إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العثمانيين و احتلال مصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العثمانيين و احتلال مصر



    احتلال مصر

    كانت القاهرة قبل عام 923 هجرية، عاصمة الخلافة الإسلامية، ومركزها الأخير ـ وكان حكامها من المماليك خير مدافع عن الأمجاد الإسلامية والعربية، وامتدت دولتهم إلى حدود آسيا الصغرى، مسيطرة على الشام، وكانت تدين لها بلاد الحجاز بالولاء، وكانوا القائمين على شؤون الحرمين الشريفين، علاوة على أن مصر كانت مقر الخلفاء العباسيين بعد سقوط بغداد، لتنتهى هذه الخلافة بعد نقل الخليفة المتوكل عنوة إلى اسطنبول ليتنازل عنها لسليم الأول الخليفة التركى.

    غزا العثمانيون بقيادة سليم، مصر، بمبررات الدفاع عن الدين الإسلامى وحماية الشريعة، مستندين لرسالة أرسلها شيوخ وقضاة الشام تطلب إنقاذهم من ظلم المماليك وتعطيل الشريعة، حسب ما يقول المدافعون عن هذه الخلافة، ومنهم د. على محمد الصلابى، فى كتابه الشهير عن الدولة العثمانية، ومن المبررات أيضا التى يسوقها المدافعون عن هذه الدولة أن قنصوة الغورى سلطان المماليك تعاون مع الدولة الصفوية الشيعية التى كانت فى حرب مع العثمانيين، وأن السطان التركى سليم لم تكن لديه أى مخططات لدخول القاهرة «لولا أنه أراد تأمين ظهر الدولة العثمانية»، وكانت موقعة مرج دابق التى قتل فيها قنصوة، وهنا جاء اليوم السيئ الذى دخل فيه العثمانيون لمصر.

    وطوال حكم العثمانيين لمصر، «ظلت صلة مصر بالامبراطورية العثمانية ضعيفة غير وثيقة»، حسب ما يقول المستشرق والمفكر كارل بروكلمان، فى كتابه «تاريخ الأمم الإسلامية»، واقتصر هم العثمانيون على جباية أموال وخيرات الأمة المصرية، إلى أن جاء محمد على وحصلت مصر على استقلالها الجزئى.

    لم يكن شهر محرم لعام 923 هجرية الموافق يناير 1517 شهرًا عاديًا مر كغيره من الأشهر على أيام مصر المحروسة، ولكنه كان يوم نكبة وحسرة، وحسب ما يقول المؤرخ المصرى محمد ابن إياس فى كتابه «بدائع الزهور فى وقائع الدهور، «أنه لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه» ووصل الأمر لوصفه أنه وقع فيها مثل ما وقع من جند هولاكو فى بغداد، وفى موضع آخر من الكتاب أنه «وقع فى القاهرة المصيبة العظمى التى لم يسمع بمثلها فيما تقدم»، و«من حين فتح عمرو بن العاص مصر لم يقع لأهلها شدة أعظم من هذه الشدة قط» هكذا يصف المؤرخ يوم دخول الأتراك العثمانيين أو ما يصفهم بـ «العثمانية» إلى مصر بقيادة سليم خان.

    ابن إياس الذى توفى عام 1523، أى بعد 6 سنوات من سقوط عاصمة الخلافة فى هذا الوقت «القاهرة» فى يد الترك، وفى عز قوتهم وبطشهم، لم يخف وسجل شهادته عما رآه من أهوال اقتحام وغزو العثمانيين لمصر، وكان الأولى به والأقرب للعقل أن ينافق الحكام الجدد، ويصف زهو عصرهم، لينال أعطيتهم أو على الأقل يأمن شرهم بالصمت، ولكنه أبدى غير ذلك وانحاز للحقيقة، وروى الأهوال التى تذهل لها العقول مما قام به الأتراك وفاقت ما قام به من بعده الإنجليز والفرنسيون بل والاحتلال الإسرائيلى، والتى وصلت لاقتحام الأزهر الشريف ومسجد ابن طولون وجامع الحاكم، وإحراق جامع شيخو، كما أنهم خربوا ضريح السيدة نفسية وداسوا على قبرها، كل هذا شهده المؤرخ المصرى ورواه فى عز جبروت العثمانيين ما يجعل شهادته الأقرب للحقيقة.

    ويتأسف ابن إياس على سقوط مصر فى يد العثمانيين، حسبما يورد فى كتابه: «من العجائب أن مصر صارت بعد ذلك نيابة بعد أن كان سلطان مصر من أعظم السلاطين فى سائر البلاد قاطبة لأنه خادم الحرمين الشريفين وحاوى ملك مصر الذى افتخر به فرعون اللعين».

    ويصف المؤرخ المصرى ما وقع للمحروسة بعد سقوط القاهرة: «أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. ويقص ابن إياس فى الجزء الخامس من كتابه الذى يشبه اليوميات، أن سليم خان، الامبراطور التركى، الذى اقتحم القاهرة، كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب، وروى عنه أنه قال: «إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف».

    هكذا كانت النية مبيتة لاقتحام القاهرة وقتل المصريين ونهب خير البلاد، وسرقة منجزها الحضارى، وليس نصرة الدين كما كان يدعى الأتراك، فمن ينصر الدين لا يحرق ويخرب المساجد، وإنما كان الغرض هو هدم الدين ذاته، وإنهاء دولة الخلافة الإسلامية فى القاهرة، حيث نقل الخليفة العباسى المتوكل جبرا إلى اسطنبول وأجبر عن التنازل عن الخلافة لسليم، وحسب قول ابن إياس «حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول»، ويظهر قصر فهم الدين لدى الأتراك فى مواضع كثير من الكتاب نورد منها: «أن أحد القضاة لم يجز لأحد العثمانية الزواج من امرأة لم تنقض عدتها، فاشتكاه فأحضر ذلك القاضى ولم يقبل له عذرا وبطح وضرب ضربا مبرحا، ثم كشف رأسه وألبسه عليها كرشا من كروش البقر بروثه وأركبه على حمار مقلوب وأشهره فى القاهرة، وكان قبل ذلك نادى السلطان فى القاهرة بأن أحدا من قضاة مصر لا يعقد عقدا لعثمانى».

    ولم يظهر من آل عثمان ومن عسكره ما يدل على دفاعهم عن الدين الإسلامى، فعسكره كما يصفهم ابن إياس كان عندهم «قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس، ولما جاء عليهم شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم ولا يصلى فى الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا قليل منهم، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة».

    ويروى المؤرخ المصرى آيات وقصص الظلم الذى وقع وأصاب المصريين من العثمانيين فى مواضع عدة من كتابه، حيث وصل الأمر إلى سقوط 10 آلاف من عوام المصريين قتلى فى يوم واحد، وحسب وصف ابن إياس لهذا اليوم المشئوم «فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جنى، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة».

    ووصل حد الاضطهاد والاستعباد والاستهزاء بعوام المصريين، من جانب العسكر الأتراك، أنهم كانوا «يخطفون عنهم العمايم ويعرون الناس فى الشوارع» حسب رواية ابن إياس، رغم أن سليم خان «كان ينادى كل يوم بالأمان والاطمئنان فى القاهرة والنهب والقتال عمال من جماعته».

    ويروى المؤرخ المصرى رواية أخرى للاستعباد الذى كان يقوم به الأتراك للمصريين، فحسب ما ورد فى بدائع الزهور: «فى يوم اضطربت أحوال القاهرة، وصارت أرباب الأدراك (الدرك) تقف على أبواب المدينة ويمسكون الناس من رئيس ووضيع ويضعونهم فى الحبال حتى من يلوح لهم من القضاة والشهود، وما يعلم ما يصنع بهم، فلما طلعوا بهم إلى القلعة أسفرت تلك الوقعة على أنهم جمعوا الناس حتى يسحبوا المكاحل النحاس الكبار التى كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر.. وقاسى الناس فى سحبها غاية المشقة وحصل لهم بهدلة من الضرب والسك وخطف العمائم.. وصاروا يربطون الرجال بالحبال فى رقابهم ويسوقونهم بالضرب الشديد على ظهورهم».

    هكذا عامل العثمانيون، المصريين، ولم يكتف الأمر بذلك بل قام العثمانيون بأعمال نهب وسلب وتخريب، لا تكفى هذه المساحة ذكرها، لتضيق الأقوات على الشعب المصرى وتحل به المجاعة، وكما يورد ابن إياس فإنه «شحت الغلال من القاهرة وسبب هذا أن العثمانية لما دخلوا القاهرة نهبوا المغل الذى كان فى الشون وأطعموه لخيولهم»، وفى موضع آخر «أنهم سرقوا دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزهم، ثم دخلوا إلى الطواحين وأخذوا ما فيها من البغال والأكاديش وأخذوا عدة جمال من جمال السقايين، وصارت العثمانية تنهب ما يلوح لهم من القماش وغير ذلك، واستمر النهب عمالا فى ذلك اليوم إلى بعد المغرب، وتوجهوا الى شون القمح التى فى مصر وبولاق ونهبوها».

    ويروى ابن إياس فى موضع آخر أن «جماعة من العثمانية صاروا يمسكون أولاد الناس من الطرقات ويقولون لهن أنتم جراكسة فيشهدون عندهم الناس أنهم ما هم من المماليك فيقولون لهم: اشتروا أنفسكم من القتل فيأخذون منهم حسبما يختارون من المبلغ، وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر».
    ووصل الحال بالعثمانية لفرض غرامات على الزواج والطلاق «فصار الذى يتزوج أو يطلق تقع غرامته نحو أربعة أشرفية، فامتنع الزواج والطلاق فى تلك الأيام، وبطلت سنة النكاح والأمر لله فى ذلك».
    ويورد ابن إياس رواية أخرى «أنه أشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصبحته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارج عن ما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس والخيول والبغال والحمير وغير ذلك حتى نقل منها الرخام الفاخر وأخذ منها من كل شىء أحسن، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبل أبدا، وكذلك ما غنمه وزراؤه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنم من النهب مالا يحصر».

    هكذا كانت حال المصريين، بينما كان سليم الأول السلطان العثمانى فى القلعة محتجبا عن الناس، يقول ابن إياس: «إن ابن عثمان احتجب عن الناس ولم يظهر لأحد وحكم بين الناس، ينصف الظالم من المظلوم، بل كان يحدث منه ومن وزرائه كل يوم مظلمة من قتل وأخذ أموال الناس بغير حق، ولأنه كان يشاع العدل الزائد عن ولاد ابن عثمان وهم فى بلادهم قبل أن يدخل سليم شاه لمصر، فلم يظهر لهذا الكلام نتيجة»، وفى موضع آخر يروى ابن إياس أن سليم «كان مشغولا بلذته وسكره وإقامته بين الصبيان والمرد.. وما كان له أمان إذا أعطاه لأحد من الناس وليس له قول ولا فعل وكلامه ناقص ومنقوض ولا يثبت على قول واحد كالعادة».

    وعلى المستوى الحضارى، كانت القاهرة عامرة بأبنيتها الفخمة وتراثها المعمارى الذى حرض حكامها السابقون من الفاطميين والمماليك على المباهاة بها، وظل منها ما ظل ولم تطله يد الحرق أو النهب والهدم على يد الأتراك الذين هدموا المساجد ذات الطرازت المميزة، مثل جامع شيخو، ولا عجب فقد وصف ابن إياس «العثمانية» بأنهم «قوم همج»، وحسب روايته فـ«لم يكن له (سليم) نظام يعرف لا هو ولا وزراؤه ولا أمراؤه ولا عسكره، بل كانوا همجا لا يعرف الغلام من الأستاذ ولما أقام ابن عثمان فى القلعة ربط الخيول من الحوش إلى باب الجامع، وصار زبل الخيل هناك بالكيمان على الأرض» ـ وعن عسكره يصفهم ابن إياس بأنهم «كانوا جيعانين العين نفسهم قذرة يأكلون الأكل وهم راكبون على خيولهم فى الأسواق وعندم عفاشة فى أنفسهم..».
    ونقل سليم الأول، أمهر الأعمال وأرباب الحرف فى مصر إلى اسطنبول ما سبب الخراب وتوقف الصناعات التى اشتهر بها مصر، حتى انقرضت 50 حرفة، يقول ابن إياس إن العثمانيين «ما رحلوا عن الديار المصرية إلا والناس فى غاية البلية وفى مدة إقامة ابن عثمان فى القاهرة حصل لأهلها الضرر الشامل.

    “ أجبروا أمهر العمال المصريين على السفر لاسطنبول حتى توقفت 50 حرفة فى مصر وسرقوا رخام القلعة والمدارس ”
    طة العثمانليه بعد احتلالهم مصر كانت اضعافها و اضعاف بقايا المماليك اللذين بقوا فى مصر لكى تبقى تابعة للاستانه العثمانيه ، فإخترعو نظام حكم غريب قسمو فيه مراكز القوى فى مصر. على قمة هرم الحكم و الادارهوضعوا والى وهو كان نائب يحكم بإسم السلطان التركى و اهم مهماته كانت تبليغ اوامر الاستانه للحكومه و المصريين. و بعد الوالى " الوجقات " و هذة كانت عباره عن فرق عسكريه قوامها 6000 فارس و 6000 ماشى وضعوها فى القاهره و فى المناطق المهمه تحت قيادة باشا عثمانى مقيم فى قلعة القاهره وكانت مهمته يحفظ النظام فى مصر ويجمع الضرايب للاستانه.

  • #2
    إنما قدم العثمانيون إلى مصرو الشام بناءً على طلب العلماء و الصلحاء من أهلها لأن حكامها المماليك ظاهروا النصارى على المسلمين و خانوا العهود مع السلطنة العثمانية و حاول إسقاطها بل و ظلموا الشعوب و أخذوا مالهم و سيطروا على خلافة الخليفة و كانوا سببا مباشرا لعدم نصرة العثمانيين لمسلمي الأندلس بسبب خلافات سياسية مع دولة المماليك، ومن ذلك مظاهرة سلاطينها للدولة الصفوية أيام حربها مع العثمانيين، وكان هذا هو السبب المباشر لاصطدام الدولة العثمانية مع سلطنة المماليك في مصر والشام..
    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

    تعليق


    • #3

      ما فعلة العثمانيون بلا شك أنه غزو توسعي لم يقصد به وجه الله والدار الآخرة وعقيدتهم منذ نعومة أظفار هذه الدولة خير شاهد على ذلك , فهم لم يدعوا إلى خير ولم ينهوا عن شر؛ إنما همهم الأكبر السياسة والقتال والتوسع وبسط النفوذ لذلك قاتلوا المسلمين وابتدؤهم، ولم يسلم من أذاهم أحد تحت دعوى نشر الدين الاسلامى
      والذى نعرفة عن ادعائهم بأن غزوهم لمصر والشام بناءً على طلب العلماء و الصلحاء من أهلها كذب وان الذي نعرفه من المصادر التاريخية ان ذلك الاتصال اقتصر على بعض شخصيات مدينة حلب المحاذية لحدود العثمانيين اما باقي اهل السلطنة فكانوا على ولائهم للدولة المملوكية وانهم كانوا يرون العثمانيين من الخوارج على خليفة الاسلام العباسي بمصر و لذلك قام السلطان العثماني بنفي و ترحيل كل علماء و قضاة مصر الى القسطنطينية.

      الاخوة الاعزاء
      إذا كان احتلال العثمانيين يقال عليه فتح وليس غزو فلماذا أذلوا الشعب المصري وتعالوا عليه ، وكل المراجع التاريخية تؤكد جبروت العثمانيين على المصريين وأن الأتراك في مصر كان لهم الشرف والسيادة على المصريين ، ولا ينسى أحد ما فعله محمد علي وأحفاده بالمصريين خاصة الخديوي توفيق الذي تراخى للإنجليز حتى دخلوا مصر ومكثوا فيها سبعة عقود كيف بعد كل ذلك نعتبر دخول العثمانيين فتح وليس غزو وليس هناك فرق بين
      الإنجليز والعثمانيين من حيث الواقع .

      عقيده العثمانيين كمسلمين هي بينهم وبين الله ، وإن كان الدين المعاملة ، فلم يَرَ منهم المصريين إلا كل شر وإذلال وإساءة ، حتى صار الأتراك هم السادة والمصريين هم العبيد ، ولو كان الأمر " خلافة إسلامية " وليس " توسع إستعماري " لما عاش المصريين في ضنك أثناء الحكم العثماني ، وأكرر لك ، معاملة الأتراك للمصريين على أنهم هم السادة والمصريين هم العبيد لا يدل بأي وجه على أن مرادهم رفع ظلم المماليك بل يدل على فكرة التوسع الاستعماري ، والواقع يقول أن المصريين كانوا يُجلَدوا ويُعذَّبوا بالسخرة لإجبارهم على حفر قناة السويس . وهذه الأعمال التي يشهد عليها التاريخ لا تمت بصلة للإسلام ، وبما أن العثمانيين انتهوا الى غير رجعة ولن نستطيع محاكمة ضمائرهم ، إلا أننا نستطيع استقراء هذه الضمائر من خلال بشاعة معاملتهم واستكبارهم على إخوانهم المسلمين المصريين الرعاع كما كانوا يُطلقون عليهم .
      كيف بعد كل ذلك نعتبر دخول العثمانيين الى مصر فتح وليس احتلالا

      تعليق


      • #4
        الطبقات التي تكوّن منها المجتمع المصري في عصر المماليك


        لقد كان المجتمع المملوكي مجتمعاً طبقياً تَميَّز بكَثْرَة طبقاته، إذ أنّ طبيعةَ حكم المماليك الأغراب عن تلك البلاد، وانعزالهم عن أهل البلاد وعن انخراطهم في سلكهم، أدى إلى ظهور طبقة مُتمَيّزة في المجتمع، تمتلكُ زِمامَ الحكم فيه وهي طبقة المماليك أصحاب السيادة والنفوذ، كما ظهرت أيضاً الطبقات الأخرى، ويمكن تقسيم سكان مصر في العصر المملوكي إلى ثمان طبقات
        1- طبقة المماليك.
        2- طبقة المعممين.
        3- طبقة التجار.
        4- طبقة طوائف السكان أرباب المهن في المدن.
        5- طبقة أهل الذمة.
        6- طبقة الفلاحين.
        7- طبقة الأعراب.
        8- طبقة الأقليات الأجنبية.
        أولاً: طبقة المماليك (السلاطين):اعتبر المماليك أنفسهم الطبقة العسكرية الممتازة؛ نظرًا لحكمهم مصر، فسيطروا على البلاد وأهلها، ونظروا إلى الأهالي على أنهم أقل منهم درجة لا ينبغي أن يشاركوا في الحياة الحربية، وإذا سمح لبعضهم بالمشاركة في شؤون الحكم فبالقدر المحدود الذي تخوله صلاحيتهم.
        ولهم في أصلهم ونشأتهم وطريقة تربيتهم وأسلوبهم الخاص في الحياة وعدم اختلاطهم بأهل البلاد الأصليين سياج يحيط بهم ويجعل منهم طبقة ذات خصائص تعزلها عن محيطها الذي تعيش فيه
        ولقد تمتع أمراء المماليك بمكانة كبيرة في المجتمع ومنزلة رفيعة عند السلاطين
        واستكثر السلاطين من استجلاب المماليك رغبة منهم في الإكثار من مماليكهم حتى يكونوا سندًا لهم يعتمدون عليهم، فضلاً عن رغبتهم في تملك أعدادًا عظيمة من الجند والحاشية، وكان السلطان إذا اشترى مماليكًا فإنه يرسلهم ابتداءً إلى الطبيب لفحصهم ثم ينزلهم في طبقة جنسهم ثم يرسل إليهم فقيهًا لتعليمهم القرآن الكريم والخط والأحكام وآداب الشريعة، فإذا بلغوا بدأ تعليمهم فنون الحرب، وعندما ينتهي المملوك من هذه المرحلة انتقل إلى الخدمة ويترقى حتى يصبح من الأمراء.

        كما أن المماليك تمتعوا بثروة كبيرة من الإقطاعات السخية التي كان يجريها السلطان للأمراء كلٌ حسب درجته ومرتبته، ولم تكن الإقطاعات هي المصدر الوحيد لثروة الأمراء وأرزاقهم بل رتّب السلطان للأمراء الرواتب الجارية من اللحم والتوابل والخبز والزيت والكسوة السنوية وغيرها مع تفاوت مقادير كل ذلك بحسب المراتب
        أما من ناحية اختلاطهم بأبناء البلاد من المصريين فإن الأمراء ومماليكهم لم يحاولوا الزواج من أهل البلاد من المصريين بل اختاروا زوجاتهم وجواريهم من بنات جنسهم اللائي جلبهن التجار غالبًا.
        هذه العزلة التي عاش فيها المماليك جعلتهم دائما يشعرون بأنهم أغراب أهل البلاد، وعليه فلا عجب أن بعضهم لم يعرف العربية إلا قليلاً، وهذه العوامل مجتمعة أدت إلى شدة الترابط بين المماليك بعضهم ببعض
        كما أن العزلة الاجتماعية التي عاشوا في ظلالها جعلتهم يحتفظون بأخلاقهم وطباعهم على مرّ السنين دون أن يتأثروا بطباع وعوائد وأخلاق أهل البلاد، كما ظل المماليك المجابون من الخارج موردًا مستمرًا يحيي فيهم طباعهم الأولى ويذكرهم دائما بأصولهم، لذلك فمماليك القرن السابع هم نفس مماليك القرن العاشر إلا ما شذ
        .
        وتجدر الإشارة إلى أن لفظ مملوك كثيرًا ما فقد معناه الحرفي في ذلك العصر فإن من السلاطين من لم يمسّه الرق ومع ذلك كان ينعت نفسه بالمملوك من باب التواضع والطاعة بل أصبح من أهل البلاد من المصريين من ينعت نفسه في الأوراق الرسمية بالمملوك تسهيلاً لهم على قضاء حوائجهم في عصر صارت الطبقة الممتازة ذات النفوذ والسلطان هي طبقة المماليك.
        ثانيًا: المعممون:الفئة الثانية في بناء المجتمع المصري في عصر سلاطين المماليك هم المعممون من أرباب الوظائف الديوانية والفقهاء والعلماء والأدباء، كما أُطلِق عليهم أرباب الأقلام تمييزًا لهم عن غيرهم من الطوائف.
        وقد امتازت هذه الطبقة خصوصًا العلماء منهم بميزات معينة طوال عصر المماليك إلا أنهم أحيانًا تعرضوا للامتهان نتيجةً لحقد بعض طوائف المماليك عليهم، وأهم الامتيازات التي تمتع بها المعممون:1
        -
        نفوذهم في الدولة.
        2- احترام السلاطين وإجلالهم لهم.
        3- السَّعة في الحياة نتيجة للرواتب التي أغدقها سلاطين المماليك عليهم، وتعود هذه السَّعة إلى:1- إحساس المماليك بأنهم أغراب بين أهل البلاد وحاجتهم إلى دعامة يستندون إليها في حكمهم، وطبيعي أن تكون هذه الدعامة هم فئة العلماء بحكم ما للدين ورجاله من سطوة وقوة في نفوس الناس، وقد سبق معنا أن الظاهر بيبرس أحيا الخلافة العباسية في مصر كرمز للشرعية.
        2- الأوقاف والأحباس التي أوقفت على المؤسسات العلمية والدينية كالمدارس والمساجد أو على الأشخاص أنفسهم فيتوارثون المرتبات ابنًا عن أب.
        أما عن مكانة المعممين من العلماء والقضاة وغيرهم عند عامة المجتمع المماليكي، فلم تَقِل عن مكانتهم عند السلاطين؛ ذلك أن الناس أكرموا العلماء وأضفوا عليهم مختلف ألقاب التقدير والتفخيم مثل "فقيه زمانه" "عالم عصره" "انتهت إليه رياسة العلم" "انتهت إليه رياسة المذهب"، ولعل أقوى دليل على إحساس الناس بمكانة العلماء أنهم قصدوهم لقضاء حوائجهم وتوسلوا بهم للشفاعة لهم عند أهل الدولة، وهذا الاحترام الذي حظي به العلماء في عصر المماليك جعلهم يعتَدّون بأنفسهم ويصمدون في وجه الأمراء والسلاطين.
        ومن مظاهر احترام سلاطين المماليك للعلماء أن الشيخ أحمد الذرعي دخل على السلطان الصالح إسماعيل ابن الناصر محمد سنة 745هـ طالباً إبطال عدة مظالم ومكوس فأجابه السلطان إلى كل ما طلب، وحكى ابن بطوطة من أنه سمع بمصر أن الناصر محمد بن قلاوون قال لجلسائه: إني لا أخاف أحدًا إلا شمس الدين الحريريقاضي قضاة الحنفية.
        وتَمَتُّعُ المعممين بهذه المكانة لم يكن باضطراد طوال العصر المماليكي بل تخللته حوادت وخاصةً في النصف الثاني من القرن الثامن؛ حيث ظهر فيها حقد المماليك على العلماء بسبب قربهم من السلاطين، وبناءً على ذلك أخذ المماليك يتعرضون للعلماء بالنقد والتهكم في مجالسهم ومنعهم من ركوب الخيل حتى طلب المماليك من سلاطينهم أن ينادى في شوارع القاهرة أن معممًا لا يركب فرسًا كما حدث عام 781هـ - 791هـ، وأذعن السلاطين لطلبهم، وكثيرًا ما كانت جموع من المماليك في شوارع القاهرة تعتدي على الفقهاء والمعممين وتنزلهم عن خيولهم وتسلبهم إياها، ولكن سرعان ما تعود الأمور إلى مجاريها عقب خمود الفتنة واستقرار الأوضاع فيستعيد العلماء مكانتهم ويركبون خيولهم.
        ثالثًا: طبقة التجّار:هي الفئة الثالثة التي أسهمت في بناء المجتمع المصري، ومن المعلوم أن مصر كانت مركزًا للنشاط التجاري بين الشرق والغرب في عصر الدولة المملوكية، وهذا أدى إلى ثراء التجار وجعلهم طبقة ممتازة إلى حدٍ بعيدٍ جدًا، وقد شعر سلاطين المماليك بأن التجار هم المصدر الأساسي الذي يمد الدولة بالمال لاسيما في ساعات الحرج والشدة فعمدوا إلى تقريب التجار منهم، واصطفوا منهم ندماء وجلساء؛ وبذلك تمتَّع التجار باحترامٍ كبيرٍ ومكانة بارزة في مختلف المدن والبلاد المصرية، إلا أنَّ كثرة الثروة في أيدي التجار جعلتهم دائمًا مطمعًا لسلاطين المماليك فغالوا في فرض الرسوم عليهم كما أكثروا من مصادرتهم.
        ومن هذه الرسوم ما يؤخذ من التجار عند خروج الجند إلى الغزو حتى بلغ من قسوة المطلوبات الغاشمة أن دعا بعض التجار على أنفسهم أن يغرقهم الله حتى يستريحوا مما هم فيه من الغرامات والخسارات وتحكم الظلمة فيهم.
        رابعًا: طبقة الصُنَّاع وأرباب الحرف:في عصر المماليك وجدت طائفة كبيرة من العمال والصناع وأصحاب المهن الخاضعة لنظام النقابات السائد بين أفراد كل حرفة، فأهل الحرفة الواحدة يكونون نقابة لها نظام ثابت يحدد عددهم ومعاملتهم فيما بينهم بعضهم وبعض، وفيما بينهم وبين الجمهور، كما يكون لهم رئيس أو شيخ يرأسهم ويفض مشاكلهم ويرجعون إليه في كل ما يهمهم ولا يدخلون أحدًا في حرفتهم إلا أن يكون من أبنائهم حتى لا ينافسهم أحد في حرفتهم.
        خامسًا: طبقة العوام:
        اكتظت المدن المصرية في العصر المملوكي بجمهور من الباعة والسوقة والسَقّائين والمكاريين والمعدمين أو أشباه المعدمين ويصطلح على تسميتهم في المصادر الحديثة بالعوام.
        وبالعموم فإن العوام عاشوا في ضيق وعُسْر قياسًا بالمماليك وغيرهم من الطبقات المُنَعَّمة، حتى إن بعضهم كان في طرقات القاهرة بلا مأوى، كما أن كثيرًا منهم احترفوا مهنة الشحاذة، وقد دفعتهم الحاجة والعوز والجوع إلى انتهاز الفرص في السلب والنهب وخطف كل ما تصل إليه أيديهم، كما أنهم استفادوا أحيانًا من المنازعات بين أمراء المماليك حيث حاول بعض الأمراء أن يكتسب العوام إلى جانبه، ولكن العوام لم يقنعوا بأن يكونوا أداة في خدمة المغدقين عليهم بل حدث أيام الغلاء سنة 798هـ أن هددوا المحتسب حتى انقطع أيامًا في بيته لا يجرؤ على مغادرته خوفًا على نفسه من العوام، وكان إذا مات أحد الولاة الظالمين دفنته الدولة في مقابر النصارى خوفًا عليه من العامة أن تحرقه لظلمه وتعسفه.

        ويضاف إلى ما سبق أن سلاطين المماليك جعلوا للفقراء نصيبًا من ثروتهم من باب التقوى والزلفى على عادتهم مثل الوقف الذي أوقفه السلطان بيبرس لتغسيل فقراء المسلمين وتكفينهم ودفنهم، كما أوقف وقفًا آخر لشراء الخبز وتوزيعه على المعدمين، وفي أثناء المجاعات أمر بتوزيع الأموال بسخاء على المساكين والمعدمين.
        سادسًا: طبقة أهل الذمة:أهل الذمة من اليهود والنصارى كانوا أقلية ذات أهمية في المجتمع المصري، وقد احتفظ الأقباط بنظمهم الخاصة في الحياة وكذلك احتفظوا بكنائسهم الكثيرة في القاهرة وغيرها، كما احتفظت الكنسية القبطية بطقوسها القديمة[19].
        أما اليهود فقد كانوا أقلية كذلك يشتغلون في مختلف الأعمال لاسيما التجارة، واتساع ثروة مصر وتجارتها جلبت كثيرا من يهود القسطنطينية وبغداد ودمشق وغيرها حتى صار لليهود سيطرة كبيرة على النشاط المصرفي والأعمال المالية، وقد احتفظ اليهود في مصر بمعابدهم وعوائدهم ونظمهم الموروثة.
        ومن المعروف أن أهل الذمة في مصر وغيرها منذ الفتح الإسلامي أصبحوا أسعد حالاً مما كانوا عليه تحت حكم البيزنطيين بسبب ما لاقوه من تسامح ديني، واستمرت سياسة التسامح حتى العصر المملوكي حيث ظهرت بعض الاضطهادات العنيفة ومرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:1- الحروب الصليبية التي أثارت روح العداء بين المسلمين وغير المسلمين في مصر والشام.
        2- رغبة سلاطين المماليك في مصر في الظهور بمظهر حماة الدين لدعم مركزهم في نظر المسلمين[20].
        3- وربما كان من الأسباب –أيضًا- أن بعض سلاطين المماليك حسدوا أهل الذمة على ثروتهم وطمعوا في الاستيلاء عليها وهم مطمئنون إلى أنهم لن يتعرضوا إلى نقد أو معارضة من الفقهاء، وهذه الاضطهادات لم تكن سمةً بارزة في عصر المماليك بل كانت بشكل زوابع تظهر بين حين وآخر.
        وفي المقابل فإن أهل الذمة لم يستسلموا على الدوام لبعض تلك الاضطهادات بل لجأوا إلى بعض الأعمال الاستفزازية والانتقامية مثل إحراق بعض أحياء القاهرة أو بعض مساجدها، وإذا فشل أهل الذمة في تحقيق أغراضهم عن طريق العنف حاولوا دفع البلاء عنهم بمختلف الوسائل السلمية والتي منها دفع الأموال الطائلة لأهل الدولة، ومنها إظهار الإسلام حتى يستردوا مركزهم الأدبي في المجتمع ويستريحوا من ذلك العناء المظني.
        سابعًا: طبقة الفلاحين:كان الفلاحون في العصر المملوكي هم السواد الأعظم في المجتمع المصري، أما نصيبهم في المجتمع المماليكي لم يكن سوى الاحتقار والإهمال.
        وإذا تولى أحد أمراء المماليك المتشددين على بعض الأقاليم فإنه لا يسمح لأحد الفلاحين أن يلبس مئزرًا أسود أو يركب فرسًا أو يتقلد سيفًا، ويبدوا أن هذه المعاملة أثّرت في نفوس أهل الريف حتى أصيبوا بالشعور بالنقص، وبالتالي فقد عاش الفلاح في عصر سلاطين المماليك مربوطًا إلى الأرض التي يفلحها ويفنى حياته في خدمتها وليس له من خيراتها إلا القليل؛ لأن أراضي مصر الزراعية ظلت نهبًا موزعًا بين سلاطين وأمراء المماليك، وفي بعض الأقاليم لم يكن للفلاح سوى العمل والمسخرة ودفع الأموال وهم صاغرون.
        ومما زاد حالهم سوءًا كثرة المغارم والمظالم التي حلت بهم من الولاة والحكام فأخذوا منهم على غير العادة أضعافًا، كما أن الفلاحين لم يسلموا من أذى العربان وبطشهم، فكثيرًا ما أغار العربان على القرى وفعلوا بالفلاحين ما لا تفعله الخوارج، ولم يخفف عن الفلاحين مما سبق سوى أن يصادف مرور السلطان ببعض القرى للنزهة أو الصيد فيتقدم إليه الفلاحون بالشكوى من تعسف الولاة والحكام المباشرين وكذلك أذى العربان، وفي هذه الحالة يعزل السلطان الوالي أو المباشر ويعين بديلاً عنه ولكن هذا الوالي لا يلبث أن يستأنف سياسة الظلم والبطش بالفلاحين.
        ولعل هذه المظالم هي من الأسباب التي دفعت كثيرين من أهالي القرى إلى ترك قراهم والهجرة إلى المدن ما حدا بحكومة السلطان المناداة بين حين وآخر بخروج أهل الريف من القاهرة وعودتهم إلى الريف ولكن لم يتم العمل بمثل هذه الأوامر، وبالرغم مما سبق فإن الأمراض والأوبئة والفيضانات كانت تودي بحياة الكثيرين وتعطل أجسام آخرين.
        ثامنًا: طبقة الأَعْراب:الأعراب في مصر بلغوا عددًا عظيمًا في العصر المملوكي وانتشروا في مختلف أنحاء البلاد وقد أَنِفَ الأعراب من الخضوع لدولة المماليك ووصفوا السلطان أيبك بأنه "مملوك قد مسَّه الرق"، وقالوا عن المماليك بشكل عام أنهم عبيد خوارج، ثم بلغ الأمر بهم أنهم اجتمعوا وأقاموا أحدهم حاكمًا، ولكن المماليك قاتلوهم وهزموهم ومن ثم بدأ الصدام بين المماليك وطوائف العربان بصورة متقطعة طيلة العصر المملوكي، ولذلك ظل العربان طوال العصر المملوكي عنوانًا للإخلال بالأمن والإضرار بالنظام والاعتداء على الأهالي الآمنين حتى الحجاج لم يسلموا من القتل والنهب في طريقهم أثناء الذهاب إلى المشاعر المقدسة.
        كما أن مدن مصر وقراها لم تسلم من عبثهم واعتداءاتهم ونهبهم بل إن العاصمة القاهرة لم تنجو من ضرهم؛ فكثيرًا ما أغار العربان على أطراف القاهرة ونهبوا وخطفوا كل ما وصل إلى أيديهم حتى عمائم الناس وأثوابهم.
        أما ما فعله سلاطين المماليك لدفع شر الأعراب فإنهم قربوا إليهم مشايخ العربان وأجزلوا لهم العطاء حينًا وأرسلوا الحملات لردعهم أحيانًا أخرى، ومع ذلك لم يهدأ للأعراب بال طيلة عصر سلاطين المماليك.
        تاسعًا: الأقليات الأجنبية:بالإضافة إلى ما سبق فقد وجد في عصر سلاطين المماليك مجموعة كبيرة من الأقليات الأجنبية، ومن هؤلاء الأجانب:
        1- المسيحيون الغربيون أو اللاتين.
        2- المسيحيون الشرقيون أو الروم.
        3- المسيحيون الوافدون من جورجيا والحبشة وأرمينية وغيرها من البلاد.
        وقد اختار الأوربيون الإقامة بصفة خاصة في المدن التجارية والثغور على شاطئ البحر المتوسط، واتخذوا لهم فنادق يسكنون فيها، وقد تمتع هؤلاء التجار داخل فنادقهم بقسط وافر من الحرية؛ إذ سمحت لهم السلطات المماليكية بإحضار الخمور في سفنهم وإنزالها إلى فنادقهم، وقد اشتُرِط عليهم بعض التعليمات والقيود وشدد عليهم في تنفيذها، منها: إغلاق أبواب فنادقهم مساء كل يوم ووقت صلاة الجمعة، كذلك لم يسمح للأجانب داخل البلاد بارتداء ما يختارون من الملابس أو بركوب الخيل، وإنما فرض عليهم ركوب الحمير شأن أهل الذمة من المواطنين.
        وقد اعتبر السلاطين أولئك الأجانب رهينة لدى الدولة، فإذا أصاب المسلمين أذىً أو اعتداء من جانب البلاد المسيحية يكون الاقتصاص في هذه الحالة من الفرنج الموجودين بمصر، كذلك عندما يحيط بالبلاد خطر الغزو كانت تفرض الحيلة الشديدة على الأجانب وتعلو الدعوة إلى قتلهم أو طردهم.
        ولم يكن جميع الأجانب في ذلك العصر من التجار بل شهدت المدن المصرية الكبيرة جاليات من عناصر مختلفة استوطنوا البلاد واشتغل كثير منهم بأعمال متنوعة أهمها عصر الخمور.
        أخيرًا: هذا عرض عام للطوائف والفئات التي تكوَّن منها المجتمع في مصر في عصر سلاطين المماليك، ومن الواضح أن هذه الطبقات متميزة بعضها عن بعض في خصائصها وصفاتها ومظاهرها فضلاً عن نظرة الدولة إليها ومقدار ما تتمتع به من حقوق أو تقوم به من واجبات.

        د. جمال بن فرحان الريمي

        من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

        تعليق


        • #5


          الاخوة الاعزاء

          نهانا الإسلام على أن نُشهِر السيف في وجه إخواننا المسلمين ( القاتل والمقتول فى النار )
          ألم يُشهِر العثمانيين السيوف في وجه المصريين ودخلوا ديارهم بالعنوة وبسفك الدماء أم أن سفك الدماء لو كان باسم الإسلام وضد مسلمين فإنه جائز !!!

          المصريين وقت دخول العثمانيين كانوا مسلمين وكذلك المماليك مسلمين .

          هل هذا يُقره الإسلام ؟

          توحيد الأمة يكون بالإتفاقات والسياسة والمعاهدات وليست بالإغارات المسلحة بالجيوش سواء كانت الجيوش مُسلحة بالسيوف والرماح - كالعثمانيين المغييرين على الدول المملوكية المصرية الإسلامية - أو كانت الجيوش مسلحة بالدبابات والأسلحة الجرثومية والنووية .

          هل الإغارة المسلحة على البلاد الاسلامية لو كانت باسم الإسلام تكون جائزة شرعاً ؟

          هل الذبح والقتل في إخوانك المسلمين بحجة نشر الدعوة واقامة الخلافة جائز شرعاً ؟

          ما الفرق إذن ببن هولاكو وبين السلطان سليم الأول ؟
          كلاهما سالت على أيديهم دماء المسلمين وللاسف اعداد قتلى المسلمين على يد اخوانهم المسلمين عشرات اضعاف قتلاهم على يد الكفار .

          وبعيداً عن تشوية الناريخ وتزويرة الذى درسوة لنا فى مراحل التعليم الكل متفق على أن العثمانيين قتلوا إخوانهم المسلمين على أرض مصر باسم الإسلام . ولم يدخلوا مصر مسالمين ، وأنما دخلوا مصر مُشهرين سيوفهم في وجه إخوانهم المسلمين (حيث لا فرق بين المماليك والمصريين ) وكلهم مسلمين , المصريين في الجيش مع المماليك كلهم يُدافعون عن مصر ، فهل لأن العثمانيين مسلمين ، هل هذا سبب كافي أن نحني لهم الرقاب ونهلل لاحتلالهم البلاد !
          المسلم عندما يريد نشر الدعوة فإنه يريد الخير ، وهذا يتعارض مع التجرؤ على اشهار السيوف فى وجة اصحاب البلاد المسلمين .

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة

            ما فعلة العثمانيون بلا شك أنه غزو توسعي لم يقصد به وجه الله والدار الآخرة وعقيدتهم منذ نعومة أظفار هذه الدولة خير شاهد على ذلك , فهم لم يدعوا إلى خير ولم ينهوا عن شر؛ إنما همهم الأكبر السياسة والقتال والتوسع وبسط النفوذ لذلك قاتلوا المسلمين وابتدؤهم، ولم يسلم من أذاهم أحد تحت دعوى نشر الدين الاسلامى
            والذى نعرفة عن ادعائهم بأن غزوهم لمصر والشام بناءً على طلب العلماء و الصلحاء من أهلها كذب وان الذي نعرفه من المصادر التاريخية ان ذلك الاتصال اقتصر على بعض شخصيات مدينة حلب المحاذية لحدود العثمانيين اما باقي اهل السلطنة فكانوا على ولائهم للدولة المملوكية وانهم كانوا يرون العثمانيين من الخوارج على خليفة الاسلام العباسي بمصر و لذلك قام السلطان العثماني بنفي و ترحيل كل علماء و قضاة مصر الى القسطنطينية.


            كيف بعد كل ذلك نعتبر دخول العثمانيين الى مصر فتح وليس احتلالا
            لم يدخل العثمانيو مصر وبلاد الشام الا بطلب من اهلها وهذا ليس كذبا كما تقول وهذه الوثائق تثبت ذلك .
            هذه الوثيقة موجودة في متحف طوپ قپو في استانبول، رقم 11634 (26) وترجمة الوثيقة من العثمانية إلى العربية كما يلي :
            (يقدم جميع أهل حلب: علماء ووجهاء وأعيان وأشراف وأهالي، بدون استثناء طاعتهم وولاءهم -طواعية- لمولانا السلطان عزنصره -وبإذنهم جميعاً، كتبنا هذه الورقة لترسل إلى الحضرة السلطانية العالية. إن جميع أهل حلب، وهم الموالون لكم، يطلبون من حضرة السلطان، عهد الأمان، وإذا تفضلتم بالتصريح فإننا نقبض على الشراكسة، ونسلمهم لكم، أو نطردهم، وجميع أهل حلب مستعدون لمقابلتكم واستقابلكم، بمجرد أن تضع أقدامكم في أرض عينتاب، خلصنّا أيها السلطان من يد الحكم الشركسي، احمنا أيضاً من يد الكفار، قبل حضور التركمان، وليعلم مولانا السلطان، إن الشريعة الإسلامية ، لاتأخذ مجراها هنا، وهي معطلة، إن المماليك إذا اعجبهم أي شيء ليس لهم، يستولون عليه، سواء كان هذا الشيء مالاً أو نساءً أو عيالاً ، فالرحمة لاتأخذهم بأحد، وكل منهم ظالم، وطلبوا منا رجلاً من ثلاثة بيوت، فلم نستجب لطلبهم، فأظهروا لنا العداء، وتحكموا فينا ، (ونريد) قبل أن يذهب التركمان أن يقدم علينا وزيراً من عندكم أيها السلطان صاحب الدولة، مفوض بمنح الأمان لنا ولأهلينا ولعيالنا، أرسلوا لنا رجلاً حائزاً على ثقتكم يأتي سراً ويلتقي بنا ويعطينا عهد الأمان، حتى تطمئن قلوب هؤلاء الفقراء وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين).


            أما علماء وفقهاء مصر فقد ذكر عبد الله بن رضوان في كتابه: تاريخ مصر (مخطوط رقم 4971) بمكتبة بايزيد في استانبول، إن علماء مصر (وهم نفس الشعب المصري وممثلوه) يلتقون سرّاً بكل سفير عثماني يأتي الى مصر، ويقصون عليه (شكواهم الشريف) و (يستنهضون عدالة السلطان العثماني) لكي يأتي ويأخذ مصر).
            لقد كان علماء مصر يراسلون السلطان سليم الأول لكي يقدم الى مصر على رأس جيشه، ليستولي عليها، ويطرد منها الجراكسة (المماليك) (2).
            4 - رأى علماء الدولة العثمانية بأن ضم مصر والشام يفيد الأمة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، فإن الخطر البرتغالي على البحر الأحمر والمناطق المقدسة الاسلامية وكذلك خطر فرسان القديس يوحنا في البحر المتوسط كان على رأس الأسباب التي دعت السلطان العثماني لأن يتوجه نحو الشرق، فتحالف مع القوات المملوكية لهذا الغرض في البداية، ثم تحمل العبء الكامل في مقاومة هذه الأخطار بعد سقوط الحكم المملوكي (3).
            ونستدل على ذلك بما قاله السلطان سليم الأول العثماني لطومان باي آخر سلاطين المماليك بعد أن هزمه في معركة الريدانية (أنا ما جئت عليكم إلا بفتوى علماء الأمصار

            (1) انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص170،171.
            (2) انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص169.
            (3) انظر: قراءة جديدة في التاريخ العثماني، ص70.
            من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

            تعليق


            • #7
              الاخوة الناقمين علي الخلافة العثمانية

              بغض النظر عن كون الدولة العثمانية ظالمة اوعادلة
              يكفي فخرا أن الدولة العثمانية حملت راية الاسلام حقبة غير يسيرة من الزمان و لها جهود عظيمة فى باب الجهاد
              ، لكن للأسف بدئنا بجلد الذات وأخذنا بوصف العهد العثماني في البلاد العربية بالاستعمار التركي التوسعي كما يفعل الغرب وكتابهم .
              هذا الوصف انتقلت عدواته إلى أقلام بعض كتابنا ،،،" الحكم " العثماني للبلاد العربية ليس استعمارا من حيث الأسس والأصول ولا من حيث التركيب والبنية كما يصف البعض .
              الفتح العثماني لمصر وبلاد الشام كان بناءً على طلب من العلماء والوجهاء والأعيان في البلدين ..
              وهذا بسبب مظالم المماليك وانحرافهم عن شرع الله تعالى ..
              وظاهروا النصارى على المسلمين و خانوا العهود يامن تدافعون عن المماليك ، بينما كان من المعروف عن العثمانيين أنهم حاملو رسالة الجهاد ضد الكفار في أوروبا .. ومعروف عنهم تعظيمهم للشرع ولأهله ..
              الحقية التي ينكرها البعض انه لم يخرج السلطان العثماني لدخول مصر والشام إلا بعد أن ألحت عليه رسائل علماء مصر والشام ..
              وناكر هذا القول عليه أن يقرء التاريخ جيدا ..
              فضلا عن ما بدا للعثمانيين من تقصير دولة المماليك في حماية البحر الأحمر واليمن من أساطيل البرتغاليين وغاراتهم ..
              وغيرها من العوامل التي جعلت إسقاط دولة المماليك أمرًا محتومًا بالمعايير الشرعية قبل الدنيوية ..


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8



                فى مثل هذا الأيام من أكثر من أربعمائة وثمانين عاما كانت
                القاهرة وضواحيها ساحة لقتال مشتعل بين أبناء البلد وفلول جيش المماليك المسلمون من جانب وجيوش الاحتلال العثمانى من جانب آخر.
                ففى الأسبوع الأخير من شهر يناير سنة 1517 ميلادية الموافق لبداية شهر محرم من سنة 923 ه، كانت مصر تعيش لحظة حرجة فى تاريخها، لحظة تحديد للمصير، وحسم لمستقبل البلاد. إنها لحظة امتدت آثارها لأربعة قرون طوال، بل إن بعض هذه الآثار مازلنا نعيشها إلى الآن.

                نعود اليوم مرة أخرى إلى الأيام الأخيرة من عصر دولة المماليك المسلمة فى مصر، واللحظات الأولى لسقوط البلاد فى قبضة الاحتلال العثمانى، لقد كانت سنتا 1516 و1517 سنتين من السنوات العصيبة فى التاريخ المصرى، سنتان شهدتا سقوط الدولة وفقدانها لكيانها المستقل، ليبدأ عصر جديد من عصور التبعية لقوة خارجية وأصبحت ولاية فى دولة كبرى مركزها اسطانبول بعد أن استمرت
                القاهرة لعدة قرون المركز الحضارى والسياسى الأول فى المشرق العربى والإسلامى، انهارت لتصبح مجرد عاصمة لولاية يديرها باشا مبعوث من قبل السلطان العثمانى.

                سنتان كانتا مليئتين بالحوادث والوقائع فقدت فيهما الدولة اثنين من سلاطينها على يد عدو خارجى، وسقط فيهما آلاف من القتلى من المماليك ومن أبناء الشعب، وغادر عدد من أمهر صناعها وحرفيها ومبدعيها، علاوة على عدد من شيوخها وفقهائها ومفكريها، ليبدأ عصر ظلام وجمود طويل فى تاريخ مصر.
                لقد كان وقع الكارثة فادحا على وجدان المصريين فوصف المؤرخ المصرى محمد بن أحمد بن إياس الغزو العثمانى لمصر فى تاريخه المعروف باسم «بدائع الزهور» فى وقائع الدهور يقول
                «ومن العجائب أن مصر صارت نيابة بعد أن كان سلطان مصر أعظم السلاطين فى سائر البلاد قاطبة.. ولكن ابن عثمان انتهك حرمة مصر، وما خرج منها حتى غنم أموالها وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها وأظهر أهوالها. وأشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصحبته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارجا عما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس المكفت والخيول والبغال والجمال وغير ذلك، حتى نقل منها الرخام الفاخر، وأخذ منها من كل شىء أحسنه، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبله أبدا».

                لقد كان للاحتلال العثمانى لمصر تأثيرا سلبيا كبيرا على تطور البلاد، فعلى الرغم من أن مصر عرفت عبر تاريخها الطويل موجات وراء موجات من المستعمرين الأجانب، ورغم أن أوضاع البلاد فى أواخر عصر المماليك كانت متردية للغاية، إلا أن الأثر السلبى الخطير للاحتلال العثمانى لمصر والمشرق العربى عموما يكمن فى أمرين:
                الأول: إنه قطع الطريق على التحولات الاجتماعية التى كانت أخذه فى التطور فى مصر، والتى كان يمكن أن تخرج البلاد من أزمتها التاريخية وتنتقل بها إلى عصر جديد، فأتى الاحتلال العثمانى ليجمد الوضع الاجتماعى لعدة قرون أخرى، وليستنزف فوق ذلك موارد مصر الاقتصادية لصالح الخزانة العثمانية.

                أما مكمن الخطورة الثانى فكان التوقيت الذى احتل فيه العثمانيون مصر، فقد احتلوها فى لحظة كان العالم فيها يعيش فى مفترق طرق بين عصرين، وقد نجح الغرب فى كسر الحاجز والانتقال إلى عصر جديد، بينما بقى المشرق فى ظل الاحتلال العثمانى جامدا فى مكانه.

                يتبع

                تعليق


                • #9




                  لقد كان أبناء الشعب المصرى محرومين من حقهم فى حمل السلاح للدفاع عن بلادهم منذ احتل الرومان مصر باستثناء لحظات نادرة مثل مواجهة حملة لويس التاسع على المنصورة وغارات القراصنة على الإسكندرية، ومن هنا فلم يكن الشعب مستعدا للمواجهة مع جيوش الاحتلال العثمانى بالقدر الكافى. ومع ذلك، فبمجرد تولى السلطان الأشرف طومان باى لعرش السلطنة فى رمضان سنة 922 هجرية 1516ميلادية
                  عقب وصول
                  الخبر بسقوط عمه السلطان الغورى قتيلا فى مرج دابق، دعى المصريين إلى حمل السلاح للدفاع عن وطنهم، وقد شاركوا بالفعل فى موقعة الريدانية، لكن قوة المدفعية والأسلحة النارية العثمانية كانت أكبر من قدرة الجيش المملوكى والمقاتلين المنضمين إليه من المصريين، فانتصر العثمانيون ودخلوا إلى القاهرة واستولوا عليها، ومع ذلك لم تتوقف المقاومة فسرعان ما جمع طومان باى فلول الجيش المملوكى وتجمع حوله أبناء البلد ليهاجموا قوات الاحتلال ويستردوا القاهرة من أيديهم مره أخرى، لكن لأيام معدودة عادت بعدها سيطرة العثمانيين.
                  وهذا هو ما يرويه لنا نص مقتطع من رسالة بعث بها السلطان العثمانى سليم الأول إلى نائبه فى الشام يبشره فيها بنجاحه فى الاستيلاء على
                  القاهرة والقضاء على المقاومة فيها، قال سليم فى رسالته بعد أن روى انتصاره فى الريدانية على جيوش طومان باى:

                  وكان قد فضل بقية من العساكر المصرية، فهربوا واجتمعوا هم والسلطان طومان باى وجمعوا العربان، والتموا نحو العشرة آلاف، ليلا من نهار الثلاثاء خامس شهر المحرم الحرام سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة خفية، ودخلوا البيوت الحصينة، وحفروا حولها الخنادق، وستروا التساتير، واجتمعوا فى الحارات، وأظهروا الفساد، وأبرزوا العناد، فعلمت عساكرنا
                  المنصورة بهم، فربطوا الخيالة لهم الطرقات، لئلا ينهزم أحد، وصاحت عليهم مماليكنا الإينكشارية والتفكجية، وحملت عليهم حملة رجل واحد، ودخلوا عليهم إلى البيوت التى تحصنوا فيها، ونقبوا عليهم البيوت يمينا وشمالا، وطلعوا على أسطحة تلك البيوت التى تحصنوا فيها ورموا عليهم بالبنادق والكفيات، واستمر الحرب بين عساكرنا المنصورة وبينهم ثلاثة أيام.. وفى هذه الثلاثة أيام يستمر القتال من الصبح إلى العشاء، وبعون الله تعالى قتلنا جميع الجراكسة، ومن انضم إليهم من العربان، وجعلنا دماءهم مسفوحة وأبدانهم مطروحة ونهب عساكرنا قماشهم وأثاثهم وديارهم وأموالهم، ثم صارت أبدانهم للهوام، أما طومان باى سلطانهم فما عرفنا هل هو مات أم بالحياة».
                  هذه هى رواية وقائع المقاومة فى
                  القاهرة كما وردت على لسان المحتل العثمانى، وقد أقر فيها باستمرار المعركة ثلاثة أيام كاملة، فما هى الصورة كما قدمها الجانب المصرى، يقول ابن إياس فى وقائع شهر المحرم سنة 923ه:

                  «فلما كان ليلة الأربعاء خامس الشهر، بعد صلاة العشاء، لم يشعر ابن عثمان إلا وقد هجم عليه الأشرف طومان باى بالوطاق واحتاط به، فاضطربت أحوال ابن عثمان إلى الغاية، وظن أنه مأخوذ لا محالة.. واجتمع هناك الجم الغفير من الذعر وعياق بولاق من النواتية وغيرهم وصاروا يرجمون بالمقاليع وفيها الحجارة، واستمروا على ذلك إلى أن طلع النهار فلاقاهم الأمير علان الداودار الكبير من الناصرية عند الميدان الكبير فكان بين عسكر ابن عثمان وعسكر مصر هناك وقعة تشيب منها النواحى. واستمر السلطان طومان باى يتقع مع عسكر ابن عثمان ويقتل منهم فى كل يوم مالا يحصى عددهم، من يوم الأربعاء إلى يوم السبت طلوع الشمس ثامن المحرم».

                  لقد كانت هذه صورة من صور المقاومة المصرية لقوى الاحتلال الأجنبى، وعلى الرغم أن نتيجة هذه المعركة لم تكن فى صالح المصريين، إلا أن جذوة المقاومة ظلت كامنة فى النفوس لسنوات طويلة، لتعود مرة أخرى فتشتعل فى أواخر القرن الثامن عشر.


                  والى لقاء اخر

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
                    الاخوة الناقمين علي الخلافة العثمانية

                    بغض النظر عن كون الدولة العثمانية ظالمة اوعادلة
                    يكفي فخرا أن الدولة العثمانية حملت راية الاسلام حقبة غير يسيرة من الزمان و لها جهود عظيمة فى باب الجهاد
                    ، لكن للأسف بدئنا بجلد الذات وأخذنا بوصف العهد العثماني في البلاد العربية بالاستعمار التركي التوسعي كما يفعل الغرب وكتابهم .
                    هذا الوصف انتقلت عدواته إلى أقلام بعض كتابنا ،،،" الحكم " العثماني للبلاد العربية ليس استعمارا من حيث الأسس والأصول ولا من حيث التركيب والبنية كما يصف البعض .
                    الفتح العثماني لمصر وبلاد الشام كان بناءً على طلب من العلماء والوجهاء والأعيان في البلدين ..
                    وهذا بسبب مظالم المماليك وانحرافهم عن شرع الله تعالى ..
                    وظاهروا النصارى على المسلمين و خانوا العهود يامن تدافعون عن المماليك ، بينما كان من المعروف عن العثمانيين أنهم حاملو رسالة الجهاد ضد الكفار في أوروبا .. ومعروف عنهم تعظيمهم للشرع ولأهله ..
                    الحقية التي ينكرها البعض انه لم يخرج السلطان العثماني لدخول مصر والشام إلا بعد أن ألحت عليه رسائل علماء مصر والشام ..
                    وناكر هذا القول عليه أن يقرء التاريخ جيدا ..
                    فضلا عن ما بدا للعثمانيين من تقصير دولة المماليك في حماية البحر الأحمر واليمن من أساطيل البرتغاليين وغاراتهم ..
                    وغيرها من العوامل التي جعلت إسقاط دولة المماليك أمرًا محتومًا بالمعايير الشرعية قبل الدنيوية ..
                    ولعل فيما قاله أمير البيان (شكيب أرسلان) غُنية، حيث قال: (لا يجحد فضل آل عُثمان إلا جاهل أو مكابر) اهـ .
                    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                    تعليق


                    • #11

                      الحوار من أكثر الاشياء متعة و رقياً لأنه يؤدي بنتائج جيدة و مثمرة , تنمي من طريقة تفكير الانسان و توسع من آفاقه وتعرفه على الآخرين وتكسبه حبهم والتواصل معهم . وهو من أهم أدوات التآلف والتحبب وتكوين علاقات طيبة وقوية ووسيلة لتغيير اتجاهات الآخرين وميولهم بعد اقتناعهم عقلياً ووجدانياً بمفاهيم ومعان جديدة

                      الحوار وسيلة للرد على الهجوم والشبهات بأسلوب حضاري بالحوار الهادف لكن يصبح غير ذي جدوى عندما تتحاور مع الجهلاء أو السفهاء ويجدر بنا أن نتوقف نهائياً عن المناقشة عندما نلاحظ عدم السعى للفهم بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة والتطاول لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير
                      "( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )"
                      و في هذه الكلمات المباركة خير دليل على أهمية الابتعاد عن محاورة الجاهلين من الناس.
                      وفي مقوله للامام علي رضوان الله عليه وعلى الصحابه اجمعين يقول:

                      كم من عالم خاطبته فغلبته وكم من جاهل خاطبني فغلبني
                      وفي روايه اخرى
                      لو اني جادلت ألف عالم لغلبتهم ولو اني جادلت جاهلا واحدا لغلبني

                      منقول غن الزميل المحترم !!!!
                      ولعل فيما قاله أمير البيان (شكيب أرسلان) غُنية، حيث قال: (لا يجحد فضل آل عُثمان إلا جاهل أو مكابر) اهـ .


                      شكرا على ادبك ولن ارد عليك لانة قيل قديما لا تجادل ال.... فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما

                      وبناء علية اترفع عن النقاش والحوار فى هذا القسم

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمدعامر مشاهدة المشاركة

                        يصبح غير ذي جدوى عندما تتحاور مع الجهلاء أو السفهاء ويجدر بنا أن نتوقف نهائياً عن المناقشة عندما نلاحظ عدم السعى للفهم بقدر ما يسعى للشقاق و العداوة والتطاول لذلك علينا أن نعذره لأنه لا يعلم الكثير
                        "( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )"
                        و في هذه الكلمات المباركة خير دليل على أهمية الابتعاد عن محاورة
                        الجاهلين من الناس.
                        وفي مقوله للامام علي رضوان الله عليه وعلى الصحابه اجمعين يقول:

                        كم من عالم خاطبته فغلبته وكم من
                        جاهل خاطبني فغلبني
                        وفي روايه اخرى
                        لو اني جادلت ألف عالم لغلبتهم ولو اني جادلت
                        جاهلا واحدا لغلبني

                        منقول غن الزميل المحترم !!!!
                        ولعل فيما قاله أمير البيان (شكيب أرسلان) غُنية، حيث قال: (لا يجحد فضل آل عُثمان إلا جاهل أو مكابر) اهـ .


                        شكرا على ادبك ولن ارد عليك لانة قيل قديما لا تجادل ال.... فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما

                        وبناء علية اترفع عن النقاش والحوار فى هذا القسم
                        نحن يا اخي نتكلم عن قضية تخص الامة الاسلامية جمعاء .
                        وليست قضية شخصية نتبادل فيها السب والشتم!

                        حين نقلت كلام الاديب شكيب ارسلان رحمه الله
                        . في مقولته: (لا يجحد فضل آل عُثمان إلا جاهل أو مكابر) .
                        اقصد به في الدرجة الاولى الذين يزورون التاريخ لقلب الحقائق لتتماشى مع احقاد من هم تحت إمرتهم من الحكام بسبب عداوتهم للخلافة الاسلامية العثمانية.
                        وخير دليل على ذلك هو المراجع المدرسية التي تدرس في مصرسواء لمادة التاريخ او الجغرافيا مليئة بالطامات اتجاه الخلافة العثمانية الاسلامة!
                        ولاغرابة في ذلك لان
                        النظرة العلمانية للأمور هي التي تسيطر على وضع المناهج في مصر.
                        فكيف نرجو ان تخرج لنا مثل هذه المناهج من يحمل الولاء
                        للخلافة الاسلامية العثمانية خاصة وللإسلام عامة؟
                        وما نراه اليوم من انقلاب على الشرعية غصبا وقتل وحرق لآلاف المسلمي خير شاهد.
                        اما انت يا أخي فلاعلاقة لك بالموضوع من قريب ولا من بعيد لأنك مجرد ناقل عنهم.

                        وعملا بمقولة امير المؤمنين الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن كافة الصحابة.
                        {إلتمس لأخيك سبعين عذرا}
                        وبناء عليه اترفع عن الرد على شتائمك إحتراما لإدارة ومشرفي وأعضاء المنتدى.


                        وأنا لست ممن يتهرب من المناقشة حين تواجهني أدلة دمغاء...وافتعل أعذارا واهية...
                        من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة صباحو مشاهدة المشاركة
                          الاخوة الناقمين علي الخلافة العثمانية...

                          في حقيقة الامر هم ناقمون على العثمانيون الجدد والامر له علاقة مباشرة بمواقفهم السياسية الرافضة للانقلابات العسكرية وتنديدهم لها
                          وتبنيهم لمواقف اكثر جرئة وصارمة ومسؤولة وهذا ما ازعج العديد من المؤيدين لتلك الانظمة الانقلابية مما دعاها الى تجنيد وتجييش وسائل الاعلام
                          وتسخير منابر المثقفين و(رجال الدين احيانا ) لتشويه صورة العثمانيين الاوائل ومن سار على اثارهم ممن تلاهم .. انهم العثمانيون الجدد
                          تقبلوا مروري بكل ود

                          " و لسوف يعطيك ربك فترضى "

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة ابيان مشاهدة المشاركة

                            في حقيقة الامر هم ناقمون على العثمانيون الجدد والامر له علاقة مباشرة بمواقفهم السياسية الرافضة للانقلابات العسكرية وتنديدهم لها
                            وتبنيهم لمواقف اكثر جرئة وصارمة ومسؤولة وهذا ما ازعج العديد من المؤيدين لتلك الانظمة الانقلابية مما دعاها الى تجنيد وتجييش وسائل الاعلام
                            وتسخير منابر المثقفين و(رجال الدين احيانا ) لتشويه صورة العثمانيين الاوائل ومن سار على اثارهم ممن تلاهم .. انهم العثمانيون الجدد
                            تقبلوا مروري بكل ود
                            صدقت أخي أبين هذا هو واقع الامر.
                            والمقصود من وراء ذلك كله هو طمس الهوية الاسلامية وكل ما له علاقة بالاسلام.
                            والشاهد على ما اقول هو اغلاق القنوات الفضائية التي تنشر الفضيلة وتدعو الى الالتزام بشرع الله ووووو...
                            بينما القنوات المسيخية قابعة على رأس القائمة تسب الرسول الكريم وتنعته بأبشع العبارات في تحد سافر واستهانة بالغة بقلوب المؤمنين!
                            وعلى مرءا ومسمع المسؤولين وهم لايحركون ساكنا!؟
                            ولاحول ولا قوة إلا بالله.
                            ويا ليت قومي يعلمون
                            من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                            تعليق


                            • #15
                              من بعد التحية
                              اعتقد ان معظم الذين سجلوا في هذاالمنتدى سجلوا من اجل الفائدة العلمية ، ولتأسيس ثروة علمية ثقافية متنوعة، مبنية على أسس النقاش والتحاور الرزين المدعم بالأدلة وليس من اجلالمناكفات والسجال الذي لا طائل منه .


                              لقد بات وشيكا اقفال منتدى الحضارة العثمانية أمام طرح المواضيع حفاظا على ما تبقى من حب وود بيننا .

                              الإخوة الأعزاء أعضاء هذا المنتدى: في حال وجود اقتراح أو نقد بناء يمكن من خلاله الرقي بهذا الصرح فلا تترد في طرحة فكلنا أذان صاغية ونرحب بكل آرائكم ونحن نعمل على خدمتكم وتوفير كل متطلباتكم وأنتم عماد هذا المنتدى

                              تعليق

                              يعمل...
                              X