إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سيرة أبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سيرة أبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه

    سيرة أبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه


    علي بن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، أمير المؤمنين ، أبو الحسن القرشي الهاشمي .

    وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية ، وهي بنت عم أبي طالب . كانت من المهاجرات ، توفيت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة .

    قال عمرو بن مرة ، عن أبي البختري ، عن علي : قلت لأمي اكفي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة ، وتكفيك هي الطحن والعجن . وهذا يدل على أنها توفيت بالمدينة .

    روى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه القرآن وأقرأه .

    عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو الأسود الدؤلي ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى .

    وروى عن علي : أبو بكر ، وعمر ، وبنوه : الحسن ، والحسين ، ومحمد ، وعمر ، وابن عمه ابن عباس ، وابن الزبير ، وطائفة من الصحابة ، وقيس بن أبي حازم ، وعلقمة بن قيس ، وعبيدة السلماني ، ومسروق ، وأبو رجاء العطاردي ، وخلق كثير .

    [ ص: 226 ] وكان من السابقين الأولين ، شهد بدرا وما بعدها ، وكان يكنى أبا تراب أيضا .

    قال عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل ، أن رجلا من آل مروان استعمل على المدينة ، فدعاني وأمرني أن أشتم عليا فأبيت ، فقال : أما إذا أبيت فالعن أبا تراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه منه ، إن كان ليفرح إذا دعي به ، فقال له : أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب ؟ فقال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة ، فلم يجد عليا في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : قد كان بيني وبينه شيء فغاظني ، فخرج ولم يقل عندي ، فقال لإنسان : " اذهب انظر أين هو " فجاء فقال : يا رسول الله هو راقد في المسجد ، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه ، فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه التراب ويقول : " قم أبا تراب ، قم أبا تراب " أخرجه مسلم .
    وقال أبو رجاء العطاردي : رأيت عليا شيخا أصلع كثير الشعر ، كأنما اجتاب إهاب شاة ، ربعة عظيم البطن ، عظيم اللحية .
    وقال سوادة بن حنظلة : رأيت عليا أصفر اللحية .
    وعن محمد بن الحنفية ، قال : اختضب علي بالحناء مرة ثم [ ص: 227 ] تركه .
    وعن الشعبي ، قال : رأيت عليا ورأسه ولحيته بيضاء ، كأنهما قطن .
    وقال الشعبي : رأيت عليا أبيض اللحية ، ما رأيت أعظم لحية منه ، وفي رأسه زغيبات .
    وقال أبو إسحاق : رأيته يخطب ، وعليه إزار ورداء ، أنزع ، ضخم البطن ، أبيض الرأس واللحية .
    وعن أبي جعفر الباقر ، قال : كان علي آدم ، شديد الأدمة ، ثقيل العينين ، عظيمهما ، وهو إلى القصر أقرب .
    قال عروة : أسلم علي وهو ابن ثمان .
    وقال الحسن بن زيد بن الحسن : أسلم وهو ابن تسع .
    وقال المغيرة : أسلم وله أربع عشرة سنة . رواه جرير عنه .
    وثبت عن ابن عباس ، قال : أول من أسلم علي .
    وعن محمد القرظي ، قال : أول من أسلم خديجة ، وأول رجلين أسلما أبو بكر وعلي ، وإن أبا بكر أول من أظهر الإسلام ، وكان علي يكتم الإسلام فرقا من أبيه ، حتى لقيه أبو طالب ، فقال : أسلمت ؟ قال : [ ص: 228 ] نعم . قال : وازر ابن عمك وانصره . وأسلم علي قبل أبي بكر .
    وقال قتادة : إن عليا كان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ، وفي كل مشهد .
    وقال أبو هريرة وغيره : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه " قال عمر : فما أحببت الإمارة قبل يومئذ ، قال : فدعا عليا فدفعها إليه ، وذكر الحديث ، كما تقدم في غزوة خيبر بطرقه .
    وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن المنهال ، عن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : كان أبي يسمر مع علي ، وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتاء ، وثياب الشتاء في الصيف ، فقلت لأبي : لو سألته ، فسأله ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر ، فقلت : يا رسول الله إني أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فما وجدته حرا ولا بردا منذ يومئذ .

    وقال جرير ، عن مغيرة ، عن أم موسى : سمعت عليا يقول : ما [ ص: 229 ] رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني .
    وقال المطلب بن زياد ، عن ليث ، عن أبي جعفر ، عن جابر بن عبد الله : أن عليا حمل الباب على ظهره يوم خيبر ، حتى صعد المسلمون عليه ففتحوها يعني خيبر ، وأنهم جروه بعد ذلك ، فلم يحمله إلا أربعون رجلا . تفرد به إسماعيل ابن بنت السدي ، عن المطلب .

    وقال ابن إسحاق في " المغازي " : حدثني عبد الله بن الحسن ، عن بعض أهله ، عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم برايته ، فلما دنا من الحصن ، خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول علي بابا عند الحصن ، فتترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده ، وهو يقاتل ، حتى فتح الله علينا ، ثم ألقاه ، فلقد رأيتنا ثمانية نفر ، نجهد أن نقلب ذلك الباب ، فما استطعنا أن نقلبه .

    وقال غندر : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن البراء ، وزيد بن أرقم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت مني كهارون من موسى ، غير أنك لست بنبي " ميمون صدوق .

    وقال بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ؟ قال : ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، وخلف عليا في بعض مغازيه ، فقال : يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان ؟ قال : " أما [ ص: 230 ] ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " أخرجه الترمذي ، وقال : صحيح غريب .

    وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فدفعها إليه ، ففتح الله عليه .

    ولما نزلت هذه الآية : فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم [ آل عمران ] دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : " اللهم هؤلاء أهلي " . بكير احتج به مسلم .

    وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي : حدثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ، عن أبيه ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، قال : أما والله أشهد لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يوم غدير خم ، وأخذ بضبعيه : " أيها الناس من مولاكم ؟ قالوا : الله ورسوله . قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " الحديث .

    إبراهيم هذا ، قال النسائي : ضعيف .

    ويروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة : " قد زوجتك أعظمهم حلما ، وأقدمهم سلما ، وأكثرهم علما " وروى نحوه جابر الجعفي وهو متروك عن ابن بريدة ، عن أبيه .

    وقال الأجلح الكندي ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا بريدة لا تقعن في علي فإنه مني وأنا منه ، وهو وليكم [ ص: 231 ] بعدي .

    وقال الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كنت وليه فعلي وليه " .

    وقال غندر : حدثنا شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " هذا حديث صحيح .

    وقال أبو الجواب : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن البراء ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مجنبتين على إحداهما علي ، وعلى الآخرة خالد بن الوليد ، وقال : " إذا كان قتال فعلي على الناس " فافتتح علي حصنا ، فأخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد في ذلك ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب ، قال : " ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ؟ " قلت : أعوذ بالله من غضب الله .

    أبو الجواب ثقة ، أخرجه الترمذي ، وقال : حديث حسن .

    قرأت على أبي المعالي أحمد بن إسحاق : أخبركم الفتح بن عبد الله بن محمد .

    [ ح ] وأخبرنا يحيى بن أبي منصور ، وجماعة إجازة ، قالوا : أخبرنا أبو الفتوح محمد بن علي بن الجلاجلي ، قالا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسين الحاسب ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن [ ص: 232 ] النقور ، قال : حدثنا عيسى بن علي بن الجراح إملاء سنة تسع وثمانين وثلاث مائة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي مني وأنا من علي ، لا يؤدي عني إلا أنا أو هو " رواه ابن ماجه عن سويد ، ورواه الترمذي ، عن إسماعيل بن موسى ، عن شريك ، وقال : صحيح غريب . ورواه يحيى بن آدم ، عن إسرائيل ، عن جده ، أخرجه النسائي في الخصائص .

    وقال جعفر بن سليمان الضبعي : حدثنا يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، واستعمل عليهم عليا ، وكان المسلمون إذا قدموا من سفر أو غزو أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتوا رحالهم ، فأخبروه بمسيرهم ، فأصاب علي جارية ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنخبرنه ، قال : فقدمت السرية ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بمسيرهم ، فقام إليه أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله قد أصاب علي جارية ، فأعرض عنه ، ثم قام الثاني ، فقال : صنع كذا وكذا ، فأعرض عنه ، ثم الثالث كذلك ، ثم الرابع ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم مغضبا ، فقال : " ما تريدون من علي ، علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي " أخرجه أحمد في " المسند " [ ص: 233 ] والترمذي وحسنه ، والنسائي . وقالت زينب بنت كعب بن عجرة ، عن أبي سعيد ، قال : اشتكى الناس عليا ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا ، فقال : " لا تشكوا عليا ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله ، أو في سبيل الله " رواه سعد بن إسحاق ، وابن عمه سليمان بن محمد ابنا كعب ، عن عمتهما .

    ويروى عن عمرو بن شاس الأسلمي : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من آذى عليا فقد آذاني " .

    وقال فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، قال : جمع علي رضي الله الناس في الرحبة ، ثم قال لهم : أنشد الله كل امرئ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام ، فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذه بيده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس : " أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم " قالوا : نعم يا رسول الله . قال : " من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ثم قال لي زيد بن أرقم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له .




    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    الحوادث في خلافة علي رضي الله عنه
    سنة ست وثلاثين
    وقعة الجمل

    لما قتل عثمان صبرا ، سقط في أيدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبايعوا عليا ، ثم إن طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وأم المؤمنين عائشة ، ومن تبعهم رأوا أنهم لا يخلصهم مما وقعوا فيه من توانيهم في نصرة عثمان ، إلا أن يقوموا في الطلب بدمه ، والأخذ بثأره من قتلته ، فساروا من المدينة بغير مشورة من أمير المؤمنين علي ، وطلبوا البصرة .

    قال خليفة : قدم طلحة ، والزبير ، وعائشة البصرة ، وبها عثمان بن حنيف الأنصاري واليا لعلي ، فخاف وخرج عنها ، ثم سار علي من المدينة ، بعد أن استعمل عليها سهل بن حنيف أخا عثمان ، وبعث ابنه الحسن ، وعمار بن ياسر إلى الكوفة بين يديه يستنفران الناس ، ثم إنه وصل إلى البصرة .

    وكان قد خرج منها قبل قدومه إليها حكيم بن جبلة العبدي في سبعمائة ، وهو أحد الرءوس الذين خرجوا على عثمان كما سلف ، فالتقى هو وجيش طلحة والزبير ، فقتل الله حكيما في طائفة من قومه ، وقتل مقدم جيش الآخرين أيضا مجاشع بن مسعود السلمي .

    [ ص: 253 ] ثم اصطلحت الفئتان ، وكفوا عن القتال ، على أن يكون لعثمان بن حنيف دار الإمارة والصلاة ، وأن ينزل طلحة والزبير حيث شاءا من البصرة ، حتى يقدم علي ، رضي الله عنه .

    وقال عمارة لأهل الكوفة : أما والله إني لأعلم أنها - يعني عائشة - زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ، ولكن الله ابتلاكم بها لينظر أتتبعونه أو إياها .

    قال سعد بن إبراهيم الزهري : حدثني رجل من أسلم ، قال : كنا مع علي أربعة آلاف من أهل المدينة .

    وقال سعيد بن جبير : كان مع علي يوم وقعة الجمل ثمان مائة من الأنصار ، وأربعة مائة ممن شهد بيعة الرضوان . رواه جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد .

    وقال المطلب بن زياد ، عن السدي : شهد مع علي يوم الجمل مائة وثلاثون بدريا وسبعمائة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقتل بينهما ثلاثون ألفا ، لم تكن مقتلة أعظم منها .

    وكان الشعبي يبالغ ويقول : لم يشهدها إلا علي ، وعمار ، وطلحة ، والزبير من الصحابة .

    وقال سلمة بن كهيل : فخرج من الكوفة ستة آلاف ، فقدموا على علي بذي قار ، فسار في نحو عشرة آلاف حتى أتى البصرة .

    وقال أبو عبيدة : كان على خيل علي يوم الجمل عمار ، وعلى [ ص: 254 ] الرجالة محمد بن أبي بكر الصديق ، وعلى الميمنة علباء بن الهيثم السدوسي ، ويقال : عبد الله بن جعفر ، ويقال : الحسن بن علي ، وعلى الميسرة الحسين بن علي ، وعلى المقدمة عبد الله بن عباس ، ودفع اللواء إلى ابنه محمد بن الحنفية . كان لواء طلحة والزبير مع عبد الله بن حكيم بن حزام ، وعلى الخيل طلحة ، وعلى الرجالة عبد الله بن الزبير ، وعلى الميمنة عبد الله بن عامر بن كريز ، وعلى الميسرة مروان بن الحكم ، وكانت الوقعة يوم الجمعة ، خارج البصرة ، عند قصر عبيد الله بن زياد .

    قال الليث بن سعد ، وغيره : كانت وقعة الجمل في جمادى الأولى .

    وقال أبو اليقظان : خرج يومئذ كعب بن سور الأزدي في عنقه المصحف ، ومعه ترس ، فأخذ بخطام جمل عائشة ، فجاءه سهم غرب فقتله .

    قال محمد بن سعد : وكان كعب قد طين عليه بيتا ، وجعل فيه كوة يتناول منها طعامه وشرابه اعتزالا للفتنة ، فقيل لعائشة : إن خرج معك لم يتخلف من الأزد أحد ، فركبت إليه فنادته وكلمته فلم يجبها ، فقالت : ألست أمك ، ولي عليك حق ؟ فكلمها ، فقالت : أنا أريد أن أصلح بين الناس ، فذلك حين خرج ونشر المصحف ، ومشى بين الصفين يدعوهم إلى ما فيه ، فجاءه سهم فقتله .

    وقال حصين بن عبد الرحمن : قام كعب بن سور فنشر مصحفا بين الفريقين ، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال حتى قتل .

    [ ص: 255 ] وقال غيره : اصطف الفريقان ، وليس لطلحة ولا لعلي رأسي الفريقين قصد في القتال ، بل ليتكلموا في اجتماع الكلمة ، فترامى أوباش الطائفتين بالنبل ، وشبت نار الحرب ، وثارت النفوس ، وبقي طلحة يقول : " أيها الناس أنصتوا " والفتنة تغلي ، فقال : أف فراش النار ، وذئاب طمع ، وقال : اللهم خذ لعثمان مني اليوم حتى ترضى ، إنا داهنا في أمر عثمان ، كنا أمس يدا على من سوانا ، وأصبحنا اليوم جبلين من حديد ، يزحف أحدنا إلى صاحبه ، ولكنه كان مني في أمر عثمان ما لا رأى كفارته ، إلا بسفك دمي ، وبطلب دمه .

    فروى قتادة ، عن الجارود بن أبي سبرة الهذلي ، قال : نظر مروان بن الحكم إلى طلحة يوم الجمل ، فقال : لا أطلب ثأري بعد اليوم ، فرمى طلحة بسهم فقتله .

    وقال قيس بن أبي حازم : رأيت مروان بن الحكم حين رمى طلحة يومئذ بسهم ، فوقع في ركبته ، فما زال يسح حتى مات . وفي بعض طرقه : رماه بسهم ، وقال : هذا ممن أعان على عثمان .

    وعن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عمه ، أن مروان رمى طلحة ، والتفت إلى أبان بن عثمان ، وقال : قد كفيناك بعض قتلة أبيك .

    وروى زيد بن أبي أنيسة ، عن رجل ، أن عليا قال : بشروا قاتل طلحة بالنار .

    [ ص: 256 ] وعن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : خرجنا مع علي إلى الجمل في ستة مائة رجل ، فسلكنا على طريق الربذة ، فقام إليه ابنه الحسن ، فبكى بين يديه ، وقال : ائذن لي فأتكلم ، فقال : تكلم ، ودع عنك أن تحن حنين الجارية ، قال : لقد كنت أشرت عليك بالمقام ، وأنا أشيره عليك الآن ، إن للعرب جولة ، ولو قد رجعت إليها غوازب أحلامها ، لضربوا إليك آباط الإبل ، حتى يستخرجوك ، ولو كنت في مثل جحر الضب ، فقال علي : أتراني - لا أبا لك - كنت منتظرا كما ينتظر الضبع اللدم . وروي نحوه من وجهين آخرين .

    روح بن عبادة ، قال : حدثنا أبو نعامة العدوي ، قال : حدثنا حميد بن هلال ، عن حجير بن الربيع أن عمران بن حصين أرسله إلى بني عدي أن ائتهم ، فأتاهم ، فقال : يقرأ عليكم السلام ، ويقول : إني لكم ناصح ، ويحلف بالله لأن يكون عبدا مجدعا يرعى في رأس جبل حتى يموت أحب إليه من أن يرمي في واحد من الفريقين بسهم ، فأمسكوا فداكم أبي وأمي . فقالوا : دعنا منك ، فإنا والله لا ندع ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فغزوا يوم الجمل ، فقتل خلق حول عائشة يومئذ سبعون كلهم قد جمعوا القرآن ، ومن لم يجمع القرآن أكثر .

    روى الواقدي عن رجاله ، قال : كان يعلى بن منية التميمي حليف بني نوفل بن عبد مناف عاملا لعثمان على الجند ، فوافى الموسم عام قتل عثمان .

    وعن ابن أبي مليكة ، قال : جاء يعلى بن أمية إلى عائشة وهي في الحج ، فقال : قد قتل خليفتك الذي كنت تحرضين عليه ، قالت : برئت إلى الله من قاتله .

    [ ص: 257 ] وعن الواقدي ، عن الوليد بن عبد الله ، قال : قال يعلى بن أمية : أيها الناس ، من خرج يطلب بدم عثمان فعلي جهازه .

    وعن علي بن أبي سارة ، قال : قدم يعلى بأربع مائة ألف فأنفقها في جهازهم إلى البصرة .

    وعن غيره ، قال : حمل يعلى بن أمية عائشة على جملة عسكر ، وقال : هذه عشرة آلاف دينار من غر مالي أقوي بها من طلب بدم عثمان ، فبلغ عليا ، فقال : من أين له ؟ سرق اليمن ثم جاء ، والله لئن قدرت عليه لآخذن ما أقر به .

    وعن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عم له ، قال : لما كان يوم الجمل نادى علي في الناس : لا ترموا أحدا بسهم ، وكلموا القوم ، فإن هذا مقام من فلح فيه ، فلح يوم القيامة ، قال : فتوافينا حتى أتانا حر الحديد ، ثم إن القوم نادوا بأجمعهم : " يا لثارات عثمان " قال : وابن الحنفية أمامنا رتوة معه اللواء ، فمد علي يديه ، وقال : اللهم أكب قتلة عثمان على وجوههم . ثم إن الزبير قال لأساورة معه : ارموهم ولا تبلغوا ، وكأنه إنما أراد أن ينشب القتال . فلما نظر أصحابنا إلى النشاب لم ينتظروا أن يقع على الأرض ، وحملوا عليهم فهزمهم الله ، ورمى مروان طلحة بسهم فشك ساقه بجنب فرسه .

    وعن أبي جرو المازني ، قال : شهدت عليا والزبير حين توافقا ، فقال له علي : يا زبير أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنك تقاتلني وأنت ظالم لي ؟ قال : نعم ؛ ولم أذكر إلا في موقفي هذا ، ثم انصرف .

    وقال الحسن البصري ، عن قيس بن عباد ، قال : قال علي يوم [ ص: 258 ] الجمل : يا حسن ، ليت أباك مات منذ عشرين سنة ، فقال له : يا أبت قد كنت أنهاك عن هذا ، فقال : يا بني لم أر أن الأمر يبلغ هذا .

    وقال ابن سعد : إن محمد بن طلحة تقدم فأخذ بخطام الجمل ، فحمل عليه رجل ، فقال محمد : أذكركم ( حم ) فطعنه فقتله ، ثم قال في محمد :
    وأشعث قوام بآيات ربه ** قليل الأذى فيما ترى العين مسلم
    هتكت له بالرمح جيب قميصه ** فخر صريعا لليدين وللفم
    يذكرني ( حم ) والرمح شاجر ** فهلا تلا ( حم ) قبل التقدم
    على غير شيء غير أن ليس تابعا ** عليا ومن لا يتبع الحق يندم

    فسار علي ليلته في القتلى معه النيران ، فمر بمحمد بن طلحة قتيلا ، فقال : يا حسن ، محمد السجاد ورب الكعبة ، ثم قال : أبوه صرعه هذا المصرع ، ولولا بره بأبيه ما خرج ، فقال الحسن : ما كان أغناك عن هذا ، فقال : ما لي وما لك يا حسن .

    وقال شريك ، عن الأسود بن قيس : حدثني من رأى الزبير يوم الجمل ، وناداه علي : يا أبا عبد الله ، فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما ، فقال : أنشدك بالله ، أتذكر يوم كنت أناجيك ، فأتانا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : " تناجيه فوالله ليقاتلنك وهو ظالم لك " قال : فلم يعد أن سمع الحديث ، فضرب وجه دابته وانصرف .

    وقال هلال بن خباب ، فيما رواه عنه أبو شهاب الحناط ، وغيره ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال يوم الجمل للزبير : يا بن صفية ، [ ص: 259 ] هذه عائشة تملك طلحة ، فأنت على ماذا تقاتل قريبك عليا ؟ فرجع الزبير ، فلقيه ابن جرموز فقتله .

    وقال يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : انصرف الزبير يوم الجمل عن علي ، وهم في المصاف ، فقال له ابنه عبد الله : جبنا جبنا ، فقال : قد علم الناس أني لست بجبان ، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلفت أن لا أقاتله ، ثم قال :
    ترك الأمور التي أخشى عواقبها ** في الله أحسن في الدنيا وفي الدين
    وكيع ، عن عصام بن قدامة - وهو ثقة - عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيتكن صاحبة الجمل الأدبب ، يقتل حواليها قتلى كثيرون ، وتنجو بعدما كادت " .

    وقيل : إن أول قتيل كان يومئذ مسلم الجهني ، أمره علي فحمل مصحفا ، فطاف به على القوم يدعوهم إلى كتاب الله ، فقتل . وقطعت يومئذ سبعون يدا من بني ضبة بالسيوف ، صار كلما أخذ رجل بخطام الجمل الذي لعائشة ، قطعت يده ، فيقوم آخر مكانه ويرتجز ، إلى أن صرخ صارخ اعقروا الجمل ، فعقره رجل مختلف في اسمه ، وبقي الجمل والهودج الذي عليه ، كأنه قنفذ من النبل ، وكان الهودج ملبسا بالدروع ، وداخله أم المؤمنين ، وهي تشجع الذين حول الجمل ، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن .

    ثم إنها رضي الله عنها ندمت ، وندم علي رضي الله عنه لأجل ما وقع ..


    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

    تعليق


    • #3

      وقعة صفين

      معركة صفّين تميّزت عن باقي المعارك التي خاضها المسلمون بأنّها كانت بين المسلمين أنفسهم؛ فقد يحدث الخلاف في أيّ بلدٍ من البلدان المختلفة وهو ما حدث أيضاً بين صفوف المسلمين، وبالتحديد نتيجة الخلاف الّذي حدث بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان؛ إذ إنّه عندما قام المسلمون بمبايعة علي بن أبي طالب على الخلافة قام معاوية بن أبي سفيان بالامتناع عن مبايعة علي بن أبي طالبٍ كرّم الله وجهه، بالإضافة إلى أهل الشام الّذين كان والياً عليهم في ذلك الحين، وكان السبب الرئيسي وراء الرّفض من معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام هو أنّه كان يريد أن يتمّ تسليم قتلة عثمان بن عفان قبل أن تتمّ بيعته لعلي بن أبي طالب، بينما كان عليٌّ ر ضي الله عنه يرى أنّ مصلحة المسلمين في أن تتمّ البيعة قبل النظر في مقتل ذي النورين رضي الله عنه.
      وقد استمرّ القتال لتسعة أيّامٍ في صفين التي تقع في سوريا بالقرب من الرقّة؛ حيث بدأ القتال في الأوّل من صفر لعام 37 للهجرة، ولم يقم الفريقان بالاشتباك بكامل القوى من اليوم الأوّل؛ بل كان الاشتباك لمدّة سبعة أيّام بفرقٍ محدّدةٍ من الجيشين، فكان على رأس كل فريقٍ في كلّ يومٍ قائدٌ مختلف، فقد كان ذلك هو في محاولةٍ من كلا الطرفين لإنهاء القتال بأقلّ الخسائر الممكنة، ولحقن دماء المسلمين، فحتّى وجد الفريقان أنّ القتال لن يحسم بهذا الشكل قرّرا أن يقوما بالاشتباك عن طريق الجيش بأكمله في اليوم الثامن، فكان القرآن الكريم هو المسيطر في الليلة التي سبقت القتال في كلٍّ من المعسكرين.
      موقعة صفين حدثت في السنة الـ 37 للهجرة ، بين جيشي معاوية بن أبي سفيان ، وعلي بن أبي طالب .
      عند استلام علي الخلافة بعد وفاة عثمان بن عفان ، امتنع أهل الشام عن مبايعته وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان ، فصدر قرار بعزل معاوية عن إمارة بلاد الشام ، الأمر الذي رفضه معاوية ، فقام علي بالتحرك من الكوفة في العراق باتجاه الشام لقتال أهلها لتمنعهم عن مبايعته ، وكان رأي معاوية في عدم مبايعته لعلي ، بأنه الأولى له تسليم قتلة عثمان بن عفان قبل مبايعته خليفةً للمسلمين ، وكان عليه رأي علي بأن تتم مبايعته من قبل معاوية بصفته والياً على الشام يجب أن تتم أولاً ، وينظر بعدها بشأن قتلة عثمان . وهكذا فقد قام علي بإرسال ( الأشتر النخعي ) على رأس جيشٍ كبير ، من جهة أخرى قام معاوية بن أبي سفيان بإرسال جيشٍ يقوده ( حبيب بن مسلمة ) للقاء ومنازلة جيش علي ، واشتعلت ساحة المعركة لتستمر من الصباح الباكر حتى الغروب ، وكان الجيشان متعادلين في القوة ، وكانت خسارة الفريقين كبيرة في القتلى ، هذا في اليوم الأول ، أما في التالي للمعركة فقد قام علي بإرسال أحد ألمع قادة الفتوح في بلاد روم وفارس وهو ( هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ) ، أما معاوية بن أبي سفيان فقد قام بإرسال ( أبا الأعور السلمي ) ، لتشتد حرارة المعركة بين الجيشين ، ويتساقط القتلى دون تفوق لأحد الجيشين على الآخر . وفي اليوم الثالث أرسل عن جيش علي شيخاً قد تجاوز التسعين من عمره وهو ( عمار بن ياسر ) ، أما معاوية فقد قاده عمرو بن العاص ، وكانت تكافؤ القوى يحول دون انتصار أحد الجيشين على الآخر ، واستمرت المعركة حتى اليوم التاسع ، حيث قام علي بن أبي طالب بأداء صلاة الفجر ، والإتجاه بعدها مباشرةًُ إلى ساحة المعركة ، وبدأ القتال ليبدأ جيش علي بتحقيق الإنتصار ، لكن معاوية تدارك الأمر ، فقام بإضعاف جيش علي ، لكن حنكة علي وصموده وقتاله بشجاعة حتى قيل بأنه قام بالإجهاز على أكثر من 500 مقاتل من جيش معاوية بمفرده ، ليعود ويحصد الإنتصار والتقدم ، وعندما رأى معاوية هذا الأمر ، قام بدعوة عمر بن العاص للتفكير في خطةٍ للوقوف أمام إنتصار جيش عليٍ عليهم ، فقام عمرو من العاص بـ ( خدعة ) ، بأن قام بدعوة جيش معاوية لرفع ( المصاحف ) على أسنة الرماح ، ليعلم الطرف الآخر بأن القرآن هو الحكم بيننا ، وعليهم التوقف عن القتال ، وبالفعل جاءت عصبة من جيش علي أطلق فيما بعد عليهم إسم الخوارج ..


      تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

      قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
      "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
      وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

      تعليق


      • #4
        وتوفي في معركة صفين

        جهجاه بن قيس - وقيل : ابن سعيد - الغفاري ، مدني ، له صحبة ، شهد بيعة الرضوان ، وكان في غزوة المريسع أجيرا لعمر ، ووقع بينه وبين سنان الجهني ، فنادى : يا للمهاجرين : ونادى سنان : يا للأنصار .

        وعن عطاء بن يسار ، عن جهجاه أنه هو الذي شرب حلاب سبع شياه قبل أن يسلم ، فلما أسلم لم يتم حلاب شاة .

        وقال ابن عبد البر : هو الذي تناول العصا من يد عثمان رضي الله عنه وهو يخطب ، فكسرها على ركبته ، فوقعت فيها الآكلة ، وكانت عصا رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي بعد عثمان بسنة .

        حابس بن سعد الطائي ، ولي قضاء حمص زمن عمر ، وكان أبو بكر قد وجهه إلى الشام [ ص: 276 ] وكان من العباد ، روى عنه : جبير بن نفير ، قتل يوم صفين مع معاوية .

        ذو الكلاع الحميري ، اسمه السميفع ، ويقال : سميفع بن ناكور ، وقيل : اسمه أيفح ، كنيته أبو شرحبيل .

        أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : له صحبة ، فروى ابن لهيعة ، عن كعب بن علقمة ، عن حسان بن كليب ، سمع ذا الكلاع يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اتركوا الترك ما تركوكم " .

        كان ذو الكلاع سيد قومه ، شهد يوم اليرموك ، وفتح دمشق ، وكان على ميمنة معاوية يوم صفين ، روى عن : عمر وغير واحد ، روى عنه : أبو أزهر بن سعيد ، وزامل بن عمرو ، وأبو نوح الحميري .

        والدليل على أنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ما روى إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير ، قال : كنت باليمن ، فلقيت رجلين من أهل اليمن : ذا الكلاع ، وذا عمرو ، فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبلا معي ، حتى إذا كنا في بعض الطريق ، رفع لنا ركب من قبل المدينة ، فسألناهم ، فقالوا : قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر . الحديث ، رواه مسلم .

        وروى علوان بن داود ، عن رجل ، قال : بعثني أهلي بهدية إلى ذي الكلاع ، فلبثت على بابه حولا لا أصل إليه ، ثم إنه أشرف من القصر ، فلم يبق حوله أحد إلا سجد له ، فأمر بهديتي فقبلت ، ثم رأيته بعد في الإسلام ، وقد اشترى لحما بدرهم فسمطه على فرسه .

        وروي أن ذا الكلاع لما قدم مكة كان يتلثم خشية أن يفتتن أحد [ ص: 277 ] بحسنه ، وكان عظيم الخطر عند معاوية ، وربما كان يعارض معاوية ، فيطيعه معاوية .

        عبد الله بن بديل بن ورقاء بن عبد العزى الخزاعي ، كنيته أبو عمرو .

        روى البخاري في تاريخه أنه ممن دخل على عثمان ، فطعن عثمان في ودجه ، وعلا التنوخي عثمان بالسيف .

        أسلم مع أبيه قبل الفتح ، وشهد الفتح وما بعدها ، وكان شريفا وجليلا ، قتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم صفين مع علي ، وكان على الرجالة .

        قال الشعبي : كان على عبد الله يومئذ درعان وسيفان ، فأقبل يضرب أهل الشام حتى انتهى إلى معاوية ، فتكاثروا عليه فقتلوه ، فلما رآه معاوية صريعا قال : والله لو استطاعت نساء خزاعة لقاتلتنا فضلا عن رجالها .

        عبد الله بن كعب المرادي ، من كبار عسكر علي ، قتل يوم صفين ، ويقال : إن له صحبة .

        عبيد الله بن " أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب القرشي العدوي المدني .

        ولد في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وسمع أباه ، وعثمان ، وأرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، كنيته أبو عيسى ، غزا في أيام أبيه ، وأمه أم كلثوم الخزاعية .

        [ ص: 278 ] وعن أسلم ، أن عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدرة ، وقال : أتكتني بأبي عيسى ، أوكان لعيسى أب ؟

        وقد ذكرنا أن عبيد الله لما قتل عمر أخذ سيفه وشد على الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة ، ولؤلؤة بنت أبي لؤلؤة ، فلما بويع عثمان هم بقتله ، ثم عفا عنه ، وكان قد أشار علي على عثمان بقتله ، فلما بويع ذهب عبيد الله هاربا منه إلى الشام ، وكان مقدم جيش معاوية يوم صفين ، فقتل يومئذ . ويقال : قتله عمار بن ياسر ، وقيل : رجل من همدان ورثاه بعضهم بقصيدة مليحة .

        أبو فضالة الأنصاري ، بدري ، قتل مع علي يوم صفين ، انفرد بهذا القول محمد بن راشد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، وليسا بحجة .

        أبو عمرة الأنصاري بشير بن عمرو بن محصن الخزرجي النجاري ، وقيل اسم أبي عمرة : بشير ، وقيل : ثعلبة ، وقيل : عمرو .

        بدري كبير ، له رواية في النسائي ، روى عنه : ابنه عبد الرحمن بن أبي عمرة ، ومحمد ابن الحنفية ، وقتل يوم صفين مع علي ، قاله ابن سعد .



        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5

          توجيه معاوية عبد الله بن الحضرمي في جيش إلى البصرة

          فيها وجه معاوية من الشام عبد الله بن الحضرمي في جيش إلى البصرة ليأخذها ، وبها زياد بن أبيه من جهة علي ، فنزل ابن الحضرمي في بني تميم ، وتحول زياد إلى الأزد ، فنزل على صبرة بن شيمان [ ص: 279 ] الحداني ، وكتب إلى علي فوجه علي أعين بن ضبيعة المجاشعي ، فقتل أعين غيلة على فراشه . فندب علي جارية بن قدامة السعدي ، فحاصر ابن الحضرمي في الدار التي هو فيها ، ثم حرق عليه .

          تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

          قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
          "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
          وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

          تعليق


          • #6

            أمر الخوارج

            وفي شعبان ثارت الخوارج وخرجوا على علي رضي الله عنه وأنكروا عليه كونه حكم الحكمين ، وقالوا : حكمت في دين الله الرجال ، والله يقول : إن الحكم إلا لله [ الأنعام ] وكفروه ، واحتجوا بقوله : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون [ المائدة ] فناظرهم ، ثم أرسل إليهم عبد الله بن عباس ، فبين لهم فساد شبههم ، وفسر لهم ، واحتج بقوله تعالى : يحكم به ذوا عدل منكم [ المائدة ] ، وبقوله : فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها [ النساء ] ، فرجع إلى الصواب منهم خلق ، وسار الآخرون فلقوا عبد الله بن خباب بن الأرت ، ومعه امرأته ، فقالوا : من أنت ؟ فانتسب لهم ، فسألوه عن أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، فأثنى عليهم كلهم ، فذبحوه وقتلوا امرأته ، وكانت حبلى ، فبقروا بطنها ، وكان من سادات أبناء الصحابة .

            وفيها سارت الخوارج لحرب علي ، فكانت بينهم وقعة النهروان ، وكان على الخوارج عبد الله بن وهب السبئي ، فهزمهم علي وقتل أكثرهم ، وقتل ابن وهب . وقتل من أصحاب علي اثنا عشر رجلا .

            وقيل في تسميتهم الحرورية ؛ لأنهم خرجوا على علي من الكوفة ، وعسكروا بقرية قريب من الكوفة يقال لها حروراء ، واستحل علي قتلهم لما فعلوا بابن خباب وزوجته ، وكانت الوقعة في شعبان سنة [ ص: 280 ] ثمان ، وقيل : في صفر .

            قال عكرمة بن عمار : حدثني أبو زميل أن ابن عباس قال : لما اجتمعت الخوارج في دارها ، وهم ستة آلاف أو نحوها ، قلت لعلي : يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي ألقى هؤلاء ، فإني أخافهم عليك ، قال : كلا ، قال : فلبس ابن عباس حلتين من أحسن الحلل ، وكان جهيرا جميلا ، قال : فأتيت القوم ، فلما رأوني ، قالوا : مرحبا بابن عباس وما هذه الحلة ؟ قلت : وما تنكرون من ذلك ؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من أحسن الحلل ، قال : ثم تلوت عليهم : قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده [ الأعراف ] .

            قالوا : فما جاء بك ؟ قلت : جئتكم من عند أمير المؤمنين ، ومن عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أرى فيكم أحدا منهم ، ولأبلغنكم ما قالوا ، ولأبلغنهم ما تقولون ، فما تنقمون من ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصهره ، فأقبل بعضهم على بعض ، فقالوا : لا تكلموه فإن الله يقول : بل هم قوم خصمون [ الزخرف ] وقال بعضهم : ما يمنعنا من كلامه ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدعونا إلى كتاب الله ، قال : فقالوا : ننقم عليه ثلاث خلال ، إحداهن : أنه حكم الرجال في دين الله ، وما للرجال ولحكم الله ، والثانية : أنه قاتل فلم يسب ولم يغنم ، فإن كان قد حل قتالهم فقد حل سبيهم ، وإلا فلا ، والثالثة : محا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين ، فهو أمير المشركين ، قلت : هل غير هذا ؟ قالوا : حسبنا هذا .

            قلت : أرأيتم إن خرجت لكم من كتاب الله وسنة رسوله أراجعون أنتم ؟ قالوا : وما يمنعنا ، قلت : أما قولكم إنه حكم الرجال في أمر الله ، فإني سمعت الله تعالى يقول في كتابه : يحكم به ذوا عدل منكم [ المائدة ] وذلك في ثمن صيد أرنب أو نحوه قيمته ربع درهم فوض الله [ ص: 281 ] الحكم فيه إلى الرجال ، ولو شاء أن يحكم لحكم ، وقال : وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله [ النساء ] الآية ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم .

            قلت : وأما قولكم : قاتل فلم يسب ، فإنه قاتل أمكم ؛ لأن الله يقول : وأزواجه أمهاتهم [ الأحزاب ] فإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم ، وإن زعمتم أنها أمكم فما حل سباؤها ، فأنتم بين ضلالتين ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم .

            قلت : وأما قولكم : إنه محا اسمه من أمير المؤمنين ، فإني أنبئكم عن ذلك : أما تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية جرى الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو ، فقال يا علي اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك ، فقال : اللهم إنك تعلم أني رسولك ، ثم أخذ الصحيفة فمحاها بيده ، ثم قال : يا علي اكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله ، فوالله ما أخرجه ذلك من النبوة ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم .

            قال : فرجع ثلثهم ، وانصرف ثلثهم ، وقتل سائرهم على ضلالة .

            قال عوف : حدثنا أبو نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تفترق أمتي فرقتين ، تمرق بينهما مارقة تقتلهم أولى الطائفتين بالحق " . وكذا رواه قتادة ، وسليمان التيمي ، عن أبي نضرة .

            وقال ابن وهب : أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن بكير بن الأشج ، عن بسر بن سعيد ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، أن الحرورية لما خرجت [ ص: 282 ] على علي ، قالوا : لا حكم إلا لله ، فقال علي : كلمة حق أريد بها باطل ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا - إني لأعرف صفتهم في هؤلاء الذين يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز هذا منهم وأشار إلى حلقه - من أبغض خلق الله إليه ، منهم أسود إحدى يديه طبي شاة أو حلمة ثدي ، فلما قاتلهم علي ، قال : انظروا ، فنظروا فلم يجدوا شيئا ، قال : ارجعوا ، فوالله ما كذبت ولا كذبت ، ثم وجدوه في خربة ، فأتوا به حتى وضعوه بين يديه ، قال عبيد الله : وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي فيهم .

            وقال يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم ، عن عبيد الله بن عياض ، أن عبد الله بن شداد بن الهاد دخل على عائشة ونحن عندها ليالي قتل علي ، فقالت : حدثني عن هؤلاء الذين قاتلهم علي ، قال : إن عليا لما كاتب معاوية وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس - يعني عبادهم - فنزلوا بأرض حروراء من جانب الكوفة ، وقالوا : انسلخت من قميص ألبسك الله وحكمت في دين الله الرجال ، ولا حكم إلا لله . فلما بلغ عليا ما عتبوا عليه ، جمع أهل القرآن ، ثم دعا بالمصحف إماما عظيما ، فوضع بين يديه ، فطفق يحركه بيده ويقول : أيها المصحف حدث الناس ، فناداه الناس : ما تسأل ؟ إنما هو مداد وورق ، ونحن نتكلم بما روينا منه ، فماذا تريد ؟ فقال : أصحابكم الذين خرجوا ، بيني وبينهم كتاب الله تعالى ، يقول في كتابه : فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها [ النساء ] فأمة محمد أعظم حقا وحرمة من رجل وامرأة ، وذكر الحديث شبه ما تقدم ، قال : فرجع منهم أربعة آلاف ، فيهم ابن الكواء ، ومضى الآخرون ، قالت عائشة : فلم قتلهم ؟ قال : قطعوا السبيل ، واستحلوا أهل الذمة ، وسفكوا الدم .


            تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

            قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
            "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
            وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

            تعليق


            • #7
              وقعة الخوارج سنة تسع وثلاثين

              فيها كانت وقعة الخوارج بحروراء بالنخيلة ، قاتلهم علي رضي الله عنه فكسرهم ، وقتل رءوسهم ، وسجد شكرا لله تعالى لما أتي بالمخدج إليه مقتولا ، وكان رءوس الخوارج زيد بن حصن الطائي ، وشريح بن أوفى العبسي ، وكانا على المجنبتين ، وكان رأسهم عبد الله بن وهب السبئي ، وكان على رجالتهم حرقوص بن زهير .

              وفيها بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي ليقيم الحج ، فنازعه قثم بن العباس ومانعه ، وكان من جهة علي ، فتوسط بينهما أبو سعيد الخدري وغيره ، فاصطلحا ، على أن يقيم الموسم شيبة بن عثمان العبدري حاجب الكعبة .

              وقيل : توفي فيها أم المؤمنين ميمونة ، وحسان بن ثابت الأنصاري ، وسيأتيان . وكان علي قد تجهز يريد معاوية ، فرد من عانات ، واشتغل بحرب الخوارج الحرورية ، وهم العباد والقراء من أصحاب علي الذين مرقوا من الإسلام ، وأوقعهم الغلو في الدين إلى تكفير العصاة بالذنوب ، وإلى قتل النساء والرجال ، إلا من اعترف لهم بالكفر وجدد إسلامه .

              ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمع محمد ابن الحنفية يقول : كان أبي يريد الشام ، فجعل يعقد لواءه ، ثم يحلف لا يحله حتى [ ص: 284 ] يسير ، فيأبى عليه الناس ، وينتشر عليه رأيهم ، ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه ، فعل ذلك أربع مرات ، وكنت أرى حالهم فأرى ما لا يسرني ، فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ ، وقلت : ألا تكلمه أين يسير بقوم - لا والله - ما أرى عندهم طائلا ؟ قال : يا أبا القاسم يسير لأمر قد حم ، قد كلمته فرأيته يأبى إلا المسير . قال ابن الحنفية : فلما رأى منهم ما رأى ، قال : اللهم إني قد مللتهم وملوني ، وأبغضتهم وأبغضوني فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا مني .


              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                سنة أربعين

                فيها بعث معاوية إلى اليمن بسر بن أبي أرطاة القرشي العامري في جنود ، فتنحى عنها عامل علي عبيد الله بن عباس ، وبلغ عليا فجهز إلى اليمن جارية بن قدامة السعدي فوثب بسر على ولدي عبيد الله بن عباس صبيين ، فذبحهما بالسكين وهرب ، ثم رجع عبيد الله على اليمن .




                تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

                قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
                "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
                وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

                تعليق

                يعمل...
                X