إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حقيقة الصوفية في ضوء الكتاب والسنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    كتاب إحياء علوم الدين



    هل تنصحوننا بقراءة كتاب إحياء علوم الدين للشيخ أبي حامد الغزالي ؟.

    الحمد لله
    فقد سئل شيخ الإسلام عن هذا الكتاب فأجاب بقوله :
    " أما كتاب ( قوت القلوب ) ، وكتاب(الإحياء) تبـعٌ له فيما يذكره من أعمال القلوب مثل الصبر والشكر والحب والتوكل والتوحيد ونحو ذلك ، وأبو طالب أعلم بالحديث والأثر وكلام أهل علوم القلوب من الصوفية وغيرهم من أبى حامد الغزلي ، وكلامه أَسَدُّ ، وأجود تحقيقاً وأبعد عن البدعة ، مع أنَّ في قوت القلوب أحاديث ضعيفة وموضوعة وأشياء كثيرة مردودة ، وأما ما في الإحياء من الكلام في المهلكات مثل الكلام على الكبر والعجب والرياء والحسد ونحو ذلك فغالبه منقول من كلام الحارث المحاسبي في الرعاية ، ومنه ما هو مقبول ، ومنه ما هو مردود ، ومنه ما هو متنازع فيه ، والإحياء فيه فوائد كثيرة لكن فيه مواد مذمومة ، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد ، فإذا ذكر معارف الصوفية كان بمنزلة من أخذ عدواً للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين ، وقد أنكر أئمة الدين على أبى حامد هذا في كتبه ، وقالوا مَرَّضَهُ " الشفاء " يعنى شفاء ابن سينا في الفلسفة .
    وفيه أحاديث وآثار ضعيفة ، بل موضوعة كثيرة .
    وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وتُّرهاتهم .
    وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسنة ، ومن غير ذلك من العبادات والأدب ما هو موافق للكتاب والسنة ، ما هو أكثر مما يرد منه ، فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا فيه ." انتهى مجموع الفتاوى ج10 ص551
    ولهذا فالنصيحة بعدم قراءته ، وخصوصاً أن هناك ما يغني عنه في بابه مثل ( "كتاب حادي الأرواح ، وكتاب الفوائد ، وكتاب زاد المعاد ، لابن القيم" ، "وكتاب العبودية ، وكتاب الإيمان ، لشيخ الإسلام ابن تيمية" ، "وكتاب لطائف المعارف ، ورسالة الخشوع في الصلاة ، لابن رجب" ) بالإضافة إلى أن هناك تلخيص لكتاب إحياء علوم الدين ، يمكن الاستفادة منه مثل مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة . وأما طالب العلم المتمكن فلا بأس أن يقرأ فيه إذا كان يميز بين الصحيح والضعيف ، والحق والضلال . ومن أراد الزيادة عن الغزالي وكتابه فليُراجع السؤال رقم ( 13473 ) .
    والله أعلم .



    الإسلام سؤال وجواب
    الشيخ محمد صالح المنجد



    من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

    تعليق


    • #17
      يسأل عن الصوفية وجماعة التبليغ


      هل فرقة "الدعوة و التبليغ" من الفرق الضالة و ماذا عن "الصوفية" ؟ .

      الحمد لله
      من المهم أن نعلم أولا أن مصطلح التصوف والصوفية من المصطلحات الحادثة ، والتي لم يعلق عليها مدح شرعي ، فتمدح ـ أو يمدح صاحبها ـ بإطلاق ، مثل أسماء الإيمان ، والإسلام ، والإحسان ، ولم يعلق عليها أيضا ذم شرعي ، فتذم ـ أو يذم صاحبها ـ أيضا بإطلاق ، مثل ألفاظ الكفر والفسوق والعصيان .
      وما كان كذلك فإنه ينبغي الاستفصال عن حقيقة حاله ، وما يراد به قبل إطلاق القول فيه . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : ( لفظ الفقر والتصوف قد أدخل فيها أمور يحبها الله ورسوله ، فتلك يؤمر بها ، وإن سميت فقرا أو تصوفا ؛ لأن الكتاب والسنة إذا دل على استحبابها لم يخرج عن ذلك بأن تسمى باسم آخر ، كما يدخل في ذلك أعمال القلوب ، كالتوبة والصبر ... وقد أدخل فيها أمور يكرهها الله ورسوله ؛ كما يدخل فيها بعضهم نوعا من الحلول والاتحاد ، وآخرون نوعا من الرهبانية المبتدعة في الإسلام ، وآخرون نوعا من المخالفة للشريعة ، إلى أمور ابتدعوها ، إلى أشياء أخر ، فهذه الأمور ينهى عنها بأي اسم سميت ، ... وقد يدخل فيها التقييد بلبسة معينة ، وعادة معينة ، في الأقوال والأفعال ، بحيث من خرج عن ذلك عد خارجا عن ذلك ، وليست من الأمور التي تعينت بالكتاب والسنة ، بل إما أن تكون مباحة ، وإما أن تكون ملازمتها مكروهة ، فهذا بدعة ينهى عنه ، وليس هذا من لوازم طريق الله وأوليائه ، فهذا وأمثاله من البدع والضلالات يوجد في المنتسبين إلى طريق الفقر ، كما يوجد في المنتسبين إلى العلم أنواع من البدع في الاعتقاد والكلام المخالف للكتاب والسنة ، والتقيد بألفاظ واصطلاحات لا أصل لها في الشريعة ، فقد وقع كثير من هذا في طريق هؤلاء .
      والمؤمن الكيس يوافق كل قوم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة ، وأطاعوا الله ورسوله ، ولا يوافقهم فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة أو عصوا فيه الله ورسوله ، ويقبل من كل طائفة ما جاء به الرسول ، .....،ومتى تحرى الإنسان الحق والعدل ، بعلم ومعرفة ، كان من أولياء الله المفلحين ، وحزبه الغالبين . ) انتهى . ( الفتاوى 11/280ـ29 ) .
      غير أن ما قاله شيخ الإسلام من التفصيل في حال المنتسبين إلى التصوف يوشك أن يكون نظريا في واقعنا المعاصر ، حيث صارت المحاذير التي أشار إليها شيخ الإسلام ملازمة لمسلك المنتسبين إلى التصوف في زماننا ، فضلا عما التزموه من الأعياد والموالد المبتدعة ، وغلوهم في مشايخهم الأحياء ، وتعلقهم بالمشاهد والقبور ، يصلون عندها ، ويطوفون حولها ، وينذرون لها ، إلى آخر ما هو معلوم من مسالكهم . ولهذا كله كان إطلاق القول بالتحذير من مسالكهم متوجها الآن ، وهو الذي اعتمدته اللجنة الدائمة في جوابها عن سؤال حول حكم الطرق الصوفية الموجودة الآن ، فقالت :
      ( الغالب على ما يسمى بالتصوف الآن العمل بالبدع الشركية ، مع بدع أخرى ، كقول بعضهم : مدد يا سيد ، وندائهم الأقطاب ، وذكرهم الجماعي ، فيما لم يسم الله به نفسه ، مثل : هو هو ، وآه آه ، ومن قرأ كتبهم عرف كثيرا من بدعهم الشركية ، وغيرها من المنكرات . ) اهـ
      وأما جماعة التبليغ فهي من الجماعات العاملة في حقل الدعوة إلى الله ، لها الكثير من الحسنات ، والجهد المشكور ؛ وكم تاب على أيديهم من عاص ، وتنسك من فاسق ، إلا أنها لا تخلو من بعض البدع في العلم والعمل ، نبه عليها أهل العلم ، لكنها لا توصف على كل حال بأنها من الفرق الضالة . وقد سبق قول شيخ الإسلام : والمؤمن الكيس يوافق كل قوم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنة ، ولا يوافقهم فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة .
      وانظر تفصيلا أكثر حول هذه الجماعة في الجواب عن السؤال ( 8674 ) ، ( 39349 ) .


      الإسلام سؤال وجواب

      من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

      تعليق


      • #18
        الأقطاب والأبدال في الفكر الصوفي



        سمعت وقرأت عن ما يسمى بالأبدال والأقطاب وغيرهم ، هل هم فعلا موجودون بيننا ؟
        وهل حديث ( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم الأبدال ) صحيح أم لا ؟.


        الحمد لله
        أولا :
        الولاية عند أهل السنة هي التي عرَّفها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، حيث قال تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ، لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-64
        فأعلنت الآية أن ولي الله هو المؤمن التقي ، الذي يحب الله وينصره ، ويسير في مرضاته ، ويحفظ حدوده ، ويقيم شريعته ودينه ، وهو عبد من عباد الله ، لا يخرج عن قهره وسلطانه ، بل لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ، ولا يعلم ما قدر الله له ، فهذا هو ولي الله عند أهل السنة .
        وطريق الولاية للعبد هو أن يقوم بأداء الفرائض ، ثم يتدرج في أداء النوافل حتى يحبه الله تعالى ، فإذا أحبه كان وليا حقا له جل وعلا ، وقد جاء في الحديث الصحيح :
        ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبدًا دَعَا جِبرِيلَ فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبَّهُ . قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبرِيلُ . ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلانًا فَأَحِبُّوهُ . فَيُحِبُّهُ أَهلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القبُولُ فِي الأَرضِ ) رواه مسلم (2637)
        ثانيا :
        أما الولاية في عرف التصوف البدعي فلها معنى آخر يختلف عما عند أهل السنة ، فولي الله عندهم من اختاره الله ، ولو لم يكن فيه من مواصفات الصلاح والتقوى ما يؤهله لحب الله له ، إذ الولاية عندهم نوع من الوهب الإلهي دون سبب ، وبغير حكمة ، لذلك كانوا يعتقدون في بعض الظلمة والفسقة والمجانين وأهل الفجور أنهم من الأولياء بمجرد أن يظهر على أيديهم من خوارق العادات ، مثل : ضرب الجسم بالسكاكين ، واللعب بالحيات والنار وأمثال ذلك ، حتى عَدُّوا في أوليائهم من يشرب الخمر ويزني ، ويقولون : الولي الصادق لا تضره معصية أبدا .
        ولم يكتفوا بهذا في تعريف الولاية ، بل يقررون أن الولي يتصرف في الأكوان ، ويقول للشيء كن فيكون ، وكل ولي عندهم قد وكَّله الله بتصريف جانب من جوانب الخلق ، فأربعة أولياء يمسكون العالم من جوانبه الأربعة ، ويسمون الأوتاد ، وسبعة أولياء آخرون كل منهم في قارة من قارات الأرض السبع ، ويسمون الأبدال ( لكونهم إذا مات واحد منهم كان الآخر بدله ) ، وعدد آخر من الأولياء في كل إقليم ، في مصر ثلاثون أو أربعون ، وفي الشام كذلك ، والعراق وهكذا ، وكل واحد منهم قد أوكل إليه التصريف في شيء ما ، وفوقهم جميعا ولي واحد يسمى القطب الأكبر أو الغوث ، وهو الذي يدبر شأن الملك كله ، وهكذا أسسوا لهم دولة في الباطن تحكم وتنفذ وتتحكم في شؤون الناس على منوال الدولة السياسية ، وهذه الدولة يترأسها القطب أو الغوث ، يليه الإمامان ( وهما الوزيران ) ، ثم الأوتاد الأربعة ، ثم الأبدال السبعة .
        هذه هي الولاية الصوفية ، وهي لا تمت من قريب أو بعيد للولاية الإسلامية القرآنية ، فالولي في الإسلام عبد هداه الله ووفقه وسار في مرضاة ربه حسب شريعته ، وهو يخشى على نفسه من النفاق وسوء العاقبة ، ولا يعلم هل يقبل الله عمله أو لا ، وأما الولي الصوفي فقد أعطوه من خصائص الربوبية ما يتصرف به في جانب من جوانب الكون ، ولا يلتزم بما شاء من شريعة الله ، ويدخل الملائكة تحت مشيئته .
        وأصل فكرة الولاية الصوفية مأخوذة من الفلسفة الإغريقية القديمة التي تقوم على فكرة تعدد الآلهة ، وكان أول من وضع فكرة الولاية الصوفية في أواخر القرن الثالث الهجري هو محمد بن علي بن الحسن الترمذي ، الذي يسمونه ( الحكيم ) - وهو غير الإمام صاحب السنن المشهورة بسنن الترمذي - ثم بعد ذلك اشتهرت أقوالهم ، وأصبحت كتب أئمتهم مليئة بهذه الأفكار والمصطلحات ، ولو ذهبنا ننقل أقوالهم وأباطيلهم لطال بنا المقام ، وحتى لا يظن أحد أننا نتجنى عليهم ، فهذه أسماء بعض مراجعهم ، وستجد أن ما ذكرناه أقل بكثير من شناعة أفكارهم ، انظر "الفتوحات المكية" لابن عربي (2/537،455) ، كتاب "اليواقيت والجواهر" لعبد الوهاب الشعراني (2/79) ، "المعجم الصوفي" لسعاد الحكيم (189-191، 909-913) ، وانظر من مراجع أهل السنة "الفكر الصوفي" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق (343-383)
        ثالثا :
        الحديث الذي ذكره السائل الكريم حديث ضعيف ، لا يصح بوجه من الوجوه ، ولم يرد من طريق صحيحة ذكر شيء من مراتب الولاية عند الصوفية .
        يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في "المنار المنيف" (136) :
        " أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقرب ما فيها ( لا تسبوا أهل الشام ؛ فإن فيهم البدلاء ، كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلا آخر ) ذكره أحمد ، ولا يصح أيضا ، فإنه منقطع " انتهى .
        ( وانظر تفصيل الأحاديث المروية في ذلك وبيان نكارتها في "المقالات القصار" لأبي محمد الألفي (69-81) )
        وقد سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
        عن الحديث المروى فى الأبدال ، هل هو صحيح أم مقطوع ، وهل الأبدال مخصوصون بالشام أم حيث تكون شعائر الاسلام قائمة بالكتاب والسنة يكون بها الأبدال ، بالشام وغيره من الأقاليم ، وهل صحيح أن الولى يكون قاعدا فى جماعة ويغيب جسده ، وما قول السادة العلماء فى هذه الاسماء التى تسمى بها أقوام من المنسوبين إلى الدين والفضيلة ، ويقولون هذا غوث الأغواث ، وهذا قطب الأقطاب ، وهذا قطب العالم ، وهذا القطب الكبير ، وهذا خاتم الأولياء ؟
        فأجاب رحمه الله :
        " أما الاسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة ، مثل الغوث الذي بمكة ، والأوتاد الأربعة ، والأقطاب السبعة ، والأبدال الأربعين ، والنجباء الثلاثمائة ، فهذه أسماء ليست موجودة فى كتاب الله تعالى ، ولا هي أيضا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف يحمل عليه ، إلا لفظ الأبدال ، فقد روي فيهم حديث شامى منقطع الإسناد عن على بن أبى طالب رضي الله عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال :
        ( إن فيهم - يعني أهل الشام - الأبدال الأربعين رجلا ، كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ) ، ولا توجد هذه الأسماء فى كلام السلف كما هي على هذا الترتيب ، ولا هي مأثورة على هذا الترتيب والمعانى عن المشائخ المقبولين عند الأمة قبولا عاما ، وإنما توجد على هذه الصورة عن بعض المتوسطين من المشائخ ، وقد قالها إما آثرا لها عن غيره ، أو ذاكرا ، فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غياث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره ، ولا بملك مقرب ، ولا نبى مرسل ، ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها كشف الضر عنهم ونزول الرحمة إلى الثلاثمائة ، والثلاثمائة إلى السبعين ، والسبعون إلى الأربعين ، والأربعون إلى السبعة ، والسبعة إلى الأربعة ، والأربعة إلى الغوث ، فهو كاذب ضال مشرك ، فقد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله :
        ( وإذا مسكم الضر فى البحر ضل من تدعون إلا إياه ) وقال سبحانه وتعالى : ( أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ) فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحُجَّاب وهو القائل تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) ، وقد علم المسلمون كلهم أنه لم يكن عامة المسلمين ولا مشايخهم المعروفون يرفعون إلى الله حوائجهم ، لا ظاهرا ولا باطنا ، بهذه الوسائط والحجاب ، فتعالى الله عن تشبيهه بالمخلوقين من الملوك وسائر ما يقوله الظالمون علوا كبيرا ، وهذا من جنس دعوى الرافضة أنه لا بد فى كل زمان من إمام معصوم يكون حجة الله على المكلفين ، لا يتم الإيمان إلا به ، بل هذا الترتيب والأعداد تشبه من بعض الوجوه ترتيب الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم فى السابق والتالي والناطق والأساس والجسد وغير ذلك من الترتيب الذى ما نزل الله به من سلطان .
        وأما الأوتاد فقد يوجد فى كلام البعض أنه يقول : فلان من الأوتاد ، يعني بذلك أن الله تعالى يثبت به الإيمان والدين فى قلوب من يهديهم الله به ، كما يثبت الأرض بأوتادها ، وهذا المعنى ثابت لكل من كان بهذه الصفة من العلماء ، فكل من حصل به تثبيت العلم والإيمان في جمهور الناس كان بمنزلة الأوتاد العظيمة والجبال الكبيرة ، ومن كان بدونه كان بحسبه ، وليس ذلك محصورا فى أربعة ولا أقل ولا أكثر ، بل جعل هؤلاء أربعة مضاهاة بقول المنجمين فى أوتاد الأرض .
        واما القطب فيوجد أيضا فى كلامهم : ( فلان من الأقطاب ) ، أو ( فلان قطب ) فكل من دار عليه أمر من أمور الدين أو الدنيا باطنا أو ظاهرا فهو قطب ذلك الأمر ومداره ، ولا اختصاص لهذا المعنى بسبعة ولا أقل ولا أكثر ، لكن الممدوح من ذلك من كان مدارا لصلاح الدنيا والدين ، دون مجرد صلاح الدنيا ، فهذا هو القطب فى عرفهم .
        وكذلك لفظ البدل ، جاء فى كلام كثير منهم .
        فأما الحديث المرفوع فالأشبه أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الإيمان كان بالحجاز وباليمن قبل فتوح الشام ، وكانت الشام والعراق دار كفر ، ثم لما كان فى خلافة علي رضي الله عنه ، قد ثبت عنه عليه السلام أنه قال : ( تمرق مارقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ) ، فكان علي وأصحابه أولى بالحق ممن قاتلهم من أهل الشام ، ومعلوم أن الذين كانوا مع علي رضي الله عنه من الصحابة ، مثل : عمار بن ياسر ، وسهل بن حنيف ونحوهما ، كانوا أفضل من الذين كانوا مع معاوية ، فكيف يعتقد مع هذا أن الأبدال جميعهم ، الذين هم أفضل الخلق ، كانوا في أهل الشام ، هذا باطل قطعا ، وإن كان قد ورد فى الشام وأهله فضائل معروفة ، فقد جعل الله لكل شىء قدرا ، والكلام يجب أن يكون بالعلم والقسط .
        والذين تكلموا باسم ( البدل ) فسروه بمعان ، منها : أنهم أبدال الأنبياء ، ومنها : أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلا ، ومنها : أنهم أبدلوا السيئات من أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات ، وهذه الصفات كلها لا تختص بأربعين ، ولا بأقل ولا بأكثر ، ولا تحصر بأهل بقعة من الأرض " انتهى باختصار من مجموع فتاوى ابن تيمية (11/433-444)
        رابعا :
        جاء في كلام بعض السلف ، وبعض أهل العلم المتأخرين إطلاق لفظ : ( فلان من الأبدال ) ، ومن ذلك ما جاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/127) في ترجمة فروة بن مجالد : " وكانوا لا يشكّون في أنه من الأبدال " انتهى ، وقال الإمام أحمد كما في "العلل" للدارقطني (6/29) : " إن كان من الأبدال في العراق أحد ، فأبو إسحاق إبراهيم بن هانئ " انتهى .
        ولا يعنون به ما يريده المتصوفة في اصطلاحهم الباطني البدعي ، وإنما يريدون المعنى اللغوي ، فمن قيل فيه ذلك من أهل العلم فهو من ورثة الأنبياء بما معه من العلم الشرعي ، فكأنه بدل عنهم في تبليغ الوحي وتعليمه الناس .
        يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (4/97) :
        " وأما أهل العلم فكانوا يقولون هم الأبدال ؛ لأنهم أبدال الأنبياء ، وقائمون مقامهم حقيقة ، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة ، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه ، هذا في العلم والمقال ، وهذا في العبادة والحال ، وهذا في الأمرين جميعا ، وكانوا يقولون هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ، الظاهرون على الحق ، لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله وكفى بالله شهيدا " انتهى .
        وانظر سؤال رقم (10527)
        والله أعلم .


        الإسلام سؤال وجواب




        من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

        تعليق


        • #19
          الطرق الصوفية وموقف المسلم منها



          السؤال : هو كم فريق من الصوفية موجودين ؟ وهل جميع الصوفية مخطئون ؟ لقد سمعت أن الإمام النووي كان متأثراً بهم ، وكانوا ينصحون الناس بالتخلي عن الكراهية والحقد ولم يشركوا بالله ؟ فما رأيكم ؟

          الجواب :
          الحمد لله
          الصوفية فرق وشيع وأحزاب ، كل حزب بما لديهم فرحون ، وكل طريقة لها شيخ ، وأوراد ، وطقوس ، يجمعها البعد عن الفهم الصحيح للكتاب والسنة ، والترويج للبدع والمحدثات والخرافات ، ويغلو كثير منها حتى يقع في الشرك اعتقادا وعملا ، كاعتقاد وحدة الوجود ، واعتقاد التصريف والتدبير للأولياء والأقطاب ، وعبادة هؤلاء ، دعاء ونذرا وطوافا بقبورهم وذبحا لهم .
          والتصوف في القديم كان أقل انحرافا وخطرا ، وكان يقصد به في بعض الأحيان الزهد والورع والتقشف ، حتى نسب إليه بعض العلماء والعباد ، مع سلامة المنهج وصحة الاعتقاد .
          والواجب على المسلم : تحقيق التوحيد ، واتباع الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح ، وتجنب البدع والمحدثات ، فإن هذا هو طريق النجاة .
          روى أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيمًا ، قَالَ : ثُمَّ خَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَذِهِ السُّبُلُ ، وَلَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ، ثُمَّ قَرَأَ : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ) وصححه الألباني في كتاب "التوسل" ( ص / 125) .
          وروى أبو داود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجه (44) عن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3851) .

          ومن نظر في القرآن والسنة ، وتأمل سيرة الخلفاء الراشدين ، وحال القرون الثلاثة المهديين ، علم بطلان ما عليه الصوفية من تقديس الأشخاص ، وعبادة الأموات ، واختراع الأوراد ، والتعلق بالخرافات ، والهادي هو الله ، ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) النور/40 .
          وينظر : للفائدة جواب السؤال رقم (4983) و (20375) و(34575) و(89961) .
          والله أعلم .



          الإسلام سؤال وجواب



          من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

          تعليق


          • #20
            الطريقة " الهبرية الشاذلية " وما فيها من ضلال وانحراف عن اعتقاد أهل السنَّة


            السؤال : ظهرت في بلدنا " الجزائر " وبالأخص جنوبه ، وغربه : طريقة صوفية ، أخذت بلب العام والخاص , الكبير والصغير ، وبالأخص : رجال المال ، وكبراء القوم ، تُدعى "الطريقة الهبرية" ، فلو تفضلت وأفدتنا بمعلومات عن هذه الطريقة حتى نستطيع مجابهتها ، والتصدي لها , وجزاك الله خيراً .

            الجواب : الحمد لله
            أولاً :
            سبق في الموقع غير مرة الكلام على الطرق الصوفية على سبيل العموم ، وبيان شيء من أخطائها وضلالاتها .
            وانظر أجوبة الأسئلة : ( 20375 ) و ( 118693 ) و ( 132603 ) .
            ثانياً :
            " الطريقة الهبرية " هي من الطرق الصوفية التي تفرعت عن " الطريقة الشاذلية " , وهذه الطريقة الهبرية الشاذلية : تفرعت عن " الطريقة الدرقاوية الشاذلية " ، وتنسب إلى " محمد الهبري العزاوي الزروالي " نسبة إلى " بني زروال " , وتأتي زاويته في الأهمية بعد " الزاوية العلوية " الجزائرية ، و " الزاوية البوتشيشية " المغربية .
            أما أهم معتقدات الطائفة الشاذلية : فهي كما يلي :
            1. الاعتقاد بوحدة الوجود على النحو الذي يعتقد بها عموم الصوفية ، إذ نقل الشاذلية عن شيخهم قوله : "مَن أطاع الله في كل شيء بهجرانه لكل شيء : أطاعه الله في كل شيء ، بأن يتجلى له في كل شيء" .
            2. تأويل آيات القرآن تأويلاً باطنيّاً ، فتُصرف الآيات عن ظاهرها والمراد بها ، على طريقة الفرق الباطنية التي ادّعت أن للإسلام والقرآن ظاهراً وباطناً .
            يقول ابن عطاء الله السكندري : "لكل آية ظاهر وباطن" .
            3. الغلو في الشاذلي ، وشيوخهم الآخرين ، حتى أوصلوا بعضهم إلى مرتبة الربوبية .
            انظر : "الطريقة الشاذلية" , "مجلة الراصد" , العدد الثاني والأربعين .
            http://alrased.net/site/topics/view/512
            وانظر للمزيد حول هذه الطريقة ، ومؤسسها : كتاب " أبو الحسن الشاذلي " للصوفي عبد الحليم محمود ، وانظر في الردِّ عليه كتاب : " صوفيات شيخ الأزهر " للأستاذ عبد الله السبت .
            أما عقائد هذه الفرقة الهبرية المتفرعة عن الشاذلية فكما يلي :
            أ. يزعم مقدَّم هذه الطريقة : "أن المجاهدة – بعزيمتها المعهودة - توقّفت عنده" ، وقد كان مريدوه لا يأخذ الواحد منهم الاسم الأعظم حتى يمرّ بالخلوات التي تنقطع لها العزائم والظهور ، فيخلو الواحد منهم سنوات في غار ، أو كوخ ، بعيداً عن الخلْق ، حتى يصير الاسم الأعظم ممتزجا بكلّ ذرة من ذراته ! .
            ب. ويزعم أتباعه أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي يوصل إلى الله ، وعنه يؤخذ الاسم الأعظم .
            ت. وكان الهبري يقول : "لا يدخل طريقتنا إلاّ من كان مكتوباً من السعداء في اللوح المحفوظ ، أو شريفاً" .
            ث. ويزعم أصحاب الطريقة أن أتباع صاحب الاسم الأعظم مكتوبون عند الله في عداد الصحابة رضوان الله عليهم .
            ج. وكان وارثه الشيخ الأكبر ! محي الطريق "محمد بلقايد" يلقّن الاسم الأعظم في أيام معدودات ، بعد ما كان التقلين في سنين معهودات , وقد صرّح أنّه لا يلقن الاسم الأعظم في الأرض إلا هو وابنه محمد عبد اللطيف التلقين الأتمّ ، الذي يوصل إلى الله مباشرة ، ويجعل حامل الاسم من أصحاب الذات ، والاسم الأعظم .

            بالإضافة إلى الضلالات والخرافات الأخرى التي تشترك فيها عامة الطرق الصوفية .
            وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
            ما حكم الشريعة الإسلامية في الطريقتين اللتين توجدان في بلدنا الجزائر ولهما اسم " الهبريين " نسبة إلى شيخهم الكبير وهو الشيخ الهبري ، وكما نعرف أن شيخهم المحبوب الحضرة ، ويعتقدون أنهم في الطريق الصحيح ، وكل المسلمين الآخرين في ضلال ، فهل هذه الطريقة صحيحة ؟ .
            فأجابوا :
            "الطريقة السليمة الصحيحة : هي التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فمن اقتفى أثره في ذلك : فهو على الصراط المستقيم ، وأما الطرق التي حدَثت بعد ذلك : فيُعرض كل عمل منها على الشريعة الإسلامية ، فما وافقها : أُخذ به ، وما خالفها : رُدَّ ؛ لقول الله جل وعلا : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
            وننصحك بكثرة تلاوة القرآن ، وقراءة تفسيره ، وخاصة "تفسير ابن جرير" ، و "ابن كثير" رحمهما الله ، وكذلك قراءة السنَّة وشرحها ، وخاصة الصحيحين "صحيح البخاري" ، و "صحيح مسلم" ، والسنن الأربعة ... إلى غير ذلك من كتب الحديث الشريف ، مثل : "منتقى الأخبار" ، و "بلوغ المرام" ، و "رياض الصالحين" ، و "زاد المعاد في هدي خير العباد" للعلامة ابن القيم رحمه الله .
            الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
            "فتاوى اللجنة الدائمة" (2/364 ، 365) .
            ثالثاً:
            وننبه هنا إلى أن الغرب الكافر صار يتبنى نشر العقائد الصوفية في العالَم العربي ، والإسلامي ؛ لما يعلمه عنها من تأثيرها المخدِّر على عقول أتباعها ، وتعلقهم بالأوثان ، والقبور ، والأوهام ، والخيالات ، فينصرفون عن معرفة توحيد خالقهم ، وعن تحقيق الولاء والبراء في حياتهم .
            قال الأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله :
            "ومما له دلالته : أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية ، ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب : مؤلفات "محيي الدين بن عربي" ، وأشعار "جلال الدين الرومي".
            وقد أوصت لجنة " الكونغرس " الخاصة بالحريات الدينية : بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية ؛ فالزهد في الدنيا ، والانصراف عنها ، وعن عالم السياسة : يضعف - ولا شك - صلابة مقاومة الاستعمار الغربي ، ومِن ثَمَّ فعداء الغرب للإسلام ليس عداء في المطلق ، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم ، ولأي شكل من أشكال المقاومة ، تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية" انتهى .
            من مقاله " الإسلام والغرب " .
            فالغرب الذي يحارب الإسلام ، يحارب بالأخص أهل السنة والجماعة ، لعلمه أن هؤلاء هم الذين يقفون في وجه أطماعه الاستعمارية ، وفي الوقت ذاته : يشجع الطرق والحركات الصوفية ، لعلمه أنها لا تتعارض مع مصالحه ، بل تخدم مصالحه .
            وللرد على التصوف ، وعقائده المنحرفة : فننصح بقراءة الكتب التالية :
            *1. "هذه هي الصوفيَّة" للشيخ عبد الرحمن الوكيل .
            2. "الفكر الصوفي في ضوء الكتاب السنة" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق .
            3. "الكشف عن حقيقة الصوفية" للشيخ عبد الرؤوف القاسم .
            4. "تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد لوح .
            والله أعلم



            الإسلام سؤال وجواب


            من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

            تعليق


            • #21
              نبذة عن عبد القادر الجيلاني ومعين الدين الجشتي وعقيدتهما




              السؤال: هل يمكن أن تذكروا لي تأريخ الشيخ عبد القادر الجيلاني والخواجة معين الدين الجشتي ؟ لأن هناك الكثير من الأتباع لهم حول العالم ، لذلك أريد أن أعرف ما مقدار الحق الذي كانوا يحملونه .


              الجواب : الحمد لله

              أولاً :

              1. عبد القادر الجيلاني :

              هو أبو محمد عبد القادر بن أبي صالح عبد الله بن جنكي دوست الجيلي الحنبلي .

              2. ولد الشيخ عبد القادر بـ " جيلان " – بلاد وراء " طبرستان " في عام ( 471 هـ ) ، وتوفي عام ( 561 هـ ) .

              3. سمع من : أبي غالب الباقلاني ، وأحمد بن المظفر ، وأبي القاسم ابن بيان .

              وحدَّث عنه : السمعاني ، والحافظ عبد الغني ، والشيخ موفق الدين ابن قدامة .

              4. قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله : الشيخ الإمام العالم الزاهد العارف القدوة شيخ الإسلام علم الأولياء .

              " سير أعلام النبلاء " ( 20 / 439 ) .

              وقال الإمام السمعاني رحمه الله : كان عبد القادر من أهل جيلان إمام الحنابلة وشيخهم في عصره ، فقيه ، صالح ، ديِّن ، خيِّر ، كثير الذكر ، دائم الفكر ، سريع الدمعة .

              انظر " سير أعلام النبلاء " ( 20 / 441 ) .

              وقال ابن كثير رحمه الله : وكان له سمت حسن ، وصمت ، غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان فيه تزهد كثير ، له أحوال صالحة ومكاشفات ، ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ، ويذكرون عنه أقوالا وأفعالا ومكاشفات أكثرها مغالاة ، وقد كان صالحاً ورِعاً ، وقد صنَّف كتاب " الغُنية " و " فتوح الغيب " ، وفيهما أشياء حسنة ، وذكر فيهما أحاديث ضعيفة وموضوعة ، وبالجملة كان من سادات المشايخ .

              " البداية والنهاية " ( 12 / 768 ) .

              5. اهتم بعض الدارسين ببحث عقيدة الجيلاني وسيرته ، كما فعل الشيخ سعيد بن مسفر وفقه الله في كتاب " الشيخ عبدالقادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية " وهو رسالة علمية لنيل درجة " الدكتوراة " من جامعة " أم القرى " وقد قال في خلاصة بحثه قال :

              " أولاً : أن الشيخ عبد القادر الجيلاني سلفي العقيدة ، على منهج أهل السنة والجماعة في جميع قضايا العقيدة : كمسائل الإيمان ، والتوحيد ، والنبوات ، واليوم الآخر، كما أنه يقرر وجوب طاعة ولاة الأمور ، وعدم جواز الخروج عليهم .

              ثانياً : أنه من مشايخ الصوفية في مراحلها الأولى وبمفهومها المعتدل والأقرب إلى السنَّة ، والتي تعتمد في الغالب على الكتاب والسنَّة ، مع التركيز على أعمال القلوب .

              ثالثاً : أنه – رحمه الله – وبالنظر إلى تلقيه علوم التصوف من مشايخ يفتقرون إلى العلم المعتمد على الكتاب والسنة أمثال شيخه الدباس الذي كان أميَّاً لا يقرأ ولا يكتب ، فقد وقع – رحمه الله – في بعض الشطحات ومارس بعض البدع في العبادات ، ولكن هذه الهفوات مغمورة في بحر حسناته ، والعصمة ليست إلا للأنبياء وغيرهم معرض للخطأ ، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث .

              رابعاً : أن معظم ما نسب إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني من الكرامات مبالغ فيه ، وبعضها غير صحيح ، وما يمكن قبوله منها : فهو إما من باب الفراسة ، أو من باب الكرامات التي يقول أهل السنَّة والجماعة بجواز وقوعها بالضوابط الشرعية الموضحة في ثنايا الرسالة " . انتهى .

              " الشيخ عبدالقادر الجيلاني وآراؤه الاعتقادية والصوفية " ( ص 660 ، 661 ) .

              وانظر جوابي السؤالين : ( 12932 ) و ( 45435 ) .


              ثانياً :

              وأما معين الدين الجشتي :

              1. هو الخواجا معين الدين حسن بن الخواجا غياث الدين السجزي ، ويُعرف بـ " غريب نواز " – يعني : " مغيث الفقراء " ، أو " معطي الفقراء " - .

              2. ولد في " سيستان " - شمال شرق إيران - ، في عام ( 536 هـ ) ، وتوفي عام ( 627 هـ ) .

              3. هو من أشهر الأولياء في شمال آسيا – إن لم يكن أشهرهم – وقبره من أكثر المزارات زيارة من قبَل الصوفية والخرافيين ، بل إنه ليزار من قبل الهندوس ! .

              4. قيل في سبب تصوفه : أنه بينما كان معين الدين الجشتي يسقي النبات في مزرعته : زاره رجل صوفي اسمه الشيخ " إبراهيم كوندوز " ، فاقترب منه الشاب معين الدين الجشتي ، وقدَّم له بعض الفواكه ، وفي المقابل أعطاه الشيخ " إبراهيم كوندوز " قصَّة من لحيته وطلب منه أن يأكلها !! وفعل ذلك العارف معين الدين ، فتنوَّر باطنُه ! وأصبح يرى نفسه في عالم آخر غريب عليه ! ، بعد هذه الحادثة تخلص من حديقته وجميع ممتلكاته ، ووزع الأموال على الفقراء ، ورفض الدنيا ، وذهب لـ " بُخارى " لطلب العلم ! .

              5. تجول الجشتي في كثير من بقاع العالم ، ثم قرر أن يحول وجهته إلى " الهند " بسبب رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ! يأمره بذلك ، فذهب للهند ، ونزل " لاهور " ، وبعد فترة وجيزة نزل إلى " إجمير " - من منطقة " راجستان " - وفيها استقر ، وفيها توفي .

              6. وهو ناشر الطريقة الصوفية المبتدعة المسماة " الجِشتية " – نسبة إلى قرية " جِشت " في " هراة " بشمال غرب " أفغانستان " - في الهند .

              7. ولا تختلف طريقة معين الدين عن غيره من طرق الصوفية المبتدعة ، بل وبعض تلك الطرق تشتمل على عقائد كفرية .

              وفي هذه الطريقة ما يطلقون عليه " المراقبة الجشتية " : وهي قضاء نصف ساعة أسبوعيّاً عند أحد القبور ؛ يقوم المريد بتغطية الرأس ، والذكر بعبارة : " الله حاضري " ، " الله ناظري " .

              ولا شك في أن هذا الأمر بدعة ضلالة ، بل يخشى أن يكون باباً للشرك بالله تعالى ، بأن يخضع الصوفي لصاحب القبر ، ويكون مشاهدته ومراقبته واستحضاره له ، وهذا من الشرك الأكبر .


              ثالثاً :

              سئل علماء اللجنة الدائمة :

              أرجو من سماحتكم التكرم بالكتابة إلينا باختصار عن : الصوفية والصوفيين ، وما هي الصوفية ، وما هي عقيدتهم ، وما رأي أهل السنة والجماعة فيهم ، وماذا ينبغي لمن كان من أهل السنة والجماعة أن يعمل ، أو كيف ينبغي أن يتعامل معهم إن كان هؤلاء الصوفيون مصرين على عقيدتهم ، وأنهم يرون أنهم على حق حتى بعد أن ظهرت واتضحت أمامهم الحقائق ؟ .

              فأجابوا :

              " الصوفية " نسبة إلى الصوف ؛ لأنه كان شعاراً لهم في اللباس ، وهذا أقرب إلى اللغة ، وإلى واقعهم ، أما ما قيل إن الصوفية نسبة إلى " الصُّفة " لشبههم بفقراء الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا يأوون إلى صفة بالمسجد النبوي ، أو نسبة إلى " صفوة " لصفاء قلوبهم وأعمالهم : فكل ذلك خطأ ، وليس بصحيح ؛ لأن النسبة على " صفَّة " : صُفِّي بتشديد الفاء والياء ، والنسبة إلى " صفوة " : صفوي ؛ ولأن هذين المعنيين لا ينطبقان على صفاتهم ، لما يغلب عليهم من فساد العقيدة ، وكثرة البدع عندهم .

              والطرق الصوفية جميعها ، أو ما يسمَّى بالتصوف الآن : يغلب عليها العمل بالبدع الشركية ، والذرائع الموصلة إليها ، والمعتقدات الفاسدة ، ومخالفة الكتاب والسنَّة ، كالاستغاثة بالأموات والأقطاب بقولهم : " مدد يا سيدي " ، " مدد يا سيدة زينب " ، " مدد يا بدوي ، أو يا دسوقي " ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالمشائخ ، والأقطاب ، واعتقادهم أنهم جواسيس القلوب ، يعلمون الغيب ، وما تكنُّه القلوب ، وأن لهم أسراراً يتصرفون بها وراء الأسباب العادية ، وكتسمية الله بما لم يسم به نفسه ، مثل : هو هو و آه آه آه .

              والصوفية لهم أوراد مبتدعة ، وأدعية غير مشروعة ، فهم يأخذون العهد على مريديهم بأن يذكروا الله في نسكهم وعبادتهم بأسماء مفردة معينة من أسماء الله بشكل جماعي ، كالله وحي ، وقيوم ، يرددونه كل يوم وليلة ، ولا يجاوزونه إلى غيره من الأسماء إلا بإذن مشايخهم ، وإلا كان عاصياً يخاف عليه من خدم الأسماء ، كل ذلك مع الترنح ، والركوع ، والرفع منه ، والرقص ، والنشيد ، والتصفيق ، وغير ذلك مما لا أصل له ، ولا يعرف في كتاب الله ، ولا سنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم .

              فيجب على كل مسلم أن لا يجلس في مجالسهم ، وأن يبتعد عن مخالطتهم ؛ حتى لا يتأثر بمعتقداتهم الفاسدة ، ويقع فيما وقعوا فيه من الشرك والبدع ، وأن يقوم بمناصحتهم ، وبيان الحق لهم ؛ لعل الله أن يهديهم على يديه ، مع إقرارهم فيما وافقوا فيه الكتاب والسنَّة ، وننكر عليهم ما خالفوا فيهما ، مع لزوم منهج أهل السنة والجماعة ، ليسلم له دينه ، ومن أراد معرفة أحوال الصوفية ومعتقداتهم بالتفصيل : فليقرأ كتاب " مدارج السالكين " لابن قيم الجوزية ، وكتاب " هذه هي الصوفية " لعبد الرحمن الوكيل .

              الشيخ عبد العزيز بن باز , الشيخ عبد العزيز آل الشيخ , الشيخ صالح الفوزان , الشيخ بكر أبو زيد .

              " فتاوى اللجنة الدائمة " المجموعة الثانية ( 2 / 88 – 90 ) .

              وانظر جواب السؤال رقم : ( 20375 ) في بيان حكم الانضمام للطرق الصوفية .


              والله أعلم





              الإسلام سؤال وجواب
              انتهى
              المصدر
              http://islamqa.info/ar/cat/2068

              من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

              تعليق


              • #22

                وثيقة



                أفلاطون الإغريقي الوثني قطب من أقطاب الصوفية

                هل يستطيع أحدهم أن يقنعنا كيف صار أفلاطون قطب الزمان وواحد الأوان وهو لا يعرف الله عز وجل ..؟؟

                هذه صورة غلاف كتاب الإنسان الكامل للجيلي:




                وهذه هي الصفحة التي تثبت قولهم بأن الكافر أفلاطون قطب من أقطابهم :





                من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                تعليق


                • #23
                  وثيقة

                  ابن عربي يقول أنه نبي









                  من عاش عمراً طويلاً له الخبرة و الحكمة في الحياة، فالحياة ما هي إلا مسرح و الجميع ممثلون فيها ، و كلٌ يلعب دوراً في سيرها، لذلك للكل بصمة خاصّة به يضعها لكي يفيد بهاالآخرين.

                  تعليق

                  يعمل...
                  X