب الغسل أم لا ؟
    فأجاب – حفظه الله – : ( معلوم أن الجن أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها ولكن الله أقدرهم على الكلام المسموع وعلى التشكل بصور ومظاهر متنوعة كما أقدرهم على الدخول في أجساد الإنس بحيث تغلب روح الجني على روح الإنسي والغالب أن الذكر منهم لا يلابس إلا الأنثى من البشر والأنثى تلابس الذكر من البشر ، ويجدون لذة وشهوة وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم )


    الشيخ خالد الحبشي حفظه الله
    بتصرف
    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

    تعليق


    • #3

      الشيخ خالد الجندي ينفى صحه ركوب الجن للإنسان..
      ويؤكد: المصريون ينفقون 10 مليارات جنيه على الدجل والشعوذة



      رفض الشيخ خالد الجندى ما يروج له البعض عن مس الجن للأنس وأكد أن الجن ليس له قدرات على البشر وأن حدود التعامل تتم في صورتين هما الوسوسة والاتصال، مؤكدا أن الاعتقاد في المس والجن جعل من مليون مواطن مصري يعتقدون أنهم ممسوسون مشيرا إلى أن 50% من النساء في مصر يعتقدن في قدرة الدجالين على حل مشاكلهن، لافتا إلى أن المصريين ينفقون على الدجل والشعوذة 10 مليارات جنيه سنويا.

      وعن حدود الجن ومدى تأثيره على الإنسان بدون سحر قال الجندي :" إن الجن لا يدخل الأنس لأننا لسنا محطة ركوب لهم" ، مؤكدا أنه ليس هناك له أدنى تأثير على الإنسان إلا بالوسوسة التي تحدث عن طريق ما يسمى بالمس ويتم ذلك بالتسلط الخفي.

      وأشار إلى أن التكوين العقلي للجن غير مكتمل والدليل أن الله لم يبعث منهم رسلاً لهم منهم ، ولكن لعدم رشادهم أرسل الله الأنبياء من البشر، لافتا إلى أن قضية مس الجن والتباسه بالإنسان قضية خلافية وممن قال بصحتها الشيخ ابن تيمية.
      وأوضح الجندى أن التعامل بين الإنس والجن يتم في صورتين الوسوسة وهى الإيحاء ولا يشترط بهذا أن يدخل الجسد أو الاتصال وهو يتم عبر عبادات كفرية للإنسان مثل إعلان الشرك والكفر أو اهانة المصحف أو الإيمان بالشيطان.

      جاء ذلك خلال مناظرة ساخنة بين الشيخ خالد الجندي والشيخ إبراهيم عبد العليم المعالج بالقرآن فى برنامج " مصر النهاردة" مساء الأربعاء في التلفزيون المصري.
      في المقابل ، أكد الشيخ إبراهيم على زيف ما ادعاه الجندي وقال: ‘ن الآية الكريمة " كالذي يتخبطه الشيطان من المس" تفسيرها كما ورد في الطبرى والقرطبى وابن كثير وشيخ الأزهر والدكتور نصر فريد واصل أن المس من الجن وراء إصابة الإنسان بالصرع ، لكنه لم ينكر في الوقت ذاته إصابة الإنسان بالأمراض النفسية فى العصر الحديث.

      مشيرا إلى أنه يحضر إليه وزراء ومسئولين وأطباء للعلاج من مس الجن، محذرا الناس من الوقوع في شباك النصابين والدجالين وقال : يمكن معرفتهم بسهولة وهم من يوزعون الأحجبة والتمائم ويطلبون أشياء غريبة كالضفادع المطلقة والنعجة العانس وكل ذلك بعيد كل البعد عن العلاج بالرقية.
      وطالب الشيخ إبراهيم الدولة الاعتراف بمهنة الراقي كما هو بالسعودية لتنقية المجتمع من الدجالين والمشعوذين الذين يخدعون الناس وترخيص مهنة العلاج بالقرآن.

      تعليق


      • #4


        لقد اختلف الناسُ في تأثير الجن على الإنس بين منكر ومُثبت، فقد قال بإمكان ذلك جماهير علماء أهل السنَّة، وأنكره آخرون ، وقد استدل الجمهور بقوله تعالى "الَّذيِنَ يَأكُلُونَ الرِّبَاْ لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" .
        قال القرطبي في تفسيره:"وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار الصرع من جهة الجن، وزَعْم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس" .وقد روى البخاريُّ قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ" قال الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث:"وفيه إن الله جعل للشيطان قوَّة على التوصُّل إلى باطن الإنسان، وقيل: ورد على سبيل الاستعارة أي أن وسوسته تصل في مسام البدن مثل جري الدم من البدن".وروى البخاري ومسلم عن عَطَاء بن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ:"قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ"وقد ذكر ابن حجر أن ما أصاب المرأة ليس صرعَ أخلاط، بل مسٌّ من الجن مستندا على عدة روايات، قالوقد يؤخذ من الطرق التي أوردتُها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط)وفي صحيح مسلم عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا تَثَاءبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ" ووردت أحاديث أخرى صريحة في الدلالة على دخول الجن في الإنسان، منها: ما رواه الإمام أحمد في مسنده:"أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لَمَمْ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخرج عدو الله أنا رسول الله، قال: فبرئ" قال الهيثمي في مجمع الزوائد : (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)، وهذا نصٌّ صريح، لأن الخروج لا يكون إلا لمن كان داخلا.
        ومنها ما رواه ابن ماجة عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ قَالَ:"لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صلاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. فَلَما رَأَيْتُ ذلِكَ، رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ:مَاجَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ : ذَاكَ الشَّيْطَانُ. أدْنُهْ. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ. قَالَ، فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ : أخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ :الْحَقْ بَعَمَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ".في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ولهذه الأدلة وغيرها ذهب جماهير أهل السنة، إلا من شذ كابن حزم وغيره، إلى أن دخول الجن بالإنسان ممكن، وأغربَ ابنُ تيمية رحمه الله ونقل الاتفاق عليه فقال دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة .... وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع).
        ودخولهم في بدن الإنسان ممكن ومعقول، فليس مستحيلا لا عقلا ولا شرعاً، وقد بين ذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله في المقالات فقال: (يجوز للجن أن يدخلوا في الناس، لأن الجن أجسام رقيقة، فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان في خروقه كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن) ويقول السعد التفتازانيالجن أجسام لطيفة هوائية تتشكل بأشكال مختلفة ويظهر منها أحوال عجيبة، والشياطين أجسام نارية، شأنها إلقاء الناس في الفساد والغواية ولكون الهواء والنار في غاية اللطافة والشفيف كانت الملائكة والجن والشياطين بحيث يدخلون المنافذ الضيقة حتى في جوف الإنسان ولا يرون بحس البصر إلا إذا اكتسبوا من الممتزجات الآخر) وقال الشيخ محمد الحامد رحمه الله ( إذا كان الجنُّ أجسامًا لطيفة لم يمتنع عقلاً ولا نقلاً سلوكهم في أبدان بني آدم، فإن اللطيف يسلك في الكثيف كالهواء مثلاً فإنه يدخل في أبداننا وكالنار تسلك في الجمر وكالكهرباء تسلك في الأسلاك بل وكالماء في الأتربة والرمال والثياب مع أنه ليس في اللطافة كالهواء والكهرباء) واحتج البعض بأن الشيطان ضعيفٌ، وليس له سلطان على الإنسان، فهو لا يملك إلا الوسوسة، مستدلين بقوله تعالى:"وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي)، وذكروا أن الدعوة في قوله (دَعَوْتُكُمْ) هي الوسوسة باتفاق المفسرين.وربما استدلوا بحديث أبي داوود في سننه، عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:"يَا رَسُول الله إِنّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ - يُعَرّضُ بالشّيْءِ - لأنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى الْوَسْوَسَةِ".غير أن استدلالهم هنا غير مستقيم، لأن الآية لا تنفي قدرة الشيطان على إيقاع الأذى بالإنسان، وإنما تنفي أن يكون للشيطان سلطانا وقهراً للإنسان يَضطرُّ الإنسانَ إلى فعل ما لا يريد، فالإنسانُ مخيَّر وليس مسيراً، وإلا لَبَطَلَ الثوابُ والعقاب، فالآية تنفي قُدْرة الشيطان على القَهْر ولا تنفي وقوع الأذى منه، قال السيوطي في كتابه لقط المرجان في أحكام الجان والآية التي ذكروها في معرض الاستدلال على مدعاهم لا تدلُّ عليه إذ السلطان المنفي فيها إنما هو القهر والإلجاء إلى متابعته، لا التعرض للإيذاء والتصدي لما يحصل بسببه الهلاك، ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعاً بجواز وقوع ذلك من الشيطان بل وقوعه بالفعل)
        وكان حقيقاً أن يُحَكِّموا ما دلَّ عليه النَّقلُ وقَبِلَهُ العقلُ، فلا يُنكروا شيئاً ممكناً عقلاً، ودلَّ عليه النَّصُّ إلا ببرهان، فما المانع العقلي أو الشرعي الذي يحول دون دخول الجن في بدن الإنسان؟فمن التناقض أن يُقِرُّوا بوسوسة الشيطان وتشويشه على أفكار الإنسان، ويُنكروا سريانه في البدن، فإذا أقروا بأن الشيطان يسري إلى أفكار الإنسان بالوسوسة، فَسَرَيانُهُ في البدن أسهل.فحيث أن الدخول إلى البدن ممكن، فإن إنكارَهُ إنكارٌ بلا برهان، كيف وقد وردت أحاديث وآثار على حصول الأذى، منها ما رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي". وقد أخذ بقولهم بعض المعاصرين، كالشيخ طنطاوي جوهري والشيخ المراغي، والشيخ محمود شلتوت وغيرهم.والذي يظهر أن دافعهم إلى هذا الرأي ما رأوه من كثرة الموسوسين الذين يظنون أن كثيرا مما يصيبهم إنما هو بسبب المس، وهذا ليس بدليل يُستندُ إليه.ومما يجب التنبيه إليه أنَّه قد انتشر قديماً وحديثاً، أناسٌ يُقصدون للرقية، منهم الفقيه ومنهم الواعظ ومنهم الذي يتزيَّا بثوب الفقه وليس كذلك، وقد وقع أن اتَّخذ كثير من هؤلاء الرُّقيةَ وسيلة للتَّكسُّب والارتزاق من البسطاء بجهلٍ منهم أو بعلم، فيأكلون أموال الناس بالباطل حيث يقرأ أحدهم على المريض ثم يأخذ منه مبلغاً من المال يسيراً أو كبيراً، ويكون مباشرة أحيانا أو عن طريق بَيْعِهِ الماء والزيت والعسل للمرضى، وربَّما ادَّعى أحدُهم الورع وقال : أنا أرقي الناسَ رجاء ثواب الله تعالى متبرِّعاً، ولا آخذ منهم مقابل الرقية شيئاً، اللهم إلا ثمن الماء والزيت والعسل! الذي يبيعهه بثمن غالٍ! وبعد ذلك يخرج المريض من عند الرَّاقي بلا فائدة صحيَّة بل بخسارة ماليَّة، وربَّما بخسارة اجتماعية، بإلقاء تهمة السحر إلى أحد أقاربه، إذ أنَّ أيسر شيء على الرَّاقي أن يدَّعي أن المريض مصاب بالمس أوبالعين أو مسحور، وهي دعوى لا يُمكن إثباتها بدليل قاطع لأنها لا تجري تحت قانون الملاحظة والتجربة، فيصعب الجزم بأن الذي يتكلَّم على لسان المصروع هو الجن، وإنَّما هيَ ظنون مُستندها النظر إلى الأعراض التي يلْحظها الراقي على المريض، وما أكثر تشابه الأعراض ببعضها، كالشعور بالقشعريرة التي غالبا ما يكون منشؤها أمور خارجة عن السحر، فإثبات أن المريض مسحور غير ممكن حتى باعتراف الساحر بنفسه، فلو اعترف فالأصلُ في الساحر أنه كذاب، فما أيسر وقوع الكذب منه لِحَاجةٍ في نفسه، وإنما السبيل الوحيد للقطع بذلك هو خبر السماء لأنه مِن علم الغيب، فغاية ما يَصِلُ إليه الراقي هو الظن الغالب حين يلاحظ علامات وأعراض حين القراءة، وليس في الأعراض سوى الظنّ الذي كثيراً ما يُخطئ.
        ومما يؤسف له أن دعوى الراقي أن المريض مصاب بالعين أو مسحور تُفضي في حالات كثيرة إلى أن يظنَّ المريضُ أن هذا السحر وقع عليه من جاره أو من قريبه، فيكون الراقي سبباً في قطيعة الرحم وبثّ أسباب الفرقة والمشاحنات بين الناس، وما أقبحها مِن صنعةٍ أن يُتَّخذ القرآنُ وسيلةً لغير ما أُنزلَ له.وقد كان في الناس فيما مضى أناسٌ صُلحاء يتصدَّون لمعالجة الناس بالرقية لا يطلبون مالاً على قراءتهم، بل يطلبون دعوة صالحة من المريض، ولا يزال عندنا عدد منهم في مدينة الأحساء، نذروا أوقاتهم لله، يقرؤون على الناس تبرُّعاً منهم واحتساباً للأجر عند الله، وهم الأقلُّون من حيث العَدد، ولكنَّهم الأكثرون مِن حيث انتفاع الناس بهم.
        وأخْذُ الرُّقاة شيئاً من المال لا إشكال في جوازه إذا حصل الشفاء، وزال المرضُ من المريض، ذلك أنهم لو علموا أنهم لا يستحقون شيئاً من المال إلا إذا حصل الشفاء، لانْكَفَّ كثيرٌ مِنهم عن القراءة على الناس، وبحثوا عن مصدر رزقٍ آخر ينتفع به العباد وتَعمُرُ به البلاد، لأنهم سيُدركون أنهم لا يُحسنون هذه الصنعة لِقِلَّة مَن يَجدُ الشفاء على أيديهم.ومن الملاحظ أن حالات المسّ قليلة جداً بل نادرة، وقد أخبرني أحدُ فضلاء الرُّقاة بتونس -ممن لا يتكسَّبون بالرقية- أنه لم يجد في الحالات التي مرَّت به إلا حالتان يظنُّ ظناً أنهما مسٌّ ولا يجزم، أما أغلب الحالات فليست بِمَس

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم


          نقول وبالله التوفيق إلى الذين يقولون بأنه ليس هناك أدله على دخول الجن بدن النسي
          أن الادله كثيرة وواضحة في هذا ألا مر .. ننقل لكم البعض منها لاحقا ... ولكن لا بد ان نفرق بين حالة الوسوسة وحالة التلبس والصرع

          فالأولى والثانية مثبته في القرآن والسنة والأدلة على ذلك كثير أكتفي بذكر دليل على الأولى من القرآن قوله تعالى ( فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى )

          ومن السنة حديث (ذلك شيطان يقال له خنزب... الحديث) المشهور

          ودليل على الثانية من القرآن قوله تعالى ( كأنما يتخبطه الشيطان من المس )
          حديث المجنون الذي عالجه النبي صلى الله عليه وسلم فأفاق والحديث في سنن أبي داود ومسند الإمام أحمد
          ويجب التفريق بين الحالتين كما ذكرت حيث أن الحالة الأولى وهي الوسوسة إنما هي وضع طبيعي يحدث للإنسان كثيرا وقد بين النبي صلى الله عليه ذلك بأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وهو بذلك يسهل عليه الوسوسة
          فيدخل في وقت الغفلة ويخرج بالذكر والإستعاذة أما الحالة الثانية فإن الجن أو الشيطان يتلبس بالإنسان بسحر موكل به من الساحر وهذا السحر يقيده بالجسم فلا يخرج إلا بالرقية الشرعية .


          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد،
            فقد اختلف الناسُ قديما في تأثير الجن على الإنس بين منكر ومُثبت، فقد قال بإمكان ذلك جماهير علماء أهل السنَّة، وأنكره آخرون كالمعتزلة وغيرهم، وقد استدل الجمهور بقوله تعالى
            "الَّذيِنَ يَأكُلُونَ الرِّبَاْ لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ"
            .
            قال القرطبي في تفسيره:"وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار الصرع من جهة الجن، وزَعْم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس". وقد روى البخاريُّ قولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ"
            قال الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث:"وفيه إن الله جعل للشيطان قوَّة على التوصُّل إلى باطن الإنسان، وقيل: ورد على سبيل الاستعارة أي أن وسوسته تصل في مسام البدن مثل جري الدم من البدن".

            وروى البخاري ومسلم عن عَطَاء بن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ:"قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ" وقد ذكر ابن حجر أن ما أصاب المرأة ليس صرعَ أخلاط، بل مسٌّ من الجن مستندا على عدة روايات، قالوقد يؤخذ من الطرق التي أوردتُها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط) وفي صحيح مسلم عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا تَثَاءبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ" ووردت أحاديث أخرى صريحة في الدلالة على دخول الجن في الإنسان،
            منها:
            ما رواه الإمام أحمد في مسنده:"أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم معها صبي لها به لَمَمْ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أخرج عدو الله أنا رسول الله، قال: فبرئ" قال الهيثمي في مجمع الزوائد : (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)، وهذا نصٌّ صريح، لأن الخروج لا يكون إلا لمن كان داخلا. ومنها ما رواه ابن ماجة عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ؛ قَالَ:
            "لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صلاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. فَلَما رَأَيْتُ ذلِكَ، رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ:قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ:مَاجَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ : ذَاكَ الشَّيْطَانُ. أدْنُهْ. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ. قَالَ، فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي، وَقَالَ : أخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ، فَفَعَلَ ذلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ :الْحَقْ بَعَمَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ".

            في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. ورواه الحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. ولهذه الأدلة وغيرها ذهب جماهير أهل السنة، إلا من شذ كابن حزم وغيره، إلى أن دخول الجن بالإنسان ممكن، وأغربَ ابنُ تيمية رحمه الله ونقل الاتفاق عليه فقال دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة .... وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع). ودخولهم في بدن الإنسان ممكن ومعقول، فليس مستحيلا لا عقلا ولا شرعاً، وقد بين ذلك الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله في المقالات فقال: (يجوز للجن أن يدخلوا في الناس، لأن الجن أجسام رقيقة، فليس بمستنكر أن يدخلوا في جوف الإنسان في خروقه كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن) ويقول السعد التفتازاني الجن أجسام لطيفة هوائية تتشكل بأشكال مختلفة ويظهر منها أحوال عجيبة، والشياطين أجسام نارية، شأنها إلقاء الناس في الفساد والغواية ولكون الهواء والنار في غاية اللطافة والشفيف كانت الملائكة والجن والشياطين بحيث يدخلون المنافذ الضيقة حتى في جوف الإنسان ولا يرون بحس البصر إلا إذا اكتسبوا من الممتزجات الآخر) وقال الشيخ محمد الحامد رحمه الله ( إذا كان الجنُّ أجسامًا لطيفة لم يمتنع عقلاً ولا نقلاً سلوكهم في أبدان بني آدم، فإن اللطيف يسلك في الكثيف كالهواء مثلاً فإنه يدخل في أبداننا وكالنار تسلك في الجمر وكالكهرباء تسلك في الأسلاك بل وكالماء في الأتربة والرمال والثياب مع أنه ليس في اللطافة كالهواء والكهرباء) وقد أنكرت المعتزلة أن يكون في مقدور الجن دخول جسد الإنسان، واحتجوا لدعواهم بأن الشأن في العرب أنها تعتقد أن الصرع إنما يكون من الجنِّ، فخاطبهم القرآن الكريم بما اعتقدوه وتعارفوا عليه! واحتجوا أيضا بأن الشيطان ضعيفٌ، وليس له سلطان على الإنسان، فهو لا يملك إلا الوسوسة، مستدلين بقوله تعالى:
            "وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي)، وذكروا أن الدعوة في قوله (دَعَوْتُكُمْ) هي الوسوسة باتفاق المفسرين.
            وربما استدلوا بحديث أبي داوود في سننه، عن ابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنه قال: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:
            "يَا رَسُول الله إِنّ أَحَدَنَا يَجِدُ في نَفْسِهِ - يُعَرّضُ بالشّيْءِ - لأنْ يَكُونَ حُمَمَةً أَحَبّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلّمَ بِهِ. فقَال: الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ، الْحَمْدُ لله الّذِي رَدّ كَيْدَهُ إِلى الْوَسْوَسَةِ".

            غير أن استدلال المعتزلة هنا غير مستقيم، لأن الآية لا تنفي قدرة الشيطان على إيقاع الأذى بالإنسان، وإنما تنفي أن يكون للشيطان سلطانا وقهراً للإنسان يَضطرُّ الإنسانَ إلى فعل ما لا يريد، فالإنسانُ مخيَّر وليس مسيراً، وإلا لَبَطَلَ الثوابُ والعقاب، فالآية تنفي قُدْرة الشيطان على القَهْر ولا تنفي وقوع الأذى منه، قال السيوطي في كتابه لقط المرجان في أحكام الجان والآية التي ذكروها في معرض الاستدلال على مدعاهم لا تدلُّ عليه إذ السلطان المنفي فيها إنما هو القهر والإلجاء إلى متابعته، لا التعرض للإيذاء والتصدي لما يحصل بسببه الهلاك، ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعاً بجواز وقوع ذلك من الشيطان بل وقوعه بالفعل) وكان حقيقاً بالمعتزلة أن يُحَكِّموا ما دلَّ عليه النَّقلُ وقَبِلَهُ العقلُ، فلا يُنكروا شيئاً ممكناً عقلاً، ودلَّ عليه النَّصُّ إلا ببرهان، فما المانع العقلي أو الشرعي الذي يحول دون دخول الجن في بدن الإنسان؟ فمن التناقض أن يُقِرُّوا بوسوسة الشيطان وتشويشه على أفكار الإنسان، ويُنكروا سريانه في البدن، فإذا أقروا بأن الشيطان يسري إلى أفكار الإنسان بالوسوسة، فَسَرَيانُهُ في البدن أسهل. فحيث أن الدخول إلى البدن ممكن، فإن إنكارَهُ إنكارٌ بلا برهان، كيف وقد وردت أحاديث وآثار على حصول الأذى، منها ما رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:"إِنَّ عِفْرِيتًا مِنْ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ وَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي".
            وقد أخذ بقول المعتزلة بعض المعاصرين، كالشيخ طنطاوي جوهري والشيخ المراغي، والشيخ محمود شلتوت وغيرهم. والذي يظهر أن دافعهم إلى هذا الرأي ما رأوه من كثرة الموسوسين الذين يظنون أن كثيرا مما يصيبهم إنما هو بسبب المس، وهذا ليس بدليل يُستندُ إليه.

            من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

            تعليق


            • #7



              الاخوة الاعزاء

              هل تساءلتم لماذا يعشق
              الجن نساء الإنس؟..

              أليس لديهم من الجن نساء يتمتعن بجمال ولو بسيطًا؟، أم أنهم لا يحبون التزاوج من نفس نوعهم، أم ترى من يفعلون هذا منهم يكونون ممن يهوون التمرد بشكل عام، أو مثلما يقول المثل المعروف “زى القرع يمدّ لبرّه”, ان عشق الجن للأنس لم يثبت شرعا ولاعقلا ...ولكن لنسأل من يصدق بذلك هل الجني العاشق يفرش الحياة بالورود لمعشوقته الانسية فيدلها على الكنوز المدفونة ....او يعطيها معلومات مهمة عن القريب والبعيد ...ويحذرها من الاخطار ....ويجلب لها ماتشتهي من الذهب ...والمال ...او الثمار ....واذا كان الجني يعشقها فهل يسكن بدنها ...ام يكون خارجه ليتمتع بالنظر اليها ....؟؟؟ اسأله سيقول البعض انها سخيفة ...ولكن الاجابة عنها ستثبت شيئا مهما ..
              وقبل أن نسأل عن وجود الجن العاشق، يجب أن نعرف أن الجن موجود بالفعل، ولا أحد يستطيع إنكار هذه الحقيقة، فقد ذكرهم القرآن الكريم – مثلما ذكر وجود السحرة والسحر الأسود الذى يفرق فيه الجن بين المرء وزوجه – والمفروض أن جلّ احتكاك عالمى الجن والإنس يكون فى نطاق محدّد وواضح ومذكور، ألا وهو “المسّ”، ويعنى الوسوسة وليس التلبّس الجسدى، أو ما يعرف باسم الجن العاشق، مثلما نرى حولنا من حالات غريبة لا يُقصد بها إلا الترويج ورفع سعر السلع المباعة، سواء أكانت برامج أو أفكار أو أشخاص.

              ما نراه اليوم من تصديق على فكرة وجود الجن العاشق ليس إلا نتاج الأمية والجهل بالدين، وعدم إعمال العقل فى أمور كثيرة، والمصيبة أنه مدعوم بمساندة الدولة، فى أبسط أشكال المساندة وأكثرها فعالية، وهى “السكوت عنه”، فما أكثر الفضائيات وإعلاناتها التى تروج لبيع الهواء، وما أكثر هؤلاء المرتزقة بالدين ممن يطلقون على أنفسهم شيوخًا وعلماء، وما على المواطن الجاهل إلا التصديق بأن هؤلاء من ذوى الخبرة بأمور العالم الآخر وتلبُّس الجن العاشق، بل إن المصيبة الكبرى – والقشة التى قصمت ظهر البعير – هى تلك البرامج التى تتغذّى على المصائب، والتى تزيد من ترويج الجهل للجهلاء وتبيع الهواء لمشتريه من البسطاء.

              اذن ماهو الحل للتخلص من الجن العاشق !
              الحل الوحيد هو العلم فى مواجهة خرافات الجن العاشق، ولا نقصد بالخرافات التشكيك فى وجود الجن، وإنما المقصود هو إلمام المعرفة بحدود عالمنا وعالمهم، فربّنا سبحانه وتعالى لم يخلقنا لكى نكون هياكل يتلبّسها ويعشقها الجن، ولم يفضّل سبحانه جنسًا على آخر حتى يترك الجن العاشق نساء عالمه ويصبح جنًّا عاشقًا لنساء البشر.

              تعليق


              • #8
                النكاح بين الانس والجن

                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبة ومن والاه اما بعد.

                المناكحة بين الجن والانس والكلام عليها هنا في مقامين
                الاول /// في بيان امكان ذلك ووقوعه
                الثاني /// في بيان مشروعيتة

                أما الاول
                هل يمكن ان يقع النكاح بينهما ........على قولين :-
                1- نكاح الالانسي للجنية وعكسة ممكن , قال الثعالبي (زعمو ان التناكح والتلاقح قد يقعان بين الانس والجن قال الله تعالى (وشاركهم في الاموال والاولاد) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جامع الرجل امراته ولم يسمي انطوى الشيطان الى احليلة فجامع معه )
                وقال ابن عباس : إذا اتى الرجل امراتة وهي حايض سبقة الشيطان اليها فحملت فجائت بالمخنث فالمخنثون اولاد الجن "رواه ابن جرير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن :
                وقول الفقهاء لاتجوز المناكحة بين الانس والجن.
                وايضا كراهة من كرهه من التابعين دليل على امكانه لأن غير الممكن لايحكم عليه بجواز ولابعدمة في الشرع.
                وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 ) .

                -- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ).

                ومن ادلة اصحاب هذا القول قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) واليكم اقوالهم في هذه الايه
                -- قال الطبري : ( معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ).

                -- وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
                يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها :
                فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 ).

                -- قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ).
                -- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ).
                -- وقال صاحب كتاب غرائب وعجائب الجن الشبيلي (هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (ص 86)
                2- القول الثاني / نكاح الانسي للجنية لايمكن وقوعة لاختلاف العنصر بين المتناكحين لان الجن من عنصر النار والانسان من العناصر الاربعة فعنصر النار يمنع من ان تكون النطفة الانسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ثمة لشدة الحرارة النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر اثرة في حل النكاح بينهم . ويرد على ذلك من وجوة
                أ- أنهم وان خلقوا من نار فليسوا باقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالاكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو ادم عن عنصرهم الترابي بذلك ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه وجد برد لسان الشيطان على يدة الذي عرض له في صلاته لما خنقه"الحديث رواه البخاري ولعابة دليل على انه انتقل من العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن اين جاء هذا البرد وكذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله تعالى ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي) وقوله ( رأيت يت ليلة اسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رايته) وبيان الدلاله انهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وانهم وانهم نار محرقة لما احتاجوا الى ان ياتي الشيطان او العفريت بشعلة من نار ولكانت يد الشيطان او اي عضو من اعضائة اذا مس ابن ادم احرقة كما يحرق الادمي النار الحقيقية بمجرد المس قال القاضي أبو بكر :
                ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الاصل الذي خلقة من من النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ اجسامهم ويخلق لهم اعراضاتزيد على مافي النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا واشكالا مختلفة والله سبحانة وتعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب) انتهى
                ب - أنا لو سلمنا عدم امكان العلوق فلا يلزم عدم امكان الوطء في نفس الامر , ولايلزم من عدم امكان العلوق ايضا عدم امكان النكاح شرعا . فإن الصغيرة والايسة والعقيمه لايتصور منهن علوق والرجل العقيم لايتصور منه اعلاق ومع هذا فالنكاح لهن مشروع
                ج - قوله ( ولو كان ذلك ممكنا لكان اظهر اثرة في حل النكاح ) هذا غير لازم فإن الشيء قد يكون ممكنا ويختلف لمانع , فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن ممكن ولايحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع من جواز النكاح بين الانس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم ,أو عدم حصول المقصود من النكاح أو عدم حصول الاذن من الشرع في نكاحهم


                الراجح في المسالة الاولى
                الراجح هو القول بامكانية وقوع ذلك بين الجن والانس لامن جهة الجواز والحكم --
                قال صاحب فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة والله المستعان وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )

                -- وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
                وقال – حفظه الله – : ( وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
                أما الثاني ///// في بيان مشروعيتة
                روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه وروي عن جماعة من التابعين كراهته قال حرب الكرماني في مسائلة عن احمد وإسحاق : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : نهى رسول الله عن نكاح الجن " وهو مرسل وفيه ابن لهيعه.
                قال الشبلي (حدثنا معاوية عن الحجاج عن الحكم أنه كره نكاح الجن . وحدثنا ابراهيم بن عروة حدثني سليمان بن قتيبة حدثني عقبة الروماني قال سألت قتادة عن تزويج الجن فكرهه ) ثم ساق رحمه الله تعالى اقوال العلماء والسلف في عدم جواز المناكحة لاختلاف الجن) عجائب وغرائب الجن للشبلي - ص92)

                قال جلال الدين السيوطي : ( وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا ؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه ؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا ، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا ، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا ، وهل إذا رآها في صورة غير التي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أم لا ؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا ؟ فأجاب : لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن ، لمفهوم الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى في سورة النحل : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة النحل – الآية 72 ) وقوله في سورة الروم : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) قال المفسرون في معنى الآيتين ( جعل لكم من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ ) ( سورة التوبة – الآية 128 ) أي من الآدميين ، ولأن الآتي يحل نكاحهن : بنات العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب : ( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ ) ( سورة الأحزاب – الآية 50 ) والمحرمات غيرهن ، وهن الأصول والفروع ، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب) ثم قال : وهذا جواب البارزي. فإن قلت : ما عنـدك من ذلك ؟ قلت : الذي اعتقده التحريم لوجوه :
                1- منها ما تقدم في الآيتين
                2- ومنها ما روى الكرماني من ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن ) ( لم أقف على درجة الحديث والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء
                3- ومنها أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة ، وذلك غير موجود بين الإنس والجن ، حيث أن الموجود بينهم عكس ذلك ، وهو الخصومة المستمرة
                4- ومنها أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك ، فإن الله يقول : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) ( سورة النساء – الآية 3 ) والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل
                5- ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة ، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق ، فمنع نكاح الجن من باب أولى ! ) ( الأشباه والنظائر - 256 ، 257 )

                -- قال الأستاذ عبد الخالق العطار تحت عنوان حرمة زواج الإنس بالجن : ( ذلك أن الأصل في الأمور الإباحة إلا إذا ورد نص على التحريم إلا أنه لم يثبت أن تزوج إنس بجنية أو العكس لا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الصحابة أو التابعين , أيضا فإنه أذن للإنس بالزواج من الإنس ولم يرد الإذن بزواج الإنس من الجن وسنة الله في خلقه أن يأنس ويسكن ويستريح وينشرح كل جنس بجنسه , أيضا فإن القول بزواج الإنس بالجن يفوت تحقيق مقاصد الزواج الأصلية , أيضا فإن نكاح الإنس للجن يعتبر تعد وتجاوز للحدود التي رسمها لنا الشرع الحنيف ، قال تعالى أول سورة المؤمنون : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) ( سورة المؤمنون – الآية 5 ، 7 ) ( حقائق ودقائق وعجائب وغرائب عالم الجن والشياطين - ص 117 )
                -- قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين في أطروحته العلمية " الجن في القرآن والسنة " : ( أما القضية من حيث الواقع فالكل قد جوز وقوعها وحيث أن النصوص ليست قاطعة في ذلك - جوازا أو منعا - فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعا لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
                1- وقوع الفواحش بين بني البشر ونسبة ذلك إلى عالم الجن إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها و ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية
                2- ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية ( الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل؟ ) إلى آخر المشاكل التي أثيرت في سؤال الأسنوي السابق
                3- إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملا وإذا حدث ذلك أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز ، فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها ولا يفتح الباب في ذلك ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 206 )

                فاتضح لنا الان حرمة ذلك وان من يعاني من ذلك مصاب بحالة مرضية ينصح بالعلاج منها وعلاجها وعليه باتباع الامور التالية
                1- المحافظة على قراءة سورة البقرة في البيت قدر المستطاع.
                2- وضع اليد من قبل المريض على المنطقة والتسمية والدعاء بالأدعية المأثورة والتي تم ذكرها سابقا ، مع الاستمرار في الرقية الشرعية.
                3- المحافظة على دعاء إتيان الرجل أهله قبل الوطء والجماع كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على النحو التالي : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ).
                4- دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع
                5- دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض أو الورد الطائفي بعد القراءة عليه ؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة
                6- الاحتشاء بالكرفس ( القطن ) في منطقة الأرحام والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه
                هذا ما تيسر لي بخصوص إمكانية التناكح ما بين الإنس والجن ، ومشروعية ذلك او عدمها واقوال العلماء فيها سائلاً المولى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
                من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                تعليق


                • #9


                  قال تعالي: ﴿يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ .

                  وقال تعالي: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ .
                  خلق الله عز وجل من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليهن والجن ليسوا من أنفسنا فلم يجعل الله منهم أزواجاً لنا، فلا يكونون لنا أزواجاً لفوت المقصود من النكاح من بني آدم وهو سكون أحد الزوجين إلى الآخر.
                  وأخبر الله تعالي أنه جعل بين الزوجين مودة ورحمة، وهذا منتف تماما بين الإنس والجن، لأن العداوة بين الإنس والجن لا تزول بأي حال من الأحوال بدليل قوله تعالي: ﴿وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ﴾ .

                  وعن أبي موسي الأشعري ا قال: احترق بيت في المدينة على أهله بالليل وهم نيام فحدثوا النبي بشأنهم فقال: «إن هذه النار هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم» .

                  فإذا كانت النار عدوا لنا فما خلق منها كذلك، فهو تابع لها في العدواة لنا لأن الشيء يتبع أصله، فإذا انتفي المقصود من النكاح وهو سكون أحد الزوجين إلى الأخر، وحصول المودة والرحمة بينهما انتفي ما هو وسيلة إليه، وهو جواز النكاح.
                  وأما عدم حصول الإذن من الشرع في نكاحهم فإن الله عز وجل يقول: ﴿فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ﴾ .

                  والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة، وقال تعالي: ﴿إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ﴾ فأزواج بني آدم من الأزواج المخلوقات لهم من أنفسهم المأذون في نكاحهن شرعا، وما عداهن فليسوا لنا بأزواج ولا مأذون لنا في نكاحهن

                  تعليق


                  • #10
                    أولا:انتفاء المانع العقلي عن وقوع التناكح بين الجن والانس.

                    فالشبهة المعترضة لهذا .. قول من قال : أن الجن من عنصر النار والإنسان طيني مائي ، وعليه فعنصر النار يمنع من أن تكون النطفة الإنسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ، وكذا بالعكس وهو أن الجني من نار والإنسية كما هو معلوم ..

                    والجواب ذكره الشبلي في آكام المرجان في أحكام الجان (1/79) فقال :
                    أنهم وإن خلقوا من نار فليسوا بباقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالأكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو آدم عن عنصرهم الترابي بذلك ، على أنا نقول إن الذي خلق من نار هو أبو الجن كما خلق آدم أبو الإنس من تراب وأما كل واحد من الجن غير أبيهم فليس مخلوقا من النار كما أن كل واحد من بني آدم ليس مخلوقا من تراب وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه وجد برد لسان الشيطان الذي عرض له في صلاته على يده لما خنقه وفي رواية قال النبي - صلى الله عليه وسلم - فما زلت أخنقه حتى برد لعابه فبرد لسان الشيطان ولعابه دليل على أنه انتقل عن العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن أين جاء البرد ؟ .. وهذا المصروع يدخل بدنه الجني ويجري الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فلو كان باقيا على حاله لأحرق المصروع ومن جرى منه مجرى الدم . اهـ

                    وثالثاُ : الأدلة الشرعية على ذلك كثيرة

                    ففي قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) [ الرحمن-56]
                    قال ابن جرير : وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول : الطمث هو النكاح بالتدمية ، ويقول : الطمث هو الدم ، ويقول : طمثها إذا دماها بالنكاح ..
                    وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهنّ إنس قبلهم ولا جانّ ..
                    وروى عن عكرمة قال : لا تقل للمرأة طامث ، فإن الطَّمْث هو الجماع ، إن الله يقول ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) .
                    قال ابن جرير في جامع البيان في تفسير الآية :
                    فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجنّ ؟ فيقال له قال الله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ؟ فإن مجاهداً روي عنه ما حدثني به محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا سهل بن عامر ، قال : ثنا يحيى بن يَعْلَى الأسلميّ عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، قال : إذا جامع الرجل ولم يسمّ ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه ، فذلك قوله : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) .
                    وكان بعض أهل العلم ينتزع بهذه الآية في أن الجنّ يدخلون الجنة . اهـ
                    وقال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) فيه دليل على أن الجني يغشى المرأة كالإنس . اهـ
                    وقال البغوي في تفسيره (5/106) : وروي عن جعفر بن محمد أن الشيطان يقعد على ذكر الرجل فإذا لم يقل : "بسم الله" أصاب معه امرأته وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل .
                    وروي أن رجلا قال لابن عباس : إن امرأتي استيقظت وفي فرجها شعلة من نار؟ قال : ذلك من وطء الجن . اهـ
                    فجمهور مفسري القرآن .. يقررون تحت تفسير قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) [ الرحمن - 56 ]
                    أن هذه الآية فيها دليل على ما ذهبنا إليه من ناحيتين :
                    الناحية الأولى : قدرة الجن على الطمث وهو الجماع بتدمية كما في لغة القرآن عند جميع المفسرين ..
                    وقال الزجاج كما في تفسير الإمام البغوي (4/275) : فيه دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي .
                    وقال الخازن في تفسيره (6/31) : وفي الآية دليل على أن الجني يغشى كما يغشى الإنسي . اهـ
                    وقدرة الجن على الغشيان والجماع أمر متفق عليه لوجود الذرية منهم بنص القرءان .
                    الناحية الثانية : وذلك بأن الله تبارك وتعالى وصف الحور العين بأنه لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان : ويعلمك هذا أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان ، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونُزِّهنَ . وهذا من ضمن كلام القرطبي كما سيأتي .
                    ويقول الدكتور الأشقر في عالم الجن والشياطين ( ص31 ) :
                    ومما يدل على وقوع التناكح بين الإنس والجن قوله تعالى ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) فدلت الآية على صلاحيتهن للإنس والجن على حد سواء . اهـ
                    وذكرنا أثر مجاهد ، ومع ضعفه فقد نقله أكثر المفسرين ، وقال الإمام القرطبي في تفسيره (17/181) : قد مضى القول .. وأنه جائز أن تطأ بنات بني آدم .
                    وفي قوله : { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } يعلمك أن نساء الدنيا [ في الجنة ] لم يطمثهن الجان . والحور العين قد برئن من ذلك العيب . اهـ بتصرف
                    وقال الألوسي- رحمه الله - في تفسيره (27/119) : ونفي طمثهن عن الأنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجنيِّ إنسيةً بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى . اهـ
                    وقال فخر الدين الرازي في تفسيره للآية (15/107) : المسألة الثامنة : ما الفائدة في ذكر الجان مع أن الجان لا يجامع ؟ نقول : ليس كذلك بل الجن لهم أولاد وذريات وإنما الخلاف في أنهم هل يواقعون الإنس أم لا ؟ والمشهور أنهم يواقعون وإلا لما كان في الجنة أحساب ولا أنساب ، فكأن مواقعة الإنس إياهن كمواقعة الجن من حيث الإشارة إلى نفيها . اهـ
                    وكلام المفسرين في هذه المسألة كثير نكتفي بما ذكرنا ..
                    قصة صحيحة يرويها أنس
                    وروى ابن أبي الدنيا بسنده عن أنس بن مالك قال : كانت ابنة عوف بن عفراء مستلقية على فراشها فما شعرت إلا بزنجي قد وثب على صدرها ووضع يده في حلقها فإذا صحيفة صفراء تهوي بين السماء والأرض حتى وقعت على صدري فأخذها فقرأها فإذا فيها : من رب لكين إلى لكين : اجتنب ابنة العبد الصالح فإنه لا سبيل لك عليها فقام وأرسل بيده من حلقي وضرب بيده على ركبتي فتورمت حتى صارت مثل رأس الشاة ، قالت : فأتيت عائشة رضي الله عنها فذكرت ذلك لها فقالت : يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله قال : فحفظها الله بأبيها فإنه كان قتل يوم بدر شهيدا .
                    رواه في مكائد الشيطان ( 1/28 ) قال : محمد بن قدامة حدثنا عمر بن يونس اليمامي الحنفي قال : حدثنا عكرمة بن عمار حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال : حدثني أنس به .. وهذا إسناد صحيح رواته ثقات .
                    وروى أيضاً عن الحسن بن الحسن قال دخلت على الربيع بنت معوذ بن عفراء أسألها عن بعض الشيء فقالت بينا أنا في مجلسي إذ انشق سقفي فهبط على منه أسود مثل الجمل أو مثل الحمار لم أر مثل سواده وخلقه وفظاعته قالت فدنا مني يريدني وتبعته صحيفة صغيرة ففتحها فقرأها فإذا فيها من رب عكب إلى عكب أما بعد فلا سبيل لك إلى المرأة الصالحة بنت الصالحين قال فرجع من حيث جاء وأنا انظر إليه قال حسن بن حسن فأرتني الكتاب وكان عندهم .
                    فإن قال قائل : لعله أراد شيئا غير الجماع .. قلت : يرده قول عائشة : يا ابنة أخي إذا خفت فاجمعي عليك ثيابك فإنه لن يضرك إن شاء الله ..
                    وفي الرواية الثانية قالت : قالت فدنا مني يريدني .. الخ ، وهو واضح .

                    كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه المسألة
                    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/39) :
                    وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ . اهـ
                    فهو أثبت وقوعِ ذلك ونقل كراهته شرعا كما في كلامه هذا ..
                    وله كلام صريح في دقائق التفسير (2/135) عن الاستمتاع الجنسي ، فقال في تفسير قوله تعالى : ( وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله ) وبعد أن ذكر كلام السلف :
                    قلت الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض كما قال ( فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ) ومن ذلك الفواحش كاستمتاع الذكور بالذكور والإناث بالإناث ..
                    ثم قال : وفي الجملة استمتاع الإنس بالجن والجن بالإنس يشبه استمتاع الإنس بالإنس .. وتارة يمكنه من نفسه فيفعل به الفاحشة وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنسي وقد يفعل ذلك بالذكران ..
                    وصرع الجن للإنس هو لأسباب ثلاثة : تارة يكون الجني يحب المصروع ليتمتع به وهذا الصرع يكون أرفق من غيره وأسهل ، وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا أو يكون قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى هذا أشد الصرع وكثيرا ما يقتلون المصروع ، وتارة يكون بطريق العبث به كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل . اهـ

                    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                    تعليق


                    • #11


                      أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لَا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ, وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الْأَرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ، يَا رَحْمَنُ.

                      تعليق


                      • #12
                        أسأل الله أن يشفي مرضى المسلمين

                        تعليق

                        يعمل...
                        X