إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العصر الجاهلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العصر الجاهلي



    العصر الجاهلي




    تعرف نقطة النهاية للعصر الجاهلي، وهي بدء نزول الوحي على نبيّ الرحمة محمد صلّى الله عليه وسلّم، أمّا نقطة البداية فقد اختلف المؤرخون في تحديدها، فمنهم من حصرها ما بين قرن ونصف وثلاثمئة عام، ومنهم من أرجعها إلى أعماق التاريخ الموغلة في القدم، فقد أوصل خطوتها الأولى إلى النبيّ نوح عليه السلام.
    الذين حصروا المدة بقرنين أو ثلاثة اهتدوا ببداية الشعر العربي، فأول من نظم شعر، كما تذكر معظم الروايات، هو المهلهل بن ربيعة الزير سالم، والمهلهل هذا عاش في نهايات القرن الخامس الميلادي وبدايات القرن السادس، أيّ قبل بعثة النبي محمد بأكثر من قرن. و أمّا الذين يمدّون الرقعة الزمانية لانطلاقة العصر الجاهلية حتى لا يكادون يضعون لها حدّا فإنّهم يربطون هذا العصر بالأمة التي مثّلت هذا العصر، وهم العرب، والعرق العربي قديم في الجزيرة العربية والشام وفي الجنوب (اليمن). وتسمية العصر الجاهلي بهذا الاسم ليست من أهل ذلك الزمان، بل جاءت التسمية بعد الاسلام،نسبة إلى جهل الناس في ذلك الزمان بملة إبراهيم عليه السلام أو بالرسالات السماوية ، حتّى سمّى العرب بالأميين، أيّ الذين ليس لهم كتاب إلهي، فقد جاء في محمكم التنزيل:

    "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" الجمعة (2)

    وجاء في موضع آخر من القرآن:
    "قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ" آل عمران (75).

    وقد اعتنق معظم العرب في العصر الجاهلي الوثنية، فكانت كلّ قبيلة تصنع لها صنماً تعبده وتتقرّب إليه، وتؤمن أنّه يمنحها الخير، وكانوا إذا ما أقدم أحدهم على أمر كسفر أو زواج أو بيع يستنجدون بآلهتهم لتهديهم إلى جادة الصواب، ومن هذه الأصنام: اللات ومناة والعزى وهبل، وغيرها من الأسماء ما أنزل بها من سلطان، وجزء قليل كان على اليهودية و آخر على النصرانية.

    و أبرز ما برع فيه العرب هو الشعر، فسمّوه ديوان العرب لشدة احتفائهم به وميلهم إلى نظمه وحفظه، فالجميع يقدّسه ويسعى إلى الدخول فيه ثمّ التميّز، فقد تكون الأسرة كلها شعراء، فمثلا كان زهير بن أبي سلمى شاعرا و ولداه كعب وبجير شعراء، وزوج أمه أوس بن حجر شاعرا، وعلى ذلك فقس. وكانوا يقيمون الأسواق والمناظرات الشعرية فيما بينهم، ولحبهم بالشعر وفرط عنايتهم به كان العرب لا يهنئون إلا على ثلاثة أشياء، هي: ولادة ذكر، وبزوغ شاعر و ولادة مهر، وهذا يشير إلى العلاقة التي تربط العرب بالشعر.وقد عرفت في العصر الجاهلي قصائد سمّيت القصائد (المعلقات) وهي من أنفس الشعر الجاهلي والعربي عموماً، نظراً لاهتمامهم بهذا القصائد كتبوها بماء الذهب وعلّقوها على جدران الكعبة، و وصل عدد المعلقات إلى عشر معلقات أبرزها معلقة امرئ القيش وزهير بن أبي سلمى و طرفة بن العبد.

    هذا على الرغم من أنّ الكتابة لم تكن منتشرة في العصر الجاهلي، بل كانت مقتصرة على عدد قليل ممن يملكون المقدرة على ذلك، فقد سادت الأمية في ذلك الزمان، وقلّما يوجد من يعرف القراءة والكتابة، ولكنهم مع دوّنوا هذه القصائد، وهذا إشارة أخرى وبرهان أكيد على مدى تعلّقهم وشغفهم بالشعر. ومن الأمور الأخرى التي اهتم بها العرب أيضاً اهتمامهم بالأنساب والفراسة والقيافة.
    أمّا من الناحية الاجتماعية فقد كان المجتمع الجاهلي مجتمعا قبليا، ينصهر الفرد في قبيلته يتحدّث باسمها، ولا يخرج عما تريده القبيلة، حتّى قال أحد الشعراء وهو دريد بن الصمّة: وهل أنا إلا من غزية إن غـوت غويت، وإن ترشد غزيـة أرشد ومن يخرج عن دائرة القبيلة يصبح صعلوكا أو يهرب إلى قبيلة أخرى فيتحول إلى مملوك.

    وكانت الحروب الطويلة بين هذه القبائل على سبب وبدون سبب ومنها حرب البسوس، وحرب داحس والغبراء، وكان الغزو والسلب سائدا شائعا في العصر الجاهلي، فالقبيلة التي ترى نفسها قادرة على الإغارة على قبيلة أخرى لا تتوانى في ذلك، أيّ أن منطق القوة هو الذي يحكم، فالقبائل الضعيفة تضطر إلى طلب الحماية من غيرها فتتخذ القبيلة الحامية أفراد القبيلة الضعيفة موالي (مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة)...

    يتبع




  • #2

    لماذا سمي العصر الجاهلي بهذا الإسم



    قسّم العرب الفترات التي مرّوا بها إلى عصور مختلفة، وقد ارتبط كلّ عصر فيهم بسمات وخصائص مميزة تجعل من كلّ عصر معالمه التي عرف بها واتسم بها كذلك. ومن العصور التي مرّ بهاالعرب - العصر الجاهليّ - ، وفي مقالنا هذا سنتعرّف أكثر على العصر الجاهليّ وما هي أهم خصائصه وسماته، ولماذا سميّ العصر الجاهليّ بهذا الإسم.
    العصر الجاهليّ هو العصر الذي يمثّل حياة العرب في منطقة الحجاز قبل بعثة النبيّ محمدّ " صلّ الله عليه وسلّم " وإنزال الرسالة السماويّة عليه، وقد استمرّ هذا الفترة لمدّة قرن ونصف تقريباً، وقد امتاز العصر الجاهليّ عند العرب بسمات خاصّة تميّزه عن غيره من العصور، فبداية، هذا العصر كان يمثّل بيئة جغرافية للعرب تتميز بـ "الصحراء والجفاف"، وقد طبعت هذه البيئة الجغرافية بالعصر بسمات معيّنة لأهلها سواء من الناحية الإجتماعيّة، أو الأخلاقيّة، أو العقليّة، أو السياسيّة، أو الدينيّة.

    أمّا حياتهم الاجتماعيّة، فقد عرف عن العرب الجاهليّين أنّ منهم الحضر ومن البدو. أمّا الحضر وسكان المدن منهم فكانوا يعملون في الزراعة، وفي التجارة والصناعة، منها مدينة مكة والتي كان منها أهل قريش وسيدنا محمّد " صلّ الله عليه وسلم "، ويثرب (المدينة المنورة في عصر الإسلام)، والطائف، وغيرها من المدن والقرى. أمّا البدو فكانوا يرتحلون من مكان لآخر طلباً للعيش وفي تقلّب مواسمهم أيضاً في الشتاء والصيف.


    أمّا ما عرفوا به العرب أخلاقيّاً في العصر الجاهليّ، فقد كانوا يعرفون بالكرم وهو أهم فضائلهم وخصالهم الحميدة، وعرفوا بالشجاعة، والوفاء، والصدق، وإحترام الجار، ونجدة من يحتاج للمساعدة والنجدة. أمّا من أسوأ عاداتهم التي عرفوا بها وقد قوّمها الإسلام، فقد عرفوا بالعصبيّة، ووأدهم للبنات، وشربهم للخمر، ولعبهم للقمار، والنهب والسلب (قطّاع طرق).


    وأمّا حياتهم السياسيّة، فلم تكن واضحة بشكل كبير في هذا العصر، وإنّما سكان الحضر كانوا يعيشون في إمارات معيّنة، كإمارة الغساسنة، وإمارة مكة، وإمارة الحيرة، وغيرها، بينما البدو فلم تكن السياسة لها وجود في حياتهم أصلاً، وإنّما كان لكلّ قبيلة منهم شيخ يرأسها.


    بينما كانت حياتهم الدينيّة هي الأكثر ضياعاً، فقد كانوا قسماً كبيراً من العرب يعبدون الأصنام ( هبل واللات والعزى ومناة)، كما كان منهم من يعبد الشمس، والقمر، والنجوم. بينما كانت قلّة قليلة منهم من كانوا يتبعون الدين المسيحيّ واليهوديّ.


    سبب تسمية العصر الجاهلي بهذا الإسم :

    أمّا فيما يتعلّق بتسمية العصر الجاهليّ بهذا الإسم، فذلك تبعاً للسمات الخاصّة للعرب في هذه الفترة، والجهل هنا لا يقصد بها الجهل الذي يكون ضدّ العلم، وإنّما الجهل الذي هو ضدّ الحلم. فقد ارتبط اسم هذا العصر بالجهل تبعاً لأنّ العصر الذي يليه هو عصر - صدر الإسلام - ، وبذلك فإنّ الجهل ارتبط بالجهل الدينيّ واتباعهم لعبادة الأصنام وبعدهم عن الله سبحانه وتعالى. بينما يعرف العرب بتطوّرهم من الناحية الفكريّة والعقليّة والحضاريّة قبل مجيء الإسلام، ولذلك هنا يتضح لنا أن الجهل لم يرتبط بالعلم أصلاً.

    يتبع

    تعليق


    • #3


      شملت مظاهر الحياة في العصر الجاهلي جوانب متعدّدة من جوانب حياة النّاس والمجتمعات الاجتماعيّة والثّقافية والاقتصاديّة، وعلى الرّغم من أنّ الحياة في الجاهليّة كانت فيها صور سوداء قاتمة من ناحية عقيدة النّاس وعبادتهم وكذلك في جانب النّظرة إلى المرأة فقد كانت هناك أخلاقيّات تحكم علاقات النّاس في بعض الظّروف والأحوال، فما هي أبرز جوانب الحياة في العصر الجاهلي؟

      العقيدة والإيمان
      لم يكن كثيرٌ من العرب في الجاهليّة موحّدين لله تعالى؛ بل كانت عقيدتهم مبنيّة على أنّ ثمّة أندادًا وشفعاء يمثّلون دور الوسيط بين البشر والله الخالق سبحانه، لذلك ابتدع العرب في الجاهليّة الأصنام والأوثان ليعبدوها من دون الله تعالى علّها تكون شفيعةً لهم عند الله، كما عبدت قبائل من العرب النّجوم والكواكب، كما كانت هناك قلّة من العرب الذين بقوا على دين الحنيفيّة وهو دين إبراهيم عليه السّلام، وتنصّر عددٌ من العرب وتهوّد آخرون.

      النّاحية الاجتماعيّة

      كان العرب في الجاهليّة عبارة عن قبائل غالبًا ما تجتمع بروابط النّسب والعشيرة، وقد كانوا يفتخرون كثيرًا بأنسابهم وأحسابهم حتّى انبرى شاعر كلّ قبيلةٍ لنظم القصائد التي تُبيّن مفاخر قبيلته، وقد ساد مبدأ القوّة والغلبة بين القبائل العربيّة فكانوا يحرصون على بناء الأحلاف مع الأقوياء، فقوّة القبيلة عندهم كانت تقاس بمدى قدرتها على ردع القبائل الأخرى وتحقيق أمنها، ذلك لأنّ الحياة في الجزيرة العربيّة بدت أحيانًا حياة رعبٍ وخوف يتخطّف فيها القوي الضّعيف، ويسيطر فيها صاحب النفوذ والمنعة.

      النّاحية الأدبيّة

      اهتمّ العرب في الجاهليّة كثيرًا بالشّعر والأدب، وقد عقدوا أسواقاً خاصّة من أجل ذلك منها سوق عكاظ وذو المجنة، وقد برز كثيرٌ من الشّعراء الذين كان له حضورهم وسمعتهم بين قبائل العرب ومنهم النّابغة الذّبياني، وعنترة بن شدّاد، وامرؤ القيس؛ وقد سمّوا بأصحاب المعلقات؛ حيث كانت تُعلّق أشعارهم على أستار الكعبة في مواسم الحج .

      العلوم والطّبّ

      اهتمّ العرب في الجاهليّة ببعض العلوم منها: علم النّجوم ومتابعة حركاتها، كما عرفوا القيافة والعيافة، أمّا في الطّب فقد عرف العرب عددًا من الأطباء الّذين تميّزوا في هذا المجال منهم الحارث بن كلدة وابن أبي روميّة.

      طرق الكسب

      اشتهر العرب في الجاهليّة باشتغالهم بالرّعي والتّجارة؛ فوجود بيئة صحروايّة صرفت أنظار العرب في الجزيرة عن مهنة الزّراعة؛ حيث كانوا يأتون بما يحتاجون إليه من رحلات التّجارة في الشّتاء والصّيف بين الشّام واليمن، وكان الجشع مُسيطرًا على نفوس النّاس حينئذٍ؛ حيث كثرت بينهم المعاملات الرّبويّة والقمار والميسر التي حرّمتها الشّريعة الإسلاميّة فيما بعد


      يتبع

      تعليق


      • #4



        امتاز هذا العصر بفصاحة اللسان العربي، واتصاف الإنسان العربي بالكرم، والجود كمميزات أخلاقية تميز بها العرب، واستمرت معهم حتى بعد ظهور الإسلام، الذي حافظ عليها، وأمر بتنميتها.

        احتوى العصر الجاهلي على الكثير من العادات السلبية التي رفضها الإسلام، مثل: القتل من أجل الإرث، وشُرب الخمر، وغير ذلك، وجاء دين الإسلام لتصحيح كافة العادات، والتقاليد الخاطئة عند الناس، وتوعيتهم لكل خير، وصحيح، وتشجيعهم للمحافظة على مكارم الأخلاق.


        اتصف أغلب العرب في العصر الجاهلي، بالتكلم باللغة العربية الفصحى، كوسيلة اتصال، وتفاهم بينهم، فلم تكن فكرة اللهجات بعد قد انتشرت، فكان اللسان العربي صحيحاً، وشبه خالٍ من الكلمات المضافة، أو المستحدثة، وهذا ما ساهم في انتشار العديد من المظاهر العقلية، التي تميز بها الإنسان العربي، ومن هذه المظاهر:


        الخطابة

        هي مصطلحٌ مشتقٌ من المصدر (خَطب)، وتعرف بأنها فنٌ من فنون الكلام، المرتبط باللغة العربية الفصحى، فيُسمى الشخص الذي يتميز بأسلوب كلام فصيح، ومتقنٍ (الخطيب)، وكان العرب في الجاهلية يتميزون بقدرتهم على الخطابة، وخصوصاً في الأسواق الأدبية التي كانت تتميز بانتشار المبارزات الأدبية بين الفصحاء من العرب، أو عندما يقوم كبيرٌ من كبار القوم بالوقوف للتحدث في المجلس، فيجب أن يتميز بإتقان ما يقوله من كلام، حتى يكون مؤثراً على الحضور، ومحققاً للهدف المرتبط فيه.

        كان لكل قبيلة عربية خطيبٌ خاصٌ بها، يتكلم باسمها أمام القبائل الأخرى، أو في حالات وقوع الحروب، والنزعات، فيجب أن يتميز أسلوب الخطيب بالحماسة، والفصاحة حتى يكون كلامه مقنعاً، ومفهوماً، وواضحاً للآخرين، وهذا ما ساهم في انتشار الخطابة كصفة من صفات الفرسان الشجعان، الذين يتقدمون الجيوش، فأسلوب خطابتهم مع الجيش، يساعد على تشجيع أفراده لخوض المعركة بشجاعة.


        النثر

        هو فنٌ كلاميٌ يعتمد على الفصاحة اللغوية العربية، وارتبط مع مفهوم الخطابة كجزء من الأقوال البليغة التي عُرفت عند العرب في الجاهلية، ولكن لم يصل إلى العصر الحالي الكثير من النثر العربي القديم، وذلك بسبب عدم حرص العرب في الجاهلية، على توثيق كافة الأقوال التي قالوها؛ بسبب عدم انتشار وسائل الكتابة بشكل كبير، وعدم قدرة بعضهم على القراءة، والكتابة.

        تميز النثر العربي بالإيجاز، أي أن ما ورد عن العرب في النصوص النثرية، كان مرتبطاً بالهدف الرئيسي من النص المكتوب، أي الفكرة التي يدور حولها الموضوع النثري، وأيضاً تميزت تلك النصوص بالحكمة فكانت تهتم بالأمور الفاضلة، والتي تحمل نتائج إيجابية في نهاياتها، كالمُصالحات بين القبائل المتنازعة.


        الشعر

        هو من أكثر الفنون الكلامية التي حافظت على وجودها، منذ العصر الجاهلي حتى هذا الوقت، فما زالت العديد من القصائد العربية في العصر الجاهلي مشهورةً، وتُدرس في المناهج الدراسية التي تهتم بالشعر العربي، وسبب ذلك تميز الشعراء العرب بكتابة قصائدهم بلغةٍ عربية سليمة، ساعدت المهتمين بدراسة، ومتابعة الشعر العربي في التعرف على الأوزان الشعرية بشكل صحيح، ومناسب، ومن أهم القصائد الشعرية في الجاهلية: المعلقات، والأصمعيات، وغيرها، ومن أشهر شعراء الجاهلية: الأعشى، وزهير بن أبي سُلمى، وعنترة بن شداد، وغيرهم


        يتبع

        تعليق

        يعمل...
        X