إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أحداث كانت في زمن نوح عليه السلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أحداث كانت في زمن نوح عليه السلام

    الأحداث التي كانت في زمن نوح عليه السلام

    قد اختلف العلماء في ديانة القوم الذين أرسل إليهم نوح ، فمنهم من قال إنهم كانوا قد أجمعوا على العمل بما يكرهه الله تعالى من ركوب الفواحش ، والكفر ، وشرب الخمور ، والاشتغال بالملاهي عن طاعة الله .

    ومنهم من قال : إنهم كانوا أهل طاعة . وبيوراسب أول من أظهر القول بمذهب الصابئين ، وتبعه على ذلك الذين أرسل إليهم نوح ، وسنذكر أخبار بيوراسب فيما بعد .

    وأما كتاب الله ، قال : فينطق بأنهم أهل أوثان ، قال تعالى (
    وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلا ضَلالا . )

    قلت : لا تناقض بين هذه الأقاويل الثلاثة ، فإن القول الحق الذي لا يشك فيه هو أنهم كانوا أهل أوثان يعبدونها ، كما نطق به القرآن ، وهو مذهب طائفة من الصابئين ، فإن أصل مذهب الصابئين عبادة الروحانيين ، وهم الملائكة لتقربهم إلى الله تعالى زلفى ، فإنهم اعترفوا بصانع العالم وأنه حكيم قادر مقدس ، إلا أنهم قالوا الواجب علينا معرفة العجز عن الوصول إلى معرفة جلاله ، وإنما نتقرب إليه بالوسائط المقربة لديه ، وهم الروحانيون ، وحيث لم يعاينوا الروحانيين تقربوا إليهم بالهياكل ، وهي الكواكب السبعة السيارة لأنها مدبرة لهذا العالم عندهم ، ثم ذهبت طائفة منهم ، وهم أصحاب الأشخاص ، حيث رأوا أن الهياكل تطلع وتغرب وترى ليلا ولا ترى نهارا - إلى وضع الأصنام لتكون نصب أعينهم ليتوسلوا بها إلى الهياكل ، والهياكل إلى الروحانيين ، والروحانيون إلى صانع العالم ، فهذا كان أصل وضع الأصنام أولا ، وقد كان أخيرا في العرب من هو على هذا الاعتقاد ، وقال تعالى
    ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) فقد حصل من عبادة [ ص: 63 ] الأصنام مذهب الصابئين ، والكفر والفواحش ، وغير ذلك من المعاصي .

    فلما تمادى قوم نوح على كفرهم ، وعصيانهم بعث الله إليهم نوحا يحذرهم بأسه ، ونقمته ويدعوهم إلى التوبة ، والرجوع إلى الحق ، والعمل بما أمر الله تعالى ، وأرسل نوح وهو ابن خمسين سنة ، فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما .

    وقال عون بن أبي شداد : إن الله تعالى أرسل نوحا وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما ، ثم عاش بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة ، وقيل غير ذلك ، وقد تقدم .

    قال ابن إسحاق وغيره : إن قوم نوح كانوا يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه ، فإذا أفاق قال : اللهم اغفر لي ولقومي فإنهم لا يعلمون ! حتى إذا تمادوا في معصيتهم وعظمت منهم الخطيئة ، وتطاول عليه وعليهم الشأن اشتد عليه البلاء ، وانتظر النجل بعد النجل فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي كان قبله حتى إن كان الآخر ليقول : قد كان هذا مع آبائنا ، وأجدادنا مجنونا لا يقبلون منه شيئا ، وكان يضرب ويلف ، ويلقى في بيته ، يرون أنه قد مات ، فإذا أفاق اغتسل وخرج إليهم يدعوهم إلى الله ، فلما طال ذلك عليه ، ورأى الأولاد شرا من الآباء قال : رب قد ترى ما يفعل بي عبادك ، فإن تك لك فيهم حاجة فاهدهم ، وإن يك غير ذلك فصيرني إلى أن تحكم فيهم . فأوحى إليه : إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، فلما يئس من إيمانهم دعا عليهم فقال
    ( رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ) ، إلى آخر القصة . فلما شكا إلى الله واستنصره عليهم ، أوحى الله إليه أن : اصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون . فأقبل نوح على عمل الفلك ولها عن دعاء قومه وجعل يهيئ عتاد الفلك من الخشب ، والحديد ، والقار ، وغيرها مما لا يصلحه سواه ، وجعل قومه يمرون به وهو في عمله فيسخرون منه ، فيقول ( إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ) .

    قال : ويقولون : يا نوح قد صرت نجارا بعد النبوة ! وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد [ ص: 64 ] لهم ، وصنع الفلك من خشب الساج ، وأمره أن يجعل طوله ثمانين ذراعا ، وعرضه خمسين ذراعا ، وطوله في السماء ثلاثين ذراعا .

    وقال قتادة : كان طولها ثلاثمائة ذراع ، وعرضها خمسين ذراعا ، وطولها في السماء ثلاثين ذراعا .

    وقال الحسن : كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع ، وعرضها ستمائة ذراع ، والله أعلم .

    وأمر نوحا أن يجعله ثلاث طبقات : سفلى ، ووسطى ، وعليا ، ففعل نوح كما أمره الله تعالى حتى إذا فرغ منه ، وقد عهد الله إليه
    ( حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) ، وقد جعل التنور آية فيما بينه وبينه . فلما فار التنور وكان فيما قيل من حجارة كان لحواء .

    وقال ابن عباس : كان ذلك تنورا من أرض الهند .

    وقال مجاهد ، والشعبي : كان التنور بأرض الكوفة ، وأخبرته زوجته بفوران الماء من التنور ، وأمر الله جبرائيل فرفع الكعبة إلى السماء الرابعة ، وكانت من ياقوت الجنة ، كما ذكرناه ، وخبأ الحجر الأسود بجبل أبي قبيس ، فبقي فيه إلى أن بنى إبراهيم البيت فأخذه فجعله موضعه ، ولما فار التنور حمل نوح من أمر الله بحمله ، وكانوا أولاده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث ، ونساءهم ، وستة أناسي ، فكانوا مع نوح ثلاثة عشر .

    [ ص: 65 ] وقال ابن عباس : كان في السفينة ثمانون رجلا ، أحدهم جرهم ، كلهم بنو شيث ، وقال قتادة : كانوا ثمانية أنفس : نوح ، وامرأته ، وثلاثة بنوه ، ونساؤهم . وقال الأعمش : كانوا سبعة ، ولم يذكر فيهم زوج نوح . وحمل معه جسد آدم ، ثم أدخل ما أمر الله به من الدواب ، وتخلف عنه ابنه يام ، وكان كافرا ، وكان آخر من دخل السفينة الحمار ، فلما دخل صدره تعلق إبليس بذنبه فلم ترتفع رجلاه ، فجعل نوح يأمره بالدخول فلا يستطيع حتى قال : ادخل وإن كان الشيطان معك . فقال كلمة زلت على لسانه ، فلما قالها دخل الشيطان معه ، فقال له نوح : ما أدخلك يا عدو الله ؟ فقال : ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك ؟ فتركه .

    ولما أمر نوح بإدخال الحيوان السفينة قال : أي رب ، كيف أصنع بالأسد والبقرة ؟ وكيف أصنع بالعناق والذئب ، والطير والهر ؟ قال : الذي ألقى بينهما العداوة هو يؤلف بينها . فألقى الحمى على الأسد ، وشغله بنفسه ، ولذلك قيل :
    وما الكلب محموما وإن طال عمره ولكنما الحمى على الأسد الورد
    وجعل نوح الطير في الطبق الأسفل من السفينة ، وجعل الوحش في الطبق الأوسط ، وركب هو ومن معه من بني آدم في الطبق الأعلى . فلما اطمأن نوح في الفلك ، وأدخل فيه كل من أمر به ، وكان ذلك بعد ستمائة سنة من عمره في قول بعضهم ، وفي قول بعضهم ما ذكرناه ، وحمل معه من حمل - جاء الماء كما قال تعالى
    ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ) . فكان بين أن أرسل الماء وبين أن احتمل الماء الفلك أربعون يوما وأربعون ليلة ، وكثر ، واشتد ، وارتفع ، وطمى ، وغطى نوح عليه وعلى من معه [ ص: 66 ] طبق السفينة ، وجعلت الفلك تجري بهم في موج كالجبال ، ونادى نوح ابنه الذي هلك ، وكان في معزل :( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ)
    وكان كافرا ، ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ )
    ، وكان عهد الجبال وهي حرز وملجأ . فقال نوح ( لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) وعلا الماء على رءوس الجبال ، فكان على أعلى جبل في الأرض خمسة عشر ذراعا ، فهلك ما على وجه الأرض من حيوان ونبات ، فلم يبق إلا نوح ومن معه ، وإلا عوج بن عنق ، فيما زعم أهل التوراة ، وكان بين إرسال الماء وبين أن غاض ستة أشهر وعشر ليال .

    قال ابن عباس : أرسل الله المطر أربعين يوما ، فأقبلت الوحش حين أصابها المطر والطين إلى نوح وسخرت له ، فحمل منها كما أمره الله ، فركبوا فيها لعشر ليال مضين من رجب ، وكان ذلك لثلاث عشرة خلت من آب ، وخرجوا منها يوم عاشوراء من المحرم ، فلذلك صام من صام يوم عاشوراء . وكان الماء نصفين : نصف من السماء ونصف من الأرض ، وطافت السفينة بالأرض كلها لا تستقر حتى أتت الحرم فلم تدخله ، ودارت بالحرم أسبوعا ، ثم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى الجودي ، وهو جبل بقردى بأرض الموصل ، فاستقرت عليه ، فقيل عند ذلك
    ( بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
    ، ولما استقرت قيل(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ )
    ,نشفته الأرض ، وأقام نوح في الفلك إلى أن غاض الماء ، فلما خرج منها اتخذ بناحية من قردى من أرض الجزيرة موضعا وابتنى قرية سموها ثمانين ؛ وهي الآن تسمى بسوق الثمانين لأن كل واحد ممن معه بنى لنفسه بيتا ، وكانوا ثمانين رجلا .


    قال بعض أهل التوراة : لم يولد لنوح إلا بعد الطوفان .

    [ ص: 67 ] وقيل : إن ساما ولد قبل الطوفان بثمان وتسعين سنة ، وقيل : إن اسم ولده الذي أغرق كان كنعان وهو يام .

    وأما المجوس فإنهم لا يعرفون الطوفان ويقولون لم يزل الملك فينا من عهد جيومرث ، وهو آدم ، قالوا : ولو كان كذلك لكان نسب القوم قد انقطع وملكهم قد اضمحل ، وكان بعضهم يقر بالطوفان ويزعم أنه كان في إقليم بابل وما قرب منه ، وأن مساكن ولد جيومرث كانت بالمشرق فلم يصل ذلك إليهم ، وقول الله تعالى أصدق في أن ذرية نوح هم الباقون فلم يعقب أحد ممن كان معه في السفينة غير ولده سام ، وحام ، ويافث . ولما حضرت نوحا الوفاة قيل له : كيف رأيت الدنيا ؟ قال : كبيت له بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر . وأوصى إلى ابنه سام ، وكان أكبر ولده .


    تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

    قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
    "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
    وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية


  • #2

    بارك الله لك و نفعك بما علمك



    يقول الامام علي كرمه الله وجهه
    إن جلست لعالم فأنصت و إن جلست لجاهل فأنصت
    إن الانصات للعالم زيادة في العلم و الانصات للجاهل زيادة في الحلم

    ​إعـــــــلان:إعـــلان

    تعليق


    • #3
      عذرا اخي صباحو على مداخلتي البسيطة ولكن هذا الكلام تسعين بالمية منه هو ضرب من الهراء ليس الا حتى وان كان المحدث من شئت
      لان طوفان نوح جاء لقوم نوح فقط وليس لغيره من الاقوام
      ثانيا من كان حاضرا بزمن نوح لنعرف اسماء ابناءه؟
      غير انها اتتنا هذه الاسماء من الاسرائيليات
      ثالثا قوم نوح كان عصيانهم باتباع من يدعون الى اله غير الله وما طلب منهم هو الاستغفار فقط (قل استغفرو ربكم انه كان غفارا) ولم يطلب منهم صلاة ولا صيام ولا اي شعيرة ومن شعائر الدين
      الامر الاخر نوح لم ينقل معه زوجين من كل مما خلق الله لانه اذا اردت ان تجمع زوجين من كل مما خلق الله فالقياسات المذكورة هي ضرب من هراء لتتسع لما خلق الله من ازواج
      الامر اللذي يليه قصة ابليس والحمار وهذه ضرب من هراء لان القران يساند بعضه ولا يعارض بعضه حيث يقول الله (يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
      فرؤيتنا لابليس وغيره من الجن هذه غير واردة قطعا لان الاتصال بين جنسنا وجنسهم مقطوع وان اتيت بقوله تعالى (وكان رجال من الانس يستعيذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) قلت لك ان الاستعاذة لا تعني الاتصال بالضرورة فانت تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانت لا تدرك ما هي الاستعاذة لانها قول وليس ادراك
      واما عن اسماء ابناء نوح وما والاهم من اسماء بعصره فهذه لم يحضرها احد ليخبرنا باسماء من قامو بذلك الزمان
      وهنا احب ان اختصر وليست مداخلتي من موضع جدل بارك الله فيك اخي الكريم ولكن من باب التوضيح ليس الا
      تقبل مروري بصدر رحب واعتبر كلامي كأن لم يكن
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة aldame مشاهدة المشاركة
        عذرا اخي صباحو على مداخلتي البسيطة ولكن هذا الكلام تسعين بالمية منه هو ضرب من الهراء ليس الا حتى وان كان المحدث من شئت
        لان طوفان نوح جاء لقوم نوح فقط وليس لغيره من الاقوام
        ثانيا من كان حاضرا بزمن نوح لنعرف اسماء ابناءه؟
        غير انها اتتنا هذه الاسماء من الاسرائيليات
        ثالثا قوم نوح كان عصيانهم باتباع من يدعون الى اله غير الله وما طلب منهم هو الاستغفار فقط (قل استغفرو ربكم انه كان غفارا) ولم يطلب منهم صلاة ولا صيام ولا اي شعيرة ومن شعائر الدين
        الامر الاخر نوح لم ينقل معه زوجين من كل مما خلق الله لانه اذا اردت ان تجمع زوجين من كل مما خلق الله فالقياسات المذكورة هي ضرب من هراء لتتسع لما خلق الله من ازواج
        الامر اللذي يليه قصة ابليس والحمار وهذه ضرب من هراء لان القران يساند بعضه ولا يعارض بعضه حيث يقول الله (يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم)
        فرؤيتنا لابليس وغيره من الجن هذه غير واردة قطعا لان الاتصال بين جنسنا وجنسهم مقطوع وان اتيت بقوله تعالى (وكان رجال من الانس يستعيذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) قلت لك ان الاستعاذة لا تعني الاتصال بالضرورة فانت تقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وانت لا تدرك ما هي الاستعاذة لانها قول وليس ادراك
        واما عن اسماء ابناء نوح وما والاهم من اسماء بعصره فهذه لم يحضرها احد ليخبرنا باسماء من قامو بذلك الزمان
        وهنا احب ان اختصر وليست مداخلتي من موضع جدل بارك الله فيك اخي الكريم ولكن من باب التوضيح ليس الا
        تقبل مروري بصدر رحب واعتبر كلامي كأن لم يكن
        بارك الله فيك
        وعليكم السلام ورحمة الله
        حياك الله اخي ومرحبا بكم معنا في منتدى قدماء
        الكثير من التسائلات التي طرحتها سأعمل على الاجابة عليها وتوضيحها بالمختصر قدر المستطاع باذن الله

        عذرا اخي صباحو على مداخلتي البسيطة ولكن هذا الكلام تسعين بالمية منه هو ضرب من الهراء ليس الا حتى وان كان المحدث من شئت
        اخي الكريم
        أولاً : قصة طوفان نوح عليه الصلاة والسلام من بين القصص الأكثر بل هي الأكثر من بين القصص إثارة للخيال والجدال للآلاف من الناس عبر العالم منذ عصور, لانها ذكرت في الكتب السماوية( التوراة والانجيل والقرآن الكريم )
        ولاختلاف الروايات حصل الخلاف .

        ثانياً : القصص في القرآن جاءت لمقاصد إيمانية ودعوية أشار القرآن إليها بوضوح , وهناك أشياء كثيرة لم يبيِّنها الله لنا ولا رسوله ، ولم يثبت في بيانها شيء ، والبحث عنها ما هو الا اجتهاد من الباحث .
        ثانيا من كان حاضرا بزمن نوح لنعرف اسماء ابناءه؟
        غير انها اتتنا هذه الاسماء من الاسرائيليات
        اخي الكريم
        ابناء نبي الله نوح عليه السلام ورد في السنة النبوية
        في مسند الإمام أحمد عن سمرةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك.
        إضافة إلى ولده الكافر الذي غرق في الطوفان، وقد اختلف في اسمه فقيل كنعان وقيل يام .
        اما عن الاسرائيليات

        فأخبار بني إسرائيل كثيرة جدا في الكتاب والسنة النبوية، ولو ذهبنا نتقصى ذلك لطالت الكتابة فيه ولكن ما ذكره البخاري رحمه الله في هذا فيه مقنع وكفاية . الأخبار الإسرائيلية فيما يذكره كثير من المفسرين والمؤرخين كثيرة جدا ومنها ما هو صحيح موافق لما وقع , وكثير منها بل أكثرها مما يذكره القصاص مكذوب مفترى وضعه زنادقتهم وضلالهم ولهاذا قسمها العلماء الى ثلاثة أقسام:
        منها: ما هو صحيح لموافقته ما قصه الله في كتابه أو أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
        ومنها: ما هو معلوم البطلان لمخالفته كتاب الله وسنة رسوله .
        ومنها: ما يحتمل الصدق والكذب، فهذا الذي أمرنا بالتوقف فيه، فلا نصدقه ولا نكذبه، كما ثبت في الصحيح« إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم ».
        وتجوز روايته من منطلق هذا الحديث « وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ».
        الامر الاخر نوح لم ينقل معه زوجين من كل مما خلق الله لانه اذا اردت ان تجمع زوجين من كل مما خلق الله فالقياسات المذكورة هي ضرب من هراء لتتسع لما خلق الله من ازواج
        قال تعالى (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) (هود:40)
        تفسير الاية لابن كثير :
        يَعْنِي ذَكَرًا وَأُنْثَى لِبَقَاءِ أَصْل النَّسْل بَعْد الطُّوفَان . وَقَرَأَ حَفْص " مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ " بِتَنْوِينِ " كُلّ " أَيْ مِنْ كُلّ شَيْء زَوْجَيْنِ . وَالْقِرَاءَتَانِ تَرْجِعَانِ إِلَى مَعْنًى وَاحِد : شَيْء مَعَهُ آخَر لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ . وَيُقَال لِلِاثْنَيْنِ : هُمَا زَوْجَانِ , فِي كُلّ اِثْنَيْنِ لَا يَسْتَغْنِي أَحَدهمَا عَنْ صَاحِبه ; فَإِنَّ الْعَرَب تُسَمِّي كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا زَوْجًا يُقَال : لَهُ زَوْجَا نَعْل إِذَا كَانَ لَهُ نَعْلَانِ . وَكَذَلِكَ عِنْده زَوْجَا حَمَام , وَعَلَيْهِ زَوْجَا قُيُود ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَر وَالْأُنْثَى " . [ النَّجْم : 45 ] . وَيُقَال لِلْمَرْأَةِ هِيَ زَوْج الرَّجُل , وَلِلرَّجُلِ هُوَ زَوْجهَا . وَقَدْ يُقَال لِلِاثْنَيْنِ هُمَا زَوْج , وَقَدْ يَكُون الزَّوْجَانِ بِمَعْنَى الضَّرْبَيْنِ , وَالصِّنْفَيْنِ , وَكُلّ ضَرْب يُدْعَى زَوْجًا ; قَالَ اللَّه تَعَالَى : " وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلّ زَوْج بَهِيج " [ الْحَجّ : 5 ] أَيْ مِنْ كُلّ لَوْن وَصِنْف . وَقَالَ الْأَعْشَى : وَكُلّ زَوْج مِنْ الدِّيبَاج يَلْبَسهُ أَبُو قُدَامَة مَحْبُوّ بِذَاكَ مَعَا أَرَادَ كُلّ ضَرْب وَلَوْن . و " مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ " فِي مَوْضِع نَصْب ب " اِحْمِلْ " . " اِثْنَيْنِ " تَأْكِيد .

        الامر اللذي يليه قصة ابليس والحمار وهذه ضرب من هراء لان القران يساند بعضه ولا يعارض بعضه
        ألم اقل لك اخي الكريم ان قصة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام من بين القصص الأكثر إثارة للخيال والجدال بين الناس
        رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : ( لَمَّا كَثُرَتْ الْأَرْوَاث وَالْأَقْذَار أَوْحَى اللَّه إِلَى نُوح اِغْمِزْ ذَنَب الْفِيل , فَوَقَعَ مِنْهُ خِنْزِير وَخِنْزِيرَة فَأَقْبَلَا عَلَى الرَّوْث ; فَقَالَ نُوح : لَوْ غَمَزْت ذَنَب هَذَا الْخِنْزِير ! فَفَعَلَ , فَخَرَجَ مِنْهُ فَأَرَ وَفَأْرَة فَلَمَّا وَقَعَا أَقْبَلَا عَلَى السَّفِينَة وَحِبَالهَا تَقْرِضهَا , وَتَقْرِض الْأَمْتِعَة وَالْأَزْوَاد حَتَّى خَافُوا عَلَى حِبَال السَّفِينَة ; فَأَوْحَى اللَّه إِلَى نُوح أَنْ اِمْسَحْ جَبْهَة الْأَسَد فَمَسَحَهَا , فَخَرَجَ مِنْهَا سِنَّوْرَانِ فَأَكَلَا الْفَأْرَة . وَلَمَّا حَمَلَ الْأَسَد فِي السَّفِينَة قَالَ : يَا رَبّ مِنْ أَيْنَ أُطْعِمهُ ؟ قَالَ : سَوْفَ أُشْغِلهُ ; فَأَخَذَتْهُ الْحُمَّى ; فَهُوَ الدَّهْر مَحْمُوم . قَالَ اِبْن عَبَّاس : ( وَأَوَّل مَا حَمَلَ نُوح مِنْ الْبَهَائِم فِي الْفُلْك حَمَلَ الْإِوَزَّة , وَآخِر مَا حَمَلَ حَمَلَ الْحِمَار ) ; قَالَ : وَتَعَلَّقَ إِبْلِيس بِذَنَبِهِ , وَيَدَاهُ قَدْ دَخَلَتَا فِي السَّفِينَة , وَرِجْلَاهُ خَارِجَة بَعْد فَجَعَلَ الْحِمَار يَضْطَرِب وَلَا يَسْتَطِيع أَنْ يَدْخُل , فَصَاحَ بِهِ نُوح : اُدْخُلْ وَيْلك فَجَعَلَ يَضْطَرِب ; فَقَالَ : اُدْخُلْ وَيْلك ! وَإِنْ كَانَ مَعَك الشَّيْطَان , كَلِمَة زَلَّتْ عَلَى لِسَانه , فَدَخَلَ وَوَثَبَ الشَّيْطَان فَدَخَلَ . ثُمَّ إِنَّ نُوحًا رَآهُ يُغَنِّي فِي السَّفِينَة , فَقَالَ لَهُ : يَا لَعِين مَا أَدْخَلَك بَيْتِي ؟ ! قَالَ : أَنْتَ أَذِنْت لِي ; فَذَكَرَ لَهُ ; فَقَالَ لَهُ : قُمْ فَاخْرُجْ . قَالَ : مَا لَك بُدّ فِي أَنْ تَحْمِلنِي مَعَك , فَكَانَ فِيمَا يَزْعُمُونَ فِي ظَهْر الْفُلْك . وَكَانَ مَعَ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام خَرَزَتَانِ مُضِيئَتَانِ , وَاحِدَة مَكَان الشَّمْس , وَالْأُخْرَى مَكَان الْقَمَر . اِبْن عَبَّاس : ( إِحْدَاهُمَا بَيْضَاء كَبَيَاضِ النَّهَار , وَالْأُخْرَى سَوْدَاء كَسَوَادِ اللَّيْل ) ; فَكَانَ يَعْرِف بِهِمَا مَوَاقِيت الصَّلَاة ; فَإِذَا أَمْسَوْا غَلَبَ سَوَاد هَذِهِ بَيَاض هَذِهِ , وَإِذَا أَصْبَحُوا غَلَبَ بَيَاض هَذِهِ سَوَاد هَذِهِ ; عَلَى قَدْر السَّاعَات .
        واما عن اسماء ابناء نوح وما والاهم من اسماء بعصره فهذه لم يحضرها احد ليخبرنا باسماء من قامو بذلك الزمان
        قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا : ( آمَنَ مِنْ قَوْمه ثَمَانُونَ إِنْسَانًا , مِنْهُمْ ثَلَاثَة مِنْ بَنِيهِ ; سَام وَحَام وَيَافِث , وَثَلَاث كَنَائِن لَهُ . وَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ السَّفِينَة بَنَوْا قَرْيَة وَهِيَ الْيَوْم تُدْعَى قَرْيَة الثَّمَانِينَ بِنَاحِيَةِ الْمَوْصِل ) . وَوَرَدَ فِي الْخَبَر أَنَّهُ كَانَ فِي السَّفِينَة ثَمَانِيَة أَنْفُس ; نُوح وَزَوْجَته غَيْر الَّتِي عُوقِبَتْ , وَبَنُوهُ الثَّلَاثَة وَزَوْجَاتهمْ ; وَهُوَ قَوْل قَتَادَة وَالْحَكَم بْن عُتَيْبَة وَابْن جُرَيْج وَمُحَمَّد بْن كَعْب ; فَأَصَابَ حَام اِمْرَأَته فِي السَّفِينَة , فَدَعَا نُوح اللَّه أَنْ يُغَيِّر نُطْفَته فَجَاءَ بِالسُّودَانِ . قَالَ عَطَاء : وَدَعَا نُوح عَلَى حَام أَلَّا يَعْدُو شَعْر أَوْلَاده آذَانهمْ , وَأَنَّهُمْ حَيْثُمَا كَانَ وَلَده يَكُونُونَ عَبِيدًا لِوَلَدِ سَام وَيَافِث . وَقَالَ الْأَعْمَش : كَانُوا سَبْعَة ; نُوح وَثَلَاث كَنَائِن وَثَلَاثَة بَنِينَ ; وَأَسْقَطَ اِمْرَأَة نُوح . وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق : كَانُوا عَشَرَة سِوَى نِسَائِهِمْ ; نُوح وَبَنُوهُ سَام وَحَام وَيَافِث , وَسِتَّة أُنَاس مِمَّنْ كَانَ آمَنَ بِهِ , وَأَزْوَاجهمْ جَمِيعًا . و " قَلِيل " رُفِعَ بِ" آمَنَ " , وَلَا يَجُوز نَصْبه عَلَى الِاسْتِثْنَاء ; لِأَنَّ الْكَلَام قَبْله لَمْ يَتِمّ , إِلَّا أَنَّ الْفَائِدَة فِي دُخُول " إِلَّا " و " مَا " لِأَنَّك لَوْ قُلْت : آمَنَ مَعَهُ فُلَان وَفُلَان جَازَ أَنْ يَكُون غَيْرهمْ قَدْ آمَنَ ; فَإِذَا جِئْت بِمَا وَإِلَّا , أَوْجَبْت لِمَا بَعْد إِلَّا وَنَفَيْت عَنْ غَيْرهمْ .
        في مسند الإمام أحمد عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
        ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك.

        إضافة إلى ولده الكافر الذي غرق في الطوفان، وقد اختلف في اسمه فقيل كنعان وقيل يام .

        ولأي استفسار اخي الحبيب مرحبا بكم وسأجيبك بكل صدر رحب بأذن الله ما دامنا نبحث في أمور ديننا الحنيف .

        تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

        قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
        "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
        وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

        تعليق


        • #5

          السلام عليكم

          الجميل أيضاً رحابة الصدر للنقاش الأخوي

          فبارك الله فيكم أخي العزيز صباحو وفيكم أخونا الفاضل aldame

          ونفعنا وإياكم بكتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

          وفقكم الله .
          لاحول ولاقوة إلا بالله

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك اخي صباحو على طول بالك ورحابة صدرك وجزاك الله خير
            دعنا نأخذ العلم من العليم الخبير واحكام العقل والمنطق في ما اخبرنا به الله عز وجل دون الرجوع الى المرويات
            بسم الله نبدأ واعتذر مسبقا عن الاطالة وانما مداخلتي من باب مشاركة العلم وتبيان ما يقبله العقل والمنطق بدعم مما انزل الله علينا بقراءة موضوعية دون تحيز لطرف او جهة


            لقد جاء ذكر نوح بشكل مباشر أو غير مباشر في الآيات التالية:
            1. آل عمران 33.
            2. النساء 163.
            3. الأنعام 84.
            4. الأعراف من (59 إلى 64)، 69.
            5. يونس 71.
            6. هود من (25 إلى 48)، 89.
            7. إبراهيم 9.
            8. الإسراء 3، 17.
            9. مريم 58.
            10. الأنبياء 76- 77.
            11. الحج 42.
            12. المؤمنون 23.
            13. الفرقان 37.
            14. الشعراء (من 105إلى 121).
            15. العنكبوت 14.
            16. الأحزاب 7.
            17. الصافات (من 75 إلى 83).
            18. ص 12.
            19. غافر 5، 31.
            20. الشورى 13.
            21. ق 12.
            22. النجم 52.
            23. القمر 9.
            24. الحديد 26.
            25. التحريم 10.
            26. الحاقة 11- 12.
            27. سورة نوح.
            28. التوبة 70.
            29. الذاريات 46.

            الاستنتاجات المستقاة من قصة نوح عليه السلام
            1 – نوح أول بشر يوحى إليه:
            أن بداية اتصال السماء بالأرض كانت عن طريق المشخص فقط وذلك بإرسال “نذر” ملائكة قبل نوح وكان أول اتصال للسماء عن طريق الوحي المباشر لجنس البشر هو نوح عليه السلام وربه بدأ الإنسان الحديث كما يعتقد في منطقة الشرق الأوسط حيث كان يمتلك لغة مجردة بأبسط صورها وقد وضح هذا بالآيات التالية:
            • {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده… الآية} (النساء 163).
            • {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم…الآية} (الأعراف 63).
            • {إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله.. الآية} (يونس 71).
            • {قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا…الآية} (إبراهيم 10).
            • {إن نحن إلا بشر مثلكم.. الآية} (إبراهيم 11).
            • {ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} (المؤمنون 24).
            • {ولا أقول إني ملك … الآية} (هود 31).

            هنا نلاحظ كيف ذكر مصطلح البشر ليقصد به الجنس البيولوجي العضوي أي ليس ملكا وليس من الجن. كما نلاحظ أنه جاء لنوح أول صيغة لغوية تعبدية من الله للناس وذلك في قوله: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم…الآية} (الأعراف 633).
            2 – إرسال ملائكة رسلا مع نوح:
            لما كان نوح أول بشر يوحى ليه فقد أرسل الله معه رسلا من الملائكة فجمع بين الأسلوبين: أسلوب النذر، وأسلوب الوحي للبشر وذلك في قوله تعالى:
            • {وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم} (الفرقان 37). (لاحظ صيغة الجمع بكلمة الرسل وليس الرسول)
            • {كذبت قوم نوح المرسلين} (الشعراء 105). (لاحظ صيغة الجمع بكلمة المرسلين وليس الرسول)

            3 – مجمل الوحي إلى نوح:كان مجمل الوحي إلى نوح يتضمن ما يلي:أ* – الإنذار.ب – التقوى وهي الرسالة.ت* – الرحمة وهي النبوة والدعوة النبوية والعلم.وقد جاء هذا الإجمال في قوله تعالى: {أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون} (الأعراف 63).
            الإنذار:
            لقد اشترك نوح مع الملائكة بأنه كان نذيرا إلى قومه والإنذار كلمة تدل على تخويف ووعيد حيث توعدهم بالعذاب الأليم لقوله:أ* – {إن أنا إلا نذير مبين} (الشعراء 115).ب* – {فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين}(يونس 733).ت* – {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} (نوح 1).ث* – {قال يا قوم إني لكم نذير مبين} (نوح 2).موقف قومه من إنذاره:كان التكذيب هو الجزاء الذي تلقاه من قومه نتيجة إنذاره لهم:1 – {قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين} (الشعراء 116)، {قال رب إن قومي كذبون} (الشعراء 117).2 – {ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين} (الأنبياء 77).
            3 – {قال رب انصرني بما كذبون} (المؤمنون 26).
            4 – {كذبت قبلهم قوم نوح} (غافر 5، ق 12، القمر 9).
            الرسالة:
            لقد كان نوح أول رسول ونبي من البشر في منطقة الشرق الأوسط كما يعتقد “العالم القديم”، وقومه هم بداية الإنسان الحديث في هذه المنطقة حيث كان هناك مجموعة من الناس لها علاقات اجتماعية بدائية ولها لغة مجردة بحيث تسمح لنوع من الوحي المجرد. وكان الوضع الإنتاجي في هذه الحقبة التاريخية بدائيا جدا لذا فقد كان الشرك الأساسي الذي وقع فيه الإنسان آنذاك هو عبادة مظاهر الطبيعة وخاصة الشمس والقمر وقد ذكر هذا في قوله تعالى:{ألم تروْا كيف خلق الله سبع سموات طباقا} (نوح 15)، {وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا} (نوح 166) وبالتالي فقد اقتصرت رسالة نوح على التوحيد والاستغفار فقط دون أن يكون هناك أي وصايا أخلاقية أو شعائر تعبدية، فعند نوح لا صلاة ولا صوم ولا زكاة ولا اي شكل من أشكال العبادات التي نعرفها وذلك في الآيات التالية:
            1. {لقد أرسلنا ونوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}(الأعراف 59).
            2. {قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين} (الأعراف 61).
            3. {أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون} (الأعراف 62).
            4. {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين} (هود 25).
            5. {أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم} (هود 26).
            6. {إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون} (الشعراء 107 – 108).
            7. {ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره أفلا تتقون} (المؤمنون 23).
            8. {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} (نوح 3).
            9. {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} (نوح 1).

            وتجدر الإشارة إلى أن نوحا توعد قومه بالعذاب الأليم وهو عذاب في الدنيا وليس في الآخرة وقد بين هذا في قوله:
            1. {فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عيه عذاب مقيم} (هود 39).
            2. {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} (هود 32).

            موقف قوم نوح من الرسالة:
            كان موقف قوم نوح من الرسالة هو الكفر.
            • {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} (إبراهيم 99).

            – النبوة:
            هي دعوة نوح، أي الدعوة عند نوح هي النبوة لذا كان موقف أقوام الرسل والأنبياء كفرا بالرسالة {وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به} (إبراهيم 9) وموقف شك وريبة في النبوة {وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب} (إبراهيم 99)فقد كانت نبوة نوح قفزة نوعية على سلم التطور من الناحية العلمية للإنسان في ذلك الوقت وقد بين هذا في قوله:{وأعلم من الله مالا تعلمون} (الأعراف 62) فكانت نبوته تشمل:
            1 – التوحيد:
            وهو أن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل. حيث أن التوحيد هو نبوة كعقيدة وهو رسالة من حيث عبادة الله وحده كسلوك حيث أن التوحيد جمع بين الحق كوجود والحلال كسلوك.
            2 – تعليم البشرية ركوب الماء أو اجتياز العوائق المائية:
            كانت صناعة الفلك وحيا من الله:
            • {واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} (هود 37).
            • {فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا…الآية} (المؤمنون 27).

            هنا سيظهر سؤال في غاية الأهمية وهو: ما هو المستوى الإنتاجي في الأدوات المستخدمة لصنع الفلك؟ ومن ركب في الفلك؟ لقد أجاب القرآن على هذه الأسئلة كالتالي:
            .
            1 – لم يكن في زمن نوح حبال ولا مسامير لربط الخشب بعضه إلى بعض، وإنما تم ربط الخشب على مبدأ الدسر وهي الألياف الطبيعية “أغصان طرية فيها ألياف طبيعية” وذلك في قوله: {وحملناه على ذات ألواح ودسر} (القمر 13).
            2 – أما الفلك نفسه فقد جاء من فعل “فلك” وهو الاستدارة كقولنا: فلك ثدي الفتاة إذا استدار، وهو بمثابة المعدية المائية، وقد أكد القرآن أنه لم يكن في ذلك الوقت مجاذيف للتجذيف ولا دفة للتوجيه ولا أشرعة أي أن الفلك مجرد جسم خشبي له استدارة يعوم على الماء فقط وذلك في قوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} (الشعراء 119) فقد أعطى هنا صفة للفلك بأنه “مشحون” وهو من فعل “شحن” أي أنه يحمل الناس وغيرهم، وبنفس الوقت مشحون كأن نقول عن السيارة قاطرة ومقطورة أو شاحنة ومشحونة، فالشاحنة فيها دفة توجيه ومحرك للشد وقابلة للتوجيه، أما المشحونة فهي قابلة للتحميل ولكن لا يوجد فيها أداة توجيه ومحرك للشد.فإذا سأل سائل: كيف تم التوجيه والجر في فلك نوح؟ نقول: لقد تم الجر بواسطة التيار المائي حسب اتجاهه الطبيعي لقوله تعالى: {إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية} (الحاقة 11) وقوله: {وهي تجري بهم في موج كالجبال ونادى نوح ابنه} (هود 42) أما التوجيه بحيث لا ترتطم السفينة بالصخور أو بأي عائق فقد تم من قبل الله تعالى بقوله: {تجري بأعيننا} (القمر 14) وقوله: {وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} (هود 41)أما الآن فإن توجيه السفن يجري بواسطة الرادار والبوصلة، والشد يجري بواسطة المحرك والأشرعة.
            .
            3 – يجب أن نفهم أن طوفان نوح كان محليا أي عبارة عن عاصفة مطرية كبيرة جدا جرت بشكل محلي حيث كان قوم نوح يسكنون في مناطق منخفضة قريبة من الأنهار تحيطها الجبال حيث قال: {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} (القمر 11)، {وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر} (القمر 12) ونحن نعلم الآن أنه خلال ساعات من العاصفة المطرية الشديدة يمكن إغراق مدينة بأكملها وبنفس الوقت نعلم إذا كانت هناك عاصفة مطرية تبعها طوفان في منطقة ما في أسترايا فهذا لا يعني أن الطوفان قد وصل إلى مصر أو الهند وأن من يفسر بأن الطوفان عم كل الأرض فهذا غير صحيح ولكنه عم تلك الأرض التي سكنها قوم نوح وبنفس الوقت لم يغط الجبال حيث قال ابن نوح {سآوي إلى جبل يعصمني من الماء قال لا عاصم} (هود 43) وعندما انتهت العاصفة المطرية قال: {وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر واستوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين} (هود 44).وبما أن المنطقة التي سكن فيها قوم نوح عبارة عن منطقة محاطة بالجبال فقد حصل تيار مائي قوي وكان الموج كسلاسل الجبال من حيث الشكل لا من حيث البعد كما نراه الآن في طوفان الأنهار الجبلية ذات الميول الكبيرة بقوله تعالى: {وهي تجري بهم في موج كالجبال} (هود 42) أي أنه في قوله “كالجبال” الكاف هي كاف التشبيه للشكل وإذا كانت أبعاد الموج هي كالجبال فهناك استحالة في أن ينادي نوح ابنه حيث أتم الآية بقوله: {ونادى نوح ابنه} (هود 42).
            .
            4 – بما أن كل الذين لم يركبوا في الفلك هلكوا بقوله: {ثم أغرقنا بعد الباقين} (الشعراء 120) فمن الجائز أن الإنسان في زمن نوح كان لم يتعلم السباحة بعد.
            .
            5 – لقد صنع نوح الفلك على اليابسة وليس في الماء حيث أن هذا الفلك جرى وطاف بعد أن طغى الماء على اليابسة التي صنع عليها الفلك {إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية} (الحاقة 11).
            .
            6 – لقد كانت إشارة الطوفان بالنسبة لنوح ليعلم أن وعد الله قد آن حيث أخبره الله سلفا بأن قومه مغرقون في قوله:{ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} (هود 37) هذه الإشارة هي “فوران التنور” حيث يتوقع أنه في منطقة نوح وفي الجبال التي تحيط بهذه المنطقة كان يوجد بركان خامد وكانت إشارة الطوفان هي نشاط هذا البركان وقد عبر عنه{حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور…الآية} (هود 40) ونحن نعلم الآن أن الحمم البركانية المصهورة تفور في فوهة البركان وأن النشاط البركاني يمكن أن يرى من مسافات بعيدة وكانت هذه الإشارة لكي يركب نوح ومن معه على الفلك.
            .
            7 – لقد ركب مع نوح الناس الذين وعده الله بنجاتهم وهم أهل نوح، وبما أن وعد الله حق وأن الله لا يخلف الميعاد فقد استغرب نوح غرق ابنه لذا قال: {ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين}(هود 45) فكان الإجابة أنه ليس ابنه ونوح يجهل ذلك بقوله: {قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} (هود 46) أن ابن نوح هو في ظن نوح، ولكن نوحا كان لا يعلم أنه ليس ابنه حيث قال له: {إنه ليس من أهلك} وقد وعده الله بنجاة أهله الكافر منهم والمؤمن حيث قال له {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك}(هود 40).وقد قال البعض إن ابن نوح كان كافرا لذا غرق وهذا غير صحيح لسبب جهل نوح بذلك، فهل كان نوح يجهل أن ابنه كافر؟؟ أم كان يجهل أن هذا ليس ابنه؟ علما بأن الذين ركبوا معه في الفلك كان فيهم كافرون ومؤمنون ومنهم امرأته لأنها من أهله لقوله: {ونجني ومن معي من المؤمنين} (الشعراء 118) حيث طلب نوح نجاته ومن معه من المؤمنين فكان رد رب العالمين نجاته ومن معه فقط دون ذكر من المؤمنين في قوله: {فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون} (الشعراء 119) وقد أعطاه الله إشارة في الآية 40 في سورة هود بأن هناك أناسا يريد نوح أن يركبوا معه ولكنهم سيغرقون وذلك في قوله: {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن…الآية} (هود 40).هنا أعطى التنويه عن فقدان بعض من يظن نوح أنهم من أهله بقوله: إلا من سبق عليه القول) هذه الإشارة مهمة جدا حيث نرى ان السلوك الطبيعي لأي إنسان عندما تحصل كارثة طبيعية أو انفجار كبير يؤدي إلى دمار البيوت هو البحث عن أهله فقد يجد بعضا منهم ويفقد آخرين، وفي هذه الحالة يبقى الإنسان يبحث وينقب ولا يغادر المكان حتى يطمئن على الذين لم يعثر عليهم فقد تلحقه بذلك الكارثة أيضا، وهنا نبه الله نوحا بأنه وقت الكارثة سيركب في الفلك من ركب دون البحث عن الذين لم يعثر عليهم لذا نبهه بقوله: {إلا من سبق عليه القول} (هود 40) وهذا ما فعله نوح تماما إذ لم ير ابنه فلم ينتظره أو يبحث عنه فركب هو ومن معه.وترينا الآية 42 في سورة هود أن نوحا وجد ابنه وهو في الفلك يجري بهم في موج كالجبال وليس من مكان الركوب. وكان استغراب نوح في محله فمن كان يظن أنه ابنه كان من المغرقين والاستغراب لأن “وعد الله حق”.
            .
            8 – قد يقول البعض إن نوحا دعا على قومه بالغرق وهذا غير صحيح فلا يوجد نبي أو رسول دعا على قومه بالهلاك ولكن نوحا بعد أن يئس من قومه دعا الله أن يحل المشكلة بينه وبين قومه فقط وذلك في قوله: {قال رب إن قومي كذبون * فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين} (الشعراء 117 – 118) فكان الجواب من رب العالمين{وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون * واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} (هود 36 – 37).
            .
            9 – لقد جرف السيل جثث قوم نوح ورماها في فوهة البركان حيث يتبين من الآية أن فوهة البركان كانت منخفضة وعلاها الماء ودخلت الجثث في البركان وقد بين هذا في قوله: {مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا} (نوح 25) هنا استعمل فاء السببية والتعقيب بين الغرق وإدخال النار واستعمل النار نكرة وهنا لا يقصد فيها نار جهنم “أي نار الآخرة”.
            .
            10 – لقد كانت دعوة نوح التي وردت في الآيتين {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} (نوح 26 – 27) هذه الدعوة دعاها نوح بعد الطوفان لا قبله، أي دعاها بعد أن غرق قومه وذلك بعد أن رأى الأهوال والدمار الذي لحق بالمنطقة فخاف على نفسه وعلى من معه من انتقام من بقي حيا في هذه الحالة سينتقمون منه وممن معه وسيربون أولادهم على الكفر وكراهية الإيمان منذ صغرهم ويكرهوا الناس على الكفر لذا قال: {إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا} (نوح 27) حيث هنا “يلدوا” جاءت من التوليد من التربية وليست الولادة الفيزيولوجية حيث نعلم الآن أن الإنسان يولد من بطن أمه دون معلومات ودون مواقف مسبقة والإنسان يولد على الفطرة مسلما فالبيئة تجعله كافرا أو على أي دين آخر.
            .
            1 – قلنا إن حجم السفينة لا يتجاوز معدية خشبية صنعت على مبدأ “الدسر” لذا فقد ركب فيها عدد قليل من الناس وبعض الحيوانات الأليفة المتواجدة عندهم في منطقتهم مثل الدجاج وغيره وكان لا يوجد أنعام في السفينة “خيل، وبغال، وبقر، وغنم…الخ” حيث أن الأنعام في عهد نوح كانت برية ولم تذلل بعد، فلم يأت ذكر الأنعام إلا في قصة هود. وقد بين ذلك في قوله: {احمل فيها من كل زوجين اثنين} (هود 40) هنا لابد من الإشارة إلى أن قراءة حفص وحده (من كل) بتنوين كل. وقرأ الباقون (من كل زوجين) بترك التنوين، وعلى قراءة الأكثرين يكون المعنى من الموجود عندكم منا للبهائم الحية التي تأكلون لحمها فقط.أما فهمها على أنه حمل فيها من كل الحيوانات التي على الأرض بما فيها الدب القطبي والنمور والغوريلا والزرافة… الخ فهذا خطأ يدل على قصور في فهم السياق التاريخي لخط تطور الإنسان.
            ثم إننا نستنتج استنتاجا هاما من قصة نوح وهو أن البشرية تعلمت اجتياز العوائق المائية قبل أن تذلل الأنعام فكان اجتياز العوائق المائية وتذليل الأنعام الوسائل الوحيدة لانتشار الإنسان في الأرض، وقد بقيت الفلك والأنعام الوسائل الوحيدة لتنقل الإنسان حتى القرن الثامن عشر والتاسع عشر أي حتى اختراع الآلة البخارية. وقد ورد هذا الترتيب في الآية {والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} (الزخرف 12).
            3 – البند الثالث من النبوة وهو:1 – التبشير بالبنيان والاستقرار: لقد عاش الإنسان في عهد نوح في الكهوف حيث كانت المنطقة تحيط بها الجبال وفيها أنهار فيعتقد أنهم كانوا يعيشون في الكهوف وفي الغابات المحيطة بالأنهار لذا فقد كانوا يعبدون مظاهر الطبيعة حيث أن تمييز الآلهة لم يوجد عندهم بعد فكانت من نبوة نوح التبشير بالبنيان والاستقرار وهذا التبشير في نبوته ورد في قوله تعالى: {ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} (نوح 12) وقد ذكر إهلاك القرى المستقرة بعد نوح في قوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا * وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا} (الإسراء 16 – 17) .من هنا نلاحظ كيف بشر نوح الناس بالاستقرار من البناء وهذا الاستقرار فعليا لم يكن حاصلا حتى زمن هود وذلك في قوله: {ويمددكم بأموال وبنين} فهنا البنين لا تفهم على أنها الذكور من الأولاد ولكن تفهم من فعل “بنن” وتعني الثبات واللزوم والإقامة وهذه هي طبيعة الأبنية والبنيان. أما قوله: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا…الآية} (نوح 28) فهنا البيت في اللسان العربي اسم جنس ولها أصل واحد وتعني المأوى والمآب وجمع الشمل. فليس من الضروري أن يكون البيت بنيانا إذ يمكن أن يكون كهفا.أما قوله: {ويمددكم بأموال} فهنا المال لا يعني النقد، بل جاء من فعل “مول” وتعني هنا أدوات الإنتاج البدائية وما يمكن أن يصطاده الإنسان ويجنيه من الطبيعة وفي القاموس خرج إلى ماله: أي خرج إلى ضياعه و إبله.2 – بداية توجيه العقل الإنساني للتفكير بنفسه وبالوجود من حوله وتنمية المدارك العقلية للإنسان والتوجيه إلى البحث في الوجود الإلهي والكوني والإنساني وذلك بالنسبة لنوح ولمن بعده وذلك في قوله:
            • {قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات والأرض…الآية} (إبراهيم 10).
            • {مالكم لا ترجون لله وقارا * وقد خلقكم أطوارا * ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا*} (نوح 13 – 14 – 15).

            3 – بداية ترسيخ العبادة التجريدية عند الإنسان وذلك بالاستغفار حيث أن الاستغفار مفهوم مجرد غير مشخص وقد بدأ التجريد عند الإنسان به {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} (البقرة 377).أما عند نوح فقد ورد:
            • {وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم} (نوح 7).
            • {يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم} (إبراهيم 10).
            • {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا} (نوح 10).
            • {رب اغفر لي ولوالدي} (نوح 28).
            • {إن ربي لغفور رحيم} (هود 41).
            • {يغفر لكم من ذنوبكم} (نوح 4).

            4 – بداية مفاهيم البعث والجزاء والتلميح إليها دون ذكرها صراحة:لقد وردت في نبوة نوح تلميحات بسيطة غير مباشرة إلى وجود بعث ورجعة بعد الموت، هذه التلميحات وردت في الآيات التالية:
            • {إنهم ملاقوا ربهم} (هود 29).
            • {والله أنبتكم من الأرض نباتا * ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا} (نوح 17 – 18).
            • {هو ربكم وإليه ترجعون} (هود 34).

            هنا يجب أن نلاحظ نقطة في غاية الأهمية وهي أن البشرية في عهد نوح كانت غير قادرة على استيعاب الانفجار الكوني وتشكل الكون وقوانين الجدل والتطور والساعة ونفخة الصور والبعث واليوم الآخر والجنة والنار لذا لم تذكر هذه الأشياء نهائيا في نبوة نوح وإنما ذكرت بالتفصيل في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حيث أن العقل الإنساني قد نضج لتقبل هذه المفاهيم وفهم قوانين الطبيعة والجدل والتطور، وعنده الإمكانية لأن يعقلها.5 – وجود مبدأ الأجر والاستخدام وبداية ظهور الملكية والطبقات وبالتالي وجود التمايز الاقتصادي والاجتماعي:لقد بينت الآيات المتعلقة بنوح وجود مبدأ الاستخدام من ناس إلى ناس آخرين ووجود ناس متميزين عن ناس آخرين من الناحية الاقتصادية والاجتماعية وقد بين هذا في قوله:
            • {فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله} (يونس 72).
            • {إن أجري إلا على رب العالمين} (الشعراء 109).
            • {لا أسلكم عليه مالا إن أجري إلا على الله} (هود 29).

            والأجر في اللسان العربي تعني الكراء على العمل أي إعطاء شيء مقابل العمل. أما وجود التمايز الاقتصادي والاجتماعي فقد عبر عنه بكل صراحة في مصطلح الملأ والأراذل. فالملأ تمثل الطبقة العليا، والأراذل تمثل الطبقة الدنيا، وقد علمتنا قصة نوح أن اعتماده الرئيسي في دعوته كان على الطبقة الدنيا “الأراذل” وقد تكون هذه الطبقة هي العبيد. والملأ هم السادة وذلك في الآيات:
            • {فقال الملأ الذين كفروا من قومه…الآية} (المؤمنون 24).
            • {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل بل نظنكم كاذبين) (هود 27).
            • {قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون} (الشعراء 111). وهنا “قالوا تعود على الملأ وهذا واضح من الآية 27 في سورة هود.

            فهنا يبرز سؤال: من هم الأراذل الذين اعتمد عليهم نوح واتبعوه؟لقد عرف القرآن الأراذل بتعليقه {بادي الرأي} وهم الناس بدائيي الرأي في نظر الملأ وهم من نقول عنهم العامة أو الطبقة غير المتعلمة بالنسبة لعلوم زمانها “الطبقة الجاهلية”، وقد جاءت الأراذل في هذا المعنى في مقامين آخرين وهما:
            • {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا… الآية} (النحل 70).
            • {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا} (الحج 5).

            هنا استعمل مصطلح “أرذل العمر” وهو لا يعني الشيخوخة إطلاقا ولكنه يعني التوقف عن اكتساب المعرفة، فإذا تخرج إنسان من الجامعة في سن الـ 25 سنة وتوقف عن اكتساب العلم ورفع الكفاءة العلمية وبقي على معلوماته في الجامعة فيبدأ أرذل العمر عنده من سن الـ 25 وهذا ما عبر عنه بـ {لكي لا يعلم بعد علم شيئا} وهناك أناس يتابعون تحصيل العلم حتى سن متأخرة ثم يقفو عن المتابعة لأسباب متعددة منها المرض وهذا ما عبر عنه به {لكي لا يعلم من بعد علم شيئا} أي أنه يمكن أن يأتي يوم في حياة الناس يقفون فيه عن متابعة العلم واكتساب المعلومات ليتركوه لغيرهم أي للأجيال الجديدة الناشئة وهذه هي سنة الحياة في اكتساب العلم.هنا يعلمنا القرآن نقطة في غاية الأهمية: لقد كان خطاب نوح إلى الملأ “الخاصة” ولكن كان اعتماده على الأراذل “العامة” مما أثار سخط الخاصة وأعتقد أن العامة هم الذين صنعوا الفلك، وهذه النقطة تعطينا قاعدة هامة وهو أن الخطاب الفكري العقائدي يجب أن يكون دائما على مستوى رفيع بالنسبة لعصره، ولكن الممارسة يجب أن تكون مفهومة وواضحة بالنسبة للعامة ذوي المستوى الأدنى.

            ونستنتج أيضا من قصة نوح أنه في العصور القديمة كان التمايز العلمي والثقافي حكرا على الملأ لأنهم كانوا لايعملون بل متفرغين وهناك الغوغاء “بادي الرأي” الذين يعملون، فهذا الوضع أدى بشكل طبيعي إلى تقدم المعارف العلمية والأدبية عند الملأ.
            وهذه الناحية نراها سارية المفعول حتى يومنا هذا إذ أن اكتساب المعارف ورفع الدرجة الثقافية بشكل عام والعلمية بشكل خاص يحتاج إلى تفرغ، والمتفرغ يحتاج إلى من يعيله وهذه الإعالة الآن تقوم بها الدول من ميزانياتها، فكلما صرفت الدولة من ميزانيتها على البحث العلمي وعلى التفرغ للبحث العلمي ارتفع أبناؤها في درجات الرقي والتقدم.لاحظ أن الصراع الاجتماعي قد بدأ في عهد نوح، وقد أشار إلى ذلك في قوله تعالى: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عيها القول فدمرناها تدميرا} (الإسراء 16) وقوله تعالى: {وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح…الآية} (الإسراء 17).
            .
            1– من وقف في وجه دعوة نوح: نرى أن أعداء دعوته عليه السلام هم الناس المستفيدون من الوضع القائم وهم “الملأ” أصحاب الامتيازات ورجال الدين “الكهنة” فالتغيير فيه إنقاص للملأ الذين ملؤوا مالا وجاها “نفوذا” وفيه فقدان لسيطرة رجال الدين على الناس. وقد قلنا إن عبادة مظاهر الطبيعة كانت العبادة السائدة عند قوم نوح “الشمس، القمر، النجوم، الرعد، البرق، الأنهار” وكل عبادة وثنية لها كهنتها، فمظاهر الطبيعة هي الآلهة، والكهنة هم مندوبو الآلهة لدى الناس لذا فالآلهة والكهنة مرتبطان بعضهما ببعض ارتباطا وثيقا وهذا ما عبر عنه القرآن بكل دقة بقوله: {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا * وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} (نوح 23 – 24).هنا نلاحظ كيف استعمل {تذرن آلهتكم} ثم أعاد الفعل مرة ثانية {تذرن ودا…} فمظاهر الطبيعة هي الآلهة. أما “ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر” فهم الكهنة مندوبو الآلهة للناس، واعتقد أن القول الذي يقول بأن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا عبارة عن أصنام غير صحيح للأسباب التالية:1 – لو كانت أصناما لقال عنها آلهة ولدمجها مع الآلهة.2 – ان الوضع الإنتاجي “وسائل الإنتاج” في عهد نوح لا يسمح بنحت الأصنام إذ أن نحت الأصنام يحتاج إلى وسائل للنحت وإلى مفاهيم هندسية بعدية وهذه المفاهيم الهندسية لم تظهر عند الإنسان إلا بظهور الأبنية “الاستقرار” حيث أن البناء يحمل مفاهيم هندسية بعدية.3 – مظاهر الطبيعة أو الأصنام ليست من العاقل فإذا كان الإنسان يعبد الشمس فلا نقول أن الشمس أضلته ففي هذه الحالة سيكون العقاب للشمس لأنها هي التي أضلته، بينما كان تعليقه على ود وسواع…الخ هو {وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} (نوح 24).فهل مظاهر الطبيعة أو الأصنام تضل الناس عن عبادة الله الواحد وقد وصفهم بالظلم وهل مظاهر الطبيعة والأصنام تظلم وهذه كلها صفات للعاقل أم أن الناس الذين يدعون إليها هم الذين يضلون الآخرين ويظلمونهم؟وأعتقد أن هذه الظاهرة مازالت إلى يومنا هذا حيث أن المترفين ورجال الدين يضلون الناس ويوقعونهم في الوهم “الباطل”. لذا فإن الإسلام دين مدني ولا يوجد فيه رجال دين.أما موقف الملأ فقد عبر عنه كما يلي:
            • {قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين} (الأعراف 60) هنا نلاحظ كل الملأ بدون استثناء.
            • {فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما نراك إلا بشر مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم عينا من فضل بل نظنكم كاذبين} (هود 27).

            في الآية 60 من سورة الأعراف نلاحظ كيف ذكر الملأ كله كطبقة وكان موقف الملأ ككل هو تخطئة نوح بقولهم {إنا لنراك في ضلال مبين} (الأعراف 60). ولكن بعد فترة هناك جزء من الملأ اقتنع مع نوح وبقي الجزء الآخر ضد نوح وضد من معه من الملأ لذا جاءت الآية {فقال الملأ الذين كفروا من قومه} (هود 27). فكان الاتهام ليس بالضلال والخطأ كقولنا “أضل الطريق” ولكن الاتهام كان بالتكذيب بقولهم {بل نظنكم كاذبين} وهنا فعل ظن يعني اليقين لا الشك.أما التهم التي وجهت إلى نوح ومن معه فهي كالتالي:إن البطش بأية دعوة إنسانية تدعو إلى التوحيد والتطور من قبل أعداء التطور وهم المستفيدون من ثبات الأوضاع (الكهنة)، هذا البطش يحتاج إلى مبررات، فما هي هذه المبررات؟الضلال والتكذيب {إنا لنراك في ضلال مبين} أي أن هذه الدعوة جاءت لتضلل الناس وتخدعهم وتحيدهم عما وجدوا آباءهم عليه وهذا المبرر بقي إلى حين دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا بأشكال متعددة حسب الظروف الموضوعية وسلم التطور وذلك في قوله تعالى:
            • {بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون} (الزخرف 22).
            • {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير الا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون}(الزخرف 23).
            • {قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} (الزخرف 24).
            • {تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا} (إبراهيم 10).

            هنا نلاحظ أن هذه السنة وهي الاستمرارية على ما ورثوه عن الآباء هي الحجة الكبرى لأعداء التطور وهنا أيضا أعطى تعريفا دقيقا لأعداء التغيير والتطور وهم المترفون من الملأ أصحاب الامتيازات وهذا الخوف على الامتيازات وضح في قوله: {وما نرى لكم علينا من فضل} (هود 27).وهكذا نفهم التهمة الاولى وهي الضلال المبين. فإذا اكتسبت الدعوة الأنصار يتطور الاتهام إلى التكذيب {بل نظنكم كاذبين} {إن قومي كذبون} (الشعراء 117) ثم يتطور إلى الحجة أن الدعوة الجديدة تريد استلام السلطة {يريد أن يتفضل عليكم} (المؤمنون 24).وهذا التكذيب يرافقه ظاهرة السخرية {وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه} (هود 38). والازدراء {ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيرا} (هود 31).أما الإجراءات التي يتخذها أعداء التجديد والتطور فهي:– النفي {لنخرجكم من أرضنا} (إبراهيم 13).– الأذى “التعذيب” {ولنصبرن على ما آذيتمونا} (إبراهيم 12).– الرجم {لتكونن من المرجومين} (الشعراء 116).– الزجر {وقالوا مجنون وازدجر} (القمر 9).– المكر “التآمر” {ومكروا مكرا كبارا} (نوح 22) والمكر هو التآمر، فإعطاء التقدم والتطور يتآمرون لمنع تقدم عملية التطور إلى الأمام ويتهمون دعاة التطور والتقدم بالتآمر وقد حصل هذا فعلا عندما اتهم فرعون موسى والسحرة بالتآمر في قوله: {قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون}(الأعراف 123).وقوله: {قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم * يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون} (الأعراف 109 – 110)..– الفرار {فلم يزدهم دعائي إلا فرارا} (نوح 6). وأحد معاني الفر في اللسان العربي هو النيل منه وخرق عرضه فنقول فلان يفر من فلان إذا نال منه وخرق عرضه.– عدم الإصغاء لقيام الحجة: حيث أن حجة التحجر والتزمت ضعيفة جدا ودعاة التوحيد “التطور” ذوو حجة قوية جدا، فأحد ردود الفعل ضدهم هي عدم الإصغاء إليهم ومنع الآخرين من الإصغاء إليهم {وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا} (نوح 77).وفي هذا المجال نرى أن ننوه إلى المعاني التالية:1 – التمييز بين الفلك والسفينة. فالفلك جاءت من “فلك” وهو الاستدارة وهي عبارة عن الشكل الهندسي للسفينة قبل نزولها في الماء، فالفلك عبارة عن قطع خشبية مربوط بعضها ببعض بألياف طبيعية لها شكل قريب من الدائري أو البيضوي من أحد أطرافها على الأقل. أما السفينة فهو الفلك عندما يجري في الماء فترتطم به الأمواج. ومن هنا جاءت السفينة من فعل “سفن” وله أصل واحد وهو تنحية الشيء عن وجه الشيء الآخر أي أن السفينة تسفن الماء كأنها تقشره.2 – لقد سمى كل أعداء نوح بالظالمين،
            • {فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين} (المؤمنون 28).
            • {ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون} (هود 37).
            • {وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلا ضلالا} (نوح 24).

            3 – التمييز بين الجهر والعلن في قوله:
            • {ثم إني دعوتكم جهارا} (نوح 8).
            • {ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا} (نوح 9).

            في الآيتين 8 – 9 من سورة نوح تبين لنا أن هناك فرقا بين الجهر والعلن، فالجهر جاءت من الجمال فنقول فلان استجهرته أي راعني جماله وكثر في عيني، وفلان ذا جهرة أي منظره تجتهره الأعين. فعندما قال: {إني دعوتهم جهارا}(نوح 8). أي أنه كان في دعوته لهم لطيفا جدا وبدون أية فظاظة وهذا أيضا ما أمر الله به موسى عندما أرسله إلى فرعون {اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} (طه 43 – 44)أما قوله: {إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا} (نوح 9) فهذا يعني أن الدعوة أخذت الوجه العلني والوجه السري.4 – إن مسار القصص القرآني يبين أن دعاة التطور والتقدم وهم الأنبياء ودعاة التشريع وهم الرسل كانوا ذوي أتباع قلائل وكانوا مغلوبين على أمرهم فكان الله يتدخل لنصرتهم وتدخل الله هو من خلال ظواهر الطبيعة وقوانينها لذا سمى هذه الظواهر آيات الله في سورة الجاثية الآية 6. فقال عن الظالمين {وكذبوا بآياتنا} (البقرة 39/المائدة 10 – 86) وقول نوح {رب انصرني بما كذبون} (المؤمنون 26) فقد كذب الظالمون بالفلك وبالطوفان وهما من آيات الله فنصره الله بهما.

            بعد ايضاح قصة نوح عليه السلام وما ورد ذكره في المصحف
            الآن يمكن أن نطرح السؤال التالي: هل القصص القرآني يحتاج الى مرويات من خارج المصحف الشريف ومن اصدق من الله حديثا؟

            اترك هذا الجواب لاجتهاد القارئ

            بارك الله لكم وانار بصائركم

            واعتذر عن الاطالة

            تقبلو مروري .


            تعليق


            • #7

              السلام عليكم ورحمة الله

              بارك الله فيكم أخونا الفاضل aldame
              ونشكركم على هذه الجهود الطيبة.. ونفخر بوجود أمثالكم بيننا
              اسأل الله أن يوفقنا واياكم للخير كل الخير وأن يحقق لنا ولكم ما نبتغيه
              وان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه تعالى

              دمت بخير

              تعريف بأسماء مشايخ هيئة كبار العلماء بالسعودية وطرق التواصل معهم

              قَالَ الشَيْخْ الأَلَبْانِيِ رَحِمَهُ الله:
              "طَالِبُ الَحَقِ يَكْفيِهِ دَلِيلْ، وَ صَاحِبُ الَهوَى لا يَكْفِيهِ ألَفَ دَلِيلْ ،الجَاهِلً يُعَلّْمْ وَ صَاحِبُ الهَوَى لَيْسَ لنَا عَلَيهِ سَبِيلْ"
              وقال :التحدث والتخاطب مع الجن بدعة عصرية

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة aldame مشاهدة المشاركة

                بعد ايضاح قصة نوح عليه السلام وما ورد ذكره في المصحف
                الآن يمكن أن نطرح السؤال التالي: هل القصص القرآني يحتاج الى مرويات من خارج المصحف الشريف ومن اصدق من الله حديثا؟

                اترك هذا الجواب لاجتهاد القارئ

                بارك الله لكم وانار بصائركم

                واعتذر عن الاطالة

                تقبلو مروري .


                السلام عليكم

                اجابتي على السؤال :
                نعم أخي - قد نحتاج إلى تبيان ذلك من خارج القرآن الكريم - والمرويات من السنة النبوية المطهرة خير شاهد
                فمثلاً قصة موسى عليه السلام والخضر وردت في السنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأضافت في تبيانها .

                أما عن مرويات الاسرائيليات فماوافق شرعنا قبلناه - ومايخالفه رددناه
                والذي لم يثبت صحته وبطلانه من الاسرائيليات فلا نصدقه ولانكذبه .

                والله أعلم
                وفقكم الله .
                لاحول ولاقوة إلا بالله

                تعليق

                يعمل...
                X