إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    يقول الله تعالى : غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) سورة غافر

    وفي قوله: (غَافِرِ الذَّنْبِ) وجهان :

    أحدهما:أن يكون بمعنى يغفر ذنوب العباد , وإذا أُريد هذا المعنى ، كان خفض (غافر) و (قابل) من وجهين :
    أحدهما : من نية تكرير" من " ، فيكون معنى الكلام حينئذ: ( تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم، من غافر الذنب، وقابل التوب) ( معنى الآية 2و3 من سورة غافر)
    لأن غافر الذنب نكرة ، وليس بالأفصح أن يكون نعتا للمعرفة ، وهو نكرة

    والآخر : أن يكون أجرى في إعرابه، وهو نكرة على إعراب الأول كالنعت له ، لوقوعه بينه وبين قوله: (ذِي الطَّوْلِ) وهو معرفة..

    وقد يجوز أن يكون أتبع إعرابه وهو نكرة إعراب الأول ، إذ كان مدحا، وكان المدح يتبع إعرابه ما قبله أحيانا، ويعدل به عن إعراب الأول أحيانا بالنصب والرفع كما قال الشاعر:
    لا يَبْعَدَنْ قَوْمي الَّذِينَ همُ ... سُمُّ العُدَاةِ وآفَةُ الجُزُرِ .... النَّازِلينَ بِكُلّ مُعْتَركٍ ... والطَّيِّبِينَ مَعَاقِدَ الأزُر

    وكما قال جلّ ثناؤه (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) فرفع
    فَعَّالٌ وهو نكرة محضة، وأتبع إعراب الْغَفُورُ الْوَدُودُ

    والآخر : أن يكون معناه: أن ذلك من صفته تعالى ، إذ كان لم يزل لذنوب العباد غفورا من قبل نزول هذه الآية وفي حال نزولها، ومن بعد ذلك، فيكون عند ذلك معرفة صحيحة ونعتا على الصحة. وقال: (غَافِرِ الذَّنْبِ) ولم يقل الذنوب ، لأنه أريد به الفعل ،

    وأما قوله: (وَقَابِلِ التَّوْبِ)
    فإن التوب قد يكون جمع توبة ، كما يجمع الدَّومة دَوما والعَومة عَوما من عومة السفينة ، كما قال الشاعر: عَوْمَ السَّفِينَ فَلَمَّا حالَ دُونَهُمُ
    وقد يكون مصدر تاب يتوب توبا.
    وقد حدثني محمد بن عبيد المحاربي، قال: ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، قال: جاء رجل إلى عمر، فقال: إني قتلت، فهل لي من توبة؟ قال: نعم، اعمل ولا تيأس، ثم قرأ: (حم تَنزيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ) .

    وقوله: (شَدِيدُ الْعِقَابِ)
    يقول تعالى ذكره: شديد عقابه لمن عاقبه من أهل العصيان له ، فلا تتكلوا على سعة رحمته ، ولكن كونوا منه على حذر، باجتناب معاصيه، وأداء فرائضه، فإنه كما أن لا يؤيس أهل الإجرام والآثام من عفوه، وقبول توبة من تاب منهم من جرمه، كذلك لا يؤمنهم من عقابه وانتقامه منهم بما استحلوا من محارمه، وركبوا من معاصيه.

    وقوله: (ذِي الطَّوْلِ)
    يقول: ذي الفضل والنعم المبسوطة على من شاء من خلقه , يقال منه: إن فلانا لذو طول على أصحابه ، إذا كان ذا فضل عليهم.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

    * ذكر من قال ذلك:
    حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: (ذِي الطَّوْلِ) يقول: ذي السعة والغنى.
    حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى : وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله (ذِي الطَّوْلِ) الغنى.
    حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة (ذِي الطَّوْلِ) : أي ذي النعم.

    وقال بعضهم: الطول: القدرة.
    * ذكر من قال ذلك:
    حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فى قوله (ذِي الطَّوْلِ) قال: الطول القدرة، ذاك الطول.

    وقوله: (لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
    يقول: لا معبود تصلح له العبادة إلا الله العزيز العليم، الذي صفته ما وصف جلّ ثناؤه، فلا تعبدوا شيئا سواه

    (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)
    يقول تعالى ذكره: إلى الله مصيركم ومرجعكم أيها الناس، فإياه فاعبدوا، فإنه لا ينفعكم شيء عبدتموه عند ذلك سواه.


    المصدر - تفسير الطبري رحمه الله
    والله أعلم
    اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وارحم موتانا وموتى المسلمين آمين .

    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    السلام عليكم ياخي المحترم اباسلطان ...حياك الله.... لقد اتحفتنا..وداءما تتحفنا.. اتحفك الله بريح الجنة ان شاء الله تعالى

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة المجبر مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ياخي المحترم اباسلطان ...حياك الله.... لقد اتحفتنا..وداءما تتحفنا.. اتحفك الله بريح الجنة ان شاء الله تعالى
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      حياك الله أخي المحبوب والحاضر بالخير
      آمين تقبل الله دعوتك ورزقك مثلها وأكرمك في الدنيا والآخرة
      بارك الله فيك .
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق

      يعمل...
      X