إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حديث مكذوب على جبريل لقياس عرض الجنة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث مكذوب على جبريل لقياس عرض الجنة

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

    السؤال:
    أريد أن توجهوني هل هذا حديث أم أثر ، لكي أعرف كيف أرد على كاتبي هذا الحديث أو المعتقدين به : عن جبرئيل عليه السلام عندما طلب الإذن من الله بأن يقوم بقياس عرض الجنة ، فأعطاه الله الإذن بذلك ، فانطلق بالطيران في الجنة ، فطار مدة 300 ألف عام ثم توقف وطلب من الله أن يمده بالعون ليطير 300 ألف عام أخرى ، فأمدَّه الله سبحانه وتعالى ، فانطلق جبريل ، ولما قطع 300 ألف عام توقف ، وطلب من الله أن يمده ب 300 ألف عام أخرى ، وهكذا حتى قطع جبريل 900 ألف عام يطير في الجنة ، ثم توقف فرأى قصرا في الجنة قد أطلت منه إحدى الحوريات ، فقالت له يا جبرئيل ماذا تفعل ؟ قال أريد أن أقيس عرض الجنة ، قالت : يا جبرئيل لا تتعب نفسك ، أنت الآن منذ انطلاقتك الأولى تطير في حدود مملكتي ، قال : ومن أنت ؟ قالت : أنا زوجة لأحد المؤمنين .


    الجواب:
    الحمد لله
    ليس هذا النقل الوارد في السؤال بحديث ولا بأثر ، ولم يذكره أحد من أهل العلم من المُحدِّثين ولا المفسرين ولا المؤرخين ، فيما نعلم ؛ وإنما تتناقله بعض كتب الرافضة ومواقعهم ، وهي مليئة بالكذب والأساطير والخرافات ، فيبدو أن هذه القصة واحدة من افتراءاتهم على الدين .

    والمسلم يستغني في وصف الجنة بما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة ، فقد وصف الله عز وجل عرض الجنة في القرآن الكريم فقال :
    ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران/133.
    وقال عز وجل :
    ( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الحديد/21.

    يقول الإمام البغوي رحمه الله :
    " ( عَرْضُهَا السَّمَاوَات وَالأرْضُ ) أي : عرضها كعرض السموات والأرض ، كما قال في سورة الحديد : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) أي : سَعَتُها ، وإنما ذكر العرض على المبالغة ؛ لأن طول كل شيء في الأغلب أكثر من عرضه ، يقول : هذه صفة عَرْضِها فكيف طُولها !
    قال الزهري :
    إنما وصف عرضها ، فأما طولُها فلا يعلمه إلا الله ، وهذا على التمثيل ، لا أنها كالسموات والأرض لا غير ، معناه : كعرض السموات السبع والأرضين السبع عند ظنكم ، كقوله تعالى : ( خالدين فيها ما دامت السمواتُ والأرضُ ) سورة هود/107، يعني : عند ظنكم ، وإلا فهما زائلتان ، وروي عن طارق بن شهاب أن ناسًا من اليهود سألوا عمر بن الخطاب وعنده أصحابه رضي الله عنهم وقالوا : أرأيتم قوله : ( وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَات وَالأرْضُ ) فأين النار ؟ فقال عمر : أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار ، وإذا جاء النهار أين يكون الليل ؟ فقالوا : إنه لمثلها في التوراة . ومعناه أنه حيث يشاء الله "
    انتهى. معالم التنزيل " (2/104)

    وإذا كان قد ورد في وصف شجرة من أشجار الجنة أنه ( يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِى ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ لاَ يَقْطَعُهَا ) رواه البخاري (3251) ومسلم (2826)،
    فكيف هو شأن الجنة نفسها إذن ؟!

    وإذا كان ورد أيضا أن أدنى أهل الجنة منزلة له ( مِثْلُ الدُّنْيَا وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهَا ) رواه البخاري (6571) ومسلم (186)، وهو فرد واحد ،
    فكيف تكون سعة الجنة لجميع أهلها ومن فيها إذن ؟!

    هذا يدلك على أن الجنة من أعظم مخلوقات الله عز وجل .

    فالحاصل :
    أن هذا الخبر الوارد في السؤال غير صحيح ، بل مكذوب مصنوع ، تتناقله بعض المنتديات التي تكثر فيها الخرافات ، فلا بد من الحذر منها .
    وقد اتفق علماء المسلمين على حرمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحرمة رواية الأحاديث المكذوبة ولو كان معناها مقبولا ، فالكذب نفسه كبيرة من كبائر الذنوب ، فإذا كان كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أعظم إثما عند الله .
    والله أعلم .
    المصدر
    لاحول ولاقوة إلا بالله

  • #2
    جزاك الله خير الجزاء اخي ابوسلطان
    تقبل مروري

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ابوعيسى مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خير الجزاء اخي ابوسلطان
      تقبل مروري
      اللهم آمين وإياكم أخي العزيز ابوعيسى
      شكر الله لكم هذا الحضور الطيب .
      لاحول ولاقوة إلا بالله

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا اخي ابو سلطان لكن السؤال الذي يؤرقني ماهي فائدة كذبهم ؟

        يقول الامام علي كرمه الله وجهه
        إن جلست لعالم فأنصت و إن جلست لجاهل فأنصت
        إن الانصات للعالم زيادة في العلم و الانصات للجاهل زيادة في الحلم

        ​إعـــــــلان:إعـــلان

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة طه ابو الطيب مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيرا اخي ابو سلطان لكن السؤال الذي يؤرقني ماهي فائدة كذبهم ؟
          اللهم آمين وإياكم
          حياكم الله أخانا المحبوب طه ابوالطيب

          نعم أخي العزيز فلا فائدة تُرجى من الكذب على الله ورسوله سوى الإثم و نشر الجهل والخرافات
          والله أعلم بالنيات

          والله المستعان .
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق

          يعمل...
          X